رواية لا افهمك الفصل الثاني 2 بقلم هدير محمد
رواية لا افهمك الجزء الثاني
رواية لا افهمك البارت الثاني
رواية لا افهمك الحلقة الثانية
‘ ياسين عنده 10 سنين و بيصارع السر*طان لوحده… فأنا بعمل اي حاجة تفرحه و ترفع من معنوياته… أكد عليا تجي… أكيد لما يشوفك هيفرح…
” ده اخوكي انتي مش اخويا انا… انا عليا مصاريف علاجه و بس… ارفعي انتي معنواياته… و ابعدي كده عشان عندي مشوار…
امسك يدها و ابعدها عن الباب… قبل ان يخرج قالت
‘ لو مجتش معايا المستشفى… هقول لاهلك على الإصابات اللي في ضهرك !!
إلتفت لها و امسكها من يدها و قال
” و انتي عرفتي من فين ؟
‘ شوفت ضهرك امبارح و انت بتغير… انا عارفة انك مخبي عليهم انك اتصابت في المُهمة اللي روحتها و غبت شهر فيها…
” اه و بعدين ؟
‘ لو عايز الحوار يفضل سِر ما بينا و مقولش لحد… يبقى تيجي النهاردة معايا المستشفى ل ياسين…
” مفكرة انك بتلوي ايدي كده ؟
‘ انا اصلا فتانة و هقول للكل…
” بت انتي متهزريش معايا !!
‘ مش بهزر والله… هقول بجد…
مسح وجهه بوجهه… تمالك اعصابه و قال
” ماشي نروح ل ياسين… بس بالليل لان عندي مشوار دلوقتي…
تفاجئت رنا انه وافق على طلبها بهذه السرعة… نظرت لعيناه و قالت
‘ خايف ليه اقولهم ؟ مش دول اهلك…
” ملكيش فيه و متتدخليش…
‘ لو عرفوا هيهتموا بيك و يحطوك في عيونهم…
” مش عايز اهتمام مزيف من حد…
‘ اهتمام مزيف ؟! اهتمام الأهل بقا اسمه اهتمام مزيف !
” قولتي اجي معاكي المستشفى لاخوكي و وافقت اهو… يبقى متسأليش و متتكلميش اكتر من كده… تعرفي تختصريني ؟ اعتبريني مش موجود… تمام ؟
‘ تمام… خلاص متتعصبش…
نظرت ليداه المُمسكة بيدها ف أدرك آسر انه مازال يمسك بيدها… تركها في الحال و خرج…
امسك رنا يدها مكان يده و قالت
‘ مُصاب و صحته احسن مني… كنت هتك*سر ايدي… يخربيت ايدك الناشفة !
دخل آسر المطبخ… فتح التلاجة و اخذ زجاجة مياة و شرب منها… دخل معاذ و قال
* صباح الخير يا ياسووو…
نظر له آسر بضيق و وضع الزجاجة مكانها…
* طب قول اي حاجة حتى ؟
” عايز ايه يا معاذ ؟
* هو غلط اني اصبح على اخويا حبيبي…
” والله لو انا حبيبك زي ما بتقول… مكنتش هتشرب خ*مرة بحجة انك تنبسط…
* كله بيعمل كده…
ضحك آسر بسخرية… اقترب منه و أشار لعقله
” كله بيعمل كده ! و انت فين دماغك ؟ مش بتفكر بيها خالص !!
* يوووه يا آسر… ما خلاص يعني محصلش حاجة…
” لا حصل… حصل انك عصيت ربنا بحجة الانبساط… ( اكمل بتحذير ) قسمًا بربي لو عرفت انك شربت تاني او رجلك عدت على اي با*ر تاني… هرميك في السجن… لا امك ولا ابوك هيقدروا يخرجوك منه… تمام يا… اخويا ؟
نظر له معاذ بغضب… ابتسم آسر بمُكر ذهب…
كان محمد واقفًا في الحديقة يتحدث مع ريناد
• متقلقش يا عمو… كل حاجة ماشية تمام في الشركة… و جيت اخد معاذ النهاردة عشان في اجتماعات لازم هو بنفسه يحضرها…
* هو كمان ميعرفش مواعيد الاجتماعات و انتي جاية تاخديه ؟! يارب صبرني على الولد ده…
• عمو انت قولت هتشوف آسر هو يجي يمسك الشركة… قالك ايه ؟
* رفض كالعادة… مفيش فايدة معاه…
• خلاص سيبه براحته…
* اسيبه لغاية امتى ؟ لغاية اخد بنفسي خبر وفاته !
• انا مش عارفة بجد آسر ده ماله… الوحيد اللي في العيلة كلها دخل حربية… اشمعنا حربية يعني و حضرتك عندك شركة مفروض هو يمسكها لانه الأكبر…
* ده المفروض… هو مكمل في كده عنادًا فيا…
• طب اكملهولك انا يمكن يغير رأيه…
* لو تقدري ماشي…
• هو فين ؟
مر آسر من جانبهم ف قالت ريناد بصوت عالي
• آسررر…
وقف آسر مكانه بعد سماع صوتها و قال في سره
” اهو انتي اللي كنتي ناقصة… كان مفروض اخرج من الفجر عشان مشوفكيش…
إلتفت و ابتسم بتصنع…
• ازيك يا آسر ؟
” تمام…
كان آسر يتفادى النظر إليها بسبب الملابس القصيرة و الضيقة التي ترتديها…
• آسر على فكرة شغل الشركات صعب جدا… صعب زي شغلك في المنظمة…
ضحك بسخرية و قال
” عايزة تفهميني ان قعدة المكتب تحت التكييف و القهوة بتاعتي جمبي… اصعب من القبض على عناصر إرها*بية ؟… طب ازاي ؟
• مش بالمعنى الحرفي بس والله صعب لانه عايز شخص جاد في شغله و مرتب و يعرف يسيطر على الموظفين و يكون دبلوماسي… و بما انك بتحب الحركة ف انت لما تبقى مدير الشركة… هتتحرك كتير لغاية ما تتعب و تسافر كذا مرة تحضر اجتماعات بره مع ناس مهمة… و انا شايفة انك تصلح للمنصب ده بكفاءة كمان… هاا رأيك ايه ؟
” برضو لا…
قالها آسر ثم إلتفت… ركب سيارته و انطلق… احست ريناد بالاحراج… قال محمد
* معلش متتضايقيش… هو كده… دماغه ناشفة…
• لا عادي يا عمو… معاذ جوه ؟
* اه جوه… روحيله و خلي عينك عليه… ربنا يهديه ده كمان…
• متقلقش يا عمو…
ابتسم لها… دخلت ريناد القصر و جدت معاذ نائم على الانتريه و يشاهد التلفاز… ضر*بته بحقيبتها و قالت
• بقا انا بقالي ساعة برن عليك… و انت قاعد هنا بتتفرج على التليفزيون !!
* اهدي يا ريناد هفهمك… ده فيلم بقالي كتير مستنيه ينزل… و اهو نزل…
• يا بني انت هتشلني !!
* بس قوليلي ايه الطقم الجامد ده…
ذهب غضبها في الحال و قالت و هي تزيح شعرها للخلف
• بجد حلو ؟
* جامد اوي… صاروخ من يومك…
• شكرا يا معاذ… اهو لسانك الحلو ده هو اللي مصبرني عليك… حسيت ان الطقم وحش بسبب ان آسر مبصليش حتى…
* آسر ! هههه ده آخر تنتظري منه يقول رأيه في حاجة… مبيتكلمش…
• ولا مراته مسيطرة عليه ؟
* معتقدش… مراته طيبة و في حالها… والله ما بسمع صوتها… كل همها اخوها يخف
• اه صح ياسين خَف ؟
* سمعت انه في تحسن في حالته شوية…
• يارب يخف… يلا قوم نروح الشركة…
* يوووه قرفتوني بأم الشركة دي…
• هو انت بتعمل حاجة اصلا ؟ ما انا اللي بعمل شغلي و شغلك في نفس الوقت… بس اجتماع النهاردة لازم تبقى موجود فيه… و متعقدش تلعب في شعرك قدام الاداريين… ركز يا معاذ كل ما الشركة بتنجح الشغل بيزيد عليا انا و انا طاقتي قربت تخلص…
* يا ستي ربنا يخليكي ليا انتي و طاقتك… نُصاية ألبس و جاي…
قام معاذ و صعد بغرفته… جلست ريناد و قالت براحة
• اخييييرا اتحركت…
رن جرس الشقة… فتح خالد الباب… و كان آسر
* ادخل…
دخل آسر و خالد اغلق الباب… خلع آسر البلوڤر الذي يرتديه و جلس… مرر له خالد فنجان قهوة و قال
* مستنيك من بدري على فكرة…
” ما انت عارف… لازم اقابل حد على الصبح كده يسد نفسي…
ضحك خالد و قال
* شوفت ريناد صح ؟
” امم شوفتها… و قال ايه… جاية بكل ذرة ثقة عندها تقنعني اسيب المنظمة و اجي الشركة…
ضحك خالد و قال
* شكلهم مش هيببطلوا محاولة…
ضحك آسر و قال
” اسمع دي كمان… تخيل ان الاستاذة ريناد المليونيرة… بتقولي شغل الشركة اصعب من شغل المنظمة…
شنق خالد و هو يشرب القهوة بمجرد ما سمع ذلك… ضر*به آسر على ضهره و اعطاه كوب ماء… شربه خالد و قال
* بتقول ايه دي ؟!
” زي ما سمعت كده…
* يا مثبت العقل و الدين يارب… دي اتجننت على الاخر… دي بتقارن شغلي و شغلك بحتة المكتب اللي في الشركة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله… ده انا لما اخرج لاشتباك مع بقية الفريق… قبل ما امشي بقعد ابو*س في مراتي و بنتي عشان عامل حسابي ان بنسبة 99% اني مش هرجع… ريناد بدون خجل بتقارن شغلي ب شغلها اللي كله رفاهية ؟
” كنت عارف انك هتتعصب بالشكل ده…
قالها آسر و هو يضحك…
* منك لله عصبتني… كنت دايما اسأل نفسي انت ليه مش بتطيقها… دلوقتي عرفت السبب… ياريت بقا لما تشوفها المرة الجاية ارزعها رصا*صة في ضهرها يمكن تحس باللي بنمر بيه…
” عنيا… فين بقية الفريق ؟
* جايين في الطريق… تعالى نطلب بيتزا على اد عددنا… و لما توصل هيكونوا جم هنا…
” عايزها بالفراخ…
* حاضر… ضهرك خَف ؟
” الالتهاب قَل شوية… بس بتخنق لما اقعد لابس في البيت عشان محدش يشوفه…
* خُد راحتك هنا على الآخر… في كيس شيبسي في المطبخ… هاته ناكله لغاية ما بقية الفريق يجي…
” ماشي…
في الليل… كانت رنا تقف أمام المرآة تضع آخر دبوس في طرحتها… دخل آسر الغرفة…
‘ كويس انك جيت… يلا هنخرج دلوقتي…
” هاخد دُش الأول…
‘ ما انت استحميت الصبح…
قال و هو يخلع جاكته
” معلش… اصل انا عيل صغير و كنت بلعب مع اصحابي في الطين…
توجه للحمام… ضحكت رنا من كلامه و قالت
‘ انا نسيت خالص انه مُصاب… اكيد الهدوم اللي لابسها بتسخن ضهره…
جلست رنا و ظلت تلعب بهاتفها حتى خرج… كان واضح على ملامحه الضيق…
‘ حارقك ؟
” ايه اللي حارقني ؟
‘ ضهرك… بسبب الجر*وح اللي فيه
” اظن دي حاجة متخصكيش… لما اشتكيلك ابقي اتكلمي…
جلس على الكنبة ليربط رباط الحذاء
‘ على فكرة… عندي فضول اعرف ايه حصل في آخر مُهمة روحتها… ازاي اتصابت كده ؟
” اممم حوار طويل والله… مكسل احكي… فالاسهل انك تحتفظي بفضولك ده لنفسك…
احست رنا بالحرج و صمتت… اخذ آسر هاتفه و قال
” يلا…
خرج و ذهبت ورائه… صعدا السيارة و ذهبا… كانت الإشارة حمراء ف وقف آسر بالسيارة… كانت رنا لا ترفع عيناها من هاتفها… نظر لها آسر و لهاتفها… وجدها تنظر لصورها مع ياسين و مع عائلتها و تبتسم بو*جع… نظر أمامه و تذكر كلامها له أول يوم زوجها فيه :
” طالما انتي عيزاني للدرجة دي… اتجوزتيني ليه ؟
‘ اول ما اتولد ياسين… ماما و بابا قالولي ده في آمانتك… خدي بالك منه… كانهم كانوا حاسين ان هم مش هيعيشوا معاه زي ما عاشوا معايا… انت مستغرب انا وافقت ليه على جوازك مني بالسهولة دي… ( اكملت ببكاء ) كل الطرق اتقفلت في وشي… اقرب الناس ليا اتخلوا عني لما احتاجتهم… حاولت والله أدبرله علاجه… اتحصرت في طريق مسدود… انا مستعدة اعمل اي حاجة ف سيبل ان اخويا يعيش… مش هقعد ايديا متكتفة و اتفرج عليه و هو بيتأ*لم و يمو*ت قدامي… كفاية انه بقا يتيم من وهو عنده 5 سنين… دي لوحدها كفاية… ده سبب جوازي منك…
فاق آسر من شروده عندما فتحت إشارة المرور… شغل السيارة و ذهب… بعد قليل وصلوا إلى المستشفى و توحهوا لغرفة ياسين… قبل ان يفتح آسر الباب… رنا امسكت يده و قالت
‘ معلش بس هطلب منك طلب كمان…
” نعم ؟
‘ ياسين على اد ما هو تعبان بس بيلاحظ طريقة تعاملنا السطحية مع بعض و بيقعد يسألني كتير… ممكن نمثل قدامه اننا كويسين مع بعض ؟
ابتسم بسخرية و فتح الباب…
‘ والله العظيم يا آسر انت واحد حلوف… و تسلم ايد اللي شهولك ضهرك ده…
تبعته رنا و دخلا ل ياسين…
* رنا !
قالها ياسين بتفاجىء عندما رأى اخته… اقتربت منه رنا و احتضنته بقوة قَبلته…
‘ يا قلب رنا… وحشتني اوي و ريحتك السكر دي وحشتني…
* انت وحشتني اكتر…
بعدت عنه و قالت
‘ بتاكل كويس ؟
* اه… و مش بفوت ولا وجبة…
‘ شطور…
* بس الجلسة بتتعبني جامد…
‘ يا روحي… معلش استحمل شوية… هانت خلاص
* باقي كام جلسة ؟
لم تعرف رنا بماذا ترد عليه… ف هو عندما دخل للمستشفى كانت حالته متأخرة و صعبة و مازال أمامه طريقًا طويلًا صعبًا مع هذا المر*ض…
” مش بعدد الجلسات يا ياسين… الجلسات دي مش هتقدم ولا هتأخر… هل انت من جواك عايز بجد تتعالج ؟
* عايز اوي…
” يبقى مش مهم تعرف باقي كام جلسة… المهم ان إرادتك في العلاج تفضل ثابتة و متيأسش مهما حصل…
* ايوة انا مش هيأس و هكمل علاجي و ابقا كويس…
” كده اقدر اقول انك بطل حقيقي…
* انا قوي زي سبايدر مان…
” انت اقوى منه أساسًا…
ابتسم ياسين بفرح… تفاجئت رنا من هذا تشجيع اللطيف من آسر لاخاها… لم تتوقع منه ان يقول هذا
* عمو آسر… ممكن تقرب شوية ؟
قالها ياسين ف نظر آسر ل رنا بتسائل… اقترب من ياسين و جلس جانبه على السرير… قَبله ياسين قُبلة لطيفة على خده و قام بإحتضانه و قال ببراءة
* عمو آسر انا بحبك…
تفاجىء آسر من تصرف ذلك الطفل… كيف احبه بتلك السرعة ؟ بادله آسر الحضن و قال و هو ينظر ل رنا
” انا كمان بحبك…
فرح ياسين… اخرجه آسر من حضنه و قال له بخُبث
” مش انت كنت عايز بلاستيشن و اختك مرضيتش تجيبلك ؟
* اه…
” انا بقا جبتلك بلاستيشن…
* بجد ؟!
” طبعا…
فتح آسر الكيس الذي بجانبه… اخرجه منه و اعطاه ل ياسين
* يلهوي ده كبير اوي…
” فيه اكبر بس قولت اهو ينفع عشان اختك مت*قتلنيش…
قالها آسر و هو ينظر ل رنا و يبتسم ابتسامة جانبية… نظرت له بغضب و قامت بسحب العلبة من يد ياسين
* يووه يا رنا… انا عايز ألعب عليه…
‘ لا ياسين… ده غلط عليك و مليان ألعاب مش من سِنك…
* يا رنا و النبي لعبة وحدة بس… قول حاجة يا عمو آسر…
نهض آسر و وقف امامها و قال
” هاتي العلبة…
‘ لا… ده خطر على ياسين… ياسين لسه طفل…
” بقولك هاتي العلبة…
‘ و انا بقولك لا…
قالتها ثم خبأت العلبة خلف ظهرها… ابتسم آسر بخُبث و قام بإحتضانها… تفاجئت رنا من تصرفه هذا… قال آسر بصوت منخفض
” مش عايز ازعق قدام الولد الصغير… هاتي العِلبة يا مراتي…
اتوترت رنا من اقترابه منها… اعطته العُلبة بسرعة… ابتعد و قال
” انا عارف ان ياسين صغير… عشان كده اشتريته حملت عليه اللعب اللي تناسب سِنه بس…
قالها آسر و هو يفتح العُلبة و وصل السِلك بالتلفاز… جلس على السرير… خلع حذائه و استلقى بجانب ياسين
” معلش هغتت عليك في سريرك
* لا عادي يا عمو… خُد راحتك…
” تاخد الدراع الأزرق ولا الاخضر ؟
* الأزرق…
اعطاه آسر دراع البلاستيشن الأزرق…
” بتعرف تلعب كورة ؟
* لا… ملعبتهاش قبل كده… كل ده بسبب رنا… مخلتنيش العب على البلاستيشن قبل كده…
” منها لله… مش تزن عليها شوية ؟
* كانت مش هتوافق برضو…
” اي حاجة هي مش توافق عليها… قولي انا و اعملهالك
تعجبت رنا و قالت
‘ انت بتقويه عليا ؟ غير كده انا مسمحتش انه يلعب عليه لان ألعابه كلها ع*نيفة و مش مناسباله…
” مش كل الألعاب وحشة… الكورة اهي… لعبة كويسة و مناسبة لكل الأعمار… طب ايه رأيك يا ياسين عِندًا في اختك هعلمك تلعب كورة… قولي الأول… انت اهلاوي ولا زملكاوي ؟
* اهلاوي…
” حبيبي والله… يلا بقا اسمع كلامي… الزرار ده للمشي… و ده للقفز… و ده للركل…
ظل يعلمه خطوة بخطوة… و ياسين بدأ في التعلم… جلست رنا على الكرسي… ظلت تراقبهم… كم علاقة آسر ب ياسين جميلة… حتمًا ياسين تعلق به… فهمت ان ياسين احبه لانه دائمًا تمنى ان يكون له أخ… لكن ما لا تفهمه هو آسر… تسآلت كيف يستطيع ان يغير نفسه بهذه السهولة ؟ كيف كانت تصرفاته في البيت… معها و مع اهله… و كيف الآن هو مع ياسين بشخصية مرِحة تحب الضحِك و الاستمتاع عكس آسر القا*سي الذي تعرفه و تعيش مع تحت سقفٍ واحد…
* جوووول…
قالها ياسين بفرح شديد بعد ما احرز هدف ضد آسر…
” بقا انت يا خنفسة تغلبني ؟
* و هغلبك تاني…
” هخاف على نفسي على كده… هنلعب تاني المرة الجاية…
* اكيد طبعا…
نهض آسر من جانبه… جاءت رنا جلست بجانب ياسين… رفعت هاتفها و قالت
‘ بُص للكاميرا يا ياسين عشان هنتصور…
* لا استني… عمو آسر تعالى اتصور معانا…
اومأ له و جلس بجانبه ليبقى ياسين في المنتصف… خجلت رنا فهي لا تريد ان تتصور معه… لكن أخاها يريد ذلك… اتلقطت اول صورة و نظرت إليها… لفت انتباها ابتسامة آسر الجميلة… واضح انها صدرت من قلبه لا من تصنُع… اعجبت بها و كم انهم هم الثلاثة يشكلون عائلة جميلة…
‘ صورة تاني…
قالتها رنا و هي ترفع الهاتف و إلتقطت الكثير من الصور…
” جعان يا ياسين ؟
* ايوة جعان… جعان اوي كمان
قالها ياسين بتلقائية و ببراءة… فلتت ضحكة من آسر… نظرت له رنا و شردت في ضحكته اللطيفة تلك و قالت في سرها
‘ ما انت حلو اهو و بتضحك عادي… اوماال ليه ضا*رب بوز نكد في البيت ؟
” اتصلت عليهم يجبولك الأكل…
* انتوا الاتنين هتاكلوا معايا…
” ماشي…
تعجبت رنا من موافقته على كل ما يقوله ياسين… بعد دقائق جاءت الممرضة بالاكل و جلسوا جميعهم على الطاولة… بدأت رنا بإطعام ياسين بنفسها… تنفخ في معلقة الحساء ثم تطعمه… نظر لها آسر و ابتسم… كم تحب أخاها و تهتم به جيدا… امسك آسر المعلقة و لسه هيأكل… رن هاتفه و عندما رأى الأسم رد في الحال… بعد ان تكلم المتصل له… انلقبت ملامحه لغضب شديد واضح عليه… نهض عن الطاولة
* عمو آسر رايح فين ؟
لم يرد عليه و ذهب…
* رنا هو عمو آسر ماله ؟ اتعصب ليه ؟
‘ متعصبش ولا حاجة يا روحي…
* مشي ليه ؟
‘ جاله مشوار مهم… حاجة كده تبع الشغل
* اااه مشي عشان عنده مشوار… افتكرت ان الشوربة لسعت لسانه لانها سخنة ف اتعصب و مشي…
ضحكت رنا و قامت بإحتضانه و ربتت على ضهره… في نفس الوقت كانت تفكر ماذا قيل له في تلك المكالمة جعله يشتعل غضبًا و يذهب بتلك الطريقة…
في أحد البا*رات الليلة……
* عايز كأس تاني…
قال ذلك معاذ لصديقته
– لا يا بيبي متقلش اوي في الشرب…
* هاتي كأس تاني… بقالي كتير مجتش هنا… خليني انبسط… علوا صوت الاغاني… ارقصوا يا بنات…
ضحكت بمياعة و اعطته كأسًا آخر…
– اشرب يا بيبي… دي هتبقى سهرة قمر…
من الجهة الأخرى… كان آسر يقود سريعًا حتى وصل للعنوان المطلوب… البا*ر الليلي… نزل من السيارة و تقدم ليدخل لكن اوقفه الأمن
* ممنوع الدخول…
” اد المسكة دي انت ؟
قالها آسر بغضب و قبل ان يرد عليه لكمه بقوة في وجهه… وقع أرضًا… دخل آسر و وقف الشباب الساكِر و البنات شبه عا*رية و ريحة الخم*ر تملأ المكان… نظر في كل جهة حتى وقعت عينه على معاذ جالس وسط تجمع من الفتيات
جمع قبضته بغضب و تقدم منه… وقف أمامه مباشرةً… إلتفت معاذ و رآه…
* ايه ده ؟! آسر بنفسه هنا ؟
نظر آسر لكَم قواوير الخم*ر التي على الطاولة و السجائر… ثم نظر بإبتسامة مصطنعة ل معاذ… حضنه معاذ و قال
* نورت يا آسر… كنت عارف انك في يوم هتيجي هنا و تنبسط معايا…
– مين ده يا معاذ ؟
قالت ذلك احدى البنات بتسائل… ابتعد معاذ عن آسر و قال
* اقدملكم اخويا الكبير… آسر…
– اوووف ده وسيم اوي…
• جميل اوي و ملامحه حادة…
– و بعضلات كمان…
* شوفت يا آسر… من اول مرة اهو و عجبتهم…
” و لسه هعجبكم أكتر…
امسك آسر الكُرسي الحديد… ألقاه بقوة على الرف الذي يوجد به قواوير الخم*ر… كُسـ.ـرت كلها… قال معاذ بغضب
* انت ايه اللي عملته ده ؟!
” ده انا لسه نعمل و هعمل… اتفرج انت بس و قولي رأيك في اللي هعمله…
اخذ آسر الولاعة من على الطاولة… فتحها و ألاقاها على الأرض… لتمسك النار في الخم*ر على الأرض… انتشرت النيران و بدأت بسرعة و امسكت في الستائر… بدأوا الناس بالصراخ و الركض للخارج…
* انت اتجننت يا آسر !! انت بتو*لع فينا !!
” عشان انتوا بجد تستاهلوا الحر*ق…
ألتفت معاذ ليذهب قبل ان يمتلىء المكان أكثر بالنيران… امسكه آسر من ملابسه و اخرج الكلابشات من جيبه و كَبَل يديه بهم…
” المرة اللي فاتت فلت مني… أما المرة دي لا…
* انت بتقول ايه ؟ فُكني يا آسر !
” ده في احلامك… قدامي…
ظل معاذ يقاومه ل يهرب و لكن لم يستطيع… خرج آسر به للخارج… تفاجىء معاذ عندما رأى ان الشرطة اتت و امسكت بكل شخص كان في البا*ر…
” طفوا المكان من النا*ر… و اعرفوا مين صاحبه و يجيلي القسم… و المكان ده كله يتشمع…
* أوامركم يا آسر باشا…
” قدامي يا اخويا…
فتح آسر باب سيارته و ادخل معاذ بالخلف و اقفل الباب جيدا… ركب آسر سيارته و توجه لقسم الشرطة… في الطريق قال معاذ بخوف
* خلاص يا آسر انا آسف… مش هعمل كده تاني ولا هروح الأماكن دي تاني… فُكني يلا…
” ما كان من الأول… كام مرة نصحتك ؟ كام مرة قولتلك رِجلك متعديش الأماكن النج*سة دي تاني ؟
* آسف والله و هسمع كلامك بعد كده… فُكني…
” للأسف مأدركتش جادية الوضع غير دلوقتي… فات الوقت يا معاذ… عديتهالك مرة… لكن المرة دي لا…
وصل آسر ل قسم الشرطة… ركن سيارته و اخرج معاذ من السيارة و يدفع بقوة لكي يمشي
* يا آسر اسمعني ارجوك… آخر مرة والله مش هتتكرر تاني…
” ما انت مش هتتعدل غير لما تترمي في السج*ن زي الك*لب…
* لا يا آسر… سج*ن لا…
” دلوقتي خايف ؟ و عاملي فيها القوي الشديد قدام شوية بنات رُخا*ص… بس ماااشي… اذا كان امك و ابوك معرفهوش يربوك و يسيطروا عليك… انا هعرف أربيك…
فتح آسر الزنزانة و فَك الكلبشات من يده… دفعه للداخل بقوة و اقفل عليه بقِفل حديد…
امسك معاذ القُضبان و قال
* يا آسر لا… خرجني من هنا…
” هتشرفنا كام اسبوع كده… لما اتأكد انك اتعدلت ابقا اخرجك…
* يا آسر انا اخوك… ارجوك متعملش كده فيا…
” لا هعمل و هعمل اكتر من كده… بقا انا اقعد اروح مُهمات و ز*فت عشان انضف العالم من الناس القذ*رة… و اخويا عندي اهو او*سخ منه مش هلاقي… عايزني اطبق العدل بره و اجي عندك انت اقول لا ده اخويا ؟! انت اهبل يلااا
ضر*ب معاذ القضبان و قال بغضب
* آسررر خرجني من هنا بقولك !
” مش هتخرج… هيجي ابوك دلوقتي… مهما عمل مش هتعدي بره الزنزانة دي غير بمزاجي يا معاذ… خلي الخم*رة تنفعك…
إلتفت آسر ليذهب… ضحك معاذ بخبُث و قال
* ماشي تعدِل على الناس و تحاسب ده و تحاسب دي و عامل فيها ملاك أبيض ؟! … شكلك نسيت انك اتولدت عن طريق الزنا… يا اخويا !!
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لا افهمك)
كملى من فضلك
حلوه اوى