روايات

رواية لحن الزعفران الفصل الثامن 8 بقلم شامة الشعراوي

رواية لحن الزعفران الفصل الثامن 8 بقلم شامة الشعراوي

رواية لحن الزعفران الجزء الثامن

رواية لحن الزعفران البارت الثامن

لحن الزعفران
لحن الزعفران

رواية لحن الزعفران الحلقة الثامنة

فأكمل “عمر” و”طارق” بخ سمهم فى أذنيه بينما استكملت “فيرزوة” الحديث قائلة:
– ياعمري أنا ياخواتى بص يا أدم عصفورين كناريه قاعدين قدامي بيحبوا فى بعض قمرات والله خايفة ليتحسدوا .
أحمرت عيناه وانتفض جسده بعنف أكبر دليل على غضبه أبتسمت “روزا” بخبث فخطتها نجحت كما خططت لها فهى تعلم الأن بأنه أستوى من كثرة كلامهم و سينفجر بعد دقائق، أقترب سريعاً منهما عندما سمع العريس يقول: مدام موافقين يبقى على بركة الله نقرأ الفاتحة وملهوش لزوم التأخير.
صاح بهم “أدم” بصوت مرتفع فى هذة اللحظة وهو يقول بغضب أعمى عيناه: فاتحة مين ياروح امك اللى هتقرائها دا أنت ليلتك سوده معايا وهخليهم يقرأوها عليك.
نظر إليه “طه” بعدم فهم وقال: نعم ! انت مين علشان تكلمني بالطريقة.
أدم: أنا قدرك الأسود ياحيلة أمك.
ثم اقترب منه كالاعصار وجذبه من ملابسه بقوة وهو ينظر له بحقد قائلاً: الفاتحة اللى جاى تقرائها هخلى ابوك يقرائها ويترحم عليك.
نهض والد “طه” من مكانه وقال بحده: أنت مين ياجدع انت وبعدين هو احنا مش مليين عينك ولا ايه دا أنت قليل الادب بصحيح.
نظر إليه “أدم” باستخفاف وقال بسخرية: والله مفيش حد قليل الادب غيرك أنت وابنك.
تحدث “عامر” إلى ابنه فقال بحده: أدم عيب اللى انت بتقوله دا الناس فى بيتنا وانت بتهين فيهم ومش عامل احترام لأى حد فينا وبعدين أنت ماسك الشاب كدا ليه سيبه .
التفت “أدم” إلى والده وقال بضيق: معلش يابابا أنا مش هسيبه أنت مش سامع بيقول ايه المتخلف ده مفكر نفسه أن هو كدا هيقدر يتجوز سارة دا عشم أبليس فى الجنة .
“عامر” بغضب: قولتلك سيبه ياادم.
دفعه بعيد عنه وهو يرمقه بنظرات لا تبشر بالخير فقال العريس بسخرية: ما أنت حلو اهو وبتجيب وراء أمال عاملى فيها بطل وفاتحلى صدرك.
نظر أدم إلى والده وهو يقول : سامع الاهطل بيقول ايه عشان لما اعمل معاه الغلط واموته متجيش تزعل .
تحدث “أحمد” هذة المرة بضيق قائلاً:
– أدم امشي من قدامى حالا بدل مااتعصب عليك انت ايه يااخي عايز تبوظ جوازة بنتي.
لم يجيبه حين لمح هذا المعتوه ينظر إلى “سارة” بشدة تكاد نظراته تخترقها ليفقد أخر ذرة فى هدوئه ليهجم عليه ويسدد له بعض اللكمات وهو يقول بغضب:
– عينك من عليها ياحيوان بدل ماأعميك وتعيش أعمى طول عمرك.
اقترب منه “معاذ” و “أنيس” وحرره العريس من بين يديه
صرخ بهم بأعلى صوته قائلاً: أبعدوا عنى خلوني اخلص على الحيوان دا هو ميعرفش هو جاى يخطب مين سارة دى بتكون حبيبتي أنا ومش هسمح لأى حد يتعدى على حاجة تخصني.
صمت الجميع فى حالة من الصدمة فأكمل “أدم” بغضب وهو ينظر نحوهم:
-أنا مش معنى انى ساكت وصابر يبقى هتخلى عن حبي الوحيد انا كل دا كنت صابر ومستني الوقت المناسب علشان اتجوزها فيه لكن مش يجي واحد ميسواش فى السوق تلاته تعريفه ياخدها منى على الجاهز وعشان الكل يبقى عارف سارة بتاعتي أنا وتخصني وأى عريس يجي ليها هعمل أكتر من كدا فاهمين.
ثم اقترب من “طه” بعيون مشتعلة من الغضب : يلا ياحيلتها خد أبوك وأمشوا من هنا بدل مطربق الدنيا على نفوخ اللى جبوك.
أخد العريس والده وخرجوا من القصر، أبتعد “أدم” عنهم قليلاً ووقف أمام عمه احمد وقال بجدية:
– بقا أنت ياعمي عايز تجوزها لعريس الشوم دا ماشى ياعمي اهو بوظتلك جوازة بنتك ومحدش يقدر ياخدها منى ..وبعدين مش أنت عايز تجوزها يبقي خلاص انا اولى بيها وعلشان نبقى على نور أنا بطلب ايد سارة منك تمام أهو انا اتقدمت رسمي ودلوقتى خلاص بنتك بقت خطيبتي بمزاجكم او غصب عنكم حلو يابا تمام كدا احنا متفقين.
ثم تركهم وصعد إلى غرفته سريعاً، فضرب “احمد” يد على يد وهو يضحك بعدم تصديق قائلاً:
– لا حول ولا قوة إلا بالله ابنك اتجنن على الأخر ياعامر الواد خطب بنتي من غير ما ياخد رأيي.
أبتسم “عامر” بهدوء: عشان تصدق لما اقولك ان البيت دا بيت مجانين.
بينما هى شعرت بسعادة تغمرها فهو كاد أن يقتل عريس الغفلة بسببها اقتربت منها “فيروزة” وضمتها برفق ثم قالت: مش قولتلك انه بيحبك.
أردفت “سارة” بسعادة: بجد أنا مش مصدقة أخوكى دا طلع مجنون أوى مكنتش متوقعه ردت فعله خالص .
فيروزة : ولا أنا بس الحمدلله اهو الحجر نطق وخلاص ياسوسو هتبقى حرم أدم الراشد.
سارة بابتسامة: عقبالك ياروزا ونفرح بيكي قريب.
ابتسمت “فيرزوة” بحزن ثم شاردت فى مستقبلها المجهول.
بعد مرور أسبوعين فقد تم خطبة أدمو سارة وأنيس و دارين بعد محاولات كثيرة مع والده فى اقناعه..
دلف “أدم” إلى غرفته وأرتمي على السرير باهمال وهو يشعر بتعب شديد فرد ذراعيه على مسرعهم وغمض عيناه، بعد دقائق شعر بيد ناعمة تدلك رأسه برفق فأبتسم قائلاً: بتعملى ايه هنا ياروزتي.
ابتسمت بخفة وهى تكمل تدليك رأسه: كنت مستنيه حضرتك تيجي من شغلك بس انت اتاخرت أوى النهاردة.
تحدث “أدم” وهو يعتدل فى جلسته بضيق:
– ما البركة فى ابوكي دا طلع عيني النهاردة متقوليش كان مستنيني أقع تحت أيده عشان ينفخني.
ضحكت “فيروزة” وقالت: دا ليه كدا.
رفع يديه باللامبالاة وهو يقول: أنا عارف ياختي.
– شكلك يادومى عامل مصيبة عشان كدا ماصدق يستلمك .
أدم: أبدا دا أنا دايما فى حالي وغلبان هو اللى ظالمني وبالذات عمران اللى مطلع عيني.
خفق قلبها بشدة عندما نطق بهذا الاسم فقد تذكرت ذاك المفتول العضلات الذى انقذها فمرت صورته فى مخيلتها، فوضعت يديها على موضع قلبها وتنفست بهدوء وهى تقول فى سرها أهدى كدا وبطل تنبض دا مجرد تشابه فى الأسماء وبعدين أنا لا يمكن أحب وأتعلق بشخص تاني كفاية تجربتي الأولى لاحظ أخيها شرودها فقال بأستغراب:بت ياروزا سرحتى فى ايه كدا.
أجابته بتوتر: ها ولا حاجة وبعدين سيبك من الرغى اللى ملهوش لازمة دا … أنت اكيد مكلتش حاجة وجعان صح.
– صح أوى دا أنا هموت من الجوع ياروزا الحقى أخوكى الله يسترك بلقمة ترم عضمه.
– حاضر ياحبيبي هنزل اجبلك الأكل.
بعد لحظات جاءت تحمل بيديها صينيه محملة بالطعام المغطى وضعتها أمامه وهى تقول بمرح:
– حزر فزر ايه هو صنف الأكل.
– الصراحة مش عارف.
روزا: يعني انت مش شامم ريحة الأكل .
أدم: بصى انا شامم ريحة حلوة بس مش عارف أميز ايه هي.
نزعت الغطاء من على الطعام فنظر هو بسعادة:
– قولى أقسم بالله ده ورق عنب تصدقى أنا كان نفسي فيه من بدرى وطلبت من ماما بس شكلها نسيت، ثم أخذ يتذوق الأكل بنغم شديد وهو يقول: وربنا دا احلى ورق عنب أكله فى حياتي مين الشيف المهار اللى عمله.
جلست بجانبه وقالت بفخر: أنا اللى عملته ليك ياعسل عشان تعرف بس قد ايه أنت غالى .
ضمها “ادم” بحب أخوي وهو يقول: والله أنتى حبيبتي واحسن اخت فى الدنيا دى كلها ياروزا.
– حبيبي ربنا يديمك ليا أنت و أخواتي يارب.
-اوعى يكون فى حد شافك وانتى جاية بالأكل على هنا لحسن الواد عمر وطارق يطبوا علينا وياكلوه مني.
– متقلقش محدش شافني…هبت واقفه من مكانها وقالت: أنا هروح أوضتي عايز مني حاجة قبل ما أمشي.
– لا ياحبيبتي تسلمي.
بعد منتصف الليل..
على سطح القصر كانت سارة تتأمل القمر والنجوم التى تزين سجادة السماء الدامسة بالظلام، أخذت تتحدث إليهم وكأنهم أشخاص أحياء يسمعونها.
لا يهمني كم مر من السنوات لكن الأهم أن أنا وهو هنكون مع بعض إلى الأبد، أبتسم ثغرها بخفة عندما تذكرت حبيبها المجنون..أكملت كلامها:
– أحساس رائع لما تعرف أن من أحببته يحبك بقوة ..
لو تعرف ياأدم مقدار حبي ليك ..أنا لا أريد شيئا من هذة الدنيا سوى وجودك بجانبي وأن أسمع صوتك وأن أنظر إلى عيناك فقلبي هذا ملكاً لك وحدك
حبك لى هو مصدر سعادتي وسبب عشقي للحياة.
أتى صوت من جانبها محبب إلى قلبها قائلاً:
– أنا أسعد راجل فى الدنيا لأنى أملك أمرأة مثلكِ.
فتحت عيناها لتجده ممدد بجوارها يضع يديه أسفل رأسه ويتأمل القمر، فتحدثت بدهشة قائلة:
– أدم أنت هنا من امتى .
أدم: من بداية كلامك الجميل مكنتش أعرف أنك بتحبينى للدرجاتي فعلا أنا يمكن كنت غبي أوى علشان كنت بعيد عنك طول المدة دى بس أنا كنت بحافظ عليكي من نفسي ومكنتش حابب أعترفلك بحبي غير لما تكوني خطيبتي، عارف أني يمكن اوقات كتير جرحتك بس كان غصب عني محبتش أخد أى خطوة غير فى الحلال ويبقي كل حاجة قدام ربنا والكل فهمتي ليه انا كنت بعيد.
سارة بحياء: اه فهمت بس انت كنت رخم معايا أوى ومحسسني أنى غريبة وماليش لازمه عندك.
أدم: حقك عليا اوعدك بأني هعوضك الأيام الجاية دى ومش هتشوفى غير الحب والسعادة والفرح.
سارة: بجد يادومي.
أدم بحب: بجد ياقلب دومي..
اعتدل فى جلسته ونظر إليها بحب وهو يمسك بكف يديها يقبلها بخفة وقال:
– لا يهم كم تبقى لى من عمر المهم أن أبقى العمر كله بجانبكِ ف أنا أريد أن أكون شئ جميل بحياتك يرسم على شفتيكى الابتسامة كلما خطرت على بالك
أقترب منها أكثر وسند رأسه برأسها وأختلطت أنفسهم فشعرت هى بنبضات قلبها تتسارع بقوة كادت أن تقفز من بين صدرها، بينما “أدم” كان تائهاً فى قربها المهلك الذى يشعره بالضعف الجميل فأضاف قائلاً بحب جارف:
– أحببتك حباً لو تحول إلى ماء لأغرق العالم بأكمله
بحبك يانبض فؤادي وبسمة حياتي أنتى عمر سنيني وزماني ولحظات أفراحي وابتهاجي…
جاء أن يقبلها أبتعدت عنه قليلاً بخجل وهى تقول:
أدم عيب مينفعش كدا أبعد.
أبتسم بخفة وهو يرى أحمرار خديها التى أصتبغت بلون الدماء مسد على شعرها بحنان قائلاً: متخافيش مش هقرب منك زى ما أنتى فاكرة أنا واعد نفسي أول قرب ما بينا لما تكوني مراتي حلالي.
قبل مقدمة رأسها وهو يحتويها بذراعيه وقال بمرح:
– لا كدا مش هينفع أحنا لازم نتجوز بسرعة لان زهقت من البعد والانتظار.
ضحكت “سارة” بخفة:لسه بدرى على جوازنا أنت مستعجل كدا ليه.
أدم: عيزك تكونى معايا وفى حضني فى أقرب وقت فأنتي نور الأمل وسط ظلامي.
قامت بضمه وقالت بهمس: وانت أماني وحبيب روحي.
سندت على كتفه بكل راحة فأبتسم إليها بكل حب وأخذا ينظرون إلى النجوم ويطلقون اسماء عليها.
*********************************
فى اليوم التالى وتحديداً فى مقر الشركة..كانت “فيروزة” جالسة بمكتبها منشغلة مع “رائف” فى بعض الأمور..
تحدثت فيروزة وعينيها على الملفات قائلة بإرهاق:
– كدا احنا هنتأخر أوى فى تسليم الشغل.
أردف “رائف” بهدوء: متقلقيش أكيد هنلاقي حل للمشكلة دى.
– مقلقش أزاى بس وميعاد التسليم قرب، هو تشطيب الشقق قدامها قد ايه وتخلص.
رائف: شهرين على الأقل.
القت “فيروزة” الملف بضيق جانباً وقالت: شهرين ايه يارائف المفروض نسلمها بعد ٣ أسابيع كدا احنا هيحصلنا مشاكل تانية ومش هنعرف نخلصها.
تحدث “رائف” بعملية: قولتلك متقلقيش أنا هنا معاكى وكل حاجة هتتحل المشكلة بسيطة خالص .
– ازاى بقا هتحلها.
رائف: اطلبنا أتنين قهوة وابعتى لعمر أخوكى يجي.
اومأت رأسها بالإيجاب قائلة: حاضر.
رفعت سماعة الهاتف وأمرت السكرتيرة أن تأتي لها بفنجانين قهوة وتبعث لأخيها.
ثم نظرت لرائف وقالت بتفكير: بس أنا حاسه أن فى حاجة غلط فى الموضوع لأن مكنش دا المتفق عليه.
– دلوقتى هنعرف كل حاجة.
ولجت السكرتيرة وجاء “عمر” ورائها، قامت بتقديم لهم القهوة ثم خرجت فقال “عمر”: بعتوا ورايا فى حاجة ولا ايه أوعى تقولولى أن التصاميم بتاعتي باظت دا أنا أصور فيها قتيل.
وضعت “فيروزة” يديها على وجهها بضيق قائلة بهمس: يارب صبرني على ماابتليت بيه بدل مقوم أنا اقتله واخلص من هبله.
أبتسم “رائف” بخفة وهو يقول: لا ياخويا تصميمك زى ما هو أحنا عايزينك تقوم بمهمة كدا على السريع.
“عمر” بأستغراب: مهمة ايه.
رائف: هتروح لموقع اللى بيتم فيه المشروع وتشوفلي ايه المشكلة اللى معطلة الشغل لحد دلوقتى.
عمر: بس أنا معنديش علم كافي عن مشروعكم اللى بيتم يعني مش هعرف اتصرف لو حصل أى حاجة هناك.
رائف بهدوء: لا هتعرف وأنا واثق فيك لأنك قد المسؤلية ولو فى أى حاجة حصلت معاك هناك كلمني فوراً تمام.
نظر إلى أخته الذى أبتسمت إليه بخفة فأطمئن قليلاً وقال: حاضر بس هروح أمتى .
رائف: يستحسن تتحرك من هنا دلوقتى.
عمر: تمام عن أذنكم.
أردفت “فيروزة” قائلة: أتمنى أن الدنيا تمشى زى ما أحنا عاوزين.
نظر إليها “رائف” بغموض قائلاً: أكيد هيحصل كل اللى بنتمناه وهنحققه قريب كمان .
اشاحت بوجهها بعيداً عنه فقط خفق قلبها بخوف لما قاله ولا تعلم لماذا روادها هذا الشعور المخيف.
بعد ساعتين رجعت إلى القصر فهى منذ الأمس تشعر بتعب يمتلك جسدها فلم تستطيع أن تكمل عملها..ولجت إلى الداخل فرأت جدتها تجلس على الأريكة تشاهد أحدى المسلسلات التركية فجلست بجانبها بأهمال، نظرت إليها جدتها بأستغراب:
– فيروزة أنتى رجعتي من الشغل بدرى كدا ليه.
أجابتها بأرهاق: مقدرتش أكمل.
حدقت الأخرى بها وجدت وجهها أحمر كثيراً فتحسست مقدمة رأسها بقلق ثم قالت: حرارة جسمك عالية أوى ياروزا أنتى شكلك تعبانه.
رددت عليها بكسل: لا مش تعبانه ولا حاجة هو بس هتلاقيني سخنة بسبب رطوبة الجو برا .
قطبت الجدة حاجبياها قائلة: يمكن اصلا النهاردة الجو حاساه هيولع من كتر الحر.
قامت “فيروزة” بوضع رأسها على قدم جدتها قائلاً: بقالى كتير أوى مقعدش معاكى.
أخذت تمسد على شعرها بحنان وهى تقول: ما هو الهانم بقت مشغولة ومابقتش أشوفها غير كل فين وفين صدفة.
– اوعدك ياتيتا أنى مش هقصر معاكي أبدا أنتى الوحيدة اللى فى البيت دا كله بتحسى بيا وبطبطبى عليا ربنا يباركلنا فى عمرك وتفضلى كدا منورة حياتنا.
الجدة بأبتسامة: ربنا يفرح قلبك يابنتي ويسعدك دايما ويرزقك بابن الحلال اللى يحبك من كل قلبك ويصونك.
فيروزة بتفكير: تفتكري ياتيتا أني هقدر أحب تانى أنا بقيت خايفة ليجي واحد يأذيني ويكسر قلبي بجد مش هستحمل أن يحصلي كدا تانى .
الجدة: متقلقيش لما عوض ربنا بيجي بينسى البنادم المأساة اللى عاشها لان ربك كريم أوى.
اقترب منهما عامر وهو ينظر لهم بأبتسامة ثم قال: فيروزة بتعملى ايه هنا أنتى مش كنتى فى الشغل.
أعتدلت فى جلستها ولم ترد عليه بشئ فقالت الجدة:
-عادى ياعامر البنت حست بأرهاق شوية فسابت الشغل وجت ترتاح .
نظر إليها وقال بقلق: أنا مقولتش حاجة ياأمي بس لو هى تعبانه أطلبلها الدكتور حالا.
هبت “فيروزة” واقفة وهى تقول بملل: تيتا أنا طالعة أوضتى أرتاح عن اذنك.
أوقفها والدها فقال ببرود: أستنى عندك قبل ما تروحى على اوضتك عايزك فى موضوع.
استدارت تنظر إليه بأستغراب: موضوع ايه اللى حضرتك عاوزني فيه.
جاء “نازلي” وهى تعطى حماتها كأس مياه وقرص برشام وهى تقول: موعد دوائكى يا أمي أتفضلى.
ثم جلست بجانب زوجها : روزا حبيبتي واقفة كدا ليه أقعدى تعالى جنبي هنا.
جلست بجانبها وقالت: ممكن حضرتك ياسيادة اللواء تعرفني بموضوعك.
أبتسم “عامر” بسخرية وقال: سيادة اللواء مش بابا يعني ماشى يافيروزة عارف أنك لسه زعلانة مني ودا حقك المهم فى واحد متقدم ليكي وهو شخص محترم وكويس جدا ومن عيلة كبيرة كمان.
“فيروزة” باللامبالاة: يعني طلع هو دا الموضوع تمام بس حضرتك عارف ردى كويس وأنى مش موافقة.
نازلى: ليه بس كدا ياروزا ياحبيبتي دا رابع عريس يجي ويترفض من غير ما تقعدى معاه .
روزا: بس أنا مش عايزة أتجوز دلوقتى.
تحدث “عامر” بهدوء: مفيش حاجة أسمها مش عايزة اتجوز دلوقتى وبعدين أنا قعد معاه و شايف أنه مناسب ليكى .
فيروزة بنفاذ صبر: بس أنا مش عايزة هو الجواز بالعافية.
“عامر” بجدية: فى حالتك دى يبقى بالعافية ياهانم أنتى مش شايفة نفسك سنك قرب يجيب التلاتين وبقى لازم تتنيلي تتجوزي.
أردفت “فيروزة” بضيق وهى تقف: أنا مش فارق معايا الكلام دا وبعدين حضرتك لو زهقت من وجودي بسيطة أخد بعضى وأمشى من هنا مدام بقيت أنا عبء عليكم ووجودي عامل ليكم مشكلة.
وقف “عامر” من مكانه وقال بحده: بطلى كلامك الفارغ دا هو أنتى كل ما يحصل حاجة تقعدى تكبري فى المواضيع .
-ياسيادة اللواء أنا مش بكبر المواضيع كل اللى أنا عاوزاه تسبوني براحتي ومحدش يفرض عليا أعمل حاجة أنا مش راضيه عنها.
تحدثت الجدة بحده: عامر كفاية كدا خلاص هى مش عايزة بلاش أسلوبك دا معاها وإلا هتشوف منى حاجة مش هتعجبك .
نظر إلى والدته وقال بنفاذ صبر: لو سمحتى ياماما كفاية أنتى بسبب دلعك فيها الاستاذة بقت مش عارفة مصلحتها ولا حتى عارفة تاخد أى قرار فى حياتها صح….ثم حول بصره لابنته وقال بجدية: وعلى العموم ياهانم أعملى حسابك كتب كتابك يوم الخميس الجاي أنا اتفقت اصلا مع العريس على كل حاجة وكنت جاى أعرفك باللى هيتم .
اتسعت عيناها بصدمة فقالت بدموع: لا أكيد حضرتك بتهزر.
تحدثت “نازلي” بعدم بدهشة: عامر أنت ايه اللى بتقوله دا أنت أزاى تعمل كدا وتتفق على حاجة من ورانا وبنتك أصلا مش موافقة رد عليا ليه عملت كدا.
عامر: لا مش بهزر.
فيروزة: بس أنا مش موافقة أنت عايز تجوزنى غصب عنى لواحد حتى معرفهوش .
عامر ببرود: أنا قولت كل اللى عندى وياريت تبدائى من دلوقتى تجهزى لفرحك لأن يوم الخميس هتكتبى الكتاب وتمشى مع عريسك على بيته.
فيروزة بغضب: وأنا مش هعمل اللى بتقول عليه دا مش هرمى نفسى فى النار و حضرتك زى ما روحت اتفقت معاه على الجواز تكلمه وتنهى كل حاجة.
أمسكها “عامر” من ذراعيها وقال بحده: مفيش حاجة هتتلغى وهتتجوزى غصب عنك ومن حقى أنك تسمعى كلامي وتنفذيه فاهمه ياهانم…ثم دفعها لوراء فقامت والدتها بأسندها، فقالت روزا ببكاء: أشمعنا أنا اللى بتعمل معايا كدا ما أدم وأنيس خطبوا للى بيحبوهم ولا هو علشان أنا مش بنتك زيهم فتبيع وتشتري فيا زى ما أنت عايز.
أغمض عيناه بألم من كلماتها ولكن حاول أن لا يظهر ذلك فأكمل حديثه ببردو: أعتبريها زى ما تعتبريها المهم اللى قولته هيتنفذ حتى لو أضطريت أحط السيف على رقبتك.
نظروا إليه بصدمة فلم يتحمل نظرت أبنته التى ألمته بشدة فقام بمغادرة المكان وتركهم فى دهشتهم.
بعد مرور بضع أيام جاء اليوم الذى ستتزوج به “فيروزة” فقد أخبرها أخيها “أنيس” فى ذاك اليوم بأن العريس كان هو نفسه “رائف” الذى يعمل معاها فى الشركة وحاول أن يطمنها، فكانت جالسة بغرفتها ترتدى فستان بسيط من الدانتيل يصل إلى ركبتيها ولكن دموعها كانت تسيل على وجنتيها بصمت أقتربت الجدة منها بحزن قائلة: حرام عليكي ياروزا اللى بتعمليه فى نفسك دا أنتى مموته نفسك من العياط من ساعة ما ابوكى قال انك هتتجوزى.
رفعت رأسها وقالت بدموع: يعني حضرتك عجابك اللى أبنك عمله فيا دا ميرضيش ربنا…بجد حرام أنا مستهلش منكم كل دا وباللى عمله كسرني بجد.
ضمتها الجدة وهى تبكي بحزن على حال حفيدتها:
– على عيني يانور عيني لو بأيدي كنت وقفت الجوزاة دى لكن ابوكى دماغه جزمة مش بيسمع لحد وبعدين متزعليش رائف شكله شاب خلوق وكويس وباين عليه بيحبك أنتى ماشوفتيش بيبصلك بحب ازاى يمكن هو يعوضك عن كل حاجة وحشه حصلتلك فى حياتك.
ابتعدت “فيروزة” وقالت بوجه أحمر من كثرة البكاء:
– تفتكرى هيكون عوضى وسعادتي ولا هيكون تعاستي.
الجدة بأبتسامة حزينة: أكيد هيبقى سعادتك فوضى أمرك لربك وهو هيصلح الحال.
بعد لحظات قاموا الفتيات بتزينها مرة أخرى وقام “أدم” بمسك يديها ونزل بها إلى الأسفل بعد ما رفضت أن تنزل مع والدها.
جلست على الكرسى بجانب أخيها فقام المأذون ببدأ عقد القرآن..فاقت من شرودها على قول بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير…نظرت إلى “رائف” الذى كان يبتسم لها ولكنها شعرت بأنقباض فى صدرها تقدم منها اخويها الأربعة وهم يباركون لها بكل سعادة وحب. ثم ودعتها نازلي والجدة ببكاء مرير كأنها تزف فى جنازة وليس فى فرح.
كانت واقفة وسط الغرفة تفرك يديها بتوتر وهى تنظر حولها بخوف وذعر فهذا المكان غريب عليها فكيف لفتاة مثلها ستعتاد على هذا الزوج وهذا المكان الذى أصبح بمثابة سجن لها..دمعت عيناها بألم وهى تتذكر كل ما مر عليها من ذكريات مؤلمة وتعيسة فهى فتاة قليلة الحظ …ولج إليها “رائف” وأغلق باب الغرفة خلفه ابتعلت “فيروزة” لعابها بتوتر فأقترب منها وهو ينزع عنه سترته والقها أرضاً ثم قام بتمرير يديه الغليظة على شفتيها الوردية فأنتفض جسدها و قلبها بخوف منه بينما هو قام بجذبها إلى أحضانه بقوة وقال بأبتسامة خبيثة تشبه فحيح الأفاعي جعلت قلبها يسقط أرضاً:
– أهلا بكِ فى جحيمي الأسود فيروزة.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لحن الزعفران)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى