رواية كيف أن تكون لي الفصل الرابع 4 بقلم ولاء عمر
رواية كيف أن تكون لي الجزء الرابع
رواية كيف أن تكون لي البارت الرابع
رواية كيف أن تكون لي الحلقة الرابعة
جاك خوت يا أخي بجد، أختي قال، هيعيد ويزيد فيها، بس ليه هو مهمتم؟
خلصت المكالمة معاه ودخلت بعدها إيمان وهي بتزعق
– أنا اتخنقت، أقولك أنا زهقت من خناقاتهم، أنا مش هتجوز.
– هترسمي نفسك وحياتك ومستقبلك بناءًا عليهم يعني؟
– كل شوية خناق خناق، وزعيق، وكله كوم وأبوكي اللي عايش دور الضحية، يا أخي أقول إيه وإحنا اللي طالعين ضحايا من تحت إيدك؟!!
سكتت، الحقيقة إني مش لاقية كلام أقوله، مش عارفه أرد أقول إيه!
من أول القرارات النفسية اللي ممكن نأخدها في طفولتنا بناء على اللي بنشوفه من خبرات واللي بنتعرض له من مواقف: قرار عدم الزواج. القرار دا قديم جداً من حولهم وغير واعي، عميق وداخلي، ودا رغم إنه احتياج طبيعي فطري عند كل البشر..
بيخافوا يدخلوا في أي علاقة، ولو دخلوا علاقة بيخافوا إنها تكمل. الحقيقة إن القرار دا بيكون وراه _ في معظم الأحيان _ استقبالهم لأول نموذج شافوه في حياتهم لعلاقة الإرتباط… الأب والأم، واللي بيسد نفسهم عن الارتباط وعن الجواز وعن أي علاقة.
يعني البنت دي مثلاً لو اتقدملها حد ممكن تنهار وتقعد تعيط ليل نهار بسبب خوفها، وكل دا في اللاوعي، يعني عقلها الباطن هو السبب في خوفها. أما الولد اللي جواه القرار دا، ساعة الجد بيهرب أو يفتعل مشكلة ويختفي ولو العلاقة كملت بتكون مؤذية للطرفين بشكل متعب ومرهق؛ لا يُطاق.
كلا الطرفين مرعوبين من الفكرة، الاتنين محتاجين يتعالجوا، علاقاتهم ملخبطة ومحتارة وغير مستقرة، وهتكون مصيبة بجد، لو هما الاتنين وقعوا في بعض.
خلص شهر الإمتحانات مابين إهتمام زين الغريب، ودا طبعاً مع مناقرته، وخناقات بابا وماما.
الحقيقة إني شايفة إن ماما ضحية، وقعت مع راجل مش بس مؤذي، دا كتلة أذى، أساس الأذى، ناحية لأب وأم شايفين إن جواز البنت دا سُترة، إنها صغيرة مش هتعرف تختار، مع إنها برضوا كان صغيرة ومش مدركة لحاجة.
طيب هل الأهل مقتنعين بإنهم غلطانين؟ لاء
مقتنعين إنهم غلط؟ برضوا لاء.
مع كل زعلة وخناقة، وهتك منه كـ زوجها عرضها اللي هو عرضه، كانوا بيرجعوا قال إيه علشان العيال، يا أخي، دي بقى فيها أمراض الدنيا من كتر شيلة الهم بسببه، بيقتنع إنها تعبانة؟ لاء، بيشوف إنها بتمثل وبتدعي المرض.
يرجع بقى يقعد يقول معلش، أصلا أنتِ اللي غلطانة؛ والله؟! ما تكونش هي كمان السبب في ثقب الأوزون.
– زين طلب إيدك من بابا.
ملحقتش أبتسم على كلامها وهي كملت:- وهو رافض، قال إيه قال ابن صاحبه طالب إيدك وهو موافق.
خرجت عن شعوري وزعقت:- هو ملوش حق يقرر نيابةً عني، هو مين علشان يرفض ولا يوافق.
كان بابا دخل وسمع كلامي، رد هو كمان بهجوم:- أبوكي، أبقى أبوكي، وأنا اللي مربيكي .
إتكلمت بقهر:- مربيني؟! دا أنا من يوم ما إتولدت مشوفتاكش غير بتزعق فينا ولينا، متحكم وعايز كل حاجة تحت إيدك، حتى إحنا؛ بس لاء، وأنا مش موافقة على العريس اللي أنت جايبه، طالما مجايبك يبقى أكيد شبهك.
كان بيزعق:- ومالي يا بنت الـ… مالي؟
– إنسان مؤذي ومتعب لكل اللي حواليك، حتى فلوسك الحرام فيها أكتر من الحلال.
– دلوقتي بقت حرام، ما هي اللي بصرف عليكم منها!
– بتصرف علينا؟!! أنا بنزل وبشتغل، وبصرف عليا وعلى أختي وعلى تعليمنا بفلوس حلال، دا غير إن عمي اللي أنت مش بتحبه دا وابن عمي هما كمان بيساعدوا في المصاريف.
كان هيمد إيده عليا، لحقه عمي وهو بينهيه:- طيب إياك إيدك تترفع عليا.
– وأنت بأي حق تتدخل بيني وبين بتي؟
– بتك؟! مين اللي بتك؟ أنت تعرف عنها حاجة؟ لما جاي دلوقتي تقول بتي؟
الكلام معجبهوش ولا جه على هواه، بابا شد معاه، عاش بقى دور الضحية بتاعه واننا كلنا جايين عليه يا حبة عيني.
خلصوا خناقهم وأنا طلعت فوق السطح وقعدت في جنب وقعدت أعيط،بندب حظي اللي منصرنيش، خوفي وزعلي، حياتي اللي معرفتش ألاقي فيها حضن منه، إحساس حتى ولو بسيط إنه معايا.
” يبكي الأشياء التي يريد، ولكنها ترفضه بقوة، ترفض وجوده، ترفض فرحه، لا تقبل بفكرة أن تراه مبتسم.”
لقيت خالتي وماما طلعوا وقعدوا جنبي، سحبتني ماما لحضنها، قعدت أعيط، كانت بتهديني، بتطبطب عليا، بتمسح في دموعي.
– إهدي،ولا تزعلي ولا تعيطي، وهو ولا يقدر يعملك حاجة، يفكر بس يفرض ولا يغصب عليكي حاجة وأنا والله ما أسكت له، دا أنتِ أختك إن متحطيتوش جوا نن العين يبقى بلاها وتقعدوا جنبي.
دموعي كانت بتنزل وهي بتمسحها ليا وبتكمل كلام:- فكرة أنا ضيعت عمري جنبكم علشان في الآخر تشوفوا اللي شوفته؟! ليه هتقضوا عمركم كله فيه؟ قال يديكي لابن صاحبه قال!
إتكلمت خالتي وهي بتشاور لماما تبعد: إوعي أنتِ بس وهاتي لي مرات ابني.
ضحكت على جملتها، إتكلمت وهي بتمد ليا المية:- خدي بس أشربي وسيبك منه.
حاولت أخرج نفسي أنا كمان من اللي فيه وأنا بسألهم:- مش كنتوا على طول بتقولوا أخوكي أخوكي؟
ضحكوا عليا وبصوا لبعض، إتكلمت ماما:- مكانش ينفع أعلقك بحاجة، مستقبلك كان أهم.
قعدت معاهم وفهمت وجهة نظرهم، أصلاً عادي، طلعت واقعة قدام العيلة كلها .
فضلت قاعدة كنت بقرأ كتاب لحد ما كان وقت الغروب، وقفت أشوفها، كانت بتغرب من ورا الزرع، وكإنها بتقول إن كل صعب مسيره يمشي، مسير الأيام تضحك، مسير ربنا يعوضنا.
– واقفة كدا ليه؟
– بشوف الغروب.
– موافقة يا ندى؟
– بس بابا مش موافق، بس تفتكر أنت ممكن تعمل فيا اللي بشوفه من بابا!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كيف أن تكون لي)