روايات

رواية لأجلك أحيا الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا الجزء الحادي والثلاثون

رواية لأجلك أحيا البارت الحادي والثلاثون

لأجلك أحيا
لأجلك أحيا

رواية لأجلك أحيا الحلقة الحادية والثلاثون

ثلاثة أيام أخرى، واليوم يملؤه الحزن والألم لدى الجميع، حتى أهل القرية أعتراهم الحزن الشديد بعدما علموا ما أصاب إبنتهما.
أستشعر الجميع ألم “أصهب”، فهو لم يظهر أمامهم منذ ذلك اليوم الذي قُتلت فيه “تيجان”.
تحرك “وافي” بخطى سريعة نحو مدخل المشفى وخلفه “يسر” الذي أخذ يلهث بصوتٍ مسموع، كانا على علم بمكان إحتجازها بعد أن وقعت بداخل تلك الغيبوبة، كانت الممرضة تخرج من غرفتها وهي ترتدي ثيابها المعقمة، أستوقفها “وافي” وهو يتوسلها أن يساعدها في الدخول، حتى أستطاع بعد معناه كبيرة الدخول إليها.
بدا الإعياء واضحًا على وجهها، بشرتها شاحبة، تكونت طبقة من الهالالات السوداء أسفل عينيها، خفق قلبه بقوة وهو يراها في تلك الحالة لأول مرة، ألتمعت عيناه بالدموع وهو يقبض على يدها برفق قبل أن يهمس:
-طول عمرك كنتي قوية يا تيجان، أنا تعبت لما قالولي إنك موتي، بس طلعتي عايشة، متخلنيش أعيش فنفس العذاب تاني، أرجوكي.
مسح على جبينها بحنو قبل أن يتراجع للخلف بخطى بطيئة وهو يغمغم لها:
-متستسلميش يا تيجان.
أستدار بجسده نحو الباب كي يلج إلى الخارج، ولكن نيران تشتعل بداخل قلبه وهو يرى شقيقته بهذا الوهن الصعب، وقف أمام “يسر” وهو يمسح دمعتيه بقوة محاولاً تمالك نفسه، إستمع إلى صوت إبن عمه وهو يقول:
-ممكن تهدا يا وافي، أظن إنت شوفتها أهو، أهدا شوية لأنها محتاجة وجودك جمبها.
مسح على وجهه بقوة وهو يقول بلهجة عصبية:
-أهدأ إزاي يا يسر، تيجان مش بتلاحق، كل شوية بتقع فـ حفرة أعمق من اللي قبلها، قولي أهدا إزاي؟؟..
ربت على كتفه وهو يقول برزانة:
-صدقني كله هيبقى تمام، وكمان الكينج مش ساكت، هو لو يطول يموتهم في اللحظة دي هيعمل كده.
أغمض “وافي” عينيه بقوة قبل أن يتمتم بحنق:
-إنت مش قادر تحس بالنار اللي جوايا، أنا مش قادر أساعدها ولا أعملها حاجة.
نفخ بضجر وهو يسند ظهره على الحائط، إنتبه إلى صوت خطوات ثابتة قادمة نحوه، فرفع عينيه الامعة بغضبٍ خفي، فـ وجد “أصهب” يقف أمامه وخلفه الضابط الذي عقد معهم الأتفاق من أجل حماية شقيقته.
سأله “أصهب” بصوتٍ عميق:
-مفيش أخبار جديدة عن تيجان؟!..
هز رأسه نفيًا ببطء شديد وكأنه غير مصدق ما يحدث، بلع “أصهب” ريقه بصعوبة قبل أن يتحرك نحو باب الغرفة تحت أنظار الجميع الحزينة.. اليائسة.. القلقة.
سار نحوها بخُطوات هادئة.. حذرة حتى وصل إليها، زادت تعبيرات وجهه تعقيدًا وهو يرى ملامحها المجهدة الشاحبة، أعتصر قلبه ألمًا قبل أن ينحني برأسه نحوها يُقبّل جبينها قبلة عميقة، أبتعد عنها قليلاً قبل أن يهمس بصدق:
-وحشتيني.
ألتقط يدها ليُقبّل كفها الملثم بشريط اللاصق الطبي لتغطية الإبرة الطبية التي توصل لها المحاليل، تحدث إليها في نغمة ألم:
-لو هتمشي خديني معاكي يا تيجان.
مد يده يمسح بأنماله بشرتها الباردة متابعًا بعينين لامعتين:
-أنا مش هقدر أعيش إلا وإنتي معايا، خليكي معايا عشان خاطري.
هبطت دمعة حارة منه على وجنتها، لأول مرة يظهر ضعفه بذلك الشكل، دمعة أخرى حارة هبطت وهو يبتسم بألم قبل أن يقول برجاء:
-مش كنتي هتتجني مني لأني مش بقولك بحبك، أول ما تفوقي وتبقي كويسة هفضل أقولها للعالم كله، بس عشان خاطري فوقي ومتسبنيش، أما من غيرك كأني عايش ما بين السما والأرض، عذاب ووجع ملوش نهاية.
حضن وجهها بكفيها يتأمله بعينين عاشقتين حزينتين ثم همس بجوار أذنها:
-هرجعلك تاني.
ثم أبتعد رغمًا عنه وبرح الغرفة وعينيه عالقتين عليها، حتى وجد والده يأتي من بُعد، وقف “أصهب” أمام “ممدوح” قبل أن يسأله بلهجة قوية مخيفة:
-إمتى العملية إللي ناوي عليها الداغر تتنفذ.
أجابه “ممدوح” بجدية:
-بعد يومين.
تحرك “أصهب” عدة خطوات حتى توقف أمام تلك الغرفة التي تقبع بداخلها “تيجان”، وخلفه العديد من الرجال بعد أن أتوا بأمرٍ منه الآن، تقوس فمه بإبتسامة قاسية للغاية قبل أن يقول بصرامة:
-وأنا هحاربه!!..
ألتفت برأسه نحو الضابط وهو يُضيف بقسوة مخيفة:
-هو غلط لما فكر يقرب من تيجان، وطالمًا هو أتجرأ على ده، يتحمل النتيجة.
هتف “راجي” بصدمة:
-إزاي هتقدر تحارب الداغر.
صمت “أصهب” قليلاً قبل أن يقول بثقة غير قابلة للتشكيك:
-إذا كان هو الداغر فأنا الكينج، وإللي يقرب من إللي يخصني يبقى حفر قبره يإيده.
كاد أن يتحدث “وافي” ولكن عقد لسانه عن اللفظ وهو يرى من بعيد مجيء والدته برفقة شقيقه الأكبر “ثاقب”، توسعت عيناه بقلقٍ شديد، فهو على علم أن مجيئهما هنا معًا يُعني بدأ وقوع كارثة كبرى على “تيجان”.
اكفهرت ملامح “أصهب” بعدما رأهما يقتربان منه، فـ وضع يديه بداخل جيب بنطاله وهو يحدجهما بنظرات قاتلة، وقفت أمامه “سميحة” رافعة رأسها بشموخ، ألتوت شفتاه بإبتسامة مخيفة وهو يسألها بهدوء يسبق العاصفة:
-جاية عايزة إيه؟؟..
ردت عليه بدون تردد:
-جاية عشان تيجان.
عقد ساعديه أمام صدره وهو يسألها بسُخرية:
-من إمتى الحنية دي نزلت عليكي، جاية تفتكري بنتك دلوقتي.
هدرت “سميحة” بغضب جامح:
-أنا مش مطلوب مني أبقى جمبها، ليه يعني؟؟..
قطب جبينه بقوة وهو يهدر بلهجة شرسة:
-نعم!!!!!… ليه يعني إيه؟!!.. دي بنتك!!!..
إبتسم “ثاقب” بتهكم وهو يقول:
-ومين بقا قالك أنها بنتها؟!!..
-ثــــاقب.
صرخ “وافي” بعصبية وهو يخشى من كشف تلك الحقيقة، ولكن لم بعبئ به الأخير حيث قال بإبتسامة متشفية:
-تيجان ملهاش أب ولا أم، أبويا الله يرحمه لاقها في الشارع وبعدين قرر ياخدها ويريبها كأنها بنته.
أغمض “وافي” عينيه بقوة يكاد أن يعتصرهما وهو يهمس بمرارة:
-حسبي الله ونعم الوكيل.
في حين تسمر جسد “أصهب” في مكانه وعينيه القاسيتين ترمقانه بنظرات مميتة، فـ حديثه ذلك سيغير مجرى حياته مائة وثمانون درجة.
*****

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك أحيا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى