رواية لتضيء عتمة أحلامي الفصل العاشر 10 بقلم آية السيد
رواية لتضيء عتمة أحلامي الجزء العاشر
رواية لتضيء عتمة أحلامي البارت العاشر
رواية لتضيء عتمة أحلامي الحلقة العاشرة
“فريده لا يا فريده إنت هتعيشي فتحي عينك يا فريده متموتيش”
وقفت تشهق وتبكي حتى وصلت الإسعاف وحملت فريدة المستسلمة للموت، وقف سليم جوارها يمسك يدها بقوه كأنه يشدد أزرها يطمئنها أنه بجانبها، نظرت إليه من خلف دموعها بضعف قائله: مش هتموت صح؟
سليم: إن شاء الله متقلقيش ربنا هينجيها
استقل سليم سيارته ومعه سلمى التي تتوسل لله وتدعوه أن ينجي فريده، أما عبد الله وشريف فذهبا مع الشرطه لإنهاء بعض الإجراءات.
_____________
وفي اليوم التالي
بعد أن علمت عبير بما حدث مع فريدة هاتفت أحمد حتى تعلم كيف وصل الأمر لتلك الدرجه! لكنه لم يرد فهاتفت أخيه تسأله عن الخطه التي اتفقت مع أحمد عليها، فقد أقنعها أحمد بأنه سيأخذ حق أخيه منها بأن يفرك أذنها لا أكثر فوافقت لأنها تريد الإنتقام من فريده بسبب ما فعلته، فإنها طعنتها في ظهرها عندما وافقت على الزواج من أحمد، رن الهاتف وانتظرت ليرد أخو أحمد
-عايزه إيه؟
-إيه الي حصل لفريده دا! إحنا ماتفقناش على كدا!
-أنا متفقتش معاكِ على حاجه روحي شوفي الي اتفق معاكِ… وبعدين إنتِ شريكه في الجريمه زينا بالظبط متعمليش فيها ملاك… وعلفكره بقا لو مجيتليش النهارده وجبتيلي فلوس هبلغ عنك
-يا ابن الك*** كمان عايز فلوس
-مستني مكالمتك النهارده يا حلوه وتكوني جهزتيلي ١٠ آلاف جنيه
وقفت عبير تتأفف وتزفر الهواء بغضب، فقد أقحمت نفسها بمشكلة كبيرة ولن تمر بسلام، جهزت المبلغ الذي طلبه وهاتفته لتأخذ العنوان، وصلت للعنوان الذي وصفه وكان غرفة على سطح منزل لا يوجد به سكان..
كان يتعاطى مخدر حين طرقت بابه عدة طرقات، فتح الباب ونظر لها بخبث قائلًا:
-كنت مستنيكِ
دفعت الأموال في وجهه وهمت بالرحيل فأمسك يدها ليدخلها الغرفه ويصك الباب خلفهما قائلًا: بالبساطه دي!!… أنا لسه عايز حاجه كمان
اقترب منها ينظر لها بوقاحه لكنها دفعته قائله: أنا متجوزه أخوك!
-أخويا كان بيتسلى وخلاص انسيه دا دخل السجن… وتعالي بقا أتسلى أنا بيكِ شويه
ظل يقترب وتدفعه تحاول التخلص من مكره لكن هيهات لها، أتظن أن الله يهمل! شعرت بكل الفَرَق والخوف الذي شعرت به فريده، ولم تستطع التفلت من بين يديه….
وقف يعدل ملابسه بعدما انتهى، وجهز باقي أوراقه ليغادر المكان بل ليغادر البلاد عاجلًا وبطريقة غير شرعيه قبل أن تصل إليه الشرطه، وبعد رحيله قامت هي ترتدي ثيابها وتغادر المكان مهرولة باكية، رجعت للبيت وحمدت الله أن جميع أفراد أُسرتها بجوار فريده في المستشفى، حملت هاتفها لتتحدث مع شخص عبر الهاتف قائله: الشغل الي قولتيلي عليه لسه موجود؟
-أخيرًا عقلتي! طبعا الراجل مستني النهارده قبل بكره
-أهم حاجه يدفع كل الي أطلبه…
-شاوري إنتِ بس وهو هينفذ… دا معاه فلوس كتير أوي
زفرت الهواء من أنفها قائلة: إديله ميعاد بكره
مسكينة عبير دخلت في طريق الاعودة ترتب لتبيع جسدها مقابل الأموال، فما فائدة المال إذا أهلك صاحبه فالأموالٌ المحرمة تضر صاحبها ولا تُفيد.
أحيانًا يكون عقاب الله أن يُملي للعاصي يتركه ليقترف المزيد من الذنوب لا يعاقبه في الدنيا بل يتركه يتمتع فيها ليحاسبه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
_________________
وبعد يوم شاق كانت سلمى تقف بجوار سليم في المستشفى لتطمئن على حالة فريده، تنظر لها والدة فريده بغل وكره وكأنها السبب في حالة ابنتها، استقرت حالة فريده ودلفت سلمى تطمئن عليها لكنها كانت في عالم أخر تتصل الأجهزة بيديها وترقد بوهن لكن حمد لله فقد كُتب لها نصيب من الحياة حتى تعود لطريق الله، فقد شرح الله صدرها نكزها لتعود إليه وتتوب “فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره…”
لا تغفل عن الطاعات مهما بلغت بك الشدائد، إذا شكوت من المرض فعليك بالصدقه وإذا شكوت من ضيق الرزق فعليك بالإستغفار، وإذا شكوت من الهم فعليك بالقرآن وبالصلاة، وإذا خشيت على أولادك فعليك بتقوى الله، باختصار أخلص نيتك وكن مع الله يكن معك بل يسخر لك كل جميل.
___________________
في اليوم التالي
في الڤيلا الخاصه بسلمى وسليم، التي كانا يعيشان بها مع والديهما..
وصلت سلمى البيت ودخلت لترى الحديقة التي كانت تلعب فيها وقد زينها مهندس الديكور بطريقة ساحرة استعدادًا لحفلة الزفاف، ابتسمت تلقائيًا عندما رأت باب منزلها صعدت السلالم التي وقعت من عليها ذات مره في طفولتها، فتح سليم الباب ولكن بمجرد أن دخلت تذكرت مقتل أهلها وكيف كانت الد..ماء تسيل من حولهم، بلعت لعابها بخوف، مر شريط حياتها أمامها وكأن كل ما حدث كان فقط بالأمس، أخذت تنظر لجدران البيت نظرت للأرض وكأنها ترى د..ماء أهلها فركضت لتخرج من الباب نزلت السلالم وصدرها يعلو ويهبط بقوة واذدادت دقات قلبها، وقفت تنظر إليه وتقول من خلف دموعها: مش قادره بجد!!
-دا بيتنا أنا كنت مستنيكِ عشان نعيش فيه مع بعض!
-لما دخلت البيت افتكرت كل حاجه حصلت زمان… شوفت أهلي ميتين شوفت كل حاجه كأنها حصلت دلوقتي
ضمها يربت على ظهرها قائلًا: كل دا ماضي وانتهى الله يرحمهم جميعًا من النهارده هنبدأ من جديد
مسح دموعها قائلًا: يلا بقا يمنى زمانها جايه… متضيعيش فرحتها…
ضغطت على نفسها وصعدت مره أخرى تمسك يديه وتضغط عليها بخوف، وبدأت بتمارين التنفس أخذت شهيق طويل من أنفها أخرجته من فمها على ثلاث دفعات؛ حتى تهدئ روعها، حاولت طرد كل المشاهد من جعبتها بدأت تلف في أرجاء البيت وكلما دخلت لغرفه تذكرت شيء يخص أهلها فتبكي بإشتياق، رأت صور والديها وعمها وزوجته بكل مكان كان سليم يتبعها حيثما ذهبت وقف مقابلها ووضع يده أسفل ذقنها ليرفع وجهها قائلًا: أعتقد كفايه عياط بقا… عايزين نستمتع باليوم…
جفف دموعها قائلًا: كفايه دموع
ابتسمت له قائلة: حاضر
سليم بابتسامه: عندي ليكِ مفاجأة
أخذها من يدها لغرفته التي كان يعيش بها قبل وفاة والديه، تلك الغرفه التي كانت مكانها المفضل في الصغر، ولا تخرج منها تجلس بجواره لتلعب وهو يذاكر دروسه، تذكرت كيف كان يأخذها بين أحضانه لتنام، وكيف كان يحملها ويداعبها ابتسمت ضاحكةً، أتى من أخلفها ووضع يده حول كتفها قائلًا:
سليم: فاكره مره لما قولتيلي احنا هنتجوز في الأوضه دي
ابتسم ضاحكًا وأردف: كنتِ شقيه أوي، كنتِ مصممه تتجوزيني وإنتِ عندك سبع سنين
ابتسمت ونظرت له قائلة: مكنتش فاهمه حاجه!
نظر لملامحها قائلًا: ودلوقتي فهمتِ ولا لسه
نظرت للأرض بحياء فأردف: تبقي فهمتِ…. تقبلي تكوني شريكتي وزوجتي طول العمر يا سلمى؟
احمرت وجنتيها، خفق قلبها ولم تستطع رفع عينيها لتنظر إليه أردف: فاكره قولتلك إيه زمان! قولتلك لما تكبري وأقولك تتجوزيني تقومي تتكسفي ساعتها نتجور…
طال صمتها فأردف: هااا نقول السكوت علامة الرضا؟… يبنتي قولي حاجه!
قالت بصوت خفيض يدل على حيائها:
-موافقه
ضمها سليم بفرحه وبادلته فقد بدأت الحياة تضحك لها من جديد وستعيش معه وله للأبد، أخذها من يدها وفتح خزينة الملابس لترى فستانها الأبيض
ابتسمت ونظرت إليه قائله: دا ليا؟
ابتسم قائلًا: لا ليا أنا، دا الفستان الي هتلبسيه ليا النهارد
وبعد فترة وصلت يمنى وبعدها الميكب أرتست لتجهير العروسين وسط سعادة الجميع، وصل الجد والجده ووالأعمام وأصبح البت يمتلئ بالجموع والفرحه تعم أرجاءه، واللجميع يبتسم بسعاده وتظهر الفرحه على وجوههم ..
________________________
حل المساء
كانت سلمى تقف في غرفة سليم التي ستصبح موطنها من الآن فصاعدًا، ارتدت سلمى فستانها الأبيض المطرز بطريقة رائعه يشبه فستان الأميرات، وضعت لها الميكب أرتست بعض مساحيق التجميل ليزيد من جمالها، وتركها لتبدأ بتجهيز يمنى، كانت سلمى لحالها بالغرفه أما يمنى فمعها جدتها وبنات عمها الصغار وأبيها الذي يدخل ليطمئن عليها من حين لأخر، كان باب غرفتها مفتوح وترى كل من يدخل أو يخرج من عند يمنى، تمنت لو عائلتها تشاركها هذا اليوم كم تغبط يمنى على عائلتها الجميله!
اغلقت باب الغرفه وحاولت كبح دموعها فلا تريد أن تفسد المكياج، جلست على السرير فتح سليم الباب فهو يشعر بحزنها وما تخفيه بداخل قلبها، يعلم مشاعرها، جلس جوارها وابتسم لها قائلًا: من النهارده إنتِ عيلتي وأنا عيلتك… أنا هسندك وإنتِ تسنديني… هعوضك عن كل حاجه
أخرج علبة من خلف ظهره فتحها وابتسم كانت تحوي عقد جميل ومعه أنسيال وخاتم، لمسته قائلة:
-الله بجد تحفه أوي
-شبكتك يا عروستي
نظر لها بالمكياج الهادئ قائلًا: أحلى عروسه في الدنيا
همس قائلًا: بحبك
أنقذها صوت الطرقات على باب الغرفه فقال وهو يرجع خطوات ليفتح الباب: محدش هيقاطعنا تاني النهارده ولا هتعرفي تهربي مني
ازدردت ريقها وارتبكت، فابتسم قبل أن يولي ظهره ويفتح باب الغرفه كانت الجده وبجوارها يمنى وشريف يستعدان للنزول للحفله دخلت الجده للغرفه ووقف يمنى تشير لهما بأن يستعجلا للنزول مرتديه فستانها الأبيض ويزينها حجابها، كانتا أجمل من بعضهما بملامحهما الرقيقه الهادئه والتي يزينها جمال روحهما.
الجده: عارف يا واد يا سليم من أول ما شوفتك بتبص لسلمى وهي عندنا وأنا عرفت إن إنت بتحبها… عينك كانت فضحاك يا ولا
-اعمل اي بس يا جدتي مهي تتحب بصراحه
نظر لسلمى قائلًا: طيب بزمتك القمر دي متتحبش
الجده: تتحب وتتحب يبني…
ضمتها الجده بحب وباركت لهما، اقترب سليم منها يقبلها من جبهتها قائلًا: ربنا يخليكِ ليا
ومسك يدها لينزلا للحفله…
نظرت يمنى لشريف قائله: علفكره إنت مقولتليش كلام حلو النهارده، أتعلم شويه من سليم
-بت إنتِ زي القطط تأكلي وتنكري…. أنا مش لسه قابلك بحبك من دقيقه وقولتلك اي الجمال دا والحضن كمان نسيتي كل دا
نظرت له بهُيام قائله: طيب قولي بحبك تاني
-بحبك يا تاعبه قلبي
_______________________
وبعد أربع أعوام تتحدث سلمى مع المذيعة قائله:
-ودي كانت حكايتي أنا الدكتورة سلمى الأنصاري… والي ناويه أكتبها في كتاب وأحكي فيه عن كل الي حصلي وإزاي ربنا أنقذني من كل الي مريت بيه وهيكون عنوانه منقذي من غوائل الدنيا
أكملت قائله: أنا لو كان حد قالي من خمس سنين إني هبقى هنا كنت هقول أكيد دا مجنون، عايزه أقول إن أهم حاجه نصبر وربنا بيجازي على الصبر الحمد لله دائمًا وأبدًا
صفق الجميع وقف سليم بجانبها ينظرا للشاشة التي تعرض حوارها مع المذيعه وينظر لها بحب فها هي تفتتح مطعمها “سلمى للأكل الصحي”
سليم: الناس مبسوطه جدًا بالأكل تسلم إيدك يا حببتي
قبل يدها قائلًا: حقيقي أنا فخور بيكِ
سلمى: لولا تشجيعك مكنتش وصلت لهنا شكرًا بجد ربنا ميحرمنيش منك أبدًا
ابتسم لها وتركها ليستقبل الزبائن
دخلت فريده تحمل طفلًا عمره ٦أشهر على كتفها
فريده: مبروك يا حببتي ومن نجاح لنجاح يارب
ضمتها سلمى وقبلت طفلها
-الله يبارك فيكِ يا حببتي… إيه أومال فين أبو ياسين مجاش معاكِ ليه؟
-عنده شغل بس هيجي بالليل
سلمى: أنا فرحانه أوي بجد إن أخيرًا لقيتِ إلي يحبك ويقدرك… وربنا رزقك بياسين ربنا يباركلك فيه يارب
فريده بإبتسامه: وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله… ربنا يوفقك يا سلمي إنتِ قلبك طيب وتستاهلي كل خير
ربتت سلمى على كتفها قائله: حببتي والله… إنتِ الي قمر وتستاهلي كل خير الدنيا
فريده بابتسامه: أنا اتعلمت حاجات كتير أوي أولها إن مش كل حاجه الشكل… وإن ربنا بيزرع جمالك في عين الشخص الي من نصيبك
لكزتها سلمى في كتفها بخفه: يبت إنتِ زي القمر
ابتسمت قائله: اتعلمت يا سلمى مبصش للي في إيد غيري، واتعلمت أفكر بعقلي ومخليش الي حوليا يأثروا عليا حتى لو أبويا وأمي
سلمى بوجه عابس: هما عاملين إيه؟
فريده: بابا وماما!! زي ما هما ربنا يهديهم
دخلت يمنى ومعها طفل وطفله لديهم ثلاث أعوام، ركضت الطفله تضم سلمى قائله: زلمى… ماما … أيوب بيضربني
ضحكت سلمى: لزمتها ايه ماما بقا طلما بتقولي زلمى.. متضربش بنتي يا أيوب.. لمي ابنك يا ست يمنى
ضحكت يمنى: طيب اسأليه بيضربها ليه؟ أكيد فيه سبب مقنع
قال أيوب بحنق: بتبث”بتبص” على ولد تاني وتشاورله وأنا واقف جنبها
همست سلمى ليمنى: فعلًا سبب مقنع… الواد بيغير على أسيل!
يمنى بابتسامه: اي رأيك نجوزهم من دلوقتي ونخلص
سلمى: والله أنا معنديش مانع وهي كدا كدا قاعدة عندكم ٢٤ ساعه!
نظرت يمنى لفريده التي تحمل طفلها وتضحك على كلامهم قائله بحب: فريده! إزيك
فريده بابتسامه: الحمد لله بخير… إزيك يا بشمهندسه
اقتربت منها يمنى لتحمل طفلها وقالت: زي القمر شبهك بالظبط ربنا يباركلك فيه
وقف الجميع يضحكون ويتحدثون بسعاده.
لفت نظر سلمى تلك الفتاه العشرينية متوسطة الطول بجسد نحيف، صاحبة ملامح رقيقه بأعين واسعه وأنف صغير وشفاه ممتلئة قليلًا، ترتدي نظارتها الطبيه وتجلس على إحدى الطاولات تأكل وتنظر لسلمى بإعجاب من حين لأخر، كانت تجلس لحالها وتأكل بشراهه فاتجهت سلمى إليها:
على جانب أخر رن هاتف الفتاه فردت وهي تأكل قضمة مما بيدها: السلام عليكم يا أحلى بابا
-عليكم السلام يا أحلى فرح، يلا عايزك تكوني هنا في خلال عشر دقائق عشان رايحين البلد
-لأ بلد ايه أنا لا يمكن أعرف أجي… عندي محاضرات بكره مهمه وكمان الدكتوره سلمى عامله تلت أيام أكل فري وأنا هتغدا وأتعشى في مطعمها اليومين دول
-أكل تاني يا فرح! نفسي أعرف الأكل دا كله بيروح فين يلا يا فرح مينفعش، جدك طالبك قبلنا! قال فرح تجي قبلكم
-قال فرح ولا فهيمه!
-هتفرق معاكِ؟ فرح… فهيمه واحد
-لأ طبعًا هتفرق لأن كدا هيكون اقتنع إني فرح وأغير اسمي… الله يرحمك يا جدتي لازم يعني تسموني على اسمها!!
– بت إنتِ متتريقيش على اسم أمي
أخذت قضمه أخرى وقالت
– بقولك يا بابا… أنا لما سمعت قصة الدكتوره سلمى عرفت أد إيه أنا تافهه ومفيش حاجه في حياتي إلا النوم والأكل…. فأنا عايزه حضرتك تخلي فيه أكشن في حياتي يعني مثلًا تضربني، طفي السجاير في قفايه أي أكشن
ضحك والدها: بس أنا مبشربش سجاير
-طيب اي رأيك تخلي جدي يجوزني ابن عمي بالعافيه فيكون فيه أكشن في الموضوع ويعذبني وبعدين أحبه ويحبني
-عايزه تتجوزي ابن عمك الي في تالته ابتدائي؟
-ما هو دا الأكشن… ولما يكبر أحبه ويحبني
أردفت: تفتكر على ما يكبر هيكون عندي كم سنه؟ ٣٥ مثلًا
ضحك الأب على كلامها قائلًا: الله يهديكِ يا فرح
قالت وهي تمضغ الطعام
-الدكتوره سلمى عاشت حاجات كتير كلها أكشن وهتكتب قصتها في كتاب أما أنا لو عملت قصتي في كتاب هسميه فرح النائمه وأكتب فيه نامت فرح لتستيقظ فتأكل ثم تنام
-مين الدكتوره سلمى دي؟
بلعت الطعام ثم أخذت قضمة أخري في يدها: دا مطعم كدا لقيته عامل افتتاح فدخلت أدوق… متيجي تدوق الأكل هنا هيعجبك أوي وكمان صحي
الأب بجديه:
-فرح خمس دقائق وتكوني عندي… الناس بتاكل عشان تعيش وإنتِ عايشه عشان تأكلي!
-حتى الأكل بصينلي فيه! حاضر هخلص السندوتش وأجي
سمعت سلمى كلامها فأُعجبت بطريقتها المرحه واقتربت منها مبتسمه: نورتِ مطعمي المتواضع
بلعت ما في فمها وأردفت: منور بوجودك يا دكتوره
ابتسمت سلمى قائله: عجبك الأكل؟
فرح: جدًا جدًا أنا من كتر حلاوته عايزه أخده معايا البيت
أشارت سلمى لأحد العمال
سلمى: لو سمحت لف الأكل للأنسه
فرح: لا والله أنا… أنا كنت بهزر
سلمى: اعتبربه هديه مني ليكِ… عشان نشوفك عندنا علطول
أشار لها سليم فقالت سلمى: عن إذنك…. متمشيش بقا إلا لما تاخدي الهديه
أومأت فرح برأسها ووقفت تحدث حالها قائلة: يادي الإحراج… مش عارفه إيه الطفاسه إلي أنا فيها دي
أخذت بطلة روايتتا الجديدة “فرح” الطعام وغادرت المطعم لتبدأ قصتها الخاصه التي ستغير حياتها وتقبلها رأسً على عقب…
__________________
” الخاتمه”
وقفا في ركن بعيد عن الجموع وقال لها بنظرات حب
سليم: صحيح بقا أنا منقذك من غوائل الدنيا؟
نظرت إليه ورفعت حاجبها قائلة: لا طبعًا!
نظر لها متعجبًا وقال: أومال مين إن شاء الله ؟
فأردفت بحب: ربنا هو منقذي من غوائل الدنيا وبعتك ليا عشان تضيء عتمة أحلامي
ابتسم وهو يمسك يدها بحنان: ربنا ميحرمنيش منك
أدمعت عينها فقال: تاني دموع كدا كتابك هيبقا كله دموع!
-دي دموع الفرحه ربنا عوض صبري خير وجبرني الحمد لله
ركضت أسيل تحضن والدها ووقفوا ينظرون لأرجاء المطعم ويبتسمون بسعاده….
إن بعد الصبر جبرًا…
ستلقى بعد الصبر أجرًا…
فدع همومك للإله….
واقترب لله داع….
ينكشف غم الحياة.
النهاية لحزنها والبداية لسعادتها
لازم تقولولي رأيكم عشان تشجعوني أكمل وانتظروا النوڤيلا رقم ٢ #فرح_فهيمه
بقلم: آيه السيد
تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لتضيء عتمة أحلامي)