روايات

رواية كهرمان الفصل الثامن 8 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية كهرمان الفصل الثامن 8 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية كهرمان الجزء الثامن

رواية كهرمان البارت الثامن

كهرمان
كهرمان

رواية كهرمان الحلقة الثامنة

أن الله إذا أمن عبدا أنار بصيرته.
ولا تستنار البصيرة إلا بالحزن، ويرى المرء حقيقة كل شىء، حقيقة نفسه وحال قلبه وصحبه وأهله ، وحقيقة الدنيا على حالها، فيجعل الله من كل ذره حزن فى نفس العبد نوراً تضئ به بصيرته حتي يدرك هوان الدنيا.
♡♡♡♡♡♡♡♡
تحت سقف فيلا أصلان
بين حوائط غرفته تسكن فراشة قطعة من خافقة تسبح في الظلام تتخبط بين كوابيس الحياة، كان يشعر بأختنقها وعدم قدرتها على
التنفس وأنها تطلب الأغاثة، أقترب منها وأمسك كف يدها يحتضنه بحب ويدلكهما وهو يهمس بأسمها حتي استفاقت بفزع وارتمت في احضانة تتعلق في رقبته وتلهث كمن كانت في سباق طويل، يشعر أن أنفاسها تحرقه بلا هواده، يجاهد نيران الرغبه داخله حتى لا يفترسها، ارتفعت حرارة جسده من احتضانها شعر بنبضها يسمع دقات قلبها، حاول أن يهدئها حاوطها بذراعيه يضمها إليه أكثر يربت على ظهرها بحنان، شعرها الذي يكسو ظهرها كان رحيم به لأنه يعزل بشرتها المرمريه عن كف يده التي تجعله ينصهر، يعترف انه سقط في بئر عشقها ولا يجد سبيلا للنجاه، ضمها داخل صدره الضخم يتمني أن لا تفارقه باقي حياتة، سحبها من احضانه عندما شعر بحرارة جسده الذي يشتعل من رجفة جسدها، سقطت عينه على جسدها العارى سوى من قطعة ثيابها العلوية، انتفض واقفا عندما شعر أنها امتلكت جميع جوارحة، خطي بخطوات متلهفة يقف يفتح خزانه ملابسه ويأتي لها بمنامه من منامته الشتويه،..
عاد يجلس أمامها وشرع في فتح سحابة سترة المنامه ثم مد يده بها
يبتسم بعطف قائلا :
— يلا يا “كاسندر” البسي علشان انتى شكلك بردتي….
عندما سقط لقبها الذي ينعتها به لأول مره على مسامعها تصلب جسدها وانهمرت دموعها تشعر بوخزه في قلبها، تعالت شهقاتها وبكائها الذي يشعره بضعفه من تقلباتها النفسيه وتجعله مكبل الأيدي لا يستطيع التعامل معها..
بسط أنامله إلى وجنتيها يكفف دموعها المنهمره يسألها بقلق
— مالك ليه بس بتعيطي
رفعت رأسها تنظر له بشجن تهمس من بين شفتيها
— ماما الوحيدة اللي كانت بتناديني بالاسم ده وأنت فكرتني بيها..
أنهارات في البكاء على ذكرى أيامها الخوالى مع والدتها..
وضع كف يده خلف رأسها وسحبها دافناً وجهها في صدره العريض، لم ينطق سوي جملة واحده
— عيطي علشان ترتاحي..
ظلت تبكي بنحبب تتشبث به كالطفله احتوى ضعفها في حضنه حتى انفصلت عن العالم فى بحر من الدموع، حتى شعرت انها اكتفت من البكاء بعد ما يقارب النصف ساعة شعر بثقل رأسها وارتخاء جسدها، سطحها على الفراش وذهب يجلب أنينه البرفيوم ينثر عطره على وجهها حتى أستفاقت..
حاولت أن تعتدل في نومها، امسكها من منكبيها كي لا تنهض قائلا بحنو:
— خليكي مستريحه أنا هفضل معاكي الليله دي لحد ما تروحي في النوم وبعدها هروح أنام في أي غرفه ثانيه..
ثم تابع بمرح يهون عليها الآلام روحها
— قوليلى يا كاسندرا دلعك مميز ياترى عارفه .. بس مين اختارهولك بابا ولا ماما لان مش هيناديكى بيه إلا حد بيحبك عشان يختارلك ترنيمه مش هتليق باى حد..
ابتلعت غصتها ونهضت تجلس وأخذت منامتها ارتدتها وأغلقت سحاب منامتها تحاول أن تبتسم بين دموعه قائله
— أمى هى اللى اختارته وكانت بتنادينى بيه.. ماما كانت كل حياتى يومى مكنش بيكمل من غيرها.. من يوم ماجيت على الدنيا وهى محتوياتى بعطفها وحنيتها، كانت أقرب حد ليا كانت اختى وصاحبتي.. أمى كانت مثقفه وبتحب تقرأ وخصوصا فى الأدب اليوناني ومن هنا جه اسم دلعى اللى اشتهرت بيه النساء فى الأساطير اليونانيه واللى كان بيرمز لصاحبته بالقوه والجمال..
تتهدت تستمد الراحه من تلك الذكرى وهى تتحدث
— دلعتنى ب “كاسندرا” عشان كنت ديما فى عيونها شيفانى جميله ومميزه ومنتظرنى مستقبل مشرق.. كانت بتقولى انتى شخصيتك قويه رغم طيبتك اللى ممكن حد يفسرها ضعف بس العكس صحيح هى سر قوتك لان عندك اصرار وعزيمه انك تحولي ضعفك لقوه .. كانت ديما تقولى ان شخصيتى ايجابيه ومعطاءه وبتكوني مؤثره فيهم ..
اندهش أصلان لتبدل حالها لأول مره يسمعها تتحدث برزانه، أعجب بسيرة والدتها المؤثره فى تكوينها الأنسانى، ومدى جمال التنشئه التى تربت عليها لولا تلك المحنه لأصبحت ذو شأن عظيم، استفاق على صوتها تنادي عليه
أصلان .. أصلان
♡♡♡♡♡♡♡
خرجت الحروف عذبه غناء من بين شفتيها أسرت الباقى من لبه بتلك النبره التى لم يسمع احدا مطلقا يناديه بها مثلها، ود لو يقطف الحروف من على ثغرها ليتذوق بتمهل طعم كل حرف الذى حتما سيكون شهى بين خاصته..
كالمنوم مغناطيسي ذهب نحوها جالسا جوارها يقول
— أؤمرى واصلان ينفذ كاسندر..
قربه أخجلها واضرم مشاعر تحاول كبحها لاستحالة حدوثها
— لو سمحت عاوزه اطلب منك طلب واتمنى انك توافقني فيه.
ادار جسده إليها أكثر لكي يقابلها وعلى وجهه ابتسامه عذبه جعلتها تطمئن لما ستطلبه منه..
أردفت باستحسان لحالتها
— أنا حاسه إني بقيت كويسه ولو سمحت مش عايزه الممرضه تقعد بيا ولا الدكتوره تيجى مره ثانيه…
تنفست بعمق وتحدثت براحه
— صدقني كلامي معاك النهارده خلانى احس أني اتولدت من جديد. ارجوك قول لهم اني مبقتش محتاجه علاج.
بسط يده يمسك كفيها التي تطقطق اناملها من التوتر مرحبا برأيها
— وأنا موافق يا ست البنات .. بس لازم تقعدي مع الدكتوره جلسه على الاقل نعرف أيه المطلوب ونعمله.. دي حاجه الحاجه الثانيه ان شاء الله المحامي جاي الصبح علشان تمضي على أوراق الوكاله اللي هتتجوزي بيها من البني ادم اللي اسمه غريب علشان لما تحبي تبدأي حياتك تبقي على نور مع الشخص اللي هترتبطي بيه.
ازدردت لعابها بصعوبه وهى تنظر له بتساؤل تحاول ان تكبح لسانها الا يتكلم ولكنها تغلبت على ضعفها الدخيل عليها قائله
— وأنت تفتكر أن اللي هتجوزه مش هغشه.. يبقى فين النور اللي انا هعيش معاه عليه.
امسك كفها الاخر يضغط عليهم لكي تنتبه الى معني كلامه قائلا:
— شوفي “كاسندرا” أنا عارف ان اللي حصل ليك اكيد مش سهل ومش اي راجل ممكن يقبل بيه .. بس اللي أحب أقوله ليكي ان اللي حصلك دا كان غصب عنك يعني انتي مكانش ليكي علاقه بيه..
يا حبيبتي انك ما تقوليش للي هتتجوزيه عن اللي حصل ده هيبقى مش حرام عليك
وبكده هتبقي مطلقه اللي حصل ليكي سر بينا ومستحيل حد هيعرفه .. وصدقيني ان اللي هيتجوزك كسبان ومكانش يحلم بقمر زيك..
♡♡♡♡♡♡♡
ابتسمت وشعرت أن حديثه ما هو الا يطمئنها ويخفف عنها تطلعت له بتردد والكلام يختنق بحنجرتها
شعر أصلان أنها تريد أن تقول له شيئا اكمل حديثه مطمئنا:
— اتكلمي وقولي لي عاوزه أيه واي طلب هتطلبيه وعد مني أني انفذه لك..
ابتسمت بضعف قائله باندفاع
— يعني لو طلبت منك انك أنت اللي تتجوزني هتوافق
رفرف قلبه من السعاده وبدون تفكير او تردد اندفع يجب عليها كمن كان ينتظر طلبها، ولكن لم تدوم فرحته كثيرا عندما لم تهملها الاجابه وقاطعته بكلماتها الطاعنه لرجولته:
— أنا عارفه انك مستحيل تعتبر جوازنا طبيعي… بس ان اسمى يرتبط بالزباله ده بيخنقنى.. اشرف لى اخد لقب مطلقه منك ولا ان يتذكر فى يوم ان اتكتب على اسمه.. فعشان كده هيبقى جواز على الورق لحد ما تطلقنى..
اغمض عينيه يستوعب ما قالته ثم هدر قائلاً باقتضاب:
— موافق بس ده هيبقي بينا إحنا بس يعني محدش يعرف ولا حتي أمي.
ابتسمت بوجع
— طبعاً أنا عارفة أنى عار عليك فأكيد مش هقول لحد وبعدين كتر خيرك إنك هتتجوزني أصلا.
استقام واقفاً ولم يتفوه بكلمه، لا يعرف لماذا أصاب قلبه الحزن ،
خطي الي شرفته وتركها بمفردها تقوقعت على حالها تبكي في صمت
ظلوا هكذا حتي انقضي الليل عليهم، دلف بعد وقت وجدها مازالت تبكي اقترب منها قائلا بأمر:
— قومي علشان أنا كلمت المحامي وهنكتب الكتاب كمان ساعة قبل ما أمى ترجع وبعدها هنخرج نتفرج على كام فيلا اختاري منهم واحده علشان تعيشي فيها لأن بعد كده مش هينفع تعيشى هنا بوضعك ده..
قالها بغلاظه لا يعرف سببها وخطي ناحيه غرفه الحمام .
♡♡♡♡♡♡
انتفضت تهبط من على الفراش عند ذكره أنها ستعيش بمفردها تخطوا بخطوات متلهفة ثم أمسكت يده تقف أمامه تبكي متسأله بصوت مرتجف:
— هتسبني أعيش لوحدى فيها قالتها ووقفت تنتظر رده.
ارتجف قلبه لبكائها ووجهها الشاحب الذي يظهر عليه الحزن
رفع أصابعه جفف عبراتها يطمئنها قائلا:
— من يوم ما عرفتك عمري خذلتك او عملت حاجه تعبتك .
هزت رأسها بنفي وهي مازالت تقبض على كف يده هاتفه بقلق
— بس خايفه تتخلي عني لان حملى هيبقى بزياده عليك
ابتسم بعشق وعينيه تحتضن كل انش في وجهها قائلا:
— انا عمرى ما اتخلي عن مراتي .
انفرجت اساريرها تسألها بلهفه :
— أنت مش هتطلقني.
هز رأسه بنفي
— مقدرش اتكلم عن حاجة لا يعلمها غير ربنا .. لا جوزنا كان بأيدنا وطلقنا بردوا مش هيبقي بأيدينا سبيها على ربنا .
ارتمت في أحضانه تهمس بصوت مبحوح اثر البكاء:
— ربنا يخليك ليا يارب ولا يحرمني منك .
اغمض عينه يستمتع بنعيم حضنها يلف يده حول خصرها بتملك جعله يقسم أنها لم تفارقة مدام حيا.
ابتعدت عنه بارتباك عندما استمعوا لطرقات الباب وكانت الخادمة
ابتلع لعابه أمرا الطارق بالدخول ، أقبلت عليهم الخادمه تخبرهم ان المحامي ومعه الداعية الإسلامي………….ينتظرونه في المكتب.
التفت لها قائلا
— روحي بلغيهم اني جاي حالا
امتثلت لاوامره بهدوء وانصرفت تحت نظرات كهرمان التي فهمت بدورها انهم اتوا لكتب كتابهم.
ابتسم لها قائلا :
— في الغرفه بتاعتك ملابس انا جبتها ليكي أونلاين إمبارح البسي منهم وحصليني تحت في المكتب .
ظلت شارده فيما تسمعه منه وهى تضيق ما بين حاجبها باستفهام
— معقوله كل ده علشانى انا.
حاول أن يشاكسها لتفرح ولو قليلا
— يلا بسرعه البسي أحسن ماما صفاء تيجى وتقفشنا وساعتها ما اقدرش أقول ايه اللي هيحصل.
جمله قالها يبتغى من وراءها ان يسعدها ولكنها فهمته بطريقه خاطئه..
♡♡♡♡♡♡♡
أحنت كهرمان رأسها بإحراج تغمض عينها تحاول كبح دموعها حتى لا ينفضح أمرها وخطت تهرول إلى غرفتها ودموعها تتسابق مع خطواتها، للأسف مشاعر دخيله غزت قلبها بدون وعى لا تعلم متى سقطت في عشق رجل يعلم ماضيها الأسود ولن يقبل بها كزوجه أمام المجمتع والي هنا استوعبت أنها خسرت قلبها مع عذريتها..
بدأ جسدها بالارتعاش وأحست حرارة دفئه تسللت هاربه بعيدا عنها جعلتها تستفيق من شرودها على ألم مبرح اخترق فؤادها وهى تسخر من نفسها
— فوقى ياكهرمان من الأوهام أنتى تكونى ايه جنب أصلان.. هو رمز الشهامه والرجوله يستحق أفضل ست في الوجود تفوز بقلبه وتصون سمعته وعرضه..
