رواية كوابيس الفصل الخامس 5 بقلم ابتسام محمود الصيري
رواية كوابيس الجزء الخامس
رواية كوابيس البارت الخامس
رواية كوابيس الحلقة الخامسة
خلص البودي جارد جملته واتقدم ناحيتهم وعينه بتطق شرار وطلع مسدس من جنبه وجهه عليهم،
چودي وعويد بصوا وراهم شافو عامر بابا چودي جاى من الفيلا وموجه مسدسه عليهم، عويد بص يمين وشمال ملقاش مخرج قام رامى الشنطه الصغيره اللى في أيده واللى فيها دفاتر التأمين ورفع اديه واتشاهد وبعدها بص لچودى وكلمها بلوم: يعني ابوكى وعاوز يقتلك فيها ايه يعني ؟ ليه عماله تصرخى وتجرى في دنيا ربنا مش تتقتلى وانتى ساكته، مسمعتيش عن طاعة الوالدين ياعاقه؟! افرحى يلا ياختي ادينا هنموت احنا الاتنين اهو حتى اونسك في قبرك.
وبص لعامر ومثل البكا اللى بيقرب عليهم وعيونه حمره زى عيون الوحش المفترس، واتكلم بصوت باكى: اقتل يا باشا وميهمكش، والله منا متكلم ولا معترض، اصلى هقول ايه لواحد هيقتل بنته، هستعطفك مثلا ؟اضرب اضرب ونشن على القلب على طول خلينا نموت وقتي مناخدش وقت في الرفيص وطلوع الروح.
عويد كان بيكسب وقت و فضل يتكلم معاهم عشان يشغلهم وفنفس الوقت عنيه بتتحرك يمين وشمال لغاية ما لمح لوح خشب مسنوده على حيطة البوابه فضل يتحرك ناحيتها ببطئ والحارس يتحرك وراه بالمسدس اتكلم بريق ناشف: يا شبح اهدى هو انت مستعجل على موتي ليه؟ أنا معاك مش هركب جناحات واطير.
وأول ما وصل لقطة الخشب بص بطرف عينه يحدد مكانها بالظبط وبلع ريقه الناشف زي الحطب، و قرر ينفذ خطته حتى لو كلفته التجربة حياته فهو بالتأكيد ميت ميت، وبحركه سريعة رفع ايده يمسك لوح الخشب الكبير وبكل قوته ضرب ايد الحارس المسدس طار منه وعويد انتهز الفرصه وبسرعه البرق مسك ايد چودى وطالع بيها جرى لبره الفيلا تحت اصوات ابوها المعترضه والمحذر: محدش يضرب نار عايزهم عايشين.
عويد بص وراه لقى ابو چودى بيجري وراه بسرعه تعادل سرعتهم ومتتناسبش مع واحد عجوز عنده بنت شحطه زى چودى ابدااا.
عويد بصها وسألها بصوت متقطع وهما بيجرو: بت انتى هو ابوكى دا خارق.
چودى ردت بأنفاس هربانه و بعدم فهم: ايه !!
عويد: يعنى عنده مهارات خارقه ولا حاجه، اصل مش معقول اللي بيجري ورانا زي الأسد ده ابوكي ؟!
چودي ضربته على كتفه بغيظ من كتر سؤاله المتكرر: قلت بابي بابي.
عويد مسك ايدها: طب ارمي بصه.
وفعلا چودى بصت وراها واتفاجأت بسرعه جري ابوها وردت على عويد بعدم استغراب وعصبية: انا مش عارفه ايه اللى بيحصلي ده وقعه مع واحد متطفل ورامي مناخيره في تفاصيل هايفه، هو رياضي، ممكن بقى تبطل اسأله وشوف هنهرب من الأسد اللي مش عاجبك قبل ما ينقض علينا ونبقى فريسه وتتأكد بنفسك أنه يقدر يعمل المستحيل.
عويد شد ايدها عشان يخليها تسرع أكتر: عندك حق، اجررررى ابوكى هيحصلنا يخرب بيت ابوكى.
و أول ما لقى عربيه شاور ليها وكانت ربع نقل، وقف ليهم السواق لما سمع عويد بيقول: خدنا والنبي معاك يا حج هنتفرم هنا.
دخل نط ركب جمب السواق وبعدين هي.
عامر مال يسند ايده على ركبه ياخد نفسه وبص للحرس باتهام: انتم حرس انتم انتوا بهايم.
رد واحد من الحرس: با باشا سيادتك منبه محدش يضرب نار.
عامر بعصبيه: غوره من وشي.
الحرس: تحب نروح وراهم؟
ردت دينا بنار: لا أنا هعرف اجبهم هنا، امشوا انتوا.
★********★
وبعد ثواني عند عويد وهو بياخد نفسه بص ليها لقاها متنحه قال بقلق: انتى كويسه؟!
هزت راسها برفض تدل على سوء حالتها، وكانت مش قادره تاخد نفسها: آسفه على اللي حصل، ممكن تخلينى عندك لحد الصبح و أوعدك مش هطول عندك.
عويد سرح في عيونها البندقيه وقال بصوت هادي: عيب اللي بتقولي ده أنا احميكى برقبتي.
ابتسمت ليه وفضلت تفكر في ازاي ده كله حصل؟
حاسه نفسها في كابوس ونفسها تصحى منه، ولا دي معاملة ابوها ليها ولا معاملة مرات ابوها اللي دايما تقول لو امي عايشه عمرها ما كانت عاملتنى بحنيه زيها، الصدمة مخلياها زي العصفور اللي مضروب طلقه في جناحه ولا هو عارف يطير يستخبى ولا هو ميت يرتاح من عذابه، دماغها وقفت عن التفكير، وحاسة أن في لغز بس هتعرفه ازاي من غير ما توصل لبداية خيوط الشفره.
عويد لقاها سرحانه سكت وملقاش قدامه اي مكان يوديها فيه غير الشقه اللي مشارك فيها صاحبه من أيام الجامعه، قال العنوان للسواق وبعدها حط راسه بين ايده بعد ما اخد باله أن ورق البوليصة اللي كان مسكه وقع في الفيلا وافتكر أن دي كانت اخر محاوله يصلح بيها كل الصفقات اللي قبل كده: يخربيتك على بيت ابوكي وليه بومه.
استكفى بقول جملته في سره.
★****★
رحيم رجله ودته مكانه المفضل وسرح قدام الساقيه وافتكر سعده..
خمس سنين عدوا وهو كل يوم رجله بتوديه عند ذكرياته في نفس المكان، كأنه شيء مقدس لازم يروح عند محرابه يقدم فروض الطاعه والوفاء له.. عمره ما نسيها لحظة برغم اللي حصل وفراقهم اللي معذبه.. نفسه يعرف اي خبر عنها… يلمح حتى طيفها من بعيد… لكن حتى طيفها حرمته منه.. مجتش البلد خمس سنين لكن لسه كل تفاصيلها محفوره ومنقوشه جوه قلبه، بيشوف صورتها كل ما لمح صورته قصاد مرايته؛ اصلها ساكنه جوه نن عينه ومتربعه جوه قلبه، ف أزاي يقدر ينساها لحظه…
حب عمره اللي عمر اي ست ما تعوضه بنظره من عيونها.
مش عارف ليه اتحكم عليه يعيش متعذب وليه هو بالذات من دون خلق ربنا يتحرم منها، ويحكم عليه يتجوز واحده بتحبه وهو مش قادر يقرب ولا يبادلها حبها… فعلا الحب ده عجيب وغريب، ومحدش عارف له تفسير.
فضل رحيم في دوامه الذكريات غرقان فيها، بيكلم نفسه كل يوم نفس الكلام، زي ما يكون درس مقرر عليه؛ وكل يوم يسمعه لنفسه، في ايده عصايا صغيره بيكتب حروف اسمها من غير ما يشعر، فاق على ايد زعزوعة اللي بيطبطب عليه وبيعيط بتأثر، رحيم اخد نفس: اهدى يا زعزوعه أني خابر زين أنك مشتجلها زي ماني مشتجلها.
زعزوعة مسح دموعه وقال بقهر واضح بحروفه التقيله: أاااأني چعأاااان حراام ع ع علليك كوكوكو كل يوم تچبني أهني تعذبني.
رحيم اتعدل في قعدته وبصله: أني ؟!
زعزوعه وهو بيعيط من قلبه: اااأيوه جوم هاتلي وكل، وبطل شغل مرقعة عاد.
رحيم: أني بتمرجع يا زعزوعة؟!
بدأ وصلة عياط جديدة من زعزوعة: عايز بطاطس حلزوني.
رحيم ابتسم: ومالها المحمرة عادي.
زعزوعة بزعل: أني عايز الحلزوني.
رحيم طبطب عليه بحنان: قولي بس انت عرفتها من فين الحلزوني دي؟
زعزوعة وهو بيبل ريقه اللي مشتاق ليها: البت غوايش كل يوم بتغظني بيها.
رحيم وقف نفض جلابيته ومد ايده ليه يساعده يقوم: يلا نشوف بتتباع فين.
زعزوعة وقف وهو فرحان اوي وقاله بمشاكسة: ممم مره ك كان فف في حكيييم سأل أسد انت ازاي بجيت ملك الغابة تفتكر رد عليه قاله ايه؟
رحيم سرح يفكر لكن موصلش لإجابة وقال لزعزوعة معرفش انت جولي جله ايه؟!
زعزوعة ضحك وجري بعيد عن رحيم وقال: هو فيه أسد بيتحدد يا واد الكبير، أكله دغري.
ضحك رحيم من قلبه على حركاته العفوية وكلامه غصب عنه، وقال لنفسه: سبحان الله ربنا خلقك عشان تهون عليا.
★****★
عويد وأول ما وصله الشقه بقى مكسوف لأنها عبارة عن اوضه وحمام وصاله صغيره فيها بوتجاز وتلاجه داير عليها الزمن، فقال عويد بغيظ من اللي قضت على أحلامه وطموحاته بعد ما دقق النظر فيها: ما تدخلي يا ست كوابيـــس، ولا مش قد المقام.
دخلت بأحراج وهي بتحاول ترفع السويتشرت اللي ساقط من على كتفها اليمين: بعتذر على اللي حصل.
فضل قاعد مش على بعضه: أنا ايه اللي هببته في نفسي ده، كنت لازم البس توب الجدعنه ولساني يتبره مني.
كانت چودي لسه هتتكلم وقف قدامها بعصبية: قولتى هتطلعيلى حتى في احلامي وصدقتى يا عم ليفل الوحش، ولا تحبي اندهك بكوابيس.
چودى حست أن الدنيا كلها بقت ناس غريبه كان من شوية بيدافع عنها ودلوقتى بيزعق فيها، رجعت خصلات شعرها وضيقت عينها بستغراب: ايه اللي بتقوله ده؟!
عويد ضرب ايده على الحيطه بعصبية ورجع بصلها:
مش انتى الوليه البومه اللي كنتى بتدعى عليا أمبارح في الكافية؟
چودي رفعت وشها وبصتله بتمعن وقبل ما تتكلم قاطعها: بقولك ايه يا وليه انتى اسكتي خالص يا فقر، إياك اسمع صوتك.
چودي بأحراج: هو انت! اولا مش دعيت عليك، وثانيا ولولو عليك بدري يا شيخ انا چودى يتقالى وليه فاكرنى خدامه عند سيادتك ولا ايه ؟!
تمنيها ليه الموت عصب عويد أكتر، قرب منها اوي وهو رافع ايده ينقض عليها وأول ما قرب رفع ايده الاتنين خالص ضمها جامد عشان يخرج طاقة غضبه وقال بتريقه: لا ياشيخة اعملي نفسك متفاجأة، شكلك عملتى ده كله عشان تخربي بيتى عشان هزقتك امبارح.
چودي برغم عصبيتها اتكسفت من تبلي عليها ووشها كله بقى شبه الفراوله: هو أنا اعرفك من فين عشان اشغل بالي بيك اصلا.
عويد بحده : طب خدي مني الكلمتين دول وقولى على الله، أنا لو عرفت أنك قصده تورطينى وربي في سما ما هرحمك يا ام خدود انتى.
چودي بصتله بضيق واعتبرتها زم جزت على سنانها، وقالت بغيظ عشان يمشي من قدامها لحد ما تلاقى حل لكل اللي هي فيه، يا اما تصحى وتلاقي الدنيا وردي وكان كابوس وراح لحاله: ممكن عصير لمون.
بصلها بغيظ، ردت ببرود: عايزه أهدي أعصابي.
قام يعمل ليها ليمون وهو بيعض على شفته بغيظ، وراح ناحية التلاجه لقى لمونه نشفه بص فيها وقال: اهو أحسن من مافيش.
فتح برطمان السكر وملقاش سكر بصلها بطرف عينه وهو بيأكد لنفسه أنها فعلا بومه، راح للحوض وفتح المايه ملقاش مايه، حط ايده على خده لحد ما تنزل الحنفيه ماية وهو بيقول: فقر فقر مش اي كلام.
أول ما جت المايه حط الكوبايه تحت الحنفية وعصر اليمونه وطلع قدمها ليها من غير نقطة سكر، أول ما شربت منها بق وشها اشمئز اوي ومن غير ما تتكلم رد عليها عويد بضيق: معنديش سكر، أنا سمعت أن الليمون هو اللي بيهدي الأعصاب مقلوش السكر بيهدي الأعصاب فـ اشربي وانتى ساكته.
بصتله وهي بتحاول تبلع عصبيتها، لكن مقدرتش تبلعها كلها: طب بالنسبة للمايه اللي تسد النفس.
عويد بلامبالة: تصدقي أنا غلطان.
وقرب اخد منها الكوبايه شربها على بق واحد وارتسم على ملامحه القرف، بصتله چودي وهي بتضحك، رد عليها زي اي أم مصرية اصيله: وجع بطني ولا كب طبيخي، آه ما انتى تعرفي ايه عن توفير النعمه ما انتى مولوده وبقك في معلقه دهب.
چودي شوحت ليه بأيدها وقالت بصوت واطي: هنبدأ بقى الحقد الطبقي.
عويد بصلها بحده: قولتي ايه؟
جودي بأنكار: ولا حاجة.
عويد جاب كرسي وقعد عليه بالعكس قدامها: لا قولتي وأنا قعدلك لحد ما تقولي.
جودي افتكرت اللي حصل ليها وهي صغيره قالت والدموع في عينها وبعصبيه: يا جدع انت أنا مامي ماتت من وأنا صغيره ولا شوفت دلع ولا كل اللي بتفكر فيه، وبابي ومراته كانوا بيحبوني معرفش حصل ايه وغيرهم من ناحيتي كده؟
– بابي ومامي ومش مدلعه.
عويد قالها وهو بيقوم من قدامها وفضل زي المجنون رايح جاي زي الأسد اللي محبوس في قفص، لحد ما خطر على باله صاحبه حمزه اتصل بيه: حمزه الحقنى أنا في مصيبه.
حمزه بمزاح: بجد ؟
عويد بضيق وحاول يمسك اعصابه: حمزه مش وقت هزار تعالى بسرعة.
حمزه بسخرية: وانت من امتى يا بنى ادم وانت مش في نصيبه، ده انا من ساعة ما عرفتك وانت في مصايب، عارف لو عصروك هتنزل عصارة نصايب صغيره.
صوت تليفون عويد عالي وكانت چودي سمعه حمزه فضحكت غصب عنها، عويد اتعصب أكتر وقاله بحده: حمزه كفاياك عاد أخلص مش بهزر تعالى دغري.
حمزه بعد سمع تغير لهجته من قهراوي لصعيدي اتأكد أن فعلا في كارسه.
وقبل ما يرد قفل في وشه عويد وبص لچودي اللي بصت الناحية التانية تداري ضحكتها اللي رسمت وشها البري، اتكسف من نفسه لطول الوقت اللي بص عليها فيه، كح وقال بعصبيه: اه ما الهانم ليها حق بقها يتفتح عشرة سنتي ما بيت اهلي أنا اللي اتخرب…. يا غراب اسود يا كوابيس حياتي شغلي خلاص طار مني وهبقى صايع ولا ليا شغله ولا مشغله وده كله من تحت راسك أنا مش عارف طلعتيلى من ايتها داهيه.
چودي عينها دمعت وفضلت السكوت.
★*****★
كان حمزه قاعد مع خطيبته اللي كانت بتحط الجنيه على الجنيه عشان يتجوزوا: معلش يا حبيبتى صاحبي عنده مشكلة ولازم ارحله.
مي وقفت وبصتله بنظرات جنان وصرخت في وشه: عااااااا، انت هتسبنى وتمشى، وتسبنى أفضل اشيل الهم لوحدى، حرام عليك راعى دماغي اللي قربت تتفجر من كتر التفكير.
حمزه بهدوء بطه بلدي: يا حبيبتى سبيها على ربنا ربك هيدبرها من عنده.
مي صرخت في وشه ومسكت سكينة الاكل ورفعتها قدام وشه: حمزاااااه متعصبنيش أنا خلاص هتشل منك، انت حاطط ايدك في المايه الساقعه يا تلج وانا خلاص هولع.
حمزه رجع لاخر الكرسي وبصلها برعب: يا مي اهدى والله هتفرج أن شاء الله.
مي قعدت ورمت السكينه وهي بتلخبط الاكل كله على بعض: اه ما انت خاسس عليك ايه، يلا يا بت يا مي نخرج حاضر، نتكلم ماشي…، حمزه امشي من قدامي مش عايزه اشوف وشك تاني والحساب ادفعه بقى.
قالت مي كلامها وهي بتاخد قبضه كله اللي كان حطه على الترابيزه، نادى عليها بتوسل: يابت هحاسب ازاي؟ اه يا بنت المجنونة.
وقفت مي بصته بعصبية ونادت عليه بطريقتها المجنونة اللي كلها صويت: حمزاااااااه
بصلها بابتسامة: والله عارف قلبك حنين واستحاله تسبينى اغسل الأطباق.
رفعت ايدها تصوت بعصبية وبعدها قالت: خد دي يا حبيبي وخلي عويد ينفعك يا عنيا.
رمت عليه طبق مكرونه بهدلت كل هدومه وبعدها اخدت حته من البفتيك اكلتها وهي ماشيه بعصبية، فتكسر كعب جزمتها، اتعصبت اكتر وفضلت تمشي تعرج زي العرجه.
حمزه دور في محفظته ولقى ٢٠٠ جنيه كان حطتهم للطوارئ ومافيش طوارئ أكتر من كده، دفع الحساب وماشي بسرعة راح لصاحبة اللي قلقه لما قفل الفون في وشه، وصل سمع صوت عويد عمال يزعق ومش بأي لهجة ده بالصعيدى يعنى فعلا عويد شايط جوه بضمير مرتاح وكان لسه بيلوم چودي وبيسمعها كلام زي السم، فتح حمزه الباب ودخل بشويش
لقى بنت زي القشطة ولبسه ترنج بيت وكتفها باين بس للأسف الحلو ميكملش منهارة ومش عارفه حتى ترد على عويد اللى مش مبطل شخط وتحمالها مسؤلية كل اللي حصله من أول ما رجله لمسة أرض القاهرة، حمزه من غير ما يفتح شفايفه دخل مسك ايد عويد ودخل بيه الاوضه وكان لسه عويد بيديها موشح.
حمزه: ممكن تسكت وتهدى كده وتفهمني فيه ايه؟
عويد قعد على السرير ومسح وشه وبص لصاحبه: هات علبة عصير.
حمزه بستغراب: نعم؟!
عويد بتمثيل البرود: مش عايزني اهدى هات عصير عشان اهدى…..
سكت ثواني وكمل كلامه بعصبية: بنت الهرمه اللي بره حرقت اعصابي.
حمزه بذهول: يعنى علبة العصير هي المطافي اللي هتطفيك، اقصد هتهديك.
عويد بجدية: اه اخلص يا جدع بقولك خلاص قربت اشيط.
حمزه بتريقه: لا استنى بدل ما نارك تمسك في البيت كله.
طلع جاب علبة العصير الحيله ودخل بيها لعويد وقبل ما يقفل الباب عويد اخد منه العصير وبص لچودي:
استنى عليا يا ست كوابيس هانم يا بتاعة ليڤيل الوحش.
حمزه زقه دخله جوه الأوضه: ياعم خد اشرب وهدي نفسك حرام عليك البت هتموت من العياط، أوعي يكون اللي في بالي صح وربنا اطفحك العصير اللي بتشربه ده.
عويد قعد على السرير وبتسائل: واللي هو ايه اللي في بالك؟
حمزه بأتهام: ولا انت خطفت البت دي واغتص…
عويد قام بسرعة برق بنزين وحط ايده على شفايف حمزه: اسكت يخرببتك خطفت مين ونيلة ايه، دي البت بتاعة الكافيه بتاعة امبارح.
حمزه حرك بؤبؤ عينه بعدم فهم: انهى بت ولا اخلص هات من الاخر مش هنشتغل حلقات كرومبو.
عويد بتوضيح: دي ست كوابيس.
حمزه اخد نفس وطلعه بعصبيه: وايه اللي جابها هنا.
عويد وهو خايف يقول الكارثه اللي عاملها: تفتكر انت ايه؟
حمزه بنفاذ صبر: ولا افتكر حاجة، قول وخلص.
عويد خاف يقول أنه عمل شغل من ورا المدير فقال بتهرب: أنا بقول ممكن بتنفذ اللي قالته امبارح واهى طلعتلى في الحقيقة مش كوابيسى بس.
حمزه بحده: عوويد لخص وفهمنى.
عويد قعد وقال وهو بيندب: البت دي بنت المستشار اللي كنت رايح ائمن على حياته.
حمزه استغرب كلام عويد وحاول يفهم حاجة ولا فهم، فقال بتريقه: يعنى هو قالك تأمن على حياتي وتاخد بنتى هديه.
عويد هز راسه بنفي: لا.
حمزه بضيق: طب ما تنجز في ليلة اهلك دي.
★*****★
كانت مي واقفه بتحاول تتصل بحمزه وهي بتهز رجلها بعصبيه، لأنه مش بيرد، فقالت لنفسها: والله عال يا حمزه كمان مش بترد والله لأنكد عليك عيشتك.
★****★
في الصعيد
تدخل سعديه بيت ام عويد من غير استأذن، وكانت بتنوح وبتضرب الأرض برجلها لحد ما وصلت لكنبه عربي رمت نفسها عليها، وتقول بصوت عالى: يرضيكى يا مرات…
قطع كلامها خضت ام عويد اللي كانت بتنقى الرز قبل ما يطير في الهوا، لما سمعت صوت عياطها فاجأه: وه يا بت المخبوله تاجي الدوار وتدخلى من غير احم ولا دستور، اتخبلتى ياك !
سعديه وقفت تضرب الأرض بحركاتها العفوية: يرضيكى يا مرات عمى عمايل ولدك دي؟
ام عويد ادتها طشت العجين: قعمزي جارى واشتغلى وانتى بترطي.
سعديه شمرت كوم جلبيتها وبدأت لت وعجن: ولدك من ساعة ما سافر ميرفعش سماعة التلفون يحدتني.
ام عويد وهي بتقلب العيش اللي في الفرن: يا بت هو عارفك من الشارع، دانتى بنت عمه لازم يحافظ على اسمك.
سعديه بابتسامة: يعنى هو بيحبني صوح.
ام عويد قامت من قدام الفرن واخدت من ايدها طشت العجين: هاتى الطشت ده وخلى بالك من اللي في النار.
سعديه وهي بتدلع في الكلام وبتداري شفايفها بطرحتها السوده: مرات عمي مقولتش هو بيحبني عاد؟
ام عويد وهي بتعمل الأكل: وه يا به ده ابن عمك لازمن يحبك.
سعديه فتحت بقها على اخره وهي بتبتسم: يعنى خلاص عيدوزني.
ام عويد وهي بتبدأ في الخبيز: طبعا يا به بس ادعيله يلم قرشنات عشان يشبرقك.
سرحت سعديه في الشبرقه والهنا اللي هتشوفه مع فارس احلامها ووصلت لحد كوكب المريخ وفاقت على صوت ام عويد اللي زغدتها في كتفها: جاتك صاروخ في معميعك إكده حرقتى الرغفان هركحل عليكى.
سعديه تقوم جري تبوس ايد ام عويد: احب على يدك اوعي تزعلي مني.
ام عويد: همى افتحى السنبله قبل ما عمك ياجي ويشم الدخان.
سعديه: حاضر يا مرات عمى يا عسل انتى.
وجيت تنفذ اللي طلبته منها وهي بتبرطم وتقول والفرحه ماليه وشها:
عيتچوزني.. عيتچوزني..
★****★
حمزه كان مركز مع عويد خالص وهو بيحكى الحكاية كلها من أولها لحد ما جبها البيت، ومش سامع تليفونه،
حمزه بعصبية: نهارك ملوش ملامح، انت مش المدير قالك اياك تعمل اي صفقه، تروح كمان تعمل اهم صفقة عنده وتخربها.
عويد بقلق على مستقبله: ما انت عارف شغلنا بالعموله كنت عايز اي بوليصة تصيب…. تفتكر هيعمل فيا ايه؟
حمزه قام: لا ماتقلقش ده ممكن يوديك فيها حلايب أو الشلاتين.
عويد: هينفينى تفتكر؟
حمزه بتأكيد: لا مش افتكر ده أكيد.
وبعد ثواني سمعوا صوت هبد على الباب، كبروا دماغهم وفضلوا يفكروا هيعملوا ايه في النصيبه اللي حصلت، لكن مادمش عليهم التفكير ولا العقل اللي هيفكروا بيه بعد ما سمعوا صريخ مي خطبتة حمزه المجنونة.
حمزه برق عينه ولطم على وشه وقال بخضه وهو بيحاول يطلع حروف اسمها من بين شفايفه: مي.
عويد بحركة عفوية رفع ايده يسد ودانه ويسأله: وتطلع مين مي؟!
حمزه فضل يبص حوليه بعينه يدور على مكان يستخبى، لكن لا مفر من مي، فرد بقلق وارتباك: دى خطبتى انت جالك زهايمر.
عويد بعصبية من صوتها المسرسع: وهي بتصرخ كده ليه زي المعزه السعرانه، وانت مخضوض ليه؟ متظبط كده ورد عليا!
– تحب اظبط على تسعين؟
قالها حمزه بتريقه من كتر رغي عويد، فقال عويد بتريقة تفوق تريقته: طب اتكل على الله وحاسب بس تتاخد مخلفة سرعة.
نط حمزه وهو بيبصله بضيق من مكانه عشان يلحق ما يمكن إنقاذه: افضل انت ارغي وخليك مركز في صريخها، وسايب المشكلة الاكبر.
مسكه عويد قبل ما يطلع، زق حمزه ايده بعصبيه: وسع ايدك دي، وادعي للجثه اللي فتحت ليها الباب متكونش خلصت عليها؛ لأنها مجنونة والشك فيا عندها هوايا .
تفتكروا مي هتعمل ايه في حمزه والبت الغلبانه؟
يا ترى ايه غير ابو چودي ومراته ؟
توقعاتكم الفصل الجاي؟
اسرار مخفيه والغاز هتنكشف واحد ورا التانى واقنعه هتسقط ويظهر اللى تحتها للعلن 🤫وكل دا هنعرفه وحده وحده بعد لايك وكومنت وتشجيع حلو زيكم 😉
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كوابيس)