روايات

رواية لأجلك أحيا الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا الجزء الثاني والأربعون

رواية لأجلك أحيا البارت الثاني والأربعون

لأجلك أحيا
لأجلك أحيا

رواية لأجلك أحيا الحلقة الثانية والأربعون

بعد فترة كبيرة، وصل إلى منزله وهو يتنفس بعمق محاولاً ضبط إنفعالاته، سار في إتجاه الغرفة وهو قلبه يخفق بألم حاول جاهدًا إخفاءه، تصلب جسده ما أن رآها جالسة على طرف الفراش تحدق أمامها بشرود وتحديدًا ناحية المرآة، وكأنها تشاهد أنهيارها ببطء.

أغمض عينيه بقوة قبل أن يتحرك نحوها مبتسمًا وهو يسألها برفق:
-تاجي إيه إللي مصحيها دلوقتي؟؟..

همست بشرود:
-تاجك؟؟..

جلس بجوارها وهو يلتقط يدها هامسًا بتأكيد:
-طبعًا، مش الملك دايمًا بيلبس تاج، فأنتي تاجي، يعني من غير أنا ولا حاجة.

أغمضت “تيجان” عيناها وهي تهمس له بصوتٍ مرتعش:
-أقلع التاج ده ودور على غيره يا أصهب، أنا هـ.. هلوثك وأنا مش عايزة يحصل ده، هلوثك.

قالت كلماتها الأخيرة ودموعها تنهمر بغزارة من عينيها، حاولت كتم شهقاتها ولكن ما أن جذبها إلى صدره ولامست وجنتها الباردة صدره الدافئ حتى أطلقت العنان لشهقاتها ودموعها الحارقة التي سقطت على صدره فـ ألهبت قلبه أكثر.

شدد عليها بذراعيه وهو يهمس بصوت مؤلم:
-لو العياط هيريحك، يبقى عيطي وإنتي فحضني يمكن أقدر أخفف عنك الوجع ولو شوية.

دفنت رأسها في صدره قبل أن تبدأ في الصراخ بحرقة، دقائق وهي تصرخ بوجع وهو يتركها تخرج ما في روحها محاولاً أن يظل ثابتًا، شعرت أن أحبالها الصوتية قد أصابها الألم، فـ لم يعد صوتها كما كان، بل حل عليه الضعف.

دقائق أخرى وكانت أبتعدت عنه وهي تكفكف دموعها بظهر يدها قبل أن تنهض ببطء، فوقف هو الآخر متطلعًا إليها بقلق، هو يعلم جيدًا أنها ستنهار مرة أخرى وسيكون أشرس ولكن لا بأس سيكون بجوارها دائمًا حتى إن رفضت ذلك.

حدجته بغرابة وهي تلتفت إليه بكامل جسدها، في حين عقد “أصهب” ساعديه أمام صدره الضخم عاقدًا حاجبيه بتوجس، همست بصوت لا حياة فيه رغم إختناقه:
-طريقي بقى صعب حد يمشي فيه، وإللي هيمشي لازم واحد بس مينفعش أتنين.

سألها بحدة وهو يرخى ذراعيه:
-قصدك إيه يا تيجان؟؟..

قالت هامسة بذات الصوت المختنق المعبأ بالألم:
-يعني هتطلقني، أنا عاوزة أطلق يا أصهب.

أخذ نفسًا عميقًا يعبئ صدره بالهواء لكن عبثًا، فالاختناق الذي يشعر به مصدره قلبه، جذوات محترقة تكويه بنيران الوجع وهو يهمس بصوتٍ حاد كالسيف:
-لو سمعتك بتقولي الكلمة دي هتندمي يا تيجان.

قبض على فكها بقوة يقرب وجهها إليه بشدة هادرًا بهمسٍ خطير:
-مصيرك بقى هو مصيري، ولو حاولتي تهربي منه مش هتلاقي غير الموت في الطريق التاني.

الدهشة بأقسى أنواعها ارتسمت على وجهها وهي تهمس مبهوتة:
-ومين إللي هيسلمني للموت؟؟..

سمعته يقول بحسيس مرعب محترق وهو يقرب وجهه من وجهها:
-أنتي إللي هتسلمي نفسك بنفسك لو بعدتي عن طريقي، ومش بس كدا هتلاقيني بردو وراكِ وإنتي راحة للموت.

أكمل بصوت أكثر قوة، بعنف غير موجه لها وكأن الكلمة تحررت أخيرًا:
-يوم ما عيني وقعت عليكي وإنتي بفستان فرحك في الساحة وإنتي مصيرك بقى فإيدي أنا، وطريقي بقى هو طريقك، وطريقنا يا تيجان بلا عودة.

أعتقدت أن دموعها ستعود من جديد وتنهمر بغزارة على وجهها، ولكن حزنها الطاغي مع ألمها الموحش جعل دموعها تجف، لا دموع ولا شهقات!!..

ألتمعت عينيها بوميض الأستياء وهي تسأله بتهكم:
-مش محتاجة شفقتك، خد شفقتك وأبعد عني، أنا ولا حاجة يا أصهب.

مسح على وجهه بقوة قبل أن يصرخ بغضب:
-وأنا من غيرك مسواش حاجة!!!!..

حركت رأسها بالسلب وهي تقول بمرارة:
-صدقني ده إحساس طيب منك، لكن مش دي الحقيقة، إزاي تقدر تحب واحدة زيي والمفروض من الأو…

هدر مقاطعًا إياها بهمسٍ مخيف:
-أسكتي يا تيجان.

هدرت بغضب وهي تهز رأسها سلبًا بقوة:
-مش هسكت.

حاوط خصرها يجذبها إليه هادرًا وهو يضع إصبعه على شفتاها:
-بقولك أسكتي.

أبعدت إصبعه عن شفتاها وهي تقول بعصبية:
-مش هسكت، لازم تواجه الحقيقة و..

وفي اللحظة التالية كان يسكتها، بفاعلية شديدة، بطريقته هو فقط، ذراعه تحتضن خصرها يدعمها والأخرى تلتقط يدها يرفعها قليلاً ثم يضعها على صدره ناحية قلبه مباشرةً حتى تشعر بدقاته العالية التي تدق مالطبول، بينما شفتاه تنهل من شفتيها بـ.. رقة.

يعلمها وبتروٍ جمال الصمت وفوائده، يعلمها مدى عشقه بداخل قلبه، أرتجف جسدها وهي تغمض عينيها ببطء مستسلمة لتلك المشاعر التي تختبرها لأول مرة بتلك القوة، رفع يده يحرر شعرها بخفة ليتخلله بأصابعه من فروة رأسها حتى نهايته، ثم أفلت شفتيها ففتح عينيه وهو يلهث مبتسمًا وهو يهمس بجوار أذنها باحتراق:
-ده إحساسي بيكِ، تفتكري كل المشاعر اللي حسيتها دي شفقة؟؟..

فتحت عيناها بألم قبل أن تواجه عيناه وهي تسأله بضعف:
-يعني مش هتسبني؟؟..

أتسعت إبتسامته الحانية وهو يُجيبها بهدوء:
-تبقي عبيطة لو فكرتي إني ممكن أعمل كده.

أحتضن وجهها قبل أن تهمس بصوت متقطع:
-بس إنت أكيد أتمنيت واحدة فظروف أحسن مني.

قَبّل وجنتها برقة قبل أن يقول بشغف:
-الظروف دي مش إنتي إللي حطيتي نفسك فيها، وأنا فعلاً أتمنيت، بس أتمنيت أنك تفضلي على طول فحياتي، وعوضي من ربنا.

دفنت وجهها في عنقه وهي تسأله:
-مش هتندم؟؟..

كان رده هو أنه ضمها إليه بشدة وقلبه يخفق بقوة، أخفض رأسه نحوها متناولاً شفتيها في قبلة عميقة حارة يبث بها حاجته إليها وعشقه لها، أصدرت “تيجان” تأوه منخفض عندما بدأ يقبلها بنهم وحرارة أكثر من قبل، عقد ذراعيه من حولها جاذبًا إياها نحوه صدره الصلب أكثر بعدما شعر بإرتجافتها حتى باتت ملتصقة به تمامًا.

أخذ يلثم وجهها بعدة قبلات متفرقة حنونة.. شغوفة قبل أن يعود إلى شفتيها يُقبلها برقة يتخلله الإلحاح، أستجابت له “تيجان” بكل جوارحها لتجرفهما على الفور مشاعرهما التي لم تترك مجالاً لأي عاطفة أخرى

******

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك أحيا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى