رواية لأجلك أحيا الفصل الخامس عشر 15 بقلم أميرة مدحت
رواية لأجلك أحيا الجزء الخامس عشر
رواية لأجلك أحيا البارت الخامس عشر
رواية لأجلك أحيا الحلقة الخامسة عشر
جلس “ساهد” أمام قبر “تيجان” يحدق فيه بعينين مذهولتين، حرك شفتيه بصعوبة وهو ينطق إسمها، ألم أجتاح قلبه فـ طأطأ رأسه يبكي بصمتٍ، وجد نفسه يبكي بكاءً حارًا، قبل أن يهتف بصوتٍ متحشرج:
-أنا آسف يا تيجان، أنا عارف إنك مش هتسامحيني، إيه إللي أنا عملته فيكي ده؟؟.. أنتقمت منك من غير سبب، أذيتك وسلمتك للموت بإيديا من غير ذنب!!..
تقوس فمه بإبتسامة مريرة قبل أن يقول:
-أنا مش عاوزك تسامحيني، لأن أنا مضربتكيش على إيديكي، لأ أنا سرقت أعز حاجة تملكيها وسلمتك للموت، دوست على حبي ليكي في البداية عشان أعرف أنتقم.
أعتدل في جلسته وهو يُضيف بصوت خالٍ من الحياة:
-أنا هفضل هنا، قاعد قدام قبرك، هستنى عقابي على اللي عملته، عاوزك تشوفيني يا تيجان وأنا بتعاقب، لازم أدفع تمن غلطتي، لازم.
*****
بعد مرور خمسة أيام، وقفت “تيجان” أمام المرآة تحدق في نفسها بنظراتٍ شامخة، رفعت ذقنها قليلاً وهي تبتسم في شئ من القسوة، حاولت أن تتخيل مشهد “ساهد” حينما يراها تقف أمامه بشموخها المعتاد، ولا تزال على قيد الحياة، رفعت عينيها قليلاً في المرآة حينما وجدت “أصهب” يقترب منها بخطى هادئة، يضع يديه بداخل جيبي بنطاله الأسود، حدجها بعينين مُظلمتين قبل أن يتمتم:
-في حاجة لازم تعرفيها.
أستدارت له وهي تسأله بإهتمام:
-خير؟؟..
رد عليها بعد صمتٍ طويل بصوته العميق:
-أنا مخلي حد يراقب ساهد من ساعة ما دخل المستشفى، وإللي عرفته أنه بقاله 6 أيام دلوقتي قاعد قدام قبرك، مرة يعيط وأوقات كتير يفضل يبص على قبرك وكأنه فعالم تاني.
أتسعت عيناها بصدمة وهي تبتسم بسخرية قائلة:
-نعم؟!!.. معناه إيه الكلام ده؟؟..
رد “أصهب” عليها بثقة:
-أنه عرف كل حاجة، والندم بياكله.
صمت طويل حلّ على المكان، ونظراته القاسية تتلقى إشارات من نظراتها الميتة، إبتسمت بألم وهي تتسائل:
-يعني صدقتني خلاص؟؟..
أجاب بهدوئه البارد:
-كنت مصدقك، بس كده أنا أتأكدت، لو عاوزة توجهيه، مش همنعك.
حركت رأسها إيجابيًا وهي تقول بقوة:
-هقابله.
إبتسم لها بزواية فمه وهو يفكر في أمرًا ما، هتف بعد ثوانٍ وهو يشير بعينيه القاسيتين:
-جاهزة؟؟..
حركت رأسها بإيماءة خفيفة قبل تتحرك بخطوات هادئة نحو الباب، تابعها “أصهب” وهو يخبر ذاته بصوتٍ شارد:
-أستعد يا أصهب للجحيم اللي هتشوفه.
****
ظل جالسًا أمام قبرها، ذقنه غير حليقة، عينيه حمراوتين، ملامحه باهتة وواهنة، شعر بخطوات من خلفه فلم يعيرها أي إهتمام، ولكن ذلك الصوت الذي يحفظه جعله يلتفت برأسه سريعًا:
-إيه أخبارك بعد ما حققت إنتقامك؟؟..
خفق قلبه بعنف وعينيه تتسع أكثر وأكثر، وقف ببطء شديد وهو يحاول تصديق ما يراه، هي تقف أمامه بشموخها مبتسمة له بثقة بالغة، دنا منها وهو يهمس بصدمة:
-إنتي عايشة؟؟.. تيجان ده إنتي بجد!!..
إبتسمت له بقسوة قبل أن تخرج سلاحها وتصوبه نحوه ببرودٍ قاتل، لم تتغير نظراته بل إبتسامة واهنة شقت شفتيه وهو يقول:
-الحمدلله إنك عايشة، بس إزاي ده حصل؟؟..
ردت عليه “تيجان” بثبات:
-أنا رجعت من الموت عشان أخد روحك.
لم يتحرك من مكانه، في حين ضغطت “تيجان” على الزناد بغلٍ كبير، بينما هو أغمض عينيه وفتح ذراعيـه كي يستقبل تلك الرصاصة التي ستريحه من هموم الحياة،
****
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك أحيا)