روايات

رواية لا أريد الفصل الرابع 4 بقلم دنيا فوزي

رواية لا أريد الفصل الرابع 4 بقلم دنيا فوزي

رواية لا أريد الجزء الرابع

رواية لا أريد البارت الرابع

لا أريد
لا أريد

رواية لا أريد الحلقة الرابعة

_ سيف!!!
قولتها بصدمة وأنا ببص ل”سيف” لقيته بيردلي نفس نظرة الصدمة والتفاجئ بل أضعف، إحنا الاتنين وجهنا نظرتنا لماما و”سيف” قرر يبرأ نفسه قدامي وهو بيقول: ومين قالك إني هوافق!!!! ومين قالك تاخدي قرار بالنيابة عني أصلاً!!!!
بصلي وكمل تبرير: سِليم صدقني أنا معرفش حاجة أنت أكيد واثق إني بعتبرها أختي…صح؟
اكتفيت بعدم الرد، رجعت بعيوني لأمي من تاني، نظراتي سألتها..إزاي أكون خايف عليكِ من إنك تتوجعي بإني أتحمل مسؤولية مش مسؤليتي، وأنتِ بسهولة كده تضيعي مني حياتي وتقدميها لأقرب حد ليا!!!!
فوقت على صوت “سيف” وهو بيحركني عشان أبصله: سِليم أنت مصدقني مش كده!!
كنت مصدقه بس مش قادر أجاوبه، كان كل هدفي أعرف ليه أمي عملت كده!!!
بصيتلها وقولتلها وأنا بلخص أسئلتي كلها في سؤال واحد: ليه؟
حاولت تهرب بعيونها مني، كانت حاسة بتأنيب ضمير…يمكن، بس اللي أنا واثق منه إنها عارفة إنها غلطت بتصرفها دا تجاهي.
قالتلي بنفس عيونها الهربانة من عيوني: أنا مش عايزاها تضيع مني، أنا عايزة البنت دي.
قاطعتها بنبرة صابها الحزن: تقومي تضيعيها مني أنا!
جاوبتني وهي بتقول: هي كده كده ضاعت منك يا سِليم باللي أنت عملته دا، أوعى تكون مفكر إنك هتراضيها بكلمتين وهترجعلك!!! أنا كل اللي عملته إني حاولت أصلح أي حاجة عشان أضمن وجود البنت دي.
_ أنتِ بوظتي كل حاجة!!!!!!
فاض بيا صبر وسكوت، كملت بعلو صوتي وعيوني بتتوزع ما بين “سيف” و “أمي”: بس هترجعلي والله لهترجعلي وهتشوفي أنتِ وإبنك اللي راحه تخطبيها ليه دا.
خرجت من البيت خالص ورزعت الباب ورايا، كنت بخرّج جزء من عصبيتي فيه، بستقوى على ضعيف لا حول ليه ولا قوى، وأنا خارج سمعت صوت عياط “أدم” وللأسف مقدرتش أستجيب ليه زي كل مرة.
مكنتش عارف واجهة معينة أقصدها، كنت ماشي وخلاص، ماشي والهوا عمال يخبط في وشي وكل نسمة تهل عليا تجيب ذكرى معاها محتواها هي “فريدة”.
_ اه لو تسمعيني يا فريدة، لو بس تديني فرصة أوضحلك موقفي وليه عملت كده.
كنت بتكلم بصوت مسموع ونهيت جملتي وأنا بخبط حجرة قابلت رجلي وكأني بسجل هدف.
مكنتش شايل هم رد “فريدة” على طلب أمي، كنت متأكد إنها هترفضه، مش غرور وثقة في نفسي، إطلاقاً…مصدر الثقة كان الحُب اللي جمعنا، حبي ليها وحبها ليا إستحالة يتنسي بسهولة أو حتى يتمحي بدخول شخص جديد حياتنا، يمكن أنا معبرتش عنه بالطريقة الصح لحد دلوقتي، بس خلاص قررت أتخلى عن سكوتي، لإن واضح إنه هيخسرني أهم وأنقى حاجة في حياتي وهي “فريدة”، وساعتها جه في بالي فكرة برا الصندوق، اتنهدت بإبتسامة ولأول مرة بعد 4 سنين يصيب الأمل قلبي، غمضت عيوني وأنا بردد جوايا بمُنى ورجاء” يارب الأمل ما يخيبش”
________________
_ أنتو سمعتوا الإسم صح يا بنات؟ هي قالت سيف بجد؟
أمي مكنتش قادرة تتخطى الإسم اللي قالته طنط “يسرية”، الحقيقة إن محدش فينا كان قادر يستوعب إن “سِليم” اتبدل ب “سيف” بسهولة كده!!
ماما بصتلي تاني وهي بتسأل: هو سِليم قالك حاجة يا فريدة؟ يعني في بينكوا مشاكل ولا حاجة؟
كنت باصة ليها نظرات باردة لا توحي بأي شئ، لقيتها زعقت وهي بتقول: ما تردي يا بنتي بدل ما أنتِ باردة كده وسيباني بغلي، في إيه يا ريم؟؟؟؟
“ريم” قالت بتردد وهي بتحاول ترسم إبتسامة: هيكون في إيه يعني يا ماما؟
قاطعتها وهي بتقول: ايوااا في إيه؟؟
جرس الباب رن فجأة، حسيت إن ربنا ساعدني بإني أهرب من الإعتراف اللي لحد دلوقتي مش قادرة أتعافى منه عشان أبلغه لأمي! خرجت أفتح الباب وأول ما فتحت لقيت قدامي اللي بهرب منه!! لقيت “سليم”!!!
نسيت نفسي وسرحت فيه، أول مرة من أول ما جه ألاحظ إن ملامحه بقت أوسم وأحلى، نبضات قلبي سابقت عقارب الساعة، وحسيت إني محتاجة أعاتب وأعاتب لحد ما أصفى من نحيته خالص، في كلام كتير أوي محتاجة أقوله وبعدها أقوله إنه وحشني وأسأله أنا كمان وحشته ولا الأيام نسته؟، بس مقدرتش كان في حاجز مانعني، والحاجز دا كان بإختصار هو بعدت بعيوني عنه بعد ما جه في بالي مشهد رجوعه مع..إبنه!!!
وسألت نفسي ” إزاي أشتاق وقلبي يدق أوي كده لحد نساني وأذاني الأذى دا كله!!”
سمعت صوت ماما وهي بتسأل: مين يا فريدة؟
كان نفسي أجاوبها وأنطق إسمه بين شفايفي من تاني، بس حتى إسمه بقى تقيل على لساني ومكروه.
_ فريدة.
مازال إسمي منه كافي يخليني أحب الإسم، عصيت قلبي المرادي وجاوبته بأسى: جاي ليه؟؟؟؟
حرك رأسه بعد رد فعلي وجاوبني: عموماً أنا مش جاي ليكِ أنا جاي لطنط أحلام.
: والله كويس إنك جيت عشان أنا مش فاهمة حاجة خالص يا سِليم.
بصيت ورايا لقيت ماما واقفة وبتوجه كلامها لسليم بنبرة تحمل بعض الإنزعاج والضيق، ابتسم وقالها بهدوء: أنا جاي أفهم حضرتك كل حاجة، بس محتاج نقعد لوحدنا.
رجعت راسي ليه من تاني، صدمني بغمزة رجعت عيوني لأمي من تاني بكل أدب.
________________
_ أهدي يا فريدة يا حبيبتي مش كده أنا عيني زغللت بسببك.
= مش قادرة يا ريم، تفتكري بيقولها إيه؟؟
_ يا خبر بفلوس كمان شوية يبقى ببلاش ف اتهدي بقا.
= لا كمان شوية إيه، أنا محوشة 50 جنية خدوها بس أسمع كلمة م اللي بيقولوها جوا.
_ 50 جنية!! لا أنا بقول نمسك إيدينا شوية مش معقول التبذير.
= ريم دول داخلين على ساعة إلا ربع!!! أنتِ متخيلة؟
_ تمكن بيقنع ماما توافق بيه وبيحكيلها قصة إبنه.
جملة هدت أركاني، هديت فجأة وقعدت مكاني، فضولي انسحب بالتدريج وحل مكانه الصمت، ”ريم” بصتلي بعد ما أدركت جملتها اللي صابتني في مقتل وقالت: فريدة أنا…أنا أسفة والله..أنا مقصدش.
جيت على نفسي ورسمت إبتسامة جانبية وأنا بجاوبها: عادي يا ريم أنا بس اللي بنسى الموضوع دا وبحتاج اللي يفكرني، شغلي الراديو.
كنت محتاج أسمع صوت أعلى من صوت أفكاري في الوقت دا، وفجأة يعلن الراديو صوت وردة وهي بتقول بحُرقة:
” لا عتاب هيشفي جراح، ولا هيجيب اللي راح”
معاها حق عتابي ليه لا محى وجود الطفل ولا حتى داوى جراحي بالعكس دا الجرح راح، وساب مكانه ندبة متتمحيش!!!
إنتهت الأغنية وجه بعدها أغنية أقسى عليا وعلى حالي، صوت عزيزة جلال ونبرة العتاب وهي بتقول:
” للدرجة ديا..تغيب عليا وتهون عليك دمعة عينيا
ويهون هواااك، خايفة القاسية تاخد شوية من شوقي ليك، إسأل عليا وأنتَ هناك”
مَر عليا شريط ذكريات 4 سنين بدونه، الغنوة دي كانت ملازماني طول فترة هجره ليا، حصل كل حاجة كنت خايفة منها، هونت وهان عليه دموع عينيا، ومسألش عليا’)
دموعي قررت تتدخل، للأسف صعبت عليا نفسي، مهما حصل مكنش ينفع يسيبني كل السنين دي من غير سلام أو حتى رسالة تصبرني على البُعد، وتحسسني إنه لسه فاكرني.
سمعت صوت باب الشقة وهو بيتقفل بصيت ل”ريم” اللي كانت قاعدة جمبي بتحاول تواسيني بطبطبة على كتفي، خرجنا برا أوضتنا، لقينا ماما دخلت أوضتها بدون ما تنطق بحرف!!
حاولت أتكلم معاها قالتلي بتعب من ورا الباب: مش وقته يا فريدة أنا عايزة أنام دلوقتي.
صوتها كان حزين، أول حاجة جت في بالي إنها عرفت الحقيقة خلاص، حركت رأسي بتفهم ودخلت أوضتي تحت نظرات ”ريم” اللي كانت واقفة زي العاجزة مش عارفة تواسي مين فينا!! ولا حتى تواسينا إزاي؟؟
_________________
فتحت باب الشقة بعد ما الليل شق السما واحتل الأجواء، ظهر قدامي “سيف” وهو بيقول: كنت فين؟؟ وموبايلك مطفي ليه؟ بقالي 5 ساعات بحاول أوصلك وأنت مفيش.
سألته بقلق: في إيه؟؟؟
قالي بحزن: أدم.
عيوني صابها الفجعة وأنا بسأله: ماله أدم؟؟؟؟
جريت على السلم بعد ما عرفت إنه شرب سم فران، واتنقل مع أمي على أقرب مستشفى.
_ وأنت مروحتش معاهم ليه؟؟؟؟
كنت نازل وصوتي عالي مش عارف كنت ماشي إزاي، لدرجة إني كنت هتكفي على وشي مرتين من كتر السربعة.
قالي وهو بينزل ورايا: أنا مكنتش أعرف أنا نزلت بعدك علطول، وكنت لسه داخل البيت قبلك بخمس دقايق، ملقتش حد في البيت ببص في الموبايل لقيت مكالمات فائته من ماما ولما رنيت عرفت إنها في المستشفى مع أدم.
ركبنا عربية “سيف” واتحركنا على المستشفى، القلق كان بياكل فيا طول الطريق، مكنتش على بعضي، مش عايز أخسر الطفل دا، مش بعد ما حاولت أصلح علاقتي بفريدة أخسره، أنا عارف إن الإنسان مبياخدش كل حاجة بس أنا مش مستعد أخسر حد فيهم، استغفرت ودعيت إنه يكون سالم.
وصلنا قدام المستشفى وبمجرد وصولنا فتحت العربية ونزلت، مستنيتش لحد ما يركن، كل خطوة كنت بخطيها كنت بقول معاها “يارب” نسيت كل الأدعية ومكنتش عارف أقول إيه، هي بس اللي جت في بالي “يارب”.
سألت الإستقبال على إسم الطفل وبلغوني إنه دخل عمليات، مكنتش فاهم ليه يدخل عمليات، لما سألت قالوا إن الأدوات اللي عايزينها مش متوفرة غير في العمليات، إزاي طفل صغير هيتحمل اللي هيحصل فيه جوا، وإيه اللي بيحصل دا!!!!!!!
أول ما وصلت لقيت أمي قاعدة بتعيط ودموعها مش راضية توقف، الحاجة الوحيدة اللي وقفت مكانها كانت أنا، كنت خايف أسألها في إيه، كنت خايف من الإجابة، حسيت الدُنيا ضاقت بيا فجأة واتسمرت مكاني، ”سيف” هو اللي جري عليها وسألها، بس عيونها جاتلي أنا وقالتلي ببُكا وشفايف مرتعشة:
: أ..أنا أسفة.
أترميت على الكرسي وحطيت رأسي بين إيديا، وكأنها بتقل جبال، كانت تقيلة أوي ومجرد رفعها بس مجهود بالنسبالي، حسيت في سخونة خارجة من عيوني زي اللي صابها نار مش حَمار.
حسيت بحد بيقعد جمبي خرجت راسي من بين إيديا وبصيت جمبي لقيت “فريدة” بتبصلي نظرة احتوتني، عيونها حضنتني وطبطبت عليا من غير ما تاخد بالها من كده.
___________________
_ فريدة.
كنت على وشك إني أنام، سمعت نداء ماما ليا، قومت قعدت على السرير وأنا بقول بنبرة تأكد مدى احتياجي للنوم: ماما؟ مالك يحبيبتي في حاجة؟
قالتلي بقلق: كنت عايزة أحكيلك حاجة بس توعديني إن طنط يسرية متعرفش عنها حاجة أبداً.
قلق نبرتها صاب قلبي واتنقله، قولتلها بخفوت: في إيه يماما؟
_ أدم مش إبن سِليم يا فريدة.
جملة طيرت النوم من عيني، اتعدلت على السرير وسألتها بعيون لامعة وقلب زاراه بصيص الفرحة: ي..يعني إيه؟
بدأت تحكيلي اللي “سليم” حكاه ليها في قعدتهم سوا، كذا شعور مروا عليا في وقت واحد، الأسى والحُزن لحال طنط يسرية؛ لإنها متستاهلش إنها تتخان بالطريقة دي!!!! إزاي قدر يخدعها طول السنين دي كلها!! مهتمتش أوي إني أعرف إجابة السؤال دا، بسبب الشعور التاني اللي احتل كياني كله ألا وهو فرحة رجوع “سِليم” ليا مُجرد بدون أي مشاركة فيه سواء كان من زوجة أولى أو إبن، دلوقتي بس أقدر أقول “سليم” رجع من سفره، كنت بعيط…بعيط أوي، دموع امتزجت بضحكة واسعة، زارتني دموع الفرحة من تاني بعد غياب.
“ريم” دخلت فجأة وهي بتقول: ماما الحقي طنط يسرية.
عرفنا إن “أدم” دخلت في حالة تسمم ولبست أنا وماما ومشينا لطنط يسرية، كنت خايفة على الطفل، وكنت خايفة أكتر على “سِليم”، باين عليه متعلق أوي بيه من خلال كلامه مع ماما، اتمنيت السلامة والشفا للطفل، شعوري ناحيته حالياً مختلف 180 درجة عن أول مرة شوفته فيها، حسيت ناحيته بمشاعر…أمومة!
أول ما دخلنا المستشفى ووَصَلت، عيوني راحت ل “سليم” كانت همومه متكمنه منه وبينته عجوز، رغم إنه لسه بيشق طريقه، خطيت خطواتي تجاهه، كنت عايزة أطبطب عليه وأواسيه بضمه ليا بس للأسف مينفعش، قعدت جمبه واستنيته يحس بوجودي، رفع عيونه الحمرا لعيوني، انهزامه كده حسسني بالوجع، جاهدت نفسي وقتها إني مطبطبش واكتفيت باللغة العظمى للتحدث، اللغة الخالية من أي تزييف، لغة العيون.
_ بتعملي إيه هنا؟
سألني بنبرة متحشرجة، جاوبته بنبرة فيها مِن الأمان ما يكفي لإزالة قلقه: هيبقى كويس يا سِليم.
بصلي زي الطفل وقالي بخوف: طول جوا أوي يا فريدة، أنا خايف عليه أوي، تفتكري هيطلع حي؟
كان محتاج اللي يدوب قلقه ويحط محله أمان وطمأنينه، وحبيت أقوم بالدور دا وأنا بقول بثقة ويقين: أفتكر يا سِليم..أفتكر أوي كمان، خلي عندك ثقة في ربنا، ولو على إنه طول ف دا بسبب إنه أخد كمية كبيرة، بس الدكاترة هنا شاطرين وبيعملوا أقصى ما عندهم عشان ينقذوه، عشان كده اتأخروا شوية.
قالي بدون مقدمات: فريدة أنا بحبك، مش مستعد أخسرك أنا من غيرك مش هيبقى ليا لا هدف ولا حياة، أنا عملت كل دا عشانك، كل اللي أنا فيه دا عشان أقدر أتقدملك وأبقى قد مسؤولية بيتنا وحياتنا..فاكرة؟
عيوني قررت تعمل حاجز بيني وبينه وكونت دموع، حركت راسي ليه بمعنى فاكرة وقولتله: عمري ما نسيت يا سِليم كنت بصبر نفسي بالجملتين دول طول ال 4 سنين اللي فاتوا، بس أنت قسيت في بعدك أوي، غيابك طال أكتر من اللازم يا سِليم.
قالي بلهفة وأسف: حقك عليا، أنا والله كنت محتاس وتايه م…
قاطعته بعتاب ولمعة بانت في عيوني أثر دموعي: كنت هدلك، كنت هبقى معاك، على الأقل كنا هنبقى سوا.
بص في الأرض ورجع قرر أسفه تاني: أنا أسف.
مكنش عنده إجابة لعتابي بس كان عنده أسف واعتذار يكفيني، ويكفي للعفو عنه…إزاي معفيش عنه وهو حبيبي! العفو خُلق مخصوص للأحباب.
الدكتور خرج بعد فترة وكلنا قومنا ناحيته وقال بإبتسامة: الحمد لله الطفل كويس بس..
“سِليم” قاطعه: بس إييه؟؟
قال بتوضيح: هيفضل شوية في عناية الأطفال عشا شاكين إن في ميه على الرئة بس متقلقوش الصعب عدى الباقي مقدور عليه بإذن الله.
حمد ربنا بدأ يتردد على لسانا كلنا، “سِليم” سأله نقدر نشوفه أمتى، الدكتور قاله إنهم هينقلوه بعد ما يفوق، بصلي وابتسم وهو بيقول: بقى كويس يا فريدة.
حركت راسي وابتسمت للهفته وفرحته برجوع “أدم” من تاني.
طنط يسرية وقفت قدام “سليم” وقالت ببُكا: أنا أسفة يا سليم، والله ما أعرف دا حصل إزاي.
مسح دموعها وقالها: مش مهم أي حاجة يا ماما، أدم بقا كويس ودا اللي يهمني دلوقتي، متعيطيش بقا هتحضري خطوبتي بدموعك دي يعني؟
طنط يسرية بصتلي وسألت: بجد؟
حركت راسي وقولتلها: جد الجد كمان.
سألتني بشك: و…أدم؟
كلهم بصوا ليا بترقب، ابتسمت وقولتلهم: هتعبره إبني بقا وأمري لله.
“سِليم” كان ليه شرط، إن والدته متعرفش حقيقة الطفل دا، وبصراحة كبر في نظري أكتر وأكتر، حسيته راجل أعتمد واتسند عليه وأنا مغمضة.
“أدم” أتنقل للأوضة بعد ما فاق، لهفة “سِليم” عليه وحبه ليه،
حببويني فيه “سليم” بصلي وشاورلي إني أقرب ليه، كان بريء وجميل، “سليم” بص حواليه لقاهم بيتكلموا قرب مني. وهمسلي: هتحبيه ويحبك…
كمل جملته وعيونه دايبه في حضن عيوني: زي ما أنا بحبك كده.
_______________
بعد ما ظهرت نتيجة فحص ما قبل الزواج، عرفت إن عندي عُقم ومش هقدر أخلف، وقتها اتصدمت ومكنتش عارفة ليه الدُنيا مصممة تعند معايا كده! ليه كل ما أضحكلها تبكيني!!!
قررت أسيب “سِليم” ملوش ذنب يتحمل إنه ميكونش أب لإبنه من صلبه ودمه.
_ جيبانا على السطح ليه يا ديدا؟ عايزة تعيدي الذي مضى ولا إيه؟ والله العظيم يبنتي إحنا اتخطبنا بقا مسموحلنا نتقابل في مناطق عامة عادي.
بص لوشي لقاني في ملكوت تاني وعالم غير العالم، وقف قدامي وسألني: مالك يا فريدة؟ في إيه؟
_ أنا مش عايزة أكمل يا سِليم.
قولتهاله وعيوني بتكدب طلبي، عصتني وبكت..بصيت لبعيد وأنا بخلف عيوني عنه.
= يعني إيه؟ أصدق مين دلوقتي؟ عيونك ولا كلامك؟
بصيتله وقولتله ودموعي على خدي: أنت ملكش ذنب يا سِليم.
سألني وملامحة رسمت جهلة لسبب بكايا: بتعيطي ليه طيب؟ وذنب في إيه أنا مش فاهم حاجة!!
_ نتيجة التحاليل طلعت و…
مقدرتش أكمل مقدرتش أعترف إن عندي عقم وإني مش هبقى أم!!!!! دموعي زادت وشهقاتي عليت.
فتح موبايلي وهو بيحاول يهديني: بتعيطي ليه طيب؟؟ طب ممكن تهدي؟ هشوفها أهو.
بص في الموبايل ورجع بصلي، وقالي: فريدة بصيلي ممكن؟
رفعت عيوني ليه، قالي بنبرته الدافية: أنا مكتفي بأدم وبيكِ صدقيني مش محتاج أطفال تاني والله العظيم ما عايز، أنا عايزك أنتِ.
مسحت دموعي وقولتله: بتقول كده دلوقتي بس لكن بعدين غصب عنك هتحتاج إبن من دمك وممكن تتجوز عليا وأنا مش هتقبل الفكرة دي خلينا ننهيها دلوقتي أحسن، إحنا لسه على البر زي ما بيقولوا.
بصلي وقال: أنتِ شايفة إننا على البر، دا أحنا بقالنا فوق ال 10 السنين سوا، أنتِ معايا من وأنتِ في إعدادي يا فريدة، لو كل دا بر على كده ف إحنا كده خللنا.
قولتله بأنفاس متقطعة بسبب بُكابا: س..سليم أنا مش بهزر، مش عايزة أصعب عليك بدموعي، بكرا هتعود وأنت كمان ربنا يوفقك.
قالي بنبرة تحمل عتاب: وتبقي لغيري وأبقى لغيرك!!! هتستحملي تشوفيني عادي مع واحدة تانية، ولا أنتِ فكرك أنا هسيبك لغيري بعد كل دا؟!!!
قولتله بتأكيد: اه بعد كل دا، لإن السبب كافي ومقنع صدقني مش هزعل منك ولا هشيل منك، أنا عذراك ومعاك في الخطوة دي.
قاطعني وهو بيقول: أنا مطلبتش منك تعذري أنا مش طالب غير إنك تبقي معايا وبس، أفهمك إزاي إني مش محتاج غيرك أنتِ وأدم؟ ربنا عوضنا من قبل ما نعرف بالطفل دا، ليه عايزة تبعديني!!
رفعت عيوني ليه وقولتله ببُكا: مش هتحمل تشاركني فيك واحدة تانية بعد ما نتجوز.
نظراته قالتلي برجا كفاية بُكا، وشفايفه كانت مُصره على جملتها: مش عايز غيرك، مش بعد كل دا تقوليلي نبعد، بعينك الحلوة دي يا فريدة يا بنت أم فريدة.
__________________
” بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”
لو كنت مع حد تاني والجملة دي اتقالت كنت هبقى في قمة بؤسي، لكن أنا مش مع أي حد، أنا مع “سِليم” حبيبي وصاحبي وأكتر إنسان يستحقني وأستحقه، مش عارفة دماغي كانت فين وأنا بقوله نبعد، محستش بأي حاجة بعد الجملة دي غير درعاته وهي بتضمني ليه، أول ما ضمني حسيت وقتها إني وصلت البيت، غمضت عيوني وقررت مشوفش ومسمعش أي حاجة غير نبضات قلبه اللي كانت عالية، وحاسة بيها بتضرب في قلبي “بيته”.
“أدم” كان لابس بدلة وجه علينا، أو بمعنى أصح جه عليا، حبيت أقوي علاقتي بيه طول فترة خطوبتي ل”سِليم” وبالفعل نجحت بكده وبجدارة.
_ كفاية أحضان يعم أدم أنت جاي تقطع عليا ولا إيه.
قالها “سِليم” بغيرة، “أدم” خرج من حضني وبصله وسأله ببرائه: ما..ما؟
“سليم” ابتسم وقاله: اه يروح أمك أخرج بقا.
بصيتله ورفعت حاجبي وقولتله: أمك أنت يا سِليم، أتلم.
_ أتلم !! وبالنسبة لأمك اللي أنتِ قولتيها دي عادي يعني!
ضحكت وقولتله: لا مش عادي بس أتلم عايزين نربي والواد تربية سليمة.
حط إيده على كتفي وقال: أنا واثق إنك هتبقي نِعم الأم يا فريدة بحنيتك وسماحتك وأخلاقك، ربنا يديمك ليا ويديمني ليكوا يارب.
ضمنا أنا و”أدم” في حضن واحد واتاخدت أدفى صورة تُعبر عن المنزل بطريقة عفوية غير مرتب لها.
بدلنا الدبل من اليمين للشمال على صوت أم كلثوم وهي بتقول: يارب تفضل حلاوة سلام أول لُقا في إيدينا، وفرح أول معاد شموع حوالينا ويفوت علينا الزمان يفرش أمانه علينا’🤍)
بدأنا نرقص سلو سوا في تناغم وهدوء وحُب، شوفت نفسي جواه، عيونه مكنتش لحد غيري، شاريني وباقي على وجودي، كنت عايزة أصرخ من فرحتي وأقول بعد 10 سنين مريت فيهم بمراهقة ونضوج وبُعد وفراق اتكتبلنا اللقا من تاني وبقيت مراته، أنا حَرم حبيب عيوني سِليم.
ضمني وهمس في وداني بهيام وحُب: بحبك يا فريدة
حاوط راسه بإيديا وجاوبته بحُب متبادل: وأنا كمان بحبك يا سِليم.
“نحن هنا بإحضان مَن نُحب حيثُ تتحقق الأماني’❤️)
#النهاية

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لا أريد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى