روايات

رواية لأجلك أحيا الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا الجزء الثالث والثلاثون

رواية لأجلك أحيا البارت الثالث والثلاثون

لأجلك أحيا
لأجلك أحيا

رواية لأجلك أحيا الحلقة الثالثة والثلاثون

وقف “ساهد” مع شخص يرتدي جلباب وبيده الكثير من الأكياس السامة البيضاء، أشاح بوجهه بعيدًا حتى يستطيع أن يبتسم بسخرية، مسح وجهه بقوة وهو يتمنى كثيرًا بداخله أن لا ينكشف حتى يستطيع الوصول إلى “الداغر”، عاود النظر إلى ذلك الرجل حينما قال بخشونة:
-خلاص كده البضاعة جهزت، يدوب على بكرا نروح سوا للداغر ونسلمه الشنظة إللي فيها البضاعة وهو يسلمنا بالفلوس.
أضاف بلهجة تحذيرية:
-طبعًا إنت عارف لو إستعبط معانا هتعمل إيه ولا إيه؟؟..
أومئ “ساهد” رأسه وهو يقول بثقة:
-طبعًا ماتقلقش وحُط فبطنك بطيخة صيفي يا معلم.
وضع الحقيبة على المكتب وهو يتمتم بإقتضاب:
-طيب، على بركة الله.
2
سـأله “ساهد” بإهتمام:
-والميعاد هيبقى الساعة كام؟؟..
أجابه وهو يجلس بإسترخاء على المقعد:
-بعد نص الليل بشوية.
إبتسم “ساهد” له وهو يقول بخبث:
-إن شاء الله تبقى عملية وش السعد على الكل وأولهم إنت و.. الداغر.
*****
لم يتحرك كثيرًا منذ أن وصل إلى منزله الجديد، بل دائمًا يجلس على فراشه يحدق أمامه بشرودٍ، ثم ينظر حوله الكبير المهيب، يحاول أن يصدق أنه يجلس بمفرده الآن، بعد أن كان إبنه وزوجة إبنه وحفيده يجلسون معه دائمًا، يحاول الإستيعاب أن كل شيء قد تغير إلى الأسوأ.
لولا تلك الفتاة التي جلبها له وحيده كي تطهو الطعام وتنظف المنزل وملابسه لكان عاش في خرابة، همس “الهامي” في نغمة ألم:
-بقى أنا على آخر الزمن، أعيش العيشة دي؟!.. بعد ما كنت بأمر وبحكم، دلوقتي قاعد لوحدي بكلم نفسي والحيطان!!!..
هز رأسه بسخرية وهو يتابع في شئ من المرار:
-كل حاجة أتغيرت، النناس إللي كانت بتترعب من إسمي هما إللي خلوني ألم حاجتي وأعيش هنا، يــاه على الزمن.
1
*****
ظل واقفًا لفترة طويلة دون شعور، عاقدًا ساعديه أمام صدره الضخم، ينظر أمامه في نقطة فراغ، عقله يرفض تلك الحقيقة المريرة، ويدور خوفًا من أن تكون “تيجان” لا تعلم من تكون، زفر بحرقة وهو يهمس بضيق:
-الموضوع أتعقد.
-فعلاً.
ألتفت برأسه نحو ذلك الصوت الذي أتى من خلفه، فـ وجد والده يقترب منه ببطءٍ ثابت حتى وقف قبالته، صمت ران بالمكان لعدة مرات قبل أن يقول “راجي” بلهجة هادئة رغم صرامة كلماتـه:
-إسمع يا أصهب، إنت إبني الوحيد، لما قولت لي عن حبك للبنت دي، رغم إللي حصلهـا وأنها متصلحش للعيلة إلا إني وافقتك، لكن كده الموضوع خرج برا إيديا.
قطب جبينــه بقوة وهو يسأله بحدة:
-قصدك إيه؟؟..
رد عليه بهدوء بارد:
-إنت فاهم قصدي، العادات والتقاليد هنا مش هتسمح بجوازكم بأي شكل، وإنت مش هينفع تسيب القرية بعد ما بقيت حاكمها.
أومئ رأسه بإيماءة خفيفة وهو يشيح وجهه بعيدًا عنه، إستمع إلى صوت والده المتسائل:
-نويت على إيه؟؟..
أجابه “أصهب” بكلمةٍ واحدة.. قوية..صارمة:
-هبعد.
تسائل “راجي” بدهشة:
-هتبعد عنها فعلاً؟؟..
حرك رأسه بالسلب قبل أن يقول بإبتسامة واثقة:
-تؤ، لو مفيش قدامي إختيار غير إني أخدها ونعيش بعيد عن هنـا، هعمل كده من غير تردد.
ألتت إليه وهو يُضيف بشغف:
-إلا تيجان، النقطة البيضة الوحيدة إللي فحياتي مش همسحها ولو فيها موتي.
رفع “راجي” حاجبيه للأعلى بذهول وقبل أن يتحدث، إستمعا إلى صوت “وافي” الصارخ بسعادة بإسم الملك، أستدار “أصهب” إليه بملامح غاضبة ولكن سرعان ما تبدلت حينما قال:
-تيجــــان فــاقت يا كينج، تيجـــان فــاقت.
خرج إسمها من بين شفتيه بتلهف هامسًا:
-تيجـان.
******

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك أحيا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى