رواية لأجلك أحيا الفصل العشرون 20 بقلم أميرة مدحت
رواية لأجلك أحيا الجزء العشرون
رواية لأجلك أحيا البارت العشرون
رواية لأجلك أحيا الحلقة العشرون
تلك اللحظة تمنت كثيرًا أن لا تواجهها، تلك اللحظة خافت كثيرًا منها، هي قلبها يحترق من أجل إبنها، والأدهى أنها السبب في ما وصل إليه، أقتربت منها عدة خطوات وهي تنظر لها بعينين حزينتين.. لمعت عيناها بالدموع وهي تهز رأسها إيجابيًا هامسة:
-أيوة أنا السبب.
أتسعت عيناها بذهول قبل أن تقبض على خصلات شعرها وهي تصرخ بعصبية:
-وليكي عين تقولي آه أنا السبب، وكمان أعدة هنا ليه، مستنية منه إيه، إنطقي؟!!!!..
وقف “وافي” أمامها ونفض يدها عن خصلات شعر شقيقته وهو يهدر بصرامة:
-شيلي إيدك من عليها، أنا مقدر إللي حضرتك فيه بس لازم تعرفي أن أصهب باشا دافع عنها من نفسه محدش أجبره على ده.
صرخت “شاهيناز” بعصبية مشيرة بيدها:
-إطلعوا برااااااااا، محدش له دعوة بإبني، براااااااا.
ردت “تيجان” عليها وهي تحاول رسم إبتسامة على وجهها هاتفة:
-حضرتك بذات مش هقدر أقولك حاجة، عندك حق فكل كلمة بتقوليها، بس أرجوكي سبيني لغاية ما أطمن عليه، أرجوكي.
دفعتها “شاهيناز” بقوة وهي تهدر بشراسة:
-مش قادرة أتحمل وجودك، إطلعي براااااااا وإلا مش هرحمك، براااااااا.
صراخها بذلك الغضب المشحون جعل “راجي” يخرج من غرفة الأستراحة ويركض نحوهم، وحينما رأى غضب زوجته أمام تلك الفتاة، حاول أن يتدخل حيث قال بهدوء:
-شاهيناز ده مش وقته خالص، على الأقل لما نطمن على إبننا الأول.
أستدارت له وهي تقول بعصبية مفرطة:
-ما هي السبب فإللي هو فيه، خليها تطلع برا يا راجي هي وإللي معاها وإلا هعمل تصرف مش هيعجب حد.
قبض على كتفيها برفق وهو يقول بصرامة دون أن يرفع صوته:
-أهدي، أهدي يا شاهيناز، البنت ملهاش ذنب فعلاً و..
قاطعته وهي تصرخ بصوتٍ عال غاضب:
-إزااااااااي؟؟… إنت عاوز تجنني!!!..
لن يستطيع أن يقول تلك الحقيقة أمام الجميع، تلك الحقيقة المريرة التي يود إخفاءها على زوجته ولكن من الصعب أن يفعل ذلك، لذلك سحبها على غرفة الأستراحة وهو يقول:
-تعالي الأول معايا.
تابعتهما “تيجان” حتى أختفا عن أنظارها، عادت تحدق في الحائل الزجاجي، هبطت دموع الحارة على وجنتيها، لك تكن تتخيل أنها ستراه في تلك الحالة أبدًا، حبست صوتها وهي تطلع له وهتفت:
-عمري ما تخيلت للحظة أن كل ده هيحصل.. وبسببـي!!..
أقترب منها “يسر” قبل أن يقول بجدية:
-أصهب قوي، وهيعدي من الأزمة دي على خير إن شاء الله.
هتفت “تيجان” بتنهيدة حارة:
-أصهب لو مات، أنا هضيع وناس تانية هتضيع.
عقد ما بين حاجبيه وهو يسألها:
-قصدك إيه؟؟..
ردت عليه بلهجة واثقة:
-أنا واثقة أن جده مش هيسكت، وأكيد هو دلوقتي بيحاول يفكر أنه إزاي يرجع هيبته.
تسائل “وافي” بعمق:
-تفتكري شخص زي ده ممكن يعمل إيه؟؟..
ردت عليه بتوتر:
-أنا خايفة أنه يفكر يوصل للسجينات عشان يقتلهم، لأن دي حاجة هترجعله الهيبة والناس هترجع تخاف منه.
حرك “يسر” رأسه بعدم إستيعاب قبل أن يهمس:
-دي تبقى كارثة!!!!..
إبتسمت “تيجان” فجأة مرددة:
-وأنا عندي حل للكارثة دي قبل ما تحصل.
تسائل “وافي” بإهتمام ملحوظ:
-إزاي؟؟..
سحبت نفسًا عميقًا قبل أن تقول:
-أول حاجة إنتوا هتنفذوا الحل ده دلوقتي من غير مقدمات كتير، لأن الهامي لئيم وذكي، ممكن يوصلهم فأي لحظة.
قال “يسر” بثقة عالية:
-إحنا نقدر نعمل أي حاجة بعون الله، كفاية إللي عمله.
قالت “تيجان” وهي تحاول الوصول إلى نقطة ما في عقلها:
-بس هنحتاج مساعدة والده “راجي” باشا!!..
*******
جلست “شاهيناز” على المقعد تبكي بصمت، تحدق أمامها في نقطة فراغ، وقلبها يتزايد نبضات من كثرة الإشتعال خاصةً بعد أن علمت وراء ما حدث لوحيدها، أغمضت عينيها بألم وهي تهمس:
-إبني ضاااع، إللي كنت خايفة منه حصل، إبني ضاع يا راجي.
جلس بجانبها قبل أن يقول بجدية:
-بطلي عبط، الهامي مش هيقرب من حد فينا يا شاهيناز، زمن الصمت والخوف تنسيه، تأكدي أن الموضوع هيخلص قريب.
همست بذهول وهي تفتح عيناها:
-إزاي؟؟.. إنا طول عمري خايفة أن لحظة زي كده تيجي، دلوقتي بتقولي إطمني!..
هتفت بقوة متسائلاً:
-شاهيناز، إنتي بتثقي فيا ولا لأ؟؟..
أجابت بدون تفكير:
-طبعًا واثقة فيك.
إبتسم بخفة قبل أن يقول:
-يبقى إطمني، إذا كان هو الهامي، فأنا إبن الهامي بردو.
******
بعد قليل، خرج “راجي” من غرفة الأستراحة كي يجيب على هاتفه، وبالفعل ظل لعدة دقائق يتحدث عن أمرًا ما، وما أن أنهى المكالمة حتى أستمع إلى صوت تلك الفتاة الشابة مُنادية عليه، أستدار بجسده لها وهو يرمقها بنظرات جادة متفحصة قبل أن يقول:
-عاوزة إيه؟؟.. خير؟؟..
سحبت “تيجان” نفسًا عميقًا قبل أن تقول بتوتر طفيف:
-أنا عارفة ان والد حضرتك هو السبب فاللي حصل لده كله.
قطب “راجي” جبينه بقوة، قبل أن تتابع بقلق:
-أنا عارفة أن حضرتك كنت مع أصهب في حكاية السجن دي، فعشان كده لازم أقولك أنهم ممكن يتأذوا دلوقتي.
أقترب منها عدة خطوات متسائلاً بتعجب:
-مش فاهم قصدك، وضحي؟!..
-كنت عاوزة أقول أنه دلوقتي ممكن يحاول يأذي السجينات لدرجة أنه ممكن يفتلهم، كنوع من أسترداد الهيبة والقوة بعد إللي أصهب عمله.
أتسعت عيناه إتساعًا طفيفًا وهو يقول بصدمة:
-إزاي مخدتش بالي من النقطة دي، هو أكيد هيعمل كده، لازم ألحقهم.
تمتمت “تيجان” ببسمة صغيرة واثقة:
-أنا جاية لحضرتك ومعايا الحل.
******
جلس على مقعده الجلدي محاولاً التفكير بعمق، أغمض عينيه للحظات معدودة محاولاً أن يصل إلى خطة ما بعد فشل الأولى، ولكن وجود “أصهب” سيجعل كل شيء يتغير، لذلك هب واقفًا يعبث بهاتفه قبل أن يضعه على أذنه ثم قال بصيغة آمرة:
-وجوده خطر، فلازم نخلص منه قبل ما يفوق.
تابع بصوتٍ شيطاني وعينين مخيفتين:
-إبعت حد يروحله المستشفى يخلص عليه، عاوز أحتفل بخبر موته النهاردة.
أنهى المكالمة وقد تقوس فمه بإبتسامة شيطانية هاتفًا بشرٍ دفين:
-هعرف أنتقم صح منك يا بنت الـ(….) وإلا مبقاش حمــزة العشري.
******
لاحقًا، ظلت “تيجان” واقفة أمام الحائل الزجاجي تنظر له بنظرات غريبة.. غير مفهومة، وضعت يدها على مكان قلبها تستشعر نبضاته السريعة، ضيقت عيناها بريبة حينما لاحظت حركة أصابعه، هزت رأسها سلبًا كي لا تشعر أنها تتخيل، ولكن تأكدت من ذلك حينما فتح عيناه فجأة، هنا صرخت بكل قوتها وهي تلتفت حول نفسها:
-دكتــور، فتح عينه، دكتــــور.
******
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك أحيا)