رواية كيف أن تكون لي الفصل الأول 1 بقلم ولاء عمر
رواية كيف أن تكون لي الجزء الأول
رواية كيف أن تكون لي البارت الأول
رواية كيف أن تكون لي الحلقة الأولى
أنا زهقت منك ومن العيشة معاك، يا أخي ما بتستحيش؟ مابتستفضحش؟ مابتزهقش؟
علا هو كمان صوته:- أيوا ما بستفضحش؛ دا يخرب بيت دي عيشة في وشك، وليه نكدية.
– أنا نكدية؟ ولا أنت اللي مبقاش في حاجة لماك، يا أخي يقطع اليوم اللي اتجوزتك فيه.
– إتطلقي.
– والله لو بإيدي لأعمالها وما إترددش لحظة واحدة.
كالعادة ماما وبابا بيتخانقوا، مش جديدة، بس ليه بجد كل ما يلاقوا مريض نفسي ميعالجهوش ويروحوا يجوزوه، ليه واحدة تُبتَلى في كدا؟ ليه بيكون بموافقة أمها أبوها، وهي كدا كدا مش مهم رأيها، حكاية ماما وبابا مؤلمة، مُحزِنة، توجع، كانت مع كل موقف بابا بيعمله بتروح لجدي أو خالي، وهما يعملوا إيه؟ يخلوها ترجع، تحت مسمى ” طيب والعيال”, طيب إحنا كـ بناتهم تعبنا، المشكلة الكبيرة إن ستي وجدي مش معترفين بكدا، مش معترفيش بغلطهم ولا حاسين بالذنب.
ليه بجد ما يفكرش ينضج؟ يتعالج مثلاً؟ أصل إحنا بقينا ضحايا ليه ولمرضه النفسي.
دخلت الاوضة لماما أنا بحضنها وبهديها:- متزعليش يا ماما.
– مابقتش فارقة يا بتي، روحي شوفي هتعملي إيه دلوقتي، شوفي هتذاكري ولا هتعملي لقمة للأكل.
إتنهدت وطلعت، عارفة إنها تعبت، جابت آخرها، طاقتها خلصت، وصلت لليڤل إنها خلاص، لا مبالاة؛ خزها الأب لما رماها؛ والأم لما سابتها تتحمل الإهانة؛ والآخر لما عاب وإتريق على زعلها ونسب إنه عنده بنات.
رن الموبايل فـ رديت:- أيوا ياست ندى، هستناكي في حنتي بكرا.
– منار يا حبيبتي أكيد مش هنسى حنتك!
– ما أنا عارفة كدا، بس الست ندى هتقعد تقولي محدش رضي يوديني، محدش جابني.
– لاء متخافيش، زين موجود وهيوديني .
– طيب مفيش مرواح في حتة يا ندى غير لما تداري شعرك اللي باين دا؛ إيه واخدة صاحبتك معاكي؟ لا وإيه الست هانم حطالي روچ.
رديت عليه وأنا متعصبه:- وأنت إيه اللي مضايقك يا أستاذ زين؟ وبعدين رايحة فرح صاحبتي، ولا علشان أنت اللي موديني هتنزلني؟
علا صوته وهو بينادي على ماما:- تعالي يا خالتي شوفي الهانم، مش عاجبها كلامي.
جات ماما وهي طالعة من المطبخ وبتقوله:- معلش يا حبيبي، هي الهانم كدا، ما بيعجبهاش كلام حد.
حقها الست ماما تطبله، ما هو ابن أختها، لاء وأيه، هي ومرات عمي أخوات، يعني سلايف، وبما إنها هي اللي مربية زين، فطبيعي ولازم تطبله.
– مش ذنبي على فكرة إنه بيطلع من الطرحة من غير قصد.
– بت إسمعي كلام أخوكي.
سيبك من كل دا يا ماما، أخويا؟ أخويا؟ هو إكمن ربنا مرزقنيش بأخوات ولاد أشوفه أخويا؟ ينفع بجد أعلى صوتي وميبقاش كلام في دماغي؟!
دخلت الاوضة مسحت الروچ، وظبطت الطرحة وطولتها، بصيت على نفسي في المراية بعدها بنظرة رضا وطلعت.
– كدا حلو يا أستاذ زين؟
– عسل.
كلمة من تلات حروف خلتني أقعد مبتسمة كتير، أومال لو كانت جملة.
اتمشينا للفرح، أيون اتمشينا، مفكريني هركب العربية قال، يا عزيزي إحنا في قرية بسيطة، افراحنا مش بتبقى في قاعات، بس مش كلها يعني في ناس بتعمل في قاعات، كنت ماشية جنبه وأنا مابين إني مبسوطة ما بين إني متوترة، يعني أنا ممكن ييجي عليا وقت وأمشي معاه وأنا خطيبته، وبعدها بقى مراته؟
– ساعة إلا ربع، وبعدها هديكي رنة تطلعي تستنيني برا، وماتوقفيش لو حد من أخواتها أو قرايبها الشباب كانوا، مفيش رقص يا ندى، توقفي مكانك ثابته.
– أولاً الفِراشة بتاعة الرجالة في حتة، وبتاعة الستات في حتة تاني، وما اعتقدش إن حد يدخل، وبعدين إيه ما أرقصش دي؟ دا فرح صاحبتي!
بص ليا وبعدين عدل وشه قدامه وهو بيعدل الشال بتاعه وحاطط إيده في جيب الجلابية بتاعته بيطلع الموبايل بتاعه، أبغي أقول إن شكله كاريزما.
– أنا عليا نبهتك، غير كدا بقى حسابك هيبقى تقيل.
– بأي حق؟
– ابن عمك واخوكي الكبير.
دبدبت في الأرض، عارفة إنها حركة طفولية بس إتدايقت، ما هو مستفز بجد.
كمل كلامه:- وبعدين أنتِ شايفة إن فكرة إن البنت تروح فرح غريب وتقعد ترقص دي حاجة كويسة ؟ يعني كونها تعمل كدا دي حاجة مش حلوة، دي حاجة حرام أصلاً، يا ستي البيت مليان بنات، اعملوا اللي تعملوه مع بعض أنا كدا كدا أغلب اليوم برا، وأغلب الأيام التانية مسافر، بس ما تروحيش مناسبة وتعملي كدا، ضيفي عليها بقى فقرة التصوير، البنات اللي بتقعد تصور، ممكن تتصدمي إنها بعد دا كله بتصور بتليفون أخوها.
هو فعلاً معاه كل الحق، خلاص اقتنعت، رجع أكد عليا قبل ما أدخل، دخلت وباركت ليها وقعدت هيصت مع البنات شوية وبعدها رن عليا وطلعتله وروحنا.
– متعليش صوتك عليا سامع ؟
– أنتو كدا نكديين.
– وأنت راجل ما تتعاشرش.
كنت داخلة البيت أنا وزين، وكالعادة ماما وبابا بيتخانقوا، مكملين في علاقتهم المرهقة والمتعبة ليهم ولينا تحت مسمى” علشان البنات”، المشكلة إنهم ميعرفوش إن دا بيتعبنا أكتر، إن كل أحلامنا الوردية فيها جزء إسود، جزء خايف يخوض تجربة تطلع زيهم.
يقعد عمره خايف وبيفكر مليون مرة قبل الإرتباط، خايفة ساعتها ما أقدرش أبقى أم بمعنى الكلمة، يارب أولادي باباهم يبقى حنين عليهم، يارب يبقى أحن عليا من نفسي ومن قلبي، اتهندت وأنا بدخل البيت وبعدها اوضتي أنا والبنات، كنت بفك الطرحة، دخلت زينة ورايا بنت عمي اللي أصغر مني.
– إيه ياعم مالك حزين كدا ليه؟
– يا بنتي بطلي صيغة المذكر .
– سيبك مني، خلينا في المهم مالك ؟
– تعبت بجد يا زينة، هما هيفضلوا يتخانقوا لحد إمتى؟ يعني على طول، على طول مابيزهقوش؟ أنا كرهت جوازات القرايب بجد.
قعدت تضحك عليا:- أمي وأبويا ولاد عم، وأمك وأبوكي اخواتهم، والعيلة ماشاء الله عندهم كمية ترابط تقتل، حتى إحنا هنديكي لاخويا علشان السلسلة تمتد.
– أخوكي آه، ياعم صلي على النبي في قلبك بس ، دا كل كلمة أنا أخوكي الكبير، أنا أخوكي الكبير، أمي تقول أخوكي، فـ اتس اوكيه اللي تشوفوه.
– طيب عيني في عينك كدا؟
بعدت وشي عنها وأنا بزعق ليها:- زينة، حلي عن دماغي بالله، روحي شوفي هتعملي إيه.
هو كدا كدا مش شايفني غير أخته، هفضل أعلق نفسي بحبال دايبة وأقع في الآخر وأغرق في البحر، وبعدين مش ماما بس اللي بتقول كدا، دا كلهم.
هه، بكدب، أنا كدا كدا غرقانة ومش عارفة أطلع، وسبحان من مديني ثبات أصلاً.
لبست الخمار بتاع البيت علشان طويل وروحت قعدت ورا البيت مع نفسي شوية.
– بتعملي إيه هنا؟
– ليه؟
– ليه إيه؟
– ليه كل ما تشوفني تقعد تسأل؟ جرب مرة تريح دماغك، هترتاح بجد.
– مش فكرة بقعد أسأل أو اتحكم زي ما أنتِ فاهمة؛ كل الفكرة إني بشوف نفسي مسئول عنكم.
قام من مكانه وطلع، وأنا قاعدة معرفاش أحدد، متلغبطة، ملحقتش أكمل تفكير؛ لأنه نادى عليا علشان عايز كوباية شاي، ولا كإني الخدامة بتاعتهم الفلبينية، ميقومش يعمل لنفسه ليه؟
-خُد.
– هاتي حاجة أكل بيها طيب .
ما أروحش أزغطه بالمرة زي البط ؟ أحم، لو طلب كدا يعني إحنا مهنعترضوشي، بس مينفعش.
بعدها بكام يوم
– المهم بقى يا خالتي إن أمي مش راضية تخليني أروح أبات عند حسناء بنتك، يرضيكي ما أروحش أخد باللي من أختي وهي حامل وتعبانة؟
– لاء طبعاً، جهزي بس هدومك وأنا أخلي الواد زين يوديكي.
قولت ليها بكل حماس:- حبيبتي يا خالتي تعالي أما أبوسك.
ضحكت عليا وحضنتني:- يا بنتي دي أمك بالاسم، أنا اللي مربياكي أصلاً؛ يعني سيبك منها.
طلعت ألبس والبنات كانوا متجمعين في الاوضة بعدما خلصنا اللي ورانا في البيت.
زينة:- والهانم رايحة على فين؟
رديت عليها:- يا بنتي والله اسمك زينة، ليه قايمة بمهمة زين أخوكي، هو أنتو بتسلموا لبعض؟
ردت عليا إيمان أختي:- أصلا رايحه ليه بجد؟
– أوفف، زهقت، رايحة أقعد عند حسناء يومين وراجعة، مش هعيش عمري هناك يعني!
لبست الدريس ولفيت طرحتي وطلعت.
وقف وبص ليا وهو بيقيم وبعدين قال:- ماشي الحال، مش ولابُد.
– أنت ليه مستفز؟ ومالك بتقيم فيا كدا ليه؟؟
– بشوف شعرك لو باين ولا لو حاطه حاجة.
بعدها بص ليا بشك وهو بيرفع صباعه السبابة في وشي:- حاطة حاجة في خدودك؟
عليا صوتي:- يا خالتي، تعالي شوفي ابنك المستفز، والله لو زاد أكتر من كدا لهروح لوحدي، وكدا كدا المشوار مش بعيد.
جات خالتي وهي بتزعق له وبتخبطه في كتفه:- ما تتلم يا واد، إيه زايد عن حدك ليه؟
ميل ليها إكمنه أطول مننا البيه للمستفز، مش ذنبي بقى إن خدودي حمرة، خَسِئت يا ابن خالتي، يا ابن عمي يا مستفز.
لبس الجلابية بتاعته بعد ما خلص خناق وإستفزاز وبعدها طلعنا، بس لما هما كلهم شايفين إننا أخوات، البيه مستفز معايا أنا بالذات ليه؟
– واحد صاحبي بيدور على عروسة، وأنا بصراحة ملقيتلوش حد مناسب أحسن منك.
– والله؟!
– مالك مستغربة ليه؟
– لاء ولا حاجة، كدا كدا مش موافقة، أنا لسة صغيرة.
يا متخلف، وبتقولها في وشي، وبتقولها عادي؟ عادي بجد!! يا أخي يارب يبقى عندك بصيرة، مالها عيني بتدمع كدا ليه؟
مد ليا المنديل وهو بيسألني :- مالك؟
– في ترابه دخلت في عيني.
– عنيكي الاتنين في نفس الوقت ؟
– يعني أنت ماخدتش بالك يعني من التراب اللي هل علينا مرة واحدة؟!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كيف أن تكون لي)