رواية كوابيس الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ابتسام محمود الصيري
رواية كوابيس الجزء الخامس والعشرون
رواية كوابيس البارت الخامس والعشرون
رواية كوابيس الحلقة الخامسة والعشرون
عند مي عقلها كان هيطير لمجرد التفكير في أن خلاص النهاية بكره وهتكون لراجل غير حمزه، حست أن دمها هرب وقلبها بيدق بسرعة رهيبة رافض الوضع اللي دبست نفسها فيه، كلمت نفسها بطريقة هستريه: هو خلاص كده فرحي بكره؟ وعلى شاب غني مغرور شايف أن بفلوسه يعمل كل حاجة؟!
لطمت على وشها بقهر ودموعها بقت زي المطر المتواصل: مش ده اللي كنتى بتحلمي بيه؟
سكتت ثواني تفكر بجدية هو ده فعلا اللي كانت بتفكر فيه، هزت راسها بالموافقه وهي بتعيط بحرقه وردت على نفسها بجنون: اه بس فين حمزه؟ ما حمزه كان جزء من الحلم.
بصت حولين نفسها وادركت أن خلاص الواقع المرير فضله يوم وحمزه فعلا راح وفضلت تلوم نفسها: بس حمزه راح… راح خالص.
زاد صوت عياطها: والفلوس جت يا مي… ما الفلوس برضو كانت جزء وجت.. بس الفلوس مسعدتنيش، و حمزه كان بيسعدني من قلبي.. اه كنت بزعل منه بس كان بيقدر ينسيني الدنيا بكلمة منه.
وهنا مي ادركت معنى السعادة الحقيقيه بعد فوات الأوان، غمضت عينها جامد من كتر القهر والوجع والعذاب والتشتت اللي هي فيه، مسكت تليفونها بايد بتترعش وفتحت الشات الخاص بينهم وفضلت تبصله دقايق غمضت عينها واستعدت تكتب ليه رساله كانت رعشتها مسيطرة عليها وفضلت تكتب حرف حرف كأنها أول مره تكتب على لوحة مفاتيح تليفون أخدت وقت كبير تكتبها وكل حرف كانت بتبكي ندم على غبائها، أخيراً داست على أرسال وقلبها زاد في دقاته المشتاقة لكلمة تخلق جوه قلبها أمل جديد، استنت حمزه يفتح الرسالة، لكن حمزه مكنش فاتح الاكونت الخاص بيهم، قفلت بسرعة و فتحت الاكونت التاني تشوفه فاتح، لقته قافل النت خالص، ضمت ركبتها وسندت راسها عليها وفضلت تلعن نفسها على غبائها وتسرعها على تضيع أكتر شخص بتحس معاه بالأمان، دلوقتي عرفت أن الأمان والحنيه اغلى من كنوز العالم، كانت بتبص لعقارب الساعة وتتمنى الكون كله يقف ثواني ويرجع للحظه اللي بدت الفلوس عليه، كانت كل وحواسها مستنيه بفارغ الصبر رد حمزه على كلامها المصيري.
★****★
حمزه رجع متأخر من شغله، ومن كتر المشي طول النهار والف على التدوير بين الشركات وأصحاب الاملاك عشان يعملهم بوليصة تأمين، اتهلك من التعب أول ما دخل بيته اترمى على الكنبه العربي، ومع أن بطنه بتطلب حقها وبتصوصو، رفض وقرر ميتحركش من مكانه وطلع الفون يبص بصه اخيره لرسايل مي في الشات اللي ما بينهم اللي بتصبره على الفراق قبل ما ينام وفتح الاكونت الخاص بينهم وقبل ما يشوف اي حاجة الفون وقع من ايده فتح الرسالة بتاعتها الجديدة ميل يجيب التليفون لسه بيبص على الشاشة لقه فصل شحن ومأخدش باله أنها بعتت ليه رساله، ومن كتر تعب جسمه والصداع اللي هيفرتك راسه، رمى التليفون وغمض عينه وسحب لحد ما وصل لفوق السحاب.
★****★
أول ما ظهر عند مي السهمين اللبني قلبها بقى يدق جامد وبدأت تقرأ رسالتها على أساس هو بيقرأها في الوقت ده وعشان تتعرف هيخلص قرأتها امتى عشان متفضلش مستنيه كتير ورددت كلام رسالتها:
حبيبي وحب عمري اللي عشقته لسنين…
استحلفگ بكل غالي، وبكل ذكري حلوة جمعتنا سوا، انگ تسامحني، وتقبل اعتذاري…
عارفة ان غلطي كان كبير لا يغتفر، لكن طمعانه في قلبگ الكبير… قلبگ اللي متاكده ان برغم اللي حصل مني لسه عمران بمحبتي.. ارجوگ يا حبي الوحيد انگ تمحي غلطة ندمت عليها ولسه هندم عمري كله لو مقبلتش آسفي واعتذاري..
حبيبي..
خدعتني المظاهر الكدابه وتصور عقلي المريض ان السعادة اللي بحلم بيها هتكون في المال، ولما المال بقى تحت أمري واشارة ايدي؛ فقدت الأمان يا حمزه، لانك انت رمز الامان والحب، عارفة انك ممكن تستغرب كلامي، بس هي دي الحقيقه اللي مش هقدر انكرها ولا اخبيها..
كفة حبك هي فازت ياحبيبي وربحت جوايا، وكل اللي اتمناه ان حبي هو كمان يفوز، وتسامحني لو لسه في قلبك ذرة محبه ليا، هنتظرك بكره عند كوبري الأسدين، وصدقني أنا اتغيرت وندمت، حمزه بالله عليك اوعى تتخلى عني زي ما اتخليت عنك بغباء، أنا من بعدك ولا حاجة، ولو مجتش هتأكد أني بالنسبة ليك ولا حاجه وللأسف مش هقدر أكمل حياتي وأنا بعيد عنك، لانك انت كل حياتي.
خلصت قرأية الرساله ومسحت دموع الندم اللي سايلة سيول على خدها، واستنت رده لكن اتأخر كتير، فضلت تحط ميت عذر ليه لكن برضو مرضش عليها.
★***★
خبر القبض على فرح انتشر بسرعة الصاروخ في البلد ، وأول ما دخلت للتحقيق لقت نفسها معمول ليها محضر تحريض على قتل غوايش من التمرجي.
بصت للتمرجي وفي اللحظه دي حست أن كل اللي عملته من البداية ضيع حياتها كلها وبقت هي الخسرانه الوحيده؛ ما العبره بالنهاية والنهايه في صالح رحيم وسعده، حست جوه منها قهر ونار الهزيمه لا وكمان مقبوض عليها بتهمة مش صغيرة، بقت مش عارفه تقول ايه من كتر الافكار اللي هجمت على عقلها زي كلب سعران، ووقعت اغمى عليها.
★***★
چودي بعد ما كانت بتدور على حد تشكى حالها ليه صعبت عليها سعده واقتنعت بمقولة اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته، وكانت مستمره في الدعاء ليهم، وأول ما شافوها دخله الشارع نزلوا هما الاتنين جري وعلى وشهم ابتسامه، أول ما اتقابلوه تحت وقفت تبصلهم بوش حزين مستغربه ابتسامته اللي مرسومه على وشهم ولا كأن شافوا اراجوز، رمت طرحتها على كتفها وطلعت بوش حزين، بصوا لبعض بحيره وطلعوا وراها على الببت، وبدأت غوايش: چودي جاية تعتذر ليكى.
سعده بصت عليها بعينها الحمره من كتر العياط: چودي مش من البلد عشان الوم عليها… وأني خبره العجربه زين وأعرف كيف بخت سمها في ودنها وأجنعتها أني الچاني بدل المچني عليه.
چودي بتوتر: متشكره جدا لتفهمك، وأنا فعلا حبيتك أول ما شوفتك، وأول ما فرح اشتكت منك شلت منك والله غصب عني.
سعده من كتر الصدمات ووجع قلبها يعتبر اللي عملته حاجة لا تذكر، وقفت بابتسامة رقيقه: خلاص يا چودي أكتر من إكده وبيعدي وبنسى، المهم أنك عرفتي الحجيجه.
چودي بأحراج: افهم من كده أنك قبلتي رحيم.
سعده بقوة وصوت حازم: ريحوا نفسيكم أنا رحت وجلت ليه خلاص.
چودي بصدمه: خلاص ايه؟!
سعده وهي بتحبس الدموع اللي لو سابتها هتبقى فيضان: مبجاش ينفع أني وهو نكمل، طريجنا غير بعض.
چودي انفجرت فيها بكل الحرقه اللي في قلبها: فيه ايه! ليه انتى وابن عمك انانين وبتقرروا تاخده القرار النهائي والطرف التاني مش عليه غير أنه ينفذ.
سعده بوجع وبمرار السنين اللي فاتت: بتجولي علي أني انانيه.. أني الضحية اللي ياما اطعنت من غدرهم، أني الهبله اللي بسامح من بصه منه.
چودي باستغراب لغة الجمع اللي بتقولها: ومين غدر بيكى تاني؟!
سعده قعدت على سريرها وطعم المرار في حلقها وقالت بألم: غدر فرح كمان…. ماهي كانت صاحبتي.
غمضت عينها وافتكرت أيام الطفولة اللي عدت ولسه محفورة جوه قلبها:
كنت عيله صغيره يوم الامتحان أخلص أول وحده وبدل ما أسلم ورجتي كنت اشوف فرح تبكي كنت احاول اغششها، لكن كانت تصر تاخد ورجتي ولما رفضت اتهمتني أني مش بحبها واحنا مش أصحاب، جلت هجولك اللي محلول، ردت بتكبر، وأني ايش يضمني تديني الأجابة الصوح، عشان اثبتلها حبي وأمانتى ليها مكنتش اكتب اسمي على ورجتي، وأول ما أخلص كنت اديها الورجه وتاخد هي ورجتي تكتب اسمها وترميلي ورجتها وياما اتعمل ليا محضر غش واتسحبت مني الورجه عشان كانت بتجول هي اللي بتبصلي ورمتلي ورجتها وطبعا بتشاور على الورجه الفاضيه ومش بس إكده كان ممكن يعدي الوجت وملحجش احل تاني، وبدل ما أكون أني الاولى كانت هي اللي بتبجى الأولى. ده غير لو ورجه بايدها ولسه رمياها وأنا وطيت عليها اخدتها كانت تحلو في عينها وتجولي هاتيها شوفتي غباء زي كده، ده غير كتيير هجولك ايه ولا ايه، ولما وصلت الثانوية حلوتها بانت اكتر وأني زي مانتى شايفه، ممكن عشان شايفه اني عفشه وهي حلوه بتضايق ان الكل بيحبني اني والكل بيصاحبني اني واني اللي دايما شاطرة.
عارفه كانت دايما تشتكي من ابن عمها رحيم ومش بتطيجه ولا بتتجبله، وأنا كنت بحبه جدا وكنت بروح ازورها تملي عشان اشوفه وأول ما حبني وهو كمان واتعرف حبنا قررت تاخده مني كالعادة بحجة أنها كانت بتحبه من زمان ولما وجهتها بكلامها اللي كانت بتقوله عليه رفضت وجالت كنت بكذب عليكى عشان خايفه منك تاخدي مني.
سعده عينها بقت جمره من النار من كتر احمرارها وبدأت دموعها تنزل ورا بعض اخدت نفسها وضحكت بمرار وكملت: بس خلاص العيله كبرت وفهمت، دفعت عن حجي في رحيم ورفضت اسيبه لوحده بتحبه حب تملك.
عمري ما انسى ليها في أولى ثانوي لما راحت تجيلي الشهاده وزورتها بدرجات أجل، وطبعا ده عرفته من صاحب المكتبة اللي صورة عنده الشهادة بعد مارچعت المدرسة.
كل كلامها قصر في چودي لكن بصتلها بقوة: تفتكري دموعك وكل كلامك ده هيخليكى تصعبي عليا ولا ابرر ليكى رفضك لرحيم.
سعده بوجع: ومين جالك أني بحكيلك عشان اصعب عليكى؟
چودي قربت منها اووي وبحنيه مسحت دموعها ومسكت ايدها تشجعها: صدقيني يا سعده كل اللي قولتي يخلينى اقتنع أنك غبية عشان عرفه كل الحقيقة دي وسبتي نرجسية زي فرح تاخده منك، سعده اسمعي مني اللي فات عمره ما بيرجع سامحي وخليكى في النهارده ارمي الوجع والنار ورا ضهرك وسامحي بدل ما تفضل جوه قلبك تحرقك لحد ما تبقى رماد، قومي يا سعده بلاش لعبة القط والفار وافتحى صفحة جديدة.
سعده بدل ما دموعها تهدا من قهرتها كانت بتزيد أضعاف، مسحت دموعها وفكرت بجدية في كلام چودي لقت امبارح عده وخلص وبكره جي وليه ياجى بحزن ووجع وقهر ويوم جديد في فراق يتحسب من عمرهم مسحت دموعها وابتسمت وهي بتمسك ايدها جامد: وانتى اوعاكي تسيبي عويد، عويد بيحبك.
هنا الأماكن اتبدلت وبقت چودي تعيط بحزن: بس هو اتخلى عني وطلقني.
سعده وغوايش اتصدموا ونطقت سعده بسرعة وذكاء: طلجج كيف والعصمه في يدك؟
چودي عينها لمعت بلمعة حب وابتسمت: ايه ده.. ده صحيح.
سعده قومتها: رجعي چوزك واعترفي ليه بكل الحب اللي ظاهر في عينك.
چودي هزت راسها بتأكيد وسألتها: وانتى؟
سعده وشها اتغير ١٨٠ درجة وبقى كله بيلمع وجريت فيه الدم بعد ما اعترفت بكسوف: رحيم ده نبض الجلب مهما يعمل جوه جلبي ومجفول عليه.
حضنوا بعض بفرحه وكل واحده تروح تعترف لحبيبها باللي جوه قلبها وغوايش وقفت تزغرط وتسقف وقالت: عجباااالي يارب.
وأول ما نزلوا الشارع كان زعزوعة كمان بيسقف بس بفرحه كبيرة وبيقول: فررررح اااتحبست هييييي فااارح ااااتتحبست.
وكل العيال ماشين وراه و بتقولوا زيه.
بس ياترى رحيم هيسامح؟
ياترى عويد هيقبل بالوضع ويرجع؟
چودي بصت لسعده: ربنا جبلك حقك.
سعده برضى: عمري ما اشمت في حد مهما كان ربنا يجيب العواجب خفيفه وتطلع.
غوايش رفعت ايدها للسما وهي بتدعي: ربنا يديها على قد نيتها.
فرح وسعده ضحكوا وقالت چودي: كده هتاخد اعدام من غير محاكمه.
سعده بصت لأختها: عيب يا مزغوده.
غوايش عوجت شفايفها شمال ويمين: خليكى ماشيه ورا جلبك الحنين ده الي جايب ورا.
سعده زقتها ومشيت أول خطوات لباب السعادة.
وغوايش جريت مع العيال تنشر خبر القبض على فرح بسعادة.
وچودي فضلت وقفه محتاره تلاقي عويد فين فضلت تفكر كتير أكيد مش مع رحيم ولا في الأراضي الزراعية تعبت من التفكير طلعت البيت تتصل عليه وكانت بتدعي يكون فتح تليفونه، وأول ما دخلت العماره سمعت صوت باباها بيقول: صدقني وبدل ما تخلينى اهاتي كتير أنا قلبي وجعني، انت اكتر شخص مناسب لبنتي بوضعك ده، اوعى تفتكر الفلوس ولا المراكز بتعمل راجل، قدامك أحمد برغم فلوس اللي كانت معاه ومركزه الاجتماعي عمري ما ارتاح ليه وكان رافض أنه يتجوز چودي.
وقبل ما ينطق عويد بحرف تدخل چودي بابتسامة:
هو اصلا مينفعش يطلقنى ولا يبعد عني، انت نسيت العصمه ف ايدى… ولا تحب ارفع عليك قضية و اجيبك في بيت الطاعة، والقاضي يكون بابي ويكسبني القاضيه من أول جلسة.
المستشار عامر ضحك وانسحب بهدوء، عويد طلع من كتمانه وقال بنفجار للحقيقة: انتى واحده هانم دايما بتطلبي وكل حاجه تبقى عندك، تصحي تشوفي منظر كويس، مش الحيطه اللي على المحاره والبهايم، انتى محتاجه واحد غني يعيشك اللي طول عمرك عايشه فيه.
چودي بحب: انا عايزاك انت.
عويد يشاور على نفسه: انتى فكراني مين؟
چودي تبص جوه عينه: فكراك كل حاجه.
عويد برغم اعترافها بحبها ليه بس مكنش حابب يظلمها: انتى اللي زيك ماينفعش في المرمطه صدقينى.
چودي اتجرأت وقربت منه اووي ومسكت ايده بقوه:
لا، طول ما أنا معاك هعيش احسن عيشه.
عويد حاول يفوقها: الفقر بيجوع بيتعب بيذل.
چودي حطت راسها على كتفه: عويد الحب اللي بحبهولك غنيني بكل حاجه.
عويد اخد نفس أول ما لمست صدره كان نفسه يضمها لكن محبش يكون أناني ويشوف ندمها في يوم: الحب هيضيع مع أول ازمه تواجهنا، لان لو فكرك هنام ونصحى كل حاجه هتجلنا على بساط ريح يبقى بتحلمي لان أنا مش شغال في البترول، بكره هتلاقي اللي طول عمرك بتحلمي بيه.
چودي بعدت عنه وردت بعين كلها دموع: عويد ليك حرية الاختيار تسبني او تبقى معايا، بس ملكش انك تحدد ليا حياتي اعيشها ازاي.
عويد بصلها اووي وحس من نبرتها تقصد حاجة معينه: تقصدي ايه؟
چودي لعبتها صح وقررت تكمل: متشغلش بالك ربنا يسعدك في حياتك، بعد اذنك.
قالت كلامها وهي بتديله ضهرها متعمدة تنهي الكلام، شدها من ايدها: انتى مجنونة؟
چودي بصتله وهي بتهز راسها: ايوه مجنونة بيك.
عويد ابتسم لشقوتها: نفسي اعرف حبيتى فيا ايه؟
چودي حطت ايدها حوالين راسه: حبيت الشخص اللي بيخاف عليا، ومش بتغيره الأيام ولا المواقف، حبيت تكشرتك دي بس وانت غيران عليا، حياتي من غيرك كانت كلها كدب وخداع وبقت في يوم وليله أحلى حاجه لما شوفتك، انت اللي صلحت جوايا كل حاجة كانت مكسوره، انت عوض ربنا ليا في الأرض.
عويد عض شفته وبص للسقف وعينه رغرغة بالدموع، لمحت سحابة دموعه : طب ايه لزوم الدموع دي؟
عويد اخد نفسه وبص في عينها: عشان بحبك، ومقدرش أعيش بعيد عنك ثانيه.
چودي دخلت حضنه والابتسامه تملى وشها، رفع ايده وضمها جامد ونفسه كان يدخلها جوه ضلوعه عشان يحميها من غدر العالم.
★***★
وصلت سعده لمكانهم المحبب وشافت رحيم فارد جسمه على العشب وباصص على النجوم بعين حزينها وكلها لوم وعتاب ورافع ايده بعشبه صغيرة بيشاور على كل نجمه يتهمها بأنها خبت عليه كل الحقايق وكانت شريكة في المسرح اللي اتنصب مخصوص ليه عشان الكل يتفرج عليه، لا ولسه النجوم مش بتوصل رسايله لسعده واتهمها بصوت عالي: لسه منويش تحني علي وتجولي ليها أني ضحية زيى زيها ؟!
– ماأني عارفه أنك ضحية ومن زمان.
قالتها سعده وهي بتقرب منه، وأول ما سمع صوتها قام منفوض عشان يصدق ودنه أنها جت وبنفسها لا وعارفه كمان كل حاجة وقفوا دقايق قدام بعض كل واحد في عينه عتاب وحب حزن وشوق قهره وحنين، دموع سعده وشهقتها اخدوا وضعهم الطبيعي، وهو كان زي المتجمد حاسس أنه في حلم بس هو متأكد أنه صاحي، يبقى سراب زي اللي جعان بيحلم بسوق العيش وهو صاحي؟ كان خايف حرفيا ياخد خطوة لقدام لتكون سراب وتختفي، حب أنها تفضل قدامه كده حتى لو هيفضل العمر كله واقف لجل متطلعش وهم وصورتها تختفي نطق بهمس: بحبك يا سعده.
سعده بقهره لكل موقف كان بيعمله معاها: ليه يا رحيم كل ده من البداية.
رحيم كان بيقرب بشويش اووي لتختفي فجأة، وحس أنه خلاص اتجن وبيكلم سراب: بلاش عتاب وكلام في اللي فات.
سعده مسحت دموعها: أني جتلك بنفسي المره دي… هتهملني زي عويدك ؟!
رحيم وهو نفسه يدخلها جوه قلبه عشان متغبش لحظه عنه: طول عمري انصح أصحابي لو حبيت اوعى تعرفها انها كل شيء بالنسبة ليك، بس أني جدامك وبجولك انتى نقطة ضعفي في الدنيا دي كلتها، بحبك يا سعده وعمري ما هضيعك مني تاني واصل.
سعده مسحت دموعها وقالت من قلبها زي المرهقة: وأني يا رحيم بحببك بحبببك بحببببببك.
وانا كمان عمر جلبي ما دق ولا عيدق غير ليك انت يا حبة القلب، عمري ما جدرت ابطل عحبك في يوم.. حتى في عز جسوة قلبك علي وظلم جوزي ليا، كنت بيني وبين حالي هحبك واشكي همي لنجوم السما يمكن توصل ليك سلامي.. اللي عيحب بچد يا رحيم عمره ما هيكره في يوم، ولا عينسى اللي عشقه جلبه في لحظة.. وزي ما اني نقطة ضعفگ؛ فانت كل نقاط ضعفي، وعفتضل طول العمر اكده، القلب ما هيدقش غير ليك.
رحيم بيسمع كلامها وحاسس انه طاير فوق السحاب، مش قادر يصدق أن حلم عمره خلاص بين ايديه، واخيرا القدر اللي فرقهم زمان حب يقدم لهم اجمل هدية وجمعهم من جديد… اخيرا عرف طعم السعاده بعض طول حرمان سنين.. مسك اديها وبص في عيونها اللي كل نظرة منها بتسحره وقالها بحب وصدق: عوعدك الف وعد وعهد، ان كل اللي عيجي في حياتنا عتكون هنا وسعادة، ياسعده، وعوضك عن كل لحظة الم عشناها بعاد في نار وفرقه… من اهنه ورايح مافيش غير الحب هو اللي عيجمعنا ويلم شملنا.
فـ أه من الحب الأول لو مكنش اخرته جوزك فنهايته بتفضل ندبه جوه القلب العمر كله.
★***★
طلعت شمس يوم جديد وكان بتم التحضيرات لفرح مي.
مي كان عندها أمل يكون حمزه حن قلبه، مسكت تليفونها وبصت لاخر مره على التليفون لقته برضو مردش على الرسالة، استعدت للنزول من البيت فهي كده كده ريحه المكان ده لأن هيبقى نهايتها او بداية حياة جديدة، وقبل ما تمشي فتحت شباكها وبصت في وشوش الناس المعزومه تحت في الفرح فيه اللي فرحان ليها واللي بتحدق عليها عشان وقعت على واحد متريش واللي بيكرها، لقت كل الوشوش إلا وش حمزه، حمزه اللي كان بيتحمل عشان اي حاجة حمزه الوحيد اللي كان بيحب جنانها. هنا قالت استب ولبست نقاب كانت محتفظه بيه ونزلت من بيتها وقررت تمشي لحد المكان وكان في ايدها شنطة صغيرة.
★***★
قام حمزه بكسل وبص في تليفونه عشان يشوف الساعه افتكر أنه فصل شحن اتحرك بخطوات كلها كسل وحطه على الشاحن ودخل الحمام، وأول ما طلع عمل كوباية قهوه وراح للفون يفتحه، ودخل على الماسنجر على طول يشوف اي شغل مبعوت ليه لكن لقى الماسنجر مفتوح على الاكونت الخاص بيها بس فيه حاجة غريبة هو متعود كل ما يفتح يشوف أخر رساله مكتوبة من بره من غير ما يدخل جوه الشات نتقابل الصبح، بس دي بدايتها حبيبي وحب عمري …. استغرب أنه واضح عنده أنه شافها ومش متعلم عليها بالسود العريض أن في رسالة جاتله، فحتها بسرعة وقرأ بقلب بيتقطع بينزف دم من الجرح العميق اللي عملته ليه، قرر يتجاهلها زي ما اتجهلت وجعه وقرر يركز في شغله بس اكتفى أنه يبتعلها رساله قصيره جدا: مبسوط أنك فوقتي وعرفتي أن السعادة مش بالفلوس لأن ياما ناس عايشن في قصور وعندهم اكتئاب ومرضى نفسين، اتمنى تشيلى فكرة الانتحار من دماغك وتركزي في مستقبلك، اتمنى ليكى حياة سعيدة من كل قلبي.
قفل تليفونه وقفل على القهوه اللي فارت على البوتجاز ونزل شغله.
★****★
أول ما وصلت مي عند الكوبري بصت للمكان هو نفس المكان اللي كانوا بياكلوا ذره فيه والناس اللي بتبيع ورد اللي كان بيصر يشتري ليها ورده وهي كانت ترفض عشان توفر ويتجوزه بسرعة لقت كمان الحبيبه بس المكان ناقصه حمزه ابتسمت بحزن لغبائها وفتحت الشنطة وقررت ترمي الفلوس اللي هي السبب في بعدها عنه في النيل قبل ما ترمي نفسها كانت بترمي الفلوس وهي بتبتسم بقهر لورق ضيع منها حب عمرها ومع اخر ورقه فضلت تبص على الناس اللي انشغلت بلم الفلوس واتهموها أنها مجنونة، رمت الشنطة واستعدت ترمي نفسها لكن للحظه فكرة أن الناس دي لو كانوا شافوها هي بترمي نفسها كانوا جريوا عليها بنفس الهفه دي؟ ابتسمت للمره الاخيره بحزن ورفعت رجلها على سور الكوبري…….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كوابيس)