روايات

رواية لقاء المعرض الفصل الخامس 5 بقلم دنيا فوزي

موقع كتابك في سطور

رواية لقاء المعرض الفصل الخامس 5 بقلم دنيا فوزي

رواية لقاء المعرض الجزء الخامس

رواية لقاء المعرض البارت الخامس

لقاء المعرض
لقاء المعرض

رواية لقاء المعرض الحلقة الخامسة

كنت حاسس إني لوحدي وبطولي من غير أي ذرة مساندة واحدة، هدخل بيت معرفوش وأقعد مع راجل معرفوش برضو عشان أطلب منه بنته تعيش معايا الباقي من عمري، طول الطريق عمال أفكر هقول إيه؟ أنا كلمت باباها بعد ما افتكرت إنها كلمته من عندي يوم المعرض، وفهمته بكل صراحة إني شوفتها في معرض القاهرة السنوي ورجعت شوفتها تاني في فرح قريبي، عرفته إني ناوي جد بإذن الله مش مجرد رؤية وإعجاب ظاهري والسلام، وإني عايز أقعد معاه وأعرفه ظروفي، إحساس إني كبرت وبقيت مسؤول وخلاص على وشك إني أكوّن بيت وأسرة إحساس مربك…أنا دخلت حياة الكبار دي أمتى!!!!!! وبتاع مين علبة الجاتوه اللي أنا شايلها من أول الطريق دي! ومين الناس اللي أنا رايح عندهم دول!!!
وصلت ولسه هخبط على الباب لقيت لحظة إدراك جاتلي فجأة.. وصوت جوايا بيقول بكامل الإستغراب والتعجب” إيه دا!!!! أنا كبرت!!!!
قررت أعطل كل الأفكار دي بإني أسمع كلام “سيف” وأحط نفسي بسرعة في الأمر الواقع تجنباً لأي تشويش.
والدها فتحلي وسلم عليا وكذلك والدتها، لقيت في ترحاب وقبول وراحة نفسية في البيت دا حسستني إني من أهل البيت مش ضيف يعالم هيدوم ضيافته ولا هيبقى مجرد ضيف خفيف والسلام.
عرفتهم ظروفي وبدأت بإني شاب وحيد والدي متوفي، وعندي 26 سنة بشتغل في شركة استيراد وتصدير، كطبيعة أي أم خايفة على بنتها لقيت ملامح والدتها أتوترت لما عرفت إني إبن وحيد، طبيعي هتفتكرني إبن أمي وعيل بقا كلمة توديه وكلمة تجيبه والجو دا، والدها نفي كل دا وهو بيقول ببشاشة وابتسامة:
_ وماله يحبيبي اللي ملوش خير في أهله ملوش خير في حد ربنا يبارك بعمرها في الخير يارب.
والدتها أكدت على كلامه وأممت وراه، وجه دور إني أعرفهم مكان إقامتي، قولتلهم إني من اسكندرية ودا هيبقى مكان إقامتي بعد الجواز لو حصل نصيب بإذن الله، رجع التوتر للمكان من تاني…واضح إني جيت في وقت مش مناسب.
والدتها المرادي هي اللي إتكلمت وقالتلي:
_ بص يحبيبي، دُنيا بنتي الوحيدة وأنا مش مستعدة أرميها كده وخلاص، أنا عايزة أجوزها لراجل…راجل بمعنى الكلمة، يصونها بجد ويحطها في حباب عينيه، مش عايزة جوازة مناخدش منها غير إسمها وخلاص، وأنت شكلك إبن ناس وتفهم في الأصول، وعينيك بتقول إنك شاري.
إبتسمت وقولتلها بتأكيد: شاري والله.
والدها كمل وقالي: والشاري نشتريه يبني، المهم عندي رأي بنتي ولو وافقت ساعتها لينا قعدة تانية مع بعض وبعدها القعدات الودية هتكتر بإذن الله، بس قولي يا عُمر…بتصلي؟
إبتسمت وقولتله بهدوء: الحمد لله يعمي ملتزم…أبويا مشي وسابلي الصلاة مع الورث.
بصلي نظرة فخر وحط أيده على كتفي وقال: على بركة الله.
بص “لوالدة دُنيا” وقالها وعلى شفايفه شبه إبتسامة: قومي هاتي دُنيا.
كانوا تقريباً 3 دقايق، بس بالنسبالي كانوا بمثابة يوم الوقفة بنفس إحساس إنتظار العيد، والعيد بالنسبالي هو طلتها…عيدي أنا.
_ أهي دُنيا جت أهيه.
جملة قالها عمي وبعدها حسيت إني رجعت مراهق من تاني، رفعت عيني عليها والحقيقة مأخدتش بالي لابسة إيه ولا إيه اللي هي شيلاه دا، أنا كنت باصص على “دُنيا” وملامح “دُنيا” وحلاوة “دُنيا”، أخدت نفس وكأني بتنهد بس خوفت أخرجه ليطلع كل دا حلم وأفوق منه!..أصل مفيش واقع بالحلاوة دي!!!
أهلها مشيوا وسابونا ولكن مبعدوش أوي، دخلوا البلكونة…بصيت عليها لقيتها متوترة زيادة عن اللزوم، ملامح وشها بتعبر عن مدى نفورها من القعدة وكأنها مجبورة، حبيت أنكشها يمكن كل دا يدوب لما تعرف إن العريس المجهول بالنسبالها هو شريكها في الرحلة.
_مش عايزة تبصيلي دا أنا حتى حالق دقني ومستحمي والله.
رفعت عيونها لعيوني وساعتها البهتان والنفور زالوا وحل مكانهم لمعة، “دا يا ليلة العيد أنستينا بجد بقا” المشهد الحلو دا مكنش ناقصه غير كلمة واحدة بس…”نعم!!!”
سألتني بعمل إيه هنا، جاوبتها وأنا ببص في عيونها بحُب وكأني بغسل عيوني عن أي حاجة وأي حد شوفته قبلها.
_ جيت أوفي بكلمتي وأطمن على رجلك.
= نعم!!!
قالتهالي وهي بتضم حواجبها على بعض وعلى شفايفها طفيف إبتسامة يحتلها الإستغراب.
“حمد الله على السلامة” قولتها جوايا بعد ما أنعشت سمعتي بكلمتها المنتظرة، وبمجرد تجربتي القليلة الغير مرئية مع البنت اللي قاعدة قدامي دي، اكتشفت إنك لما تحب حد هتشوف إن أقل شئ بيقدمه سواء كلمة أو فعل بيبقوا على قلبك زي العسل، لو ضحك مثلاً هتحسها أجمل من أجمل معزوفة سمعتها قبل كده وبدون مبالغة، هتبدأ تحب إسمك بمجرد إنه أتنطق من بين شفايف مَن تُحب، هتحس إنك أحسن حد في الدُنيا لمجرد إن حد جميل شبهه حبك واختارك.
_ لا بصي أبوكي حالاً هتلاقيه طابب علينا وفي إيده مامتك، فمش عايزين نضيع الوقت الثمين دا في الإستغراب.
= أنت جاي تطمن على رجلي؟
_ وبالمرة أجمع إسمي وإسمك تحت مُسمى علاقة شرعية واحدة.
حسيت خدودها وردوا فجأة وابتسمت وهي بتبص على البلكونة وبعدين رجع لُقا العيون من تاني وهي بتقولي بإبتسامة هادي: كنت كاتب إيه في الرواية؟
خرجت الرواية وقدمتهالها وأنا بقول: اتفضلي شوفي بنفسك.
أخدت مني الرواية بإبتسامة واسعة، الحماس اتمكن منها وهي بتفتحها وبدأت تقرأ جملتي بعيونها.
“أما بعد لا أعتقد إن لقائُنا هذا صدفة، سنلتقي مرةً أخرى لأُخبركِ حينُها بإني مَن تَبحثين عنه برواياتك…أنا عُمر”
عيونها وسعت ورفعتهم فجأة وهي بتردد إسمي بهمس وكأنها بتتأكد: عُمر!!!
قولتلها جواب قلبي بدون تفكير: عيونه.
_ إيه؟؟؟
= إيه!
_ مش بدري شوية على الكلمة دي؟
= والله أنا ما فاهم حاجة لحد دلوقتي، بس كل اللي أقدر أقولهولك إن ربنا بيزرع في قلوبنا الحُب فجأة ودا الحاجة الوحيدة اللي مهما دورتي وراها مش هتلاقيلها جواب.
_ وأنت جاي النهاردة عشان ت..
قاطعتها وأنا بقول: عشان عايزك، عايز دُنيا معايا…عايز البنت اللي كنت بقرألها من ورا شاشة ومُعجب بكتابتها…النهاردة جاي أقولها إني معجب بيها، وحابب أعرفها بجد وأتعرف عليها عن قُرب.
سكتت شوية وبعدها قالتلي: مصمم تخاطر يعني؟
افتكرت جملتها ليا وهي بتقولي ” بقولهالك صريحة يا إسمك إيه، متحاولش تقرب مني عشان متكرهنيش، حافظ على نظرة الإعجاب اللي في عينك دي ومتخاطرش عشان النظرة دي متبهتش”
قولتلها بثقة: مصمم يا دُنيا، وعايز اثبتلك إني صح وإننا بإذن الله مكملين، وبعدين بصراحة مبحبش يبقى نفسي في حاجة وتروح لغيري، وأنتِ بالنسبالي مش أي حاجة…خاطري أنتِ كمان معايا، هتحبيني والله أنا أتحب، جربيني أنتِ بس.
ضحكت ضحكة صغيرة وقالتلي: مش هترجع تقول يا أبويا كنت منعتني؟
= أبويا الله يرحمه بقا، هروح أقولها لأمي.
ضحكت وهي بتفرك إيديها في بعضها، إيديها كانت رقيقة، كنت حاسس إني قاعد مع قطعة بسكوت ويڤر بالكريمة.
_ دُنيا.
= نعم.
_ كنت عايز أقولك إن إحنا أكيد هنواجه مشاكل واختلافات، أنتِ من عالم غير العالم بتاعي وكذلك أنا، هكشفلك نفسي بالكامل وعايز منك دا كمان….وبعد كده هيتدخل القبول، هتتقبليني زي ما أنا بعيوبي ولا لأ، إحنا مش في رواية من رواياتك اللي بتكتبيها وبتخلينا نعيشها ونحلم بيها، إحنا بجد مش خيال، يعني متقدريش تتحكمي في الأبطال وتمشيهم على مزاجك، بس هتاخدي عيوني لو قدرتي تفهميني صح، لو حاولتي تتخلي عن صفة فيكِ أنا مثلاً مش حاببها، وأنا أوعدك لو معجبكيش شئ فيا هحاول عشانك، خلينا صرحا مش هقولك الحياة تنازل زي ما بيقولوا، هقولك إنها تبادل، عايزة من الشخص اللي قدامك حاجة، بادليه بحاجة من ناحيتك، ودا مع اللي بنحبهم وباقيين على وجودهم في حياتنا..وأنا باقي الدور عليكِ أنتِ.
فكرت في كلامه لقيته معاه حق، هو بس زين الكلام ومحبش يقولهالي مباشرة عشان ماخدش موقف منه من أول قعدة وأحكم عليه، بس هي حقيقة “الحياة تنازل” إزاي هطلب منه شئ وأنا مش قادرة أتخلى عن شئ طلب مني أغيره ورفضت! عشان أغيره لازم أتغير عشانه.
_ بس إيه حوار إنك كل شوية بتقعي دا؟
حبيت أغير الموضوع وأخف من حدية الموقف، أنا خلاص عرفتها هدفي واديتها نبذة عن مستقبلنا “إننا هنتغير لبعض”.
خبت وشها بين إيديها وقالتلي: ياربي إزاي يزيعوا حاجة زي كده!
رجعت شالت إيديها وسألتني: دي أكيد ماما اللي قالتلك صح؟
ضحكت وقولتلها: متنسيش إني حضرت إحدى وقعاتك الشهيرة.
ابتسمت وقالت بتبرير وخجل بعض الشئ: بجد العيب مش فيا.
جاوبتها بإبتسامة وملامح مذهولة: طبعاً..أكيد الأماكن بتحب تحتفظ بريحتك فيها عشان كده بتوقعك عليها.
إيه دا!!! أنا إزاي بقيت بقول اللي فقلبي بصوت عالي وبدون تفكير كده!!!!! يمكن..يمكن عشان حاسس إني مش بعمل حاجة غلط، مش خايف حد يشوفنا، مش قلقان لحد يعرف، أنا في بيتها وقاعدة معاها في رؤية شرعية…أما الحلال طلع حلو بصحيح يجدع!
حاولت تتوه الموضوع وهي بتقول: أصل طبيعي يحصل كده مع واحدة مفطومة على 9 شهور!
ابتسمت على طريقتها وقولتلها بإستغراب: وإيه العلاقة بين اللي بيحصلك دلوقتي وبين الفطام اللي حصلك من 22 سنة؟
= العلاقة إن الرضاعة الطبيعية كل ما أخدت وقتها صح كل ما عملت وقاية أكبر للطفل وخلت مناعته قوية.
فضلت تتكلم معايا بتلقائية عن أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل وأنا سامعها ومبتسم رغم إني كنت جاي أتكلم عن أسباب انهيار الإتحاد السوفيتي!
حسيت إن قعدتنا كانت 99 في المية راحة نفسية وقبول، النسبة كبيرة بالنسبة لتاني قعدة لينا سوا، دلوقتي بس عرفت وأتأكدت إني مكنش هينفع معايا جوازة الصالونات…مكنتش هلاقي الراحة المتبادلة دي، القعدة كانت هتبقى رسمية تكاد تضيع وتمحي حلاوة اللحظة دي…بتفرق فعلاً.
والدها ووالدتها دخلوا، وعلامات الرضا والموافقة كانت باينة على وشنا لدرجة إنهم شكوا إننا كنا نعرف بعض قبل كده..إتفقنا على الرد إنه هيكون بكرا بإذن الله.
مشيت وكنت حاسس إني ولا اللي واخد كأس العالم، ماشي مبتسم طول الطريق، شايف الحياة حلوة وتستحق إننا نعيشها، الفرحة دي مزارتش بابي بقالها زمن، بداية عُمْر جديد لعُمر ياسين.
“يارب إجعلها خير ليا واجمعني بيها في حلالك يارب” دعاء ختمت بيه يومي وهختم بيه كل يوم بإذن الله.
_____________________
_ لأ!!
= اه والله طلع هو.
_ يواد يا أروبه! لا حويط…حويط وعجبني.
= خدي التقيلة بقا.
_ أرجوكي كفاية عندي حموضة قتلاني.
ضحكت وقولتلها: بجد هتنبهري.
= طلع حرامي!
_ أبغى أقولك آه وسرق قلبي بس لا أنا كنت بتريق على العيال السهتانة اللي م النوع دا.
= لحقتي نفسك كنت لسه هقفل في وشك.
_ نحن دائماً عند حسن الظن يفندم.
= حياتي، اتفضلي ابهريني.
_ طلع إسمه عُمر.
= أحيه!
_ نفس رد فعلي بس للأسف أنا كنت في وضع ميسمحش أقولها.
للأسف الكلمة دي بقت ملازماني لما بتصدم أو بتفاجئ من أي تصرف بيحصلي، بحاول أتحكم في نفسي قدر الإمكان إني مقولهاش بس مفيش فايدة…لزقت بتبغ.
_ تحسيه متفصل عشانك بالظبط يبت يا دُنيا.
“متفصل عشاني” قد إيه كلمة مذاقها حلو، اتنهدت وأنا بتذوق حلاوة الكلمة، عارف يعني إيه تبقى راسم شخص في خيالك، وفجأة تلاقيه أتفصل بالظبط بنفس الطريقة اللي كنت راسمه بيها! شخص حقيقي تقدر تكلمه ويرد عليك ويبادبك مشاعر كمان! دي حكاية ولا الروايات…وفجأة دماغي تقرر تتدخل وتقولي “ما يمكن هو مش كده بس لما قرأ ليكِ قرر يبقى كده عشان يعجبك ولما تحبيه وتتعلقي بيه هيظهر وشه الحقيقي!!!”
= ما تخرسي بقا هو أنا كل ما أبدأ أفرح الاقيكِ سودتيها كده!!
قولتها بصوت عالي وأنا بحاول أدفن الأفكار المرهقة دي!! إزاي دماغي قادرة تكون ضدي كده، رغم إنها جزء مني! إيه الأذى النفسي دا!
وفي عز عتابي العميق لأفكاري، لقيت “نور” بتقولي بصوت عالي:
_ أنتِ واقعة على دماغك يبت!!
= معلش يا نور دماغي مش عتقاني، خايفة أوي يا نور، هو حلو بس طبيعي كل الناس حلوة في البداية، طبيعي مش هيجي يقولي أنا توكسيك إبن توكسيك يعني!
_ دُنيا.
= نعم.
_ تسمحي تسيبي نفسك؟ تسمحي تفرحي وتعيشي صح لأول مرة في حياتك!
= أنا مقدرة إنك عايزة تهوني عليا بس وأنتِ بتعملي كده كشفتيلي نفسي إني معنديش حُسن إختيار!
_ خدتي بالك؟
= دا أنا اتعميت من كتر وضوح الرسالة.
_ حبيبتي أنا هنا لتجريد الحقيقة.
= طب يستي شكراً اتكلي على الله بقا.
