رواية لأجلك أحيا الفصل الرابع 4 بقلم أميرة مدحت
رواية لأجلك أحيا الجزء الرابع
رواية لأجلك أحيا البارت الرابع
رواية لأجلك أحيا الحلقة الرابعة
فغرت شفتيها قليلاً وهي تتراجع للخلف محاولة الإستيعاب على ما قاله، أغمضت عينيها للحظات وهي تسحب نفسًا عميقًا ثم زفرته على مهل، فتحت عينيها وهي ترمقه بعينين باردتين رغم تلك النار التي بداخلها، ذلك الإشتعال الذي أوشك على قتل روحها ورغم ذلك تخفي ألآلآمها، فمن سيشارك حزنها؟؟..
وقبل أن يهبط بـ سوطه أوقفته بإشارة من يدها، عقد “أصهب” ما بين حاجبيه وهو يحدجها بعينين حادتين، رفعت “تيجان” ذقنها قليلاً قبل أن تقول بصوتٍ قوي:
-بأي حق؟؟. بأي حق تفكر تجلدني وأن ده هو عقابي!!!.. بأي حق تعاقبني وإنت مش فإيدك أي دليل على خيانتي؟!..
تراخى حاجبيه وهو يحدجها بنظراته القاسية، تابعت “تيجان” بحدة:
-إنت مينفعش تعاقبني إلا لما يكون فإيدك أي دليل، إنت حكمت بعد ما سمعت من الطرف الأول بس، فين أعتراف الطرف التاني؟؟.. فين الدليل يإللي شايف نفسك بتحكم بالعدل؟؟..
نظر إليها طويلاً وكلماتها تتردد في عقله المُظلم، كانت كلماتها كالنور الذي بدأ يُنير عقله، فـ أخفض يده المُمسكة بالسوط، حدجته بنظراتٍ مليئة بكرهٍ غريب، كفى أنها تجلس في مكان تم تخصيصه للزانيات وباتت بالأسم واحدة منهم بدون دليل.
صمت طويل ساد بالمكان قبل أن تقطعه “تيجان” بصوتٍ مغلول:
-روح أسأله، أسأله أتجوزني ليه؟؟.. دور على الإجابة هتلاقيها عنده أو عند أمه، غير كده لأ.
تسائل “أصهب” بهدوء:
-إتجوزتوا ليه؟؟..
إبتسمت بمرارة قبل أن تقول بتهكم:
-أتجوزته لأني كنت مغفلة، وعميانة بحبه وبحبي، إنما هو أتجوزني عشان أنتقام، عشان ينتقم مني.
تسائل ببسمة ساخرة:
-وهو ينتقم منك ليه؟؟..
صمتت قليلاً مجيبة:
-خد منه الإجابة مش مني أنا، لأني مش هقول حاجة إلا لما تصدقني.
سارت نحوه عدة خطوات قبل أن تنظر له بتحدٍ سافر هاتفة بثقة:
-ولو عايز تجلدني.. أجلدني، مش هقولك بتعمل إيه؟؟.. إنت على أي حال ظالم وأنا المظلومة، فـ حقي هيرجعلي فالآخر وبطريقة هتخليك تندم أشد الندم يا إبن الهامي.
حدق في عينيها مباشرةً بنظرات مُخيفة تجعل المرء يرتجف من كثرة الرعب، إلا هي تخفي، كما تخفي دائمًا، بل أتسعت إبتسامتها المثيرة للإستفزاز فإستشاط غضبًا، كانت أنفاسه الاهبة تحرق وجهها قبل أن يقول بهمسٍ مخيف:
-إنتي إللي هتندمي لو طلعتي بتلعبي بديلك.
ردت عليه بأنفٍ مرفوع:
-هتقتلني؟؟.. أظن إنت المفروض كنت هتعملها وأنا سلمت نفسي للموت، تفتكر بقى هخاف دلوقتي من الموت ولا منك؟؟..
أومئ رأسه بإبتسامة قاسية وهو يُجيب بهمسه:
-كلامك صح، بس هتتمني الموت ومش هتطوليه؟؟..
تسائلت “تيجان” بتهكم:
-هتعمل إيه يعني؟؟..
إبتسامته قاسية أتسعت قليلاً قبل أن يقول ببساطة:
-هغتصبك مثلاً؟؟..
جحظت عيناها بذهول وهي تتراجع للخلف، حركت رأسها بالسلب وهي تهمس:
-لأ، إنت مش سافل للدرجادي؟؟.. إنت..
قاطعها وهو يهز يديه بهدوء:
-إذا كنت بقتل بدم بارد مش هعمل حاجة زي دي؟؟..
لم تُجيبه بل ظلت تحدجه بنظرات خالية من الحياة، رمقها بنظرة أخيرة قبل أن يخرج من المكان بهدوء، هدوء ما قبل العاصفة.
******
جلست “سميحة” على الأريكة بعدما تجهم وجهها بطريقة مزعجة، جلس ولديها كل من “ثاقب” و”وافي” على الأريكة أمامها، كانت ملامحهم قاسية للغاية إلا “وافي”، بل مذهول.. مبهوت، لمعت عيناه بالدموع ولكن حبسها بقوة حتى لا يراها أحد منهما، خاصةً بعدما رأى ردة فعلهما باردة وقاسية للغاية، سمع صوت والدته وهي تهتف:
-كويس أن إبن الهامي عملها، خد عار بنتنا إللي فضحتنا وجرستنا، وخلت سيرتنا على لسان كل إللي يسوى وميسواش.
هب “ثاقب” واقفًا وهو يقول بغضب جامح:
-المفروض كنا إحنا إللي ناخد عارنا، مش كفاية أنها هربت من البيت عشان تجوز إللي أسمه ساهد ده، لأ.. دي طلعت كمان *****، سلمت نفسها قبل الجواز، وأهو جوزها رماها، المفروض إحنا إللي كنا نجيبها ونخلص عليها مش أصهب!!!..
هتفت “سميحة” بجدية:
-لأ كويس كده يا ثاقب، أنا مش ناقصة إنكم تروحوا مني، كويس أوي كده، لأني مش مستغنية عنك ولا عن وافي.
ألتفتت برأسها نحو “وافي” الذي يرمقهما بذهول ثم تسائلت بنبرة ذات مغزى:
-ولا إيه يا وافي؟؟..
وثب واقفًا قبل أن يقول بكره:
-أنا بلعن نفسي ألف مرة إني مخرجتهاش من البيت زمان، حسبي الله ونعم الوكيل.
قالها وهو يغادر من المنزل بأكمله، ظلت أنظار والدته الممتعضة تلاحقه قبل أن تقول بقسوة:
-ده القانون، وكان لازم يتنفذ، وتيجان عملت جريمة بشعة يبقى تدفع تمنها ولوحدها، هي إللي جابته لنفسها.
******
كانت تحدق بالقضبان بنظرات غاضبة، أغمضت عيناها تزفر بعنف، لأول مرة تشعر بهذا العجز، تشعر أأن ما هو قادم أعمق وأسوأ مما تصورت، عميق وملطخ بسواد لا يوازي سواد حياتها أبدًا بل أشد، هبت واقفة تصرخ عاليًا:
-إنت يإللي برا، إنت يابني آدم، إنت يا زفت.
وفجأة وجدت شخص ما ضخم يدخل نحوها يرمقها بنظرات مظلمة، صاحت فيه “تيجان” بحدة:
-هو أنت أطرش، بقالي ساعة بنادي وإنت ولا هنا، فين المُتخلف التاني إللي مشغلك ده، روح نادي عليه حالاً وإلا..
شهقت بعنف حينما صفعها بقسوة عنيفة دون مقدمات، وضعت يدها على وجنتها تنظر أمامها بنظرات حادة رغم تلك الإرتجافة التي سيرت عليها للحظة، بلعت ريقها بصعوبة وهي تنظر له بغضب جامح وقبل أن تتحدث وجدت من يجذب ذلك الحارس من تلابيبه ويوجه له لكمة عنيفة في فكه، همست بعدم تصديق:
-أصهب!!…
دفعه “أصهب” نحو الحائط بقسوة حتى كاد الحارس أن يسقط أرضًا، لكمه مرة أخرى بعنفٍ أشد وهو يهدر بنبرة جهورية صارمة:
-إياك، إياك تمد إيدك عليها وإلا هقطعهالك، ساااامع.
أومئ الحارس رأسه سريعًا قبل أن يتركه “أصهب” وهو يحدجه بنظرات مُظلمة، خرج سريعًا حتى لا يقف مع ذلك الوحش، إلتوت شفتاه بإبتسامة سوداء وهو يدنو منها هاتفًا بصوتٍ جهوري:
-إنتي إيه؟؟.. لسانك إيه؟؟.. بطوليه ليه؟؟.. هو إنتي عاوزة تتعاقبي وخلاص؟؟.. لو عايزة قوليلي وأنا هحقق رغبتك!!..
هدرت “تيجان” بقوة وهي تشير بإصبعيها:
-إسمع بقا، قسمًا بالله لو فكرت تأذيني لأقتلك يا إبن الهامي وأخلص العالم كله من الأشكال إللي زيك.
قبضعلى فك وجهها بقسوة وهو يقول:
-لسانك ده شكلي هيتقطع على إيدي، وده تخصصي أصلاً، تقتلي مين؟؟..
هتفت بقوة:
-أيوة هقتلك يا إبن الهامي.
إبتسمت بشراسة وهي تتابع بثقة:
-أصل أنا مقولتلكش إني قتلت أخو ساهد قبل كده، وقتلته بدم بارد كمان.
أتسعت إبتسامتها مُضيفة:
-وأظن إللي يقتل مرة يقتل تاني عادي،يعني إذا كان ده تخصصك فهو تخصصي أنا كمان ياإبن الهامي يا.. يا كينج.
******
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك أحيا)