رواية لأجلك أحيا الفصل السابع عشر 17 بقلم أميرة مدحت
رواية لأجلك أحيا الجزء السابع عشر
رواية لأجلك أحيا البارت السابع عشر
رواية لأجلك أحيا الحلقة السابعة عشر
تجمع الكثير من حولها وهم يلقون عليها كلماتٍ توضح مدى إندهاشهم على ما حدث، وبعض منهم يهنئها على ظهور برائتها، في حين ظل “ساهد” واقفًا مغمضًا عينيه بقوة يكاد أن يعتصرهما، يستمع إلى بعض من السباب على ما أرتكبه، فتقوس فمه بإبتسامة ألم، فتح عينيه النادمتين يرمقها بنظراته المحبة الخفية، نغزة ضربت قلبه وهو يهمس بداخله:
-كانت بين إيديك، كنت إنت دنيتها وكل حاجة حلوة ليها، بس إنت بردو إللي ضيعت ده.
أومئ برأسه وهو يتابع;
-تحمل نتيجة أفعالك.
كانت عينيها تبحثان عنه هو فقط، تبحث عن من آمن بـ برائتها، ومن أسترجع كرامتها المهدورة أمام الجميع، من صدقها وأنجدها من براثن الحياة الموحشة، إبتسامة جميلة شقت شفتيها وهي تراه يقف مع والده ثم تركه ووقف بعيدًا واضعًا يديه بداخل جيب بنطاله، تحركت نحوه ونبضات قلبها ترتفع بشكل غريب، وضعت يدها على كتفه فإنتفض في وقفته وألتفت إليها سريعًا، مازالت تحافظ على بسمتها تلك، فزفر بحرارة قبل أن يسألها بخشونة:
-في حاجة عاوزة تقوليها؟؟..
قالت “تيجان” بصوتٍ هادئ ببسمتها الصافية:
-شكرًا يا أصهب على إللي عملته، إنت وقفت جنبي فوقت كان محدش مصدقني فيه، الكل أتهمني بحاجة معملتهاش، حتى أهلي صدقوا، بس إنت لأ، وقفت جنبي وجبت حقي ورديت أعتباري قدام الكل.
صمت قليلاً “أصهب” قبل أن يقول بهدوءً غريب:
-قوتك هي سر إني أعرف أصدقك وأمشي ورا كلامك عشان أخد حقك، لكن ضعفك مكنش هيخليني أتحرك.
صمت طويل ساد بالمكان وهو يتأمل ملامحها الجميلة، وتلك الإبتسامة التي لأول مرة يراها، عينيها الصافيتين وكلماتها الرقيقة وصوتها الناعم، وشفتيها.. تذكر تلك المرة التي التهم فيه شفتاها المكتنزة، هل قيل أن الجنة على الأرض بين شفتيها، أم أنه يبالغ قليلاً، طرد تلك الأفكار التي بدأت تستحوذ على عقله، وتلك النار التي بقلبه قد بدأت بالإشتعال، إبتسم بخفة محاولاً أن يخرج نفسه من بئر أفكاره الخبيثة حيث سألها بإهتمام:
-ناوية على إيه دلوقتي؟؟..
ردت عليه “تيجان” بحيرة وجسدها قد أرتجف قليلاً:
-مش عارفة، بس أنا لسه خايفة، حاسة إني تايهة ومش عارفة أعمل إيه عشان أوصل لمرحلة الأستقرار وإني أبقى مطمنة.
تنهد بحرقة وهو يودّ في تلك اللحظة أن يضمها إلى صدره، نبضات قلبه التي ترتفع من لهجتها الحائرة الحزينة، هز رأسه بالسلب وهو يقول بداخله بغضب:
-إيه إللي بفكر في ده؟؟.. هو أنا مالي النهاردة؟؟..
عقدت “تيجان” ما بين حاجبيها وهي تسأله بقلق:
-مالك يا أصهب؟؟..
تنطق أسمه بتلك النعومة!!.. يا الله إنها لو تود الإنتقام منه فـ بصوتها العذب الرقيق الناعم وهي تنطق أسمه بتلك الطريقة هو العذاب نفسه، لا يعلم ما الذي يحدث له منذ فترة كبيرة وخاصةً الآن.
حينما لم تجد منه أي إجابة، قررت أن تسأله سؤالاً أخيرًا ولكن بتردد:
-هو أنا هشوفك تاني؟؟..
ألتفت برأسه إليها سريعًا وهو يقول بحدة عالية:
-آه طبعًا هتشوفيني، إنتي متخيلة أن دي آخر مقابلة بينا!!!..
قبل أن تتحدث أستمعت إلى صوت جهوري يصيح بإسمها، أنتفضت في وقفتها وهي تهمس بخوف:
-ينهــــــار أســود، ده ثـــــاقــــب!!!!..
أشتعلت عينيه بغضبٍ أسود مخيف وهو يقبض على ذراعيها هادرًا بقوة:
-خايفة من إيه؟؟.. ولا يقدر يقرب منك.
كانت عينيها واسعتين بخوف، فهتف بصوت قوي وهو يشير بإصبعيها:
-إياكي تخافي، تيجان إللي وقفت قصاد الكينج مش هتيجي دلوقتي وتخاف.
سكت لحظةً قبل أن يضيف بغضب:
-وبعدين أنا جنبك!!..
حركت رأسها بالإيجاب وهي تهمس بدون وعي:
-هو مش هيسكت، مش هيسكت يا أصهب.
جذبها من ذراعها ليجعلها تقف خلفه تحتمي به وهو يتحرك بخطى ثابتة سريعة نحو الساحة من جديد، وجد كل من “ثاقب” الذي لايزال يصرخ بإسمها، و”وافي” الذي يبحث بلهفة عن شقيقته، و”يسر” الذي يتابع ما يحدث بصدمة، ولكن هو أول من رأى إبنة عمه وهي تحتمي بظهر الملك، فهتف لـ “وافي” بتلهف كبير:
-وافي، تيجان هناك أهيه.
تحركت عيناه نحو المكان الذي أشار فيه، فوجدها بالفعل تنظر له بنظرات مشتاقة على الرغم من تعبيرات وجهها الذي بدت عليها الخوف، ذلك الجرح الذي كان في قلبه بعد أن ظن أنها فارقت الحياة، ولكن هي تحيا من جديد، فـ لا وجود لذلك الجرح الآن، إبتسامة حانية أرتسمت على ثغره وهو يهمس بسعادة:
-تيجان.
إبتسمت له بشوق كبير وقد أدمعت عيناها، فكرت أن تقترب منه وترتمي بأحضانه ولكن صوت أخيها الأكبر الذي أقترب منها وهو يصرخ بغضب جعلها متسمرة في مكانها، وضعت يديها على ظهر “أصهب” تدفعه برفق وهي تهمس بخوف وإستغاثة:
-أصهب.
ظهرت عروق نحره من شدة غضبه المشحون، وأظلمت عيناها أكثر وهو يهدر بصوت جهوري:
-لو قربت خطوة كمان يا ثاقب، هتدفن مطرح ما إنت واقف.
تردد “ثاقب” بعد تهديده، فرغم عنه وعلى مضض وقف مكانه وهو يقول بغضب:
-سلمني أختي يا كينج، لازم تبقى معايا و…
قاطعه “أصهب” بصوته الصارم:
-إنت تخرس خالص ومسمعش صوتك، مش إنت اللي هتقولي أعمل إيه، تيجان هتبقى مع أخوها وافي وبـس.
قال كلمته الأخيرة وهو يوجه أنظاره ناحية “وافي” الذي إبتسم له وهو يحرك رأسه بإيماءة خفيفة كتعبير عن إحترامه.
صمت مشحون سيطر على المكان قبل أن تضيق عيناي “أصهب” بريبة، ألتفت برأسه بجانبه فوجد “تيجان” تتحرك نحو أخيها “وافي”، ولكن صرخ فجأة بإسمها وهو يركض نحوها:
-لأ تيجــــان.
وقفت مكانها ولكن صدمت حينما أحتضنها بقوة غريبة، وقبل أن تهمس بأي كلمة، إستمعت إلى صوت طلقات نارية، أصابت أثنين منهما “أصهب”.
تخشب جسدها وهي تحاول إستيعاب ما حدث، في حين أغمض” أصهب” عينيه وهو يشعر بذلك الخدر المغري يتسرب إليه، وقع على ركبيته وهو بين أحضانها، فصرخت “تيجان” بهلع وقد هبطت دموعها الحارقة:
-أصــهـــــب!!!..
سقطت عبراتها على وجنتيه، فإبتسم “أصهب” إبتسامة باهتة وهو يهمس لها بخفوت:
-ماتخفيش.
قال كلمته وهو يغمض عينيه راهبًا إلى عالم جميل هادئ، عالم ليس فيه أي نوع من القسوة ولا شر، صرخت “تيجان” بألم عنيف:
-أصــهـــــــب!!!!!.. لأاااااا.
******
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك أحيا)