رواية لآخر العمر الفصل الخامس 5 بقلم حماده ناجي
رواية لآخر العمر الجزء الخامس
رواية لآخر العمر البارت الخامس
رواية لآخر العمر الحلقة الخامسة
٥
يرن جرس هاتفها وعندما تنظر الي شاشته يظهر اسم علي
يقو ل لها والدها وهو علي يقين بمعرفة المتصل
:ما تردي يابنتي علي التليفون
:لا دا رقم غريب يابابا..
بعدها يرن علي مره ثانية
وتشعر بالتوتر …ووالدها يقول
:طب هاتي ارد انا علي الرقم الغريب دا اشوفه عاوز ايه
طالما مصمم كدا..ويمد يده لها ليأخذ الهاتف..
ترددت في قرارها..هل تعطي الهاتف لوالدها..فيكشف حقيقة الامر..ام ماذا تفعل؟؟
في ثواني فكرت وقررت
:اتفضل يا بابا..مدت يدها وتظاهرت بان الهاتف سقط منها سهوا..فقامت سريعا بوضع قدمها لتنقذه من الكسر
كان والدها يفهم الحقيقه وتاكد عندما تظاهرت بان الهاتف سقط منها
:معلش يا بابا..مش قصدي
:ولا يهمك يا امنيه ..معلش كتر خيرك النهارده كان يوم صعب عليكي ..انا وبعدين اخوكي ..ودا غير امك
اه صحيح..تعالي نطمن عليها احنا ناسينها ليه
ابتسمت امنيه..وهي تعتقد انها استطاعت خداع والدها
…..
شعر علي بالقلق..لان حبيبته لم تجب علي اتصالاته
كما انه قد إشتاق إليها كثيرا..ويود سماع صوتها
ليعطيه الطاقه..ليفتح الحديث مع والده فور عودته من عمله
نظر لساعته التي قاربت علي التاسعه مساءا
ووالدته تقول له
:خير يا علي..مالك كدا مش علي بعضك من ساعة ما رجعت من بره
:لا مفيش حاجه..هو بابا اتاخر ليه كدا النهارده
:غريبه..مش عوايدك تسأل علي باباك كدا
اكيد محتاج منه حاجه
:لا عادي….اه في حاجه
:مش بقولك..انه في حاجه انت مخبيها، احكي بقي لمامتك حبيبتك في ايه؟؟
:انتي عارفه يا ماما بس جو الامتحانات موترني شويه
:يا سلام ودا من إمتي يعني..طول عمرك شاطر ومجتهد
:بصراحه يا ماما كدا…
:قول يا علي..يمكن اقدر اساعدك
:انا اتعرفت علي بنت من كام شهر..جميله وطيبه وبنت ناس
:امممممم…قولتلي بقي، انا حاسه بانك متغير بقالك مده فعلا
معظم الوقت في اوضتك والتليفون دايما علي ودنك وسرحان على طول
:هي بنت محترمه جدا يا ماما..والدها عنده ورشة خشب
شريك فيها..وعندها اخ واحد لسه بيدرس
:طب وهي دراستها ايه
:هي معاها معهد..ثم سكت لبرهه واستطرد حديثه
وكمان بتشتغل في محل ملابس
باستنكار شديد قالت والدته
:بياعه في محل يا علي؟؟
:وايه المشكله يا ماما، الشغل مش عيب وهي بنت جدعه وبتتحمل مسئوليه، وبتساعد نفسها..وبتجهز روحها من الشغل دا ، بتخفف عبئ عن والدها، ودا اكتر شئ حببني فيها ومخليني متمسك بيها
:مقولتش حاجه يابني..الشغل مش عيب طبعا..بس واضح من كلامك ان مستواها اقل منك في التعليم وكمان كوضع إجتماعي..انت والدك مدير بنك وخالك عميد في الجيش
وقرايبنا كلهم وضعهم المادي والاجتماعي كويس جدا
وانت كمان كلها شهرين تلاته وتتخرج..وتقبل في النيابه
وفي بنات كتير مستواهم افضل أهاليهم يتمنوا نسبنا
:بس البنات الكتير دول انا ملقتش نفسي مع واحده منهم
كل همهم الدلع والفسح والمنظره، انا عاوز واحده اعيش معاها ع الحلوه والمره اذا الزمن اتغير وظروفي ساءت، وحده تقف جنبي وتسندني، مش تبيعني لو وقعت، وحده تربي عيالي وتكبرهم ،مش واحده تخلي الداده تربيهم لها
في فرق كبير يا أمي بين غنى المال وغنى النفس
وانا مش ببص ع المال..لانها والحمدلله مستوره معانا
تقاطعه والدته
:واضح انها عرفت تاكل عقلك يا علي
:يا ماما متقوليش كدا امنيه بنت كويسه
في تلك اللحظه وصل والد علي من الخارج وقال ..
:أمنيه مين دي اللي كويسه يا علي؟
..
يجلس محمود بجوار مصطفى علي فراشه ويقول له
:حمدلله على سلامتك يا عم مصطفى..خضتينا عليك
يربت والد مصطفي علي كتف محمود ويقول
:البركه فيك يا بني، بعد ربنا انت لحقته كان هيضيع مننا
:الحمدلله..انه بقى كويس، يلا احكي بقي ايه اللي حصل
والده: انا سألته اكتر من مره وهو مش عايز يجاوب، واضح ان البيه عمل عمله كالعاده
يطأطأ مصطفى رأسه وهو يشعر بالخجل ثم يقول
:دي خناقه عاديه يا بابا ،زي ما الناس كلها بتتخانق
:ايوه ايه سببها انا لازم افهم
يتظاهر مصطفى بانه يتألم..وان الجرح يؤلمه
فتقول امنيه
:خلاص يابابا بلاش نضغط عليه دلوقتي وهو تعبان اكيد هيعرفنا الحقيقه لما يتحسن
والدها ينظر لمحمود : وانت كمان يا بني عملت طيب انك مروحتش بيه على المستشفي..كان هيبقي في محضر ووجع دماغ احنا في غنى عنه
:وانا قاعد في الورشه لقيت مصطفى جاي علي اول الشارع ماسك بطنه والدم مغرق هدومه وفجاه وقع وسط الشارع
انا شيلته وجيت بيه جري علي هنا..والحمدلله اني كنت موجود ساعتها
يرن هاتف أمنيه …فتستأذن منهم للرد
:عن اذنكم هرد على منى صاحبتي في المحل وتخرج مسرعه
:ايوه يا علي ..معلش يا حبيبي مكنتش عارفه ارد عليك خالص
:أمنيه….
:ايوه يا علي …خير مال صوتك
:انا كلمت بابا النهارده في موضوعنا
بلهفه.. ورده كان ايه!!
:قالي نأجل الموضوع لبعد الإمتحانات
:تمام..بس انت حسيت انه متقبل الموضوع ولا ايه؟
:الحقيقه مش عارف..كان رد فعله مش مبين اذا كان رافض او قابل فكرة ارتباطنا
:طب ومامتك؟؟
:بصراحه ؟
:اكيد اهم شئ الصراحه يا علي..وموافقة اهلك ضروري جدا عشان موضوعنا يكمل
:ماما مش موافقه
:وايه السبب!!
:مش مهم ايه السبب ، هي رافضه وخلاص
:طب والحل، هنعمل ايه؟
:انتي ليا…خلصت خلاص، هما بقي وافقوا او اعترضوا
هما احرار..انا مش صغير وعارف بعمل ايه..ومش هضيعك من ايدي مهما حصل
ثم تنادي عليها والدتها.
:طيب معلش يا حبيبي ..خير باذن الله..هسيبك دلوقتي عشان ماما عايزاني، المهم متزعلش نفسك..وركز في مذاكرتك
:انا عاوزك تطمني يا امنيه، مش هخلف وعدي معاكي مهما حصل
:في ايه يا أمنيه واقفه بتعملي ايه عندك
:مفيش يا ماما دي منى صاحبتي كانت بتكلمني
:مني؟؟…طيب روحي اقعدي مع الراجل شويه مش كدا
:حاضر يا ماما..هعمل كدا عشان اللي عمله مع اخويا وعشان بابا ما يزعلش
وعند باب الغرفه قبل ان تدخل..سمعت محمود يقول لوالدها
:حضرتك مردتش عليا في موضوع أمنيه ياعمي
يتردد لحظات قبل ان يجيب
:متقلقش يابني اللي فيه الخير يقدمه ربنا
:ونعم بالله..بس احنا اهل يعني مش هتحتاجوا تسألوا عننا زي الاغراب
:أكيد طبعا يابني واحنا نتشرف بنسبك من غير كلام، بس زي مانت شايف انا تعبت النهارده الصبح في الورشه
وموضوع مصطفي..الامور ملعبكه شويه..كام يوم كدا يابني
وربك يدبرها
يستأذن محمود..ويغادر الغرفه…وهو خارج يرى باب غرفة امنيه قد أغلق..ويفهم انها كانت تسمع الكلام وعندما هم بالخروج اسرعت الي غرفتها.. لكن ماذا يفعل في قلبه، انه يريدها ويتمناها زوجة له
تمر الأيام وينشغل علي بإمتحاناته ..ويتصل يوميا علي حبيبته ليسمع صوتها العذب وتحسه على المذاكره والاجتهاد ..وفي اليوم الأخير للإمتحانات..يطلب من أمنيه ان يقابلها..
وبالفعل لم تذهب في ذلك اليوم لعملها ..مما أثار تساؤل محمود عن تغيبها عن العمل اليوم..فهي دوما ما تمر امامه كل صباح في التاسعه صباحا
وعندما شاهدها تنزل من منزلها بعد الحادية عشر
قرر ان يذهب خلفها لكي..يتحدث معها علي إنفراد
ويعرف ردها وبصراحه دون ان يعلم احد من أهلها
….
تقف أمنيه امام الجامعه بانتظار خروج علي..
تسلم عليه وتطمأن علي إمتحانه ، فيطمأنها بانه حل جيدا
ثم يوقف سيارة أجره ويركبا معا
كان محمود واقفا يراقب الموقف من بعيد..عندما اشتعلت فيه نار الغيره، وهو يتسائل من هذا الشاب
يوقف سياره اجره ويطلب من سائقها اللحاق بسيارة علي وأمنيه…
ثم ينزل من سيارته ويمشي وراءهما دون ان يشعرا به
حتي يدخلو إحدى الكافيهات..
ينتظر قليلا وهو يفكر ماذا يفعل هل يدخل ويواجهها ويعرف منها لماذا فضلت هذا عليه ام يحفظ ماء وجهه وينسحب بهدوء
وقف محمود مترددا امام الكافيه وهو في حيره من أمره ماذا يفعل ..الفتاه التي يتمناها زوجه له..تجلس مع شاب غريب بالداخل..وبسرعه قرر ان يدخل ويواجهها
وقف أمام أمنيه وبدون سابق انذار وضع يده علي كتف علي
ثم قال
:هو دا يا امنيه اللي فضلتيه عليا؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لآخر العمر)