رواية كهرمان الفصل السابع 7 بقلم ياسمين الهجرسي
رواية كهرمان الجزء السابع
رواية كهرمان البارت السابع
رواية كهرمان الحلقة السابعة
سبحان الله وبحمده ✨ سبحان الله العظيم
✨✨✨✨✨
نوفيلا كهرمان مسجله حصرى بأسمى ياسمين الهجرسى ممنوع منعا باتا النقل أو الاقتباس أو النشر فى اى موقع أو مدونه أو جروب او صفحه حتى ولو شخصيه من دون اذنى ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للمسأله القانونيه
✨✨✨✨✨
كل رجل في العالم لديه امرأة خلقت من أجله فقط.. أنها ليست أفضل من الآخرين لكنها الوحيدة التي يحتاجها حقاً.. وكل أمرأة أيضاً لديها مثل هذا الرجل.. لكن القليل من الناس المحظوظين يلتقون ببعضهم البعض….
✨✨✨✨✨✨
مع صباح يوم جديد كانت سمائه ملبده بالغيوم وتنذر سحابها عن هطول الأمطار الغزيرة والسيول الرعدية وتدوى أصوات الرياح تلاطم الأشجار وأورقه الطرقات أنه سيكون يوم قاسي البرودة..
في حجره اصلان لم يغفوا سوى دقائق معدوده لم تتعدى ساعه واحده، استقام وخطى خطوات بطيئه هزيله نتيجه عدم أخذ قسط كافي من النوم، أخذ ملابسه وذهب إلى حجره الحمام لكي يغتسل وينعم بشاور دافئ لعله يعيد له نشاطه، انتهى وهبط إلى الأسفل وجد والدته تنتظره على مائده الطعام هي وأخته “جميله” التي تجلس في الجهه المقابله لها ويظهر عليها التوتر، اقترب منهم وهو يلقي عليهم تحيه الصباح قائلا
— صباح الخير يا أمي
وانحنى يقبل رأسها وكف يدها
رتبت “صفاء” على كتفاه و الابتسامه تشرق وجهها ترد عليه التحيه
— يسعد صباحك بالخير يا حبيبي ويرضى عنك ويراضيك يا أصلان يا ابن قلبي.
التف محولا نظره الى أخته يتطلع لها باستفهام سائلاً :
— عامله ايه يا جميلة.
حاولت أن تغتصب ابتسامه لكي تظهر طبيعيه تجيب عليه:
— أنا الحمد لله يا أبيه.
هز رأسه بعدم اقتناع واكمل حديثه
— الحمد لله على كل حال بس أنتي شكلك تعبانه.
ردت عليه باندفاع وهي تعتدل في جلستها بارتباك
— أنا كويسه الحمد لله
وهربت من نظراته وهي تحدق والدتها بتوتر ، سرعان ما وارت عينيها بعيد ثم بسطت يدها أخذت كوب الماء ترتشف منه وهى تشعر بالخوف اذا ما حدث مواجهه بينهم..
لم ينال منظرهم استحسان “صفاء” ظلت تتنقل بنظراتها بين “أصلان وجميلة” ومن هيئتهم المرهقه يدور بداخلها سؤال واحد يثير فضولها كام تريد أن تعرف سببه :
— ممكن اعرف في أيه مالكم أنتم الاثنين وشوشكم ما تتفسرش ليه.
أجابها أصلان يطمئنها عن حالته
— أنا الحمد لله كويس يا أمي متقلقيش عليا..
ثم رفع قامته عن صحن طعامه يصوب نظراته على أخته بتهكم دب الرعب داخلها التي تعلم ان ما وراءها ينذر بخطر :
— بس من الواضح أن “جميله” هي اللي عندها حاجات المفروض تعرفنا بيها ولا أيه يا”جميله”
ومد يده يرتشف من فنجان قهوته مصلطاً عيونه عليها ينتظر ردها .
سقطت شوكة الطعام من يدها واشاحت براسها رأسها يميناً ويساراً
بنفي
— مفيش حاجه يا أبيه مخبياها عن حضرتكم
اجابتها والدته بحده بعض الشيء:
— أنتي متأكده يا جميله إنك مش مخبيه عننا حاجه وخصوصا اخوك.
لاول مره يرتفع صوت “جميله” على والدتها :
— قولت لحضرتك مفيش حاجه يا ماما.. هو حضرتك تخليي يبقى في حاجه بالعافيه.. حضرتك بقي كلامك غريب الفتره دي..
استقام أصلان بغضب وصدح صوته بخشونه يصيح باسم اخته
— “جميله” انتي اتجننتي علشان تعلي صوتك على أمك.. أنا ربيتك على كده ولا علشان هتتجوزي فكرتي نفسك كبرتي عليها..
انهمرت دموعها تنظر لهم بأسف وهي تعتذر منهم
— أنا آسفه يا أمى
لم تجيب عليها والدتها وأشاحت بوجهها إلى الجهه الاخرى..
حولت “جميله” نظرها الى اخيها تعتذر منه من بين شهقاتها
— آسفه يا أبيه .
ثم استقامه واقتربت من أخيها تعترف من بين دموعها
— أنا متأكده من أنك عارف كل حاجه.. بس صدقني مش عارفه اعمل أيه أنا تايهه ما بين قلبي وعقلي.. وبحاول بكل الطرق أنى احافظ على علاقتي ب”باسم” وأني أسس أسره سعيده مع راجل يراعي ربنا فيا وفي حياتي معاه.. لكن يا أبيه لأول مره أحس إني بتصرف غلط..
أشرأب أصلان يكور وجهها بين كفيه يخبرها بتعقل:
— مفيش علاقه صح بتتبني على طمع.. ولا حياه بتستمر على استغلال طرف للطرف الثاني.. لازم العلاقه تبقى ما بين طرفين متفقين انهم يأسسوا حياه سليمه على الموده والرحمه.. لكن مفيش بنت عاقله وبنت عيله كبيره زيك تتحمل مسؤوليه علاقه فاشله وتدفع فلوس لخطيبها عشان بتحبه أو عشان تخليه يحبها الحب مش بالعافيه….
وتابع يستكمل بمعنى آخر يريد أن يرسخ فى قلبها وعقلها أهميتها لديهم، حتى يزيل أى شوائب من المحتمل أن يكون خطيبها المحتال بخها بأذنها لتشويه علاقتها بهم..
— ياحبيبتى أنتى جوهره أنا تعبت عشان أفضل محافظ علي بريقها ولمعانها ولازم اللى تكونى من نصيبه يحطك جوهره فى تاج على راسه مش مداس فى رجليه.. مش أى حد بيعرف يقدر قيمة الجواهر.. يا حبيبتي أنتي غاليه قوي عندي ولازم اللي ياخدك ما يقللش من غلاوتك.. لازم تكونى أول اهتماماته تكونى بنته قبل ما تكونى مراته.. لو عاملك كده هتفضلى طول عمرك معاه متصانه وهتكونى معاه الأسره السعيده اللى بتحلمى بيها..
انحنى يكفكف عبراتها وطبع قبله على مقدمه رأسها واستطرد حديثه بقلب أخ حنون:
— مش عايز أشوف الدموع دى تانى.. أنا هعمل ليكي كل إللي أنتي عاوزاه بس فكري لأنك هتدفعي الثمن غالي قوي بعد كده..
هزت رأسها له بالموافقه وصعدت الى غرفتها بدون أن تتفوه بكلمه وهي تبكي على قلب أحبته بصدق وما نالت منه غير الكذب والخداع..
اقترب أصلان من والدته قائلا بشفقه على حال أخته
— لو سمحتي يا أمي اطلعي شوفيها واطمني عليها وطيبي خاطرها وبالراحه فهميها غلطها.. الحب مش بأيدينا بس للاسف دق قلبها غلط لإنسان ميستهلهاش ومينفعش نسيبها تواجه لوحدها لازم تحس بدعمنا مهما كان قرارها….
حدقته صفاء بحنق هاتفه بحده:
— سيبها وبطل تدلع فيها لحد ما تتعلم من غلطها.. آخر دلعك ليها هتضحي بحياتها بسبب قلبها الخايب ده.. سيبها لحد ما تعرف غلطتها وتفكر في حياتها وعايزه ايه تعمله.. علشان في الآخر هي اللي هتشيل مسؤوليه غلطها.
جثى تحت أقدام والدته وامسك كفيها لثمهما بحب قائلا بدعابه:
— يا أمى بلاش طبع أبوكِ جدى سياده اللواء خالد الالفي يطلع على جدتنا أنا واختى الغلبانه..
بنبره عطوفه استكمل
— خليكي جنبها وانصحيها لأن خطيبها مش سهل وأول حاجه هيعملها هيشوه صورتنا فى عينيها عشان يخلاله الجو ويستفرد بيها عشان يعرف يستغلها وياخد فلوسها..
استرسل بأسف
— للأسف اختى ماشيه وراه بقلبها لحد دلوقتي ساحب منها نص مليون جنيه وأنا مش عايز ازعلها.
انفزعت صفاء من حديثه مردده:
— حسبى الله ونعم الوكيل
وهزت رأسها بالإيجاب
— حاضر يا حبيبي ربنا يقدم اللي فيه الخير ويبعد عنكم ولاد الحرام
تنهدت بأسى ثم تابعت تسأله باهتمام
— المهم انشغلنا بموضوع أختك ونسيت أسألك طيارتك أمتى.
اغمض عينيه براحه كمان لو ان الرحله عبق عليه وانزاح من على قلبه يخبرها
— الرحله اتلغت علشان سوء الأحوال الجويه وهحضر الميتنج أونلاين من البيت.
ابتسمت له بعزوبه هاتفه
— كويس علشان زي ما انت عارف عقيقة بنت خالتك بكره وهاخد أختك معايا..
ثم غمزت له بمشاكستها المعهوده معه:
— مش كان زمانك دلوقتي أب وشايله أنا عيالك.
أخذ شهيق عميق واستقام ضاحكا:
— يا أمى أنتى مش بتزهقى.. أنسى بقى انتي عارفه أنا مش بفكر في الجواز.
ضحكت تقهق عليه قائله بمغذى :
— ان شاء الله تفكر قريب.. وتيجى اللى تخليك تغير رأيك..
أغمضت عينيها بسهو وافرجت عنهم بتذكير:
— على سيرة جوازك كنت هنسى الغلبانه اللى فوق .. خلي بالك من المسكينه دى علشان أنا هبات عند خالتك العقيقه بكره وفي تغيير شفتات للممرضات دلوقتي.. انا هطلع عشان اجهز نفسى..
ابتسم أصلان يهز راسه بيأس من حديث والدته الذي تلقيه عليه وتخلق أى مناسبه لتفكره بعزوبيته صاح بقلة حيله
— أنتي مالكيش حل يا امي.. ياابيض يااسود.. فى الطبع واخده طبع جدى اللواء خالد الالفي.. وفى الحنيه واخده طبع والدى رحمة الله عليه كان عنده حنيه تكفى مجره..
مط شفتيه كالاطفال يضيق عينيه وهى تشيح له بيديها هاتفه بتهكم:
— ماله جدك ياحبيبى كان عليه هيبه وكلمه مسموعه وكان عنده قلب بس بيشغل عقله مش بيسيب قلبه هو اللى يمشيه.. وانت فيك منه كتير فتش جواك هتلاقى جدك قاعد متربع جوه عقلك..
زفرت نفس بحراره متذكره زوجها المتوفى:
— ماهو برضو حسابات العقل فى بعض الأوقات بتضر عشان كده كان ابوك رمانة الميزان ليا كان بيقدر بقلبه يحتوى صرامة قراراتى اللى اتربيت عليها واللى لو كنت نفذتها كنت ممكن اخسر حاجات كتير..
مسدت على كتفه بحنو وتابعت
— عشان كده لما تيجى تشاور نفسك متتحيزش لقرارات عقلك بس خالى قلبك يشاركك ولو بنسبه بسيطه عشان لو عقلك قسى قلبك باللين يرجعك..
طبعت قبله على صدره داعيه له بصلاح الحال وغادرت..
تطلع أصلان لآثار يتمعن فى مفردات حديثها واستدار يدلف إلى مكتبه يباشر عمله..
✨✨✨✨✨✨✨✨
صعدت صفاء للطابق العلوي تستعد للخروج وقبل أن تلج إلى غرفتها سمعت صوت شهاقات بكاء ابنتها طرقت الباب وبعد أن أذنت لها “جميله” بالدخول أغلقت الباب خلفها وجلست بجوارها على الفراش تسألها:
— ممكن اعرف انتي ليه بتعيطي.
اجابتها جميله بعتاب ولوم:
— علشان حضرتك عارفه كل اللي بيني وبين “باسم” ومش بتدخلي رغم كل عيوبه وطمعه فيا.. هتخليني اتجوز شخص أنتِ عارفه أنى مش هرتاح معاه وحضرتك رفضاه بكل تصرفاته.. واللي قهرني أكتر إنك عارفه أن حماتي مش بتحبني وسيباها تبيع وتشتري فيا..
شهقت بشجن
— ليه يا أمي كده هو أنا مش بنتك.
بقلب أم تعشق ابنائها ولا تسمح لأحد أن يجرحهم ولو بكلمه هتفت :
— معاشت ولا كانت اللي تبيع وتشتري فيكي وانا عيشه عالدنيا ده أنا أنسفها من على وش الأرض نسف.. مبقاش صفاء الألفي أن مكنتش أخذ لك حباب عينيها قصاد كل دمعه نزلت من عينيك..
مسحت على وجنتيها تزيل الدموع المنسابه من عينيها هاتفه بحب
— يا خايبه ده أنتى بنتي ونور عيني وقلبي من جوه كمان.. ومستحيل اسيب شعره منك تتأذي بس أنا حذرتك منهم كثير وأنتي مش مصدقه.. قلت اسيبك تتعاملي معاهم وتكتشفي عيوبهم لوحدك.. وبرضو وأنتي تحت عيني يا قلب أمك.. سيبتك تفهميهم وتشوفيهم على حقيقتهم لاني كنت واثقه في تربيتك وان كرامتك وعزه نفسك أهم عندك من راجل خسيس زي “باسم”.. وبعدين أحب أقولك لآخر مره البشر نوعين نوع يحط الفلوس على دماغه لحد ما طمعه في الدنيا وفي اللي حواليه يدفنه بالحيا وده نوع خطيبك وأمه.. ونوع زينا وزي ناس كثير يمكن ما يكونش معاهم نفس الفلوس اللي معانا يحطوا المال تحت رجليهم فيعليهم ويعلى بيهم ويخافوا ربنا في تعاملهم مع الناس ويراعوا ربنا في كل حاجه بيعملوها.. وصدقيني النوعين دول من البشر ما ينفعش يكملوا بعض ديما هتلاقيهم ضد بعض.. وفي الاخر اللي معاه ربنا هو اللي بيفوز بالدنيا والاخره.. قومي يلا اغسلي وشك وسيبيها على ربنا وربك تدابيره كبيره وحكيم وانا متأكده أنه هيقف جنبك.
ارتمت “جميله” في أحضانها تبوح عن ما كان يغص داخلها :
— ريحتيني يا أمي أنا كنت خايفه ومرعوبه لحضرتك تكوني اتخليتي عني..
أخرجتها صفاء من صدرها واستقامت تبتعد عنها قائله بتهكم
— قومي يا خايبه اجهزي علشان نلحق ميعاد العقيقه بتاعة بنت خالتك.. واعملي حسابك هنبيت معاهم عشان خالتك متزعلش.. وشيلى الأفكار العبيطه دى من دماغك..
زفرت بتعب وهى تغمض عينيها من تخبط ابنتها ثم اشاحت لها بيدها وتركتها وغادرت لكي تستعد للذهاب هي الاخرى..
ابتسمت “جميله” براحه بعد هذا الحديث تشحذ عزيمتها على التغيير وحسن التصرف، نهضت من على فراشها وتوجهت لحجرة الحمام تغتسل وتستعد كما أمرتها والدتها وهي تحمد ربها داخلها انه رزقها بأم حنونه القلب عطوفه المعامله رزينه العقل .
✨✨✨✨✨
في نفس الأثناء كان أصلان يجلس خلف مكتبه يتابع عمله عبر حاسوبه النقال انتبه على صوت طرقات باب المكتب أمر الطارق بالدخول ثم رفع قامته لكي يعلم هويتها وجدها الممرضه ألقت عليه التحيه باحترام..
نظر إليها بقلق يتبعه تساؤل ولهفه في صوته
— كهرمان كويسه
أجابته تطمئنه باندفاع من هيئته:
— الحمد لله يا فندم هي كويسه وهتفوق كمان ساعه..
تنحنحت بتخوف
— بس أنا كان ليا رجاء عند حضرتك
اشار لها أصلان أن تكمل حديثها تحدثت وهي تتلجلج في نبرتها:
— كنت بستاذن حضرتك امشي قبل معيادي بساعه علشان ميعاد دكتور أمي وأنا عارفه أن ده ممنوع وان الدكتوره محذرانا.. بس أنا فعلا والدتي تعبانه النهارده وأنا محتاجه للشغل ده جدا لأن النهارده جلسه الغسيل الكلوي لأمي وزميلتي على وصول.. يعني حضرتك متقلقش من حاجه.. هي نايمه ومش هتفوق دلوقتي..
استقام أصلان واقترب منها متفهما ظروفها واخرج من جيب سترته حفنة نقود واعطاهم لها قائلا:
— اتفضلي الفلوس دي خليها معاكي علشان خاطر والدتك ولو حابه تغيبي بكره اتفضلي وأنا معها.. ومتخافيش هبلغ الدكتوره بنفسى وهخليها ما تتكلمش معاكي..
هزت رأسها خوفا من أن تستغني الطبيبه عنها قائله
— لا يا فندم أنا محتاجه اخرج ساعه بدري بس..
اشار لها بالموافقه قائلا
— اتفضلي
أومأت له بطاعه واثناء انصرافها من غرفة المكتب دلفت والدته وأخته.
ابتسمت صفاء الى الممرضه قائله:
— طمنيني يا بنتي على “كهرمان” عامله أيه دلوقتي وفاقت ولا لسه نايمه..
اجابتها الممرضه تطمئنه على حالتها:
— لا يا فندم هتفوق كمان ساعه لما زميلتي تيجي.. بس هي حالتها مستقره..
أومأت لها صفاء داعيه لهم بالتوفيق:
— ماشي يا حبيبتي ربنا يوفقكم ويشفيها يا رب هى وجميع ما خلق..
أمن الجميع على دعوتها وغادرت الممرضه وبقي ثلاثتهم بمفردهم..
اقترب أصلان من والدته
— خلاص يا امي ماشيه دلوقتي
هزت رأسها واشارت بكفيها
— أديك شايف هنمشي وهنسيبك مع “كهرمان” خلي بالك منها واوعى الشغل يسرقك وما تبصش عليها.. أنا معتمده على الله و عليك تطمني عليها كل شويه..
أجابها بطاعه
— حاضر يا أمي خلي بالكم انتم من نفسكم وسلميلي على خالتي..
ثم نظر الى جميله يوصيها على نفسها ووالدتها
— خلي بالك من ماما ومن نفسك السواق هيوصلكم وياخذ اجازه النهارده ويعدي يجيبكم بكره.. حرام يرجع تاني المسافه دي طويله عليه والجو مش كويس وهو بيته في نفس منطقه خالتي..
ردت عليه صفاء وهي تدعو له
— ربنا يراضيك يا حبيبي زي ما بتراضي الناس..
وانصرفت مغادره هي وابنتها.
✨✨✨✨✨
عاد إلى مكتبه لكي يستكمل عمله، لم يشعر بمرور الوقت إلا عندما شعر بألم في قامته وهو يحاول أن يرفعها بعيدا عن الحاسوب .
وجد صوت الطرقات يعلو على باب مكتبه وجدها العامله تخبره أن ميعاد انصرافها أذن…
سمح لها بالانصراف وهو يقول:
— اتفضلي بس شوفي طلبات الممرضه الأول قبل ما تمشي اللي عند “كهرمان” هانم.
احتلته الصدمه عندما اجابته العامله:
— للأسف يا فندم الممرضه لسه موصلتش وفكرت حضرتك عندك علم.
استقام فازعاً ودفع العامله بعيدا عنه بغضب يهدر بصوت عالي:
— يلا غوري من وشى لسه فكره تيجى تقولى الوقتى ده اسمه استهتار ..
تخطاها وصعد يركض الى “كهرمان” ليطمئن عليها وجدها تجلس على فراشها وهي تمسك في يدها مقص وتقصقص وسائد وشرشف الفراش، هرول اليها وسحبهم منها وألقاه بعيدا عنهم..
حاول أن يتعامل بهدوء معها، نظر لها بتساؤل
— جيبتى المقص منين
زاغت بعبنيها وهى تمط شفتيها باتجاه الكومدينو
فهم من اشارتها أن من الممكن الممرضه تركته سهوا، جز انيابه بغضب من هذا الإهمال ولكن تمالك أعصابه..
جلس جوارها وهو يربت على كفيها يهتف بحنو
— كنتى عايزه تعملي أيه يا”كهرمان”.
ضحكت بهستريا وهي تقف على الفراش تقفز إلى الأعلى تقول بهذيان
— كنت عايزه اعمل عروسه واخبيها من مرات أبويا علشان ما تعملش فيها زي ما عملت فيا
ثم سكنت مكانها قائله
— بس باظت وما عرفتش اعملها زي ما حياتي باظت بسببها..
كلماتها البسيطه مزقت نياط قلبه وهى تقولها بعفويه كالأطفال، شعر بشفقه على برأتها التى اغتالتها قسوة الأيام وجحود البشر..
انحنت كهرمان تكمش فايبر الوسائد وتبعثره في أرجاء الغرفه تحت صخب ضحكاتها وكأنها تلعب فرحه بتطايره حولها..
نهض “أصلان” يقف بعيدا يرمقها بدهشه من تقلب حالتها هدوء ثم غضب ثم ضحك ينظر لها برعب من تدهور حالتها..
ظلت كهرمان تلقى بحشو الفايبر وهى تصيح بالغناء
— عصافير الجنة يا توتة تعصرلك شهد التوتة . ترقصلك فوق شباكك وتزغرطلك زغروطة .. م التورتة اديها فتفوتة شيكولاتة بالبسكوتة ..
وناغيها يا حلوة ناغيها هتغنيلك ع النوتة .. مش خايفة ليه م الزفة من صغرك فاهمة وعارفه . عايزة الطرحة يا عروسة من وانتي يا دوب في اللفة……
صرخت برعب
— خلاص مبقاش ينفع زفه وطرحه وعروسه….
انهتها بضحكه هزيان مصاحبها دموع تسيل بقهر ليس له مثيل
يقف “أصلان” يغوص فى تفاصيلها باضطراب يدغدغ اوصاله خوفا من تقلباتها النفسيه..
أرهقت “كهرمان” وشعرت بحراره جسدها ارتفعت، نظرت له تسأله
— هو أنت مش حران أنا حاسه أنى حرانه وبدون وعى بدأت في نزع ملابسها وظلت بثيابها الداخلية..
كان يشاهدها “أصلان” وهو في حاله ذهول غير عاديه وقبل أن يستوعب ما تفعله وجدها ترمي بجسدها عليه وهو واقفا أخذته وسقطت أرضاً وما كان منه الا انه حاوطها بذراعيه بحمايه كى يتفادى ارتطامها بالأرض، انتشر شعرها حولهم بفوضويه جعله لا يرى سوى سحر عينها..
حاول أن يتمالك ضعفه أمام جمالها وأمسكها من منكبيها يدفعها بعيدا عنه، قبل أن يفقد السيطره على نفسه، ثم استقام يسحبها لكي تقف أمامه ونظر لها بغضب سيطر عليه وهو يشير على جسدها يهدر بصوت مرتفع
— أيه القرف اللي انتي عملتيه ده.. أنتى إنسانه مش طبيعيه ولا في وعيك ولا عارفه أنتى بتعملي أيه..
سحبها من ذراعيها يقف بها امام المرآه يشير لها على هيئتها قائلا بحده:
— شايفة منظرك عامل أزاى ده منظر وحده محترمه
الى هنا وتردد في ذهنها ما حدث لها وبسطت يدها تسحب من علي تسريحة الزينه شفره نسائيه تريد أن تقطع شريانها..
أمسك كف يدها وضغط على معصمها حتى سقطت الشفره من يدها وهي تصرخ وتدفعه بعيدا عنها، حاول تهدئتها أخذها في احضانه وخفقات قلبها تهدر بشده تصوب ضربتها فى صدره لتتحالف نبضاته معها تواسى ضعفها..
ظلت تبكي وشهاقتها تعلو تلفظها بحرقه تخرج من اعماقها وهى تتحدث بكلمات غير مترابطه هاتفه
— يا رب أنا عايزه أموت.. أنا انسانه مش كويسه أنت اكيد غضبان عليا أنا عايزه اروح لأمي.. انا مش عارفه ليه امي سابتني لناس وحشه زي دوول يعملوا فيا كل ده.. معقوله هى ارتاحت فى بعدى عنها.. طب جبتنى للدنيا ليه عشان الكل يقسى عليا.. هى كانت بتكرهنى ولا بتحبنى ماهو اللى بيحب حد مش هيسيبه ويمشى.. بس أنا عارفه انها كانت بتحبنى.. أنا هروح لها تاخدنى فى حضنها وتنسيني وجع الدنيا..
فاض بها الحزن والالم صرخه تلاها صرخه وهى تحاول أن تدفعه بعيدا عنها كى يتركها تلوذ بالهروب من حياتها بالانتحار، تتهمه بأنه مثلهم، ظلت تلكمه في صدره وهو يحاول تهدئتها والامساك بها، يضمها الى صدره بحمايه حتى سقطت مغشي عليها بين ذراعيه، حملها وأراد أن يضعها في فراشها ولكن مع الأسف كان غير مرتب، أخذها ودلف بها إلى غرفته وضعها في الفراش ودثرها بالغطاء ووقف يرمقها بشفقه يضع يده في خصره يحاول تهدئه أعصابه من فكرة انتحارها التي ظلت تتحدث عنها. وكل مدى يزيد يقينه ان زنزانة شوقه لها تقيد شعوره بالراحه وروحه تبحث عن وسيله لاطفاء احتراق مشاعره التى تحن لها، وضعها بهذا الشكل صعب أن اتأقلم معه، ليتك كنت بحال أفضل ما كنت تركتك للحظه قبل أن اسجنك داخل حصون قلبى لتتنعمى بمحبه وعشق لم يبصرهم بشر…
هذا ما حدث به نفسه “أصلان” ليختم به ظلام هذه الليله العاصفه..
✨✨✨✨✨
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كهرمان)