رواية لأجلك أحيا الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم أميرة مدحت
رواية لأجلك أحيا الجزء الثامن والعشرون
رواية لأجلك أحيا البارت الثامن والعشرون
رواية لأجلك أحيا الحلقة الثامنة والعشرون
توقف الزمن تمامًا وكأن عقله يرفض التصديق، إبتلع ريقه بصعوبة بالغة وهو يشعر بنبضات قلبه التي تتزايد بصورة غير طبيعية، تقلبت عيناه فيما حوله في خوفٍ وكأنه عاجزًا عن التفكير، هز رأسه بالسلب بعد وصوله إلى فكرة فقدانها فـ همس بقوة:
-لأ، مش هيحصل، مش هسمحلك يا تيجان.
مرر ذراعه حول ظهرها والآخر أسفل ركبتيها كي يحملها بين ذراعيه، نهض من مكانه راكضًا نحو خارج المنزل، هبط على الدرج سريعًا وهو يهمس بخوفٍ:
-إياكِ تستسلمي.
وصل أخيرًا إلى سيارته، فقام بفتح الباب الأمامي بصعوبة بالغة، أجلسها “أصهب” على المقعد المجاور لمقعده بحذرٍ بالغ مسندًا رأسها على الجانب ثم حكم حولها حزام الأمان، أغلق الباب مندفعًا نحو مقعده، لينطلق إلى إحدى المشفيات قبل فوات الأوان.
*****
أنتشر خبر محاولة قتلها كما تنتشر النار في الهشيم بين أهل القرية، أصابهم الحزن والخوف مما هو قادم، فمحاولة قتلها الآن يُعني بداية دخول حرب شرسة بين “أصهب” والطرف المجهول الذي حاول قتلها، خاصةً بعد أن تواعد “أصهب” في يوم إعلان براءتها لأي شخص حاول إلحاقها بأي أذى، ولكن ما سيطر على عقولهم هو خروج “الهامي” من القرية بأكملها كي يعود السلام إلى الجميع.
غادر خمسمائة فقط من أمام القصر، فلم يبقى سوى ألفين أو أكثر واقفون يصرخون بغضب، قوتهم تكاد أن تهدم ذلك القصر بمن يجلس فيه، وصوت صياحهم الجهوري المخيف يجعل الخوف ينهش قلب “الهامي” مما قد يفعلوه به إذا وقع بين أيديهم.
دخل “راجي” غرفة والده بخطى هادئة للغاية، رأه يجلس على الفراش بملامح عابسة، تنهد الأخير بحرارة، مُبتسمًا بداخله بسُخرية، تمنى في تلك اللحظة كثيرًا أن يكون والده ذات شخصية رحيمة.. طيبة.. حكيم، حتى يعيش هو أيضًا في سلام، ولكن قسوته طغت حتى وصل الأمر إلى محاولة قتل وحيده ببرودٍ شرس.
تسائل بصوتٍ جامد رغم حرقة قلبه:
-نويت على إيه؟؟..
رفع “الهامي” وجهه له قبل أن يجيب بتهكم:
-هو إنتوا سيبتوا ليا إختيار تالت، هسافر على الفجر يكونوا مشيوا من قدام القصر، أنا مش مستعد يجرالي حاجة، لأني خلاص رجليا والقبر، هعيش بعيد أحسن.
تابع مُتسائلاً بسُخرية:
-بس ياترى هتبقوا تزوروني ولا هتسبوني مرمي هناك لوحدي.
رمقه “راجي” بنظراتٍ مطولة ثم رد عليه بهدوء:
-في واحدة هتجيلك كل يومين كده، تنضف البيت وتعملك الأكل وتغسل هدومك، أظن إنت مش محتاج حاجة أكتر من كده.
زفر بضيقٍ داخلي قبل أن يُضيف:
-وياريت تنسانا تمامًا، أنا عشت من صغري مبقولكش لأ، لكن إللي إنت عملته أكبر جريمة ممكن يرتكبها الاب لإبنه.
إبتسامة أليمة شقت شفتيه وهو يهمس:
-كنت هتكسرني، كنت هتموتني أنا ومراتي لمجرد أن إبني منفذش أوامرك، كان عندك أستعداد عادي تكسرنا وتتفرج علينا، كأننا أعدائك، مش من لحمك ودمك.
سحب نفسًا عميقًا وهو يقول في نغمة ألم:
-ربنا يسامحك على حرقة القلب إللي سببتها ليا ولمراتي ولإبني، ربنا يسامحك.
وقبل أن يغادر سمع صوته وهو يناديه بخفوت هادئ، تصلب جسده مع نداءه الثاني، ولكن لم يلتفت إليه، أنتظر عدة ثوانٍ ما سيتفوه به حتى وجده يقول بتوتر:
-أصهب خد رصاصتين في ضهره، واحدة منهم فعلاً بتاعتي بس التانية مش مني، من طرف مجهول أنا فعلاً معرفوش، بس ياإما كان قاصد تيجان وده إللي بنسبة كبيرة لأن أصهب حضنها فنفس الوقت إللي أضرب فيه بالنار، ياإما حد فعلاً كان عاوز يموته، يعني حياة إبنك في خطر سواء إن كان لوحده أو مع البنت دي.
ظل “راجي” واقفًا في مكانه يستمع إلى كل حرف ينطقه الأخير وكأن سوط يهبط على قلبه من قوة الألم، حاول تمالك أعصابه وهو يخرج من الغرفة هابطًا إلى الأسفل، شعر بإهتزاز هاتفه في جيب بنطاله، فأخرجه سريعًا قبل أن يجيب على طرف الآخر بإهتمام:
-إيه يا أصهب، إنت فين؟؟..
صمت قليلاً قبل أن تتسع عينيه بذهولٍ:
-نعم!!!.. إنت بتقول إيه؟؟.. إزاي ده حصل وإمتى؟؟..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك أحيا)