روايات

رواية لا أريد الفصل الأول 1 بقلم دنيا فوزي

موقع كتابك في سطور

رواية لا أريد الفصل الأول 1 بقلم دنيا فوزي

رواية لا أريد الجزء الأول

رواية لا أريد البارت الأول

لا أريد
لا أريد

رواية لا أريد الحلقة الأولى

“بخاف عليك وبخاف تنساني”
كنت قاعدة في البلكونة ماسكة كوباية الشاي وبسمع الست ونبرة خوفها ملازماني، عموماً فهماها..لقيت صوت داخل يرد على صوت الست وبيقول:
_ حبيبتي دا نساكِ أصلاً، المفروض يكون الموضوع أنتهى بالنسبالك.
بصيت ورايا وضيقت عيوني بغيظ وأنا ببص لريم اللي كل ما تلاقيني بدأت أطير تقصلي جنحاتي بكلامها.
جاوبتها بثقة وعناد: أبداً أبداً أبداً…عمره ما هينساني.
قربت مني وسحبت الكوباية من أيدي وسألتني: جايبه الثقة دي منين؟
هلت نسمة هوا منعشة خلتني ابتسم وأنا بجاوبها: حنيتي، أنا كنت حنينة عليه أوي يا ريم…مين غبي ممكن يهجر حبيب حنين عليه؟
قعدت في الكرسي اللي جمبي وقالتلي بخوف على كسرتي في يوم من الأيام: فريدة يا حبيبتي مَر على أخر مرة شوفتوا بعض فيها 3 سنين وداخلين في الرابعة، ومن بعدها متكتبلكوش لُقا تاني، ليه مُصرة عليه أوي كده!
مازلت مبتسمة بس حماسي قل وأنا بجاوبها: سافر يا ريم، سافر يكوّن نفسه عشان يرجعلي وهو قادر وكفيل يشيل مسؤولية وجودي معاه، أنساه ليه!! هو واعدني إنه هيرجعلي وإننا هنبقى سوا.
قالتلي بنبرة عتاب عالية: تقومي توقفي حياتك لأجل كلمة من واحد غريب لا تعرفيه ولا يعرفك!!
حاولت أدافع عنه وأنا بقولها: مش غريب، سِليم مش غريب يا ريم وأنا وأنتِ عارفين دا كويس.
سألتني بكل جدية: يقربلك إيه يا فريدة.
كنت لسه هكمل دفاعي لقيتها بتقول بإصرار: يقربلك إيه يا فريدة!!!!!!
قولتلها بإستسلام: تمام، جارنا بس متربي معانا من وإحنا صغيرين، وواكلين عيش وملح سوا، دخل بيتنا ودخلنا بيته يبقى مش غريب عننا.
بصتلي كتير من غير ما رد هربت بعيوني منها، مش عايزة واقع وكلام صارم، عايزة أحلامي عايزة أعيش جواها ويا سلام لو أخرج بيها لأرض الواقع والاقيه معايا، اتنهدت وأنا بقول جوايا “يا ترى فاكرني يا سليم زي ما أنا فكراك ولا البعاد لهاك عني”
افتكرت ليلة سفره ليلة فارقنا.
فلاش باك
_ هتسافر يا سِليم؟
قولتها بخوف ولهفة، جاوبني هو بنبرة هادية: سنة ولا سنتين بالكتير أكون فيهم نفسي وهرجعلك تاني.
المفروض إنه كده بيطمني بس خوفي زاد أكتر، سنتين, 24 شهر, يعني 730 يوم!!!
قولتله بنبرة هشة، نبرة ما قبل البكاء: كتير يا سليم، الغيبة هتطول والغيبة تخلي الناس تنسى الناس.
حاول يقنعني ويهديني وهو بيقول: يا فريدة يا حبيبتي أنا هقعد هنا أعمل إيه، أنتِ عارفة اللي فيها مفيش تقدير هنا للي زيي لكن برا محتاجين المترجمين اللي زيي، أنا هنا ممحي مليش قيمة ولا أهمية..صفر.
بصيت في عيونه وقولتله بحُب ولمعه بدت في عيوني أثر سماعي لخبر رحيله: بالنسبالي مش كده لا كنت ولا هتكون كده.
خد نفس عميق زي الغريق اللي بيحاول ياخد نَفس وقالي: متصعبيهاش عليا يا فريدة، صدقيني فراقك صعب عليا زي ما هو صعب عليكي ويمكن أكتر، بس شئ لابد منه عشان أقدر أجيلك وأنا قد المسؤولية.
حاولت مبكيش بس مقدرتش، الفراق بعد التعود صعب يشبه سحب المخدر من الجسم مرة واحدة!
_ دموعك غالية يا فريدة.
قالهالي وعيونه بتترجاني مبكيش، عيونه ضمتني بنظرة دافية منه، جاوبته وأنا بمسح دموعي بإيدي بس عيوني مازالت أسيرة عيونه: والغالي للغالي يا سليم.
قرب راسه إنش وقالي: ممكن أقبل حاجة تاتية وهتبقى غالية برضو على فكرة.
ضميت حواجبي وقولتله بتحذير: سليييم.
رفع إيده وقال وهو بيبرأ نفسه: أنتِ اللي دماغك وحشه على فكرة أنا كنت هطلب صينية مكرونة بشاميل.
نهى جملته بغمزة ضحكت وقولتله: يواااد؟
ابتسم ابتسامة نستني إحنا جايين هنا ليه ولا أحنا فين أصلاً، بايني كده والله أعلم مدلوقة، قالي بإبتسامته الواسعة: يقلب الواد.
كمل جملته بإبتسامة خبيثة: معنديش مشكلة أعرف أنتِ فكرتيني هقولك إيه واخده بالمرة.
كشرت وقلبت وشي وأنا بقوله: هتاخد على دماغك مني بإذن الله، أنا مااشية.
= يستار يارب إيه التغير المفاجئ دا ما كنا مولعين شموع وحلوين إيه اللي حصل.
سبته ومشيت، مقدرتش أخفي ابتسامتي على كلامه، سمعته بيقول بصوت عالي ونبرة مبتسمة: متنسيش المكرونة.
بصيتله بتحذير إننا على السطح وممكن حد يسمعنا، حط إيده على شفايفة وبعدها شاورلي بإيده وهو بيهمس: كله زي الفل.
سكت شوية وبعدها ندهت عليه بنبرة رجا شبه مسموعه: سِليم.
بس هو لقطها وسمع ندائي ليه، جاوبني بعيون مُحبة: مش هنساكِ يا فريدة، هرجعلك تاني بإذن الله.
جملتين دوبوا حِمل وطمنوا قلبي، لحد دلوقتي مش قادرة أفهم اللي ملوش حبيب يطمنه جايب منين طاقة يكمل وحده!!
رجعتني من أفكاري نسمة هوا عالية غمضت عيوني واتردد في ودني صوت حزين بيقول “سافر حبيبي وداخل يودعني، بكى وبللت المحارم وأنا قولت إيه يعني، والله فراق الحبايب مُر يوجعني”
____________________
_ لا متهزرش!
= اه والله نازل قريب.
_ أخيراااا.
= وحشتني يواد يسيف.
_ مش مهم أنا.
= تقصد مين؟
_ لحقت تنساها!!
= أبداً، مقدرش.
_ ما أنت فاهم أهو أومال بتتغابى ليه!
= اتغيرت؟
_ خايف أقولك أحلوت تتغابى عليا.
= ولااااا!!!!!! متستعبطش.
_ شوفت بقا إنك واخد الغباء أسلوب حياة.
= زي ما أنت واخد قلة الرباية كده.
_ يعم دي أختي ومرات أخويا أكيد مش هبصلها.
= خليك برا الموضوع احتياطي برضو مضمنكش…بتضحك!!
_ أنا قاعد مؤدب ع الدكة أهو بس ع الله تسامحك بقا يا مفترى وعدتها بسنة سنتين بالكتير أوي، جايلها بعد 4 سنين!!!
نبرتي أتغيرت، صابها شئ من الإنطفاء، بلعت شئ يشبه العلقم وأنا بقوله: غصب عني يا سيف..صدقني غصب عني.
جاوبني بقلق: أكيد مصدقك بس في إيه مال صوتك أتغير كده ليه؟
توهت فجأة وأفكاري خدتني لحيطة سد، جاوبته زي المغيب: هحكيلك أكيد بس في الوقت المناسب.
________________
_ بجد يا سيف؟
قولتها بفرحة وابتسامة واسعة صابها الأمل من تاني، جاوبني بتأكيد: اه والله هينزل بعد بكرا بالكتير.
ابتسامتي هديت وأنا بقوله: الله يسترك بلاش جملة بالكتير دي لحسن أنا اتخدعت فيها كتير أوي قبل كده.
حك دقنه وقالي بإحراج من موقف أخوه تجاهي: معلش يا فريدة اعذريه أكيد في سبب.
بصيت لبعيد وجاوبته: قاعدة مستنية عذره عن سبب الغيبة الطويلة دي…المهم إنه بخير.
ابتسم وقالي: الحمد لله.
اكتفيت بتحريك راسي ودماغي عماله تودي وتجيب، من بعد سفر “سِليم” وأنا مقدرتش أتواصل معاه، ودا لأني معرفتش ألاقي طريقة أتواصل بيها معاه، لا أكونت ولا رقم ولا أي حاجة، ولمَ وصلت لعيلته أول مكالمة منه فرحت وقولت مش مهم أتواصل معاه يكفيني إنه بخير، مرة في مرة مبقاش يسأل عني، زعلت؟ يمكن…بكيت؟ بدل الليلة ليالي وبرضو قولت يكفيني إنه سالم وبخير، الحُب وصلني معاه لمرحلة أقدر أقول إنها عبارة “غُلب”، أخدت من طاقتي كتير ومن صبري 4 سنين بان أثرهم فجفونى وتحت عيوني…بس فداه، فدا سلامته.
____________________
” يا حبيب إمبارح وحبيب دلوقتي، يا حبيبي لبكرا ولأخر وقتي ياااا حبيبي”
كنت واقفة ماسكة الفستان بتاعي وعماله ألف بيه وأنا بسمع الست وبغني معاها بصوت عالي، تُعتبر أم كلثوم هي رفيقة أي حالة مزاجية تصيبني.
بصيت على الباب لقيت “ريم” واقفة وساندة على الحيطة وبتبصلي بنظرة عارفة محتواها، قررت أسحبها من أيديها ترقص معايا رقصة كلاسيكية على الأغنية الرايقة دي، في الأول عاندت معايا وبعدها بدأت تستجيب وصوت ضحكاتنا بدأت تعلى، تعبنا من اللف ف اترمينا على السرير، فضلنا نبص للسقف ونَفَسنا شبه سطحي، وفجأة قطع الصمت صوتها المصحوب بنفسها السريع.
_ لسه مصممة ترجعيله تاني؟
= أكيد مش علطول لازم ياخد جزاته على كدبه وهجره ليا بدون سبب كده.
_ وبعدها؟
= هحبه وهداوي جرحه وغربته.
_ حنيتك مش هتفيدك بالعكس دي هتخليه يتمرد أكتر إسمعي كلامي.
= متخوفنيش الله يسترك أنا حاطة أيدي على قلبي ليكون نساني أصلاً!
_ توقعي الأسوأ عشان متتصدميش.
= يبنتي هو أنتِ مرات أبويا في إيه مالك ما تهدي كده وتاخدي نفسك شوية!!
_ يحبيبة قلبي أنا خايفة عليكي، الكسرة بعد العشم وحشة، أثرها بياخد وقت عشان يتداوى، بلاش عشم زيادة يا فريدة.
كلامها قلقني من كتر ما هو صح، مصداقيته صابت جزء فيا بالخوف، جه في بالي صوت فيروز وهي بتقول” تعبانة وبدي حاكيك، حاكيني الله يخليك”
__________________
_ لا مش مصدق عيني إني شايفك، نضفت يواد يا سليم وبقيت إبن ناس كده.
= بطل بواخه وهات حضن.
_ خش في حضن أخوك خش يمكن تصيبني عدوى الأجانب ولا أي حاجة من ريحتهم أنا راضي.
فجأة “سيف” اتسمر مكانه عيونه كانت متسلطة ورايا، قالي بإستغراب: إيه دا!!!!!!!
_________________
جهزت نفسي ولا العروسة في يوم فرحها ساعتها سألت نفسي وأنا بتخيله قدامي ” لسه الجميل بيقول عليا جميل؟”
سمعت صوت عربية جريت على الشباك وأنا بشد الستارة، نبضات قلبي عليت…. 4 سنين!!!! كررت الرقم بخضة وأنا بحط أيدي على شفايفي كذلك دموعي انسابوا، 4سنين شوق وهجر وحنين وبكا و…لهفة لأجل اللقا، دا الأبنودي مستحملش شهرين، مستحملش 60 شمس و60 ليل!!!
كان لسه هيخرج من العربية سحبت الستارة تاني بسرعة، سندت بضهري على الشباك وضغطت على عيوني وأنا بحط أيدي على قلبي في محاولة مني إني أهديه، ابتسمت وأنا بردد إسمه “سِليم”.
_________________
أول ما رجلي خطت برا العربية، عيوني تلقائي جت على بلكونتها، وبعدها بعدت شوية بنظري لفوق…للسطح، ياما اتقابلنا فوق، ياما شهد على حكاوينا وضحكنا في اللحظة دي اتردد على سمعي أصوات ضحكاتها المختلفة، أصوات تتعمل نغمة تفوق السكران أو يمكن تسكره أكتر من سحرهم والخدر اللي بيسري في دمي أثر سماعهم، حَنِيت راسي بأسف وأنا بردد جوايا باعتذار خالص ” يا ترى هتسامحيني؟ لسه فكراني؟ اعتذاراتي هتكفي وتداوي فراق 4 سنين؟”
كل سلّمه خطيتها فكرتني بذكرى مختلفة بينا، كل خطوة بتقربني منها هي نفسها اللي هتبعدني عنها.
وفي عز خُطايا لقيت ضلها ظهرلي، رفعت راسي ليها أملي شوقي منها، لسه حلوة…بل أحلى مما تخيلت، كانت زي الربيع برونقها وجمالها، عيونها لسه حملالي الشوق الممزوج بالعتاب، إتأوهت جوايا وأنا ببعد عيوني كأن جمالها شعاع مش قادر أبصله أكتر، 4 سنين…الجمال دا استغرق 4 سنين عشان ينضج ويتخلى عن بقايا الطفولة اللي سيبتها فيها.
لسه هتبدأ ترحب بيا سمعت صوت جاي من ورايا: ب..با..با.
بصت فجأة للطفل اللي عايز يجيلي وبيشاورلي إني أشيله، بصيت عليها لقيتها بتبصله بصدمة ورجعت بعيونها ليا بس…الشوق واللوم اختفوا وحل محلهم الصدمة وهي بتقول بغصة: إييييه!!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لا أريد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى