رواية لعنة آل دارو الفصل السادس 6 بقلم آية محمد
رواية لعنة آل دارو الجزء السادس
رواية لعنة آل دارو البارت السادس
رواية لعنة آل دارو الحلقة السادسة
” اخطبنـي أنا يا كريم.. ”
“أنتي؟! لا طبعـا مينفعش”..
” أنا عـاوزة أساعدك مش أكتـر، أنا مليش أهل أخاف علي مشاعرهـم و لا أنا بحب حـد مثلا او مستنيه حـد، هو وضع مؤقت زي ما أنت بتقـول “..
سأل بحده:
” يعني اي ملكيش أهل تخافي علي مشاعـرهم!! وأنا وتيتـه و بابا اللي مستني يشوفك علي أحر من الجمر!! و مدام سلوي اللي ربتك!!
أنتي زي أختي يا مريم مستني اليوم اللي هنزفك فيه لعريسك، أنا بتمنالك الراحه مش هكون مصدر تعاسـه ليكي لأي سبب كـان، متنسيش انك فسختي خطوبتك مره و أنتي عارفه المجتمع اللي احـنا عايشيـن فيه “..
” أنت معاك حق بس أنا مبفكرش في موضوع الجواز دا دلوقتي، أنا عاوزة اشتغل “..
” أنا وعدتك هشغلك في الشركة، بس اما تفكي الجبس علي الأقـل، مش دلـوقتي.. يـلا اطلعي دلوقتي نـامي ومشكلتي أنا هعرف أحلهـا “..
التفتت مريم تتحرك عائدة للغـرفة ثم وقفت مجـددا وألتفتت تقول بحـرج:
” بصراحـة أنا جعـانه أوي “..
ضحك كريم وأتجـه يخرج بعض الطـعام من الثلاجه:
” خدي حمريلك حتتين بانيـه ولا حاجه، انا هطلع أنام علشان عندي شغل بدري.. خدي راحتك “..
تحرك كريم للأعلي وجلست هي تتنـاول بعض الطـعام وهي تفكـر في محادثتهـم تلك…
…………………………………………..
” أستاذة داليـا!!… ولا أنا شايف حد تاني ولا اي!! “.
سألته داليا بتعجب:
” اي شكـلي وحش!؟ “..
” بالعكس، شكـلك زي القمر “..
ضحك ايوان واتجـه يضـع يده علي وجهه رسلان:
” غض بصرك يا فتـي وهيا لنتحرك “..
تحركـت داليـا وهي تبتسـم بخجـل وبدأت تشعر بأنها فتاة غـريبه، تشعـر بأنها لينه ليست قاسيـة كما وصفها الجميـع حتي تناست هي انها فتـاة، تشعر كونها أنثـي..
كـان رسلان قد تعرف بالفعـل علي بعض الشبـاب فأتجـه يقف جوارهم و يشاركهم الغناء والرقـص، و علي جـهه أخري تحركت داليا و آفرين يشاركـون النسـاء احتفـالهـم…
استنكـرت في البداية كيف للعروس ان ترتدي لونا غير الأبيض و لكنهـا كانت منبهرة بمظهـر العروس و زينتهـا وكيف كان لهـا طلة خاصه بها كما يقـول البعض..
تقـدم العريس وهو يحمـل بيده، زهرة واحده فقط فنظرت له داليا بإستنـكار حتي أقتربت آفرين تقول بحماس:
” تلك الزهرة تدعي ب زهـرة الحب، انها باهظة الثمن حقـا، تتوق الفتيـات ليوم زفـافهـا حتي تحصل علي واحده منهـا “…
سألت داليا بتعجب:
” طب ولـو مش معاه يشتريهـا!! “..
” توجد انواع أخري ولكـل زهرة مسمـي ولكن تلك الزهرة لهـا مكانة خاصه، يدخر الشاب المال لها و يأتي بها لعروسه في يوم زفافهـا ولذلك فمعظم النساء حصلن علي واحدة منهـا “..
ابتسمـت داليا و ألتفتت تتابع ما يحـدث من احتفالات حتي قالت آفرين مجددا بحماس:
” انظـري، كما اخبرتك توجد أنواع أخري، مثلا تلك الزهرة الأرجـوانية التي يحملها ذلك الشاب تعني انه سيتقدم للفتاة التي يحـب الآن “..
” رومانسيه بقي وكدا و البنت بتاخدهـا منه يبقي وافقت “..
” لا، يطلب الشاب الفتاة من ابيهـا وبعد بضعه أيام ان وافقت الفتاة نجـد تلك الوردة بين خصلات شعرها، فنعرف الفتاة حينهـا “..
ضحكت داليـا:
” بجد حـلوة، وحلو ان كل حاجه كدا ليها طقوسهـا “..
صرخـت إحدي السيدات فجأة فألتفتت كل الأنـظار لهـا، كانت بطـن السيدة منتفخـه و استنتجت داليا انها ستضع جنينها ربمـا الآن فقد ساعدتها بعض النساء وأخذوهـا لبيتهـا واقترب ايـوان منهم يحث آفرين علي الذهاب:
” اذهبي آفرين وساعديهـم “..
تحركت أفرين وأمسكت بيد داليـا تأخذهـا معهـا وفـور رؤيتهم لآفرين سمحـوا لها بالدخـول فهي أفضل من قد يسـاعدهم، جلست داليا بالخـارج تشعر بالحرج وجميع الأعين لهـا و مر بعض الوقت قبـل أن تخـرج آفرين وهي تحمـل الصغير علي يدهـا وتسأل بحماس:
” أين والده!! أوصتني أم الطفل بأنه يحمله زوجهـا بالأول، تقدم سيدي انه فتي”..
اقتـرب الرجـل وهو يمد يده لأخذ صغيره ويضمه لصـدره فقالت آفرين بإبتسامة:
” زوجتك بخيـر، أعطيتها بعض الأعشاب، هيا اذهب لتقديم الحلوي للجميـع واعطني الطـفل فهناك ضيفة مميـزة قد ترغب في حمـله “..
أخذته آفرين وأعطته لداليا التي حمـلته بصدمه وتـوتر، نظرت للصغير النايم لدقائق قبـل أن تتمعن في النظر له وقد ارتسمـت ابتسامـة علي شفتيهـا و شعرت بالحنين لأن تكـون أم، كمعظم رفيقاتها أثناء الجامـعة فقد تزوجوا جميعهم وبقيت هي، قالت بحنان:
” شكـله زي المـلاك.. “..
ابتسمـت آفرين وأخذت الطفـل وأعادته لوالدته ثم تحركت ومعها داليا للخـارج:
” اعتقد بأن الزفاف قد انتهي فلنعـد للمنـزل..
وقبل تحركهم خطـوة وجـدوا رسـلان بإنتظـارهم وقد اقترب منهم يقول بهدوء:
” يلا استنيتكم علشـان مترجعوش لوحدكم “..
قالت آفرين بضحكه ساخرة:
” دارو آمنه كما ان منـزلي لا يبعد سوي عشرة دقائق سيرا “..
قـال بلغـة عربيـة فصحي:
” ربمـا فعلت ذلك لأسترق بعض اللحظات بجـوارك آنستـي قبل أن يأتي والدك ويقتلنـي “..
ضحكـت آفـرين وقالت بإعجاب:
” أوه، لغتك قويـة سيدي الوزير، أليس كذلك داليا؟! “..
” اه.. “..
تحـركت داليا لداخـل المنزل وصعدت لغرفـة أخيها تجـلس بجـواره، لم يحدث تطور في حـالته هذا اليـوم كما الأمس عدا ان بشرته بدأت تعود للونها الطبيعي بدل من اللون الغامق و ظهرت ملامحـه واضحـه حتي شعرت داليا بالحنين لسمع صوته:
” وحشتني أوي يا أدهم، اصحي بقي علشـاني، اصحي أنت عارف اني مليش في الدنيا حد غيـرك يا حبيبي “..
قررت داليا افتراش الأرض و النـوم في غرفة أخيها و قد كانت تلك الغرفة خالية من الأثاث سوي الفراش و منضده صغيرة وضعت عليها أدويتـه…
بـعد ساعـة من غيابهـا دلف رسلان للغرفة ليجـداها نائمة أرضا ترفع يدها ممسكه بيد أخيـها…
اقتـرب منها رسلان وحمـلها يتحـرك بهـا لغرفتهـا ثم تركهـا علي فراشها وأغلق البـاب خلفه ثم عاد لغـرفته..
بعـد مرور عدة أيـام…
كـانت بجـوار أخيهـا في الصباح البـاكر، اذ بدأت يومها بعد صلاة الفجر مباشرة، اخذت حماما باردا و جلست تقرأ بعض القرآن حتي لاحظت شيئا غريبـا فأنتبهت لتجد أدهم يحرك رأسه يمينا ويسـارا فأتجـه داليا تجاهه بفزع لا تفهـم ما يحـدث معـه ثواني وألتقط أدهم نفسـا عميقا ثم فتح عينيه البنيـه وهمس بصوت ضعيف:
” داليا!!……..
………………………………….
” صباح الخير يا تيته..
لم تجيبـه جدتـه فألتفت لـها يجلس أمامها:
” هتفضلي زعلانة مني كتيـر كدا!؟ ما أنا جيت يا تيتـه و قعدت مع البنت بس معجبتنيش أعمل اي!؟ “..
” لا يا كريم، البنت حلوة و كويسه، انت بس اللي عاوز توجع قلبي “..
” والله يا تيته معجبتني، هي حلوة وكويسه بس انا مش حاسس بيها خـالص، معلشي يا تيته مش هقدر، بس كمان مش هقدر علي بعدك عني كدا، ازاي تحرميني من دعوتك ليا!! “..
قالت فاتن بتأثر:
” لا يا حبيبي بدعيلك والله كل يوم، ربنا يريح قلبك يا كريم.. خلاص يا حبيبي حصل خير “..
” الحمد لله، يلا أنا رايح الشغل.. ”
“لا لحظة في حاجه عاوزة أوقولهالك!”..
” اي؟! “..
” مريم جايلها عريس “..
” دا مين دا و مكلمنيش ليـه؟! وشافهـا فين!! “..
” صـالح مؤمن “..
” ماشي يا ستي ربنا يزيده، مين بقي “..
” يا واد بقولك صالح ابن عمك مؤمن جـارنا، بقولك اي هو عارف ظروف مريم كلهـا و الواد أعجب بيها ومعندوش اعتراض”..
” وميكلمنيش أنا ليه بقي ان شاء الله!! “..
” هو أنت حد عارف يوصلك خالص يا كريم اليومين دول!! أنت مسحـول في الشغل.. انا كنت عاوزة اديله رقمك الشخصي يكلمك عليه بدل تليفون الشغل لأنه كلمك اكتر من مره وأنت مبتردش “…
” ومريم رأيها اي في الموضوع دا!! “..
” مريم! هو في في أدب وأخلاق مريم، هو حد مريح قلبي زيها! “..
” يعني موافقه؟! “..
” لا هي لسـه موافقتش، هي قالت الولد يجي و يقعدوا مع بعض و تشوف رأيك ورأي خالها و مامتهـا و بعدين هتقولنا رأيهـا “..
” طيب يا تيته مـاشي، اديله الرقم وأنا هتفق معاه “..
تحـرك كريم للخـارج و بمنتصف اليـوم آتـاه ذلك الإتصـال وقام بتحـديد موعـد مع الشــاب فأتصل بجـدته ليخبـرها..
” تمام كدا يا تيته!؟ “..
” ماشي يا كريم، عاوزاك تفضي نفسك يوم الجمـعة تاخد البنات ينزلوا يجيبوا هدوم.. “.
” لا أنا مش فاضي انا عنـدي اجتماع مهم “..
” يوم الجمعه!!! “..
قال كريم بإرهاق:
” أعمل اي يا تيته، داليا مش موجـوده و انا مش ملاحق والله، معلشي هخلي السواق يوديهم المكان اللي عاوزينـه “..
” طيب يا كريم اللي تشوفـه “..
تحـرك كريم لعمـله والذي أصبح كل همه الآن، يحـافظ علي أموال صديقـه وأموال اخت صديقه التي آمنته هو وحده عليها و تركـت كـل شئ له دون اي شك ب نيتـه، وبالفعل وضعت داليا كل ثقتها في الشخص الصحيح ف كـان كريم يعمل بكـل جد لأجل متابعة العمل بسـلام و تجنب اي اخطـاء…
ظل بمكتبه يعمـل حتي منتصف اليوم آتاه مكـالمه من مريـم التي قالت ببكاء:
” إلحقني يا كريم…
سأل بقلق:
‘في اي يا مريم مالك؟! انتي فين!!..
” أنا في القسـم..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لعنة آل دارو)