روايات

رواية لقاء المعرض الفصل السادس 6 بقلم دنيا فوزي

رواية لقاء المعرض الفصل السادس 6 بقلم دنيا فوزي

رواية لقاء المعرض الجزء السادس

رواية لقاء المعرض البارت السادس

لقاء المعرض
لقاء المعرض

رواية لقاء المعرض الحلقة السادسة

_ يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلناا.
قالتها “نور” وهي بتطبل على صينية الشاي وبعدين سكتت شوية وقالت وهي بتكلم نفسها في لحظة إدراك بصوت عالي: طب والله العظيم كلنا خطبوا ومفضلش غيري.
ضحكت وقولتلها وأنا بتخيلنا سوا متجوزين 2 صحاب: متقلقيش مش هسيبك إن شاء الله يطلع عنده صاحب وأخدك ليه ونبقى 2 صحاب أتخطبوا ل 2 صحاب برضو…الله.
نهيت جملتي بحماس وضحكة واسعة، بصيت عليها لقيتها بتقولي: أرجوكي سيبيني أنا مش هقدر أتحمل عقدك النفسية دي أكتر من كده، وتجيلي بقا لما تتخانقي أنتِ وهو وتقرفوني أنا والواد بتاعي…لا لا لا تؤتؤتؤ، أنا أحب جداً إننا ننفصل وبينا كامل الإحترام والتقدير.
حدفتها بالمخدة في وشها وأنا بقول: عقد نفسية في عينك..أنا إنسانه عميقة، وبعدين أنتِ مفكراني هعامله زي ما بعاملكوا ولا إيه!!! دا هيبقى العين والنني يماما فوقي.
خبطت إيديها في بعض وهي بتقول بغمزة: أموت أنا.
وطبعاً في الظروف اللي زي دي أحب أقوم بدور نبيلة عبيد جداً وأضحك، وفي عز ضحكتي قولتلها: حمدي الوزير أقسم بالله قاعدة مع حمدي الوزير.
قالتلي بضحكة: لا وأنا قاعدة مع داعية أوي…دا الأستاذة نبيلة عبيد مبسوطة منك والله.
ضحكت وقولتلها: القدوة.
قالتلي وهي بتعوج شفايفها: لا بقولك إيه إمسكي نفسك أحنا مفهمين الواد إنك هادية.
جاوبتها بثقة وأنا برجع شعري لورا: هه دا مستنيني أفتح شفايفي بس وأتكلم.
قالتلي بأسف: صدقيني هيندم على الأمنية دي، دا هيلاقي ماسورة فتحت في وشه.
حركت رأسي بموافقة: إبن أصول ويستاهل كل خير ثم دا يدل على كرمي.
استنيت ردها وأنا بحط حنة في ضوافري ملقتش رد!! بصيت عليها لقيتها بتبصلي بإبتسامة هادية وساكته.
ابتسمت وسألتها: في إيه؟
قالتلي بنظرة دافيه: مبسوطالك.
حسيتها محتاجة توضح أكتر سبب فرحتها ليا، حطيت الحنة في جمب وقربت وأنا بسألها: من ناحية إيه بالظبط؟
_ أول مرة أحسك مش خايفة ومبسوطة كده من ساعة ما قابلتيه…دايماً كان بيبقى في جانب خايف جواكِ، جانب محتاج يطمن ويلجأ لحد يحتويه، دلوقتي حساكِ داويتي الجزء دا أو استغنيتي عنه خلاص.
أخدت نَفس عميق واسحضرت صورته في بالي وأنا بقولها: هو اللي داواه يا نور، عيونه اللي دايماً بتلمع لما تشوفني…ابتسامته اللي بتترسم على شفايفه لما بتكلم، رغم إني أحياناً بقول لنفسي إيه اللي أنتِ بتقوليه دا!!!! بس هو مش بيحسسني بكده هو بيسمع، فرحتي بموافقتي على الخطوبه، دعمه في كل حاجة بكتبها.
سكت شوية وبعدها ضحكت وأنا بكمل: تعرفي إنه مؤخراً بيعلق على الخواطر والنصوص بطريقة كريتيڤ كده، أول ما بيوصلي نوتفكيشن بإسمه ببقى مجهزة الإبتسامة قبل ما أفتحه، زي ما تقولي كده قررت أسمع كلامه وأخاطر وأغرق فيه ومعاه يا نور.
_____________________
” والهوى اه منه الهوى آه منه الهوى”
كنت بسمع أم كلثوم وأندمجت ومعاها وقولت بصوت عالي وأنا بصب القهوة: ااااااه منه الهوى.
هديت صوتي شوية وقولت معاها بدلع: سهراان الهوى…أهاا يسيقينا الهنا… آه والله، ويقولي بالهنا…على قلب حبيبتي.
_ أنحانيحووو، واد يمحنو.
بصيت ورايا لقيت “سيف” السنجل البائس دا بيتريق عليا، مش عارف إزاي قادر يعيش من غير ونيس لحد دلوقتي، دا الله يكون في عونه والله، أينعم أنا لسه قاري فاتحة مكملتش يومين، بس من أول ما شوفتها وأنا حاسسها معايا، مفارقتش خيالي لحظة كل ما أشتاق أجيب صورتها في خيالي وأسرح فيها، أما الحُب طلع بيحلي الحياة بصحيح.
= عايز إيه يا بائس.
ضحك وقالي: عايز أقرصك في فخدتك عشان أحصلك في خرجتك.
= بخربيتك!! أنا لحقت أدخل لما هتخرجني من الدنيا!
_ يعم لا يعم هتخرج من حياة السناجل يعني.
= ينبي دي خطوبة لسه.
_ يعني مش هقرصك في فخدتك!
= هو أي تلزيق وخلاص!
_ أيوا يعني لما أنت تقعد تكلمها أنا أقعد أكلم مين؟؟ أكلم نفسي!
=أيوا خليك في جنون العظمة.
_ تصدق فعلاً محدش يستاهلني.
= دا حقيقي، عشان أنت إنسان لا تطاق.
_ دايماً كاشفني كده!! طب سيبلي حاجة أكتشفها أنا.
= سيف يا إبني أتقل تاخد حاجة نضيفة.
_ تفتكر هلاقي؟
= معتقدش أنا خدت أخر أنضف وأجمل حاجة في السوق، إستني لما نتجوز ونخلف وأبقى أديك المنتج.
_ هو أنا قطة هترمولي بواقي! أنا هعتمد على نفسي وأجيبها.
= متنساش تعرفنا عليها.
_ دا كده كده.
جه ناحيتي وبدأ يعمله قهوة هو كمان وقال: جهزتلك البدلة.
خبط على ضهره وقولتله بفخر: حبيب أخوك.
قالي وهو بيحط البن في الكنكة: وحجزتلك السيشن.
حطيت الفنجان بتاعي في جمب وقولتله: وبعدين في الكلام اللي يخليني أتحول جنسياً عشان تخطبني ومسيبكش سنجل لوحدك دا!!
قالي بتريقة: هدمع من كتر التضحية.
_ طب يلا يا أبو قلب رهيف جهز نفسك وأنزل جهز العربية عشان نلحق السيشن في الشمس.
= حد هيجي معاها؟
_ تقريباً صحبتها.
عينيه لمعت وردد كلمتي: صاحبتها؟؟؟
قولتله بتحذير: سيييف مش عايز مشاكل.
ابتسم بخبث وقالي: أنا برضو بتاع مشاكل!!!
قولتله تاني: مش بهزر خلي اليوم يعدي على خير…أمين؟
خلص فنجانه وقالي بإبتسامة: أمين.
____________________
جهزت نفسي أو بمعنى أصح “نور” اللي جهزتني، فستان Gray فاتح ستان صك داخل فيه استرس سيلڤر وطرحة بلون قريب للفستان، وهيلز سيلڤر…وقفت شوية قدام المرايا وأنا ببص على شكلي، طلع إحساس إنك أنتِ صاحبة الليلة، إحساس موتر يملؤه دغدغة في أمعائي…دغدغة لذيذة، ترا والله وجبة فراشات مُجنحة كاملة الدسم، كنت راضية عن شكلي ومتحمسة أشوف لمعة عيونه بيا وأشوف نفسي قد جميلة فيهم.
سمعت صوت صفير ممزوج بإعجاب جاي من ورايا، بصيت في المرايا لقيتها “نور”، كانت لابسه فستان ستان بني وطرحة بيچ وهيلز بني فاتح.
_ طرش.
= إيه!
_ طرش.
= سمعتها يا نور بس في كلام تاني كان ممكن يأدي لنفس المعنى برضو.
_ ششش طرش بقولك…دا يبخته.
= عسولة؟
_ عسولة! بقا أنا أقولك طرش وأنتِ تقوليلي عسولة!! إحنا اتصاحبنا إزاي؟
ولسه هجاوبها سمعت صوت عربية، حسيت إني اتلجمت وضربات قلبي كانت عالية لدرجة إني شكيت إن “نور” سمعتها، “نور” راحت تشوف مين وجت عرفتني إنه هو خلاص وصل.
حسيت بإحساس غريب، كنت مبسوطة يمكن، متوترة جايز…بس…بس إيه مشتاقة لرؤيته دي!…إيه دا!!!! أنا شكلي حبيته ولا إيه! هو أنا لحقت!!
__________________
خلصت لبس وظبط نفسي، بصيت على نفسي في المرايا قبل ما أخرج…وكل ما تجيلي لحظة إدراك إن النهاردة خطوبتي على البنت اللي عمري ما اتعاملت معاها وكان كل اللي يجمعني بيها مجرد ريأكت! أضحك…وبدأت مواقفنا سوا من أول ما اتقابلنا تهل في بالي، عفويتي وعشمي في الكلام معاها رغم عدم معرفتي إنها نفس الشخص اللي ضحكت على نفسي وقولت إني مش رايح أشوفه، استغرابها مني، هدوئها استماعها ليا، ابتسامتها وقتها وهي بتعرفني بنفسها في المعرض، جمالها لما اتقابلنا في الفرح الإسلامي سوا، ابتسامتها أول ما شافتني في بيتها وعرفت إن أنا العريس، وطبعاً لا تخلو الذكريات من الكلمة المحببة ليا “نعم!!!” كانت ألذ وأطعم نعم سمعتها في حياتي.
اتنهدت وأنا بسأل نفسي “إزاي ممكن إنسانه صغيرة زيها قادرة تحرك كل المشاعر دي جوايا؟، إزاي قادرة تسيطر على تفكيري وبالي وعقلي بمجرد كام لقاء يتعدوا على الصوابع كده؟؟”
_ لا لا لا هبوط حادز في الدورة الدموية من كتر الكاريزما والحلاوة.
الكائن الفصيل اللي كل مرة يثبتلي حُسن إختياري لصداقته، إبتسمت وقولت بتريقة: يجدع!
رفع حواجبه وقالي بتأكيد: أوووومال، دا أحنا نخليها كتب كتاب علطول بقا.
تخيلت المشهد والمأذون بيرفع المنديل وبيقول “بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير” وخلاص أنا رايح أضمها ليا وأعوض كل الإنتظار دا بحضن صغير، يخي والله إحساس يزيد على الروح روح جديدة.
فوقت على صوته وهو بيقولي: أنت أندمجت وروحت مني فين؟؟
ضحكت وقولتله: معاك أهو…يلا عشان منتأخرش عليهم.
لسه هخرج قابلتني أمي في وشي، وتلقائي عيونها دمعت وهي بتقول: بسم الله ماشاء الله، كبرت يا عُمر وبقيت راجل يملى العين.
أمي من النوع الدرامي شوية، ودا بسبب وفاة والدي وإني الإبن الوحيد عشان كده دايماً محتجاني معاها، مش فاهم أنا، 35 سنة جواز مجابوش فيهم غيري ليه!!! أهو كان شال عني شوية، دا إيه الفراغ اللي كان عندهم دا!!!
“سيف” حب يهون من تأثير الموقف فحب ينكشها وهو بيقول: طنط يحبيبتي مش عايز أقطع عليكي فخرك بعُمر بس دي خطوبة لسه يعني هيرجع معانا تاني.
بصتله وقالت: بس يا معنس.
_ طب يا عُمر يحبيبي أنا مستنيك تحت بقا واضح إن طنط منفعلة دلوقتي.
أخد مفاتيحة ومشي وقعدت أضحك أنا وماما، قولتلها بمحبة: رينا يديمك ليا ويديمني ليكِ يحبيبتي.
أممت ورايا بإبتسامة بشوشة: آمين.
قولتلها بدون مقدمات: ادعيلي يا ماما، ادعيلي السنة دي تعدي على خير والسنين اللي جاية كمان تعدي على خير، عارف إن دي بداية لسه، وعارف إن دا بيقولوا عليه شغف بدايات، وإن بعد النهاردة هبدأ معاها بجد، زي ما أنا عارف إن أكيد العلاقة مش هتخلو من بعض المشاكل..بس ادعيلي المشاكل دي لما تيجي متطولش؛ لأني هبقى كداب لو قولت إن علاقتنا هتبقى 100 في المية حُب وورد وكلام حلو.
ربطت على كتفي وقالت: كله بإيد يا عُمر.
سألتها زي التايه: إزاي؟
جاوبتني بكل سلاسة: يعني إحنا كحريم إحنا رد الفعل وأنتو الفعل، قدمتلي إهتمام هغرقك حب، قدمتلي حُب هتلاقيني بضاعفه وأقدمهولك وعليه دلع كمان، أهملت؟ هتلاقي نكد، بعدت واخترت الصمت؟ هتلاقي جفا، أوعى وقت زعلك تختار تبعد يا عُمر، البعد يضاعف الصمت بينكوا والصمت يولد قسا يحبيبي، لو حبيت تبقى لوحدك عرفها، لو حبيت تعمل أي حاجة في العلاقة دي سواء عرفها وشاركها ومتسيبهاش لدماغها، أبوك أحياناً كان بيسيبني ويمشي كنت بفضل أقول طب يمكن مني؟ يمكن أنا السبب؟ طب أغير إيه فيا؟ هل مكنتش حنينة عليه كفاية؟ وبفضل اسأل نفسي هيسيبني؟ مَل مني؟؟ ودماغ الواحد مبترحموش والشيطان شاطر، متديش الشيطان فرصة يوهملها إنها سبب في حاجة هي في الأساس ملهاش ذنب فيها…قدم الحلو وصلح أول بأول هتلاقيها كريمة في حُبها واهتمامها ومشاعرها ليك، أنت الأساس في الفترة دي يَعُمر.
“أنا الفعل وهي رد الفعل” جملة رتبتلي أفكار كتير كانت محتاج تتحط في مكانها الحقيقي، جه في بالي إني لو مكنتش بدأت كلام معاها وقدمت خطوة مكنتش هي هتكلمني وكنت هبقى مجرد شخص عابر في حياتها، ابتسمت وشكرت أمي ونزلت لسيف، فكرة إني الأساس شئ مش هين…أنا ممكن أضعف، ممكن يجي عليا وقت وأحتاج اللي يدلني مش العكس، وهنا جه في بالي كلام والدتي، إني لو قدمت شئ هلاقيه منها مضاعف في وقت تاني…ساعتها حسيت إني بقيت أحسن، “دُنيا” من خلال قرأتي ليها فأنا واثق إنها نِعم الأهل للحب وليا.
_ جاهز يا بطل؟
قالهالي “سيف” أول ما ركبت العربية وبدأنا نتحرك، بصيتله وسألته: هو أنا مأڤور أو مثلاً الموضوع واخد حجم أكبر؟
ملامحه إستغربت من كلامي وقالي: واخد أكبر من حجمه!!! يبني أنت واحد حَب واحدة وحالياً رايح تخطبها وكام كام شهر هتبقى مراتك، هو أحنا كل يوم بنلاقي حبيب خطب حبيبته! ولا بنشوف حد قادر ياخد الخطوة دي اليومين دول! وحد الله في قلبك كده وأڤور براحتك.
سكت شوية وقالي جملة تقريباً كنت محتاج أسمعها: هو الحُب إيه غير أڤورة وإفراط في المشاعر يعني!!
صح حلاوة الحب في مبالغته، بس الأحلى من كده إن المبالغة تكون متبادلة.
بصيتله بإبتسامة فخر وندهت عليه: سيف.
قالي وهو مكمل في طريقه: حبيب سيف.
ضحكت وقولتله: سيب شوية كلام حلو لما تقابلها.
ابتسم وقالي: تيجي هي بس وهدوقها الحلو في كاسات.
_ ماشي يعم يسهلوو، كنت عايز أقولك شكراً إنك موجود.
رغم إنه كان مركز في السواقه بس رد فعله وصلي من ملامحه، قالي بجدية بعيداً عن هزاره المعتاد: شكراً أنت يا عُمر، أنت يمكن شايفني أنا اللي بقوم بدور النصوح واللي بدلك وبسمعك كلام محتاج تسمعه، بس اللي متعرفهوش إن أنت اللي كنت دايماً بتقوم بالدور دا على مدار سنين كتير مروا، أنا حالياً برد جزء من اللي عليا.
أنا و “سيف” صحاب على النقيض تماماً، هو دايماً فكاهي بياخد الأمور ببساطة من العدم، أنا بفكر في الشئ ألف مرة، بحب أدخل جواه وأتعمق فيه، الجد أغلب الأوقات أسلوب حياة عندي، كل واحد فينا بيكمل جزء في التاني، بس لما قابلت “دُنيا” أكتشفت فيا جزء معرفوش خرج بسببها هي ألا وهو إني أقدر أبقى فكاهي وبدون ما أحس إني تقيل عليها، عشان كده بحب نفسي معاها.
كنت طول الطرق عمال أفتكر إني مشيت في الطريق دا لوحدي وكنت حاطط أيدي على قلبي لأرجع خايب الرجا، النهاردة أنا ماشي في نفس الطريق ومعايا بوكية ورد لأجمل وردة متنكرة في هيئة بشر.
_ وصلنا.
قالهالي “سيف” بحماس وهو داخل بزفة، ابتسمت وأخدت نفس عميق عشان الأكسجين يكفيني لما أشوفها، رغم عدد المرات القليلة اللي شوفتها فيهم إلا إنها في كل مرة بتسرق حواسي مني وتحتفظ بقلبي معاها في بداية اللقا.
طلعنا وبدأت الزغاريط تهل وكل ما نخطي خطوة الزغاريط تعلى أكتر، كانوا كلهم مبسوطين وعيونهم بتلمع بالفرحة، قد إيه الفرحة بتحيي أهلها، مفرقش معايا كل دا، عيوني كانت بتدور على مراساها ومرساها كانت هي.
أول ما ظهرت قدامي حسيت كل حاجة أختفت…كل حاجة بالمعنى الحرفي، مكنتش شايف قدامي غيرها، مكنتش سامع غير صوت نَفسي وعيوني كانت في حضن عيونها…كانت تخبل…سألت نفسي “إزاي قادرة تاخد كل التفاصيل الرقيقة دي ليها لوحدها!!!! ” قدمتلها الورد فإبتسمت يمكن عشان شافت نفسها قدامها.
_ أتفضلي.
قولتلها وأنا بفتحلها باب العربية، ابتسمت ودخلت، وركبت أنا الناحية التانية، “سيف” و “نور” كانوا قدامنا.
= مش هيبقى في تلامس يا عُمر.
قالتلها بدون مقدمات، “سيف” بصلي في المرايا ورجع بص في طريقه تاني، و “نور” اكتفت بإبتسامة جانبية، قولتلها بتأكيد: أكيد، متقلقيش مكنش في بالي أي تلامس.
اتنهدت بإرتياح وهي بتقولي بنبرة دافية: واثقة فيك.
كلمتين.. بس معناهم عميق ويخليني أفكر في أي تصرف أو كلمة تصدر مني تجاهها.
_________________
وصلنا و “سيف” هو اللي خرج ووقف شوية يتكلم مع الناس اللي على البوابة وبعدين سمحولنا ندخل، المكان كان مليان عرايس كل واحدة ماسكة أيد حبيبها “جوزها” وبيتصوروا سوا، منظرهم كان حلو أوي، لقيت صوت بيهمس جمب ودني بمسافة أمنة.
_ عقبالنا.
بصيت في عيونه بإبتسامه دايبه في جمالهم، لقيت واحد بيقول بصوت عالي: بس أثبتوا على كده هناخد الوضعية دي.
وأخد اللقطة على المشهد التلقائي دا، بدأ السيشن وسط ضحكات رايقة بينا إحنا الأربعة واعتراضات على وضعيات معينة، بدأنا نصور الدبل في مسافة أمان بينا ولقطة تانية بإيدينا وهي تكاد تلمس بعضها، كان سيشن رايق ورقيق، كل ما يجي يصورنا وعيوننا بتبص لبعض أبدأ أتوتر فأضحك وأضحكه معايا واللقطة تبوظ!.
_ أبوس إيدك الشمس هتروح مننا.
قالهالي “عُمر” برجاء وهو بيضحك عشان ناخد لقطة العيون في وضعية مختلفة، قولتله وسط إنفلات ضحكة من بين شفايفي: ما أنت اللي بتوترني يا عُمر.
ابتسم وقالي بهيام: يلهوي على عُمر وسنين عُمر…فداكِ.
: بالزمة دا وقته!!!!
قالها “سيف” بتريقة فجاوبه “عُمر” بإبتسامة ثقة: مش بقت خطيبتي يبقى وقته في كل الأوقات.
قررت “نور” تتدخل وهي بتقول “لسيف”: بتشهد مين على مين يعني!!!
بصلها وقال بإبتسامة جانبية: صحيح والله، أنا غلطان فعلاً.
رجعنا لوضعيات الصور البسيطة من تاني ونظراتنا العفوية لبعض، “سيف” و “نور” أخدوا جمب لوحدهم وبصراحة مكنش شاغل بالي غير وجودي معاه.
__________________
“نور” بنت شوفتها في قراية الفاتحة وفي الفرح الإسلامي ودي المرة التالتة، لاحظت إنها بنت عفوية، دمها حفيف…حسيتها شبهي كأني ببص على نفسي في مرايا بس الفرق إني في المرايا محجب وضحكتي تعمل قلق وعيوني حلوة وقناصة.
_ شكلهم حلو.
حبيت أكسر الصمت اللي بينا بالجملة دي، بصتلي ورجعت بصت عليهم بإبتسامة حُب وقالت: أوي، ربنا يبارك فيهم.
أممت وراها وسكتنا، بدأت أشغل عقلي وأفكر أرجع كلامنا إزاي، لقيتهم بيضحكوا سوا…قولتلها: تعرفي إن نسبة إستمرار الضحكة دي على وشهم هي هي نسبة إختفائها.
بصتلي بإستغراب وسألتني بعدم فهم: يعني إيه؟
حبيت أتأكد إني لو اتكلمت مش هتنفعل عليا فسألتها: أتكلم عادي ولا هتقفشي؟
فكرت شوية وقالت بمشاكسة: والله على حسب.
ابتسمت على طريقتها وقولتلها: لا يعم حسب إيه ونسب إيه أنا هسكت أحسن.
قالتلي بثبات: لا متقلقش سمعاك.
شمرت كم القميص وقولتلها: حيث كده ناخد راحتنا بقا.
ضحكت ضحكت رجت نبضات قلبي، وقعدنا سوا على سلم أبيض، المفروض إنه من ضمن الأماكن اللي هيتاخد عليها السيشن بس أنا قعدت عليه معاها وضع يد.
_ بصي يستي من خلال متابعتي لدُنيا فهي كائن مشتت بعض الشئ محتاج إهتمام دايم، مزاجها بيتأثر وبيتغير بسرعة.
= قصدك إن صاحبك هيتعب معاها؟
_ إطلاقاً، الإهتمام مش متعب، بس عُمر أحياناً بيتعرض لضغط فجأة وبيبعد بدون مقدمات، بيحتاج يفصل عن كل حاجة حتى عن نفسه.
= اممم على كده دُنيا هي اللي هتتعب معاه.
_ ويمكن يتغير بعد ما دُنيا تدخل حياته.
= رغم إني مقتنعة إن الطباع إستحالة تتغير بس أتمنى يتغير عشانها وهي كمان تتغير ليه.
_ اللي بيحب بيتغير يا نور، الحُب بيغير صاحبه.
بصتلي شوية بعيونها اللي تشبه القهوة، نظرة منهم تفوقني عمر كامل، بشرتها القمحاوية وفستانها البني بطرحتها البيچ حسسوني إني قاعد مع قطعة شوكلاته لذيذة وخفيفة وسريعة الذوبان.
كنت متردد في صوت جوايا بيقولي أعلن عن إعجابك، وصوت تاني بيقولي أسكت دا مجرد إعجاب!! بس روحها الحلوة خسارة تروح لحد غيري، دا إحنا هنبقى ميكس هايل ولا موجة كوميدي.
“دُنيا” ندهت عليها عشان تتصور معاها مسكت الفستان ونزلت، كانت ولا اللي هربانة من ديزني المفروض يبقوا “روبانزل وديانا وسندريلا و يختموا ب “نور” عشان يبقى ختامها مسك…إيه دا!!! أنا سخن ولا إيه!!
نهينا السيشن بصورة رباعية وجت بالصدفة صورة تغفيلة وأنا ببص على “نور” صحيح العاشق تفضحه عيناه.
_________________________
روحنا البيت عندي وديكور الخطوبة كان جاهز، العيلتين كانوا في أتم الإنتظار لحضورنا، وهناك أخدت بالي وعُمر بيلبسني الدبلة إن محفور عليها إسمه ودبلته محفور عليها إسمي، إبتسمت ورفعت عيوني ليه وأنا بردد إسمه بفرحة، حرك راسه بموافقة وكأنه فهمني وبيقولي “أيوا إسمي هيبقى معاكِ، هتشيليه في إيديكِ بالمعنى الحرفي.”
أجمل يوم في حياتي انتهى، أول مرة أعيش جملة الغرفة لا تسع أجنحتي، مبسوطة دي يمكن كلمة قليلة عن اللي بعيشه دلوقتي، كان مبسوط بيا عيونه مفارقتش عيوني لحظة، حتى لما روحنا القاعة وكنت انشغل مع العيلة شوية عيوني كانت بتدور عليا وأول ما يشوفني يبتسم وملامحه تهدى.
جه في بالي جملة أم كلثوم وهي بتقول “أهل الحُب صحيح مساكين” بسمة تراضيهم ونظرة تسر قلوبهم.
موبايلي رن وتوقعت إنها “نور” وبالفعل كانت هي فتحت ولسه هرد سمعتها بتقول: قوليله ياخد باله منك يهانم.
حبيت أضايقها أكتر وأنا بقولها: من الناحية دي أطمني.
قالتلي بغيظ: والله؟
ضحكت وقولتلها: بس إيه رأيك في سيف؟
نبرتها أتوترت وهي بتقول: سيف مين؟؟
_ عليا أنا برضو دا أنتو صوت ضحكوا كان معلي على الأغاني في مكان السيشن.
قالتلي بصدمة وكأنها متفاجئة: أنا!!!
نبرتها هديت وهي بتوضح: أنا كنت عادي على فكرة.
قولتلها بنبرة يملؤها التريقة: ما أنا كنت مفكرة إني عادي برضو لحد ما أدلقت زي الجردل ولما فوقت لقيتني لابسه دبلته.
قالتلي بنبرة شك: قصدك إيه يا دُنيا!
اتنهدت وقولتلها: الأيام هتثبت مفيش أقرب منها.
_____________________
عدى شهر على خطوبتنا حاولت فيه على قد ما أقدر أكون الفعل الصحيح مش عشان ألاقي رد الفعل، عشان هي طلعت تستاهل، شهر حسيت فيه إني إنسان بجد بيأنس ويستأنس بشريكه، في حد خايف عليا وبيرن يسأل عليا غير “سيف و أمي”، صوت ناعم ونبرة رقيقة بتسألني بكل إهتمام “أنت كويس؟” “طمني عنك؟” “وصلت؟” “حمد الله على السلامة” “متزعلش كله فداك” “أنا معاك هنحلها سوا” كلمات تدوب الحزن والزعل وتخليك عايز تكتب الكتاب وقتي.
_ أنا عايز أخطب.
كنت قاعد قدام اللاب بشتغل أو بمعنى أصح عامل إني بشتغل، لقيت “سيف” داخل عليا بيقولي الجملة دي بكل إنشكاح.
= ويا ترى مين تعيسة الحظ.
قالي بشغف: حلوة أوي يا سيف.
رددت إسمه بإستغراب: سيف!! لا صحصح كده أنا عُمر يقلبي أنت اللي سيف.
فاق من عالم الورورد اللي زاره فجأة وهو بيصحح: اه صح معلش…الحُب وسنينه.
= حُب!!! دي لحقت تعملها أمتى!!
قعد قدامي على المكتب ورجع بضهره لورا على الكرسي وبدأ يحكيلي: طلعت شغالة في مخبز، كده ضمنت الفطار والغدا والعشا.
ضحكت وقولتله: دا حُب من أول قُرصة؟
جاوبني بإبتسامته الهيمانه: قُرصة إيه! دي قطعة كوكيز هربانة من كرتونة العبد.
بعد ما كنت منتظر حاجة تبهرني بإبتسامتي لقيته صدمني! صدمني إيه! دا أفحمني! كرتونة يا سيف!!! كرتونة يا منعدم المشاعر!!
كرمشت ملامحي وأنا بقوله: إيه الوصف دا!!!
كمل كلامه ولا كأنه سمعني: قابلتها صدفة في المخبز، أول مرة أشوف خبازة زي القمر كده، بروح المخبز بحس إني في إيطاليا من كتر جماله وجمال صاحبته.
حركت رأسي وقولتله: جميل وبعدين؟
كمل بتنهيده عارفها كويس شوفت نفسي فيه وأنا بحكي عن “دُنيا” سألت نفسي جوايا “أنا كانت حالتي حالة كده!”
_ وبعدها شوفتها في المكتبة العامة كانت بتختار كتاب كنت رايح عشانه، ومن ساعتها وإحنا بنبدل الكتب مع بعض ونتناقش حوالين فكرة الكتاب وبعدها نمشي على أمل اللقاء من تاني، وقت قد يستغرق نص ساعة بس بالنسبالي جرعة أكسجين يعتبروا نجاة لغريق زيي.
= شوقتني أعرفها.
بصلي وقال: نور.
= إيييه!
______________________
_ إييييه!
= إيه!
_ جتك أوه مش دا اللي قولتي إنه عادي!!
= وأنا لسه عند رأيي.
_ وبالنسبة للفراشات اللي عماله ترفرف حواليكي دي؟
= واحد ما بيني وبينه لقا عابر مرة كل أسبوعين.
_ نووور!
= أوكي مرة كل أسبوع.
_ أيوا كده اظبطي.
= مش كفاية، أنا بحكيلك عادي يعني.
_ أنا معنتش بتفائل بكلمة عادي دي، بيجي بعدها فساتين سواريه وهيلزات وتكاليف ما يعلم بيها إلا ربنا.
ضحكت وقالتلي: بصي هو لحد دلوقتي أنا تمام، يمكن معجبة بتفكيره ودماغه، أسلوبه مثلاً، طلع فيه جزء عميق وبيفهم في القراءة بصورة مش طبيعية…بيضحكني كتير…لا كتير جداً، الواد دمه خفيف أوي بصراحة.
نهت جملتها بضحكة واسعة، خبطتها في كتفها وأنا بقول: يخربيتك وأنا اللي كنت بقول إني مدلوقة زي الجردل دا أنتِ طلعتي برميل دلقة بحاله.
قالتلي بسرعة: لا لا أنا بتحكم في كل دا قدامه والله.
غمزتلها وأنا بسألها: طب ومن وراه؟
_ هيييييح.
= هييييييح!!! لا دا يبقى ألف مبارك يحبيبتي متنسيش تعزميني.
ضحكنا سوا وبعدها جه في بالي حاجة وابتسامتي بدأت تهدى، سألتني بإهتمام: بتفكري في إيه؟؟
= كل حاجة قولناها بتتحقق.
_ لا فهميني أكتر.
= عُمر لما قابلني في المعرض قالي إنه هيقابلني تاني وإننا هنضحك على الذكرى دي، وفعلاً حصل اتقابلنا تاني، ولما اتقابلنا تاني قالي إنه هيقابلني مرة تالته وهيعرفني إيه اللي في الكتاب وبرضو حصل، كتبلي إن لقائنا دا مش صدفة وإننا هنتقابل تاني وكلامه أتحقق، ودلوقتي جملتي ليكِ اتحققت إني هاخدك لصاحب عُمر ونبقى 2 صحاب أتخطبوا ل 2 صحاب.
= بس دا لسه محصلش.
قولتلها وكلي يقين: هيحصل…أقدارنا مأخذوة من أفواهنا ودا اللي بيخلي اللي بنقوله يحصل.
“نور” مشيت وبعدها “عُمر” كلمني.
وبداية كلامه كانت عتاب: فينك مختفية من الصبح لا سؤال ولا جواب، أنا حسدتك ولا إيه؟
ابتسمت، مكدبتش لما قولت عليه عيل صغير أول ما شوفته، عيل محتاج إهتمام ورعاية 24 ساعة والجميل في الأمر إنه بيطلبه، غبي اللي قال الإهتمام مبيطلبش، الإهتمام بيطلب وبيبقى أحلى لما يطلب من شخص واثق إنه مش هيعايرك بطلبك دا بعدين وهو كان واثق فيا.
= معلش يا عُمر بس نور كانت معايا طول اليوم مقدرتش أكلمك.
قالي فجأة: صحيح فكرتيني…إيه رأيك نوفق راسين في الحلال.
قولتله بحماس: موافقة جداً، الولد يجي البيت من بابه وبنتنا تفكر في الموضوع.
سمعت صوت ضحكته، نغمة موسيقية بتلعب على أوتار قلبي، وبعدها قالي: ألاه! دا أنتِ طلعتي عارفة كل حاجة بقا!
ضحكت وقولتله: عيب عليك دا أنا اللي قايله الجملة بلساني.
قالي بإستفسار: جملة إيه؟
ابتسمت وأنا بقول بكل تلقائية: بصراحة يا عُمر يخويا أنا كان نفسي إن نور صحبتي تتجوز حد من صحابك عشان صداقتنا تستمر و…
قاطعني وهو بيقول: بعد عُمر أخوكي دي مش عايز أسمع صوتك تاني.
ضحكت ضحكة كان سمعها مني قبل كده وقالي إنه حبها وإنها شهية تشبه الفاكهة الطازة.
رجع في كلامه بعد ضحكتي وقالي: لا خلاص سامحتك، ها بقا كنا بنقول إيه؟؟؟
ضحكنا سوا وبدأ يحكيلي عن يومه وقالي إنه بعد ما أتكلم معايا مشكلته إتحلت، نهى كلامه بجملة حببتني فيه وفي نفسي وأنا معاه “وشك حلو عليا”…أنا شكلي كده زي ما يكون والله أعلم أخترت صح.
_____________________
_ خلاص كده هخطب!! أنا كنت بهزر والله.
قولتها ل “عُمر” وأنا واقف قدام المرايا ولابس البدلة، بعد ما كان هو اللي بيحكي وبيتوتر ويتردد بقيت أنا اللي بوتجاز 5 شعلة وهو الديب فريزر، فعلاً سبحان مغير الأحوال، كتم ضحكته بس للأسف انتفاخ خدوده فضحوه.
بصيتله في المرايا وقولتله: أضحك أضحك.
ضحك بصوت عالي وقالي ما بين ضحكته: بخلص شوية من اللي عملته فيا، دا أنا كنت ببقى عامل زي الفرخة الدايخة.
مدتله إيدي وقالتله: معاك أخوك الفار المبلول.
ضحك وسألني بجدية: نتكلم جد شوية، انتو هتقعدوا هنا في المحلة ولا هناك في إسكندرية.
جاوبني وقال: أنت عارف إني عيلتي هنا بس شغلي هناك وليا بيتي وعلى حسب اتفاقي معاهم إن اللي نور هتختاره هتعيش فيه، بس معتقدش إنها هتختار هنا يعني، بسبب شغلي وكمان معتقدش إنها هتسيب دُنيا.
حرك راسه بالموافقة وبعدها قالي: متأكد من الخطوة دي؟
جاوبته بتقطيم: وأنت جاي تقولي الكلمتين دول دلوقتي؟ كنت فين في الرؤية الشرعية ولا في قراية الفاتحة؟
ابتسامته اتمحت وبصلي بإستغراب: أنت بتهزر صح!
ابتسمت وقولتله: أكيد بهزر أنا ما صدقت أصلاً دي طلعت عيني، دا بس توتر طبيعي لابد منه يعني.
اتنهدت بإرتياح وأنا بقوله: مجاوبتنيش برضو.
بصيت في المرايا وبدأت أعدل شعري: متأكد يا عُمر، أنا زي ما بيقولوا كده…هويت وانتهيت ولقيت نص التاني، نص يشبهني، سلس..عفوي…حنين…عنده شغف وإقبال على الحياة، وفي نفس الوقت بيكملني ويكمل اللي مش موجود فيا، شايفني معاها في بيت واحد.
بصلي وقال: سيدي يسيدي أنت عقلت وبقيت بتقول أشعار.
افتكرت جملتي ليها وأنا بقولها “اللي بيحب بيتغير يا نور، الحُب بيغير صاحبه”
ابتسمت وقولتها بصوت عالي: الحُب بيغير صاحبه يا عُمر.
_________________
” من حبي فيك يا جاري يا جاري من زمان، أنا أخبي الشوق وأداري ليعرفوا الجيران”
قولنا أنا و”دُنيا” في صوت واحد عالي: أنا أخبي الشوق وأداري أدااااااري ليعرفوا الجيرااان.
ماما فتحت الباب ودخلت وهي بتقول: تداري إيه يا حبيبتي منك ليها دا الجيران جايين يسلكوا بينكوا.
ضحكنا كلنا وماما جت عندي وبصتلي بنظرة دافية حضنتني وأنا في مكاني، عيونها دمعت ساعتها “دُنيا” قالتلها: أرجوكي يا طنط بلاش عياط الكحل بتاعها هيسيح وأنا ما صدقت رسمتهولها.
مسحت دموعها قبل ما تنزل وهي بتقول: لا مفيش عياط ولا حاجة، أنا بس فرحنالها…ربنا يسعدكوا يحبايبي ويهنيكوا بيهم ويتهنوا بيكوا يارب.
إحنا الاتنين رفعنا إيدينا سوا وقولنا ” آمييييين”
ماما ضحكت وخرجت تكمل اللي كانت بتعمله، “دُنيا” استغلت إننا لوحدنا وبدأت تستفرد بيا بأسئلتها.
_ مبسوطة؟
حركت رأسي بالموافقة وأنا بقولها: سيف حلو أوي يا دُنيا، مقصدش شكلاً، أقصد طباعاً…صاحب جدع تعتمدي عليه وأنتِ مغمضة، يفديكِ بعيونه لو الأمر اتطلب كده، متفهم وواعي والأجمل من كده حنين…لاحظت كده في كام موقف بينا في المخبز، لما اتلسعت من الصاج جابلي ميبو وتلج وكان عايز يعمل أي حاجة عشان الحرق يروح، موقف بسيط بس إهتمامه كان أكبر من بساطة الموقف.
كانت قاعدة تسمعلي بكل محبة خالصة وأنا بحكي عن حُبي وإعجابي بشخص سوي دخل قلبي بخفة روحه ودمه، وقفل الباب وراه بدون استئذان، واخد شقة جوا أوضتين وصالة.
العربية وصلت وبدأ المشهد يتعاد تاني، الفرق إني الأماكن
متبدلة، بس المشاعر والمحبة والود واحد متغيروش.
____________________
_ طب وعهد الله أنا جيت هنا قبل كده وعيشت اللي بيحصل دلوقتي قبل كده برضو، الفرق بس إني وقتها كنت السواق، حالياً إبن ناس ولابس بدلة.
قالهالي “سيف” بعد ما وصلنا بيت “نور”، ودا بسبب إن بيتها في نفس شارع “دُنيا” بس من الأخر، حقيقي يُعتبر كل شئ بيتعاد…معاه حق، والأجمل إننا بنعيده وإحنا سوا، كل واحد بشريكه.
طلعنا فوق عشان ناخد “نور” ونتحرك للسيشن، مازالت عيوني بتدور عليها رغم مرور شهور بينا إلا إن عيوني بتفضل افتتاح المشهد بيها، كنت مبهور بيها وكأنها هي العروسة، كنت بعيد مشاعري معاها من أول وجديد.
_______________________
كانت خاطفة الأضواء واندمجت وخطفت معاهم بالي وقلبي، إسمها “نور” وهي نور فعلاً، نور عماني عن أي حد غيرها، “عُمر” ضحك عليا وقالي إنه أخد أخر نسخة حلوة في السوق، بس طلع في واحدة كانت مستخبية للعبد لله، هربانة من ديزني هتفضل في عيوني قطعة الكوكيز الهربانة من كرتونة العبد.
بدأنا نتحرك للسيشن في نفس المكان بناءاً على طلبي أنا ونور، الكراسي كانت متبدلة أنا و “نور” ورا، و “عُمر” و”دُنيا” قدام.
الطريق كان كله ضحك وهزار ومشاعر متبادلة، زي اللي رايحين رحلة مش رايحين نتصور لخطوبة، وصلنا و “عُمر” هو اللي كان بيتعامل ويخلص الدُنيا، ونفس الشئ…السيشن كان طاهر خالي من أي تلامس ظاهر وباطني…كنا لايقين على بعض وبينا كيميا بصورة مُبهرة، كنت شايفينا حلوين أو يمكن عشان كنا مع بعض ف دا اللي محلينا.
_____________________
_ حاسس إننا كنا هنا إمبارح.
قالهالي “عُمر” وهو بيبصلي بهدوء بنظرة كفيلة تخليني ارفع الراية البيضا واعترفله بحبي حالاً.
= عيونك.
قولتهاله بدون مقدمات، سألني بنفس نظرته: مالها؟
ابتسمت وقولتله: لسه بتلمع ليا بنفس الطريقة رغم مرور شهور على أول لقاء بنا.
ابتسم وقالي: تستحقي…كام شهر اثبتولي إني مكنتش عايش من غيرك، كنت آلة تاكل، تشرب، تشتعل، تقعد مع سيف، وتنام، جيتي أنتِ بقا عملتيلي نظام لوحدك من أول وجديد.
قولتله ببساطة: بس أنا معملتش حاجة.
جاوبني بتأكيد على كل حرف بيقوله: أهي الولا حاجة دي، حاجة كبيرة أوي بالنسبالي.
كان هاين عليا ابخره وإحنا واقفين، رغم نجاحي في أشياء كتير جداً بس إختياري ليه كان أنجح قرار أخدته، الشئ الوحيد الغلط إني اترددت وأنا باخد الإختيار دا.
وفي عز اندماج نواطق العيون سمعت صوت الكاميرا وهي بتتسلط علينا، ويعدي شهور واللقطة تتعاد من تاني بنفس الطريقة وفي نفس المكان، ضحكت أنا وهو.
سمعنا صوت “سيف” وهو بيقول: جرا إيه يعم الحبيب، أنت جاي تسرق الجو مني ولا إيه!!!!
“عُمر” جاوبه: أنا أقدر برضو دا الليلة بتاعك.
“سيف” غمزه وقال بمشاكسة: طب خف شوية بقا وتعالى ناخد صورة سوا.
حسيت إني اتكسفت بدون سبب، رغم إننا كنا بنتكلم عادي!!! قد إيه الغمزة موترة.
_____________________
جه يوم الفرح وقررت “نور” تأجل يوم فرحها ومتخليهوش معايا، لسبب أقنعني ودخل دماغي بصراحة، إن مفيش واحدة فينا تاخد اللقطة من التانية ويبقى اليوم دا يوم صاحبة الليلة وبس، الشئ المشترك هو كتب الكتاب…كتبناه سوا.
اليوم كان تُحفة، كان مبهج لينا إحنا الأربعة، “سيف” و “نور” بدأوا يرقصوا معانا سلو وكان شكلهم حلو وخفة روحهم زادوا نكهة خاصة للرقصة، تقريباً كانت رقصة ممزوجة بضحكات ضيعت رومنسيتها، وبعدها كل واحد أخد حبيبته واندمج معاها في عالم تاني.
_ والله لو كنت بعرف ازغرط كنت عملتها.
قالها “عُمر” وهو بيهمس جمب ودني عشان أقدر اسمعه، ضحكت وقولتله: كنت جايه عليك أوي كده؟
بصلي وابتسم لضحكتي وهو بيقول: فداكِ…المهم إننا دلوقتي سوا وحقي هيتاخد.
بصتيله بإستغراب وسألته: يعني إيه!!
ابتسم وقالي: مش مهم.
حسيت إني مش محتاجة أفهم، أنا محتاجة أعبرله عن حبي وامتناني بإنه استحملني واستحمل لحظات تقلباتي المزاجية، نفذ كل كلمة قالهالي وغيرلي وجهة نظري عن العلاقات، أينعم حصل مشاكل بس كانت بتتحل في وقتها، الصمت متدخلش ومهدمش شئ بينا.
حضنته وغمضت عيوني وأنا بقول إسمه: عُمر.
حاوطني بدراعه وجاوبني: عيونه.
جاوبته بنبرة حُب وسلام نفسي: أنا بحبك.
زاد ضمي ليه وهو بيقول: يخي طلعت روحي على ما قولتها.
ضحكت وقولتله: قولتهالك كتير بطرق مختلفة بس أنا النهاردة خلاص هقولها مباشرة وهقولها كتير…بحبك يا عُمر.
جاوبني وقال: وعُمر دايب فيكِ لشوشته.
ضحكت أكتر وكملنا الرقصة بتاعنا ما بين الهمس والغمغمات.
___________________
_ مش كنا عملنا فرحنا معاهم، كانوا هيعملولي سيل ربنا يسامحك.
ضحكت وقالتلي وهي بترقص معايا سلو: مش هينفع يا سيف، العروسة مينفعش حد يشاركها يومها ولو كان مين، هيحصل مقارنات بينها وبين اللي معاها والحريم معروفين باللت والعجن على خلق الله.
ابتسمت وقولتلها بمعاكسة حلال: أحبك وأنت عاقل وحكيم كده…أصلاً أحنا كتبنا الكتاب فخلاص مش فارقة بقا.
حبيت أنكشها لقيتها مسكت لياقة القميص بتاعي وبتقولي بشر: قصدك إيه يا سيف؟
ضحكت وقولتلها: هعملك فرح يا قلب سيف من جوا متقلقيش.
رجعت هديت تاني ورسمت البراءة على وشها وقالت: ايوا كده خليك عاقل ومؤدب.
ضميتها ليا وبدأت أحكيلها عن حاجات ملهاش علاقة ببعض بس المهم أسمع صوت ضحكتها، قلبي كل شوية يقولي سمعنا الطرب.
______________________
جه معاد فرحنا، كان بعد فرح “دُنيا” و “عُمر” بأسبوع، يا سبحان من صبري أسبوع على اليوم دا، في الأول كانت خطوبة وعارف حدودي كويس، لكن أنا خلاص كنت كتبت الكتاب وحصل الإشهار مكنش ناقص غير الفرح، ودا كان أصعب اختبار تحكم في النفس وأصعب أسبوع مر عليا….تقريباً أنا كنت الطرف الأكثر حماساً.
حضر الفرح حبايبنا كلهم، والأساس “دُنيا” و “عُمر” وبدأوا يتفاعلوا مع بعض وشاركونا رقصتنا، الجواز بيحلي فعلاً وجواز الحبايب من بعض بيضاعف الحلاوة، ربنا يزوج كل حبيب بحبيبه.
____________________
_ هاتِ النسكافية يا دُنيا وتعالي.
مَر سنة على جوزانا!!!! الراجل اللي نده عليا دا جوزي! عايشه معاه بقالي سنة!! عدوا أمتى!!! وإزاي!!! وإيه الكام كيلو اللي زيدتهم دول!!! ومين العيل الصغير اللي قاعد على رجله هناك دا!!!!!
خرجت السنابون من الفرن وقدمته في أطباق، مخبوزات الشتا مع النسكافية يُعتبر عالم تاني لوحدهم، خرجت لقيته ماسك الموبايل وبيقرأ.
أخدت منه “سليم” إبننا!!! مازالت بتفاجئ بالكائن دا كل ما أشوفه، كل يوم اتفاجئ إني بقيت أم!! وبعدين ترجعلي مشاعر الامومة من تاني أول ما أشوف الكائن الصغير دا، بعدها ببدأ أغرقه بوس وأحضان ولا العروسة اللعبة
ببص على “عُمر” لقيته مندمج وشوية يضحك وبعدين يسكت، هي الخيانة بتبدأ بعد سنة جواز ولا إيه!! دا واخدها بدري أوي!
_ بتعمل إيه يعُمر؟
ضيقت عيوني وسألته بشك، لقيته بصلي ومسك خدودي وقال بضحكة: يختي بطة أنتِ بقيتي بخدود بعد ما كنتِ فلات.
مكنتش عارفة أضحك ولا أعيط، بيعايرني دا ولا إيه!! بعدت إيديه وقولتله: أتلم، وقعت فيا لما كنت فلات ولا محصلش؟؟
جاوبني بإقتناع: بصراحة…على وشي كمان.
= يبقى تتلم وتسكت.
ابتسم وقالي بأدب: حاضر.
سألته تاني: بتعمل إيه بقا؟
قالي وهو بيقرأ تاني بإبتسامة واسعة: بقرأ الرواية بتاعنا اللي أنتِ كتبتيها..لقاء المعرض.
بصيتله بأسف وحسيت بتأنيب ضمير، حطيت سليم في سريره الصغير، ومسكت راس “عُمر” حضنتها وطبطبت عليه قولتله جوايا “يحبيبي ظلمتك…مني لله والله، ربنا يهديك ليا يارب. ”
سألني بإستغراب: بتعملي إيه يحبيبتي؟
= هااا…برقيك يحبيبي برقيك.
محبتش أقوله إني شكيت فيه لحسن يعملها بجد، موبايلي رن بمكالمة فيديو من “نور” كان في طرحة جمبي لبستها قبل ما أرد لأني عارفة إن “سيف” هيبقى معاها.
فتحت وقعدنا نتكلم والمكالمة كانت لا تخلو من بكاء “سليم” ابننا و “ضحى” بنت “نور” و “سيف” وكذلك خلاف “سيف” و “عُمر” على إن “سيف” مش هيجوزها لإبننا، ودفاع “عُمر” عن إن إبننا هيلاقي أحسن منها، وضحكي أنا و “نور” على تصرفاتهم رغم إن الاتنين مكملوش سنة!! بس هو أي نكش وخلاص.
فضلنا نفتكر أحداث الرواية ونضحك عليها وعلى طريقة وصفي للشخصيات والأحداث، افتكرنا مواقفنا سوا…وكلامنا لبعض…كُنا عيلة دافية رغم مرور السنين بينا إلا إن كل واحد فينا حافظ على صاحبه وسلمه لصاحب التاني…استمرار العلاقة بينا وبين بعض هيفضل الأهم والأبقى.
إنتهت المكالمة وأخدت “عُمر” و “سليم” في حضني بمشهد دافي، أنا كونت أسرة مع راجل مسؤول، راجل حبني وحبيته بجد بدون ذرة تزييف لأي مشاعر مُقدمة، فتحنا بيت أساسه الصلاة والدين والمحبة والعطاء في كل حاجة حتى الحُب، يمكن دا أكتر شئ بنبالغ في إعطائه في البيت دا، ويمكن دا سبب استمرارنا ومرور أول سنة جواز على خير…دلوقتي بقيت أم لاتنين “عُمر” و “سليم”.
” لم تكن صدفة بل كانت أقدار مرتبة مأخذوة من أفواه البشر❤️”)
#النهاية

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لقاء المعرض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى