رواية لا يليق بك إلا العشق الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم سماح نجيب
رواية لا يليق بك إلا العشق الجزء الحادي والثلاثون
رواية لا يليق بك إلا العشق البارت الحادي والثلاثون
رواية لا يليق بك إلا العشق الحلقة الحادية والثلاثون
٣١– “كل إناءٍ بما فيه ينضَحُ ”
أنهى عبارته المجحفة والصادمة ، فرغم ما تجلى بحروفه من تصميم أنه لن يتراجع عن قراره تلك المرة ، إلا أنه ينتظر صراخها وصياحها بالرفض لما قاله ، أرادها أن تخبره أنها لا تقبل ذلك القرار بحق قلبها ، الذى مازال يخفق لأجله
فهل حقاً ما زال يخفق له ؟
أم أنه هو من يتوهم ذلك ، فعشقه وجنونه وهوسه بها ، منذ أن رآها وهى لم يمضى على مجيئها للعالم سوى سويعات ، مازال يكتنفه بين ثنايا قلبه ، فهو من حرمها على الجميع ، وهو من كان يتشاجر مع الآخرين لأجلها ، إذا أقدم شاب على مغازلتها أو مضايقتها
فهى كانت ومازالت عشقه المجنون ، ولم يحد من نيران ذلك العشق شيئاً ، حتى بعد تقدمه بالعمر ،وأنه لم يعد شاباً بمقتبل عمره
– عايز تطلقنى يا عاصم
رفرفت أهدابها لعلها تخفف من شعورها بحرق الدموع لجفونها ، رغبة فى أن تنزلق من مقلتيها ، فإن كانت هى أرادت ذلك من قبل ، إلا أنها لم تتوقع شعورها المؤلم ، وهى تسمعها صريحة منه
أحنى رأسه ناظراً للأرض ، هرباً من النظر لعينيها وهو يدمدم :
– مش ده اللى أنتى عيزاه يا غزل وسبق وطلبتيه ، وكمان أنا مقبلش على كرامتى أن مراتى تكون معايا وهى بتفكر فى حد تانى أو تنطق إسمه ، أنتى مفكرانى إيه
كم تود لو تصرخ الآن وتخبره أنها لم تفعل ذلك إلا من أجل إغاظته ، ورغبتها أن تفر من بين يديه ، قبل أن يستطيع القضاء على مقاومتها ، التى أتضح أنها لم تكن سوى مقاومة هشة منذ البداية
فحاولت التمسك بأخر ذرة من كبرياءها وهى تقول بهدوء :
– ممكن نأجل الموضوع ده شوية يا عاصم ، بلاش تنكد عليا والنهاردة فرح ولاد أخويا ، سيبنى أفرح معاهم قبل ما توجعنى
قطع المسافة بينهما ، والتى لم تتعدى سوى ثلاث خطوات ، فأمسكها من ذراعيها ، وهزها برفق آمراً:
– قوليلى بالظبط أنتى عايزة إيه يا غزل عيزانى ولا مش عيزانى ، حابة قربى منك ولا خلاص كرهتينى ، وفعلا لما قولتى إسم فواز كنت تقصدى ولا عملتى كده علشان تضايقينى ، عايزة تفضلى على ذمتى ولا تسبينى ، عايز منك إجابة واضحة وصريحة ، كفاية لف ودوران هو أنا هيتبقى من عمرى قد اللى فات ، كفاية أن عشت ده كله محروم منك ومن أن يكون عندى أولاد يشيلوا إسمى ، أنا حتى لو خلفت دلوقتى مش ضامن ألحق أربيهم ولا لاء ، فخلاص عايز أعرف أنتى عايزة إيه بالظبط
قال ما لديه دفعة واحدة ، فصدره يعلو ويهبط بوتيرة سريعة ، كمن لاق مشقة كبيرة فى إخراج مكنون قلبه ، لعلمه بأن ربما بعد حديثه هذا ، من الممكن أن يتمكن الكبرياء منها ، ويجدها تخبره بقرارها النهائى من أنها تريد الإنفصال
قالت وعيناها تطفران بالدموع قائلة بحيرة وصوت مثقل بالهموم :
– قلبى عايزك وعقلى رافض ، حابة وجودك ، بس ضميرى مأنبنى ، حاسة بكل حاجة وعكسها ، حتى لما قولت اسم فواز كنت عايزة أهرب منك قبل ما أضعف قدامك زى عوايدى ، خايفة أرجعلك وأمنلك ترجع توجعنى زى ما وجعتنى زمان ، وخايفة العمر يجرى بيا وأعيش محرومة من السعادة اللى ياما حلمت بيها معاك من وإحنا صغيرين ، خايفة أوافق أرجعلك ويبقى كده رضيت أن دم أهلى يبقى رخيص ، لما أعيش مع اللى قتلهم ودمر حياتى كلها
ما تفتأ تذكر ذلك الإتهام البشع بحقه وحق عمه ، فلما لا تصدقه بأنهما لم يكن لهما يد بمقتل عائلتها ، فزفر بقوة قائلاً بقلة حيلة من عدم إقتناعها ببراءته :
– أنا قولتلك يا غزل إحنا ملناش دعوة بقتل عيلتك قسماً بالله العلى العظيم ، أنا وعمى أبرياء من دم عيلتك ، مش عارفة ليه مش عايزة تصدقى ، دا حتى عمى لما شكينا ان اخوكى قتل وجدى ، رفض انه يصدق وقالى مستحيل مراد يعمل كده فى صاحب عمره
–وأنا أخويا مقتلش حد
هتفت بها غزل ، وهى تحاول إسترجاع حديثها مع معتصم ، بشأن أن ربما يد خفية ، هى من فعلت هذا بهم ، وأرادت أن يستمر العداء بين العائلتين
ولكن من يكون هذا العدو ؟
ظلت تسأل بقرارة نفسها ، تحاول أن تعثر على إجابة مناسبة ، ولكن لم يكن لهم أعداء ، فعائلتها حسنة السيرة والسمعة الطيبة ، ولم تثير عداء أحد من قبل ، سوى ذلك الخلاف بينها وبين عائلة النعمانى ، الذى بدأ بمشاجرة بين مراد ووجدى ولا يعلم أحد سببها حتى الآن ، وأن قبل إتمام النسب بين العائلتان ، أقدم عاصم على خيانتها مع إمرأة أخرى
رفعت وجهها ونظرت إليه نظرات حائرة مستطردة:
– طب لما اخويا برئ من دم وجدى ، وأنت بتقول انكم أبرياء من دم أهلى ،مين اللى عمل كده وليه ، وإزاى سمعت الرجالة اللى هجموا على القصر قالوا إسمك وإسم عمك
رد عاصم قائلاً بتفكير هو الآخر:
– مش جايز قالوا كده علشان تفكرى أن إحنا اللى عملنا كده ، زى برضه موضوع الست الاجنبية اللى كانت معايا فى الفندق وأنا مش عارف ولا فاكر اللى حصل وايه اللى ودانا هناك وفى الاساس كنا بنخلص موضوع شغل فى الشركة وقتها
أصبح الموقف أكثر تعقيداً ، فالاثنان يحاولان الخروج من متاهة الافكار ، بشئ يريح عقليهما ، ولكن لم يستخلصا أى نتيجة من كثرة التفكير ، سوى إقتناعهما النسبى بأن ربما ما حدث ماهو إلا فخ نصبه أحد مجهول للعائلتان ، وهما من حصدا ثمار العداء والكراهية
أخذ راحتيها بين كفيه الدافئين وشد عليهما قائلاً بحنان :
– غزل إحنا لازم نعرف مين اللى عمل فينا كده وكان إيه مصلحته ولحد ما نعرفه لازم تصدقينى وتثقى فيا ، لأن لو فضلنا إحنا الاتنين فى خلافاتنا الجانبية ، هنسيب أصل الموضوع ومش هنوصل لنتيجة تريحنا وهنفضل كده باقى عمرنا ، لحد ما باقى العمر يضيع مننا زى السنين اللى ضاعت
– ماشى يا عاصم هحاول أصدقك لما أشوف أخرتها إيه
قالتها غزل بهدوء، ومن ثم أماءت برأسها دلالة على أنها ستمنحه ثقتها ثانية ، لعله يكون محق ، فملأت إبتسامتها الجذابة وجهها ، يرافقها حمرة وجنتيها من شعورها بالخجل ، وهى تراه يرفع يديها يقبل باطنها بلهفة ، فربما كان سيزداد الأمر ويصبح أكثر تهوراً ، لولا رؤيتها لأحد قادم بإتجاههما ، ولم يكن سوى أحد الحراس الخاصين بها ، والذى ربما جاء للبحث عنها ، بعدما تلقى أمراً بذلك من عمران
فبداخل القاعة ..كان الإحتفال على أشده ، من إحياء العديد من المطربين المشهورين الحفل بعدة أغانى أثارت حماس المدعويين ، فلم يتبقى الكثير من الوقت على إنتهاء الحفل ، فالوقت تعدى منتصف الليل بأكثر من ساعة ، وحان وقت عودة المدعويين لمنازلهم ، وبدء العرسان ليلتهم الأولى للزواج ، الذى فضل عمران أن تكون بالقصر، خلافاً لشقيقه معتصم ، الذى أراد قضاء ليلته بالفندق ومنه إلى إحدى الدول الأوروبية لقضاء شهر العسل ، مثلما خطط وأخبر ولاء
فعمران لم يقتصر قرارة على العودة للقصر فقط ، بل أنه لن يذهب لقضاء شهر عسل مثل شقيقه ، وجاء ذلك بإطار حجته الواهية ، بأنه لن يستطيع ترك عمله وغزل ، وأن الزفاف جاء بوقت مبكر ، وهو على مشارف إفتتاح فندق أخر آشتراه حديثاً ، واعداً بأنه بعد إنتهاء أموره على خير ما يرام ، سيذهب بعروسه لقضاء شهر عسل متأخر
ولج معتصم الغرفة ، بعد أن نجح بدفع الباب بقدمه ، نظراً لحمله ولاء بين ذراعيه ، التى عملت على إخفاء وجهها بكتفه بإستحياء ، ولا تعى بعد كيف أنها أصبحت عروس ، بل هى على وشك بدأ حياتها الزوجية ، وهى من كانت أعلنت رفضها بوقت سابق ، من كونها أنها لا تريد الزواج أو الوقوع في الحب
– نورتى يا كيلوباترا
هتف بها معتصم باسماً ، وهو يقوم بإنزالها أرضاً بحرص وعناية
فردت هى بصوت منخفض :
– دا نورك أنت يا حبيبى
كأن أحبالها الصوتية ، أوشكت على أن تنقطع من شدة شعورها بالخجل ، الذى لم يخلو من الخوف أيضاً ، ولكن هو لم يكن ذلك الهمجى ، الذى سيحاول بث الرعب والخوف بها ، خاصة بليلة كتلك ، بل دعاها للدخول لغرفة الثياب من أجل تجهيز نفسها لأداء صلاتهما سوياً
فأسرعت بتنفيذ مطلبه ، تحاول منح نفسها الوقت الكافى ، لإستجماع شتات عقلها ، الذى تركض أفكاره هنا وهناك ، فبعد أن رآت أنها على إستعداد للخروج ، أخذت أنفها تلتهم الهواء بشراهة ، تحاول تنظيم أنفاسها
فخرجت من الغرفة الملحقة ، وبدأ صلاتهما بتأنى ، وبعد أن فرغا منها ، جلس مقابلاً لها يحاول أن يتحدث معها بهدوء وروية حتى يجعلها تأمن جانبه ، وأن لا تخشاه فهو لن يجرؤ على إيذاءها أو أن يتسبب لها بإيذاء نفسى أو بدنى ، فبعد أن شعرت بالراحة من حديثه ، بدأت أولى ليالى العشق خاصتهما ، فالأمر بينهما متزناً ومنسجماً ، قائماً على الأخذ والعطاء ، حتى مرت ليلتهما بسلام ، وأدركهما النعاس بعد أوقات حالمة موثقة بالعشق الحلال
_________________
مازالت هنا جالسة على طرف ذاك الفراش ، منذ ما يقرب من العشر دقائق ، فهى حتى لم تكلف نفسها عناء خلع ثوب الزفاف عنها ، كأنها تنتظر مجئ من يسمى زوجها ، لأجل إعادتها لمنزل جدها ثانية ، فهى لا تعلم أين أختفى منذ مجيئهما للقصر ؟
فبعد أن صعدا الدرج سوياً ، وفتح لها باب تلك الغرفة الفارهة والفسيحة ، والتى يبدو عليها أنها ستكون غرفتهما الخاصة ، نظراً لما تحمله من طابع الرفاهية الممزوج بلمسة رجولية خشنة ، تمثلت بطلاء أحد الجدران باللون الأسود ، والستائر المخملية أيضاً كانت بلون أسود يلتمع فى ضوء المصابيح الكهربائية ، رآته يخرج من الغرفة تاركاً الباب موارباً بدون إغلاق
– هو راح فين ده كمان
قالتها ميس وهى تنهض من مكانها ، فهى ترى أن جلستها طالت بغير فائدة ، فوقفت أمام طاولة الزينة، وخلعت الوشاح الأبيض المثبت على شعرها الأشقر ، ومدت يدها للخلف من أجل فتح سحاب ثوبها ، ولكن قبل أن تنجح فى سحبه ، أحست بدفء أصابع لمست بشرتها ، فأنتفضت فجأة وأستدارت برأسها ، فرأت عمران يعمل على فك سحاب ثوبها
فأنتفضت فجأة مبتعدة عن مرمى يديه صارخة بنزق:
– أنت بتعمل ايه أنت وإزاى تلمسى أنت أتجننت
رفع عمران حاجبيه قائلاً بسخرية:
– أتجننت ليه أنتى مراتى ، يعنى لا عيب ولا حرام يا دكتورة ميس
حملت ثوبها من جانبيه ، لتفسح لنفسها المجال بالحركة ، بدون ان تتعرقل بطرفه الطويل ، فلم لم تستبدله بثوب أكثر راحة ، يمكنها من أن تتحرك بحرية ، عوضاً عن شعورها بأنها متعثرة الحركة هكذا
فأجابته بحدة :
– أنا لا كنت عايزة أتجوزك ولا حابة أن أكون مراتك ، فالأحسن تخلينا كده كل واحد فى حاله
غمغم عمران بتسلية :
– أمم كل واحد فى حاله ! أنتى عايزة كده يعنى ، ليه هو مينفعش يبقى حالنا واحد أنا وأنتى ، دا أنا حتى مش هتلاقى واحد زيى يا دكتورة ميس ، بذمتك أنا ولا الدكتور الملزق ده اللى إسمه نادر
– منك لله أنت وهو ، أنا كان إيه اللى وقعنى فيكم
قالتها ميس بغيظ ، وعيناها على وشك البكاء ، فهى ترى أن مصيرها وحياتها سيؤول من السيئ للأسوء
لم يكن لديه الصبر الكافى على تحمل تلك الترهات ، أو أن يستمع لهراءها طوال الليل ، فتلك الليلة بشكل أو بأخر لابد أن تنتهى وميس زوجته بالفعل ، سواء تم ذلك برضاها ، أو أن يأخذها عنوة
رده على قولها ، لم يكن سوى محاصرته له بأحد زوايا الغرفة ، يعانقها بشراهة وشراسة ، تحاول هى التخلص من ثُقله الملقى عليها ، فكلما حاولت الفرار ، يجعلها تفشل بفعل ذلك
– أنتى بتاعتى أنا وبس يا ماسة
زمجر بها عمران ، عندما سنحت الفرصة بفصل عناقه المؤذى لها
فضرباتها المتلاحقة على صدره ، لم تفى بالغرض المطلوب ،إذ هى بحاجة لقوة مضاعفة ، لتستطيع إزاحته عنها وهو يكبل حركتها ، ولكن عندما وجدت بارقة أمل تمثلت برؤيتها لسكين خاص بالفاكهة موضوع بمكان قريب منها ، لم تتردد بأخذه
فصرخت بوجهه بتهديد :
– لو مبعدتش عنى هقتلك فاهم هقتللك
أبتعد عنها خطوة واحدة وقال محاولاً إثارة غيظها :
– لو شاطرة أعمليها يا ميس
لم تدعه يقولها ثانية ، إذا وضعت السكين بمنتصف عظمة نحره ، دون محاولة منها بأن يعميها غضبها وتجد نفسها تنحر عنقه ، ولكن لم تجد مفر من تهديده ، لعل الأمر يجدى معه نفعاً ، فحاولت مرة ثانية أن تجعله يرهب جانبها ، حتى لا يقدم على عناقها أو أن يجبرها أن تكون له زوجة بالإكراه
لمس نصل السكين الحاد والبارد جلد عنقه ، دون محاولة منها لإيذاءه ، فلم يرف له جفن ، بل ظل يرمقها بهدوء وبرود ، كاد يفقدها أعصابها ، ولكن ربما خانتها يدها بسبب إرتجافها ، فأد ذلك لإصابته بجرح لم يكن غائراً، ولكنه كافياً لأن يطفر منه الدم
فقطرات الدماء التى بدأت بالتساقط على قميصه الأبيض صابغة إياه بذلك اللون الأحمر ، جعلت مقلتيها تكاد تسقط من محجريهما ، من قوة ثباته وعدم رهبته وهو يرى دماءه النازفة
ولكن أبت أن تظهر خوفها ، فسمعته يقول بصوت كالصقيع :
– يلا كملى مستنية إيه ولا خايفة منى
بسماع جملته زاد حنقها ، فما كان منها سوى أن هدرت به بصوت أشد برودة من صوته :
– أنا عيزاك تعرف حاجة مش أنا اللى بتهدد يا أبن الزناتى ، وأعتبر ده تمهيد للى ممكن أعمله فيك وبدل ما يبقى جرح بسيط زى ده هتبقى المرة الجاية بقطع رقبتك لو فكرت تعمل اللى عملته ده تانى ، وعادى جدا أن أنسى أنك جوزى واخلص عليك
لم تكن أنثى أخرى تلائم مزاجه غيرها ، هرة شرسة مزجت العناد بسذاجتها وقوتها الواهية ، يعلم أن صوتها المرتجف يظهر ما تحاول أن تضمره بداخلها ، فلا بأس بأن يتركها تظن أنها هى الظافرة ببداية تلك الحرب بينهما ، والتى بإمكانه إخماد نيرانها بدون جُهد يذكر
فهو يحب المراوغة كثعلب ماكر ، بإمكانه إستدراج فريسته ، لأن تخطو بقدميها فى الفخ ، وتظن أنها ناجية ، فهى لن تنجو من نيرانه ، فما أراده حصل عليه ، وصارت هى بين يديه ، فلا مانع لديه من أن يذيقها العشق ممزوج بنيران الانتقام ، يجب عليه فقط أن يظهر لها حسن نواياه ، حتى يحقق مراده من أن يجعلها تأمن العيش معه ويتعلق قلبها بأحبال الهوى ، حتى إذا وصلت للنهاية سيقطع هو تلك الحبال بيديه ، ويجعلها تسقط بهاوية الانكسار والخذلان ، فعندها فقط سيكون حقق إنتصاره كاملاً ، فالانتقام بسفك الدماء ، لن يكون أكثر لذة من الانتقام بكسر القلوب
_____________
يسير بصحبة شقيقه بذلك الممر الطويل ، المحفوف بالورود على جانبيه ، فهو الآن بصدد مقابلة ذاك الرجل ، الذى طالما سمع عن صيته بعالم الاجرام من نصر ، فجالت خضراوتيه بالمكان الواسع والفسيح ، تأمل الحديقة المزينة بمختلف الأشجار كأنها جنة ، ولكن أكثر ما أثار إنتباهه ، تلك الفتاة التى تركض بإتجاههما ولكنها تدير رأسها للخلف ، تشير بيدها لكلبها أن يتبعها ويركض خلفها
نبح الكلب بصوته ، فخرج ضعيفاً ، نظراً لصغر حجمه ، كأنه ينبهها أنها على وشك الإصطدام بأحدهم ، فقبل أن تصل إليهما ، كانت بيرى تدير رأسها ، لترى من جاء وجعل كلبها الأليف ينبح هكذا
كبحت قدميها عن الركض ، فوقفت تلتقط أنفاسها ، وهى واضعة يدها على صدرها ، فضمت حاجبيها قائلة فى دهشةٍ:
– مين اللى معاك ده يا نصر
رد نصر باسماً:
– ده الدكتور نادر أخويا يا بيرى
– أه أهلا عن أذنكم
قالتها بيرى وتجاوزتهما لتكمل لهوها وركضها ، فتبعها الكلب
بينما نادر حك فروة رأسه قائلاً بفضول :
– مين البنت دى
قبض نصر على ذراع نادر ليجره معه ، محذراً إياه من أن يطيل النظر إليها :
– دى بيرى بنت أدريانو بس حسك عينك تبصلها ولا تحاول تعمل معاها عمايلك يا نادر ، لأن دى اللى ممكن تجيب أخرتك وأبوها ممكن بطلقة واحدة بس يخرجك من الدنيا من غير سابق إنذار
رغم تحذير نصر له ، إلا أنه إستدار برأسه ليرى أين وصلت بعد ركضها من أمامهما ؟ فأطلق صفيراً عالياً وهو يمر ببهو المنزل
فالتمعت عيناه ببريق الانبهار وهو يقول بصيحة إعجاب :
– إيه البيت ده يا نصر فى جمال كده أحنا فى الجنة ولا إيه
– لاء يا حبيبى أنت على الأرض بس لو حابب تروح الجنة ، فهبعتك هناك فى لمح البصر
صدحت تلك العبارة من فم أدريانو وهو يقترب منهما ، يحمل بيده كأس نبيذه المفضل ، شعره مشعث وهندامه غير مرتب ، كأنه أستيقظ لتوه من النوم
فلم يكتفى بذلك ، بل أنه ظل يربت على بطنه المسطحة فجزعه العلوى عارى نسبياً إلا من رداء بيتى يصل لركبتيه ولم يحكم شد رباطه على خصره ، بل تركه مفتوحاً ، ويسير حافياً ويرتدى سروال بيتى فضفاض
انكمشت ملامح وجه نادر من رؤية أدريانو، فتلك الصورة التى يراه بها ، لم تكن ضمن ما رسمه بخياله عنه ، من كونه أنه سيقابل رجلاً بكامل أناقته ورجاله يحاوطونه بأسلحتهم ، مثلما رآى رجال المافيا بالتلفاز ، وليس أنه سيرى رجلاً اثناء إستيقاظه من قيلولته
مال نادر برأسه قريباً من أذن شقيقه هامساً :
– نصر أنت متأكد أن ده أدريانو مش واحد شغال هنا
دوى صوت طلقة نارية ، خرجت من سلاح أدريانو ، حطمت زجاج تلك الصورة المعلقة على الجدار خلفهما ، بعدما جذبه من خلف ظهره ، فكانت رداً على تلك الكلمات التى همس بها نادر ووصلت لأذنيه
أتسعت حدقتى نادر ، بعدما رآى جنون أدريانو ، ولمس إهتياجه لما سمعه منه ، فحاول أن يقدم إعتذاره على ما تفوه به :
– أنا أسف مكنتش أقصد بس أصل أنا مشوفتكش قبل كده
أرتشف أدريانو من كأسه قائلاً ببرود :
– أحسن ليك أنك تحاسب على كلامك خصوصاً معايا مفهوم
حرك نادر رأسه وهو يقول بطاعة :
– حاضر حاضر
سبقهما أدريانو فى الوصول إلى غرفة الصالون ، فلم يدعوهما للجلوس ، بل سحب سيجار من علبة السجائر الخشبية وأشعلها بنفاذ صبر :
– قول اللى عندك ويلا أنجز علشان قدامك بس عشر دقايق ، طولت ثانية كمان بعد العشر دقايق ، هرميك أنت واخوك برا فأنجز
وكزه نصر على أن يبدأ بقول ما لديه سريعاً ، فهو خير من يعلم طباع أدريانو المختلة
فتقدم منه نادر خطوة وهو يعرض تفاصيل خطته ، التى تضمنت على أن تبدأ تلك الفتاة التى قابلها بمنزل شقيقه بالتقرب من راسل ، ثم إدعاءها بمحاولته الإعتداء عليها ، وتتسبب له بفضيحة أخلاقية
فأسهب نادر فى شرح خطته ، حتى وجد أدريانو ، يرفع سبابته يشير له بالصمت ، فيكفى ما سمعه منه
– خلاص عرفت أنت ناوى تعمل ايه تمام يلا أمشى بقى علشان دماغى بدأت تصدع من رغيك
هتف أدريانو بعبارته وهو ينهض عن مقعده ، فجذب نصر ذراع شقيقه ، ضاغطاً بأصابعه على ذراعه ، كدلالة على ضرورة الذهاب من هنا حالاً
فأطاع نادر شقيقه وخرج معه من المنزل ، فقابل بيرى مرة أخرى ، التى لم تظهر ترحيباً برؤياه كأبيها ، فهى كأنها نسخة أخرى عن والدها ، والفارق الوحيد بينهما أنه رجل وهى فتاة
فتاة لو أراد العبث معها ، سيلقى حتفه لا محالة ، ولكن لما صار يهوى اللعب بالنار ، فهو لم يحيا حياة طبيعية ، سوى تلك المدة القصيرة ، التى تعرف بها على حياء ، فكانت هى أنقى من قابله بعالمه المدنس بخطط شيطانية ، وهويته المتوارية أسفل قناع التظاهر بالطيبة وحسن الخُلق ، فلو كان لكل شخص حرية إختيار التعلق بوقت معين ولحظة من إختياره ، لفضل أن يظل عالقاً بتلك اللحظة التى قابلها بها وكانت ستصير له زوجة
_______________
للمرة الثانية وخلال هذا الأسبوع ، تأخذ سجود من أجل أن يراها جدها بأحد المتنزهات العامة ، فهى كلما تتخيل رد فعل راسل على ما تفعله ، يسرى الخوف بقلبها ، ولكن لم تستطع أن تتصرف بجمود وجحود بحق والده ، بعد أن رآت تعلقه بالصغيرة ، ولهفته لرؤياها ، فبعد حفل الزفاف مباشرة جاءها إتصال من رياض ، ولكنها لم تخبر زوجها بشأنه
تذكرت مطلبه منها ، بأن تجعل راسل يرأف بحاله قليلاً ، ويجعله يتقرب من سجود ، خاصة بعدما رآها كيف تستطيع هى تهدئة ثورته ، وأن تجعله يستمع لمطالبها ؟
وصلت بسيارتها لذاك المتنزه ، الذى قابلته به بالمرة السابقة ، وجدته جالساً محاطاً برجاله ، فهى أخبرته بعدم إستطاعتها جلب الصغيرة لقصره ، أو أن يأتى هو لرؤيتها فى منزل أبيها
– السلام عليكم
ألقت حياء عليه التحية بتهذيب وهى ممسكة بيد الصغيرة ، التى سرعان ما تركت يدها ، وأرتمت بين ذراعى جدها ، بعدما رآت عدة ألعاب ودمى أشتراها من أجلها
رد رياض قائلاً بإبتسامة وهو يقبل سجود على وجنتها :
– وعليكم السلام تعالى أقعدى يا حياء
جلست حياء على مقربة منهما ، تاركة مسافة بينهما ، لينعم رياض برؤية سجود كيفما يشاء ، قبل أن تأخذها للعودة للمنزل وقبل أن يعود راسل من مشفاه
داعب رياض الصغيرة الجالسة على ساقه ، فحول بصره عنها ونظر لحياء ، التى يبدو عليها الشرود
– أنتى خايفة منه
قال رياض فجأة ، فأسترعى أنتباهها بعبارته ، فنظرت إليه متسائلة :
– قصدك على مين ؟ راسل ؟
حرك رياض رأسه بالإيجاب ، فزفرت هى بقلة حيلة وتنهدت بحيرة :
– مش عارفة ! هل أنا خايفة من زعله ، ولا خايفة من ردة فعله ، ولا خايفة يحصل بينا مشكلة ، مش قادرة أحدد خوفى من إيه بالظبط ، بس اللى متأكدة منه أن هحتاج معجزة علشان أفلت من عصبيته وربنا يستر
محاولتها أن تضفى على قولها طابع المرح ، لم تأتى بالنتيجة التى رغبتها ، فهى رأت تلك التجاعيد حول فمه وعينيه تزداد وضوحاً وهو زامماً شفتيه ربما بضيق وربما بتفكير فى طباع ولده المتشددة ، والتى تحكمها عصبيته
– يبقى لازم تاخدى سجود وتروحى قبل ما يعرف
فعصاه التى وضعها بعناية حتى تكون بمتناول يده حين يريدها ، أنزلقت مصدرة صوتاً بإرتطامها بالأرض ، وهو يحاول إلتقاطها
فأسرعت حياء برفعها عن الأرض تناوله إياها ، فشعور قوى بالشفقة إجتاحها ، على رؤيتها تلك اللمحة العابرة من ضعفه كرجل أصابه المشيب ونال منه الكبر ، فإن كانت شعرت تجاهه بكراهية بوقت من الأوقات ، عندما قام عاصم بإختطافها وضربها ، وظنها أنه كان يعلم بهذا الأمر ، فكل هذا تبخر الآن ولم يعد له وجود ، فتلك هى حالتها دائماً ، سرعان ما تنسى الإساءة ولا يتبقى لديها سوى شعور التسامح
– لسه بدرى على ميعاد رجوع راسل وممكن يتأخر لو عنده حالات طارئة فإحنا قاعدين مع حضرتك شوية
هتفت حياء بعبارتها وهى تهم بترك مكانها ، فأكملت حديثها بعد أن إستقامت بوقفتها :
– أنا هروح أجيب حاجة نشربها وخليكم براحكتم
أحتج رياض على ذهابها وهو يشير لأحد حراسه :
– خليكى أنتى وأى حد فيهم يروح يشترى اللى أنتوا عايزينه
تبسمت حياء وقالت بشئ من الإستحياء :
– لاء هروح أنا علشان عايزة أروح الحمام
أماء رياض برأسه ، بينما قالت سجود :
– مامى هاتيلى فشار ، وعايزة مصاصة فراولة
قالت حياء وهى تبتسم لها :
– حاضر يا قلب مامى
ذهبت هى بطريقها ، فالمقهى على بعد عدة أمتار ، والمرحاض ليس بعيداً
بعد أن أوصت حياء بالمشروبات المرطبة التى تريدها ، ذهبت للمرحاض ، وولجت للداخل ، وبعد إنتهاءها وأثناء غسل يديها
رآت إثنان من الرجال يدلفان للمرحاض ويغلقان الباب خلفهما
جفت دماءها من الخوف، وهى ترى نفسها بمفردها معهما، فلا أحد غيرهم بالمكان ، فحاولت الصراخ :
– أنتوا مين وبتعملوا إيه هنا ، ألحقووو….
قبل أن تكمل نداء الإستغاثة ، كان واحداً منهما مكمماً فمها بيده ، مكبلاً حركتها بجسده الضخم، هامساً بأذنها بصوت أجش :
– هششششش أسكتى خالص مفهوم
تخبطت حياء بين ذراعيه ، فزاد الأمر سوءاً ، بعصب الأخر عيناها ، شعرت بالتعب من فرط حركتها للتخلص منهما ، أحست بسحب حجابها ، فأهتاجت أكثر وحاولت الفرار دون فائدة
فهى لم تشعر بقرب رجل منها هكذا سوى زوجها ، فزاد إشمئزازها من ذلك الوضع ،فظلت تقاتل حتى خارت قواها بالكامل ، فأرتخى جسدها فجأة ، بعدما حقنها أحدهما بإبرة محقن ، جعلتها تسقط مغشياً عليها ، ولم تعد تشعر بما يجرى حولها
فيبدو أن إبرة التخدير ، لم تكن ذو مفعول طويل الأجل ، إذ بعد مرور عشرون دقيقة ، كان قد ساور رياض القلق لتأخر زوجة ولده ، فأمر رجاله بالذهاب للبحث عنها ، فبعد بحثهم بالمقهى ، ذهبوا للبحث عنها بالمرحاض الخاص بالنساء
فبعد أن عثرت سيدة على حياء الملقاة بأرضية المرحاض ، أسرعت بمساعدتها لتجعلها تفيق من حالة الإغماء ، التى ألمت بها
– أنت سمعانى يا بنتى ردى عليا إيه اللى حصلك
وصلت تلك العبارة لأذن حياء ، فحاولت رفع جفونها بصعوبة ، وخرج صوتها ضعيفاً ، فلم تستطع السيدة فهم ما تهمهم به
فجذبتها من ذراعيها برفق ، وشعرت حياء بإرتخاء ساقيها وتلك السيدة تساعدها على الوقوف ، فبعد جهد مالت على حوض الإغتسال ، وظلت تلك السيدة ترشق وجهها بالماء لجعلها تستفيق من تلك الحالة
فسمعا صوت طرق على باب المرحاض ، وأحد رجال رياض ينادى حياء :
– حياء هانم حياء هانم أنتى كويسة
نظرت حياء للمرآة الكبيرة المثبتة على الجدار ، فلم تجد حجابها ، بل وجدته ملقى على الأرض خلفها ، فأستأذنت المرأة أن تأتى لها به
حاولت حياء غمر وجهها بالماء ، لتتذكر ما حدث لها ، ولكن لم تسعفها ذاكرتها بتذكر شئ بعد شعورها بوخز إبرة المحقن بأعلى ذراعها
فبعد إرتداءها حجابها ، وأستعادت توازنها ، خرجت تترنح قليلاً بمشيتها وتلك السيدة تعمل على مساعدتها ، فنظرت لها بإمتنان على تقديمها يد العون والمساعدة لها
فأقبل أحد الرجال إليها متسائلاً بقلق :
– حياء هانم مالك فى إيه ، رياض باشا قلق عليكى لما أتأخرتى
دمدمت حياء بصوت منخفض :
– مش عارفة إيه اللى حصل جوا ، لو سمحتى ساعدينى أوصل لهناك
أماءت المرأة لها بالموافقة ، فأستندت إليها حياء ، حتى وصلت لمجلس رياض ، الذى هب واقفاً مستنداً على عصاه وهو يرى حياء تقترب منه ، كأنها مصابة بالإعياء
فقال بقلق وتساؤل :
– مالك حصل إيه يا حياء
جلست حياء على الأريكة الخشبية ، وأنصرفت المرأة بعد شكر حياء لها ، فعاد رياض للجلوس بجانبها ، فرآها تحنى رأسها واضعة وجهها بين كفيها وهى تجهش بالبكاء
بلغ القلق منه مبلغه ، فوجدها قائلة بنهنهة :
– أنا مش عارفة حصل إيه ، أنا لقيت أتنين دخلوا الحمام وغموا عينيا وأدونى حقنة مخدر ومفوقتش إلا لما الست اللى مشيت دى كانت بتفوقنى ومش فاكرة أى حاجة ولا أعرف مين دول ولا كانوا عايزين منى إيه
طار صواب رياض بعدما سمع ما قالته حياء ، فأمر رجاله بالبحث عن من فعل بها ذلك ، وإن كان بالمكان كاميرات مراقبة أمرهم بأن يفضوا تسجيلاتها ، ليعلم من هما هذان الرجلان
– ملقيناش أى حاجة غريبة فى التسجيلات يا باشا
لم يسفر البحث عن شئ ، سوى أن تسجيل الكاميرا القريبة من المرحاض ، لم يرصد سوى لحظة دخول حياء للداخل ، يتبعه دخول تلك المرأة التى قدمت لها يد المساعدة ، ولم ترصد الكاميرا أى شئ مريب من دخول رجال للمرحاض الخاص بالنساء ، فتعجبت حياء مما يحدث ، فهى لم تتوهم أو تتخيل ما صار لها بداخل المرحاض
فكيف حدث كل هذا ؟
رآى رياض بأن تعود للمنزل هى والصغيرة ، على أن يعمل هو على معرفة ما حدث لها هنا ، فتقدم أحد رجاله منه ، بعد أن أشار إليه بالاقتراب ، فطلب منه إيصال حياء والصغيرة للمنزل ، وأن يقود هو السيارة ، فأمتنت له فهى لم تسيطر بعد على إرتجاف جسدها ، وتشنج أطرافها كلما تتذكر ما حدث لها ، ولا تعلم لما صار معها كل هذا وخاصة اليوم ؟
______________
تسير بالرواق الطويل بالمشفى بغنج ودلال ، فتعلقت أنظار الجميع بها ، خاصة وهى ترتدى تلك التنورة الجلدية السوداء القصيرة ، والتى وصلت لمنتصف فخذيها ، ترتدى جوارب سوداء شفافة ، وبلوزتها بالكاد وصلت لخصرها النحيل ، تلوى ثغرها بإبتسامة وهى ترى نظرات الرجال لها ، وإمتعاض النساء من رؤية ثيابها السافرة والشبه عارية ، والتى لا يحق لها إرتداءها بمكان كهذا
ولكن أعتادوا على رؤيتها هكذا ، فتلك هى المرة الرابعة ، التى تأتى بها للمشفى خلال أسبوع واحد فقط ، يتأكلهم الفضول لمعرفة أسباب مجيئها المتكرر لهنا
فأقتربت إحدى الممرضات من رفيقتها ، وعيناه ترصد تلك الفتاة قبل دلوفها لغرفة مكتب راسل ، فوكزتها بخفة :
– شوفى شوفى هى مين دى كمان ، اللى تقريبا بقت تيجى هنا يوم اه ويوم لاء ، هو كل شوية يطلعلنا واحدة تروح وتيجى على مكتب دكتور راسل
مطت الأخرى شفتها السفلى وسرعان ما قالت بسخرية :
– الله أكبر عليه ، الستات بتترمى عليه زى الدبان على العسل ، بس يا ترى مراته عارفة باللى بيحصل ده
وضعت الممرضة الأخرى يدها بخصرها وهى تقول بإشمئزاز :
– بس الصراحة اللى دخلت دى واحدة كده مش مريحة بتيجى المستشفى كأنها راحة البحر ، ناقص بس تجيلنا بالمايوه
وضعت رفيقتها التقارير من يدها ، وهى تقول بعدم إكتراث :
– ملناش دعوة دعى الخلق للخالق وخلينا نشوف شغلنا هو حر فى حياته هو إحنا اللى هنحاسبه يلا يلا على شغلك
أنفض إجتماعهما ، وذهبت كل منهما بطريقها ، فلم تكونان هما فقط من لاحظا ما يحدث بالمشفى بتلك الأونة ، ولكن لا أحد يجرؤ على الكلام
فبداخل غرفة مكتب راسل ، وبعد أن سمح لها بالدخول ، جلست على أحد المقاعد الموجودة أمام المكتب ، فحاول الابتسام قدر ما يقتضيه الذوق ، على الرغم من شعوره بالضيق ، بأنها ستساهم فى تأخير عودته لمنزله
فبإبتسامة لم تتجاوز شفتيه ، كان مرحبا بمجيئها :
– أهلا يا أنسة ليالى
– قولى يا لى لى
قالتها بغنج وميوعة ، أغارت بصدره الضيق
فهتف بها بحدة خفيفة:
– خير يا أنسة إحنا مش خلاص أتفقنا بخصوص أن وافقت على أن أحط إسم دار رعاية الأطفال اللى قولتى عليها فى جدول المستشفى الخيرى ، خير إيه المطلوب تانى
ردت قائلة ببحة صوت ناعمة :
– أصل عايزة أتأكد أن الأطفال فى الملجأ ده هيتعالجوا كويس ، أصل الصراحة الملجأ ده عزيز عليا أصل أتربيت فيه
صمتت لبرهة ، فعادت تكمل حديثها بتأثر مصطنع :
– لولا أن أنا لقيت أسرة غنية وأتبنتنى كان زمانى دلوقتى ضايعة ومعرفش مصيرى كان هيكون إيه
بحديثها تذكر حال زوجته حياء ، فهى الأخرى مرت بتلك الظروف ، ولكن شتان بينها وبين معشوقته ، فيكفى أن حياء ترعرعت بكنف والدين صالحين ، خلافاً لتلك التى تجلس أمامه ، تظهر مفاتنها لكل من أراد نهش جسدها بنظرات جائعة
فأراد إنهاء تلك الجلسة ، ليتسنى له العودة للمنزل، فهتف بها بمهنية :
– حضرتك أطمنى خالص وأنا من أول مرة قولتيلى على الموضوع وأنا روحت دار الرعاية وشوفت الأطفال واتفقت مع المسئول أن هيتعمل كشف دورى عليهم ، فأظن كده الموضوع منتهى ، ومفيش داعى كل شوية تتعبى نفسك و تيجى المستشفى
تركت مقعدها وإستدارت حول المكتب ووقفت أمامه ، فأنحنت إليه وهى عاقدة حاجبيها ، كأنها تشعر بالسوء لصرفه لها هكذا
– هو حضرتك يا دكتور راسل مضايق أن أنا بجيلك هنا
تبعت قولها بوضع يديها على كتفيه ، بل زادت جرأتها وبدأت بحل أزرار قميصه الأولى ، فنفض يدها عنه بحدة ودفعها عنه ، وأستقام بوقفته ، فقبل أن يعرب عن غضبه من فعلتها ، كانت بدأت بتوزيع أثار شفتيها قريباً من فمه وعلى عنقه ، محاولاً هو دفعها عنه ، فما الذى دهاها فجأة ، فهى ذكرته بما فعلته صوفيا بالمرة الأولى التى قابلها بها ، ولكن تلك الفتاة كانت أكثر جرأة وقذارة عنها
فما كاد يبعدها عنه ونجاحه بإحلال ذراعيها المحكمين حول عنقه ، حتى رفع يده يصفعها على وجهها
فصاح فى وجهها بوحشية :
– أنتى مجنونة بتعملى إيه أنتى
تبسمت له وشرعت يداها تعيث فساداً بخصيلاتها حتى صارت مشعثة ، وجذبت أكمام بلوزتها بقوة فمزقتها ، وبدأت تصرخ بصوت عالى وهى تقترب من باب غرفة المكتب
كمن أصابه حالة مفاجئة من البلادة لما يراه من أفعالها ، فأستمع لصوتها وهى تقول بصراخ وإستغاثة :
– إلحقووووووونى دكتور راسل عايز يعتدى عليا ألحقووونى
تجمع الأطباء والممرضين حولها ، ليروا آثار الاعتداء التى أفتعلتها هى من أجل تجريم راسل ، فصمت الجميع ولكن أعينهم تحوى الكثير والكثير من الكلمات ، كأنهم يخشون قولها
فتارة ينظرون للفتاة الباكية ، والتى تعمل على ستر نفسها بيديها ، وينظرون لراسل ووجهه الملطخ بحمرة الشفاه تارة أخرى
فلا بد أن ما يحدث مزحة ، أو حلم ولكن لا فهذا ليس حلماً ، بل هو كابوس مرعب ، ككوابيسه السابقة
لا يعلم كيف صار قابضاً على شعرها هكذا ، يكاد يقتلعه وهو يصرخ بها ويصفعها بهمجية ، لأول مرة يرونها به العاملين لديه
فلم يجرؤ أحد على الإقتراب منه وهو يعمل على صفعها بجنون :
– إيه اللى بتعمليه وبتقوليه ده ها مين اللى زقك عليا يا بت أنتى ، هو أنتى مفكرانى هسكتلك ولا هبقى مؤدب وهخاف وأنتى بتتبلى عليا ، لاء دا أنتى متعرفيش عايزة تلعبى مع مين ، دا أنا أصيع منك
ملأ صراخها أرجاء المشفى ، فما لبثت أن قالت بوعيد :
– والله لأفضحك فى كل مكان وهخليهم يعرفوك على حقيقتك ، بقى علشان أنا رفضتك ورفضت أن يكون فى بينا علاقة ، تقوم تحاول تعتدى عليا وكمان عايز تطلع نفسك برئ وتجيب اللوم عليا
سادت حالة من الهرج والمرج بالمشفى ، يقف الجميع مشدوهين بما يرونه يحدث أمامهم ، ولكن هناك شخص يقف بمكان ليس ببعيد ، رافعاً هاتفه لتسجيل تلك الواقعة بالصوت والصورة
فتدخل إثنان من الأطباء لإنهاء تلك المهزلة ، التى سيتحدث عنها الجميع لوقت طويل ، بل سيطلقون كافة الافتراضات والتكنهات حول ما حدث ، فبعد أن نجح الطبيبان فى كبح جماح راسل ، وتقييد ذراعيه وإبعاده عنها ، فرت هى راكضة من المشفى ، فحاول فك ذلك الحصار حوله ليلحق بها ، فرفضا تركه حتى يهدأ ، فيكفى ما فعله بها
ظلت عيناه تتبع ذلك الرواق الذى فرت هاربة منه ، وصدره يعلو ويهبط بغضب ، يلهث كأنه كان بإحدى مبارايات المصارعة ، فرفع كفه يمسح أثار شفاهها من على وجهه بظاهر يده ، ولم ينتبه لقميصه المفتوح ، إلا بعد رؤية الواقفين يحدقون به ، فعاد لمكتبه وصفع الباب خلفه ، بينما ظل الجميع يتهامسون حول ما حدث أمام أعينهم ، فأنقسم الحضور لشقين ، أحدهما لم يصدق أن راسل أقدم على الإساءة لتلك الفتاة ، والآخر عزز تصديقه لما حدث بأنهم رآوا عدة فتيات حامت الشبهات حوله بخصوصهن ، ولم ينسوا ذكر تلك الشائعة بأنه قتل زوجته الأولى
فبعد خمس دقائق تقريباً ، فتح راسل باب غرفة مكتبه وخرج وهو يتأهب للعودة لمنزله ، فأمتنع الجميع عن الكلام ، وهو مُقن بأنهم لم يكفوا عن التهامس بشأن ما حدث
ولكنه سار غير مبالياً بهم ، بل علا صوته أثناء سيره محذراً:
– ياريت كل واحد يشوف شغله أظن شبعتوا كلام لأن اللى هلاقيه مقصر فى شغله هرفده
خرج من المشفى وأستقل سيارته وقادها فى طريق عودته للمنزل ، فبعد وصوله لمرآب السيارات بالحديقة ، ظل قابعاً داخل السيارة ، يستند برأسه على طرف مقعده ، فأغمض عينيه وهو يأخذ أنفاسه ويزفرها ببطئ
فبالأعلى وخاصة بغرفة النوم الكبيرة ، كانت حياء منذ عودتها من الخارج ، وهى مستلقية على الفراش ، تتساقط دموعها على وسادتها ، وهى تفكر بما حدث لها اليوم ولا تجد له تفسير ، فكم من مرة تحسست وجهها وجسدها ، خشية أن يكون حدث لها مكروه على يد هذان الرجلان
ولكن برؤيتها باب الغرفة يُفتح وراسل يلج منه ، تركت الفراش مهرولة إليه ، فألقت بنفسها بين ذراعيه وهى تبكى وتشهق بصوت مرتفع قائلة بكلمات متقطعة :
– ر را سل أ أنت أتأخرت ك ده ليه
– فى إيه يا حياء بتعيطى ليه كده حصل إيه
هتف بها راسل وهو يتفرس بوجهها بخوف ، وخاصة وهو يرى وجهها الرطب من أثر بكاءها ، فبإمكانها سماع دقات قلبه التى تقفز هلعاً بعد رؤيتها على تلك الحالة
سكنت حياء وكفت عن البكاء ، ففكرت فى إخباره بما حدث لها اليوم ، ولكنها شعرت بثقل لسانها عن قول ما لديها ، كأنها تجد مشقة بإخباره بأنها خالفت أمره ، وجعلت والده يرى صغيرته بدون علمه ، فحتماً إذا أخبرته بالجزء الخاص بما لاقته هى ، فمن السهل إكتشافه أمر فعلتها
تبسمت من بين دموعها بتوتر وهى تمسح وجهها :
– لاء مفيش حاجة دا أنا بس شوفت فيلم رعب فخوفت
نظر راسل للتلفاز وجده مغلق ، فعاد ونظر إليها قائلاً بغرابة :
– بس دا التليفزيون مقفول كنتى بتتفرجى على الفيلم إزاى
– ففى الموبايل
قالتها حياء وأبتعدت عنه وأولته ظهرها وهى تفكر بالذهاب للمرحاض ، من أجل أن تغتسل ، فذهبت لغرفة الثياب ، لأخذ ثياب نظيفة لها
فأثناء خروجها وجدته يقف أمام المرآة يخلع عنه قميصه ، ولكنها رأت أثار طلاء شفاه على ياقة القميص ، فمدت يدها وأمسكت ياقة قميصه قبل أن يخلعه عنه بصورة نهائية
فقالت وهى تتفحصه بريبة ، فعلا صوتها بضيق وحدة وغيرة متسائلة :
– إيه الروج ده يا راسل ، جالك منين ؟ رد عليا
فلم تكتفى بذلك بل جذبت القميص تكاد تمزقه ، فبعد أن رآت الآثار بوضوح ، ألقته على الأرض ، كمن قامت بضبط زوجها بالجرم المشهود وخيانته لها
رد هو قائلاً ببرود العالم أجمع :
– بتاع واحدة أتهجمت عليا و كانت بتبوسنى يا حياء
هكذا وبكل بساطة كان يجيبها على سؤالها ، ففغرت فاها بدهشةٍ ، متسائلة عن معنى قوله هذا ؟
– أتهجمت عليك إزاى يعنى مش فاهمة هو فى ست بتتهجم على راجل
– ليه هو أنتى مفكرة أن إحنا بس اللى بنعمل كده
فقبل أن تبدأ بطرح سؤال أخر ، تركها وذهب هو للمرحاض ، فى حين أنها هى أنحنت وألتقطت القميص من على الأرض ، واضعة إياه أمام عيناها تحدق بآثار تلك الشفاه ، وتفكر فيما قاله ، فاليوم حوى العديد من الغموض بشأن سير أحداثه الغير مفهومة ، والتى لم تستخلص منها شيئاً ، يمكنها من فهم ما يحدث لهما
_________________
إحتضنه أبيه قبل رحيله من المنزل ، لقضاء عدة أيام خارج البلاد من أجل إنهاء أعماله العالقة بإحدى الدول الأوروبية ، وقف هو بين ذراعى والده ببرود ، فلم يكلف نفسه عناء رفع ذراعيه ليبادله حنانه المفاجئ ، وأنتظر أن يبتعد أبيه عنه ، إلا أنهما ظلا على هذا الوضع ما يقرب الثلاث دقائق ، فقطب عمرو حاجبيه ، وتململ بين ذراعى والده
فأبتعد عنه فواز وهو يحاول الابتسام:
– خلى بالك من نفسك يا عمرو على ما أرجع ولو عايز أى حاجة أطلب من اللى شغاليين فى البيت أنا مش هتأخر فى السفرية دى
رد عمرو بلا شعور وعدم إكتراث :
– تروح وترجع بالسلامة إن شاء الله
حاول تجاوزه إلا أن فواز كان الأسرع بإمساك مرفقه بحزم ليمنع إبتعاده ، فأستدار عمرو برأسه له ، ينتظر أن يقول ما لديه ، فنظر إليه أبيه مطولاً كأنها أول مرة يراه بها
ولكن أفلت ذراعه متسائلاً:
– أنت لسه برضه مفكرتش فى موضوع جوازك من بيرى بنت أدريانو ، لو مش عجباك أشوفلك عروسة تانية
نفخ عمرو بضيق :
– لا هى ولا غيرها وقولتلك مش عايز أتجوز ، ولو فضلت تلح فى الموضوع ده هسيب البيت
– إنت إيه أسبابك للرفض ولا يكونش عينك على واحدة متجوزة زى مرات راسل النعمانى كده
قالها فواز فجأة ، فأصفر وجه عمرو على الفور
فعاد فواز يكمل حديثه ولكن تلك المرة بحدة :
– رد عليا أنت إيه حكايتك بالظبط عايز أعرف
يبدو عليه العزم والتصميم الكامل ، بأن يعلم ما يخفيه عنه ولده ، فلم يأتيه منه رداً ، بل رآه يطالعه بعدم إهتمام كعادته دائماً
فرفع عمرو يده ودلك مؤخرة عنقه بلامبالاة :
– هتتأخر على طيارتك مع السلامة يا بابا
أنهى الحديث بينهما ، إعلان السائق بأنه على أتم الاستعداد لمرافقه سيده للمطار ، فخرج فواز من المنزل وأستقل سيارته يتأكله الغيظ من تصرفات ولده ، التى أصابته بالحيرة ، بينما كان عمرو واقفاً بالشرفة يراقب خروج سيارة أبيه من المنزل
لم يلج للغرفة ، إلا بعد سماع رنين هاتفه بإسم زوج والدته ، فتجمعت شياطينه كافة بتلك اللحظة ، ففتح الهاتف وهو يهدر بصراخ :
– أنت عايز إييييييه أبعد عنى بقى
نتج عن صراخه وصياحه طفر الدموع من إحدى عينيه ، بينما وصل لأذنيه صوت ضحكة صاخبة يتبعها تلك الجملة :
– إهدى يا عمرو يا حبيبى مش كده أعصابك ، أنت بس وحشتنى فحبيت أطمن عليك إذا كنت لقيت بنت حلوة كده علشان تتعرف عليها ولا فشلت كالعادة ، أنا قولتلك متتعبش نفسك
ألقى عمرو الهاتف من يده بعد إغلاقه ، وبحث بحقيبته عن مخدر الهيروين ، فبعد أن أخذ حصته من إستنشاقه ، أرتمى على الفراش محدقاً بسقف الغرفة ، يتذكر محاولاته الفاشلة فى جذب الفتيات ، والتى كانت حياء ضمنها ، ولكن أنتهى الأمر كسابقيه ، فذاك اللعين المدعو زوج والدته محق بشأن أنه سيظل يفشل دائماً بأن يحيا بفطرته التى خلقه الله عليها ، قبل أن تدنس روحه وحياته بأكملها
فبعد مرور يومان ، أراد فواز التأكد من شكوكه وظنونه التى ملأت رأسه ، والتى لم تأتى من فراغ ، بل عززها إخبار أحد الحراس الخاصين به ، برؤيته نجله يتعاطى المخدرات ، فتذكر كيف صاح بوجه الحارس ، بل لم يكتفى بذلك بل قام بطرده من العمل ،ظناً أن قوله رغبة منه فى تشويه صورة ولده
– لاء مستحيل عمرو يعمل كده مستحيل
رددها عدة مرات يريد إقناع عقله ، أن تلك السموم التى حرص على بيعها لسنوات طوال ، لم تطال نجله الوحيد ، فهو يعلم تأثيرها وما تفعله بالجسد ، حتى تتركه حطام
فهل شعر الآن بسوء أفعاله ؟
فهاهو يعود للمنزل بعد غياب دام لمدة يومان فقط ، عاد وهو لم يخبر أحد بشأن عودته ، بل أراد أن يفاجئ بها الجميع
فبحرص شديد وخطوات تكاد لاتسمع كان يقف أمام غرفة عمرو ، فأرتعشت يداه على مقبض الباب وهو يفتحه
ولكن ما أن واتته القوة على دفع الباب ، حتى ولج الغرفة بخطوات سريعة ، فلم يحسن عمرو التصرف وإخفاء ذلك المسحوق ، الذى كان يعمل على إستنشاقه
– عمروووووو
صرخ بها فواز ، وهو يقترب منه ، فجذبه من تلابيب ملابسه بحدة وهو يكمل صراخه بوجهه :
– أنت بتشم يا عمرو طلعت فعلا مدمن لييييه لييييييه
حاول عمرو تخليص ثيابه من قبضة أبيه ، فهو كاد يزهق أنفاسه ، فبعد نجاحه بدفعه عنه
قال ووجه تكاد تنفجر منه الدماء مزمجراً :
– وأنت مضايق أوى أن طلعت مدمن ما أنت تاجر مخدرات مش بيقولك طباخ السم بيدوقه ، ودلوقتى جاى تحاسبنى على اللى بعمله كنت فين من زمان ، كنت فين وسيبتنى لواحد قذر هو اللى يربينى أقولك على حاجة كمان أكيد هتفرحك أوى
تبسم بإختلال وقال مكملاً حديثه ببرود وصوت مرعب وهو يقر بحقيقته:
– أنا مش إنسان سوى ، لا أنا كمان شا–ذ إبنك شاااااذ
____________
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لا يليق بك إلا العشق)