_ بطلي تفكري يا دنيا إحنا بشر يا ماما بنحب ونتحب ونسيب ونتساب ونهجر ونتهجر، إحنا كل حاجة وعكسها، هنعيش كده وكده…أنتِ بس مشكلتك إن بتكتبي، عندك عالم افتراضي وردي زيادة عن اللزوم، دا مش معناه إن الواقع بشع! إطلاقاً الواقع نقدر نحليه بإيدينا لو لقينا الحلو بيتقدملنا ساعتها، وأنا واثقة إن إبن حلال وهيحليلك أيامك لما نِفسك تموع.
= بهبط بسرعة والله يعسل.
_ أهو بسببه بقا هتركبي كل يوم محلول.
= هيعليلي الضغط ولا إيه؟
_ يعليلك إيه! يبنتي من كتر الحلويات اللي هيقدمهالك، يخربيتك دا أنتِ معقدة نفسياً!!!
= إبداع في تحويل الأمور إلي دراما سوداء.
_ دا هو اللي ربنا يكون في عونه والله.
= هه، نكتب الكتاب بس وهدوقه الحلو كله.
_ أيوا بقا، أيوا كده دلعيني بقا ودلعيه ودلعينا كلنا ووافقي يخربيت أم نكدك ع المسا.
ضحكت ضحكتي العالية المعتادة، وقدرت ألحق نفسي ف أخر دقيقة لقيتها بتقولي: تاني! نبيلة عبيد تاني! لا مش ممكن إحنا لازم نقطع علاقتنا ببعض بتسوئي أخلاقي.
_ وبالنسبة لفيلم الراقصة والطبال اللي حضرتك كنتِ بتقوليه من شوية دا!!!
= لا حضرتك أنا أخري أقول بس لكن أنتِ ماشاء الله داخله في الأفعال علطول.
ضحكت تاني وبعدين قولتلها: أقفلي أرجوكِ أقفلي عشان شوية وابويا هيطلبلي الأداب ومش هلحق أدوق الواد حاجة.
قفلت معاها وأنا بفكر في كلامها “تسمحي تسيبي نفسك؟” المشكلة إني مسبتش نفسي قبل كده إلا وغرقت، سواء كان بسبب ظروف أو من الشخص نفسه اللي سبت نفسي عشانه، عيبي إني بقدم كل حاجة…اهتمام عشم، حُب، أعذار…وغيرهم، عندي فرط مشاعر، معنديش حاجة إسمها وسطية في المشاعر ولا تُقل في المحبة، مدام حبيتك يبقى هيتقدملك كل ما أملك من طاقة على طبق دُهب مغلف وفوقهم بوسة كمان، رجعت براسي على المخدة وغمضت عيني وأنا بقول “تسمحي تسيبي نفسك؟”
____________________
_ وديييي
دخلت من باب الشقة عشان أخد شنطتي وأنزل لسيف نتحرك على إسكندرية، لقيت إبن خالتي بيقولي كده، وبعده خالتي جت وهي بتقولي بقمة إنشكاحها.
: مبروك يحبيبي…ألف ألف مبروك عليك يارب ربنا يتمملكم على خير.
عصرت على نفسي قفص لمون كامل وأنا ببتسم وبجاوبها: الله يبارك فيكِ يخالتو.
قالتلي بعتاب يضمنه ابتسامه خبيثه: مش كنت قولتلنا نيجي نشرفك.
كرمشت وشي ولا اللي بالع اللمون نفسه وعلى شفايفي نفس ابتسامة عصرة اللمون: ما أختك قامت بالواجب بقا وعرفتكوا أهيه، ربنا يبارك فيها…باظت الجوازة خلاص.
هديت صوتي في اخر جملة ودخلت الأوضة لقيت أمي قاعدة تقرأ قرآن وعمالة تبصلي من تحت لتحت.
_ صدقي صدقي.
قفلت المصحف وهي بتقول: صدق الله العظيم…خير يا حبيبي؟
_ كنت عايز أسألك بس هتزيعي الخبر على قناة إيه عشان أحضره لايڤ.
قالتلي بكل براءة وكأنها متفاجأة: خبر إيه يحبيبي؟
= خبر إيه! هو دا اللي اتفقنا عليه!!! دا أنا محلفك ومأكد عليكي
لسانك دا إيه اللي خرجه بس فهميني.
_ دي خالتك!
= بس؟
_ وإبنها.
= بس؟
_ جوزها بقا.
= جوزها اللي مهاجر وصله الخبر!!! أنا خايف أسأل بس كمان لحسن ألاقي شجرة العيلة مرصوصة قدامي.
_ عيب عليك هو أنا هبلة.
= لا إزاااي! إزاي يا ناصحة يا أروبة أنتِ، هبلة! دا أنا الأهبل وبريالة كمان.
_ متقولش كده على نفسك.
= حاضر يماما، حاضر لما نشوف أخرتها معاكِ.
إبتسمت وقالتلي بفرحة: شكلك فرحان وافقت؟
مشهد قعدتنا سوا مر من قدامي نساني اللي هي عملته، جاوبتها وقولت: والله القبول موجود بس الرد هيجي بكرا بإذن الله.
طبطبت على كتفي وقالت بحنية: فرحتك بيها تخليني أدعيلك العمر كله إنها تكون من نصيبك، ربنا يبختلك الطيب يبني.
قولتلها برجاء: يبختهالي هي..ادعيلي يبختهالي هي ويبعد عننا أي مشاكل وتكمل على خير بعد اللي عملتيه دا.
ضحكت وقالتلي: قلبك أبيض يواد.
قومت أخدت شنطتي وقولتلها: طب يلا ادعيلي بقا، هتوكل على الله أنا بقا..عايزة حاجة؟
بصتلي وقالتلي بعتاب: مش هتاخدني معاك؟
قولتلها بتبرير: يحبيبتي أخدك فين بس مش لما الموضوع يتم عشان تحضري الخطوبة بالمرة بدل ما أوديكِ وأجيبك من إسكندرية لهنا كل شوية!
فكرت في كلامي وبعدها قالتلي: أيوة صح معاك حق، خلاص يحبيبي ربنا ييسرلك طريقك ويكيفكوا شر الطريق أنت وصاحبك.
أممت وراها وسلمت عليها ومشيت، لقيت “سيف” نايم في العربية، خبطت ع الإزاز لقيته أتفزع ولما شافني شوحلي بإيده، فتحلي العربية ودخلت لقيته بيقولي.
_ إيه يعم كل دا فوق ما كنت تنام هنا أحسن! وبعدين حد يخض حد كده! فكرتك حرامي.
= وأنا لو حرامي يعني هخبط عليك ليه إن شاء الله من أخلاقي يعني!
_ أصل أنا أمي دعيالي بولاد الحلال.
= طب اتحرك يا حنين خلينا نلحق الشمس هناك.
بدأ يتحرك بالعربية وسألني: إيه أخبار الجو بتاعك؟ سبع ولا ضبع؟
حبيت جملة “الجو بتاعك” هي فعلاً جو، جو حلو يرد الروح وينعش القلب، والحلو في الموضوع إنه بتاعي.
_ أنت يعم الحبيب روحت فين؟؟؟
وفجأة يتدخل صوت “سيف” العكر والجو يتحول لعاصفة ترابية.
= معاك أهو.
_ احكيلي.
= كنت مبسوط، حاسسها ليا وحسيت نفسي معاها، خرجت مني جانب مكنتش أعرف إنه فيا، لقيتني طبيعي كده واللي بيجي في بالي بقوله ولقيتها بيور، فيها شئ بيجذبك للكلام معاها من حيث لا تدري.
_ هي عملت كل دا؟
= تخيل! طلع الحُب بيصنع معجزات يواد يسيف.
_ وهي رأيها إيه؟
= مش عارف بس شكلي هجيب امتياز مش مقبول بس.
_ أحبك وأنت واثق.
= حبيبي.
_ طلعت سَبع يعني.
= بإذن الله.
_ طب نتكلم خمسة جد؟
= امممم لو هتعكر اللحظة الحلوة دي يبقى بلاش.
_ عيب عليك أنا عمري خيبت ظنك.
= الحقيقة لأ.
_ يبقى إسمع يالا يبن الزمالك.
= جرا إيه يعم الچوكر أنجز.
_ معلش حستني حاجة مهمة… يلا ما علينا، طبعاً أنت عارف إن دُنيا عندها متابعين كتير.
= وبعدين؟
_ من ضمنهم شباب.
= امممممم.
_ لا مش اممممم، هي عندها شباب وبنات وفي من دول بيعلقوا عندها ودول بيعلقوا عندها.
= مطلوب مني إيه برضو؟
_ هتتقبل دا؟
= يعني إيه؟
_ لا مش عايزين غباء ع المسا، ماشي مقدرين إنك مبسوط بس متقفلش خلايا مخك أوي كده.
= مش عارف يا سيف، اه عارفها وهي البنت المشهورة إلى حد ما وليها معجبين وشوفت دا بعيني يوم المعرض ومقدرتش أتحمل وهي غريبة عني ما بالك بقا لما تبقى تخصني!!!
_ ولما كانت غريبة عملت حدود صح ولا أنا غلطان؟
= صح بس هم بيسوقوا فيها وخصوصاً بقا إنها لطيفة مع الكل بلاحظ دا في بعض تعليقاتها.
_ حصل، بس خد بالك إن لو لقدر الله حصل مشاكل بينكوا ومن ناحيتك أنت بالذات هيبقى بسبب كده، ف بلاش تهدروا طاقة على شئ تافه زي دا يا عُمر، هي بتعمل حدود ولو شوفتها هزرت مع حد ساعتها حقك، وكمان هي مبتردش ع الكل أصلاً ف الموضوع مش هياخد حيز كبير.
= يسيدي ربنا يزيد ويبارك في متابعينها وتبقى أنجح حد في الدنيا، بس أنا فهمتها وقولتلها إن الدُنيا هتبقى حلوة بينا بالود مش بالعناد.
_ جميل جداً، بس إفتكر إنك قولت بالود.
= أنت معايا ومعاها؟
_ أنا مع إن العلاقة دي تستمر.
بصيتله بفخر وابتسمت، ”سيف” يمكن مش واخد حقه في الظهور في الصورة، بس هو أكتر حد تعب في الكواليس، عارف الملجأ اللي بتلجأ ليه بعد ربنا؟ هو “سيف” بالنسبالي، صاحب يصلح ورايا، مش منافق لو أنا غلط بلاقي اللي يوعيني حتى لو وعيت بقسوة أحسن بكتير من إني أكمل ضياع، هو دا الصاحب الجدع اللقطة.
__________________________
الشمس زارت أوضتي وبدأ يوم جديد في حياتي، قد يكون مختلف؛ لأن اليوم دا اللي هيحدد مصيري، لو قولت “موافقة” يبقى خلاص هنبدأ بإلتزامات واهتمامات جديدة، هندخل شخص جديد بعيلته بعادتهم وتقاليدهم، شخص جميل ظهر فجأة وخد مكان فجأة من تفكيري ويومي وبدأ يسحب لقلبي، أتمنى ميشوهش الصورة الجميلة اللي رسمهالنا سوا دي، ولو مشيت ورا دماغي احتمال كبير أندم…قررت أمحي التشتت بصلاة استخارة.
صليت وقعدت شوية على السجادة، بس حسيت إني مش حاسة بحاجة هو نفس إحساسي إني قبلاه معايا وشيفانا سوا، بس لما بفكر زيادة بخاف وبكش كده، ترا والله نفس الشئ!
الباب خبط قومت أفتح ولسه في وجع خفيف في رجلي أفتكرت جملته وهو بيقولي لهفه “إسم الله عليكِ”، ابتسمت وراحة أفتح لقيت “نور” قدامي.
_ صوباااع الخير جداً جداً جداً.
= صليت استخارة يا نور.
_ ردي الصوباع الأول.
= يستي صوباع النور بطلي تفاهه بقا.
_ العمق جابلنا إيه غير عقد نفسية واقفة قدامي أهيه.
= ترلة محملة بالدبش أقسم بالله.
_ حياة قلبي…ممكن أدخل ولا مطولين في وقفة البوابين دي؟!!!
دخلتها وأنا بقول: ادخلي محدش هنا.
= طنط وعمو فين؟
_ بابا في الشغل وماما في السوق.
دخلنا الأوضة ونامت على سرير وهي بتقولي: ها بقا حاسة بإيه بعد الإستخارة.
قولتلها بفراغ: ولا أي حاجة، هي أعراض الاستخارة بتظهر بعد قد إيه؟
_ أعراض الاستخارة؟ دا أنتِ تمريض جداً.
= أنا عادي ينور موافقة عادي.
_ طيب يا ماما أنتِ منتظرة من الاستخارة إيه تاني ما خلاص كده.
= بجد والله؟
_ مش أنتِ مرتاحة؟
= اه كنت مرتاحة في الكلام معاه.
_ ودلوقتي؟
= مرتاحة أه.
_ يبقى خلاص كده، والله أنتِ عبيطة وعمالة فيها عميقة وأنت ولا عميقة ولا نيلة.
= إيه علاقة العمق بالإستخارة معلش؟
_ إنك مش قادرة تحددي مشاعرك.
= دا جواز يعني لازم نفكر ٥٢٨ ألف مرة.
_ إيه الرقم دا؟؟؟؟
= دا عمر تاني يبنتي، أنتِ بتستقلي بيه بجد!!!!
_ مش بستقل بس حبي الموضوع شوية.
= والله حباه.
_ الموضوع ولا دقن الموضوع؟
= هو جابني بدقنه فعلاً.
_ أنتِ قملة يبنتي؟!!! بتدوري ع شعور الناس ليه؟
= جتك القرف يا نور، لما نشوف سيراميكا كيلوباترا اللي هتجيبهولنا دا.
_ مسمحلكيش تتريقي على صلعة حبيبي، دي لما الكهربا هتقطع هتنورلنا إحنا الاتنين.
= مش لما نعرفلك حبيب الأول…أتوكسي.
_______________________
_ خيلتني يا عُمر!!!!
= العصر أذن يا سيف!
_ أقوم أقيم يعني؟
= تقوم تقيم إيه، الرد مجاش!!!
_ ما يمكن مش معاهم رصيد.
= ولما يجوا يجيبوني م العناية المركزة بسببك دلوقتي؟
_ يعم هون ع نفسك أنت خلاص جوزها، فكرتوا في اسامي العيال؟
= ربع روقانك.
_ ما أنا برا الموضوع يبني طبيعي أبقى بارد، أنت جوا شئ طبيعي جداً تبقى خمسة شعلة.
= خمسة شعلة! دا أنا على كده بوتجاز مودرن بقا.
_ شوفت بقيت بارد زيي إزاي؟ كده أنت بتعلي عليا.
موبايلي رن اتخضينا إحنا الأتنين، بصيتله وسألته: أنت أتخضيت ليه؟
حط إيده على قلبه وقالي: جبتلي الرعاش منك لله.
ضحكت وبفتح لقيتهم بتوع الفلتر!!!! قفلت وأنا بتف على التليفون، بصلي وسألني بإستغراب: في إيه؟؟؟
جاوبته بنوع من الفصلان: بتوع الفلتر.
قالي بعد تفكير: مش يمكن عمك بيختبرك وباعتلك واحدة تلاغيك وتعمل إنها من بتاع الفلاتر عشان ت..
قاطعته وأنا بقول: إيه إيه موضوع تعبير هو!! وخد هنا…أنت بتفكر ليه أحنا مش اتفقنا تلغي الجمجمة دي خالص، دي كمالة عدد في جسمك والله.
ابتسم وقالي: حبيب أخوك، الغباء دا عشان الحسد بس، مش طبيعي أفضل طول الوقت بفهم، كده هموت بدري.
قولتله بغيظ: دا أنا اللي هموت يا سيف هموت وأعرف هم فين!!! أديهم رنلهم أنا طيب يمكن يفتكروني.
_ أنت اتنسيت ولا إيه؟
= دا أنا حمضت م الركنة.
الموبايل رن تاني وببص فيه لقيته هو “والدها” قولتله بصوت عالي: هو يا سيف.
جاوبني ببساطة: طب ما ترد يبني.
لسه هفتح، قالي بسرعة: أستني ليفكروك قاعد ع الموبايل ولا حاجة.
قولتله بلهفة: بقولك هيجرالي حاجة م الانتظار تقولي إستنى يعم أنا كده كده واقع.
فتحت لقيته بيقولي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاوبته بهدوء عكس العاركة اللي عاملها قلبي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قالي بكل مودة: معلش يبني اتأخرنا عليك.
قولتله بإحترام: لا يعمي ولا يهمك، مع حضرتك.
“سيف” بصلي وقالي بهمس: ولا يهمك يا كداب، دا شوية وكنت هبدأ أعملك إنعاش قلب رئوي.
إبتسمت وسمعت والدها بيقول: منتظرينك أنت والحاجة تنورونا بكرا المغرب.
عارفين الترياق؟ أنا كنت حاسس إني بجري بجري وتعبت فجأة وترياق رده أداني طاقة وفي نفس الوقت استرخاء وابتسامة مقبلة على الحياة، خلاص بقت معايا الباقي رسميات لكن بالنسبالي “دُنيا” بتاعي، اترميت على الكرسي وأنا بقول بإبتسامة واسعة ونظرة فيها لمعان فوز:
“دا يألف مرحب بدخولك حياتي يا ست دُنيا”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لقاء المعرض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى