روايات

رواية لأجلك أحيا الفصل الثاني 2 بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا الفصل الثاني 2 بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا الجزء الثاني

رواية لأجلك أحيا البارت الثاني

لأجلك أحيا
لأجلك أحيا

رواية لأجلك أحيا الحلقة الثانية

تشعر بما يحدث حولها، صوت الطبيب ومن ثم صوت فتاة تتحدث معه عن حالتها الصحية بإهتمام، ومن بعدها صوتٍ قاسي يتحدث بعدة كلمات قبل أن تسمع صوت خروج أحدهم، بدأت تتململ وهي تئن بألم، فتحت عيناها بتثاقل شديد وهي تحرك رأسها للجانبين، كانت تشعر بألم عنيف في جسدها وتحديدًا مكان إصابتها بتلك الرصاصة، أستطاعت أخيرًا فتح عينيهــا فبدأت تمرر أنظارها الواهنة على المكان، أتسعت عينيهـا قليلاً وهي تشهق بخوف عندما وجدته يقف أمام فراشهـا عاقدًا ساعديه أمام صدره الضخم، حركت رأسها بعدم تصديق وهي تهمس بذهول:
-لأ، مش ممكن.
حدجها بنظرات قاسية غريبة، أعتدل “أصهب” في وقفته وهو يقول بإبتسامة جانبية:
-حمدلله على السلامة يا.. يا تيجان.
هزت رأسها بالسلب وهي تنظر حولها نظرات شمولية سريعة، أعتدلت في جلستها وهي تقول بنبرة مُهتزة:
-أنا ماموتش!!.. أنا عايشة لسه؟؟.. ماموتش!!.. إنت ليه مموتنيش، ليـه؟!!!!!..
قالت كلمتها الأخيرة وهي تصرخ بقوة، حاولت النهوض من مكانها ولكن سرعان ما وقعت على الأرض وهي تصرخ بألم بعدما هاجمتها تلك الوخزات الحـادة، أدمعت عيناها من شدة الألم وهي تهدر برجاء:
-يااااااارب، يااارب.
أقترب “أصهب” منها وهو يقول بنبرة تهكمية:
-دلوقتي أفتكرتي ربنا؟؟.. قومي.
قبض على ذراعيها بقوة كي يجعلها تقف عنوة ثم أجلسها على الفراش قائلاً بصرامة مُخيفة:
-إياكِ تتحركي من مكانك، خليكي أعدة على السرير لغاية ما تبقي كويسة.
صرخت “تيجان” بعنف وهي تضرب صدره بقبضتيها ولكن بضعفٍ واضح:
-إبعد عني، سبتني عايشة ليه؟؟.. ليـه؟؟!!!.. أنا عايزة أموت، ليه عملت فيا كده؟؟..
قبض على معصميهــا بقوة وهو يهدر بنبرة جهورية:
-أهدي، أهدي وبطلي جنااان.
صرخت ببُكاء مرير هاتفة بشراسة:
-أنا فعلاً أتجننت، أتجننت لما نسيت الماضي وقولت أحب من تاني لأن الحياة مش بتقف على حد، وهو عمل فيا كده، رماني في النار وأنا معملتش حاجة، وآآآ
صمتت قليلاً قبل أن تتسع عيناها ثم هدرت بغضب جامح:
-إنت ضربت عليا نار، وبعدهـا جاي تنقذني!!!.. إنت إللي مجنون، عملت كده ليه؟؟..
لمعت عيناه بوميض غريب وهو يهتف بحدة عالية:
-ملكيش دعوة، إنتي هنا فـ مملكتي وقوانيني، فاهمة يعني إيه؟!..
قبض على ذقنها فـ شهقت بتلقائيًا وهي تنظر إلى عينيــه السوداوين الشرستين بنظرات مصدومة، تابع بهسيس خطير:
-يعني حياتك أو موتك ملك إيديا، أي حاجة تتعلق بيكي تتعلق بيا أنا الأول، بإختصار إنتي كلك ملكي.
مرر أنظاره على جسدهـا الذي يرتجف بشدة بنظرات مُرعبة، وقد إلتوت شفتاه بما يشبه الإبتسامة السوداء، زادت رجفتها من نظراته الوقحة، فــ أغمضت عينيهـا وهي تهمس له:
-إبعد عني.
أصبح قريب منها، قريب جدًا لدرجة أن أنفاسه الثائرة كانت تغزو وجهها الأبيض فيهلك سيطرتها المزعومة، تقوس فمه بإبتسامة قاسية قبل أن يهمس بجوار أذنها بما أشبه فحيح الأفاعي:
-إستعدي للجحيم إللي هتشوفيه على إيديا، هاتشوفي مني إللي عمرك ما شوفتيه، وأنا معنديش ياأمه أرحميني.
ظلت مُغمضة العينين وهي تحاول أن تظل ثابتة قليلاً، ولكن أنفاسه الحارقة التي تلهب وجنتهـا تجعل رجفتها تتزايد، وكلماته المسلحة توعدًا وغضبًا تهاجم سطو جوارحهـا، أرخى أصابعه عن فكها قبل أنها يُضيف بكلمة واحدة ولكن مُخيفة:
-هرجعلك.
أعتدل في وقفته قبل أن يتحرك نحو باب الغُرفـة، تابعته بنظرات حانقة وهو يفتح الباب ويدلف إلى الخارج، وجدته يقف أمام رجل ضخم مثله تمامًا ويهدر فيه بصيغة آمرة:
-إسمع، هي متخرجش من أوضتها مهما حصل، ومن بكرا الصبح ترميهــا في أوضة رقم 26 زي زمايلهـا، عشان تشوف العذاب بحق وحقيقي، فاهم؟!..
حرك الحارس رأسه وهو يقول:
-أمرك يا أصهب باشا.
ألتفت “أصهب” برأسه نحوها فوجدها تحدجه بعينين دامعتين لامعة بكرهٍ شديد، إبتسم لها ببرود ثلجي قبل أن يغادر من الغُرفة تاركًا إياها في صدمة مما تعيشه.
******
وقف “ساهد” أمام قبر أخيه الأكبر يبتسم إبتسامة حانية صغيرة، أدمعت عيناه تأثرًا برحيله ولكن سرعان ما مسح عبراته قبل أن يجلس على ركبتيه، سحب نفسًا عميقًا للحظة قبل أن يزفره على مهل، ثم قال بإشتياق:
-وحشتني أوي يا جاسم، يارب تكون مرتاح دلوقتي.
أطرق رأسه وهو يقول بإنتصار:
-جبتلك حقك خلاص، زي ما هي قتلتك بدم بارد، أنا كمان قتلتها بالحيا وبعدها سلمتها لـ إللي يبعتها للموت.
سكتٍ لحظةٍ قبل أن يقول بشرود:
-شوفتها وهي بتتقتل، كنت واقف مستني الكينج لغاية ما جه، طلع المسدس وفعلاً قتلهــا بدم بارد زي ما شوفتها وهي بتقتلك بنفس البرود، فضلت ببص عليها لغاية ما خدها عشان يدفنها، وبكرا الصبح هاروح أشوف قبرها بعينيا عشان أرتاح أكتر.
إبتسم بظفر وهو يقول بثقة:
-النهاردة بس هقدر أنام مرتاح.
******
ظلت “تيجان” جالسة على الفراش تنظر أمامها في نقطة فراغ بعينين جامدتين، لأول مرة تشعر بذلك الألم الحارق يضرب قلبها وروحهـا، تدفع ثمن شيء لم ترتكبه، فرحت كثيرًا في البداية حينما أتى الموت إليها، فالألم الذي يعتريهـا أكبر من أي شيء، لن تستطيع أن تتحمل، لن تستطيع أن تظل صامدة طويلاً، أغمضت عينيهـا وهي تهمس بداخلهـا أنها ستنهار قريبًا.. قريبًا جدًا.
أستمعت صوت طرقات باب غُرفتها قبل أن تدخل فتاة في مُنتصف العشرينات وهي تحمل صينية مليئة بالطعام الصحي، لم ترفع رأسها نحوهـا بل لم تشعر بها من الأساس، جلست أمامها وهي تضع الطعام على الفراش قبل أن تقول بجدية:
-الأكل.
هنا… إنتبهت لهـا “تيجان”، رفعت رأسها نحوها قبل أن تسألها بتردد:
-ممكن سؤال؟؟..
أومأت الفتاة برأسهـا، نظرت “تيجان” حولهـا بقلق قبل أن تعاود النظر إليها وهي تتسائل بخوف:
-هو أنا فين؟؟..
صمتت الفتـاة قليلاً تنظر لهـا بهدوء مريب، ثم ردت عليهـا وهي ترفع ذقنها قليلاً:
-إنتي هنا فـ سجن الكينج.
ثم نظرت حولهـا مبتسمة متابعة:
-وإنتي حاليًا أعدة فـ أوضة الكينج، بس بكرا الصبح هتتنقلي للزنزانة الخاصة بيكي، عشان تاخدي عقابك.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك أحيا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى