رواية لحن الزعفران الفصل التاسع 9 بقلم شامة الشعراوي
رواية لحن الزعفران الجزء التاسع
رواية لحن الزعفران البارت التاسع
رواية لحن الزعفران الحلقة التاسعة
كانت تقف وسط الغرفة وتفرك يديها بتوتر وهى تنظر حولها بخوف وذعر فهذا المكان غريب عليها فكيف لفتاة مثلها ستعتاد على هذا الزوج وهذا المكان الذى أصبح بمثابة سجن لها..دمعت عيناها بألم وهى تتذكر كل ما مر عليها من ذكريات مؤلمة وتعيسة فهى فتاة قليلة الحظ …ولج إليها “رائف” وأغلق باب الغرفة خلفه، ابتلعت “فيروزة” لعابها بتوتر فأقترب منها وهو ينزع عنه سترته والقها أرضاً ثم قام بتمرير يديه الغليظة على شفتيها الوردية فأنتفض جسدها و قلبها بخوف منه بينما هو قام بجذبها إلى أحضانه بقوة وقال بأبتسامة خبيثة تشبه فحيح الأفاعي جعلت قلبها يسقط أرضاً:
– أهلا بكِ فى جحيمي الأسود فيروزة.
نظرت إليه بذهول وذعر فقد بدأ يبدو مخيفاً كثيراً بينما هو بدأ يمزق فستانها تدريجياً فصرخت بوجهه محاولة الإبتعاد عنه لكنه أحكم قبضته عليها بقوة.
تحدثت “فيروزة” بدموع:
-رائف أنت بتعمل ايه أبعد عني أرجوك.
تحسس كتفها قائلاً : تؤ مستحيل أبعد عنك واسيبك من غير ما أشوف تقاسيم جسدك المثيرة، و دلوقتى خلينا نبدأ حفلة الأنتقام على روقان ياروزا..
رفعت سبابتها بوجهه وقالت بخوف:
-انتقام ايه وبعدين أياك تقرب مني أنت فاهم مكنتش أعرف أنك بالحقارة دى.
قام بصفعها عدة صفعات على وجنتيها ثم قام بحدفها بعنف إلى الحائط جعلت رأسها تسيل دماً، اقترب منها بخبث وهو ينظر إليها بنظرات أرعبتها بعد ما حمل بيده سوط أخرجه من خزانته فقال: لسانك دا عايز قصه ياحلوة زمانك.
أقترب منها أكثر وقام بضربها والاعتداء عليها كالحيوان المفترس ولم يأبى لصراخها ولا لدموعها التى تسيل كالشلالات المتدفقة، كانت تصرخ بقوة إلى أن أغمى عليها.
**************************
فى قصر خيالى عملاق مثل القلعة يشبه أحد قصور العصر الفيكتورى، كان يتزين بلاط القصر بالرخام الأبيض وأسقفه مزخرفة بشكل منسق وجميل ونوافذ طويلة من الزجاج الشفاف موضع عليها ستائر من الدانتيل الهادئ، فكان عبارة عن تحفة فنية وكل شئ متناسق بطريقة تأخذ العقل.
تحديداً فى جناح ملكي مخصص لذاك المدعو “عمران” فكان يحتوى على أثاث باهظ الثمن يدل على مدى الرقى والتقدم …
كان يمسك بين يديه سلسله فضية على هيئة فراشة باللون البنفسجي ظلّ يتأملها وهو يتذكر صاحبة العيون الفيروزية التى جعلت قلبه الجليدي ينبض لها، أخذ يتذكر تلك اللحظة التى كان يحملها بين يديه وهو يضعها على فراش المستشفي و بعد ما أبتعد عنها رأى تلك السلسله تسقط منها فأخذها وأحتفظ بها لنفسه كذكرة جميلة منها، بدأ يهمس بداخله وهو مازال محدق بالسلسله قائلاً:
– أود أن أخبرك بشئ ياصاحبة العيون الفيروزية عندما ألتقيت بكِ فى ذاك اليوم لم تفارقني حينها آبتسامتي بسببك أصبحت أمشي مبتسماً لا أعرف ما الشعور الذى وضعتيني فيه، من ذاك اليوم أصبحت شارداً الذهن بكِ وكأنك الوحيدة بهذا العالم، وعندما رأيتك حينها شعرت وكأن الحياة أبتسمت ليّ وأنه لا شئ يسع قلبي ودقاته وبين كل نبضة لا أصدق أن مجرد رؤية شئ من رائحتك تجعلني هكذا لا أعرف ما سبب هذا، لكن شعوري بكِ لم يفارقني حتى أني أراكي دائماً تزوريني بأحلامي وفى أفكاري أشعر وكأنك قريبة مني وفى كل مكان لم أدري ماذا فعلتي بي عندما ألتقيت بكِ صدفة يافتاة، فقد ظننتك فى البداية الأمر عابرة كالجميع لكن بدأ لي عكس ذلك خلال تلك الفترة التى كنتي بعيدة فيها عن نظري…ثم تنهد بعمق ووضع يديه على موضع قلبه بقلق
لكنني أشعر الأن بأنني قلق عليكِ كثيراً ولا أدري ماذا أفعل ليس بيدي شئ لاطمئن عليكِ الآن، أتمنى أنكِ تكوني بخير.
التفت يميناً وهو يرى باب غرفته يفتح بهدوء فقام بوضع السلسله تحت المنضدة، ثم ألقى بصره لذلك الصغير المتطفل الذى أقترب منه سريعاً وهو يقول بمرح: بابي أنت نايم.
أبتسم إليه بسعادة وهو يضمه إلى أحضانه بحب ابوي قائلاً: لا يابطلي كنت لسه هنام وبعدين أنت صاحي ليه لحد دلوقتى مش قولنا ممنوع السهر.
نظر إلي بطفولة وقال بعبوس: ما أنا مش عارف أنام لوحدي هو ينفع أنام معاك النهاردة يابابي.
أردف “عمران” بابتسامة مرحة: طبعا ياقلب بابي بس متتعودش على كدا يابطلي.
تحدث “سفيان” بسعادة: أنت أحلى بابي فى الدنيا.
قبله “عمران” على رأسه: وانت أحلى سفيان فى الدنيا.
تمدت “عمران” على الفراش واحتوء أبنه بين ذراعيه فقال الصغير ببرائة: النهاردة تيتا سألت عنك كتير هو حضرتك بقيت مش بتقعد معانا زي الأول ليه هو أنت مش حابب تقعد تلعب معايا.
قرصه من أرنبه أنفه ثم قال: حبيبى مش حكاية أنى مش عايز أقعد معاكم زى ما أنت فاكر كل الحكاية ياسيدي أنى عندي شغل كتير الفترة دى وغصب عني مش بعرف أقعد معاكم زى الأول بس أوعدك أول ما أخلص الشغل هفضل معاك ومش هسيبك ابدا دا أنت أغلى حاجة عندي وبعدين هو أنا بقصر معاك فى أى حاجه بتطلبها.
هز رأسه رافضاً وهو يقول بحزن: بس أنت بتوحشني اوي يابابي.
تحدث “عمران” بحنان:
وأنت كمان بتوحشني وعلشان خاطرك ياعمري هاخد بكرا أجازة من الشغل ونقضيها مع بعض خروجات وفسح ولعب زى ما أنت عايز إيه رأيك ياباشا.
هتف “سفيان” بسعادة: يعيش بابي كدا انا أحبك.
قهقة الأخر بقوة على كلام أبنه الوحيد وقال بمرح: دلوقتى أحبك يابابي واد مصلحجى بصحيح.
بعد مرور بضع دقائق غفى الطفل على ذراع والده بهدوء، وفى هذا الأثناء دلفت إليهم “رحمة” والدة “عمران” فاعتدل الأخر فى جلسته وهو يقول بأستغراب: أمي محتاجة حاجة ياست الكل.
أقتربت منه وهى تبتسم: أبدا ياحبيبي قلقت على سفيان لما ملقتهوش فى أوضته فجيت أطمن إذا كان نايم معاك ولا لأ.
عمران: متقلقيش عليه يا ست الكل الباشا جالى من شوية وقالى عايز انام النهاردة معاك يابابي وانا طبعاً مقدرش أرفضله طلب وابعده عن حضني دا أبني حبيبي وحته من روحي.
اردفت “رحمة” بحنان: ربنا ما يحرمكم من بعض.
قبل “عمران” يديها قائلاً: ولا يحرمني منك ياأمي ولا من حنانك عليا أنا وأبني مش عارف من غيرك أعمل ايه لوله وقوفك جنبي ومعايا مكنتش عرفت أربي أبني لوحدي.
تحدثت حنان” بهدوء: ده حفيدي ياعمران حته منك ياروحي واديله عينيا .. بس ياحبيبي أبنك بدأ يكبر وبقا عنده ٧ سنين وبقا محتاج لأم بردو فى حياته و لازم تتجوز ويبقى عندك زوجة وأم لابنك وتجبله أخوات بدل ما هو وحيد أو حاول ترجع مراتك تاني ليك وتسامحها كل أنسان مننا بيغلط وهى اكيد لما تشوف أبنها قلبها هيحن وهتعرف أنها غلطت.
نظر إليها بذهول فقال بضيق:
-ماما ايه اللى بتقوليه دا ارجع مراتي تاني لعصمتي أنتي ناسية هى عملت ايه فيا و نسيتي أن هى أول ما خلفت رمت ابنها وهو حته حمرا وقالت مش عايزاه يوقفلى حياتي أبني لحد دلوقتى ميعرفش مين أمه حتى، دى واحدة ماتستاهلش أني أديها فرصة تانية هى سابتني فى عز ما كنت محتاجلها مكنتش أعرف أن هى أتجوزتني عشان فلوسي ومع أول مشكلة حصلتلي فى شغلي وخسرت كل حاجة طلبت مني الطلاق رغم أنى فضلت أتحايل عليها واقولها كل حاجة هتتحل وظروفي هتتحسن لكن هى مكنش فارق معاها كلامي ولا حتي كان فارق معاها سفيان كل اللى هاممها الفلوس ومظهرها لكن أنا وأبني نتفلق …أنا أكتر حاجة ندمان عليها فى حياتي أن اتجوزت المخلوقة دى وهتفضل أوسخ قرار خده فى عمري كله وندمان عليه.
ربتت على يديه بحزن قائلة:
– حقك عليا يابني خلاص فكك من سيرتها خالص طب بص أنا عندى عروسة ليك بنت جميلة ومؤدبه ومثقفه وأنت كمان تعرفها.
تحدث “عمران” بسخرية: وياترى بنت صحبتك سعاد ولا بنت صحبتك عزة.
رحمة: أنت بتتريق ياعمران يابني أنا عايزة أفرح بيك واشوفك مبسوط فى حياتك مع زوجة تصونك وتحبك وتاخد بالها منك ومن أبنك لان هو كمان محتاج يكون عنده أم زى بقية أصحابه.
أردف عمران بأبتسامة ساحرة: حاضر ياأمى أول لما الاقى اللى خطفت قلبي هتجوزها على طول.
نظرت إليه “رحمة” بخبث: اممممم يعني فى واحدة خطفت قلبك زى ما بتقول صح.
أشاح بوجهه بعيداً عنها وهو يشعر بحرج فقد كشف أمره أمامها فقال بتوتر: أنا ياست الكل أبدا مفيش الكلام دا.
رحمة بمرح: ياولاه على أمك حبيبتك الكلام ده اذا كان أنت وقعت بلسانك قدامي ها قولى مين هى سعيدة الحظ اللى خلت المقدم عمران قلبه يدق من أول وجديد.
أبتسم ثغره بسعادة عندما تذكر تلك الفتاة التى أسرت قلبه فقال بتوهان: فيروزة.
نظر إليه والدته بعدم فهم: أفندم أنت بتقول ايه.
التفت ببصره إليها قائلاً بهدوء: أسمها فيروزة يا أمي شوفتها صدفة على الطريق من فترة وفعلا كانت أجمل صدفة تحصلي فى حياتي.
رحمة: يعني شوفتها بس ولا قعدوا مع بعض واتكلمته.
عمران: شوفتها وأتكلمنا بس من وقتها ماشوفتهاش تاني.
رحمة: طب أنت مش معاك نمرة تليفونها أو عارف بيتها.
عمران: عارف بيتها بس ليه بتسألى.
رحمة بأبتسامة: عشان اروح أخطبهالك ياقلبي.
ضحك عمران بخفة: شكل حضرتك ياست الكل زهقتى وعايزة تجوزيني عشان تخلصي مني صح اعترفى.
رحمة: أبدا ياحبيبي بس مدام هى عجباك ليه متروحش تتجوزها قبل ما تضيع منك.
عمران بهدوء: كل شئ بأوان يا أمي سبيها على ربك إذا أراد أن يجمعني بها سيفعل ذلك قريبا.
* * *****************************
فى اليوم التالى
كانت تجلس الفتيات مع جدتهم فى غرفة الجلوس فدخل عليهم “على” وجلس على المقعد بتعب شهقة لارين بفزع عندما رأت وجهه مليئ بالكدمات اقتربت منه أخته “سهر” الذى قالت بقلق: على ايه اللى حصلك ومين عمل فيك كدا.
تحدث على بإرهاق: أهدوا متخافوش دى حادثة بسيطة حصلتلي فى الجامعة.
الجدة: سهر هاتى علبة الأسعافات الأولية من فوق بسرعة.
سهر: حاضر ياتيتا.
وضعت الجدة يديها على كتفه وقالت بهدوء: ممكن أفهم ياجلاب المصايب مين اللى شلفط وشك كدا.
على بضيق: ولا حاجة محدش أصلا يقدر يعملي حاجة.
سارة بسخرية: لا ما هو واضح أوى من وشك أن محدش يقدر يعملك حاجة ياسى على.
أمسك المخدة التى بجانبه والقها عليها قائلاً بغضب:
– استني عليا ياسوسة لما أفوقلك والله لانفخك.
جاء “معاذ” من الخارج وهو يستشيط غضباً فأقترب من أخيه سريعاً ولكمه فى وجهه بقوة ثم قام بجذبه إليه من ملابسه وقال بغضب عارم: بقا ياحيوان سايب شوية شباب صيع يعلموا عليك.
على بأختناق: هما اللى خدوني غدر ومعرفتش أدافع عن نفسي.
معاذ بصوت عالٍ: ليه مش راجل أنت عشان تدافع عن نفسك .
تحدثت الجدة بقلق: معاذ سيب أخوك مش شايفه تعبان أزاى.
معاذ: مش هسيبه غير لما يتربى ويعرف ازاى يدافع عن نفسه وياخد حقه مش يسيب شوية زباله ملهمش لازمه يعملوا فيه كدا.
أقتربت “لارين” منه قائلة بخوف: معاذ عشان خاطرى سيبه سارة قوليله حاجة.
أردفت “سارة” ببردو: ماليش دعوة يستاهل اللى يجراله.
أمسكت “لارين” يد “معاذ” وقالت ببكاء: سيبه بالله عليك يامعاذ حرام اللى بتعمله دا …زادت دموعها بخوف فأبتعد “معاذ” عن أخيه وأقترب منها بلهفة: خلاص أهدى أنا سبته أهوى.
مد يديه و مسح دموعها المتساقطة على وجنتيها برفق وقال بحنان: متعيطيش خلاص حقك عليا… ثم حول بصره إلى “على” وقال: ماشى ياكلب حسابك معايا بعدين علشان بسببك دموعها نزلت.
ركضت سهر إليهم وهو يتنهج فقالت: أنا جبت علبة الأسعافات زى ما طلبتي مني ياتيتا…أخذتها منها الأخرى دون أن تتفوه فنظرت إلى “سارة” وتمايلت قليلاً عليها قائلة بهمس: هو فى ايه وليه لارين بتعيط هو فى حاجة فاتتنى وأنا فوق.
رمقتها الأخرى بغضب وقالت: تصدقى أنك تفاهه.
بعد لحظات فكانت “لارين” جالسة بجانب “على” تقوم بمعالجة الكدمات.
على بألم: الواحد حاسس أن فى تريله دايسه عليه.
لارين بحزن: معلش فى الأول هتحس بشوية وجع لكن بعدها هتخف ومش هتحس بحاجة .
على بزهق: طب خلصتي ولا لسه.
لارين بهدوء: استنى هحطلك المرهم دا وأكون خلصت.
أقترب “عمر” وجلس بجانبهم وقال بأرهاق: الواحد تعب من كتر الشغل يأخى.
نظر إليه “معاذ” باستغراب قائلاً: مالك يامصيبة فى ايه.
تحدث “طارق” الذى جاء يحمل طبق من المكسرات قائلاً:
– سيبك منه دا عيل فصيل أصلا وبعدين فيها ايه يعني لما تشتغل شوية زيادة.
عمر: فيها أن احنا هيطلع عين أبونا بعد ما فيروزة أتجوزت.
طارق بحزن مصطنع: ما اه الهانم أختك أتجوزت ودلوقتى هى مبسوطة فى شهر العسل وأحنا هنا يطلع عين اللى خلفونا مكنش يومك ياشابة.
عمر: بجد يابختها أكيد هى مشهيصه مع سى رائف بتاعها ناس ليها الحظ والفرح وناس ليها الشغل والمرمطة.
أردفت سارة بضيق: بطلوا قر على البت الله يخربيتكم هتجبوها الأرض.
عمر: أخت سارة بالله لتسكتي وتنقطينا بسكاتك الله يكرمك.
سارة بضيق: تعرف أنك عيل بارد ومستفز.
عمر ببرود : عارف ايه الجديد.
*****************************
فى المستشفى كان يقف “أنيس” ينظر من النافذة إلى الخارج ثم أنتفض فجأة على صوت ظهر من عدم نظر خلفه ليجد “دارين” فكانت تقف بجانب المكتب تضحك عليه بخفة فقال بغيظ وهو يمسكها من طرف التيشيرت: حرام عليكى ياديدي هيجرالي حاجة بسببك وربنا مش كدا ياماما خفى عليا شوية.
دارين ببراءة: هو أنا عملتلك حاجة بس.
أنيس بسخرية: أبدا هو أنتى بتعملى حاجة أصلا .
دارين بعبوس: أخس عليك ياأنوسه.
أردفت الأخر بذهول قائلاً: أنوسه أنا الدكتور أنيس يتقالى أنوسه.
تعلقت “دارين” برقبته وقالت بدلال: بدلعك يابيبي وبعدين المفروض تبقى فرحان بيا دا أنت يابنى أمك داعيلك فى ليلة القدر عشان بقيت من نصيبك.
أنيس: أمك فى واحدة متربية وبنت ناس محترمة تقول أمك وبعدين شكلها دعت عليا مش داعيالي.
وجزته فى كتفه وقالت بتذمر: هو أنت كدا معترض على كل حاجة مفيش حاجة عجباك.
نظر إليها بطرف عينه : مفيش فايدة فيكى هو أكيد ذنب حد وربنا بيخلص.
أمسكت يديه وقالت برجاء: أنيس بقولك ايه علشان خاطرى خدني عشيني برا النهاردة.
أنيس: بس أنا لسه ورايا شغل مخلصتهوش.
دارين: الدنيا مش هتقف ياحبيبي وبعدين بكرا أبقى كمله مش هيجرا حاجة يعني.
أخذت تتحايل عليه مثل الأطفال قائلة: ياأنوسه يلا بقا أنت بقالك كتير مخرجتنيش ولا بتهتم بيا .
أنيس:أول مرة أشوف الاهتمام بيطلب كدا طول عمرى أعرف أن الأهتمام مابيطلبش.
أرجعت شعرها إلى الخلف وقالت بمرح: لا ياعسل بيطلب عادى خليك كدا فريش ومتحبكهاش.
ضحكة بخفة على محبوبته فهز كتفه بقلة حيلة:
– ماشى ياأخرة صبري أمرى لله يلا قدامي.
****************************
استيقظت من نومتها لتجد نفسها مربوطة فى أوضة ضالمة حاولت أن تتحرك من مكانها ولكنها كانت مقيدة بسلاسل من حديد، فكان جسدها يؤلمها بشدة من كثرة الضرب و وجهها مليئ بالكدمات الحمراء والزرقاء بكت بحرقة عندما تذكرت تلك المأساة التى تعرضت لها من ذاك المختل عقلياً فقد استباح حرمة جسدها وقام بالأعتداء عليها أكثر من مرة بكل وحشية، كانت تظن بأنه زواجها منه سيهون عليها الكثير ولكنه جاء كى ينتقم منها فى أمر ليس لها دخل به، دعت ربها أن ينجيها من هذا الوحش وينقذ روحها، لحظات ووجد الباب فتح أمامها وخرج هو منه أرتعش جسدها فور رؤيته فأبتسم إليها بخبث وقال:
– تؤ تؤ ياحرام بجد صعبتي عليا بس بردو دا مايمنعش أنى أكمل تعذيبي واتسلى معاكى شوية ياروزا.
– أنت واحد مختل عقلية ومريض نفسي أنصحك تروح تتعالج لان مفيش بنادم واعي يعمل اللى بتعمله دا.
نظر إليها بغيظ وفجأة أقترب منها وصفعها بالقلم على خديها فأنزفت انفها دماً، فقال بغضب:
– تعرفى لسانك السليط دا محتاج يتقص بس مفيش مشكلة هبقى اقصه ليكي، ثم أخذ يضحك بشر بطريقة أرعبت قلبها فأكمل حديثه وهو يمسك فكها بقوة قائلاً بجنون:
– تعرفى أني بتلذذ بعذابك أوى بحب أسمعك وأنتى بتصرخى بوجع بحب أشوفك بتعيطي كدا قدامى ومذلولة أصرخى يافيروزة وسمعيني صوتك عيطي يلا وماتكتميش وجعك.
لم ترد عليه فظلت تحدق به بعدم تصديق فاقسمت بداخلها بأنه ليس بنادم طبيعي، بينما هو أخرج من سترته شئ وقال بتهديد وهو يمسكها من شعرها:
– بقولك أصرخي أنا جوزك وبأمرك بأنك تعيطي وتصوتي بأعلى صوتك عايز أشوفك بتتألمي وببتعذبي قدامي يلا ياروزا سمعيني نبرتك الجميلة خليني اتبسط.
ثم قام بغرس هذا الشئ بقوة فى بداية قدميها فأبتسم بحماس وهو يسمعها تصرخ بوجع من شدة الألم والدماء تنزف من قدميها، فقالت بدموع وتوسل:
– أرجوك كفاية ابعد حرام عليك اللى بتعمله فيا دا أنت عايز تموتني.
أردف بغضب: أيوة عايز أموتك وأحرق قلب عيلتك عليكي بس لما أتلذذ بتعذيبك شوية هخلص عليكي على طول وبدون تردد.
– أنت واحد زباله ومجنون.
قالت تلك الجملة وهى مازالت تبكي بعنف وتصرخ بألم فقد تحول جسدها إلى بركة من الدماء، فقال هو بتلذذ:
– أيوة كدا سمعيني صوتك الجميل أنتى متعرفيش قد ايه أنا فرحان دلوقتى وانا شايفك بتتعذبي بالطريقة دى .
– دا لأنك شيطان مش بنأدم عادى زينا.
– مش مهم أكون ايه المهم أنى دلوقتى باخد حقى من أبوكي يابنت عامر.
حاولت أن تمنع بكائها وصريخها حتى لا تراه يستمتع هكذا فهى لا ترغب برؤيته سعيد بالمها بهذا الشكل فهو شيطان بهيئة بشرية، كانت لا تتصور بأن هناك أشخاص هكذا…ضغط هذا الشئ أكثر لتتألم بصمت وأنينها الذى تكبحه يقتلها فأصبحت دموعها كسيل من الفيضان يسيل على وجنتيها، ذات غضبه عندما رفضت أن تلبى طلباته، فألقى ما بيده بجواره وامسك دلو مملو بالماء البارد ليسقطه عليها على دفعه واحدة جعلها تشهق بعنف وهى تحاول أن تلتقط أنفاسها..
ياترى ما الأمر الذى دفع رائف للإنتقام من عامر فى ابنته؟.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لحن الزعفران)