رواية لأجلك أحيا الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم أميرة مدحت
رواية لأجلك أحيا الجزء التاسع والعشرون
رواية لأجلك أحيا البارت التاسع والعشرون
رواية لأجلك أحيا الحلقة التاسعة والعشرون
-في الجانب الآخر-
وقف “أصهب” خارج غرفة العمليات يزفر بعمق ما حبسه بصدره ليسيطر على توتره الكبير، أنتظر على أحر من الجمر خروج الطبيب من الغرفة للأطمئنان على حالتها، كانت الدقيقة الواحدة بالنسبة إليهِ گـ ساعة.
بدأ يسير ذهابًا وإيابًا والهاتف على أذنه يهدر بغضبٍ جامح:
-معرفش، أنا روحت البيت لقيتها غرقانة في دمها، ده غير أنه مفيش أي أثار أقتحام، أنا هتجنن!!!!..
قال كلمته الأخير وهو يصرخ بشراسة مندفعًا نحو الحائط يلكمه بقوة عسى أن يهدأ غضبه ولكن أزداد وهو يرى يده مليئة بـ آثار دمائها، أغمض عينيه بعنف يكاد أن يعتصرهما وهو يقول بهمسٍ متشنج لوالده:
-مش قادر، بحاول أمسك نفسي بس مش قادر، راسي هتنفجر من التفكير!!!!!..
قال “راجي” بلهجة قوية محاولاً بث الهدوء بداخله:
-أهدى يا أصهب، أهدى شوية وأنا هجيلك على المستشفى.
هتف “أصهب” بقوة:
-مش عاوز الخبر يوصل لـ وافي ولا لـ يسر دلوقتي، لغاية ما بس أطمن على تيجان.
رد عليه بنبرة هادئة ولكن تحمل الكثير من القلق:
-مقدرش اضمنلك ده، لأن زمان القرية كلها عرفت الخبر، وأكيد هيوصل لغاية بيتها، بس معتقدش يوصلهم دلوقتي لأنهم حاليًا في المكان إللي فيه السجينات بيأمنوا المكان ويشوفوا أكلهم وشربهم، فلو وصلهم هيوصل متأخر.
تنهد “أصهب” بخوف وهو يحدق بعينيه القاسيتين نحو باب الغرفة ثم قال بنبرة حادة:
-تمام، يالا سلام.
أنهى المكالمة قبل أن ينتفض من مكانه وهو يرى خروج الطبيب من الداخل، تحفزت حواسه وهو يركض نحوه مُتسائلاً بنبرة صارمة تحمل من الخلف الكثير من التلهف:
-هَـاا يا دكتور؟؟.. إيه الأخبار؟؟.. بقت كويسة مش كده؟؟..
أجابـــــــه بأسفٍ بدا على ملامحه:
-إحنا بنعمل إللي علينا، بس للأسف حالتها مش مُستقرة، الطعنة كانت شبه عميقة وهي نزفت كتير جدًّا.
أجتاحته رعشة قوية وهو يسأله بنظرات قوية:
-يعني إيه؟؟!!..
أجابـــــــه بجدية:
-يعني لو عدى 24 ساعة على خير يبقى حالتها هتستقر، وإن شاء الله خير، عن إذنك.
ختم آخر حرف بأسفٍ ثم عاد إلى الداخل ليُتابع عمله، أستند على الحائط وهو يحدق في الغُرفة التي متواجدة بها، حرك رأسه بالسلب وهو يغمغم بعدم إستيعاب:
-لأ، أكيد هي مش هتسبني، أكيــد!!..
حدق في الغرفة بعينين مذهولتين هامسًا بدون شعور:
-أنا روحي أتعلقت بيكي، لو حصلك حاجة مش هستحمل.
هبطت دمعة حارة دون شعور من عينه وهو يهمس بخفوت قاتل:
-إياكِ تستسلمي يا تيجان، إياكِ.. كنتي السبب في خروجي للنور، متخلنيش أستسلم لضلمة قلبي تاني، أرجوكِ متستسلميش.
*****
لاحقًا، وقف كل من “أصهب” و”راجي” أمام غرفة العمليات، منذ أن جاء والده وهو يسند ظهره على الحائط يحدق في يديه المليئة بآثار دمائها محاولاً إستيعاب ما يحدث حوله، إبتسامة ألم شقت شفتيه وعينيه القاسيتين الحادتين قد لمعت بالدموع خفيًا، ألتفت برأسه نحو والده الذي أخفض رأسه بضيق من ما يحدث حوله ثم همس بشرودٍ:
-أنا لسه خارج من المستشفى النهاردة وفرحان بـ ده، بس متوقعتش نهائيًا أن الضربة دي تيجي أبدًا، وإني هبات هنا مرعوب من فكرة إنها تروح مني.
حاول “راجي” بث الطمأنينة بداخله وهو يقول:
-ماتقلقش يا أصهب، إن شاء الله خير.
حرك رأسه بالسلب وهو يقول بصرامة مخيفة:
-انا مش هرتاح إلا لما أشوف الـ(….) إللي عملوا فيها كده، هـ…
لم يتابع كلماته حينما إستمع إلى صوت فتح الباب، لمح بطرف عينه خروج الطبيب، فتحرك نحوه بخطى سريعة وهو يسأله بحدة:
-ها إيه الأخبار؟؟..
أطرق الطبيب رأسه وهو يهمس بجمودٍ:
-أنا آسف، بس هي وصلت المستشفى وحالتها كانت صعبة.
ران الصمت على المكان لبضعة لحظات قبل أن يشد الأخير قامته وهو يتسائل بصوتٍ مرتجف:
-يعني إيه؟؟..
بدا الأسف عليه وهو يقول:
-البقاء لله.
*****
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك أحيا)