روايات

رواية لعنة آل دارو الفصل الثاني عشر 12 بقلم آية محمد

موقع كتابك في سطور

رواية لعنة آل دارو الفصل الثاني عشر 12 بقلم آية محمد

رواية لعنة آل دارو الجزء الثاني عشر

رواية لعنة آل دارو البارت الثاني عشر

لعنة آل دارو
لعنة آل دارو

رواية لعنة آل دارو الحلقة الثانية عشر

” داليـا… دا..
” رسلان!! رسـلان أنت صحيت؟! أنت كويس! “..
قال بضعف:
” اه..”
حـاول الإعتدال في جلسته ولكن جسده الضعيف لنقص التغذية لم يسـاعده وهي في حيرة من الإقتـراب ومساعدته أو.. ربما عليها الذهاب لطلب المساعدة ف فعـلت، ركضت للأسفل لتبحث عن الحاكم ايوان لتجده يجلس في الخـارج مع بعض الأشخاص يتحدث في أمور بلاده و لكنه ألتفت علي صوتها:
” رسـلان.. رسلان فاق “..
استأذن منهم ايوان ثم تحـرك للداخل ثم للأعلي حيث غرفة رسـلان والذي طالت مدة شفائه، ساعده الحاكم علي الجلوس ثم أعطـاه بعض المـاء..
” اخبري آفرين بأن تأتي ببعض الطـعام له “..
أومـأت داليا وهي تنـظر لرسـلان بأعين لامعه لم يتغافل عنها ثم تحركت للأسفل من جـديد، بينما رسلان أفضي بما اكتشفه بداخل ذلك الكهف..
” الأدوية والأعشاب، الصيد و حاجه غريبة تالته أنا مش فاهمها، بس كل اللي فهمته انهم تلات هبات!! تلاته يا حاكم مش واحده زي ما أنت فهمتني… الكـلام دا معناااه اي؟!
” هي اختي.. والدتك “..
” وليـه مقولتليش!؟ خبيت ليـه!؟ “..
” تركتك لتكتشف بنفسـك، أجبرتني والدتك علي موافقتهـا بترك دارو عندما آتتني تحملك برحمهـا، تركتها لتلدك هنا لتأخذ هباتك ثم بنفسي ودعتها لتبقي مع ابيك بعيدا عني لكـل تلك الأعوام و بقيت وحيدا و قد قـررت أن أبني بيتا كبيرا و أتزوج من سيدة تنجب لي العديد من الأبناء ليكونوا لي حمي ولكن أعطتني زوجتي آفرين ثم سلمت روحها لخالقها وحينهـا ماتت كل النساء بعيني و برغـم رغبتي الشديدة بوريث لي ولكني لم اقوي علي الزواج من غيـرها، فأنشأت فتاتي قوية و ربيتـها تتعلم كل أمور الحكم والعدل وتولي زمام دارو ولكنها بالنهاية فتاة، ففكرت لزوجا لها.. أخبرني من يناسبها زوجـا غيرك!؟ “..
” يعني اي زوجـا غيري دي أنت عاوزني أتجـوز آفرين واقعد هنا وأبقي أنا الوريث اللي أنت عاوزه؟! “..
” بالضبط، آن الآوان أن تدفع أنت ثمنا لحرية والدتك كل تلك الأعوام “..
” لا أنت فاهم غلط، أنا لا عاوز آفرين ولا عاوز دارو و لا عاوز افضل هنا اساسا، أنا عندي حياة و شغل وبيت وعندي امي هناك مستنياني، أنا جيت هنا لهدف واحد و حيت لسبب لمـا أمي قالتلي انهم ميقدروش يجـول من غيري وعلشان خاطر أدهم داليا، لكن أنا مليش دعوة “..
” اذا خذ صديقيك وارحـل و انسي تلك المجرفة التي ستنزع السحر من ارضي ومن جسد صديقـك “..
” دا تهـديد بقي!! “..
” يمكنك اعتباره تهديد أو تحذير رسـلان و لكني أب و حاكم “…
تـركه ايوان و رحـل ليشدد رسلان علي رأسه في حيـرة وغضب من كـل ما يحدث و يمر بـه ولأجل إنقاذ أدهم عليـه الزواج من آفـرين….
مضي اليوم بأكمـله وهو لا زال يفكـر و علي عكـازه تحرك تجاه غرفـة أدهم وأجتمع الكـل بهـا ليقول رسلان بهدوء:
” يا حاكم.. أنا عـاوز أطلب ايد بنتك آفرين للزواج “..
ألتفت الجميـع تجاهه بصدمه.. داليا، أدهم، آفـرين بينما ايوان ابتسم بهدوء ابتسامة زالت ببقية حديث رسلان:
” وقبل مـا توافق، أنتم كلكم هنا عرفتم ان الحاكم ايوان يبقي خـالي، و ان آفرين هي بنت خالي و أنا هاخدها من هنا علي الأساس دا و هتزوجهـا في مصـر.. الكلام دا طبعا في حالة الموافقه، و في حالة حدوث حمل قبل ما تكون في الشهر التاسع هنرجع هنا تـاني و نكمـل حياتنا هنـا “…
سأل ايوان بجدية:
” وان لم تعـد!! ”
” معتقدش ان صعب عليك تلاقينـي يا حاكم “..
” اذا تزوجهـا وارحـل… الزواج أولا “..
” مش تسأل بنتك الأول اذا كانت موافقه ولا لا!! “..
نظروا جميعا تجـاهها وهي نظرت لهم بأعين دامعه، نظرت لأدهم و عينـاه التي أخبرتها بكـل صراحه بأنه يريدها و لن يتحمـل أن تكـون لغيـره ولكنها خير من يعرف أبيهـا فقالت بخفوت:
” أنا.. لا اخالف لأبي رأيا “..
ابتسم ايـوان ثم نـظر لرسلان وقال بجدية:
” الزواج أولا ثم ارحـل بها.. ثم سأنتظرك لتعود مجددا “…
قال رسلان بضيق:
” مـوافق، بس بالنسبالي مش هيكون جواز رسمي، مش هيكون جواز غير لما ارجـع لمصر واتجـوزها بالشكل القانوني اللي بتعترف بيه بلدي “..
” موافق.. و غدا سيتم زواجكم “..
تحـرك ايوان للخـارج وتبقي الأربـعة بمفردهم و قدد تبددت أحلامهم بطـلب رسـلان وموافقـة آفريـن، نظرت له داليا بحزن ثم تحركت لغـرفتها قبل أن تبكي أمامـه وتحرك رسـلان خلف الحاكم مستندا علي عكـازه و بقبت آفرين التي اختطفت نـظرة حزينة لأدهم و تحركت بهدوء و لكنه اوقفها قائلا بقوة:
” ارفضي.. ارفضـي مره واحد وأنا هاخدك معايا و لو بالقوة “..
قالت آفرين بخفـوت:
” لا يمكنني ترك أبي، أو معـارضته “..
ثم ألتفتت له تقـول بدموع:
” ليتك لم تأت يوما ل دارو “..
ركضت آفرين للخـارج و ظـل أدهم ينظر للمكان الذي تركته فارغا….
وفي الخـارج وقف رسـلان أمام أيوان يسأله بجدية:
” فين المجرفه، عاوزها.. مش هنام النهاردة قبـل ما انهي أمر السحر دا “..
قـال ايوان بهدوء:
” سنفعـل سويا يا بني.. “..
تحرك أيوان ببطئ ليتوازن مع حركـة رسلان الضعيفة بسبب قدمـه حتي أصبحـا أم تلك النقطة السوداء و ان كـانت كل الارض سواء في ذلك الوقت المتأخر من الليـل”…
” اذهب، هي هنـاك خلف تلك الشجـرة، شق بها الأرض و أخرج ذلك السحر ثم اغمره بتلك الميـاة بالسطـل بجوارك و سينتهي أمر ذلك السحر للأبد “..
فعـل رسلان و ضرب الأرض بها ليشعر بقـوة غريبه تدفعه للخلف ولكنه استمر رغم معاناته حتـي وجده فرفعه علي المجرفه ثم تركه بداخل السطـل وغمرته الماء و بدأت بالغليـلن فجأه:
” يا حفيظ يا رب “..
اقتـرب ايـوان ينظر لذلك السحر الذي بدأ بالتبخـر و تنفس براحـه وأخيـرا فسأله رسلان:
” مين أناهيد؟! انت أكيد عارفها “..
……………………………………….
صرخ أدهم بألم:
” داليـــا…..
دلفـت داليا لغرفة أخيها و وجدته يتلوي ألما حتي قدمه الساكنه كل تلك المده كانت تضـرب الفراش بقوة فصرخت داليا بأسم آفرين لتأتي للمساعدة و هي لم تستطـيع سوي الإمسـاك بيد أخيها المتألم..
دلفت أفرين لتـري حالة أدهم فركضت تجـاه خائفه تجـهل سبب معاناته تلك و حتي لا تعرف كيف تداويـه، بكت عينيها بإستمـرار و هي تنظـر له و تألم قلبها بشده لرؤيتـه و بداخل نظراتهـا علم بأنها لن تقدر علي مساعدته فأشار لهـا بيده لتقتـرب فأقتـربت و جلست بجواره وهو أكتف بجـلوسها بجواره ولم يتحدث و شعر كأنه ينـازع الموت فأخذ يردد الشهاده حتي رأي الإثنين هاله سوداء تخرج من قدميه تتبخر في الهواء ومعها استكـان جسد أدهم و فقد وعيه..
ارتجفت داليا تصرخ به:
“أدهم!! أدهم قوم يا حبيبي متخوفنيش عليك.. أدهم متسبنيش لوحدي علشان خاطري أنا مقدرش أعيش من غيرك، أنا مليش غيرك أصلا، بالله عليك يا حبيبي متسيبنيش”..
بكت داليا ترمي بنفسها علي جسده أما آفرين فكـانت بالقـوة الكافيه التي تجعلها تمد يدها علي رقبته تتفحص نبضه لتكتشف بأنه فاقدا للوعي فقط فجـذبت زجـاجه من العطر ثم نثرت منها علي يدها و وضعتها أمام وجهه و هي تبكيه خوفا من ان تكون مخطئه ثم واخيرا انزعج ادهم من الرائحه وفتح عينيه بتعـب فقالت آفرين بصوت مرتجف:
” رسلان أكيـد اتخلص من السحـر، أنت بقيت كويس يا أدهم “..
ابتسم بوهن:
” حبيت اسمي أكتر دلـوقتي “..
ابتسمت بحزن ثم تحركت تجاه الأدويـة و ضعت منها بفمه ثم ساعدته ليشـرب الماء وقال بهدوء:
” الدواء دا هيساعدك تنـام كويس للصبح، أكيد اللي مريت بيه مكـانش سهـل “..
تحـركت آفـرين للخـارج بينمـا نظرت داليـا لأخيها بحزن كبيـر ف فتح ذراعيـه لها لترتمي بين أحضانه وتفضي بما في داخـلها ببكـاءها فقط، ربت علي ظهرها بحنان حتي استلسم لمفعـول الدواء وغفا و غفت هي أيضـا بجـواره…
………………………………………………..
” سنـدس هتقعد معـاكي و تفهمك كل حاجه “..
اقترب منهـا يهمس بهدوء:
” ولو احتاجـتي حاجه متتردديش أنا موجـود “..
ابتسمت بهدوء و هي تتجنب النـظر له فهي تشعـر بالسوء لما فعـله فجـر اليـوم، تحركت مع سنـدس و عاد هو لمكـتبه ليتابع أعمـاله وظل بـه يعمل بكـل طاقـته و بكل تركيـز حتي يعـود صديقه ليجـد اعماله في ازدهـار وتقـدم..
بالتأكيد أخبرته داليا بأنه ستذهب لدارو و ستعود بأخيها من جديد و لكـنه لا يعـرف اي تفاصـيل جديـده، في استراحـة الغداء خرج ليجد مريم تجـلس بمفردهـا وقد ذهب الجميـع لتناول الطـعام فسألها:
” مروحتيش تتغـدي ليه يا مـريم؟!
“هما.. بصراحه… هو سندس و زمـايلاها رايحين يتغدوا في مطـعم قريب من هنا”..
” ومروحتيش معاهم ليـه!! “..
” بصراحه المطعم غالي أوي عليا “..
” طب تعـالي يلا نروح نتغدي أنا وأنتـي هعزمك النهاردة بمناسبة أول يوم شغل ليكي، و أهو.. يبقي اعتذار عن سخافة الصبح “..
” عادي يا كريم بقي، الاخوات يبلعوا لبعض الزلط “..
” بس أنا بجـد آسف “..
” لا اعزمني و متقوليش أسف، يلا بقي قبل ما الإستراحه تخلص “..
” ولا يهمك بقي أخوكي المدير، خلينا نستمتع بالصلاحيات دي قبل ما داليا ترجع وتحسبها علينا بالدقيقه “..
ضحكـت مريم ولكن ارتفعت صوت ضحكـاتها دون إرادة منها فنـظر لها غاضبا وقال بحده:
” صوتك بدل ما أديكي علي وشك.. امشي قدامي عدل “..
ابتسمت مريم تهزر رأسها بيأس علي غيرة هذا الأخ المبالغ بهـا و ذهبت خـلفه حيث مطـعم صغيـر بجوار الشركه:
” المطعم دا صغير علي قد حاله بس أكله حـلو ونضيف، اطلبي اللي أنتي عـاوزاه و اعملي حسابك ساعتين بعد الاستراحه و هخلي السواق يرجـعك البيت علشان تلحقي تجهزي “..
سألته بتعجب:
” اجهز علي اي!! “..
قال بهدوء:
” علشان صالح جـاي نتفق علي كـل حاجه ونقرا الفاتحـه ونحدد معـاد الخطـوبة “..
نـظرت له مريم بصدمه فتعالت ضحكـاته عليهـا، ضحك بشده و هو يحـاول تغاضي ذلك الشعور بالضيق الذي يثقـل قلبـه، قال بهدوء:
” اتخضيتي ليه!؟ انتي وافقتي ولازم يجي علشان يبقي في بينكم شيئ رسمـي، عامة هخلي الخطوبة بعد اسبوعين لو حابة علشان تلحقي تجيبي الفستان اللي تحبيه، صالح عليه الفستان وأنا عليا احجزلك أحلي قاعه في القاهرة كلها “..
” لا لا أنا مش عـاوزة قاعه يا كريم، أنا عاوزاها في البيت “..
” اللي تحبيـه، هجيب حد يعمل ديكور في البيت يناسب الخطوبـة و هنعمـل أكل كتير علشان يتعشي معانا هو و عيلته، اعتقد بيعمـلوا كدا “..
اومأت له برأسهـا وشرعت في تنـاول طـعامهـا بينمـا هو لم يعد يشعـر بالرغبـه في تنـاول الطـعام فقط تابعها شاردا في كـل ما يمر بــه…
وفي المسـاء وقفت مريم أمام المرآه تنظر لنفسهـا برضي بعدمـا ارتدت ثيابها الجـديده و رتبت حجـابهـا و ظلت بالغرفة تنتـظر انتهاء الجميـع من اتفاقيـات الزواج والتي أعلنت عنها زغروده لم تعلم مـريم مصدرهـا و آتت والدة كريم لتأخذها للخـارج فألقت السلام و صافحت النسـاء ثم ارشدها كريم للجلوس علي المقعد المجـاور لصالح الذي اكتفي بالإبتسام لها ثم أعطـاها الورود التي ابتاعها لأجـل اسعادهـا فأخذتها بهدوء وخجـل…
و لكن ذلك الهـدوء لم يستمر اذ احتل جلستهم رجـل يبدو عليه الثـراء والهيبـه وبرغم ذلك كان بسيطـا و نظرته صافيـه يهمس بإبتسامة:
” مريم… أنا أبوكي يا مريم”..
…………………………………………….
في الصبـاح التـالي فتحت داليا عينيها المرهقه اثـر البكـاء لتجد نفسها علي فراش أخيهـا ولكن كان أخيها وللمرة الأولي مفقود، فشعـرت بالخوف وهي تعتدل لتصطدم به يقف أمام النافذه يوليهـا ظهره و هو ينظر حـوله يستكشف تلك الجزيرة الغريبـة فنادته بسعـادة:
“أدهم!!”..
ألتفت لهـا أدهم و ابتسـم براحه فتحركت تجـاه تقول بحماس اختلطت به دموعها:
” أنا مش مصدقه نفسي، اخيـرا الكابـوس دا خلصنا منه!!؟ أخيـرا رجعتـلي يـا أدهـم؟ “..
قال بهدوء:
” الحمد لله.. ايوان جـه من شوية وقـالي ان بعد زواج رسلان و بنته هنرجع النهـاردة.. فاضل ساعة جهزي نفسك “..
انقبض قلبهـا وسري الحزن بداخـلها من جديد ولكنها تماسكـت و أظهرت قوتهـا وأومأت بهدوء:
” ماشي يا حبيبي هروح ألبس هدومي اللي كنت جاية بيها، هصلي بس الأول “..
اومأ لها بهدوء فرحـلت لغـرفتهـا وبدلت ثيابهـا و هي تسير جسد بـلا روح حتي وجدت نفسهـا بجوار أخيهـا وأمام الجميـع أعلن الرجل آفـرين زوجـة ل رسـلان..
و نفذ ايـوان وعده لرسـلان و الجميـع وها هو يتحـرك بهـم لنفس المكـان حيث ظهر رسلان وداليا للمره الأولي فودعـت آفرين أبيهـا بدمـوعها ثم سحبـها رسلان يمسك بيدها و هي أمسكت بيد داليا التي امسكت بيد أخيهـا و مرر ايوان يده علي الصخـرة ليظهر بـدلا منهـا بابا كبيـرا و من بعـده شعـروا بإهتزاز الأرض تحتهـم و انجذابها لداخـل الباب ثم شعـورهم بجسدهم علي ارضيه نفس الغرفة التي آتوا منهـا.. بمنـزل أدهم و داليا…
نظـر أدهم حـوله بتعجب مما مر به للتو وكأنه بأحد الأفـلام الخياليه، وسلان الذي لم يصدق بأنه وأخيـرا أنتهت تلك الرحـلة فقـال بهدوء:
” الحمـد لله علي السلامة يا استاذ أدهم.. مستني خبر رجوعك اللي هيهز الدنيا كلهـا، ان شاء الله نتقابل قريب في الشـركة.. يلا يا آفرين “..
تحـرك رسلان وآفـرين بجـواره وأدهم ينظر لها بعجز يرعب في منـاداتها أو سحبها لأحضانه ولكن بأي حق و داليا خلفه لم تشعر بالغضب سوي من قلبها الذي قرر الإستسلام ليقع في ذلك الشخص الذي بدد كل أحلامهاو كل ما تبقي منه مغازلـة أو اثنتين ظنته يعبر بهم عن مشاعره تجاهها ولكنها كانت حمـقاء غبيـة…
تحـرك أدهم ليجـلس علي الأريكـة و سحب الهاتف الأرضي يحـاول تذكر رقم المنزل الخاص بكـريم ولكنه لم يستطيـع فجـلست داليا بجـواره وسحبت الهاتف تقول بإبتسامة هادئه:
” كريم دلوقتي في الشركة، زمانه قاعد في مكتبك و عمال يزعق و يشخط في الموظفيـن،هتصل علي التليفون الأرضي الخاص كنت برد عليه بنفسي ف أكيد هيرد “..
طـلبته داليا وآتاهم صوت كريـم بعد دقائق:
” الو؟! “..
” في حد مستنيك… أعتقد انك عاوز تشوفه “..
قال كريم بصوت مرتجف:
” داليا!!! أنتي رجـعتي!!.. أدهم بقي كويس؟ “..
قالت بإبتسـامة:
” تعالا شوف بنفسك “..
قال بلهفه:
” مسافة الطريق “..
أغلقـت داليا الهاتف و جـلست تنتظر ثم نظرت لأدهم وقالت بإقتراح:
” ما تقـوم تغير هدومك بدل ما أنت هتقابله بلبس ايوان دا… قـوم يا حبيبي خد شاور كدا، حاجتك في أوضتك زي ما هي و كمـان كنت بنضفها كل اسبوع متقلقش “..
” ربنـا يخليكي ليا يا داليا “..
” هتصـل بالطباخه تيجي علشان تحضـرلنا الغداء و دلـوقتي هطلب اي فطـار من برا.. يلا قوم متكسلش “..
” حـاضـر”..
تحـرك أدهم للأعلي وأخذ حماما باردا لعـله يهدئ من نيران قلبـه، ارتدي ثيابـا منزليـه مريحـه و رتب شعـره بعنايـة ثم تحرك للأسفل وجـد داليا تستقبل كريم:
“هـو فيـن يا داليا!؟ قوليلي انه بقي كويس!!”..
” أنا هنا يـا كيمو.. “..
تطـلع أدهم ينظـر له بدهشه و تعجب وسعـادة صاخبه ملأت قلبه الحزين وركض لصديقه يأخذه بأحضـانه يضمه لصدره بكـل حب صادق يقول بأعين دامعه:
” الحمد لله يا صاحبي،الحمد لله… وحشتني يا أدهم أنا من غيرك كنت وحيد وضعيف ومليش حد.. “..
قال أدهم بحب:
” عارف انك مش مستني مني شكـر، بس شكرا يا كريم، شكرا علشان خليت بالك من أختي ومن شـركتي، شكرا علشان وقفت جمبي في كل يوم، شكرا علشان خبيت ضعفي دا و كنت عارف ان اعلان الموت أهون بكتير عندي من ان الناس كانت تشوفني بالمنظر دا، شكرا علشان كنت فاهمني وانا مش قادر لا اتكلم ولا اتحرك، كنت سندي و لا زلت يا صاحبي “..
” بس ياض أنت شكرا اي وهبل اي.. مفيش الكـلام دا انا عملت واجبي، مكنتش بتفضل عليك عشان تشكرني، المهم احكـولي عملتوا اي هناك و وصلتي ازاي للمكـان دا اصلا يا داليا!!؟ “..
قـالت داليا بتعـب:
” لا أنا تعبانه أوي بجد و مش قادرة أحكي حاجه، أنا هطلع أنام و عندك صاحبك تقوله أوضاع الشغل، أنا أجازة، يا ريت لما الأكل يوصل تبعتولي سندوتش مع حد من الخدم… يلا تصبحوا علي خير “..
نظـر لها أدهم بآسي وهو يعلم بأنها لن تستطيـع الصمود أكثر من ذلك و ستصعد لغرفتها لتبكي فهو ليس أحمق ليغفل عن حقيقـة مشاعرها لأرسلان..
و عنـد رسـلان نفسـه.. دق باب منـزله بهدوء و بعد ثـواني و جدها تقف أمامه تهتف بسعادة و اشتياق:
” رسـلان!! “..
و برغم غضبه منها إلا أنه اشتاق لهـا فضمهـا بحب ثم تحرك بها للداخـل وخلفه آفريـن، جلسـوا ثلاثتهم في غرفـة الصالـون وسألته فيروز:
” مين دي يا رسلان!! “..
قـال بسخرية:
” دي آفرين.. بنت أخوكي و مـراتي “..
شهقت فيروز و هي تنظر لتلك الفتاة فتمعنت في وجهها وملامحـها وسألته مجددا:
” يعني اي مراتك؟! وجيبتها هنا ازاي و ايوان وافق ازاي أصلا!! “..
” اتجوزتها عشان أخوكي أجبرنا احنا الإتنيـن علشان كان عاوز يقعـدني احكم في الفدانين اللي حيلته، علشان معندوش الوريث اللي يحكم من بعده “..
سألتها فيروز بتعجب:
” ليس لكِ اخوه؟! “..
هزت آفرين رأسهـا نفيـا فربت رسلان علي يدها وقال بجديه:
” البيت بيتك بس أنتي هتفضـلي هنا كبنت خـالي مش مراتي أبدا.. “..
نظرت له بتعجب فقـال بجدية:
” أنتي طـالق.. “.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لعنة آل دارو)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى