روايات

رواية لأجلك أحيا الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا الجزء الحادي والعشرون

رواية لأجلك أحيا البارت الحادي والعشرون

لأجلك أحيا
لأجلك أحيا

رواية لأجلك أحيا الحلقة الحادية والعشرون

حالة من الفوضى عمّت في الطابق الموجود به غرفة العناية المركزة عقب وصول فتح “أصهب” لجفونه، وركضن الممرضات لتبليغ الأطباء بالتطور الذي حلّ بالمريض، بينما خرج كل من “راجي” و”شاهيناز” من غرفة الإستراحة كي يتابعان ما يحدث بقلبٍ مفطور حزين.
في حين ظلت “تيجان” واقفة تحدق فيه بنظراتها المتوجسة وهي تهمس بخفوت:
-إياك يا أصهب، إياك، مش هستحمل أرجوك.
أقتحم كبير الأطباء ليجد عينا “أصهب” عالقتان بالسقفية دون حركة يميني أو يساري، ولا يشعر بأي شيء كان، جاهد الطبيب لجعله يصدر أدنى حركة ولكن بدون فائدة، طرق بخفة على عظام ركبتيه بمطرقة طبية صغيرة ليثيره فيحركها، ولكن لم يفعل.
أضاء مساعد الطبيب كشاف صغير للغاية ووجه ضوءه في عينيه، فـ رمش “أصهب”.. ثمة همهمات بين تدور بالداخل ولكن لم تستمع لأي منها، غالبت “تيجان” إحساس بداخلها وكأنها وساوس توهمه بأن الشلل قد ترعرع في عظام جسد الملك، أدعت الثبات وهي تهمس:
-لأ، أصهب بلاش!!..
في الداخل، أستمرت محاولتهم لأثارته أكثر من عشر دقائق، وأخيرًا تنفس كبير الأطباء الصعداء بعدما حرك المريض الميؤس من حالته ركبتيه، رفع مساعد الطبيب نظره نحو كبيرهم وهو يقول:
-الحمدالله إستجاب أخيرًا.
-مبتحصلش كتير، نسبة الشلل كنت متوقعها بس عدا منها بفضل الله.
لحظات وغفى “أصهب” مرة أخرى ليكون أسير غيبوبة جديدة، فقال الطبيب بجدية:
-أنا هطلع أبلغ عيلته، وإنتوا إعملوا الازم.
تحرك بعدها نحو الخارج ساحبًا نفسًا عميقًا، وبمجرد أن خرج وجد “شاهيناز” تحاصره بأسئلتها:
-ها يا دكتور طمني أرجوك، بقى كويس؟؟..
قال بهدوءٍ جاد:
-الحمدلله في مؤشر ظهر على أحتمالية بنسبة كبيرة عدم حدوث الشلل، وكل اللي حصل دلوقتي في صالحنا، وإن شاء الله قريب هنحدد كل حاجة، عن إذنكم.
غادر من أمامهم مسرعًا، فـ وضعت “شاهيناز” يدها على قلبها وهي ترى وحيدها بين تلك الجدران الباردة، هبطت دموعها بغزارة، فسحبها “راجي” إلى أحضانه وهو يهمس بخفوت:
-هيعدي منها، أدعيله يا شاهيناز.
ظلت “تيجان” واقفة وأنظارها مرتكزة عليه، أرتسمت إبتسامة صغيرة على شفتيها هامسة وقد هبطت دموعها الحارة:
-الحمدلله، مستنياك يا أصهب إنك تفوق.
تذكرت تلك المرة التي دخلت فيها المشفى وكان هو بجوارها، كان يساعدها في أي شيء تريده رغم بروده وقسوته في بعض الأحيان، ولكن خلف تلك القسوة قلب يملؤه الحب، وهو غير مدرك لذلك، بل هي من رأت ذلك القلب، كما رأى هو قلبها البرئ!.
هنا أستطاعت أن تتنفس بعمق وإبتسامة سعيدة شقت شفتيها، همست بصوتٍ قوى ولهجة متوعدة:
-وعقبال ما تكون فوقت يا أصهب هكون أتصرفت مع جدك.
******
جلست والدة “تيجان” على الأريكة محاولة إستيعاب ما يحدث، وقف “ثاقب” أمامها وهو يهمس بجمود:
-طلعت بريئة من الذنب ده!!..
رفعت وجهها نحوه وهي تهمس بصدمة:
-بريئة!!..
ظل الصمت مخيم بالمكان حتى هبت واقفة فجأة وهي تقول بحزم:
-ثاقب أنا عاوزة أشوف أختك.. ضروري جدًا.
******
لاحقًا، أنتظر “الهامي” على أحر من الجمر تلك المكالمة، ظل يسير ذهابًا وإيابًا وهو يفكر إن نجح في خطته حتمًا سيعود له كل شيء حتى أولاده، أخرج هاتفه سريعًا من جيب بنطاله ما أن أصدر رنينه، وضعه على أذنه وهو يقول بحدة:
-هاا، الموضوع تم؟؟..
صمت قليلاً يستمع إلى رد الطرف الآخر، فصرخ بعصبية:
-يعني إيه السجن فاضي، أومال راحوا فين؟؟..
قطب جبينه بقوة وهو يهدر:
-عربية نقل إيه؟؟.. يعني إيه اللي بيحصل ده!!!!..
لم تتحمل أذناه ما يقوله الأخير، فـ أنهى المكالمة وقد جخظت عيناه بصدمة، مسح على وجهه بقوة وهو يقول:
-انا مش هسكت، مش هسكت على إللي بيحصل ده!!!..
******
بعد عدة ساعات، تحرك ذلك الشخص الغامض نحو الرواق باحثًا عن غرفة “أصهب” كي يتمم مهمته كما أمر “حمزة العشري”، دخل الغرفة بحرص وهو يتنكر بزي الأطباء، وما أن رأى الأخير مستكين هكذا، حتى أخرج تلك الحقنة السامة، رفع يده قليلاً ولكن قبل أن يتمم مهتمه كان تراجع للخلف سريعًا حينما فتح “أصهب” عيناه الحادتان فجأة وبدون سابق إنذار.
******
خرجت “تيجان” من المشفى متوجهه نحو الحديقة وهي تبحث بأنظارها عن شخص ما، منذ أن أتاها ذلك الإتصال وهي تفكر بقلق، خشيًا أن يعود إليها الماضي من جديد ويظلم حياتها أكثر.
توقفت فجأة ما أن رأته، ذلك الضابط الذي ألتقت به منذ أكثر من عام وساعدته على قبض عصابة كبيرة في القرية هنا، دنى منها عدة خطوات وهو يمد يده يصافحها قائلاً:
-أزيك يا تيجان.
صافحته مجيبة بهدوء:
-الحمدلله.
تابعت متسائلة بقلق:
-ياترى طلبت ليه نتقابل؟؟.. مش الموضوع خلص خلاص ولا في حاجة حصلت.
أجابها بصوتٍ رخيم:
-من كام شهر هرب شخص إسمه “الداغر”، ده يبقى دراع اليمين للراس الكبيرة، بعد اللي حصل للكينج، عرفت من أهل القرية أن الرصاصة كانت قاصدة فعلاً إنتي، فـ أنا خايف ليكون هو ورا الموضوع ده.
أتسعت عيناها بذهول وهي تقول:
-لألأ، جده هو اللي ورا الكلام ده، هو اللي ضرب عليه نار.
عقد ما بين حاجبيه وهو يهمس:
-معقولة؟؟.. طب هو هيستفاد إيه من قتلك إنتي؟؟..
هزت رأسها بالسلب وهي تقول بألم:
-حرام، حرام بجد، يعني فوسط الهموم اللي أنا فيها تيجي حضرتك تقولي أن الداغر هرب!!!.. ده أنا لازم أتوقع أنه يأذيني فأي لحظة.
هتف الضابط بهدوء:
-طالمًا هو لسه مقربش منك يبقى معندوش النية و…
صرخت فجأة بغضب جامح:
-لأاااا، الداغر كان قريب أوي من جاسم، يعني صاحبه فوق ما تتخيل، فأكيد مش هيسبني وخصوصًا إني ورا كل مصيبة حصلتله وإني قتلت جاسم!!!!!…
******

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك أحيا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى