روايات

رواية لأجلك أحيا الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا الجزء الثامن والثلاثون

رواية لأجلك أحيا البارت الثامن والثلاثون

لأجلك أحيا
لأجلك أحيا

رواية لأجلك أحيا الحلقة الثامنة والثلاثون

جلست “شاهيناز” على طرف الفراش تحدق في الباب بنظرات حانقة… غاضبة، زفرت زفيرًا حارقًا وهي تنظر إلى ساعة الحائط متمتمة بعدة كلمات غير مفهومة حتى أنفتح الباب فـ هبت واقفة ترمقه بحنق، في حين تحرك “راجي” نحوها متسائلاً بقلق:
-في إيه؟؟.. مكالمتك ليا بإني أجيلك فورًا قلقتني، في حاجة حصلت؟؟..

هدرت بغضب وهي تشير بيدها:
-إبنك، إبنك يا راجي باشا، كتب كتابه على الـ(…) إللي ساهد ضحك عليها، إبنـــي أنــا يتجوز واحدة زي دي على آخر الزمن!!!!..

تراجع للخلف قليلاً وهو يسألها بصدمة:
-نعم؟؟.. إيه الكلام ده؟؟.. مين إللي قالك؟؟.. عرفتي منين؟؟..

-القرية كلها مش بتكلم غير عن رجوعها من الموت وكتب كتابه عليها، والمصيبة أن الكل فرحان مش عارفة على إيه؟!!..

تمتم “راجي” بصوت خالي من الحياة:
-كتب كتابه!!.. من غير ما يقولي؟!..

أنهمرت دموعها رغمًا عنها وهي تقول بصوتٍ منتحب:
-أنا طول عمري كنت بتمنى أشوفه متجوز، وأشيل عياله، كنت بتمنى يتجوز أحسن بنت فالدنيا، ويتعمله فرح مفيش زيه، لكن دلوقتي خلاص، إبنك كبر وبقى مش هامه حد لا أنا ولا إنت ولا أي حد غيرها هي.

نكس “راجي” رأسه وهو يتحرك نحو الفراش يجلس على طرفه قائلاً بشرود:
-إبننا بيحبها يا شاهيناز، بيحبها بجنون، لدرجة أنه مش شايف أي جروح الماضي إللي هي عايشة فيها.

كفكفت دموعها بظهر يدها وهي تسأله بتوجس:
-تقصد إيه؟؟..

سحب نفسًا عميقًا وهو يقول بحدة:
-لازم أكلمه، هخليه يجي دلوقتي يشرحلي على إللي عمله وأنه ناوي يعيش فين ويعمل إيه بعد كدا.

شهقت “شاهيناز” وهي تقول بخوف:
-مش بعيد يسيب القصر ويعيش معاها فمكان بعيد عننا وينسانا.

أغمض “راجي عينيه متنفسًا بحدة وهو يحرك رأسه بعدم إستيعاب، غمغم بداخله بحسرة:
-للدرجة دي بتحبها يا أصهب ومش شايف غيرها، إزاي خليتك تنحني ليها؟!!..

*****

-بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.

عند نطق المأذون بها، هب” أصهب” واقفًا يتلقى تهنئة من” وافي” و”يسر” وشاهدًا آخر، ثم تحرك بخطى سريعة نحو “تيجان”، التي تنظر له بعيون سعيدة… غير مصدقة، أتسعت إبتسامتها حينما قبض على يدها يجذبها نحو داخل غرفته.

احتضن وجهها بين كفيه ليهمس، ينظر لشفتها المرتعشة وعينيها اللتان تناظرانه بحب فائض قضى على كل مقاومة لديه، فهمس بسرعة عند نفاذ قدرته على التحمل:
-تيجان، أنا آسف.

وقبل أن تسأله عن سبب أسفه، وجدته ينقض على شفتيها في قبلة متعطشة لتذوق معنى الحياة، مراعيًا لها قدر الأمكان وقد تخلل شذاها أنفه مالئًا رئتيه بعبقها الساحر، كان في النعيم، في أوج أحلامه بها لم يتخيل أن يكون مذاق شفتيها هكذا!!

لحظات لم يود إنهائها، لكن لكي شيء نهاية، وهكذا اللحظات المسكرة تختطف من الزمن، فحرر شفتيها على مضض حينما شعر بإهتزاز هاتفه في جيب بنطاله، ونفاذ قدرتهما عن التنفس.

تسربت حمرة جميلة إلى وجنتيها وهي تخفض رأسها بخجل، في حين أجاب “أصهب” بصوتٍ أجش:
-أيوة؟؟..

صمت قليلاً قبل أن يقول بإقتضاب:
-تمام أنا جاي.

أغلق هاتفه وهو ينظر إليها بإبتسامة قبل أن يغمز لها قائلاً بعبث:
-دي كانت هدية جوازنا.

ضربت كتفه بقوة وهي تهدر بحنق:
-إنت قليل الأدب، إزاي تـ…

قاطعها وهو يُقبّل شفتاها برقة تكاد أن تذيبها، أبتعد عنها قبل أن يخبرها بهمس:
-أنا نازل دلوقتي، ساعة وهكون وهرجعلك تاني عشان أعرف أديكي الهدية التانية بمناسبة جوزانا.

تراجعت للخلف سريعًا، فإتسعت إبتسامته الماكرة ثم ألتفت بجسده ليلج خارج الغرفة.

ظلت واقفة في مكانها لعدة دقائق قبل أن تستمع إلى صوت رنين جرس باب المنزل، خرجت من غرفتها معتقدة وجود شقيقها وإبن عمها، ولكن تفاجئت بعدم وجودهما، همست بقلق:
-يظهر أنهم نزلوا مع أصهب، طب أعمل إيه دلوقتي؟؟..

أستمعت إلى صوت تعرفه جيدًا من خلف باب منزلها قائلاً:
-أفتحي يا تيجان، أنجزي بقالي كتير واقف.

حسمت أمرها سريعًا وهي تفتح له الباب، رمقته بعينين حادتين وهي تسأله بضجر:
-عاوز إيه يا ثاقب؟؟..

دخل “ثاقب” المنزل بخطى بطيئة وهو يرد:
-جاي أطمن أشوفك عايشة إزاي بعد ما سبتينا؟؟..

ردت عليه ببسمة واثقة:
-أحسن عيشة.

إبتسم إبتسامة جانبية قبل أن يقول بمكر:
-طب وتفتكري إني هسيبك عايشة أحسن عيشة.

رفعت حاجبيها تسأله بتهكم:
-آه ما إنت طول عمرك بتحب تحرق دمي، إيه الجديد؟؟..
-الجديد فإن إللي هقوله هيدمرك، هيدمرك تمامًا وأنا وقتها هرتاح.

أنقبض قلبها وهي تسأله بهدوء زائف:
-وإيه بقى إللي هيدمرني؟؟..

دنى منها عدة خطوات وهو يسألها بإحتقار:
-إنتي مين إنتي؟؟.. واحدة أبونا جابها بيتنا عشان يربيها بعد ما صعبتي عليه، وإنتي يا حرام مرمية في الشارع وكنتِ هتموتي.

أنتفض قلبها في فزع وهي تسأله برعب:
-قصدك إيه؟؟..

وقف “ثاقب” أمامها وهو يبتسم لها بتشفي قبل أن يقول:
-قصدي إنك إنتي لا ليكي أب ولا أم، إنتي واحدة لقيطة.. أبونا لاقكي جنب بيتنا وعشان قلبه الحنين قرر يربيكي ويكسب فيكي ثواب.

تسمرت في مكانها بصدمة عارمة، حاولت النطق وهي ترسل إشارات النطق من عقلها إلى لسانها كي تتكلم حينها قال:
-خليكي عارفة مقامك كويس، إنتي واحدة جاية من الشارع ولولا أبويا إللي شافك كان زمانك دلوقتي أعدة بتشحتي و…

-بــــس!!!!..

قالتها هي بنظرة قوية إنما مرتعشة… تخبئ ضعفًا مقيتًا سببه كلماته، صرخت بلهجة محتدة وهي تتراجع للخلف:
-إنت كـــداب، إطلع بــرااااااااا، إطلــع براااااا.

أرجعت خصلات شعرها للخلف وهي تهمس بعدم إستيعاب:
-أنا عاوزة أصهب، لازم يجي؟؟!!.. أصهب!!..

إبتسم “ثاقب” بسخرية قائلاً:
-وهيعملك إيه الكينج ده؟!.. هو عارف حقيقتك وعشان الرجولة وخداه أوي مرضاش يرجع فـ كلامه معاكي فحكاية جوازكم، بس أول ما يعرف إنك عرفتي أبقي قابليني لو أستمر مع واحدة زيك.

ثم أشار بيده قائلاً ببرود:
-وأنا كنت همشي من الأول، سلام يا.. ولا بلاش لأحسن تزعلي.

خرج من المنزل تحت أنظارها المذهولة، تراخت قدماها فجلست على الأرضية الصلبة ثم أخذت تضرب رأسها برتابة في الحائط خلفها، عدة ضربات هادئة ليعقبها بصرخة ألم محملة بكل حرقة العالم… شقت دياجير الليل، من حنجرتها المذبوحة:
-آآآآآه لأااااااا ياربــي.
*******

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك أحيا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى