رواية لا تخافي عزيزتي الفصل التاسع 9 بقلم مريم الشهاوي
رواية لا تخافي عزيزتي الجزء التاسع
رواية لا تخافي عزيزتي البارت التاسع
رواية لا تخافي عزيزتي الحلقة التاسعة
.كان يزن يشعر بأن عيناها ستغرقه بيوم اسقط نظره الي شفتيها ولم ينتبه بتاتاً لما يقول عقله استسلم لمشاعره ولكيانه الذي سلب عن ارادته ولا يقدر على ايقاف نفسه اخذ يقترب الي شفتيها بمهل فأتسعت عينا اسيل من كثرة قربه ودفعته عنها بذراعيها بقوة فوقعت السترة التي فوقعهما و نظر لها يزن بدهشه لا يصدق ما كان سيفعله وتفاجأ بها تصفعه بقوة وخلعت سماعة رأسها ثم هبطت من السيارة تركض مسرعة بخوف وهي تشهق من كثرة البكاء ثم وقفت فجأة ونظرت حولها اذا بها تبللت تماما من المطر وسمعت صوت الرعد مرة ثانية جلست على الارض واضعة يداها على اذنيها وتصرخ بوجع.
كان يزن واضعًا يده مكان صفعتها على خدّه هل كان يحتاج لتلك الصفعة ليفيق حقا! هل هو بفتًى مراهق ليضعف هكذا؟ ولكن جميع السبل ساعدته لفعل تلك الخطيئة صوت المطر ولحن الهواء كاد ان يشعل نيران قلبه بالاقتراب اكثر خاصتا بعد ان وضع السترة واقترب منها وانفاسها الدافئة لامست خداه هو انسان ولديه نفس امارة بالسوء ولكنه كان ضعيفا ولو لم تمنعه هي كان سيفعل شيء يندم عليه طوال عمره.
لاحظها بأخر الطريق جالسه على الارض تضم ركبتيها على صدرها وواضعة يداها على اذنيها…. انها تمطر وبالتأكيد هي خائفة… لقد فعلت كل هذا لكي لا ترى المطر او تسمعه ولكني بالنهاية تصرفت بحماقة .
هبط من سيارته مسرعاً الي حقيبة السيارة واخذ مظلة معه وركض نحوها بلهفه وهو يهتف بإسمها
كانت جالسه وتجهش بالبكاء وتشعر بألم بجسدها وكأن هذه القطرات كأنها جمرات تحرق جسدها.
ثم شعرت بعدم نزول قطرات مياه المطر على جسدها فظنت ان المطر قد توقف ولكنها حين فتحت عينيها وجدته امامها واضع المظلة فوقها بعدت يداها عن اذنيها قليلا ولكنها وضعتهم مرة آخرى بسرعة حين سمعت صوت المطر
تحدث معها بحزن ينتابه/
اسيل…. انا اسف….. بجد انا اسف عارف اني غلطان وحقك…. بس ممكن اروحك البيت عشان المطر وانت بتخافي…. صدقيني ما هقرب منك….. اوعدك خليني ارجعك البيت عشان اكون متطمن عليكي
وقفت ونظرت اليه بغضبٍ واخذت تضربه بقوة على صدره بيديها وبداخلها كلام كثير لا تقدر على البوح به.. وهو صامدًا مكانه لا يهتز يتحمل ضرباتها القوية يمكن هذا قد يخفف ما بداخلها ولو بالقليل.
سمعت صوت الرعد فارتجفت كل اعضاء جسدها بهلع وارتمت بصدره تحاوط ذراعيها حول ظهره ممسكة به بقوة وهي خائفة وكأنه اصبح آمانها الوحيد التي تلجأ اليه.
ضمها بشوق وهو يأخذ انفاسه بعنف شديد ويربت على رأسها بحنو /
اهدي يا حبيبتي متخافيش انا معاكي
ماذا قلت؟
حبيبتي!
افعل ما شئت يا يزن لا شيء اسوأ مما كنت ستفعله مسبقاً.
لم تسمع شيئا من المطر فحين تشعر بالسكينة والدفء لا تعمل حواسك بشكل جيد.
وبعد مده طويلة نوعاً ما توقف المطر وانزل يزن مظلته وهي مازالت تعانقه فكر بأنها سوف تبتعد حين تسمع توقف صوت المطر ولكن الظاهر انها لا تسمع الأن.
ظل واقفا لم يمل فهو ينتظرها حتى تبتعد هي ولا يريد قلق سكينتها الداخلية.. وحقا قلبه يشعر بانغمار مشاعره الآن لم تعد مشاعره مختلطة مثل قبل…. هو الأن يراها قد ترتبت!
وبعد قليل فتحت عينيها ووجدت ان المطر قد توقف ابتعدت عنه وحين ابتعادها اتصلت اعينهما بكلام لم يفهمه كلاهم وقرأت اسيل شيء ما بعينه التي تشعر بأنها ستلتهمها يوماً ما فخجلت وابتعدت عنه فورا وقبل ان ينطق بكلمة واحدة كانت تاركه اياه وتعجل بخطوتها.
علم انها لا تريد ان تسمع منه شيء ولكنه لن يتركها تعود للبيت وحدها ولا يضمن هي بخير ام لا فقرر ان يمشي وراءها يتابعها حتى تصل للمنزل بسلام
وبينما هي تمشي وجدته ظله ورائها ورأته بمرآة زجاج السيارات وهي تمشي فتأكدت انه يتبعها لم تنوله انتباهاً واسرعت بخطوتها كي تصل سريعاً
اتظنون ان عقله تركه؟
بالطبع لا.. طوال الطريق وهو متعب ويشعر بألم رأسه من كثرة حديث عقله اليه واتهامه بشدة… ضميره يؤلمه وخائفاً من خسارتها بعد التصرف الأحمق الذي فعله.
وعندما وصلت امام منزلها التفتت اليه ونظرت له بنظرة ثاقبة بلع يزن ريقه وحدثها بندم/
انا كنت ماشي وراكي عشان اتطمن انك وصلتي بسلام…. اسيل انا اسف على الي حصل واوعدك مش هيتكرر تاني…. صدقيني مكنتش في وعي حرفياً مكنش فيه بربع جنيه مخ على الي حصل وانا بغلط نفسي والي عملتيه حقك وزيادة بس ارجوكي بلاش اخسرك… اخر فترة انت اصبحتي شيء مهم في يومي بقيت بصحى عشان بس اروح الجامعة او اتكلم معاكي… مش عارف لما يتقطع كل دا هبقى عامل ازاي… بس انا اتعودت اشوفك حتى لو مبنتكلمش الا قليل… بس عيني اخدت على اني اشوفك فأرجوكي حاولي تنسي الي حصل لانه مش هيتكرر تاني ابداً صدقيني انا اسف انا كنت ما صدقت ان علاقتنا ابتدت تتحسن وانا اتغابيت ورجعتها للصفر من تاني….
زفر بقوة وهو يشعر بألم بداخله/
انا آسف لاني السبب في النوبة الي حصلتلك من شوية…بس انا والله من ساعت ما المطر نزل وانا كنت بحاول اني مخليكيش لا تشوفيه ولا تسمعيه…. حتى اما صحيتي حطيت الجاكيت علينا عشان متشوفيش المطر وتجيلك النوبة ومكانش في دماغي اي حاجه من دي انها تحصل وربنا.. بس…..
صمت بحرج ثم اكمل وهو يعتذر للمرة التي لا اذكرها بحديثه قائلاً/
انا اسف…. اوعدك اني هلزم حدودي بعد كده ومش هتشوفي مني اي تصرف مراهقين زي دا تاني ابدا… بس ارجوكي بلاش تبعدي وتتجنبيني من تاني زي الاول انا ما صدقت قربت منك
نظر اليها بعينين منكسرتين هو حقا نادم عما فعل هل حقا لم يكن بوعيه لم يقدر العقل على التغلب على مشاعر القلب ولكن هل هناك مشاعر بقلبه تجاهي!… شعرت اليوم حين لامس شفتاي انني لست بوعيي ايضا كلانا مخطئ بهذه الفعلة.
تركته وذهبت من امامه ودخلت من بوابة منزلها وهو واقف يتابع خطواتها وحك رأسه بحيرة..هل سامحته ام لا؟ ثم توجه الي سيارته ليعود الي بيته الذي اشتاق اليه ويود ان يرتاح قليلا من ارهاق ذلك اليوم.
______________________________________
دخلت اسيل من باب المنزل فقابلها والدها وهو يصرخ بوجهها بحدة/
الحراس بيقولوا انك غايبة عن البيت ومنمتيش هنا… الحق عليا اني وثقت فيكي!
اردفت رحاب وهي تقترب منهم محاولة اشعال غضبه اكثر/
نمتي فين طول الليل امبارح والنهاردة اهو طول النهار مش موجودة وجايه العشاء…كنت مع مين؟ انت معندكيش صحاب ولا اهل… يبقى هتكوني روحتي فين غير….
صمتت لتجعلها آتيه من فم شريف وهذا سيؤلم اسيل اكثر… هيا لنستمتع
صفعها شريف بقوة وصرخ بوجهها مرة آخرى وهي دمائه تفور مثل البركان/
يبقى بايته عند عشيقك… بتخوني ثقتي فيكي يا اسيل…. انا لا يمكن كنت اتخيل انك بالقذارة دي…. انطقي كنت بايته عند مين والا هشرب من دمك انت فاهمه ساكتة لييه….ردي عليا كنت فين وبايته طول الليل عند مين؟؟
صُدمت حين صفعها ودموعها لمعت في عينيها بقهر قاتل مما فعل!
ابتسمت رحاب ابتسامه جانبيه
وتحدث شريف بصراخ صاخب/
ما تتكلمي… هي رحاب بتقولي امشيكي بحراس يراقبوكي وانا اقولها لا يا رحاب يراقبوها ليه انا واثق انها مش هتعمل حاجه غلط… بس عريتيني
كنت مع مين ونمتي عند مين؟؟؟
-اسيل كانت معايا يا عمي
نظر الجميع نحو ذلك الصوت ووجدوا يزن يقف وراء اسيل متمتماً بهدوء /
السلام عليكم… ازي حضرتك… اسيل نسيت شنطتها في عربيتي فكنت جاي اوصلهالها اسف لو ازعجت حضرتك
توقفت انفاس شريف بحرارة يخشى ان يكون رآه وهو يصفع ابنته ولكن لحسن حظه لم يره يزن
نظرت اليه اسيل وتلاقت نظراتهم وبسرعة تبدلت نظرات يزن لقلق شديد حين رأى دموعها واردف بلهفه/
اسيل انت كويسة؟
وبسرعة سحبت رحاب اسيل من ذراعيها وضمتها الي صدرها وهي تقول /
مش هنسافر تاني متقلقيش…. اديني رجعنا بسرعة اهو…. وبابا مش هيبعد عنك تاني واوعدك المرة الجاية هنكون واخدينك معانا اتفقنا؟…. اوعي تعيطي يا روحي
كم تتفنن ببراعة تغيير لونها مثل الحرباء
لم يصدقها يزن واخذ ينظر لاسيل يود ان تتكلم وتقول له ما بها يشهد الله ان كان له الحق فيها لأخذها الي منزله لم يخرجها منه ويبعدها عن تلك العائلة المزيفة لن يدع دموعها بأن تهبط ابداً.
ابتسم شريف بتوتر /
خير يا ابني فهمني اسيل كانت معاك ازاي؟
تنهد يزن بوجع/
امبارح قابلتها وهي خارجة من الكلية واغمى عليها ساعتها نقلتها للمستشفى وكان عندها هبوط حاد والدكتور قال انها لازم تفضل في المستشفى لحد ما تخلص المحاليل ويتم رعايتها طول الليل لحد ما حالتها تتحسن بسبب ضعف جسمها وقلة الغذاء والنهاردة اذنولها بالخروج ورضيت اني اوصلها بالعافية.
ابتعدت اسيل عن رحاب بعنف ونظرت لابيها نظرة لم ولن ينساها ابدا وصعدت الي غرفتها مسرعة تتبعها يزن بقلق بداخله يؤكد له انها ليست بخير.
ابتسمت رحاب /
شكرا يا بشمهندس انك وصلتها… كتر خيرك سلملنا على عيلتك كتير
شكره شريف هو الآخر وانسحب يزن وخرج من منزلهم وركب سيارته وهو مازال خائف عليها…
امسك هاتفه وراسلها عبر تطبيق(الواتس)
“اسيل انت كويسة؟”
دخلت غرفتها واغلقت الباب بالمفتاح والقت بنفسها على الفراش تجهش بالبكاء بحرقة قلبها يؤلمها كثيرا اهذا هو ابيها؟
تعيش معه تارة خائفة منه و تحبه تارة أخرى وتعلم انه يخشى التعبير عن حبه…. ولكنها الأن تتأكد بالبطيء انه لا يحبها وينكرها من حياته امسكت بدفترها لتكتب به وحين فتحته وتقلب صفحاته لتأتي بصفحة بيضاء تكتب بها لاحظت بأخر الصفحات المكتوبة… صفحة مكتوب عليها بخط آخر… انه ليس خطها!…. انه خط شخصٍ آخر!!
قرأت عنوان الصفحة الذي حمّسها لقراءة باقي الصفحة بفضول.
“حزن ام فرح؟”
حين تقرأ العنوان ستظن انك ستختار بينهم ولكن لا فأنا لا اريدك ان تختار اريدك ان تعدل بينهم بإتقان فكل ما بحياتنا يجب ان يكون معتدلاً لا تكثر منه ولا تقلل منه لان في الحالتين سينقلب بك المسار للأسوأ.
دع الحزن يأخذ وقته الكافي ولكن احذر اطالته فحين يكثر يسبب الامراض واحياناً الموت فلهذا كن معتدلاً.
والسعادة تجعلنا مشرقين محبين للحياة مستهدفين طريقنا بإشراق ولكن احذر ان تمتلك السعادة حياتك بأكملها فلا تعرف ان تعبر عن حزنك واحيانا لا تستطيع البكاء فقد اعتد السعادة فترى نفسك تسعد فمواقف ليست وقتها بإظهار سعادتك.
مريم الشهاوي
امسكي ورقة وقلم واكتبي بيها كل الاشياء التي تسعدك
حسنا انتهيتي؟
هيا علقيها بغرفتك واينما صعدتي لغرفتك حزينة تودين البكاء تذكري ما يسعدك فها نحن لقد حزنا قليلاً هيا لنفرح اليك الكثير من الاشياء التي تسعدك افعليها ثقي بأن نفسك وسعادتك اهم من اي شخص يسيء اليك بالحياة اشخاص كثيرة تسبب لنا الحزن والحل هو ان لا تحاول اشغال عقلك بهم اشغله بشيء تحبه لا تترك نفسك لعقلك ابداً خاصتاً بالحزن ستجد ان عقلك يخلق سيناريوهات جديدة وحده! وانت تصدقها وتحزن اكثر فلهذا اقول لك اشغل تفكيرك بفعل الاشياء التي تحبها وبهذا تكون قد تخلصت بقليل من الحزن وملأت ولو النصف من السعادة بانجازك شيئاً تحبه.
وشيء اخر اعذريني على الإطالة
حين تستعدي للنوم لا تلقي بنفسك على الفراش وانت لست ناعسة لان هذه ستكون فرصة العقل بالتفكير بشيء يحزنه افعلي الشيء التي تحبينه حتى تغفلي على نفسك وحينها ستلقي بجسدك نائمة بثبات عميق ولا تقدرين على التفكير وستكونين نائمه تحلمي بشيء جميل لانك افرغتي القوة السلبية التي بداخلك في شيء تحبينه تصبحين على خير يا فنانتي♡
كلماته هدأت من غصة قلبها ونصبت على وجهها الابتسامه المشرقة وهي تقلب الصفحة لتنتقل لصفحة جديدة وتكتب بها ما تحبه حقاً وكأنه يومها الأول في التدرب على السعادة.
وضعت لوحاتها وامسكت بفرشاتها واخذت ترسم بسلام تحب ان ترسم من خيالها دون النظر الي صورة تحب ان تعطي لخيالها المجال بالابداع
كم احسن يزن بتغيير حالتها مئة وثمانون درجة فمنذ قليل كانت تستعد لدورة صياح وكتابة ما يحزنها فتحزن اكثر وتهاتف والدتها من النافذة مثل العادة ولكن اليوم مختلف.
______________________________________
اتسعت عينا يارا بدهشه كيف.. كيف سيتزوجها؟!
يارا بصوت اشبه بالصراخ/
كتب كتاب اي يا عمر؟؟؟ انتو اتجننتوا
نهضت بسرعة من جلستها وذهبت نحو الباب وخرجت من المكتب تود الرحيل ولكن اوقفها مصطفى وهو يتمتم بحب ممزوج ببعض الألم على اخته/
يارا…. انا عرفت كل حاجه… عمر قالي… ودا الحل الانسب ان ماما متعملش فيكي اي حاجه من هنا لحد ما نعرف مين الزبالة الي عمل فيكي كده… انا مصدقك وعمر كمان مصدقك وهندور عليه لحد ما نلاقيه اوعدك لو لقيته لخليكي تدوسي برجلك على وشه ويتعاقب وياخد جزاء الي عمله
اقترب عمر منهما يحاول التوضيح ليارا قائلاً/
هنكتب الكتاب واي خطوة طنط رحاب هتعملها تجاه العملية وهتجبرك على حاجه انت مش عاوزاها رني عليا وانا هاجي اوقفها
تحدثت يارا بإستفهام/
وافرد عرفت اننا كتبنا الكتاب؟
اجابها عمر /
مادا الي عايزينه… يارا انا عاوز يبقى ليا الحق اني امنع طنط رحاب انها تإذيكي.. ودا انسب حل للمشكلة دي
زفرت يارا بضيق/
وبعدين؟
-هقولها اني كاتب كتابي عليكي وانك مراتي ومن حقي اني امنعها وهطلب منها اني اجي اطلب ايدك من عمو شريف ونتجوز
صرخت يارا به فهو غير طبيعته نعم هذا ما توده طوال عمرها ولكنها صرفت النظر عنه بتاتا حين علمت بحملها /
يعني اي نتجوز انت كده بتفكر صح يعني؟؟؟
هتف مصطفى /
تتجوزوا يا يارا مش عارفة يعني اي جواز واحنا مش بنهزر
نظرت يارا لمصطفى معقبة حديثه بحزن/
هيتجوزني في السر
اجابها عمر بسرعة يخشى ان تفهمه خطأ/
لا لا… سر اي يا يارا…. هقول لأهلي انا كتبنا الكتاب وهتبقى مراتي شرعاً قدام الكل
ابتسمت يارا بسخرية/
وطبعا كل دي تمثيلية
هتف عمر بتأكيد/
بالظبط…. انا هتجوزك وكلو هيبقى فاهم انك مراتي وحملك مش هيأثر ولا هتنزلي البيبي وهروح معاكي نعمل قضية و….
صرخت يارا به/
ولما بطني تبتدي تبان؟…. هتقول دا ابن مين؟ ها رد عليا
-ابني
هتف بها عمر وهو ينظر اليها ويجيبها بلا وعي هو الآن يريد ان يتزوج من يارا قبل اخيه ان يقع بتلك الورطة!
دفعته يارا من امامها بغضب وذهبت بخطوات مسرعة وخرجت من البناية ولحقاها هما الاثنان يوقفوها عن الرحيل بصوت واحد حتى وقفت يارا وصرخت بهم بوجع /
انتو فاكرين انها لعبه؟…. فاكرين ماما هتسكت ان يتلوي دراعها؟ وانت يا عمر هانت عليك مودة كده عادي؟ وبالنسبة لوالدتك هتقولها اي لما تعرف ان اتكتب كتابك وهي متعرفش ووالدتك واختك واخوك موقفهم اي لما الكبير الناضج يفكر زي المراهقين ويتجوز فيوم وليلة…. الجواز مهوش لعبة.. انا مش هتجوز يا عمر بالطريقة دي انا مأذنبتش عشان اتهان بالشكل دا…. حد فيكم فكر فيا وبمشاعري لما اتجوز عشان بس جوزي يقدر يستر عليا بحاجه انا مليش ذنب فيها ويحميني من عيلتي ومن الفضيحة! اخدتوا بالكم من الجملة اساساً متجوزاه عشان ياخدلي حقي وبعد ما الاقي الي عمل كده كل شيء قسمة ونصيب ونتطلق ويبقى اسمي مطلقة وام لطفل واللقبين انا مكنش ليا رأي فيهم ابداً.
انهمرت بالبكاء امامهم وتعالت شهقاتها بقهر
عانقها مصطفى بحب وهو يربت على ظهرها بحنو ويحزن على حال اخته وعمر واقف يفكر ما العمل؟
______________________________________
دخل المنزل ورحبت به والدته/
يزن حبيبي عامل اي وحشتني… يالهوي المطرة مغرقة الدنيا اطلع غير هدومك بسرعة قبل ما تاخد برد…. صاحبك عامل اي دلوقتي
تنهد يزن بتعب/
الي حد ما كويس الحمد لله دعواتك يتحسن… انا تعبان اوي يا ماما عاوز اريح على سريري
-استني احطلك تتعشى… يا عبدو انزل يزن جيه
يزن بتعب/لا لا اكلت…. ومش جعان خالص عاوز اطلع اريح عشان مش قادر
نزل عبد الله للاسفل ووقف امام يزن بابتسامه وعانقه بحب/
عندنا ليك خبر حلو
ابتسم يزن بتمنى/
ياريت… قول بسرعة
صرخت يسرى بفرحة/
زينة راجعة بكرة من السفر
فرح يزن كثيرا بقدوم اخته الذي اشتاق اليها انها غائبة منذ سنة خارج البلاد فإنها تدرس وتحضر دكتوراه بالخارج زينة طبيبة قسم جراحة العيون وهي ماهرة كثيرا وتتقن عملها بشكل رائع.
صعد الي غرفته واخرج زفيرا عميقاً
وامسك بهاتفه ونظر لمحادثته اليها ولكنها لم تجيب عليه لم ترى الرسالة ايضاً هل هي الآن تبكي ام انها قرأت ما كتبه وتحاول ان تفعل شيئا تحبه الآن… اتمنى ذلك حقا.
وجد صديقة مازن الطبيب النفسي متصل به عبر الهاتف مرتين!
ترك الهاتف من يده بلا مبالاه ففي الصباح سيتصل به الآن هو مرهق بدنياً وعقلياً ولا يطيق الحديث مع احد ولكن خطر بباله ان يكون مازن لديه اخبار جديدة عن حالة اسيل.
اتصل به فورا ووضع الهاتف على اذنه منتظره يجيب الاتصال بفارغ الصبر
ازيك يا يزن عامل اي
-الحمد لله… اي في اخبار جديدة؟
-يزن هي تقدر تيجي معاك العيادة؟
-ليه الموضوع كبير للدرجة؟
-ايوة الرسمة معبرة جدا والبنت دي بتتعرض لأذى نفسي شديد وحالتها ممكن تسوء اكتر فبجد لو عرفت تجيبها جلسه واحدة يكون احسن ليها البنت حالتها النفسيه مش مستقرة ودا بتطلعه من خلال هوايتها الرسمة تعبر عن حاجات كتير عن عجز الكل لإنقاذها من شخص ما انا لازم اقابلها.
زفر يزن بحزن فها قد تأكد ان حالتها تسوء/
ماشي يا مازن هحاول معاها واجيبها بس اديني شوية وقت…
اغلق معه وتوجه الي غرفته يفكر كيف سيقنعها لتأتي معه للطبيب بعد الذي حدث
ثم هتف بعفوية قائلا /
اخطفها؟
ثم رد على نفسه ليهدئ من عفويته وحماسه الزائد/
لا تخطفها اي بس صل علنبي في قلبك الاول نتكلم معاها نحاول نفتح معاها مواضيع… ونحاول نلطف الاول بعد الي هببته دا اما نشوف اصلا سامحتك وهتقبل تتكلم معاك تاني ولا لا….. طب وبعدين… مهي اكيد مش هتيجي معايا… لازم تكون واثقة فيا عشان ترضى تروح معايا للدكتور…
دخل المرحاض واخذ حماماً دافئ وعند انتهائه خرج والقى بجسده على الفراش احداث اليوم تتكرر برأسه ويتذكر ادق التفاصيل ولا يقدر على نسيان تلك القبلة..
مرر اصبعه على شفتاه واغمض عينيه مشاعره تتجه نحوها بطريقة سريعة وغريبة بالنسبة له
اغمض عينيه ونام بثبات عميق يستعد للغد للقاء اخته الحبيبة “زينة”.
______________________________________
مصطفى/
طب تعالي ندخل جوا ونتفاهم هنتكلم في الشارع؟
يارا بدموع ووجع~
نتفاهم اي يا مصطفى… انت سامع هو بيقول اي
صرخ عمر بها/
انا بحاول احميكي…. خايف اخسرك في عملية خطيرة زي دي… ولو اعترضت هبقى مين عشان اعترض وبردو هتنفذ الي في دماغها يارا انا بعمل كدا عشانك انا مش هستفاد حاجه من الجوازة دي غير اني خليتك في آمان وهاخدلك حقك وندور على الي عمل كده
اردفت يارا ونظرت اليه بتساؤل/
ومودة… انت هتقدر تكسرها بالشكل دا؟!
تعجب مصطفى من كثرة سؤالها عن مودة؟…. هو يعلم انها تحب عمر وظن انه حين يعرض عليها بأن يتزوجها ستقبل فلماذا ترفض وتطمئن على مودة؟ حمقاء هي ام ماذا؟
اردف عمر بألم/
مودة سابتني يا يارا….. وصعب اني ارجعها بعد اخر خناقة…
-بس هي قالتلي انك رجعتلها اتخانقتوا تاني؟
زفر عمر بضيق/ايوة… وكفاية لحد كده.. نسيبنا من موضوع مودة نبقى نحله بعدين دلوقتي تعالي معايا هنكتب الكتاب ولو حصل اي حاجه انا هتدخل وهنقول لطنط رحاب ساعتها اننا كتبنا الكتاب و….
-لا يا عمر مش هكسر امي بالشكل دا… كفاية نظرتها ليا اما عرفت اني حامل…. كمان هتجوز من وراها والوي دراعها…..هي عملتلي اي عشان اوجعها بالشكل دا؟ دي امي يا عمر وبغض النظر على الي بتعمله فينا لكن هتفضل أُمِنا انا ومصطفى وهنفضل نحبها طول عمرنا مش هنقبل نكسرها بالشكل دا…. وانا مش رخيصة عشان اروح اكتب كتابي من ورا اهلي عشان اداري على غلطتي الي اصلا ابتلاء بالنسبالي وبموت كل يوم وانا مش عارفة ازاي يحصل فيا كده لا وكمان مكنتش عارفة ولا فاكرة حاجة
رفعت رأسها للأعلى /
انا زيي زي البنات يا عمر بلاش تقلل مني لسبب انا مليش دخل فيه… عاوز تتجوزني عشان يبقى ليك الحق في حمايتي تتجوزني بطريقة صحيحة وتدخل البيت وتطلبني من اهلي… انا من حقي يبقى ليا كرامة والي هيتجوزني يكون متجوزني زي البقية هيجي في بالك اني مش زي البنات واني بقيت ام! لكن انا زي مانا لاني مليش ذنب في الي حصلي وراضية بقضاء ربنا وعارفة كويس انه مش هيسيبني مادام انا مظلومة ولو مش انت الي هتجيبلي حقي فربنا هيجيبهولي ولو ممسكتش الي عمل كده فواثقة ان ربنا هيرده له في حد من اخواته او محارم عيلته… انا فوضت امري لربنا من بدري ومش مستنياك تيجي وتقولي هتجوزك استر عليكي واحميكي من كلام البشر… ربنا هو الي هيسترني بأي طريقة بقا.
كانوا ينظرون لها بدهشه تأكدوا اليوم ان يارا حقا قوية ومؤمنة بالله واحترامها لأمها زاد اعجابها بقلب عمر اكثر استهزأ بفعلته كان احمق حين فكر بهذا ومصطفى اخيها فكر بنفس منطقه ولكن لا احد فكر بمنطق يارا… ما ذنبها ليتم اول زفافها بهذا الشكل….
ربت مصطفى على كتفها بإبتسامه مشرقة /
انت صح واحنا غلطانين اننا فكرنا بالطريقة دي… بس اعرفي ان الهدف من الخطة الغبية دي هو اننا كنا عايزين نحميكي
فرّت دمعة من عينيها بوجع وقالت/
تحموني من امي؟!
لا يا مصطفى انا وانت عارفين كويس ماما عانت قد اي في حياتها مع بابا وشوفنا دا بعينينا يمكن تكون مش بتعرف تعبر عن حبها اوي بس احنا متأكدين انها بتحبنا لاننا عيالها… مش هعمل كده في امي متستاهلش مني كده يكفي اني حامل ودا في حد ذاته وجعها وكسرها من ناحيتي
تحدث عمر بحيرة/
طب وهنعمل اي؟ انا مش عايزك تنزلي الطفل وانا هتكفل بيه يا ستي ملكيش دعوة.. يا يارا مش شفقة دا حب…. انت اختي يا يارا وبخاف عليكي زي مصطفى بالظبط احنا اتربينا سوا الباب في وش الباب ومقدرش ابدا اشوفك في خطر ومتصرفش
تنهدت يارا بتعب/
انا كمان عاوزة اخد حقي ومنزلش الطفل وخايفة على نفسي قبلكم… كمل خطتك يا عمر بس تتجوزني زي ما الدين بيقول تحفظ كرامتي عشان محدش ييجي يعايرني في يوم اني رخصت نفسي بالشكل دا الناس كلها تكون فاهمه اني لاقيت واحد قدرني واحترمني اه هيبقى جواز صوري بينا بس قدام الكل جواز محترم زي بقيت الناس متكسرنيش بالشكل دا…
انا تعبانه اوي وعاوزة اروح وكمان المطرة خلصت من بدري وانا جسمي تلج
نظرت لأخيها وسألته/
انت جاي بعربيتك؟
هز مصطفى راسه بإيجاب فتحدثت يارا بإرهاق/
تمام يلا نروح… سلام يا عمر وحقك عليا لو قولت كلام ضايقك بس اعقلها قبل ما تاخد اي قرار… مع السلامة
امسكت بيد اخيها وذهبت معه نحو سيارته وعمر يتابع اثرها بحيرة… حيرة من مشاعره لقد احترم يارا كثيرا بعد ما قالته… ركب سيارته وتوجه لمنزله وهو يفكر فيما سيحدث غداً…. كيف يقنع اهله بالمجيء معه لخطبة يارا!! كيف سيكون رد فعل علي… سيخسره للأبد من اخذ حبيبته منه… فكر بعقل يا عمر كن رزيناً.
______________________________________
كانت رحاب جالسة بغرفة يارا تنتظرها بغضب مكتوم بداخلها وشريف طمأنها انها مع مصطفى
دخلت من باب المنزل مع اخيها وحاول مصطفى ان يطمئنها وجعلها تصعد الي غرفتها لترتاح قليلاً
دخلت غرفتها والقت نظرها على والدتها وحين رأتها ركضت اليها لتعانقها بشدة كانت تبكي بصدرها وتفاجأت رحاب بفعلتها وكانت ستصرخ بها ولكن بادلتها العناق ومسد على خصلات شعرها بحنان بداخلها وجع على ابنتها الوحيدة هي تظن ان والدتها سيئة ولكن تالله لا هي حقا موجوعة من الداخل ولكن طبيعتها جامدة قليلا ولكنها خائفة على ابنتها وحزينة عليها و التي لم تكن تعلمه رحاب ان ابنتها علمت كل هذا ولم تقبل على كسرها مرة اخرى.
همست يارا بتعب /
ممكن انام في حضنك النهاردة يا ماما… مرة واحدة بس…. ارجوكي
كانت غاضبة منها كثيرا ولكن كل هذا تم محوه حين سمعت بكاءها انها أم
لا تقدر الأم على تمثيل الغضب بمدة طويلة على اولادها انها تلين مع الوقت وهي تشعر بغصة قلب ابنتها وتريد ان تطمئنها
مددت جسدها على الفراش وفتحت ذراعيها ليارا التي القت بنفسها وسط عناقها لأول مرة ونعست بثبات.
لم تنم رحاب فمن الام التي تنام بعد علم ذلك على ابنتها ظلت طوال الليل دموعها تسيل بصمت وتتذكر الايام التي لم تكن تحنو على ابنتها وانها ايضاً لها يد بتلك الخطيئة وظلت تفكر بحل لهذه المصيبة؟
______________________________________
وبعد ان انهت رسمتها القت نفسها على الفراش وضحكت كثيراً فراحةً كبيرة بقلبها تشعر بذاتها واخيرا تغلبت على الحزن ووقفته بوقته ولم تجعله يتمادى حين وضعت رأسها على الوسادة نامت فورا استجابت لنصيحته فهي لم تمدد جسدها على الفراش الا عندما تكون غافلة تماماً لتنعس بسرعة دون تفكير.
______________________________________
استيقظ الجميع وظلت اسيل بغرفتها علعادة لم تنزل لتفطر معهم ولم تذهب لجامعتها لانها بإجازة نصف العام وذلك اليوم التي فقدت وعيها به بعد الجامعة كان اخر امتحان لها.
جلست يارا ومصطفى وشريف ورحاب على طاولة الإفطار والجميع صامت لا حياة بينهم.
وكل واحدٍ منهم يفكر بمشكلته الخاصة ويبحث عن حلها بأعماق افكاره.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لا تخافي عزيزتي)