روايات

رواية كيف أن تكون لي الفصل السابع 7 بقلم ولاء عمر

رواية كيف أن تكون لي الفصل السابع 7 بقلم ولاء عمر

رواية كيف أن تكون لي الجزء السابع

رواية كيف أن تكون لي البارت السابع

كيف أن تكون لي
كيف أن تكون لي

رواية كيف أن تكون لي الحلقة السابعة

– ليه جيباني يا ندى؟!
– علشان تتغلبي على خوفك، إيه هتعيشي عمرك كله خايفة؟
سحبتها ونزلنا قعدنا في كافيه قريب.
ربعت إيديها وبصت عليا وهي متعصبة وهتبدأ تعلي صوتها، سبقتها أنا وأنا بشاور بصباعي السبابة وبقولها تسكُت، بعدها بدأت أنا أتكلم:
– ليه مش متقبلة فكرة إنك محتاجة تتخطي، تقتنعي إنك تستاهلي؟!
– أنا أستاهل؟ أستاهل إيه ؟
– تستاهلي تعيشي، تتحبي، تُحترمي، تستاهلي إن يُهتم بيكي، وإنك تتشافي، إنك تدي لنفسك كل يوم فرصة جديدة وأمل جديد. يعني متوقفيش نفسك عند أي محطة فاتت في حياتك مهما كانت صعبة أو مؤلمة، ما تشوفيش النهاردة بعيون إمبارح، ولا بُكرة بعيون النهاردة، كل يوم ربنا كتب لينا نعيشه هو حياة جديدة، سيبك من جملة ” خلي عندك أمل„ اسمها ” طلع الأمل اللي جواك”.. ودا لأنه في الحقيقة موجود جواكي، بس هو محتاج إنك تصدقيه وتستخدميه.
طلبت ليها لمون نعناع؛ علشان هي بتحبه، وكمان علشان تفُك شوية.
– يا ندى صدقيني أنا مش عارفه أقتنع.
أخدت نفس طويل وبعدها إتكلمت:- لازم تقتنعي، لازم تخلي في جواكي جزء بيقاوم، قوليلي خدتي حاجة من استسلامك لخوفك دا؟
– لاء.
– لاء خدتي، خدتي إن حياتك واقفة، إنك مش عارفة تكوني نفسك، من جواكي وكإنك إمتداد لمشروعهم الفاشل، إحساسك بالخوف هيوقفك، وهيسجنك ويشل حركتك، هيخليكي مش عارفه تأخدي خطوة لقدام .
– طيب فريد إيه اللي يخليه يفكر يطلب ايدي أصلاً؟! يعني أنا أولاً إنسانة مشتتة من كل الجوانب، مشوهة من جوا، ملامحي مش حلوة.
– تعالي معايا التويلت لحظة.
دخلنا، وقفتها قدام المراية.
– بُصي لنفسك كدا لحظة.
– ليه؟
– عاوزة أخليكي تشوفي نفسك ولو لشوية لحظات قليلة.
– دا على أساس إني مش شيفاها؟!
– أيوا مش شيفاها.
كملت وأنا مربعة إيديا:- ألقي نظرة على عينك كدا؟
ردت وهي مش فاهمة:- مالها عيني؟!
– لونهم عسلي، في الشمس بيكونوا بيلمعوا لمعان شبه تراب الأساطير اللي في تنة ورنة، بُصي كدا على بشرتك؛ صافية، خدودك، ملامحك المريحة، قوامك لا هو التخين ولا الرفيع، لبسك؛ ذوقك رقيق أوي، بس دا لو بصينا على الهيئة الخارجية.
– وبعدين.
أخدت نفس وأنا بحاول أهدى عليها وكملت:- أخلاقك يا إيمان اللي بيتضرب بيها المثل، لباقتك في الكلام، علمك، هدوئك، في حاجات كتيرة؛ بس للأسف أنتِ مش عارفة تأخدي بالك منها.
شربنا العصير وطلعنا، وبعد تعب ومحاولات في إني أقنعها، الحمد لله إقتنعت وطلعنا عند الدكتورة، في البداية كانت خائفة ومتوترة، والحمد لله الدكتورة قدرت تطمنها، الحقيقة إن كان غرضي اخدها عند دكتورة علشان ترتاح في الكلام أكتر، إيمان محتاجة تطمن، محتاجة تحس بالأمان، تحس أنها تستاهل، إن كل حلو وجميل يشبهها.
فترة علاجها امتدت لتلات شهور، كانت مابين جلسات فردية وجلسات جماعية، الجلسات الجماعية بتلعب دور مهم فهمته من الدكتورة؛ وهو إنها بتخلي الشخص يتطمن ويحس إنه مش لوحده، وإن في كتير مر بنفس تجربته، منهم اللي إتعالج وقدر يتغلب على مشاكله ومخاوفه، ومنهم اللي لسة بيتعالج، في البداية المسترشد _ المريض _ بيكون خايف بس لما بيبدأ فيها بيتطمن، إضافة لإنها بتلعب دور إيجابي، ودور قوي كمان.
بعد تلات سنين؛ أنا واقفة بحضر فرح إيمان وفريد، وواقف جنبي زين وهو شايل على إيده بنتنا زهراء اللي عندها سنتين وأنا شايلة ابننا نائل اللي عنده ست شهور.
– تفتكر إيه إحساس إيمان دلوقتي؟! أنا مبسوطة إنها عرفت تتخطى.
– وأنا مبسوط إنك كنتي سبب في كدا.
حاوطني بدراعه، حركة بسيطة كفيلة تثبت لي وتحسسني بالأمان وإني ليا ضهر يسندني، إتكلمت وأنا بأبص على نائل وكايلا:- أنا بس خايفة من إني معرفش أربيهم تربية سوية.
– يا شيخة بعد كل دا وخايفة؟ دا أنتِ مالية البيت كتب عن التربية وأساليبها.
الحقيقة إن من بعد الفرح وبابا تعب تعب شديد، الغريب إن ماما مسابتهوش، لاء دي فضلت معاه، مكانش بيقوم من السرير، ضعيف، هزيل، لا حول ليه ولا قوة، لا دا بابا اللي إتعودنا عليه بيزعق ويشخط وينتر، ولا هو برضوا حامد ربنا وراضي، هو ساخط على حاله، متعصب وغصبان.
– زين أنا خايفة عليه.
– إطمني، لعله خير.
– كل يوم بيتعب أكتر من الأول.
– معلش.
دخلت في حضنه وأنا عمالة أعيط، مهما عمل أنا مش هاين عليا أشوفه كدا.
– أبوكي عاوز يشوفك أنتِ وإيمان مع بعض وقال لازم يشوفكم أنتو الاتنين.
– ليه يا ماما ؟!
إتهندت تنهيدة تقيلة واضح فيها همهما:- أبوكي في آخر أيامه يا ندى.
دموعي نزلت، مش عارفه أستوعب، طيب يستنى، طيب يروق ويخف ويرجع يكفر عن أخطاءه ويصالحنا.
روحت شوفته، كانت بيتكلم بضعف زاد النهاردة عن باقي الأيام:
– سامحيني يا ندى، سامحوني كلكم، أنا أسف عن كل اللي عملته.
صِعِب عليا، مقدرتش أعمل حاجة غير إني اهز رأسي بـ آه وأنا عمالة أعيط.
كمل:- خلي إيمان وأمك يسامحوني، أنا.. أنا عارف إني غلطت كتير.
خلص آخر كلمة ومات، هو لفظ أنفاسه الأخيرة قدامي، رجليا مش شيلاني، سندت رأسه على ايدي وأنا بحاول أفوقه:- علشان خاطري قوم، قوم صلح كل حاجة؛ ماتسيبناش كدا!! إزاي هتمشي وإحنا لسة معارفينش نصلح علاقاتنا.
دخل زين وهو بيحاول يقومني، كنت مابين إني رافضة أقوم مابين إني مستسلمة، ما أنا مش عارفه استوعب ولا أفهم.
بعدما طلعني جات إيمان، وقفت قدامها وأنا بقولها:- البقاء لله، بابا إتوفى يا إيمان.
قالت بعصبية وإنهيار ودموعها بتنزل :- إزاي يعني يموت وهو لسة مكفرش عن ذنب واحد حتى من ذنوبه؟ ملحقش حتى يقولي حقك عليا، ولا يحضني ويقولي أنا جنبك، ملحقتش أحس إنه جنبي، كان نفسي قبل ما يموت يحسسنا ولو لمرة واحدة إنه أب، إنه في ضهرنا ومعانا، إنه وقت غيابه نحس بعدم وجوده.
إنهارت أكتر، لحقتها، كنت بعيط معاها، حضنتها وإحنا الإتنين قاعدين نعيط في حضن بعض، وبعد مُدة مسحت دموعي ومسكتها من إيدها وقومنا علشان نروح مع ماما نوقف معاها.
الغريب إن ماما كانت هادية، هادية هدوء غريب، لا هي منهارة ولا بتعيط، واقفة بتأخد العزا وسبحان من مديها القوة.
ردود أفعالها ناحية كل حاجة كانت غريبة، منطفية، حتى بعد ما الجنازة خلصت.
كنت قاعدة بسرح لزهراء شعرها؛ وزين شايل نائل وقاعد بيلاعبه، كسرت الصمت دا وأنا بقوله:
– تفتكر إيه اللي حصل لماما؟
– الحقيقة إني بحثت كتير علشان أعرف وتوصلت لأنها بقى عندها اضطراب ما بعد الصدمة.
– لاء وضحلي الاضطراب وأعراضه معلش وهل هيحتاج للعلاج ودكتور ولا إيه النظام.
كان بيطبطب على نائل وهو بيقول:- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بيحصل نتيجة للتعرض لموقف أو حدث شديد الصعوبة أو الخطورة. الأسباب ممكن تتعدد وبتشمل حاجات زي:الحروب والنزاعات،الحوادث الشديدة، مشاهدة مواقف صادمة،التعرض لمواقف خطيرة،ومن الحاجات اللي بتزيد إحتمالية الإصابة بيه: لو إتعرض لحوادث قبل كدا، أو عنده أو كان عنده إكتئاب،الناس اللي مابيكونش عندهم دعم اجتماعي قوي من العيلة أو الأصدقاء ممكن يكونوا أكتر عرضة للإصابة.شدة الحادث:كل ما كانت الحادثة أكتر شدة وخطورة، كل ما زادت احتمالية الإصابة بـ PTSD. البيئة المحيطة:الناس اللي بيعيشوا في بيئات مليانة ضغط وتوتر بيكونوا أكتر عرضة للإصابة.
حضنت زهراء وكنت بنيم فيها، وإتكلمت وأنا بقترح عليه:- إيه رأيك نساعدها ونخليها تروح لدكتورة نفسية .
– وأنا عليا إني هقنعها.
بصعوبة أقنعنا ماما وراحت، الحقيقة إنها تخطت بصعوبة جداً ودا من خلال كلامي وتواصلي مع الدكتورة، وأصريت إني أعرف ميكانيزمات العلاج للاضطراب دا، وكانت : العلاج النفسي:العلاج السلوكي المعرفي (CBT):بيساعد على تغيير الأفكار السلبية وتعلم مهارات التعامل مع التوتر.العلاج بالتعرض (Exposure Therapy):بيساعد الشخص يواجه المواقف والذكريات اللي بتسبب له خوف بشكل تدريجي.إزالة التحسس وإعادة المعالجة بحركة العين (EMDR):بيتضمن تحريك العينين بشكل معين أثناء استعادة الذكريات الصادمة، وده بيساعد في تخفيف تأثيرها العاطفي.العلاج الجماعي:بيساعد الأشخاص يتبادلوا التجارب والدعم مع بعض. كمان دعم الأصدقاء والعائلة:وجود شبكة دعم قوية بيساعد في تحسين الحالة النفسية وتقليل الإحساس بالعزلة.
ماما إتعالجت، إتحسنت، وكإنها إتولدت من جديد، وكإننا إحنا كمان بقينا زيها، الحياة ضحكت لينا وربنا عوضنا خير، وأنا واقفة معاها دلوقتي وإحنا كلنا معاها في المطار بنودعها هي وخالتي وعمي علشان رايحين يعملوا عمرة.
إيمان ربنا عوضها بفريد اللي الحمدلله شخص سوي، محترم، متدين، حنين، كان مثال حي هو و زين لينا زي الست ما قالت: ” صالحت بيك أيامي، سامحت بيك الزمن.”
” رفيقًا صالح، ألِفت به ومعه الحياة، عوضني الله به كل الخير، كان حنونًا عليّ لدرجة جعلتني أشعر وكأنه يحمل كل حنان العالم بين يديه.”

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كيف أن تكون لي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى