روايات

رواية لعنة آل دارو الفصل الحادي عشر 11 بقلم آية محمد

رواية لعنة آل دارو الفصل الحادي عشر 11 بقلم آية محمد

رواية لعنة آل دارو الجزء الحادي عشر

رواية لعنة آل دارو البارت الحادي عشر

لعنة آل دارو
لعنة آل دارو

رواية لعنة آل دارو الحلقة الحادية عشر

” كـريم انا مش باخد رأيك، أنا بقولك.. أنت هتتجـوز مريم.. ودا قرار نهـائي “.
” لو سمحت يا بابا، سيبلي مساحة للنقـاش واسمعنـي، يا بابا أنا حابب أكون أخ لمريم، وانا جيبتها البيت هنا علي الأساس دا، بالنسبة لصالح فهو أساسا بيته في نفس الشارع و هي شبه موافقه عليـه و الشاب محترم وكويس، بابا حضرتك لو جوزتني مريم غصب عني انا مش هكـون مبسوط و كمـان هي مش هتكون مبسوطـه، بلاش تفرض عليا وعليهـا، حضرتك قابل صـالح واقعد معاه وانا متأكد انك هتوافق عليه “..
” بيتـه في نفس الشارع؟ ابن مين هو؟! “..
” ابن الأستاذ مؤمن المحامي، وصالح كمـان محامي وشغال في مكتب ابوه الغني عن التعـريف بردو، راجل محترم و عارفينه وعارفين أهله من زمـان “..
” بس أنا كنت عاوزها ليك يا كريم، يا ابني البنت كويسه ليه تسيبها للغريب، لو مكانتش حلوة كنت وافقتك بس البت زي القمر و لبسها ساتر و محترمه و متعلمه كويس، اي اللي مش عاجبك فيها بس!! “..
” يا بابا والله مريم فيها كل الصفات الحلوة، بس هي عندي زي لينـا “..
” لا حول ولا قوة الا بالله.. ماشي يا كريم هقابل الشاب بس خليك فاكر انك كسرتني برفضك دا “..
” ليه بس يا بابا، هو انا لما اكون اخوها يبقي وحش! هخاف عليها و احميها واكون سند ليها لو في يوم اتخاصمت مع جـوزها، هكون أهل ليها يا بابا مريم مهمة بالنسبالي صدقني “..
” ماشي يا ابني اللي فيه الخير يقدمه ربنا “..
تحـرك خـارج الغـرفة ولحق بـه كريم و اجتمـعوا علي طـاولة الإفطـار فسأل والده بسخرية:
” الاه اي كمية الحراسه اللي برا دي يا كريم دا ولا كأني داخل السفارة الأمريكيه!!؟ “..
قال كريم بشرود:
” في واحد بيهددني و عاوزني اسلمه أملاك داليا “..
” أملاك داليا؟! وانت مالك بأملاك داليا اصلا!؟ “..
” داليا يا بابا عملالي توكيلات وتصريحـات التصرف في أملاكها لأنها غايبه في سفر طويل “..
” وانت ازاي تقبل بحـاجه زي دي اصلا؟! دي مسئولية يا كريم وأنت اصلا العلاقة اللي بينك وبينها انتهت بموت صاحبك.. ليه عملت كدا “..
” علشان بتثق فيا يا بابا وعلاقتي ب داليا كانت اقوي بعـد وفاة أدهم، طبعا في اطار الشغل، أنا عارف كل كبيرة وصغيرة في الشركه ف طبيعي بغيابها أكون أنا المسئول، انا لازم احافظ علي فلوسها وفلوس صاحبي، حتي لو علي حساب حياتي “..
تحـرك كريم للأعلي تحت نظرات والده المستاءه ثم عـاد بعد قليـل يسأل بإهتمـام:
” حد محـتاج مني حاجه قبل ما أمشي؟! “..
قالت والدته بإبتسامة:
” متتأخرش، مش هتعشي من غيرك، هعملك الأكل اللي أنت بتحبه”..
“مش هتأخر يا حبيبتي ان شاء الله..”..
تسألت لينا:
” طيب أنا كنت عاوزة أخرج مع صحابي يا كريم؟! “..
قال بجدية:
” الحارس برا هيكون مـعاكي يا لينا، و ياريت متتأخريش ولـو حصل اي حاجه كلميني يا قلبي”..
قالت بإبتسامة:
” طب شخلل جيبك طيب “..
ضحك كريم و ترك لها ما قد تحتاجه من مـال ثم رحـل، نظر لها والدها بآسي و قال بحزن:
” يعني استأذنتي اخوكي و طلبتي منه فلوس يا لينا و أنا كأني مش موجود؟!! “..
” أنا.. أنا أسفة يا بابا والله مش قصدي انا بس علشان متعودة “..
” طـول ما أنا موجود يا لينـا يبقي اذني قبل اذن أخوكـي و كمـان تطلبي فلوس مني انا مش هو، وأنا مش هعز حاجه عليكي يا بنتي والكـلام ليكي يا مريم “..
اومأت الإثنتيـن برأسهم وبدأ الجميـع في تنـاول الإفطـار في جو عائلي جميـل…
………………………………………………………………
” هـو اي السائل اللي شربه دا؟! من ساعة ما فـلق وشربها وهو فقد وعيه تاني!!؟’..
” بالبداية كان فاقدا للوعـي، والآن هو نائمـا.. ذلك السائل يعمل كمهـدأ و مسكن لألامه، سينـام رسلان لبضعه ساعـات الآن، ربما يستيقظ بعد غروب الشمس، لن يتحمـل آلام ساقه بدون تلك الأدويـة “..
اومأت داليا برأسها، كم تبقي لغروب الشمس!! بضعة ساعات ولكنهـا لم تعلم بان تلك الساعات ستصبح ايـام و لا زال رسلان غافيـا علي فراشـه وهي علي الأريكـة بجواره وقد ادركـت بأنه كان مؤنسهـا ورفيقها الوحيد خلال تلك الرحـلة و الآن باتت تشعر بالخوف و الوحدة من المجهـول…
في غرفـة أدهم كانت آفـرين أمامه تتفقد يده التي بدأت تتحرك من يوميـن ولكنه يشعر بهـا برجفـه سببت له القلق من أن تكون دائمـه:
” اعتقد بأنهـا ستصبح بخير بعد أيـام، لا تقلق سيدي انت تتعافي بشكل جيد للغايـة، ربمـا بالأسبوع المقبل سنجدك تتجول بين اراضي دارو “..
” أدهم.. اندهيلي بإسمي لو سمحتي مبحبش كلمة سيدي دي “..
” الألقاب ترسم الحدود بشكل جيد بيـن الأشخـاص “..
ابتسم بآسي:
” وأنتي حابه الحدود دي، حابة تنكـري انك معجبه بيا زي ما أنا معجب بيكي، مع اني اعترفت من اول مره شوفتك فيها “..
” تود الإنجراف وبشده خلف مشاعرك، أما أنا ف لا “..
كانت علي حق، فهو يرغب في التمـادي و لا يستطيع السيطرة علي قلبه الذي جن بالكـامل فقال بجدية:
” لست أدري هل تداويني من السحر، أم أنتِ من اصابني به آفرين “..
” ماذا تريد؟! “.
” عاوزك تديني فرصه “..
” أنت لا تعرفني، كل ما تشعر به هو مجرد اعجاب سيزول بعد ايام “..
” أنتي مبتكلميش مراهق!! أنا عنـدي 33 سنـه “…
صرخت به:
” اللعنه أدهم ماذا تـريد!! حسنا أنا لست معجبة بك بل أنا أحبك يا أحمق ولكـن ماذا أفعـل، ستترك عالمك و تترك أختك و تبقي معي، ام أترك أنا أبي و دارو!!؟ لما تريد التسبب في العناء لي ولقلبي!! “…
ركضت للخـارج وظـل هو بمكـانه يطـالعها بحزن وضيق وجـلس يفكر في حديثهـا و اتبسم تلقائيا عندما تذكر كلمتهـا التي روت ظمأه.. احبك يل أحمق فقال بإبتسامة:
” الرومانسيه عندها مبدأ “..
في الخـارج كـانت تجـلس آفرين، علي درجـات السلم أمام بيتهـا و ضمت قدمهـا لصدرها تبكـي حتي آتي والدها من خلفهـا يقول بجدية:
” ربمـا بعد شفاءه سأتحدث معه بأمر الزواج و البقاء ب دارو “..
سألت بلهفه:
” حقا أبي!!! “..
أجابها بحده:
” أجل عزيزتي… رسـلان هو الزوج المنـاسب لكِ، أنتِ لم تنسي انه وريث دارو، هو من يستحقك لتتولوا أمور دارو من بعدي، أخطأت والدته من قبل وعليه هو اصلاح ذلك الخطأ، كان اتفاقنا من البداية آفرين “..
” لكن… لكني لا أحبه “..
” لا ترتكبي نفس الخطأ آفرين، يكفيني أختي وخسارتهـا “..
انهـمرت دموعهـا بغزاره و ركضت بعيدا عن أبيها و بعيدا عن منزلهـا و هي تتذكر أبيهـا وتتذكر ذلك الوعـد..
F. B..
” سيعـود ابنها يوما آفريـن، أشغر بذلك وكلي يقيـن، وذلك السحر الذي دفن بأرضنا يؤكد لي ذلك، سيعود و ستتزوجي به، عديني بذلك آفرين “..
” سأفعل أبي..هذا وعدي لك حتي تتوقف نبضات قلبي “..
B..
وضعت يديهـا علي صدرها تستشعر دقات قلبها و همست بضعف:
” هو ليس ملكي أبي.. اختطفه ذلك المصري صاحب الثلاثة وثلاثون عاما.. أُحبه.. احبه كثيرا أبي”..
……………………
” عدي يوميـن يا مريم و صالح مستني الرد “..
سألتهـا والدة كريم التي اقربت منها بالفترة الأخيـرة، ربتت علي شعرهـا وقالت بهدوء:
” حبيبتي محدش بيجبرك علي حاجه، هما بيحـاولوا يقنعوكي مش بيضغطـوكي، بس في النهاية لو قولت لا محدش هيعترض “..
قالت مريم بقلق:
” هو كويس يا طنط و أنا مرتاحـه بس عندي احسـاس ان في حاجه ناقصه، حاجه واقفه مش مخليه لساني يقولي اني موافقه”..
” يا حبيبتي طبيعي الجواز المدبر بيبقي كدا، أنتي لسه مش عارفاه، انتي طالما صليتي استخاره ومستريحه يبقي اتكلي علي الله “..
أومأت مريم برأسها ببعض الهدوء والقلق و الخجل:
” تمام يا طنط.. موافقه “..
ابتسمت والدة كريم بسعـادة ثم أطلقت الزغاريد فأجتمع كل البيت حـولها يتسألون عما يحدث فقالت بسعادة:
” عندنا عروسـه، مريم وافقت “..
ابتسم والد كريم براحـه و اقترب يضمها بحنان:
” مبروك يا حبيبتي، ألف مبروك “..
قـال كريم بهدوء:
” مبروك يا مريم “..
تحـرك كريم للأعلي، ليس لغـرفته بل لسطـح بيته وجـلس يستنشق بعض الهواء لعل تلك الموجه الحارة التي هاجمته تهدأ قليـلا وهو يشعر بالضيق، ضيق لا يدري سببه ولا يعلم مصـدره..
اخرج هاتفه ليضع صورة داليا أمامه.. وللمرة الأولي لا تطفأ تلك الصورة غضبـه أو حتي يستكين قلبـه و تهدأ دقاته، فتأفف بضيق وجـلس بموضعه يتذكر حديثه طبيبته النفسيه:
” أنت كان لازم تتوصل لدا بنفسك يا كريم بس انت اتأخرت فأنا لازم انبهك… انت محبيتش داليا أنت كنت بتحب صاحبك، اخوك اللي من اب وأم تانين و كبرتوا سوا و فجـاءة لقيته مات و خسرته و بعدين تعرف انه عايش و حالته أسوء من الموت، واحساسك بالمسئولية هو اللي خلاك تطـلب الجواز منهـا “..
” لا يا دكـتورة، انا حبيت داليا بجد”..
“اكتشفت مشاعرك دي بعد موت ادهم بس!! ولا بدأت تتواجد جواك أصلا في الوقت دا، زي ما قولتلك يـا كريم أنا مش هناقشك في الموضوع دا، يكفي اني لفت نظـرك ليه”..
” بس… بس أنا عمري ما اتشديت لبنت تانيه! جدتي بتجيبلي صور لبنات كتير و دايما بتلح عليا في موضوع الجواز وأنا برفض، وأنا والله مش ضد المبدأ انا بس مش قادر اخد الخطوة “..
” يمكن علشان لسه مجاتش البنت اللي تجذبك ليها يا كريم؟! “..
” تفتكـري!؟ “..
عـاد من ذكـرياته علي صوت آذان الفجر فمسح وجهه بتعـب و تحرك للأسفل ليذهـب للمسجـد و بالفعـل أدي صلاته ثم عاد لغـرفته و بدل ثيـابه، وبدلا من النوم جـلس في شرفتـه ينظر للسماء و قد بدأت الشمس في ملاحقـة القمـر و بدء الصباح في مهاجمة ظلام الليـل و ذلك السكـون قد سمح لصوت الضحكـات الخافته التي آتت من الغرفـة المجاوة ان تصل لأذنه التي أرهفت السمع لحديثهـا ولكنه لم يستطـع تبين الكلمـات، لم يسمع منها سوي كلمة واحده..” صالح “..
تحـرك كريم غاضبا تجـاه غرفتها وقام بدق الباب بغضب لدرجـة انها سحبت حجابها فوق منامتها فقط وخرجـت لتجده أمامهـا يصرخ بغضب:
” انتي بتكـلمي مين دلـوقتي في التليفون!!؟ “..
خرج والده يركض تجاهه بسأله بصدمه:
” في اي يا كريم!!؟ “..
” الهانم واقفه تكـلم صالح بيه اللي لسه مجمعهـاش بيه اي صله و احنا وش الفجـر.. ”
هزت رأسها نفيـا وهي تبكي:
“لا والله يا خالي و الله انا كنت بكلم سارة صاحبتي”..
سألها كريم بسخرية:
” صاحبتك اه.. طب وريني التليفون كده!! “..
صاح بـه والده بحده:
” كريم.. الاسلوب دا متتكلمش بيه طول ما أنا موجـود، و انتي يا مريم فهمينـي اي اللي بيحصل!! “..
” يا خالي والله ما في حاجه، انا بتصل علي سارة كل يوم الفجر علشان اصحيها للصلاة وصدف النهـاردة ولقيتها صاحيه ففضلنا نتكلم شوية و حكيتلها اني هتخطب لصالح، فجاءة لقيت كريم بيخبط علي الباب و بيزعقلي “..
التفـت ل كـريم الذي وقف ينظر لها بضيق وغضـب ثم قال ببعض التحفظ:
” شغلك هيبدأ من بكـرا.. الساعة 8 تكوني جـاهزة “..
تركهم وتحـرك لغرفـته وأغلق الباب خلفـه بقوة بينما اتجه والده تجاهها وربت علي رأسها بحنان:
” معلشي يا حبيبتي، هي غيرة وخوف الأخوات بتكون صعبه، هو خايف عليكي تعملي حاجه غلط، معلشي متاخديش علي خاطرك منه “..
أومأت برأسها بحزن ثم تحركت للداخل وعاد هو لغرفتة..
…………………………………………………
” عمي عبد الرحمن… يا عمييي… بيقـولوا في بنت جت بيت الأسيوطي و بيقولـوا انها بنت بنتهم اللي هربت من 25 سنه “..
فتح عبد الرحمن عينه حيث أراح ظهره قليلا علي كرسي مكتبـه و اغمض عينيه فغفـي لدقائق ولكن كان وقع تلك الكلمات علي قلبه كوقع السحـر فهمس بعدم تصديق:
” بنتي!!!! “…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لعنة آل دارو)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى