رواية لأجلك أحيا الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أميرة مدحت
رواية لأجلك أحيا الجزء الثالث والعشرون
رواية لأجلك أحيا البارت الثالث والعشرون
رواية لأجلك أحيا الحلقة الثالثة والعشرون
هزت “تيجان” رأسها ببطء محاولة أن تفتح عينيها، نهضت بمساعدة كل من الممرضة و”شاهيناز”، ما أن وقفت على قدماها حتى تراجعت قليلاً وهي تهتف بتعب:
-خلاص شكرًا أنا بقيت كويسة.
قالت “شاهيناز” بجدية:
-طب شوفي الجرح اللي فجبينك ده.
عفويًا وضعت أصابعها على الجرح وهي ترد بهدوءٍ واهن:
-لأ بعدين، مش دلوقتي.
فتحت عينيها أخيرًا فـ رأته وهو يزفر براحة، تحركت نحوه سريعًا حتى كادت أن تتعثر ولكن تمالكت نفسها على آخر لحظة، سمعت صوته الأجش وهو يهمس:
-حاسبي.
وقفت بجوار فراشه وهي تبتسم بسعادة هاتفة بعد أن تلألأت عيناها بالدموع:
-إنت مستسلمتش يا أصهب، مستسلمتش، حاربت وأنتصرت.
إبتسم إبتسامة شاحبة صغيرة وهو يرفع يده قابضًا على يدها ثم همس بصوته العميق:
-زي ما خدتي بالك مني، خدي بالك من نفسك، لأني محتاجلك.
أتسعت عيناها بدهشة وقبل أن تتسائل، كان وجه أنظاره نحو والدته وهو يمد يده، إبتسمت له “شاهيناز” وهي تقترب منه سريعًا، فتراجعت “تيجان” للخلف وقررت الخروج وهي تتابعهما بعينين دامعتين سعيدتين، وضعت يدها على قلبها وهي تشعر بنبضاته السريعة، قابلت في طريقها “راجي” الذي ما أن رأها حتى سألها بقلق مهتم:
-تيجان إنتي كويسة و..
قطب جبينه بقوة وهو يرى ذلك الجرح على جبينها، فقال بصرامة:
-إيه الجرح ده؟؟.. إنتي إزاي سايبة نفسك كده؟؟.. تعالي معايا.
كانت حقًا يجب عليها الذهاب إلى الطبيب لمعالجة ذلك الجرح، فحركت رأسها بالإيجاب وهي تتحرك خلفه، سألته بإهتمام:
-عملتوا إيه مع الشخص ده بعد ما مسكتوه؟؟..
أجابها بتنهيدة حارة:
-طلبنا البوليس عشان يشوف ايه حكايته هو كمان، وعاوز إيه من أصهب؟؟.. خصوصًا بعد ما الدكتور لقى الحقنة اللي معاه كان مسممة!!.
جحظت عيناها بصدمة، فهمست بإرتياع:
-إيه؟!!!.. مسممة!!.. لأ!!!..
تسائلت بداخلها بعدم إستيعاب:
-ياترى مين بظبط ورا اللي بيحصل ده؟؟.. الداغر ولا الهامي!!!.. يارب أنا مبقتش فاهمة حاجة!!!..
*******
حدث ما لم يتوقعه أي شخص من عائلة “الهامي”، مُنذ إصابة “أصهب” بالطلق الناري، وقد أجتمع أهل القرية كي يتناقشون عن حل لمشاكلهم وعن كيفية تخلصهم من شر “الهامي” حتى أتفقوا على الأني وهو:
معًا مع “أصهب”.
ومعًا ضد “الهامي”.
ومعًا ما من يقف خلف “أصهب” من عائلته.
لا للخوف بعد اليوم.
وأول ما قاموا به هو ثورة كبيرة أجتمع فيها أكثر من ألف ونصف شخص كأول يوم، حيثُ يبلغ عدد السكان في تلك القرية ثلاثة ألف ونصف.
وقف ذلك العدد أمام قصر “الهامي”، والذي يتابع ما يحدث بعينين مذهولتين عن طريق شرفة غرفته، يستمع إلى تلك الأصوات المُنادية بإسمه، مُخبرين إياه أن ينصرف من القرية بأكملها بالحُسنى وإلا سينالوا حقهم منه.
تلك الأصوات التي تخترق بقوة في أذنيه، وعيناه التي لازالت لا تصدق ما رأته من ذلك التجمع الكبير المهيب!!.. كان يُخيفهم بجبروته، الآن هو يجلس خائفًا ولا يعلم كيفية التصرف بعد أن فات الأوان.
*******
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك أحيا)