رواية لأجلك أحيا الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم أميرة مدحت
رواية لأجلك أحيا الجزء السابع والثلاثون
رواية لأجلك أحيا البارت السابع والثلاثون
رواية لأجلك أحيا الحلقة السابعة والثلاثون
الحياة لم تكن عادلة معها منذ وفاة والدها، تمنت كثيرًا الراحة والأمان لكن لم تجدهما إلا بعد بحث طويل، وكأن ثمنهما يفوق قدرتها.
ترقرقت الدموع في عينيها وهي تنظر له ببهجة فتعانقت نظراتها مع نظراته الواثقة، وقد ألتمعت عيناه بوميض لا يمكن أن يراه إلا هي، جذبها نحوه يقبض على يدها قائلاً بلهجة قوية.. شديدة الحزم:
-زي ما الكل بيحترمني وبيخاف يغلط ليتعاقب، تيجان هتبقى فنفس مكانتي في حالة عدم ظهوري ليكم، كلمتها هتبقى زي السيف زي كلمتي بظبط.
نظرت إليهم “تيجان” تستشف ردود فعلهم، فوجدتهم يحركون رؤوسهم بإيماءة خفيفة والهدوء يغلف تعبيرات وجه كل منهم، تابـع “أصهب” وهو يشير بإصبعيه بحدة:
-وأنا عند وعدي، مش هحكم إلا بالحق، وإذا خالفت بوعدي همشي من القرية لدرجة أنه صعب حد يوصلي بعدها.
سألته إحدى الفتيات بحماس:
-طب وإمتى الفرح؟؟..
إبتسم “أصهب” تلقائيًا وهو يلتفت برأسه لـ”تيجان” مجيبًا بعذوبة:
-إحنا كتبنا الكتاب من يومين، وقريب جدًا هنحدد ميعاد الفرح.
صدحت صفارات وصيحات صاخبة، وتعالت التهنئات والمباركات لهم في خضم التصفيق الحار، في حين أشار “أصهب” بيده لـ”وافي” فقابله الأخير بإيماءة خفيفة من رأسه، فقد أتفق معه على زواج شقيقته منه، فـ كان رده وقتها:
“أنا مش هلاقي شخص يحميها ويحبها أدك يا أصهب، رغم كل إللي حصلها إلا إنك مفكرتش تبعد عنها، أنا مش هلاقي شخص زيك يراعي ربنا فيها بعد إللي شافته”
أتسعت إبتسامته “وافي” وهو يتراجع للخلف عدة خطوات، ثم أستدار بجسده كي يرحل عن تلك البقعة هامسًا بإرتياح:
-كده أنا مهمتي أنتهت.
خفت إبتسامته قليلاً وهو يقول بلهجة متواعدة:
-مهمتي دلوقتي إني أبعدك يا ثاقب عن طريقها وإلا كل حاجة هتدمر.
*****
بعد عدة ساعات، تأبطت “تيجان” في ذراع “أصهب” على الرصيف الذي يعج بمحال شراء الثياب المختلفة، والقريب من طريق منزله، ألقت “تيجان” نظراتٍ خاطفة على الواجهات المزدحمة بأحدث ما أنتجته بيوت الأزياء والموضة، تساءلت وعيناها معلقتان على إحدى البلوزات اللامعة:
-مقولتليش بقى رايحين فين؟
سحبها “أصهب” للأمام؛ وكأنه يجرها، بعد أن تباطأت في سيرها، ليرد بغموضٍ:
-هتعرفي، احنا قربنا نوصل خلاص.
تابعت معه السير المتهادي إلى أن هتف “أصهب” بحماسٍ، ويده تسبقه في الإشارة نحو أحد المحال:
-وصلنا.
حملقت “تيجان” بدهشةٍ متعجبة في المعروضات المعلقة على جانبي المحل، والتفتت تسأله بتعابيرٍ مليئة بعلامات الاستفهام:
-إنتي هتجيب إيه من هنا؟
سحب نفسًا عميقًا عبق به صدره، قبل أن يطرده، ليقول بعدها بكلماتٍ متأنية:
-بصي يا ستي، أنا بصراحة كده بعد ما قولتي حكاية إنك عاوزة تتحجبي مش هستنى لبكرا، فـ عشان كده جبتك على هنا، خير البر عاجله.
سألته في ذهولٍ وقلبها يدق في بهجةٍ عظيمة:
-بجد؟.. للدرجة دي متحمس؟؟..
أكد عليها بإبتسامة واثقة وهو ينظر لها بعينين أظهرت أفتخاره بها:
-طبعًا، مش متخيلة مدى سعادتي، دي حاجة كبيرة بالنسبالي يا تيجان، ويالا بقى عشان يومنا لسه طويل وأنا مش هرتاح إلا لما أكون جبتلك كل حاجة.
بدأت عبراتٍ فرحة تتسلل إلى مقلتيها، وهي تتمتم بنفس النبرة السعيدة:
-الله، أنا فرحانة أوي أوي، ربنا ما يحرمني منك يا أصهب، بجد مش عارفة أقولك إيه؟!..
نظر إلى وجهها الضاحك الباكي بعينين لامعتين من السعادة الخفية وهو يسألها:
-قوليلي إنك بتحبيني وهتفضلي معايا مهما حصل.
كان جاوبها حازمًا قاطعًا:
-ده أكيد يا أصهب.
وقبل أن يدخل المحل كانت تقبض على ذراعه كي توقفه متسائلة بإهتمام:
-طب دلوقتي بعد كلامك لأهل القرية عن إننا هنتجوز وآآ..
قاطعها بوضع إصبعه على شفتاها يمنعها عن الحديث وعينيه تلتمعان من القسوة:
-محدش هياخدك مني تاني يا تيجان، كفاية إللي حصل آخر مرة، ولولا إني جيتلك كنتِ هتروحي فيها، فـ لازم تفضلي قدام عينيا.
زفرت بحرارة وهي تسأله برقة:
-بردو محتاجة أعرف ناوي على إيه؟؟..
صمت قليلاً قبل أن يُجيبها بخفوت واثق:
-بعد ما نشتري كل إللي أنتي عوزاه هاخدك على أقرب مأذون ونكتب كتابنا.
توسعت عيناها فـ قابل صدمتها بهدوء حازم وهو يقول:
-إنتي أمانك فـ حضني يا تيجان، وأنا راحتي إنك تفضلي معايا لأخر نفس فيا.
*****
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك أحيا)