رواية لتضيء عتمة أحلامي الفصل الثامن 8 بقلم آية السيد
رواية لتضيء عتمة أحلامي الجزء الثامن
رواية لتضيء عتمة أحلامي البارت الثامن
رواية لتضيء عتمة أحلامي الحلقة الثامنة
-مكنتش أعرف إنك زي القمر كدا دا أنا حظي حلو بقا عشان وقعتي تحت إيدي
سلمى بإرتباك: إنت مين؟
قال: أنا الي الحظ ضحكلي ووقعك في طريقي
هج.م عليها بعن.ف يحاول تجر.يدها من ملابسها وهي تصرخ بكل قوتها حتى فتحت عيناها لتستيقظ من هذا الكابوس الذي ارتجف منه قلبها وازدادت دقاته، وازدادت نبضاتها، حمدت الله أنه كابوس لا يمت للواقع بصله، لم تصرخ ولكنها شعرت بانتفاضة جسدها من شدة الفَرَق، أو هكذا ظنت لم تكن تعلم أن هذا من تأثير الحمى التي انتابت جسدها، شعرت بقشعريرة جسدها وتلك الرعشه التي بدأت تهز جسدها هزًا، مع وغزات في أرجلها وآلام في عظامها حاولت أن ترتكز على سطح الكومود حتى تستطيع الوقوف على قدميها، فتحت باب غرفتها ونظرت لساعة الحائط، يا إلهي إنها الثامنة صباحًا! باقي ساعة واحدة لتلحق بإمتحانها، أخذت تتكفكف وترتجف تشعر بالبرودة الشديدة، رجعت لغرفتها لتتزمل بذالك الرداء القطني تحاول تدفئة جسدها، أيبرد جسدها في يونيو! أتلك الرعشة الشديدة بسبب الخوف أم ماذا يحدث معها؟ ترددت أسئلة كثيرة في رأسها، دخلت الحمام لتغسل وجهها وتتوضأ لتصلي الصبح فقد فاتتها صلاة الفجر، سارت تستند على الحائط لكن تعثرت
قدميها وسقطط على أرضية الحمام ليرتطم رأسها بحافة ذالك البانيو فتسقط من رأسها بقع من الد.ماء، وضعت يدها على رأسها وهي تتحسس تلك الد.ماء، تساقطط دموعها وأصدرت أنين بألم: ااااه
على جانب أخر سمع سليم صوت شيء يقع أرضًا، فقام من سريره ليرى ما الخطب؟ وجد باب غرفتها مفتوح فعلم بوجودها داخل الحمام، فوضع أذنه يصتنت عليها عله يسمع شيء ليعرف ما أصابها، فسمع أنينها المكتوم هتف قائلًا: سلمى!! فيه حاجه؟ إنتِ كويسه؟
لم ترد عليه بل ازداد بكائها، كلما حاولت الوقوف ولم تستطع يزداد بكائها أكثر وعندما سمع بكائها قال: إنتِ بتعيطي؟ طيب أدخل!
نظرت للباب فالحمد لله، لم توصده من الداخل هتفت ببكاء: ادخل
فتح الباب وعندما رأى حالتها هرول إليها وساعدها لتقوم، أخذ منديلًا ليضغط على ذالك الجرح في رأسها وقال: يا نهار أبيض إنتِ سخنه مولعه نار!!
قالت سلمى بصوت مكتوم من تأثير الحمى:
-سخنه! أنا عندي امتحان دلوقتي المفروض أنزل
-امتحان ايه!! يتحرق الامتحان
-لأ… لأ أنا لازم أروح… دي أخر مادة مش ممكن أضيع تعب السنه كلها عشان ماده
-طيب اهدي… أول حاجه تاخدي دش وبعدين نشوف حقنه ولا حبوب خافض للحراره دي، وبعدين نشوف موضوع امتحانك
خلع التيشيرت الذي يرتديه فصر.خت: إنت هتعمل إيه؟
-إيه هساعدك… ما أنا مش ممكن اسيبك لوحدك في الحاله دي!
رجعت خطوات للخلف ورفعت سبابتها بتحذير : متقربش مني
-والله لو ما نفذتِ الي بقوله ما إنتِ رايحه الإمتحان…
خافت من تهديده فحاولت أن تساومه قائله: طيب بص أنا أصلًا بردانه مش هعرف أخد شاور خالص… أنا هغسل وشي وأخد الدوا وخلاص
لم يرد عليها واقترب منها يحاول أن يجر.دها من ملابسها تذكرت ذاك الكابوس وأخذت تصرخ وتبكي قائلة: ابعد عني أرجوك
عندما لاحظ خوفها ابتعد خطوتين وقال: بعدت خلاص والله اهدى متعيطيش خلاص
وقف ينظر إليها بحزن فبعد كل تلك الفتره لم يستطع أن يجعلها تطمئن له أو هكذا ظن، إنها تبكي خوفًا منه لا يستطيع أن يفعل شيئا لا يعرف أيبتعد عنها ويتركها أم يقترب ليطمئنها؟! تركها حتى هدأت ثم قال بملامح منكسره وأعين تخرج منها نظرات حزينه: طيب بصي اخلعي بس القطعه الي فوق دي، واستحمي بباقي الهدوم….
عندما لاحظت الحزن بعينه، أومأت رأسها وأيضًا لا تريد أن تتأخر عن امتحانها، أزاح تلك القطعه القطنية ووضعها تحت الماء لتهدأ نار الحمى، وتشتغل نار الخوف، وقفت تنظر لعينيه تحاول اكتشاف ما بداخلها، تخشى أن تفقده بسبب تصرفاتها الغبية، فكلما اقترب منها خطوه تبتعد عنه ضعفها، مع أنها لا تشعر بالأمان والطمئنينة إلا معه!
__________________________
ارتدت يمنى ثيابها وتمسك بيدها بعض الأوراق تراجع للإمتحان فقاطعها والدها
عبد الله: ممكن أخد من وقتك دقيقتين
وضعت يمنى الأوراق جانبًا وقالت: اتفضل يا بابا
صمت لوهله لا يدري من أين يبدأ حديثه: هي سلمى عامله ايه؟
يمنى بتعجب: كويسه!
عبد الله: خلصت امتحانات؟
يمنى: هتخلص النهارده! حضرتك بتسأل ليه؟
عبد الله: أنا… أنا عرفت حقيقة الموضوع، صحيح مر فتره طويله بس ربنا كشفلي كل حاجه…
يمنى: ما أنا قولت لحضرتك…. سلمى لا يمكن تعمل كدا! ها بقا اكتشفت ايه! وازاي احكيلي…
– سلمى في خطر…. هحكيلك
فلاش باك
وصل عبد الله المطعم في غير ساعات عمله فرأى أحمد يقف مع شخص يدل من مظهره أنه يتعاطى المخد.رات وقا.تل محترف يتضح عليه معالم الإجر.ام، توارى خلف الحائط كي لا يراه أحمد وحتى يستطيع سماع ما يقول…
أحمدبغضب: قولتلك متجيليش هنا يا غبي!
-أنا مأخدتش باقي حساب الصور… ولو موصلنيش باقي الحساب مش هكمل الشغلانه دي
أخرج أحمد بعض الأموال من جيبه: خد دول الي معايا دلوقتي… البت ميحصلهاش أي حاجه، تجيبهالي سليمه الأول عشان عايزها وبعدين هقولك تعمل ايه
هز الرجل رأسه بخبث: تبقا عجباك يا باشا وعايز تعلم عليها
ابتسم أحمد بخبث: سلمى! مستحيل أسيبها لسليم يتهنى بيها! دي أجمل واحده شوفتها في حياتي
نظر للرجل متحدثًا بغضب: يلا امشي واوعى تجيي هنا تاني… ومتنفذش الخطه إلا لما أديلك إشاره
-ماشي يا باشا….
انصرف الرجل وترك أحمد يبتسم بخبث لما ينتظر فعله….
باااااك
يمنى بصدمه: يا نهار أبيض…. أنا لازم أقول لسليم
عبد الله: لا متقوليش حاجه أنا هتصرف معاه بمعرفتي… يمكن أكفر عن الظلم الي سببه للبنت المسكينه دي… ذاكري يا حببتي ومتقلقيش أنا هظبط كل حاجه
-خلي بالك يا بابا… الواد أحمد دا شكله خطر! لو كدا نبلغ الشرطه
-قولتلك متقلقيش أنا مرتب كل حاجه… بس إنتِ متقوليش لحد حاجه
-طبعًا طبعًا سرك في بير متقلقش
____________________
يمنى بخوف: ودا كل الي حصل يا شريف… هااا اي العمل بقا!
كانت يمنى تركب السياره بجوار شريف تقص عليه ما قاله والدها بالحرف الواحد…
قال شريف:
-مش عارف والله…. غير إني أراقب الواد دا من بعيد…. وبعدين ربنا يرتبها
-بس متقولش لبابا إني قولتلك… عشان قايلي مقولش لحد بس طبعًا إنت مش حد
-متقلقيش سرك في بير
يمنى بضحكه:
-لأ أنا بخاف من الكلمه دي أصل أنا لسه قيلاها لبابا
-طيب سرك في قلبي يا ست يمنى كدا تمام
قالت بابتسامه:
-تمام أوي…
_______________
خرجت من إمتحانها الأخير ما زالت تشعر ببعض الإرهاق، ارتفعت حرارتها مجددًا مما جعل وجنتيها وشفتيها تشتعل احمرارًا، ولكن عيونها ذابله يظهر عليهما أثر التعب، كان ينتظرها أمام كليتها بسيارته، نظر إليها وهي تنزل الدرج لفت نظره جمالها ابتسم قبل أن يفتح لها الباب مدعيًا الجمود، ركبت جواره تشعر بصداع ووغز في أرجلها…
سألها سليم بجمود: عامله ايه دلوقتي؟
تذكرت ما حدث تحاول فهم ما يدور برأسه وأجابت سلمى: حاسه إني لسه تعبانه!
قال سليم بنفس الجمود: دلوقتي نروح وتاخدي علاجك…
خشيت أن يبتعد عنها بسبب ما فعلت لا تعلم أنها خطه وضعها لنفسه، بأن يتركها قليلًا ليُزيقها مرارة بعده عنها، لكنها خاصته ولن يتركها مهما حدث لا يعلم بأنه لن يستطيع فعل ما يريد!
أردفت سلمى: إنت زعلان مني!!
سليم بنفس الجمود: وإنتِ عملتِ حاجه تزعل!
سلمى: مش عارفه
سليم بجمود: تمام…. تمام مفيش حاجه
حاولت مره أخرى تغير مجرى الحديث عله يرجع عما ينوي
-أكيد يمنى خلصت امتحانات كمان….وهتبدأ تجهز لفرحها
ابتسم ببرود: أكيد
لازال كما هو فحاولت مرة أخرى
-أنا مش هروح الفرح عشان عمو عبد الله
-براحتك
لو نظر لوجهها ما كان لينطق بكلمته، فاض الكيل تقوس فمها وترغرغت عيونها كانت تشبه الأطفال ازدادت دموعها وبدأت تشهق فانتبه لصوتها ونظر لها قائلًا بخوف: إنت بتعيطي ليه يا سلمى؟ فيكِ حاجه!
أيا سليم! أهذا وقت مناسب لتفعل خطط مثل هذه! ألا ترى حالتها، أملائمٌ الوقت لتبتعد عنها خطوات فهي وإن تفعل ما تفعله فإنها مطمئنة تمامًا بأنك لن تتركها مهما فعلت، ألا تعلم أن الله من رزقها بك لتكون لها فجرًا جديد بعد ليل اشتدت ظلمته!
كانت خائفة مجرد تفكيرها بأنه قد يتركها أو يبتعد عنها بسبب ما فعلته يجعل النار تأُج في عقلها، ارتابت لا تستطيع معرفة ما ينوي عليه، ولم تستطيع تحمل كل هذا الضغط ففعلت ما تفعله دائمًا وهو البكاء على كل صغيرة وكبيره، فاضت عيناها بسيل من الدموع أوقف سيارته يسألها ما أصابها؟ ألا يعلم ما أصابها! فهو ما أصابها…
ابتسم وهو يمسك كفيها بين يديه: إيدك متلجه! بس بقا بطلي عياط يبنتي بتجيبي الدموع دي كلها منين؟…. من وإنتِ صغيره عارفه نقطة ضعفي…
لم ترد عليه لكن هدأت قليلًا وتنفست بارتياح تذكرا طفولتهما عندما كانت تخطئ فيشد عقابه بها فتبكي ليعود على عقبه ويصالحها…
ضحك الإثنان معًا ونظر في عيناها قائلًا: ها بقا بتعيطي ليه!
وهو يعلم جيدًا لماذا تبكي؟ لكن يريد مناكفتها كعادته…
-حسيت إني عايزه أعيط فعيطت
ابتسم وقال: طيب عملتِ ايه في الإمتحان؟
-الحمد لله حليت… محستش بتعب إلا في أخر الوقت تقريبًا مفعول الدواء خلص… والسخونيه رجعت
قام بتشغيل محرك السياره قائلًا: متقلقيش دلوقتي هنروح، وهتاخدي العلاج وتبقي زي الفل…
ابتسمت وبادلها الابتسامه، قاد سيارته وعندما عاد للبيت أعطاها الدواء وطلب منها أن ترتاح بسريرها وأخذ يضع لها الكمادات حتى نزلت حرارتها واستقرت حالتها.
__________________
مر عليها أسبوع لا تخرج من بيت خالتها بل لا تخرج من غرفتها، وكلما تذكرت ما فعله سليم لعنته وسبته، مازال أحمد يقنع فريده أن تتزوجه سرًا حتى وافقت فمن وجهة نظرها لن تجد فرصة أفضل من هذه، زعنت لأحمد ظنت أنها ستحصل على زوج رائع يحبها وفوقة كثير من الإموال التي سيعطيها لها مقابل زواجه منها، فما طلبته مقابل عزتها قليل جدًا مقابل ما سيأخذ أحمد، دخلت عبير غرفتها ناظرة لها بشماته، خبئت نظرتها وتحدثت كأنها تواسيها
-هتفضلي قاعده في الأوضه كدا! ما خلاص الي حصل حصل
تلعثمت قائلة:
-عندك حق… أنا هقوم ألبس وأخرج
-على فين؟
قالت بإرتباك: هتمشى شويه….
-طيب هاجي معاكِ
ارتبكت أكثر، فهي ستقابل أحمد حتى تتفق معه على ما يسميانه بالزواج العرفي
-لأ …. أصل أنا عايزه أتمشى لوحدي
ارتاب قلب عبير وشكت أنها ستقابل أحمد وعزمت أن تراقبها حتى تواجههم…..
____________________
كانت يمنى في غرفتها فهذه أسعد أيام حياتها، سترتدي الأبيض بعد يومين وتكون ملكته، فكرت في مفاجئتهم جميعًا بما تنوي، فأخيرًا قررت أن ترتدي حجابها وتغطي زينتها التي زينها الله بها لتبديها له فقط، لا تريد لأي رجل بعد اليوم أن يُفتن بحُسنها، سترتدي ملابس واسعه لا تصف جسدها، حذفت كل صورها التي لا ترتدي بها الحجاب من الفيسبوك والانستجرام والمواقع الأخرى، سترتدي الحجاب رضًا لربها وطاعةً لزوجها وبرًا بوالدها فلا تريد أن يُقال عن أبيها أو زوجها رجل ديوث لا يغار على أهل بيته!
وقفت تنظر لنفسها بالمرآة ولهذا الفستان الرصاصي المطرز بعنايه، بسيط وواسع والحجاب الذي يجعلها فخوره بحالها ومعتزة بدينها، تشعر وكأنها فراشة ستطير الأن لترفرف بين الأزهار.
دخل والدها ليأخذها لكتب الكتاب انبهر لجمالها وضمها قائلًا بدموع: زي القمر يا حببتي… كبرتِ يا يمنى وهتسيبيني… حاسس إن شايف أمك الله يرحمها
ابتسمت يمنى وضمته ثم قالت: هتخليني أعيط يا بابا… والمكياج هيبوظ
مسح دموعها قائلًا: دي دموع الفرحه يا بت
ضمته قائلة: حبيبي يا بابا
أردفت: هي سلمى مجتش!
-لا لسه… أكيد زمانها جايه
______________________
وفي غرفة سلمى تجلس في غرفتها تنظر لفستانها الوردي الذي تضعه على السرير، تفكر هل تذهب لكتب الكتاب أم سيحرجها عبد الله! فلم يتحدث معها لشهور بسبب تلك الصور اللعينه، إلى أن أخذت قرارها وارتدت ثيابها وخرجت تبحث عن سليم الذي يقف عند النافذه يتحدث عبر هاتفه مع شريف الذي يعاتبه على تأخره أغلق الهاتف والتفت ينظر إليها بل يحدق بها بإعجاب لا يستطيع رفع عينيه عنها، نظرت للأرض بحياء تتمنى أن تهرب من نظراته لكن إلى متى الهروب؟
سليم: أحلى واحده في الدنيا كلها
سلمى بإبتسامه: شكرًا
هندم من مظهره قائلًا: إيه رأيك ألبس البدله ولا أروح بالقميص والبنطلون أحسن
أردفت بابتسامه: لا كدا حلو
غمز بعين واحده وقال: يعني عجبتك؟
احمرت وجنتيها وبدأ قلبها يدق فأردف: بتبقي قمر وإنتِ مكسوفه، أصلًا إنتِ قمر في كل حالاتك
أنقذها رنات هاتفها ليظهر اسم يمنى فقالت: يمنى بترن أكيد عشان إتأخرت عليها
سليم: إنتِ الي أخرتينا أنا لابس من بدري
سلمى بابتسامه: طيب يلا بينا
قوس يده لتضع يدها بينها “يأنكجها” وقال: يلا يا زوجتي
____________________
وفي شقة عبد الله يجلس احمد على أحد المقاعد ينتظر ظهور تلك الفاتنه التي سحرته يريد أن يمتع عينيه بالنظر إليها، وما أن دلفت للشقه حتى ابتسم وظل يحدق بها، لم يلاحظ عيون سليم التي احمرت من شدة الغضب عندما رآه يحدق بها، طلب منها أن تدخل ليمنى واقترب من أحمد الذي يلتفت يمينًا ليتابعها بعينه شاردًا في جمالها يضرب سليم على كتفه عدة ضربات: منور يا أحمد
ارتبك أحمد وابتسم ببلاهه: دا نورك يا حبيبي
ارتبك من نظرات سليم الحاده، سرعان ما أنقذه رنات هاتفه باسم فريده فرد عليها واستأذن عبد الله تاركًا المكان ليقابلها….
__________________
سلمى بفرحه: اللهم بارك بجد
ضمت يمنى بفرح وابتسامه، وباركت لها ودعت لها أن يثبت الله قلبها…
يمنى : كدا يا سلمى تتأخري عليا!
سلمى: أنا مكنتش هاجي أصلًا
يمنى: كمان! أنا عارفه ليه… بسبب بابا صح!
أومأت سلمى رأسها بحزن فأردفت يمنى: يبنتي والله بابا عرف الحقيقه
عضت لسانها بسرعه حتى لا تتفوه بالمزيد من الكلمات
سلمى: عرف ازاي مش فاهمه؟
يمنى بترويغ: قصدي يعني لما فكر وقعد مع نفسه كدا عرف إنك لا يمكن تعملي كدا!
جلست يتحدثان سويًا حتى دخل عبد الله ليأخذ ابنته لكتب الكتاب، واعتذر من سلمى على سوء ظنه بها، فسامحته وعادت علاقتهما أقوى من سابقها.
يقف سليم بجوار سلمى يمسك يدها ليقول لكل الوجود هذه خاصتي ولا ينظر أحد بطرف عينه إليها…
____________________
كتبا ورقتين كدليل على الزواج وأعطاها شيك بالمبلغ الذي أرادته، اقترب منها أحمد يضمها يحاول إظهار مشاعر الحب الزائفه
نظر بعينيها قائلًا
أحمد: بحبك أوي
فريده: أنا كمان بحبك أوي
ضمها مرة أخرى وقال: بحبك يا سلمى
دفعته بغضب قائله: سلمى!!!… حتى إنتَ دا أنا قولت إنت الي بتحبني بجد!
ضربت بيدها على سطح الطاولة وصرخت: نفسي أعرف سلمى عملالكم إيه! كل دا عشان هي أحلى مني!
أخرجت الورقه من حقيبتها ومزقتها قائله: مش عايزه الجوازه دي
كان ينظر لها ويسمع لكلامها دون أن ينطق بنبت شفه، بملامح جامده وهدوء غريب كأنه قد خطط لفعل شيء وقضي الأمر…
اقترب منها مرة أخرى ونظر بعينيها بجمود قائلًا: إنتِ متخيله إنك لما تقطعي الورقه خلاص كدا الموضوع خلص!
نظر لها بأعين تشع احمرار من شدة الغضب: دا إنتِ بتحلمي!… احنا فيه بينا حساب قديم ولازم يخلص النهارده!
ليرتفع جرس الباب بدقات متتاليه فتفتح فريده، ظنت أن الحظ لصالحها وستهرب، لتدخل عبير وتغلق الباب خلفها قائلة: هتفضلي واطيه طول عمرك… يا بت دا أنا محذراكِ
حاولت فريده تبرير موقفها لكن لم تعطيها عبير الفرصه وصفعتها، ليأتي أحمد من خلف فريدة ويضع شيئًا على فمها فتغيب عن الوعي، ينظر لعبير قائلًا: اهدي هفهمك كل حاجه… بلاش تهور متحكميش عليا إلا لما تسمعيني…
__________________
انتهى كتب الكتاب ورجعت سلمى إلى الشقه، جلست في غرفتها تفكر بحياتها التي بدأت أن تستقر تحمد الله على نعمه وعلى أن رزقها بسليم ليحميها ويأخذ بيدها إذا تعثرت، فنحن في أمس الحاجة لمن يربت على قلوبنا ويأخذ بيدينا لنقطع طريق الحياة، نظرت في هاتفها فكانت الساعه الثالثة صباحًا، جافاها النوم، تفكر بسليم شاردةً في كل كلمة تخرج منه لها، أصبحت تحبه بل تعشقه ولا تطيق فراقه، خرجت من غرفتها تتسلل على أطراف أصابعها فتحت باب غرفته بحذر وقفت أمام سريره تراقبه وتنظر إليه، لا تعلم أنه يراها ويشعر بوجودها مدعيًا النوم، لمست شعره بحذر حتى لا يستيقظ وهمست: بحبك
سمع كلمته وفتح عينيه، تفاجئت واحمر وجهها مش شدة إحراجها لا تعلم ماذا تقول! فأردفت: أنا… أنا كنت قايمه أشرب عشان كنت جعانه ف…
ابتسم قائلًا: تشربي عشان جعانه!
ارتبكت وعضت شفتيها السفليه بإحراج فقال بخبث: طيب وشربتِ
حدق بملامحها التي تزداد جمالًا بحيائها، ارتبكت وغادرت الغرفه مهرولة، دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها، تبعها ووقف أمام بابها قائلًا: بحبك يا سلمى وضعت يدها على قلبها تهدئه من شدة نبضاته، لم ينتظر ردها بل دخل غرفته يفكر بها وينسج أحلامه معها وهو يحاول النوم….
_________________
في اليوم التالي
كان شريف في الشركه يراقب أحمد من بعيد، خرج أحمد من الشركه يلتفت يمينًا ويسارًا كمن يريد أن يبتعد عن الأعين، وقفت سياره فركب بها، استقل شريف سيارته وسار خلفهم يحاول أن يتوارى عن أعينهم، دخلت السياره في مكان يكاد يكون مهجور يشبه الخرابه وخالي من السكان، ترك شريف سيارته بعيدًا وتبعه يحاول أن يرى من برفقته حتى رأى وجه مدحت فأردف شريف: يا ابن الك***… معنى كدا إن إنت السبب في كل الي بيحصلنا
حاول أن يقترب منهم ليستطيع سماع ما يقولون، وبعد دقيقتين رأى عبد الله يقترب منهم ويصفق بيده ساخرًا
عبد الله: براڤو…. بقا إنت يا أحمد يطلع منك كل دا
أحمد بتوتر: عمي عبد الله… إنت فاهم غلط!… دا أنا كنت….
مدحت ساخرًا: منور الدنيا يا أستاذ عبد الله
حدث شريف حاله بهمس قائلًا: إيه الي بتعمله دا يا عمي عبدالله… هتودي نفسك وا الشمس
بحث شريف عن هاتفه بجيبه فلم يجده، فقد تركه في سيارته عندما ارتجل منها على عجل…
مدحت: إنت بقا جاي عايز ايه؟
عبد الله: جاي أعرف أحمد إني كاشفه…
مدحت: تمام وهو عرف…. عايز حاجه تاني؟
عبد الله: هتفضل طول عمرك وس،،خ يا مدحت، الله يرحمه محمد لو لسه عايش كان زمانك في السجن
ضحك مدحت بسخريه: الله يرحمه
أردف بجديه: ويرحمك إن شاء الله… هيزعلوا عليك أوي
أحمد بسخريه: إنت جاي لوحدك ليه بس يا عبده… إحنا أخطر مما تتخيل… متخيل هتيجي تقول كلمتين وتمشي
حاول عبدالله التملص من بين يديهم لكن لم يستطع، أخذ شريف يسبهم ويلعنهم في سره، لكن لا يستطيع أن يفعل شيء، يخاف أن يرونه فيكون مصيره كمصير حماه عبدالله فقرر أن يراقبهم من بعيد ويتدخل إن اضطر لذالك…
_____________________
كانت خالة فريدة تبحث عنها فلم تأتي للبيت منذ الأمس، حاولت الاتصال بوالدها أكثر من مره لكن لا رد، بحثت عنها كثيرًا وحاولت الإتصال بها فلم تصل إليها، تواصلت مع أختها التي حثتها أن تذهبت إلى مركز الشرطه لتقديم بلاغ بإختفائها وفي المساء وصلت والدتها إلى القاهره تبحث عنها في كل مكان ولا أثر لها
سألت عبير للمرة العاشره أو يزيد: يعني هي مقالتلكيش هتروح فين يا عبير! دا سرها كله معاكِ
تلعثمت عبير وقالت: م…مقالتش يا خالتي…
والدة فريدة: طيب حاولي تفتكري
ارتبكت عبير قائله بعصبيه: معرفش يا خالتي معرفش
_______________
عندما رأى شريف أحمد يغادر المكان راقب عبد الله الذي أخذه أحد الحراس إلى داخل البنايه القديمه، عاد إلى سيارته مسرعًا وحمل هاتفه يطلب سليم الذي يرد عليه بصوت ناعس: ايه يا شريف!
-أيوه إنت نايم في العسل وسايبني… صحي النوم يخويا الدنيا بتولع
قام من سريره قائلًا: فيه ايه يابني؟
حكى له ما حدث وأعطاه العنوان… ثم وضع الهاتف بجيبه وارتجل من سيارته ليقف ويراقب المكان من بعيد لا يعلم ما يحدث بداخله وكيف حال عبد الله! حتى صوب أحد مسدسه على رأس شريف فرفع يده لأعلى مستسلمًا و….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لتضيء عتمة أحلامي)