رواية كهرمان الفصل العاشر 10 بقلم ياسمين الهجرسي
رواية كهرمان الجزء العاشر
رواية كهرمان البارت العاشر
رواية كهرمان الحلقة العاشرة
الحبّ لا يُقاس بعدد الساعات التي كلّمك فيها، بل بالزمن الذي في انتظاره كنتِ تحسبن الأشهر والأسابيع والأيّام بالساعات، وحده الوفاء يملك عدّادًا دقيقًا للوقت، إنّه النخاع الشوكي لذاكرة العشاّق.
في غرفه أصلان كان يرتدي حلته ليذهب إلى شركته وهو يشاهدها انعكاسها عبر المرآه وهي تتململ تفتح وتغلق جفنيها بنعاس ظل يشاهدها وعيونه تمر على ملامح وجهها، كانت نظراتة طويلة حانية تراقبها بعشق، تقلبت على مجضعها الأيمن تضع يدها تحت وجنتيها تنظر له بحب ولكن غرقت في فكره لم تبرح بالها من لحظة ما تملك عشقه من قلبها،اغمضت عينيها تنهمر دموعها عندما تردد في ذهنها نفس السؤال هل من الممكن أن يتناسى في يوم من الايام ما حدث لها.
تقوقعت على نفسها وسحبت شرشف الفراش ودثرت وجهها تحته تبكي في صمت، هي تعترف إنه من لحظه لقائهم ولم يتهاون في إسعادها وحمايتها، ولكن لن يمكنه نسيان أن هناك رجل غيره اقترب منها…….
ما زال يشاهدها عبر المرآه ويظن إنها خجلت من نظراته لذلك دثرت نفسها بالغطاء .
اما هي تعترف لنفسها ان حبه لها سيضعفه، اذا انكشف سرها فى العلن ماذا تفعل….؟!
هي لم تحب من قبل ولقد تملك حبه من قلبها بل احتل كيانها بالكامل ولن تقدر على فراقه ولكن عساها ماذا ستفعل اذا فارقها هو وهذا حق من حقوقه بسبب ما حدث لها في الماضي.
وصل لمسامعه همهمات وقف فى منتصف الغرفه يؤكد لنفسه صحة ما يستمع له، أيقن إنه همهمات بكاء مكتوم، عندما تأكد ظنه هرول اليها وجثى على ركبتيه ثم مد يده وقبض على الشرشف ثم كشف غطاء وجهها وجدها تبكي بانهيار وجنتيها مبتلتان أثر إندماج دموعها مع حبات العرق التي تنتشر على وجهها، سحب كف يدها من بين أسنانها انصدم من إحمرارها وعلامات داميه أثر جز أسنانها
هدر فيها أصلان بلوم :
— أنتى اتجنني ياكهرمان ممكن أعرف انتي عملتي ليه كده وبتعيطي ليه اصلا..
مرر أنامله على وجنتيها يجفف دموعها ويزيح خصلات شعرها التى التصقط بجبينها نتيجة تعرقة الشديد وهو يضيق عينيه بغضب خوفاً عليها من عودتها للاضطرابات النفسية مرة أخرى مردفا…..
تابع بحنو
— مالك يا حبيبتي ليه بتعيطي وعامله في نفسك كده ليه
سحبت كف يدها من أحضان أنامله ورفعتهم تمررهم على وجنتيه مردفة بقلق:
— خايفة لأنك تستاهل أحسن مني بكتيررررر ..
دني منها يهمس امام شفتيها وهو يتشرب من ملامحها الهادئه التي يعشقها يخبرها
— اسمعيني كويس أكيد عارفه ان في ستات أحسن منك كثير وأكيد انا قابلت منهم كتيير وفي اللي زيك وفي اللي أقل منك وفي كتيررررر زيك بس انتي اللي خطفتي قلبي وحبيتك .. أنتي عندي أحسن من بنات الدنيا كلها علشان كده مش عاوز اسمعك تتكلمي تاني في الموضوع ده.. لاني مش هسمح لك من النهارده تجرحي نفسك او تفكريني بحاجه بتمنى إنها تتمسح من ذاكرتي.
باندفاع وضعف اردفت تخبره ان ما مخاوفها صحيحه
— شوفت مش هتقدر تنسى اللي حص……..
بتر باقى كلمتها ودني منها أكثر وأختطف شفتيها يبتلع باقي مهترتها في قبله أسكتها بها، تمادى فى قبلته وهو يعتصر شفتيها بغضب يقبلها بقسوة شديدة حتى يخمد الحرارة التى اندلعت من تذكره تلك اللقطات اللعينه التى شاهدها دوما تراوده فى أحلامه تؤرق مجضعه، شعر بملوحة عبراتها تنزلق بين شفتيه تركها تلتقط أنفاسها واحتضن وجهها بين كفيه، ثم اعتدل يبتعد عنها وهو يلهث من شدة انجراف مشاعره معها،
قبض على شعره يشده بقسوه، ينهر نفسه
— ليه كنت بربري معها وهى أضعف من انها تستحمل جموح غضب.. كنت انت بتخوفها اكتر وتثبت لها انك مش هتقدر تتجاوز الفتره دى من حياتها..
لعن غبائه وحاول أن يتريث ليبث لها الأمان الذى تفتقده، عاد لها يجلس جوارها يحتضن خصرها يقبل عينيها ووجنتيها وكل أنش تطاله شفتيه يدمغه بقبلاته الحاره، همس من بين قبلاتة بوعد قطعه على نفسه سينفذه مدام حيا إنه لن يفارقها إلا إذا فارق الحياه
— يشهد عليا ربنا مش هفارقك الا اموت
وقبل أن ترد عليه له عاد يرتوي من نهر قبلاتها، ذابت هي بين شفتيه ووعده لها احتضنت رأسه بكفيها تقربة منها، تسطح بها على طرف الفراش ولم يفصل قبلته، شعر بأنها تفقد السيطرة على مشاعرها كأنثي أبتعد عنها بهدوء يضمها بحميمه لا يفكر سوي بأنه يريد ان يحبسها داخل ضلوعه، يعلم أنهم إذا لم يفترقوا الآن سوف يأخذها زوجة ويرضى غريزتها ..
بصعوبه استقام واقفا وسحبها لتقف أمامه يستند بزراعيه على كتفيها مردفا:
اسمعيني كويس أنا عندي اجتماع الساعه 11:00 هنزل اروحه وأنتى البسي براحتك واجهزي والسواق هيجي ياخدك الساعه 2:00 نتغدى ونروح نتفرج على الفيلا اللي هنشتريها و بعدها هنشوف موضوع الفرش بتاعها.
ابتسمت له بحب تشعر أن سعادتها كانت مؤجله لكي تعيشها معه لفت زراعيها حول خصره تستند برأسها على صدره ترفع قامتها تنظر له قائله:
— ربنا يخليك ليا يارب ومنحرمش منك.
دنى منها وطبع قبله سريعه على ثغرها يدعو لها
— ولا يحرمني منك يا رب ويسعدني بيكي ويسعدك بيا.
فرت دمعه شارده من عينها وهى تستعظم شأنه بالنسبه لضئلتها:
— أنت كتير عليا قوي حاسه زي ما اكون بحلم.
سحبها من احضانه بهدوء يطبع قبله على مقدمه رأسها يخبرها بقدر مكانتها لديه:
— أنتي الدنيا كلها شويه عليك يا ست البنات.. بس ممكن اروح الاجتماع وبعد كده نقعد ونتكلم مع بعض للصبح.
أومأت له برأسها وابتعدت عنه اخذها تحت زراعيه حتى وصل الى باب الغرفه قائلا بجديه
— ما تتأخريش ولو لك علاج خذيه وانزلي افطري مع ماما وجميلة.
ابتسمت له بعشق تهز رأسها بطاعه وهو يفتح باب غرفته ويغادر وهي تستند على الباب تضع يدها على صدرها موضع قلبها تواسيه في دقاته ابتسمت بحب واستدارت الى خزانه الى الملابس الخاصه به تجده اشترى لها ملابس كثيره، أخذتها ووضعتها في خزانتها و ظلت تنتقي من بينهم ما يناسب خروجتهم، حتى اتخذت بنطلون أسود وعليه توب صوف من نفس لون البنطلون وعليهم جاكيت ابيض قصير وضعت على الفراش ودلفت الى غرفه الحمام لكي تأخذ حماما دافئا لعله يهدئ من وتيره مشاعرها التي تطالب ب اصلان كزوج عاشق، خرجت بعد عده دقائق ترتدي اسدال صلاتها وتقضي فرضها وتناجي ربها ان يوفقها في حياتها مع أصلان، وحين انتهت ارتدت على عجاله ثيابها وهبطت الى أسفل ..
___________
وقفت على بداية درجات السلم من اسفل تجول بعينيها تبحث عن جميله وماما صفاء، وجدت جميله تجلس في بهو الفيلا شارده الذهن أقبلت عليها وجلست جوارها تسالها وهي تطقطق بأناملها أمام وجهها
— روحتي لحد فين ياجميله…..
هزت جميله رأسها وهي تنظر الى كهرمان باندهاش تسألها :
— أنتي هنا من امتى وازاي أنا محسيتش بيكي غريبة
ضحكت كهرمان عليها وهي تعتدل في جلستها لكي تكون في مقابلتها ترد عليها ببساطه
— ولا غريبه ولا حاجه يا ستي أنا هنا من ثواني وازاي ما حسيتيش بيا واضح انك كنت سرحانه في حاجه مهمه جدا لدرجه انك ما حسيتيش بيا.
وافقتها جميله الرأي
— أنا فعلا بفكر في حاجه مهمه ومش عايزه اعملها بس مضطره علشان متعودتش اتخلى عن حد.
هزت كهرمان راسها لها بتوجس تسالها بقلق
— ويا ترى أيه هي الحاجه اللي انتي مضطره تعمليها.
اعتدلت لها جميله في جلستها هي الاخرى واعطت لها الهاتف بعد ان عبست في شاشته، امسكته كهرمان تتطلع له بنظرات غاضبه وهي تقرا محتوى الرساله، ثم رفعت قامتها تنظر الى جميله مردفه بضيق
— أنتي أكيد مش هتنفذي الكلام العبيط اللي في الرساله دي..
ثم تابعت بتوضيح ساخر
— يا ماما الست دي صحتها زي البومب .. تكولنا إحنا الإثنين وما تشربش علينا ميه….. أساسا دي تلاقيها من آكلين لحوم البشر وبعدين هو ما معهوش يعالجها مستحيل اصدق الكلام ده…
اجابتها جميله بنفي
— هو فعلا ممعهوش يعالجها نهائي لأني أخذت منه كل فلوسي اللي كان ناصب عليا فيها وهو اصلا محلتوش اللضى.
اجابتها كهرمان بتعقل قائله:
— عادي يا جميله إحنا نقدر نبعث له الفلوس مع أي حد مدام حبه تساعديهم لكن انتى تروحي لهم بعد اللي حصل ده اكيد هينتقموا منك
كانت تتحدث واليوم المشؤوم ومشهد اغتصابها يمر امام عينيها. ولكنها حاولت أن تسيطر على ضعفها حتى تبقى بجوار جميله خوفا عليها من تهورها وسقوطها في الفخ.
نظرت لها كهرمان قائله بتوجس
— قررت ايه علشان الوقت اللي هو محدده لعمليه أمه مش فاضل عليه كتير اللي هو انا من رأيي سيبيها تموت وتغور في داهيه .
استقامت جميلة وهي تشعر بإنقباض قلبها قائله :
— انا لازم اروح له بنفسي لأن السواق لو عرف أو أي حد من أمن الفيلا أو الشركه هيبلغ ماما وأبيه أصلان وأنا مش هسمح أن علاقتي بيهم تتوتر تاني.. أنا هروح أدى له الفلوس في المستشفى واتصل عليه قبل ما اروح علشان مطلعش مش عاوزه اشوف وشهم .. هقول له ان انا جايه له في الطريق علشان ينزل ياخد مني الفلوس من تحت.. انا هقوم اروح وارجع قبل ما صفاء هانم ترجع من الجمعيه لو سألت عليا قولي لها إنك ما شفتنيش وما تعرفيش انا فين.
استقامت كهرمان تهز راسها بيأس من تصرفاتها قائلة:
— أنتي شكلك اتجننتي لما تفكري ان انا هسيبك تروحي للناس دول لوحدك رجلي على رجلك والموضوع ده غير قابل للنقاش يلا بينا وانحنت واخذت هاتفها من على المنضده وامسكت ذراع جميله وسارت بجوارها.
ابتسمت جميله لها بامتنان قائله
— شكلنا هنبقى أصحاب اكثر من الأخوات كمان.
ضحكت كهرمان وهي تمازحها
— رُب أخ لم تلده امك .. كده ولا ايه
ركب الاثنتين السياره تقودها جميله وهم ما زالوا يضحكون حتى صدح صوت هاتف جميله نظرت الى هويه المتصل والى كهرمان وهى تقول
— ده باسم
وعبست بشاشته وفتحت مكبر الصوت تجيب عليه قائله بجفاف:.
— أنا خلاص خارجه من الفيلا بقى لي خمس دقائق قابلني في جنينه المستشفى علشان تاخد الفلوس وياريت نخلص تبقى دي آخر مره تكلمني فيها وتطلب مني حاجه .
استمعوا الى صوته يجيب عليها قائلا بمسكنه:
— معلش يا جميله أنا لسه مأهدتش ماما المستشفى وهي مغمى عليها ومش عارف اعمل ايه يا ريت تطلعي تساعديني انزلها بس لأن أنا مش عارف اتصرف خالص.
شعرت كهرمان ان هذا فخ لجميله ولم تدعها فريسه لهم مثلها هي لم تجد من يقف بجوارها أو يحميها من كيدهم واغتصابهم لها.
امسكت الهاتف من يدي جميله تجيب عليه قائله
— انا اللي هطلع لك بالفلوس يا باسم
قالتها واغلقت الهاتف.
وحولت نظرها الى جميله قائله
–انا اللي هطلع لهم الفلوس لكن انت مستحيل تطلعي.
نظرت لها جميله بغضب قائله
— ليه ان شاء الله فاكره نفسك اجدع مني وهتقدري تحمي نفسك وبعدين الموضوع ده يخصني انا يعني لو حد اتأذى يبقى انا اللي أتأذي.
نظرت كهرمان لها بغضب وتحدي وهى تقول بحسره
— اسمعي يا جميله أنا مش هخسر أكتر من اللي خسرته واللي حصل لي مستحيل اسمح انه يحصل لك افهميني انا فاهمه الناس دي كويس وعارفه اتعامل معاها.. انا هطلع ارملهم الفلوس وانزل وانت تفضلي في العربيه ومهما حصل ومهما اتاخرت اياكي تطلعي.
نظرت لها جميله بقلق مردفه
–وانا مستحيل اعرضك للخطر وانت ما لكيش ذنب في اللي بيحصل معايا اصلا.
وقفت جميله تحت البنايه تنظر الى كهرمان بنظره حاده تخبرها
— أنا اللي هطلع اديهم الفلوس وانزل وانسي خالص حوار إنك تطلعي ده.
تمسكت كهرمان بتصميم على رأيها وهى تخبرها
— اسمعي لو حد هيطلع فهو انا يا اما احنا الاتنين مش هنطلع وخساره اصلا الفلوس اللي ياخدوها حار ونار في جثتهم ..شوفي قررت ايه يا جميله يا نمشي سوا يانطلع نديهم الفلوس سوا.. يا أما فيه خيار ثالث نتصل على أصلان..
قولتى ايه.
وافقت جميله بقله حيله بعد تهديدها لها التي تعلم انها لن تنفذ ما قالته ولكنها تريد ان ينتهي الامر بسرعه اجابتها
— خلاص اطلعي انتي وانا هستناك هنا.
وسطت يدها لها بظرف يحتوي على النقود التي طلبها باسم اخذتهم كهرمان من يدها تسألها بفضول
— بس المعفن ده جاب شقه في المنطقه دي ازاي.
اشارت جميله على مبنى قابع خلفهم في التقاطع الاخر من الطريق قائله
— شايفه شركة المبنى الكبير الضخم اللي هناك ده
هزت كهرمان رأسها
— أيوه شيفاه ماله
اجابتها جميله بفرحه
— ده مقر الشركه بتاعتنا وانا كنت شاريه شقه في العماره دي علشان ابقى قريبه من الشغل بعد الجواز وهو حاليا قاعد فيها مفكر انها لسه مكتوبه باسمه زى زمان، لسه شادى محضرله مفاجأت كتيير..
ابتسمت كهرمان بحب متذكره أصلانها وتلاشى باقى حديث جميله ثم صدحت بنعومه
— يعني أصلان بيننا وبينه الكام خطوه دول
هزت جميله رأسها بتاكيد
— أيوه بس أنا عايزه أعرف أيه سر الابتسامه دي مكنتش اعرف ان اسم أخويا بيزيدك سعاده كده .. نخلص من المهمه الرخمه دي وبعد كده اقعدي احكي لي ايه سر لمعه الحب اللي انا شيفاها في عينيك دي
أومأت لها كهرمان بخجل وهبطت من السياره وخطط خطوتين ثم عادت إليها مره آخرى تسألها
— الدور الكام والشقه رقمها أيه وهاتي رقم موبايلك علشان يبقى معايا
اجابتها جميله وهي معجبه بتفكيرها تجيب على جميع اسئلتها — الدور الخامس شقه 39 وأملاتها رقم هاتفها
سارت كهرمان وهي تشعر بانقباض في قلبها لا تعرف لماذا ولكنها توكلت على الله و صعدت بالأسانسير إلى الدور الذي تقطن به الشقه وقفت أمام بابها تأخذ شهيقا وزفيرا تغمض عينيها وتسمي الله وقبل أن تضرب الجرس وجدت الباب يفتح لها قابلتها روحيه بترحاب يثير الاشمئزاز قائله:
— أخيرا يا سنيوره وقعتي في إيدي نظرت لهم كهرمان وعلى وجهها ابتسامه تحاول أن تظهر طبيعيه قائله:
— واديني جيت لك أهووو هتعملي أيه يعني وكنت عايزه جميله ليه ما أنتى واقفه بصحتك اومال مش مغمى عليكى
أجابتها روحيه بوقاحه معهوده عليها
— الف بعد الشر عليا .. دى حيله علشان أكثر مناخيرها هي وامها المغرور اللي مفكره ان مفيش حد زيها .. بس مدام بعتوكي انتى وبنتها من بنت أختها مش هتفرق كثير
هزت كهرمان راسها قائله
— هي مين اللي بنت اختها وايه اللي مش هيفرق كثير.
اقتربت منها روحيه تمسكها من ذراعيها تهزها بشده وتقربها عليها بعنف قائله
— ما هي ماشيه تقول في كل حته انك بنت أختها وزي ما كان ابني هيغتصب بنتها وياخد حقه بالطريقه اللي تريحه وترد له كرامته وأخليها تيجي هنا تبوس جزمتي علشان أوافق.. بس بما إنك انت اللي جيتي لي أنا جايبه لك ناس بقى أيه وصايه كم ست كده محترمين ولاد بلد هيعجبوكي قوي.. عشان يا حلوه يحلقوا لك شعرك ويدوك الطريحه التمام عشان تبقي تعرفي تمد أيدك على ستك روحيه..
وتابعت بسخريه وقحه
— مش اللي بيعرف انه جاي له ضيف بيهتم بيه وباستقباله.. وأنتى من ساعه ما رديتي على التليفون وانا اتصلت على النسوان عشان يجي يربوكي صح..
شعرت كهرمان برجفه في أوصالها ولكنها قررت أن تدعي الشجاعه قائله :
— وأنتى مفكراني أن أنا بنت أختها صحيح.. لا يا حبيبتي ده أنا جيباها من تحت قوي.. ولو فاكره إنك هتقدري عليا تبقي بتحلمي أنتى وحتة خلة السنان اللي انت مخلفاها ومحسوبه على الرجاله والسلام..
اغتاظت روحيه من استخفاف كهرمان بسطت يدها وجاءت تهوى على وجنتيها ولكن قبل أن تصفعها استمعوا إلى صوت جرس الباب
بدون نخوه كان يستمع لحديثهم شبيه الرجال المدعو باسم ذهب يفتح الباب قائلا
— اتفضلوا مدام روحيه مستنياكم جوه
اقبلت عليها النساء قائله:
— إزيك يا مدام روحيه فين البنت اللي حابه اننا نربيها لك
كانت كهرمان توليهم ظهرها تعلم إنها سقطت في فخ أقل ما يقال عنه انها ستقتل وتقطع أربا على يد معدومى الضمير..
استدارت جراء عنف تلك المتوحشه التى تقبض على خصلات شعرها التفت لهم وجدت سيده تجذبها اليها هاتفه بسوقيه
— مزعله ستك روحية لي يا بت
أرادت أن تبث الرعب في قلبها اكثر دفعتها بقوه نحو اثنين من النساء الذين أتوا معها، ولكن كان القدر رحيم معها تلك المره قبل أن تلقى باوامرها على النساء جحظت بزهول عندما تعرفت عليها..
صرخت فيهم بأن يبتعدوا عنها
— أوعى أيدك تلمسها يامره منك ليها..
واقتربت منها تسالها باستسفسار
— أنتي أيه اللي جابك هنا ياضي عيني
أتبدل حالها من النقيد للنقيد وهى تحدثها بنبره لينه تمسد على وجنتيها بود
— أنتي بتعملي أيه هنا والست البومه دي عايزه منك ايه.
نظرت لهم روحيه باندهاش وقبل أن تجيب عليها كهرمان صاحت روحيه بصوت عالي
— أيه يا اختي الحنيه دي وانا جيباكي تضربيها وتكسري عضمها وتربيها ولا تقولي لها ضي عيني.. مالك يا مره أنتى انخبلتي ولا أيه.
اقتربت منها جمالات تصيح هى أيضا بصوت عالي
— بقول لك يا وليه انتي اتعدلي معايا الله فى سماها اسويك بالارض دي الغاليه بنت الغاليه وأنا هاكلك بسناني دلوقتي على اللي كنت ناويه تعمليه فيها
ثم حاوطت كهرمان من كتفيها تحدثها بعطف
— تعالي يا كهرمان يا قلب خالتك قولي لي فى ايه
اقتربت كهرمان منهم بشجاعه تنظر الى روحيه وباسم الذي تظن انه فعلها على نفسه وهو يقف يرتجف من الخوف وبدأت في سرد ما حدث بين جميله وباسم وحين انتهت ذهبت جمالات ل روحيه تجذبها من تلابيب ملابسها قائله بتوعد
— اسمعي يا وليه يا شرانيه أنت كهرمان دي امها كانت حبيبتي وست الستات وست كُمل مفيش منها على وش الارض وياما ساعدتني انا وجوزي الله يرحمه ومن يوم ما مشيت من بيتها وانا قلبت عليها الدنيا ومعرفتش اوصل ليها.. ده انا اللي هاكل مصارينك لو فكرتي بس تعملي فيها حاجه انت او الحلوف ابنك .. يكون فى معلومك انا هخلي اللي ما يشتري يتفرج عليك ..
حولت نظرها ل كهرمان تستفهم منها
— عايزه تعملي فيها أيه يا كهرمان
طلبت منها كهرمان وعلى وجهها ابتسامه سعيده متشفيه
— نفسي تدخل السجن ياخالتي جمالات علشان الناس تترحم من شرهم وآذاهم هي وكل اللي زيها أنا عمري ما اتخيل ان اللي حصل لي يحصل لحد ثاني.
ابتسمت جمالات وهي تخبرها بعقاب ربنا لزوجة اييها وأخوها:
— هو أنتى معرفتيش أيه اللي حصل لمرات أبوكى واخوها.
هزت كهرمان رأسها بالنفي
— لأ معرفش عنها حاجه مش .. ومش عايزه اعرف.. أنا من يوم الحادثه وأنا بتعالج عند أهل البنت اللي الست روحيه كانت جيباها عشان ابنها يغتصبها وتنتقم منهم علشان زعلانه انهم رجعوا فلوسهم اللي كان ابنها النصاب ناصب بيها على خطيبته .. ومعجبهمش ازاي ان البنك اللي كانوا بيسحبوا منه يتقفل في وشهم .. عملوا حيله وخدعه ان العقربه دي بتموت وهو مش معاه فلوس يعالجها وعلشان اللي كانت خطيبته دي بنت ناس وبنت أصول كانت جايه عشان تجيب له الفلوس وانا مرضيتش اخليها تطلع لأني كنت حاسه بغدره بس الحمد لله ان انا شوفتك. ..
ابتسمت جمالات لما سمعته من كهرمان قائله
— لا يابنتى الناس دول بقوا كتير خدى بالك منهم.. بس وغلاوتك انا لازم اعمل لك الواجب معاهم واعمل لك فيهم اللي كانوا ناويين يعملوه في بنت الأصول ويغدروا بيها
قالتها وهى تقترب من روحيه وتقبض بقسوه على خصلات شعرها بعنف وباسم يصيح كالنساء، وقبل أن يكثر من الصراخ اقتربت عليه السيدتان امسكوه واجلسوه عنوه على المقعد آمرين أياه بالصمت
هبطت جمالات بكفيها تضرب روحيه ضربا مبرحا تدفعها بين يديها ككرة البينح بونج وهي تتحدث مع كهرمان التي تجلس على المقعد تشاهد بسعاده
— اسمعي يا كهرمان مرات أبوكي اتخانقت في السجن مع واحده بنت كار زي وطبعا يا حبة عيني ما استحملتش ماتت وخلصنا منها وابن الحرام أخوها كان متوصى عليه جامد من حد من الناس الجامده بعد ما اتحبس لقوا معاه مخدرات جوه السجن اتحاكم وزادت محاكمته سبع سنين يعني ان شاء الله هيموت جوه
استرسلت بغبطه
— شوفتى يا بنت الناس الطيبين الخير اللي أمك عملته قعد لك ازاي
كانت تتحدث وهي ما زالت تضرب روحيه عده ضربات مبرحه تكاد تفتك بعمرها
_____________
في نفس الأثناء شعرت جميله بالخوف على كهرمان اتصلت على أصلان الذي كان يركب سيارته لكي يذهب ليصطحب كهرمان بنفسه ويعد لها مفاجاه رومانسيه لكي يسعدها وجد أخته تتصل به كثيرا اجاب عليها بحنو:
— نعم يا جميلته الجميلات
صدح صوتها قائله بخوف
— الحقني يا أبيه كهرمان طلعت فوق وأنا معرفش عنها حاجه
بغضب وصوت عالي هدر فيها اصلان
— فوق فين ومتعرفيش عنها حاجه من إمتى
أجابته تقص عليه ما حدث و أثناء حديثها وجدته ياخذ اليوتيرن لكي يصبح أمام المبنى التي توجد فيه زوجته فى لمح البصر أوقف السياره بقوه جعل مكابح السياره تصطدم بالأرض تصدر صوت يبث القلق في قلوب جميع من يصصطف مقابلا له..
هرولت عليه جميله قبل أن يهبط من السياره، ازاحها بعيدا عن باب السياره وركض الى البنايه وخلفه اخته جميله، لم ينتظر الاسانسير فهو يعلم هوية الشقة، دفع بابها بقدمه لم يفتح ظل يضربه ويصيح باسمها بغضب..
استمعت كهرمان لصوته الأجش هرولت تفتح له ، عندما رآها سحبها في أحضانه يتنعم بسلامتها وبنمعة وجودها في حياته، اخرجها من صدره يحتضن وجهها ويتفقد جسدها يسائلها بخوف
— أنتى كويسه فيكي حاجه طمنيمي عليكي عملوا فيكي حاجه …..
ابتسمت له بحب مردفه :
— محدش عرف يعمل لي حاجه..
تمسكت يده وتابعت تطمئن خوفه
— تعالى بس عندي ليك مفاجاه حلوه
دلفت به الى الداخل ومن خلفه جميله د، وجدوا روحيه مكبله الأيدي والقدم ويظهر عليها علامات الضرب المبرحه، أما باسم وجدوه أصلع أثر حلقهم لشعره ويضعون له مساحيق التجميل مثل الفتيات ويرتدي جلباب من ملابس والدته
ضيق أصلان ما بين عينيه يسألها باستغراب
— مين دول وعملوا فيه كده ازاي وانت تعرفيهم منين…..
اقتربت منه جملات بسعادة ترحب به :
— انا هاقولك يا بيه انا اسمي جملات.. تعرفني منين انا كنت بشتغل عند جدتها أم مامتها من وأنا عيله وأمها الله يرحمها ياما وقفت معايا.. انا مضعتش ولا بقيت المعلمه جملات اللي الناس بيأجروها عشان تاخد حقهم من اللي ظلمينهم غير لما ام كهرمان ماتت.. مكنتش بتعاملني على إنى شغاله عندها لا كنا بناكل في طبق واحد وكانت بتنيمني جنبها كانت زى اختى واكتر
ولما سمعت اللي حصل ل كهرمان انا خليت صحبتي قامت مع مرات ابوها بالواجب .. واهووو ربنا خلصنا منها وانكشحت ماتت وريحة الدنيا من شرها.. لسه فاضل المخفي اخوها ليه روقه هو كمان وهخفيه من على وش الدنيا خالص بس الصبر حلو .
اقترب أصلان منها وبسط يده لها والسعادة ترفرف بقلبه أن كهرمانه لم يطولها أذى مد يده يصافحها قائلا:
— اهلا يا معمله جملات أنا سعيد جدا بمعرفتك اللي اتمني متكونش آخر مرة وقصري مفتوح ليكي في أي وقت ولو تحبي ترتاح وتبطلي شغل أنا مستعد اشتري لكي البيت اللي تشاورى عليه والمرتب اللي تحدديه علشان خاطر جدعنتك مع مراتي أراد ان يُسمع الجميع كنيتها وهو ينسبها زوجه له..
بينما كانت كهرمان سعادتها لا يضاهيها شئ بهذا الكون
اجابته جملات بامتنان قائلة:
— لا يا باشا أنا معرفش ابطل الشغلانه دي بقى لي سنين فيها و بيوت كتير مفتوحه من ورايا .. الحمد لله ان كهرمان زي الفل وربنا سترك في اختك وانا من وقت للتاني هبقى آجى أزور ست البنات .
هرولت اليها كهرمان تحتضنها قائلا:
— ان شاء الله حضرتك تنوري في أي وقت
وارتمت في احضانها يبكوا الاثنين على ذكرى غاليتهم
كان اصلان ينظر ل روحيه وباسم بتوعد انه سينتقم منه أشد إنتقام، دث يده فى جيب جاكيته واخرج من جيبه دفتر شيكات وضعه أمامهم واشار ل جملات
— لو سمحتي فُكيهم عشان يمضوا على الشيكات دي علشان يتعلموا بعد كده ان الغلطه في السجن على طول.
هزت جملات رأسها بطاعة واقتربت من روحيه تفك وثاقها واشارت الى السيدات تأمرهم
— وانتم الاثنين في فكولى الحلوف ده..
كانت تتحدث وروحيه تهز راسها بطاعه فقط
لكزتها براسها تقول بسخريه
— ايه القطه كلت لسانك
امتثلوا لأوامر أصلان ووقعوا على الشيكات في صمت وتركوهم الجميع وهبطوا وتركوهم ينظرون الى بعضهم في حاله صدمه.
____________
صاح باسم بصوت غاضب
— انت اتجننتي ياما .. أديني مشيت وراكي وشوفي أيه اللي حصل لنا فهميني هنروح فين بعد ما كل حاجه راحت ..
ظلت تبكي وتنوح قائله
— ده بدل ما تقوم تجيب لي دكتور علشان يشوف أنا جرى لي أيه.. اهووو احنا كده مش هنعرف نقرب منهم تاني.. اتصل لي على الدكتور يجي يشوفني يا موكوس جسمي كله بيتقطع من الوجع.
اشاح لها بيده في وجهها قائلا:
— اطلبي انتي دكتور من الفلوس اللي انتي مكدساهم على قلبك وابعدي عني خالص وملكيش دعوه بيا
تركها تتوجع وذهب الى غرفه الحمام ليزيل أثر ما فعلوه به النساء.
اما هي ظلت تتمتم و تسبه وتلعنه وتدعي عليه أن يفارق الحياه.
______________
اما في نفس الأثناء باسفل البنايه يقف أصلان بجوار المعلمه جملات يهتف بامتنان
— انا متشكر جدا على معروفك ده مش هنساه طول ما انا عايش.. واسمحى تتفضلي اوصلك بنفسي مكان ما تحبى..
ابتسمت له بهدوء وهي تشير الى السياره التي تقف بعيدا عن البنايه قائله
— العربيه دي بتاعتي واللي فيها ابني وهنمشي دلوقتي خلي بالك انت من كهرمان ومن اختك وانا اخذت رقمها وان شاء الله هبقى على تواصل معاها على طول
ودعها الجميع وتركتهم وغادرت .
اما هو تبدل حاله من الهدوء الى الغضب ونظر لهم الاثنين واشار الى سيارته أن يصعدوها وهو يشد عنوه مفتاح سيارة اخته من يدها وألقاه الى السائق الذي كان معه، آمرً أياه ان يأخد السباره للقصر..
ذهب هو ليجلس خلف على عجله القياده ينتظرهم ، بينما الفتيات تتناقش على من سيركب في الأمام جواره ومن بالخلف خوفا من نوبة غضبه، وبالاخير استسلمت كهرمان وركبت هي بجواره..
أدار مكابح السياره وهو ينظر الى جميله في المرآه ويحول نظره الى كهرمان قائلا
— عاوز اعرف كل اللي حصل
صمتت كهرمان وبدأت جميله بسرد ما حدث، كان سعيد بموقف زوجته والتي تضحي من أجل أخته ولكنه لم يظهر لهم هذا وصاح بصوت غاضب
— ده على أساس ان أنا مش موجود في الدنيا
اندفع الاثنتين في صوت واحد قائلين:
— بعيد الشر عليك.
اندفع بغضك يزجرهم
— مش عاوز اسمع صوت واحده فيكم من دلوقتي لحد ما أنا اللي اطلب منها اني اكلمها
اخذت الفتيات تبكى في صمت حتى وصلوا الى القصر أرادت كهرمان أن تهبط من السياره
صاح عليها بغضب وصوت خشن
— أنتي رايحه فين.. هو انا سمحت لك تنزلى.. هو مش إحنا في زفت معاد بينا .. اركبي
ثم نظر الى جميله قائلا بتهكم
— أما انتي بقى اتفضلي شوفي صفاء هانم هتعمل فيك ايه لان كل اللى سيادتك حَكيتيه أنا سجلته لها فويس وبعتهولها وانتى بتحكى لى وهي استلمته قولت اوفر عليك و متعبكيش في إنك تقعدي تحكي لها من تانى كفايه عليك التعب اللي هتشوفيه من عقابها ليكي أتفضلي انزلي….
بخ كلماته بسخط لو لديه متسع من الوقت لأفرغ شحنة غضبه بها..
هبطت وهو انطلق مندفعا بسيارته
_____________
انهمرت دموعها أكثر خوفا من رد فعل والدتها وصلت بخطوات بطيئه ثقيله وهي تتخيل أكثر من سيناريو ستفعله معها والدتها.
وجدت شادي يجلس مع والدتها ينتظرها والغضب يسيطر عليه كانت لا تعلم هل تطمئن لوجوده أم هيئته هذه تبث القلق داخلها ايضا اقتربت منهم وهي تتحلى بشجاعه كاذبه هاتفه
— شوف بقى أنا عارفه إنكم زعلانين من تصرفي واني كان ممكن أضيع بسبب عدم تفكيري لكن أنا بعتذر منكم
قالتها باسف وهى تثبت نظراتها على والدتها تقترب منها بتهدل
— انا آسفه يا أمي وصدقيني آخر مره هعمل أي تصرف من وراكي
قلبت صفاء شفتيها السفلى وهي تهز راسها بغضب واشمئزاز تقف أمامها وتربع يدها حول صدرها تسالها باستخفاف
— معلش لامؤاخذه بتعتذري عن ايه يا قلب ماما هو أنتى خبطت فيا وأنت ماشيه ومش واخده بالك .. ولا أخذتي فستان من فساتين الاستيب بدون استئذان .. ولا لبستي توب حمالات وخرجت بيه تستعرضى قدام صحباتك. معلش بتعتذري عن ايه انتي اتجننتي..
هاجت صفاء تسترسل باستهجان والغضب سيكر عليها
— أنتي كان شرفك هيضيع ويغتصبك وهنا كان لازم أنا وأخوك نحط راسنا في الطين لانه مكانش غصب عنك .. الناس ملهاش دعوه ولا القانون انتى اللي كنت رايحه ليهم برجليك .. يعني كان لازم انا واخوك نطاطي ليهم علشان ما يفضحكوش.. وفي الاخر جايه تقولي أنا آسفه أحب اقولك ان اسفك ما يلزمنيش
وأنهت حديثها بصفعه قويه هبطت على وجنتيها كشرارات من قعر جهنهم، جعلت شادي ينتفض من مكانه على أثرها يهرول اليهم ويسحبها من أمام والدتها التي شعر إنها ستأكلها بأسنانها، وقفا في منتصفهم يحجب جميله عن والدتها تبكي بقهر وهى تضع كف يدها على وجهها أثر صفعت والدتها…..
حاول شادي أن يهدئ الأجواء بينهم قائلا
–خلاص يا طنط هي كويسه والحمد لله ربنا حفظها لينا ومعلش انا مسمحش ان حد يمد أيده على خطيبتي.
دفعته صفاء بعيدا عنها قائله بحنق
— بقولك أيه الأفلام العربي الهابطه دي أنا مبحبهاش .. والله و لو حتى مراتك وغلطت غلط كبير زي ده أنا هعاقبها بالطريقه اللي تريحني.. وبعدين خطيبتك منين أنت كمان
ضحك شادي وهو ينظر لها بنظرات ذات مغزى
— يا طنط أنا مش لسه طالبها منك وأنت موافقه وقلتى مش هتلاقي ليها عريس احسن مني لحقت تغيري رأيك
اجابته باقتضاب
— اه غيرت رايي ومش هجوزها لك وتركتهم وصعدت الى غرفتها..
جلست جميله على المقعد خلفها تبكي بحرقه وتنظر الى شادي قائله:
— ماما أول مره في حياتها تمد إيدها عليا
حاول أن يهدئ من روعها قائلا
— لان انتي أول مره في حياتك تغلطي غلط كبير زي اللي انت غلطتيه ده.. انت عملتي تصرف مكانش ينفع بنت مسؤوله من عيله زيك تعمله
رفعت قامتها تنظر له قائله
— صدقني انا مكانش قصدي بس هو اللي فضل يتحايل عليا وقال لي ان طنط كانت تعبانه ومحتاجه الفلوس ضروري.
نظر لها وهو يحتضن كف يدها قائلا — اللي حصل حصل وخلاص وده يعلمك انه اول واخر مره تتصرفي تصرف من دماغك من غير متفكرى في العواقب .. ويلا بطلى عياط و قومي اغسلي وشك علشان عاوزين نتكلم في تفاصيل كثير لخطوبتنا
ابتسمت أومأت له بطاعه وذهبت لكي تغتسل وتهدا لكي تستطيع الحديث معه….
عادت بعد ما يقرب من نصف ساعه مبتسمه بدلت ملابسها لأخرى مريحه، أطلق هو صفيرا يغازلها به هاتفا
— طول عمرك قمر وبرنسيس
بادلته الابتسامه بمثلها وجلست امامه وهى تمازحه بكلمات محببه الى قلبه قائله
— تعرف ان أنا مبحسش أنى أنثى مكتمله ولا ليدي وبرنسيس زي ما أنت بتقول الا في عينيك ..تعرف انك الوحيد اللي بيحسسني ان بنت مكتمله ما بينقصهاش حاجه في الدنيا خالص..
احتضنها بعينيه يعترف لها بعشقه الذي يكن لها في قلبه منذ كانوا اطفال صغار قائلا :
— طول عمري بشوفك أجمل بنت في الكون ..ووطول عمري بحس أنه محظوظ قوي بيكي اللي هتكوني نصيبه.. كنت بسأل ربنا معقول حبي كله ليها قد كده قليل عشان كده ربنا يرزقك بحد غيرى. بس اكتشفت في الاخر ان محدش حبك قدي ولا هيحبك زي ما أنا حبيتك..
كلماته جعلت قلبها يرفرف بسعاده من اعترافه لها بقيمتها عنده واردفت:
— انا طول عمري متاكده انك بتحبني بس بالشكل ده مكنتش متخيله.. بس اللى محيرنى ليه سكت الفتره دي كلها وكنت هتخليني اروح لشخص مش آمين عليا.
اجابها بوجع وصوت خرجت حروفه ثقيله عليه وهو يتهرب من عينيها ويشيح بوجهه الى الجهه الاخرى حتى لا ترى ضعفه مردفا
— علشان كنت شايف في عينك لمعه الحب لراجل وده اللي سكتني خلاني ابعد.
بسطت يدها تمسك وجهه لكي تدير وجهه لها وترى عينيه، هزت رأسها بنفي
— كنت غلطان يا شادي أنا عمري ما حبيت ولا هحب غيرك يمكن مكنش واضح ده ليا وكنت محتاجه موقف زي اللي حصل علشان اتأكد ان انا فعلا بحبك وانك الوحيد اللي حبه اكمل حياتي معاه.. اوقات انا وفي بنات كثير زيي بنبقى تايهين في دوامه مش عارفين احنا بنحب مين او مين بيحبنا . رضا من ربنا على أي بنت لما بجد بيظهر ليها حب الراجل الحقيقي في حياتها وده اللي حصل معايا يمكن كان حبك تايه جوايا ومش عارفه أوصله لحد ما حصل مواقف كثير من بدايه خطوبتي بالزفت باسم وانت مساندني واقف جنبي.. كنت شايفه قد ايه انت متحمل الم ووجع وبعدت عن أبيه أصلان وعن بيتنا اللي انت متربي فيه علشان بس ما تصادفش انك تشوفه هنا .. صدقني انا كنت غبيه وحماره ومبفهمش حاجه وكنت محتاجه القلم بتاع صفاء ده من بدري..
ظلت تعد على أصابعها عدت صفات تنعت نفسها بها حتى ضحك عليها شادى واطبق على كفيها ودنى منها يطبع قبله عليهم واستقام واقفا يسحبها من يدها قائلا:
— تعالي نطلع نعتذر لطنط على اللي انت عملتيه فيها قبل ما امي وسيدات الاعمال والجمعيات الخيريه هيكونوا هنا بعد 10 دقائق عشان الاجتماع
كان يتحدث وهو يسير بها للأعلى سحبت يدها من قبضة يده ووقفت بقلق تخبره:
— أنت مش فاهم صفاء مستحيل هتسامحني وعشان كده أبيه متكلمش معايا وكنت مندهشه من سكوته طول الطريق ومفهمتش قصد كلامه انه سلمني ليها تسليم أهالي الا و احنا قدام القصر وهي كمان أول مره تضربني وأنا زعلانه منها وبعدين بصراحه اكثر انا خايفه اطلع انضرب ثاني.
اقترب منها وهو يطبق على ذراعيها بكفيه يحدثها بهدوء وحنو قائلا:
— اهدي اطلعي تعتذري منها وانا معاك .. متأكد انها لو كانت عايزه تضربك ثاني كانت ضربتك مش هتستنى لما تطلعي تعتذري منها وتضربي.. انت نرفزتيها وكان لازم تعاقبك على الغلط الكبير اللي عملتيه .. انت كنت هتضيعي نفسك ومش هنتكلم في الموضوع ده تاني على فوق بدون معارضه
سارت معه بقله حيله صعدوا الدرج وهم يتبادلون النظرات هي خائفه وهو يطمئنها حتى وقفوا امام باب غرفتها طرق هو الباب امرت لهم بالدخول دلف وهو يطبق على كف يدها يمدها بالقوه ثم اراد ان يلطف الجو قائلا :
— شوفي بقى ياحماتي المستقبليه بنتك اعترفت بغلطها وجايه تعتذر منك وتبوس دماغك
لم تجيب عليه صفاء حتى اقتربت منها جميله تقف امامها مردفه
— انا اسفه يا امي وصدقيني اخر مره يحصل مني تصرف متهور زي ده.. سامحيني علشان انا مش هقدر على زعلك ابدا
وانحنت تقبل راسها
استقامه صفاء فاحتضنتها وظلت تبكي وتشدد من احتضانها قائله:
— انا بحمد ربنا اللي حفظك لي ولنفسك ولاخوك اللي مكانش هيستحمل فيكي شكه الابره .. انتى تصلي ركعتين لله وتشكريه على نعمة الستر.
هزت جميله راسها بطاعه وهي تجفف دموعها هي الاخرى
— حاضر يا امي بعد اذنك
واخذت شادي وغدروا
اما هو جفف دموعها قائلا :
— اطلعي ارتاحي شويه لحد ما أنا اكلم أصلان ونتفق على كل حاجه وخصوصاً معاد خطوبتنا ونرتب سوى.
هزت رأسها بالموافقة و ودعته ودلفت الي غرفتها وهو غادر القصر وسعادة الكون يمتلكها بين يديها……
✨✨✨✨✨✨
في نفس الأثناء كان اصلان اعد مفاجاته ل كهرمان مسبقا والتى دهشت من ان الفيلا جاهزه من كافة الأشياء ولا تحتاج الا لطلتها الانثويه
لم يتحدث معها إلا بالقليل عندما اشار لها قائلا
— فى أول دور تانى جناح عاليمين بتاعنا وهتلاقى كل حاجه هتحتاجيها..
ألقى كلماته باقتضاب وانصرف قبل ان يطولها غضبه..
دلفىمكتبه يعمل منذ لحظة وصولهم، اما هي اخذت تدور في ارجا، الفيلا بحزن من مخاصمته لها، ملت من المكوث بمفردها دلفت الي المطبخ وأمسكت هاتفها تعبث به اتصلت بجميلة وقصوا لبعضهم البعض ما حدث معهم وفي نهاية المكالمه سألتها كهرمان
— ايه الأكلة المفضلة ل أصلان استمعت لها وقبل انوتسالها جميله ما سبب سؤالها أغلقت الهاتف وظلت تبحث في المبرد على ما تبغيه لعمل وجبه يفضلها أصلانها، أخرجت أطباق لحوم وذهبت الي الميكرويف تفك تجميدها، ثم أتت ببعض الخضروات لعمل طبق سلطه شهى وبدأت في اعداد الطعام لهم حتى انتهت، ذهبت تعبث بالخزانه الموجوده بالجناح حتى وجدت مبتغاها أنتقت منامه سوداء بحماله رفيعة وبنطلون ستان ضيق ودلفت اليه في المكتب..
استمع لفتح الباب و لم يرفع عينه عن الحاسوب الذى أمامه ولكن رائحة عطرها النفاذه وصلت اليه تنعش حواسه، اقتربت منه تقف خلف مقعده بجرأه يكتشفها فيها لأول مره، بسطت يدها تدلك له رقبته وكتفيه الاثنين وتهمس في اذنه
— وحشتني………
رفع قامته ينظر لها وعلى وجهه ابتسامه عذبه كما نسى ما فعلته بمجرد لمستها له، أمسك كف يدها سحبها تجلس على قدميه يحتضنها يدفن وجهه في جيدها مردفا:
— صدقيني مش هستحمل يحصل لك حاجه تاني.. انت متهوره وحرام عليك اللي عيشتهولي من لحظه جميله ما حكيت لي لحد ما شفتك مكنتش عارف اعمل ايه لو كان في حد لمسك ثاني..
قالها واطبق على خصرها بشده وهي تشدد من التشبث بملابسه
تهمس بضعف
— أنا أسفه صدقني مش هتنفس نفس الا لما تكون عارفه.. ارجوك متزعلش مني
لم يمهل لعقلها لحظه للتفكير انقض على شفتيها…….
يطبع ختم ملكيته فوق شفتيها كانت تبادله عشقه وهجومه الضاري الكاسح لها، كانت تقرب رأسه لها اكثر تدفن أناملها بين خصلات شعره تصدر همهمات ضعيفه، كان هو يتنقل بطول رقبتها يطبع قبلات داميه عليها وكأنه يعلنها للجميع انها ملكيته الخاصه، شعر بضعفها واستسلامها وطلبها الكثير له، ابتعد عنها بهدوء قائلا
— آخر الاسبوع فرحنا
اندهشت من جملته قائله
— بس…..
قاطعها
— مفيش بس الا لو مش حابه تكملي حياتك معايا
دنت منه تختطف شفتيه في قبله تعترف له بعشقها وليس حبها، ترك لها زمام الأمور تفعل ما يحلو لها ابتعدت عنه عندما وجدته يعض على شفته السفلى برغبه غامت بها عيناه، ابتلعت لعابها بجفاف هاتفه بضعف
— انا بقول تعالى شوف الاكل اللى انا عاملهولك لك بدل ما انت هتاكلني انا …. وبخصوص الفيلا دي انا حبيتها وعجباني بعفشها ومش هغير حاجه فيها
ثم تابعت بإحراج
— أكيد طبعا هتقول عليا مجنونه ايه جاب اللحظه الرومانسيه اللى بينا للأكل والفيلا..
ضحك عليها وهو يطبق بكفيه على راحتها مردفا :
— مجنونه ليه ياحبيبة قلبي .. دى المفاجأة اللى كنتومحضرهاةليكى وبوظتيها انتى وجميله
سكنت بنظراتها تحتضن كل أنش بوجهه تهيم بغرام فى رجولته
عقبت عليه
— يعنى انت محضر كل حاجه وعمال تقولى هنتفرج على الفيلا ونختار الفرش
طلع قبله على باطن كفيها مردفا ربنا يخليكي ليا واقدر اسعدك.
قفزت من على قدميه وامسكت كف يده وسارت به خارج غرفه المكتب.
دلفوا غرفة المعيشة وجدها تفترش مفرش من القطيفه أمام المدفأه وترص عليه الوسائد الكبيره وصوت الموسيقى يصدح في أرجاء المكان بصوت هادئ وتضع الأكل والفاكهه عليهم تشير اليه أن ياتي معها .
حول نظره لها قائلا
— حبيبتي ليها في الرومانسيه ضحكت قائله
— والاكل كمان.. أنا ست بيت ممتازه .. ومعلش بحب اقعد اكل على الارض وحبه انك تشاركني العاده السيئه دي.
ضحك بصخب قائلا
— وليه عاده سيئه دى حتى تفتح النفس على حاجات تانيه…
ابتسمت بخجل وسارت معه تأكل وتنتظر رأيه في طهيها ولكنه كان يعلم انها تراقبه وغاضبه من عدم اهتمامه بطعم الأكل…..
تركت معلقتها في الصحن امامها وقالت بصوت عالي
— الحمد لله أنا أكلت.
رفع لها حاجبه قائلا
— كُلي كُلي يا حبيبتي دي حتى الطباخه دي ممتازه ما اكلتش اطعم من الأكل ده في حياتي إلا من ايد صفاء.
ضحكت وهي تلكزه في كتفه وتضع قطعه لحم في فمها وتشير له ان يشاركها إياها من فمها، لم يتوانى لحظه واحده واختطف قطعه اللحم بخاصتها وسحبها وحملها تجلس على قدميه يطعمها هو في فمها، ظل هكذا حتى انتهوا من طعامهم شاركها في حمل الاطباق وهو يمازحها مردفا:
— أنتي عارفه لو أعدائي في عالم البيزنس يعرفوا أنى انا بشيل معاكي الاطباق مكان الاكل كانوا عملوا ايه.. كانوا اخذوها نقطه ضعفي
نظرت له بتوجس قائلة:
— هم مين دول اللي ياخدوا عليك نقطه ضعف هاتهم لي وانا اوعدك اني اكلهم لك بسناني
وضعت ادوات الطعام في غسالة الأطباق وحين استدارت اصطدمت في صدره حملها وهي تلف قدميها حول خسره قائلا
تسلمي لي كاسندرا
سألته باندهاش من حالها
— وأنا أزاى بقيت كده معاك.. بحبك ومش عايزه ابعد عنك .. بقيت جريئه مش عارفه أيه اللي حصل لي وصلني للدرجه دي.. انا كأني واحده ثانيه غير اللي تربيت عليها.
نظر لها بحنان يبث لها صدق مشاعره ويوضح لها مقصده من حديثه:
— علشان لقيتي معايا الأمان اللي كنت مفتقداه والحب اللي كان نفسك فيه والعشق اللي انت حبه تعيشيه.. أنا ملاذك وانت جنتي..
انهمرت دموعها وهي تبكي بشده تلف زراعيها حول رقبته مردفه بعهد :
— ربنا يقدرني واخليك أسعد راجل في الدنيا ..
صعد بها الي جناحهم وضعها في الفراش واخذها بين احضان قائلا:
— يلا نامي علشان السهر مش حلو لأن شوشو شاطر وهيلعب بينا احنا الاتنين
ابتسمت له في خجل ودفنت وجهها في صدره وأغمضت عينها وذهبت في ثبات عميق…..
أما هو طبع قبله على رأسها داعيا الله أن يحفظها له:
— ربنا يخليكي ليا وأقدر أسعدك.. يارب مشوفش فيك حاجه وحشه ابدا يا رب..
اغمض عينيه ونام مطمئن لوجودها بجوار خافقه..
✨✨✨✨✨✨✨
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كهرمان)