رواية لقاء المعرض الفصل الأول 1 بقلم دنيا فوزي
رواية لقاء المعرض الجزء الأول
رواية لقاء المعرض البارت الأول
رواية لقاء المعرض الحلقة الأولى
_ اتفضلي.
= أفندم!
_ اتفضلي شاركيني ساندوتش.
بصيت لأيده الممدوة ليا بساندوتش ورجعت بصيت ليه من تاني لقيته هادي وكأن اللي بيعمله دا شئ طبيعي إنه يقدم اللي معاه لحد ميعرفوش حتى لو بنت!
_ هفضل مادد أيدي كتير؟
= نعم!!!!!
_ مقصدش يعني بس أيدي وجعتني.
= شكراً مش عايزة.
_ لا معلش أنا مصمم.
= هو إيه العشم دا! أنت إبن خالتي وأنا معرفش!
_ لا خالص والله ولا أعرفك حتى بس أنا معايا بزيادة فحبيت أتسلى وأشارك اللي جمبي في الكرسي على ما نوصل.
بصيتله بإستغراب أكتر وأنا بسأل نفسي إزاي قادر يتكلم بكل العفوية والهدوء دا مرسوم على وشه!!! أنا لسه أول مرة أشوفه في الأتوبيس النهاردة!
بصيت الناحية التانية وأنا بقوله: ربنا يهديك.
_ يارب، ها بقا مش هتاخدي من أيدي؟
حسيت إني عايزة ابتسم على نبرته وطريقة كلامه بس مسكت نفسي في أخر دقيقة وللأسف بان أثر الإبتسامة في ملامحي.
بَص قدامه وقالي وهو بيقطم لقمة من الساندوتش: شوفتك على فكرة.
رجعت رسمت الجدية تاني على وشي وأنا بضم شنطتي لحضني وكأني بعملها حاجز، شغلت الإير بودز وفضلنا حوالي 15 دقيقة من غير ما نتكلم، لقيت أيده ممدودة تاني بحافظة طعام فيها كيكة بالشيكولاتة! وبيقولي: مش عايزة تحلي؟
_ هو فيه إيه!! مالك؟؟
قولتها بنبرة شبه عصبية بس من جوايا كنت مبتسمة على الطفل اللي قاعد جمبي في هيئة شاب تشوفه تقول دا ناضج وواعي بس لما تقرب منه هتلاقيه عيل صغير لسه.
جاوبني ببساطة: مفيهاش سِم والله أنا باكل منها أهو.
اتنفست بصوت عالي بصيتله من غير ما أرد، اتنهد وقالي: بصي أنا كنت متفق مع صاحبي إننا هنروح المعرض سوا بس هو بعتلي إنه مش جاي بعد ما جهزت كل حاجة.
= اممم في الوقت بدل الضائع يعني.
_ بالظبط كده، بس يستي عشان كده عايز أخلص الأكل اللي معايا بدل ما يبوظ.
= فهماك عموماً.
_ أنتِ كمان؟
= للأسف اه، كنت هروح مع واحدة صحبتي بس باباها رفض فجأة معرفش ليه.
_ طب معكيش حاجة عايزة تشاركيني بيها؟
للأسف ضحكت وبصيت للشباك وأنا بحاول أنقذ ما يمكن إنقاذه في إن ضحكتي متبقاش ظاهرة بس برضو فشلت.
ابتسم وسألني: راحة لكاتب معين؟
= راحة أشتري رواية معينة وأقابل زمايلي هناك.
_ ليكي زمايل كتّاب؟
= أها…أنت رايح لحد معين؟
_ مش عارف والله بس في حد أنا بقرأ ليه من قريب أسلوبه عجبني وحسيته مختلف وكريتڤ شوية عن اللي قرأت ليهم قبل كده، عرفت إن ليه رواية في معرض القاهرة فقررت إني هشتريها.
= شوقتني أعرفه.
_ هي كاتبة مش كاتب.
= So?
= إسمها دُنيا…دُنيا فوزي باين.
_ دُنيا سعيد فوزي تقصد؟
= تعرفيها؟
_ أكيد، هي شاطرة فعلاً بس عندها عيب كده.
= شاطرة جداً بس عيب إيه مش واخد بالي؟
_ بتتأخر بحسها بتشل اللي قدامها على ما تقدمله اسكريبت جديد…بتضحك!
= بصراحة أنا شايف إن دا ذكاء منها.
_ إزاي؟
= يعني بتعرف إزاي تجيب القفلة لأي اسكريبت أو بارت بتكتبه، بتعرف إزاي تعمل دعاية للبارت بالبوستات اللي بتنزلها عنه ف الناس تبدأ تسأل عن اللينك وتقرأ…وأقولك كمان؟ بتعرف كويس جداً تخطفك وتثير فضولك من أول كلمة في الاسكريبت.
_ زي أنا بشوف سكسي أكتر في المطبخ؟
= بالظبط دا ذكاء منها في اختيار البداية دي، بداية تجبر القارئ يكمل الاسكريبت وكذلك برضو هنخيب ولا إيه يا شيخ حمزة، أحب مين يبني دي أندر إيدچ، طز، بهاق!، و… لا مش فاكر بس في غيرهم كتير، بتعرف تختار الموضوع ورسالته أحييها بصراحة.
_ أنت جبت تقريباً المواضيع اللي شهرتها.
= خدت لفة في البيدچ بتاعها والهشتاج وقرأت ليها.
_ أنت عارف شكلها؟
= لأ بس عارف رقم الصالة اللي هتبقى متواجدة فيها، أنتِ عارفة شكلها؟
_ أها..أنت كده عارفها من قريب فعلاً بعد ما اعتزلت إنها تنزل صور ليها تاني.
= دا من سوء حظي.
ابتسمت ورجعت لسكوتي من تاني، لقيته بيكسر الصمت وهو بيقول: كده بقا تاخدي ساندوتش.
_ ألاه!
= خلاص بقا والله ما هو راجع دا أحنا عِشرة عشر دقايق حتى.
_ ياربي على العشم اللي فيك دا.
= جداً والله عشان كده بقع على جدور رقبتي.
_ واخدة بالي.
= طب يلا إتفضلي عشان يبقى بينا عيش وكبدة.
ضحكت وأنت بفتح شنطتي وبقوله: ويت طيب.
خرجت من الشنطة 2 عصير مانجا وقدمتله واحد وأنا بقوله: أتفضل.
بصلي وقالي: كده خالصين يعني؟
= لا خالص والله مقصدش حاجة قصاد حاجة بس أنا بحب أحلي بأي حاجة بعد ما أكل فحبيت أشارك اللي جمبي في الكرسي.
_ دي جملتي على فكرة…وبعدين هو دا أكل بالنسبالك! دا يعتبر فاتح شهية بالنسبالي.
= معلش عشان أخد الساندوتش اللي في أيدك دا، أنت لازم تاخد العصير.
_ وبتقوليلي مش قصدك حاجة قصاد حاجة! دا أنتِ بتلعبي معايا مقايضة.
ضحكت وأنا بقوله: مقصدش صدقني.
_ يعم ولا تقصد هاتي هاتي أنا محتاج أبل ريقي بحاجة ساقعة فعلاً كتر خيرك.
أخدت منه الساندوتش وأخد مني العصير حسيتها مقايضة فعلاً، مقايضة بسيطة بس كانت لذيذة مشهدنا كان يضحك، الأتوبيس كان هادي…أغلبهم كانوا نايمين والنص التاني حاطط الهاند فري وفي عالم تاني.
_ أول مرة تيجي المعرض؟
= التانية…وأنت؟
_ أول مرة.
= عشانها؟
_ مين؟ تقصدي دُنيا؟ أدي أخرت اللي يفضح نفسه.
ضحكت وقولتله: بهزر.
_ لا بصي هي مش سبب أساسي هي بس شجعتني إني أخد الخطوة دي، أنا كنت عايز أخدها من زمان وأنزل، خصوصاً إن الناس بتتكلم عنه كتير وبشوفه في الصور بحسه واو كده.
= هو واو فعلاً.
_ عشان كده كنت عايز أجرب حظي وأشوف بعيني فاتفقت مع صاحبي إننا هننزل بس زي ما قولتلك حصل اللي حصل.
= لعله خير.
_ أنا بقول كده برضو.
بوابة المعرض كانت ظاهرة، الحماس زار الأتوبيس وحصل فيه حركة مفاجأة والناس بدأت تستعد وتوزع إبتسامات على بعض.
ابتسمت وبصتله وأنا بقول بحماس: دلوقتي هتعيش أجمل لحظات حياتك.
ضحكتي زارت شفايفي ونسيت تروح وهو ابتسم لابتسامتي وكأنها وباء سريع الانتقال، المنظر كان تُحفة رغم إنه في مكان شبيه بالصحراء بس مش مهم، المهم الحدث، المهم المعرض، المهم هو ذات نفسه.
_ للدرجادي؟
= إيه؟
_ شكلك مبسوطة.
= أوي أوي أوي بجد رغم إنها مش الأولى بس انبهاري مقلش ذرة بالعكس حاسة إني مبسوطة زيادة.
_ يارب دايماً.
الأتوبيس وقف والشركة اللي كانت جيبانا وقفونا في جمب على ما يعرفوا الأمن ويسمحولنا بالدخول وكأننا في طابور المدرسة.
بصلي وقالي: هتروحي لصالة دُنيا؟
إبتسمت وقولتله: بإذن الله اه.
حرك رأسه وبص قدامه، بدأنا نتحرك والأمن سمح لينا بالدخول، واتفقنا إننا كلنا هنتقابل هنا عشان نتحرك بنفس الأتوبيس.
دخلنا بوابة المعرض وكان في كَم هائل من الناس وكل ما خطيت خطوة ابتسامتي وسعت أكتر، يا الله بجد منظر الناس وهي مبسوطة بالمكان تُحفة والمعرض ذات نفسه أتحف>>>
_ هنتقابل تاني.
بصيت لمصدر الصوت بإستغراب لقيته واقف جمبي، من فرحتي بالحدث راح من بالي ونسيته أصلاً!!
= دا سؤال ولا ثقة؟
_ إحساس.
= طيب عن إذنك عشان متأخرش على زمايلي.
سبته ومشيت وأنا بمتع نظري بكل حاجة في المكان حرفياً، ماسكة الشنطة زي الطفلة اللي راحة الجنينة.
__________________
_ فينك؟
= وصلت أهو المكان مليان زحمة أوي إيه دا!!
_ معلش يا عُمر حقك عليا والله بس أبويا تعب فجأة عشان كده بعتلك وقفلت علطول.
= لا ألف سلامة ماله بس؟؟
_ يعني الأزمة جاتله تاني وجريت بيه على مركز القلب ومعاه دلوقتي.
= لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يطمنا عليه يارب لو احتجت أي حاجة أخوك سداد أنا معاك.
_ حبيبي والله مستورة الحمد لله المهم متزعلش مني.
= لا يعم والله ولا أي زعل دا الحمد لله إنك مجتش.
_ إيه! هو مَن لقى أحبابه نسي أصحابه ولا إيه يعم عُمر.
= أحباب إيه ونيلة إيه بس أهي عينكوا دي اللي جيباني لورا.
_ أيوا يعني شوفتها ولا لسه!
= برضو! أنت كمان! أقسم بالله ما رايح عشانها يخربيتكوا.
_ يعم ولا عشانها هو أنا أكره أشوفك بتاكل ولا بتأكل فراشات!
ضحكت وأنا ببص حواليا وبقوله: بتجيبلي حموضة والله.
ضحك وقالي: أنت فين كده؟
فضلت باصص حواليا وقولتله: والله ما أنا عارف كل ما أطلع قدام أحس إني كنت ف المكان دا من شوية! هي كل حاجة بتتكرر كده ليه!!! والناس كتير كده ليه!!! شوف يبني اسكندرية عندك فيها حد ولا كلهم سابوها وجم! عندك دكاترة طيب ولا ابعتلك.
فضل يضحك وقالي: أنت أخرك الزراعة يالااا.
= اه والله أنا فلاح.
ضحكنا وقفلت معاه ودام إذبهالي بكل حاجة حواليا، المكان كان مبهج وفي أعلام من كل بلاد العالم والناس هنا أشكال وألوان، مشيت قدام لقيت مسرح وعليه ناس بتغني وبتعمل عرض وقفت أتفرج من بعيد وبعدين مشيت وأنا ببص على أرقام الصالات وبدور على رقم معين لحد ما عيني وقعت عليه فابتسمت تلقائي…وجوايا بيردد “أيوا هو دا”.
دخلت الصالة وأول ما دخلت أتصدمت لو كنت مفكر برا ناس كتير ف جوا في تعداد سكاني لوحده، الناس بتتكاثر بصورة مش طبيعية ومحدش عارف يحلق عليهم لازم نقيم الحد مهو مش معقول في ناس تانية برا المعرض!!!
فضلت أدرو على رقم الجناح، كنت محدد هدفي هروح أشتري الكتاب وبالمرة أشوفها حتى لو مشوفتهاش عادي، رؤيتي ليها فضول وقد تكون إعجاب، إعجاب بدماغها وطريقة تفكيرها كنت عايز أشوف وأعرف مين دي، لكن مش حب زي ما هم مفكرين أكيد موصلتش للمرحلة دي!
بعد عناء سؤال هذا وذاك لقيت الجناح اتنهدت ولا اللي لقاله بر يرسى عليه بعد شقى، مش عارف ليه كنت حاسس إني عايز أجري وأقول إني عيل صغير والله بعد ما لقيت الموضوع قرب كده، هو مفيش موضوع أصلاً بس كان في إثارة وتشويق كده مش قادر أحدد سببهم!
: دُنيا!!!! يلهوي مش مصدقة إني شوفتك.
سمعت الجملة دي من بنت أكيد فانز من فانزاتها…٠معجبة زيي يعني، ابتسمت كنت فرحان وفخور بيها وكأنها بنتي وأنا أحسنت تربيتها، رجعت ابتسم على تفكيري، فوقت لقيت نفسي واقف قدام الجناح ولسه هتكلم لقيت البنت اللي كانت جمبي في الأتوبيس واقفة جوا الجناح ومبتسمة وهي بتكلم مجموعة بنات ابتسمت وأنا بفتكر إني قولتلها هنتقابل تاني.
جاتلي بنت وسألتني: بتدور على حاجة معينة.
= ها؟؟
_ أجيب لحضرتك حاجة؟
= دُنيا.
_ نعم!
= قصدي يعني كنت بسأل على كاتبة إسمها دُنيا سعيد فوزي.
ابتسمت وقالتلي: أه هي موجودة..ثواني.
_ تمام .
بصت جمبها وندهت عليها، وأنا بصيت حواليا كنت شايف الناس قد إيه مبسوطة وعمالين يفتحوا كتب وغيرهم بيحضنوا بعض وغيرهم بيتصور مع كاتبه المفضل، وحقيقي مش عارف إزاي في ناس قد تكون مبسوطة في زحمة زي دي! مجرد النظر ليهم حسسني بضيق تنفس..يستار يارب.
: أيوا؟
سمعت صوت عارفه كويس عارفه من حوالي ربعاية كده، بصيت لقيتها!!! هي اللي كانت جمبي!! توقعي طلع صح!
قولتلها بصدمة: أنتِ!!! أنتِ دُنيا!!!!!!
ابتسمت وقالتلي بثقة: بالظبط كده…معاك دُنيا.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لقاء المعرض)