رواية لا تلتمس مني حبا الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم رانيا الخولي
رواية لا تلتمس مني حبا الجزء الرابع والعشرون
رواية لا تلتمس مني حبا البارت الرابع والعشرون
رواية لا تلتمس مني حبا الحلقة الرابعة والعشرون
دلف كافتريا المشفى ليتفاجئ بها جالسه بشرود وهى تتلاعب بكوب القهوة بين يديها
وقف ينظر إليها من بعيد يراقب أناملها التى تعبث به فلاحظ خلو يدها من ذلك الخاتم الذى طوقت به يدها منذ عامين كما طوقت به عنقه اخر مره رآها فيها قبل سفرها
عقد حاجبيه بدهشه لكنه اقنع نفسه بإنها
ربما تركته فى المنزل، او فى مكتبها
وليس ما يتمناه
انتبه على إشارة يدها وهى تدعوه للجلوس بجوارها..
تقدم منها وعينيه لا تنزاح من على يدها كى يتأكد أكثر حتى دنى من الطاوله وجلس بجوارها قائلاً
_ ازيك يا دكتوره روان
ابتسمت بمرح عكس ما بداخلها من حزن اجادت إخفائه
_ الحمد لله، امم قهوتك زى ماهى ولا غيرتها
أومأ قائلاً
_ اه زى ماهى
أشارت للنادل ليقدم القهوة له وقالت
_ عملت أية فى البعثه بتاعتك
عاد بنظره إلى يدها كى يتأكد أكثر وفوجدها حقاً خاليه، رفع نظره إليها وهو يشعر برغبه ملحه أن يسألها ، لكنه تراجع ليغير حديثه قائلاً
_ مش عارف لسه بس خلاص هانت .
تبدلت ملامحها عند سماعها ذلك الخبر ، فقد عادت لأجله ليتركها ويذهب هو فقالت
_ يعنى خلاص هتسافر ؟
لم يخفى عليه نظرت الحزن التى ظهرت فى عينيها مما جعله يندهش من ذلك، الم تتركه وتتزوج بغيرة! لما إذا يظهر العبوث على وجهها
أراد أن يغير مجرى الحديث فسألها قائلاً
_ الحياة هنا اجمل ولا إنجلترا؟
ابتسمت روان بحزن ليسود الصمت قليلاً قبل أن تجيبة
_ هنا طبعاً
اخرجت تنهيدة يملؤها اليأس وتابعت
_ علمياً هناك افضل بكتير، لكن بالمشاعر مفيش افضل من مصر
التقت نظراتهم لأول مرة بعد طول غياب
ليسود الصمت بينهم وتبدأ لغة العيون وكلاً منهما بعتاب
هو على تركها له والزواج من غيرة
وهى تعاتبه على عدم تمسكه بها وتركها لغيرة بعد أن لجأت إليه تطلب منه إنقاذها من براثين تلك الزيجه التى فرضت عليها
قاطع حديث العيون النادل وهو يقدم له قهوته فشكره باسم وذهب وعاد هو بنظره إليها ليجدها تهم بالذهاب ، فعلم بتهربها منه وقال
_ مش هتكملى النسكافيه بتاعك؟
هزت راسها بالنفي ونظرت فى ساعتها قائله
_ عندى عمليه كمان نص ساعه ومينفعش اتأخر ، بعد اذنك
_ مصطفى رجع معاكى ؟
تسمرت مكانها عند سماعها سؤاله فنظرت إليه بعتاب واضح وقالت
_ احنا أطلقنا خلاص
أنهت حضورها بتلك الكلمه وذهبت مسرعه من أمامه قبل أن تخونها عبراتها التى تتدفق كلما تذكرت تلك الفترة من حياتها
قاطعتها ضربه حاده على طاولة الطعام جعلت الطفلين ينتفضوا خوفاً
فنظرت إليه حنين بنظره يملؤها الرجاء بألا يحاسبها ام الطفلين مما جعلته يهدء من أعصابه قليلاً وقال بحزم
_ بعد ماتخلصى اكل هاتى القهوة فوق
كانت كلماته أمره تدل على مدى صعوبة تحكمه فى غضبه التى نشبتها ياسمين
فأومأت له حنين وهى تحاول اخفاء خوفها ثم نظرت إلى ياسمين التى أخذت تتلاعب بالطعام بابتسامه خبيثه حتى جعلتها تود أن تزهق روحها بيدها، لكنها سيطرة بصعوبه على تلك الرغبه ودلفت المطبخ كى تعد قهوته بقلق بالغ .
دلفت الغرفه وهى تحمل كوب القهوة بين يديها وقد شعرت بالخوف من نظراته التى لا تبشر بالخير
دنت منه لتضع الكوب على المنضده أمامه وهى تقول برهبه
_ اتفضل القهوة.
لم يرد قاسم بل ظلت نظراته مصلطه عليها وكأنه يجاهد بصعوبه بالغه أن يتحكم في أعصابه وقال بهدوء رغم ما بداخله من غضب
_ كان عايزك فى ايه؟
ازدرأت ريقها بصعوبه وقد سيطر شبح الخوف عليها و شعرت بأن ما حدث لن يمر مرور الكرام ، وكم جاهدت كى يخرج صوتها ثابتاً لكنها فشلت فى ذلك وقالت بتلعثم
_ ممم….مش عارفه……انا مدتوش فرصه ..أنه … يكمل كلامه بس…..
توقفت عن الكلام عندما نظرت إلى عينيه التى برغم هدوءها إلا أنها تحمل بريق غضب جامح
فأشار لها بالمتابعة لتكمل وقلبها يخفق بشده
_ هو كان عايز يعتذرلى…… عن اللى حصل ….بس والله انا طردته حتى أسأل عمران ….
قاطعها بهدوء قاتل
_ يعنى عمران كان عارف ومجليش ؟
هزت حنين رأسها بخوف على عمران الذى طواعها ولم يخبره فقالت بدفاع
_ لا عمران مكنش موجود وقتها ، ولما رجع ولقاه طلب منه أنه يمشى و….
_ يعنى كان عارف!
حاولت حنين التحلى بالشجاعة علماً بأنها لم تفعل ما يجعله يغضب بذلك الشكل فقالت
_ هو ملوش ذنب انا اللى طلبت منه أنه ميقولكش واكدت عليه بكده
ساد الصمت قليلاً بينهم ليهب بعدها قاسم وقد اعماه الغضب فدنى منها يجذبها من ذراعها وهو يهزها بغضب قائلاً
_ يعنى مش كفايه وافجتى انك تجابليه وانتى خابره زين انى مانعك من الحديت معاه وأنه يلمحك حتى وكمان بتصغرينى ادام رچالتى
حاولت حنين جذب ذراعها من يده وقالت بزعر
_ أهدى ياقاسم وسيبنى متنساش انى حامل
لكنه بدا للحظه عاجزاً عن السيطره على غضبه وصاح بها
_ وانتى متنسيش انك مراتى وفرض عليكى تسمعى كلامى، مكنش لازم تخرجى وتجابليه وانتى خابره زين أنه رايدك
قاطعته حنين بحده عندما لاحظت الاتهام فى لهجته
_ انا معرفش حاجه عن اللى انت بتقوله ده، ولاحظ أن كلامك فى اتهام ليا وانا مسمحلكش، وبعدين قولتلك إنه لما قالى الموضوع مهم قلقت عليك ليكون حاجه تخصك ، ولما قالى أنه جاى يعتذر طردته من غير ما يكمل كلامه .
ازدادت نظراته حده كالفولاذ وقال
_ كل اللى بتجوليه ده ميدكيش الحج انك توافجى تجابليه وكمان تخبى عليا
_ مكنتش عايزه أكبر المشاكل بينكم وقولت اشوف عايز منى ايه ، ومفيش داعى للى بتعمله ده، دا خلاص موضوع وانتهى
أخذ الغضب يظهر أكثر على محياه وقال
_ لو فاكره انك كده مكبرتيش المشكله بينا تبجى غلطانه
أنهى كلمته يليها خروجه من الغرفه ثافقاً الباب خلفه بحده افزعتها ..
جلست على المقعد واسندت وجهها بين يديها وهى ترتجف وقلبها يخفق بشده، وفجاه شعرت برغبة ملحه فى الذهاب خلفه خوفاً عليه من تهوره
فهى تعلم جيداً أنه ذهب إلى فهد كى يعنفه كما فعل معها وكان لها ماظنت.
دلف قاسم منزل فهد بعد أن أطاح بكل رجاله الذين وقفوا أمامه يمنعوه
ولج مزمجراً بغضب هادر
_ انت فين يا………
خرجت والدته فور سماع صوته الذى صدح فى المنزل وقالت
_ فى ايه ياجاسم ؟ داخل علينا بزعبيبك أكده
ايه اللى حصل ؟
_ فين ولدك؟
خرج فهد من إحدى الغرف بهدوء تام وكأن شيئاً لم يحدث وقال ببرود
_ انا اهنه خير ياولد ابوى
دنى منه قاسم بلكمه كادت أن تطيحه أرضاً لكن يد قاسم التى جذبته من تلابيبه منعته من السقوط وصاح به وهو يهزه بعنف
_ اسمع الكلام ده زين عشان هيكون اخر تهديد ليك
مراتى خط احمر وان حاولت بس تجرب منيها مره تانيه صدقنى متلومش الا نفسك
لانى وقتها مش هعمل حساب لا لدم و لا لأخوة
فاهم ولا لأ
أومأ له فهد بابتسامه ساخره وقال
_ ماشى ياولد ابوى اللى تشوفه، مع إن …..
لم يكمل جملته كى يتلاعب قليلاً باعصابه وخاصة عندما وجد قاسم مضيق عينيه ينتظر بقية حديثه
فنزع يده عن ملابسه وهو يكمل
_ مع أن يعنى مفيش داعى للى بتعمله ده
لأنها مرات اخويا الكبير بردك وعادى يعنى لو زرتها واتحدت معها
رفع قاسم إصبعه فى وجهه وقال بتحذير
_ انا جولت اللى عندى ولو باجى على عمرك ابعد عنها افضلك
دا اخر تحذير ليك، وانت خابر زين عقابى بيكون كيف
خرج قاسم من المنزل ولم يهتم لنداء والدته التى ظلت تناديه
لكنه أبى أن يستمع لها وخرج من المنزل
والغضب يتآكله
انطلق بسيارته لا يعرف إلى اين وجهته
لا يريد العودة إلى المنزل وهو بتلك الحاله
مازال غاضباً منها ولن يتنازل عن معاقبتها..
كيف سمحت لنفسها بمقابلته والتحدث معه وقد منعها من ذلك، يعلم جيدا أنها لم تفعل ذلك عناداً به، لكنه أيضاً رجل يغار .
عاد إلى أرضه وسمح للعمال بالذهاب كى يختلى بنفسه حتى يهدئ لهيب غيرته الذى اشتعل وهو يتخيل نظرات فهد إليها.
أطاح بقدمه الطاولة من أمامه ظناً منه أنه بذلك سيخمد تلك النيران لكن لا فائده ترجوا.
ظل مكانه حتى جاءه عمران وهو يدنوا منه بحرج
_ جاسم بيه
نظر له قاسم بصمت ليخفض عمران عينيه وهو يقول
_ انا خابر أنى غلطان انى مخبرتكش فى وجتها ، بس الهانم طلبت منى …..
قاطعه قاسم باحتدام
_ انت غلط ياعمران لما خبيت عليا ودى حاچه صعب جوى اسامح فيها
أومأ عمران وقال بصدق
_ انا بخدمك بمحبة ياجاسم بيه مش بس بعملى وديماً بكون عند حُسن ظنك، وان كنت غلط المره دى فهى الأولى والأخيرة
تنهد قاسم بضيق وشعر بأنه أخطأ عندما انفعل على الجميع بتلك القسوة فقال بتحذير
_ خلاص ياعمران ، انا هعدى المره دى بس لو اتكررت تانى هيكون حسابك واعر جوى
_ تحت امرك جنابك .
أشار له قاسم بالانصراف وعاد بظهره للوراء ليخرج تنهيده قويه من صدره وقد شعر بأنه تمادى حقاً فى غضبه فقرر العودة إلى منزله لكنه لن يسامحها
*********
ظلت حنين طوال الوقت تعاتب نفسها على فعلتها
ما كان لها أن توافق على مقابلته وهى تعلم جيداً نواياه
وهو محق فى غضبه مهماً يكن ، هو رجل يغار وخاصةً أنه يعلم رغبة فهد اخية فيها
نظرت فى ساعتها التى تعدت الواحده صباحاً ولم يعد إليها
أمسكت هاتفها كى تتصل عليه لكنها توقفت عندما وجدته يدلف الغرفه وملامحه لا تبشر بالخير
تجاهل وجودها واخرج ملابس له من الخزانه ودلف المرحاض دون النطق بشئ واكتفى بثفق الباب خلفه بحده
جلست هى على المقعد بكمد وحاولت كبت تلك العبرات التى تجمعت داخل مقلتيها
فهى دائماً ما يستخدم التجاهل عقاباً لها بعد أن يخرج ما بجعبته فيها
لم تعد تستطيع تحمل عصبيته، تشعر أحياناً أنه ليس قاسم الذى عرفته واحبته
وبعد ذلك تلتمس له العذر بما فعلته به وتلك الوحده التى عان منها بعد فعلتها
حاولت هى أيضاً رد الاساءه بأخرى مثلها وتترك له الغرفه، لكنها لم تستطيع ، هى من أخطأت وعليها التحمل.
خرج من المرحاض ومازال يتجاهل وجودها فأرادت هى كسر ذلك الجمود فقالت بهدوء
_ احضرلك العشا؟
استلقى قاسم على الفراش وجذب الغطاء عليه وهو يرد باحتدام
_ مليش نفس
نظرة إليه بعتاب قاسى شعر به دون النظر إليها وحاول كبت مشاعره التى تدعوة إلى أن ينهى خلافاتهم ويحتويها داخل أحضانه ساحباً آلامها واحزانها التى جعلتها تنظر إليه بذلك العتاب ، لكنه أصر على مواصلة تجاهلها حتى لا تكرر فعلتها .
أغلق عينيه بغضب من نفسه عندما سمع شهقتها المكتومه تهز قلبه، حاول الثبات وتجاهل رجاء قلبه لكنه لم يستطيع الصمود أكثر من ذلك، فأطاح بغضبه عرض واعتدل فى فراشه لينظر إليها قائلاً بثبات
_ ممكن اعرف انتى بتعيطى ليه؟
مسحت عبراتها بظهر يدها وقالت بألم
_ يفرق معاك آوى
زفر بضيق وقال
_ يعنى انتى شايفه انى مليش حق فاللى عملته ده؟
هزت راسها بالنفي وقالت
_ ليك حق تزعل بس مش بالقسوة دى .
قاسم انت طبعك بقى صعب اوى، مبقتش قاسم اللى عرفته وحبيته
نهض قاسم من فراشه ودنى منها لينظر إلى عينيها التى احمرت من شدة البكاء وقال بهدوء
_ بلاش نفتح فى الماضى لانه جاسى جوى
وجاسم الجديم خلاص انتهى معدش ليه وجود ومش ممكن يرچع تانى
رمشت بعينيها عندما علمت مغزى كلماته وقالت بتلعثم
_ قاسم أنا…..
قاطعها قاسم قائلاً بهدوء يتنافى تماماً عمّ بداخله من نيران لم تخمد بعد
_ خلاص ياحنين متجوليش حاچه بس لازمن تعرفى زين أن مفيش حاچه بتفضل على حالها
انتى نفسك اتغيرتى
وياريت نجفل على الماضى بكل اوجاعه وخلينا فى النهارده
علمت حنين من حديثه أنه لم يغفر لها بعد، فقالت بندم
_ قاسم انا عارفه انى غلطت بس والله ….
_ وبعدهالك عاد مجولنا خلاص بلاش نفتح فى الجديم ، ويالا ننام دلوجت والصباح رباح
نام مولياً ظهره وظلت هى تنظر إليه واحداث الماضى تعاد أمامها .
لم يخطئ معها يوماً بل كان متفاهماً صابراً عليها يحاول ارضاءها بكل الطرق
كان سنداً وحصناً واماناً
وهى من كانت صلبه وعنيدة معه، كانت تتصيد له الأخطاء وكأنها تنتقم منه مما فعله الجميع معها
وتجمعت الخصوم عندما سمعت اتهامه بقتل سالم ، لم تتركه يدافع عن نفسه بل أصدرت الحكم على الجميع فيه هو، ولولا فضل الله عليها وعليه لكان الان فى عداد الاموات تعانى من قسوة ضميرها .
عليها الآن أن تنسى الماضى بكل آلامه وان تثبت له انها جديرة بتلك الفرصة التى فازت بها.
*****
جلست بجواره تضع ساقاً فوق الأخرى منتشيه
من بداية فوزها وهى الايقاع بين قلبين ارهقهما الفراق
_ أية رأيك بقى فى تخطيطى ده؟
رفع فهد حاجبيه بمكر وهو يقول
_ بس ده مش تخطيط ، دى مچرد بداية
التخطيط اللى على حج بصحيح اللى ينهى زواجهم إنما كل دى تفهات أى حد ممكن يعملها
ضحكت بسخرية وقالت
_ صبرك عليا بس ، كل حاجه لازم تاخد وقتها عشان نهيئ للضربه اللى هتنهى كل حاجه
احنا كده بدأنا نزرع الشك جواه ، وخطوة منك على خطوة منى كل حاجه هتمشى زى مااحنا عايزين
قال فهد بقلق
_ بس انا بردك خايف لجاسم يتهور ويعمل فيها حاچه ويبجى انا اللى خسرت وجتها
ابتسمت بسخرية وقالت
_ لا متخفش مش هيقدر يعملها حاجه ولا حتى يفكر يأذيها
بكتيره آوى هياخد منها الولاد ويطلقها ويرميها فى الشارع ومش هيكون ادامها فى الوقت ده غيرك انت فغصب عنها هتروح معاك
قال فهد بحيرة
_ مفتكرش بعد اللى هنعمله فيها ده ممكن توافج تاچى معاى
ردت ياسمين بملل
_ والله انا فى الوقت ده هكون عملت اللى عليا والباقى عليك بس المهم اننا منتسرعش
ف ياريت نهدى كده ومتعملش حاجه من ورايا
اتفقنا
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لا تلتمس مني حبا)