انعقد لسان قلبها عن الكلام ووضعت يدها موضع نبضاتها التى تكاد تتوقف عن الخفقان
دلفت غرفتها ومنها الي غرفه الحمام الملحقة بها فتحت صنبور المياه تقف امام المرآة تبكي وتنظر الى نفسها قائله
— بعد ما كنت ملكه متوجه الوقتى محصلتيش الجوارى والعبيد.. مش كفايه هيتستر عليكى كمان طمعانه فى قربه ووصاله.. فوقى ياغبيه هتفضلى عبيطه وساذجه لحد أمتى هو مين ده اللي هيتجوزك ويقول للناس عليك .. طبعا أمه زيها زي أي أم نفسها تجوز ابنها لزوجه تفتخر بيها قدام الناس.. لكن انا مين علشان يقدمني لأمه ويقول لها هي دى اللي هتبقي مراتي هتشيل اسمى وتبقى ام ولادى..
ظلت تلطم وجهها وتبكي ثم توقفت فجأه تنظر مره أخرى في المرآه وكأنها ترى نفسها لأول مره أشارت بأصبعها على المرآه تنغزها وكأنها شخص من لحم ودم تحثه على الانتباه تحدثت لنفسها
— فوقى نفسك يا بت انتي رحتي ولا جيتي مينفعش غير إنك تبقي خدامه عنده.. احمدي ربنا أنه وافق حتى يكتب اسمك جنب اسمه.. أدفنى اى مشاعر لسه فى اولها انتى اتكتب عليكى تعيشى وحيده مذلوله لغلطه ملكيش ذنب فيها..
دخلت بملابسها تحت المياه لعلها تستفيق على حالها بعد قليل خرجت وأرتدت سويت لونها عسلي وهبطت الدرج..
♡♡♡♡♡♡♡
كان ينتظرها على أول الدرج وعلي وجهه أبتسامة عذبه يستقبلها بها منبهر بجمالها الطبيعي، كانت تتهرب بعينها من جمال ابتسامته وخجلها الذي لا تعرف من أين أتى لها وهي تعلم أن هذه زيجه لإنقاذ سمعتها وشرفها أمام من يريد الزواج بها مستقبلا، تهكمت عند ذكره هذه النقطه فمستقبلها أصبح فى ماضى اندثر تحت رفات تلك الليله المشئومه
ادارت وجهها للناحية الأخرى لاحظ أصلان خدش تحت ذقنها بطول رقبتها، بسط يده وأمسك رقبتها يقربها له
تلاشت ابتسامته يسألها:
— اللي في في رقبتك ده من أيه.
اغمضت عينها تهز رأسها بنفى
— مش عارفه منين محسيتش بيه قبل كده.
قبض على كفها بحده قائلا بغموض:
— تمام هنشوف الموضوع ده بعدين.. تعالي نخلص من الموضوع ده علشان ورايا حاجات كثير مهمه..
سحبها ودلف بها إلى غرفة المكتب القي التحيه على من ينتظره، اجتمعوا يعقدوا عقد زواجه منها وهى تنظر لهم بتيه، الليله التى كم تمنتها ان تتنعم بها مع من تحب باتت فيها تعيسه حزينه، مضى الوقت ولم تشعر به حتى انتهوا بعد ساعه، استقام الداعيه والمحامي صفحوه وغادروا غرفه المكتب..
أما أصلان اقترب منها ووقف مقابلا لها يرسم على ثغره ابتسامه أهداها لها متحدثا بحب لم يسعفها عقلها لتترجمه:
— ألف مبروك يا كهرمان
وقبل ان تستوعب مباركته لها، مال أعلى رقبتها يطبع قبله مكان خدش عنقها، لمسته لها أذابت قلبها وصهرت جسدها..
في قربها لأول مره يفقد السيطره على رغبته يهاجمه مشاعر لم يدركها من قبل هو لم تحركه أنثى قبلها، ظلت شفتيه تتنقل بطول رقبتها حتى وصل الى جانب شفتيه دنى بجبهته على جبينها هامسا بشبق
— اتمنى من النهارده أني أقدر اسعدك .
تعلقت في رقبته وهي تبكي، بسط زراعيه يضمها بحمايه وعشق لم يجروء بعد ان يعترف به لها ..
همست من بين بكائها:
— علشان خاطر اكثر شخص أنت بتحبه في حياتك خليك جنبي وما تسيبنيش لوحدي.
جفف دموعها وهو يرجع خصلات شعرها المتمرده خلف اذنها يطمئنها: –وغلاوتك لافضل معاكي وعمرك ما تبعدي عني تاني.. ودلوقتي اطلعي ارتاحي في أوضتك انتي منمتيش طول الليل.. معلش مش هنقدر نخرج نشوف الفيلا النهارده علشان خطيب “جميله” كلمني وجاي وعاوز يقعد معايا وأنا بلغت ماما وجميله وزمانهم في الطريق وجاين.
اومات له برأسها وغادرت بدون ان تتفوه بكلمه.
♡♡♡♡♡♡♡
أما هو ذهب الى مكتبه وجلس خلف مقعده يغمض عينيه يستمتع بزواجه منها لا يعرف هل سعادته لقربها أم لارتباطه بها.
مر الوقت عليه ولم يشعر به حتى وجد والدته تطرق عليه بابا مكتبه تقترب منه .
استقام واقفا يضمها بسعاده وكانت الابتسامه تنير وجهه..
اندهشت صفاء من هيئاته :بفضول سألته:
— ربنا يسعدك يا حبيبي بس أنا عايزه اعرف أيه سر السعاده المرسومه على وشك…
اجابها أصلان بمراوغه هي تعلمها عندما يريد أن يخفي أمرا عليها :
— كفايه أني اشوفك يا ست الكل واطمن عليكي .
ضحكه صفاء بصوت عالي على ابنها قائله
— ماشي يا أصلان هعديها المره دي بمزاجي لحد ما تيجي وتحكي لي ودلوقتي ناوي تعمل أيه مع خطيب أختك…
عاد أصلان لطباعه الصارمه يخبرها: — ولا أي حاجه ياأمي واللي “جميله” عايزاه أنا هعمله لأن دي حياتها.. بس لو سألتيني عن رأيي لازم يبعد عنها والخطوبه دي تتفسخ.
استقامت واقفه تؤكد على حديثه
— وأنا معاك في كل اللي هتقوله
أشارت صفاء نحو الباب
— اتفضل ننتظرهم في الصالون لانهم على وصول وجميله طلعت تبدل هدومها ونازله.
اجابها بطاعه وسار بجوارها مغلقاَ الباب خلفهم كما يود لو باستطاعته أن يوصد على كل ما يؤلم شقيقته، ساروا يتكلمون حتى وصلوا الى غرفه الصالون.
♡♡♡♡♡♡♡♡
هتفت صفاء باسم العامله حتى تاتيها تطلب منها أن تعد لها هي واصلان القهوه.
هزت العامله راسها بطاعه لهم وغادرت لتعود لهم بالقهوه، وقبل ان تدلف الى غرفه المطبخ وجدت حارس الأمن يخبرهم ان خطيب الاستاذه جميله وصل على البوابه الخارجه..
أمره أصلان بإدخاله وتأهب لاستقبال وهو متحفز لأى خطأ يصدر منه..
تابع سيره واصطحب والدته الى غرفه الصالون، جلست صفاء بشموخ ووضعت قدم فوق الاخرى عندما استمعت إلى أصواتهم..
أقبلت عليهم “روحيه” و”باسم” ابنها خطيب جميله، ظلت “صفاء” على وضعها لم يتحرك لها ساكن، حتى تطلعت لها روحيه بحقد، أرادت أن تثير حنق صفاء
هتفت بتهكم متعمد
— أيه ست صفاء انتي رجلك وجعاكي.
ابتسمت لها صفاء بسخريه تجيب عليها
— بعيد الشر عليا ربنا يديني الصحه وأفضل أكيد الأعادي..
شعرت الأخرى بأن دلو من الثلج سقط فوق رأسها جلست وهي تبحث بعينيها عن جميلة
بسط باسم يده يرحب ب أصلان الذي صافحه هو الآخر بلا مبالاه
جلس جميعهم ينتظرون هبوط جميله. حتى شق صوت اصلان سكون المكان وهدر بصوته الاجش يسألهم عن طلب زيارتهم المفاجئ :
— هو أنا ممكن أعرف أيه سر الزياره الكريمه لينا.
وقبل أن يجيب عليه أحد التفتوا جميعهم على صوت “جميله” التي اجابت عليه بدورها
— اقول لك انا يا أبيه
نظرت باستعلاء متحدثه
— بصراحه أنا عايزه افسخ خطوبتي من باسم
استقامت روحيه بفزع وهي تحاول تلطيف الأجواء بينهم، اقتربت من جميله ترحب بها تربت على ظهرها
بدون أن تتحدث جميله اشارت الي العامله التي تقف وتحمل حقيبة واحده في يدها هدرت بهدوء :
— لو سمحتي وصلي الشنطه اللي في أيدك لاستاذ باسم
نفذت العامله ما أمرته بها
♡♡♡♡♡♡♡
أمسك الحقيبة نظر داخلها انفزع عندما علم أن ما بداخلها صندوق مجوهرات قطيفة وقبل ان يستوعب رفعت اصابعها في وجههم وظلت تحرك يديها تريهم انها انتزعت من أناملها خاتم خطبتها تؤكد لهم أنها فسخت خطبتها منه .
اقترب منها باسم يحاول أن يمسك يدها يحدثها بدهائه المعروف عليه :
— مالك بس يا حبيبتي ليه زعلانة مني.
سحبت يدها وابتعدت عنه خطوتين — كل اللي بنا أنتهي وياريت تاخد والدتك وتطلع بره
وتعيش وتاخد غيرها يا استاذ باسم .
ضيق مابين حاجبه قائلا بعدم فهم
— قصدك أيه بأعيش واخد غيرها وانتي ليه رجعتي شبكتك .
ربعت يدها حول صدرها ترفع حاجبها له بتحدي وهتفت:
— لأنك طماع ودايماً عاوزني اديلك.. خلتني اعمل حاجات من وري أهلي عمري ما فكرت إني اعملها .. وأكيد مش هكمل حياتي معاك علشان ادفعلك ثمنها ..
ضحكت بسخرية وتابعت
— وعلى العموم أنا حقي وصلني.. رجل الأعمال اللي اتفق معاك على تأسيس شركة يبقي “شهاب” ابن عمو “شاكر” وصديق عمري .. والفلوس اللي حولتها على حسابه اللى هى فى الأصل من فلوسي.. دخلت حسابى مباشرة يعني انت بقيت على الحديده ورجعت شحات من تاني لان دى فلوس شقي أبويا وأخويا من بعده ..
♡♡♡♡♡♡♡
قبل أن تستوعب ما قالته اقتربت منها روحية بغضب وصوت عالي:
— انتي تعملي كده في ابني ليه فاكره انه لقمه طريه ده أنا احطك تحت رجلي وافعصك.. احنا آه ناس غلابه بس أكل اللي يقرب مني سمعتي يا بت ….
لكزتها بعنف مع آخر حديثها
كانت صفاء واصلان يتابعون في صمت وهم فخورين بما فعلته جميلة، انتفضت “صفاء” واقفه عندما سمعت إهانه ابنتها، سحبت جميلة من أمام روحيه وصاحت في وجهها بغضب يحرق الاخضر واليابس
— تفعصي مين يانصابه انتى وابنك امشي اطلعوا بره قبل ما اطلب ليكم البوليس…..
اشاحت روحية في وجهه صفاء قائله:
— بوليس مين يا حلوه اللي هتتطلبه ليا ده أنا ياقاتل يا مقتول دى المنفعه اللي طلعت بيها من وراكم هو انتي فاكره ان بنتك دى حد يرضي يتجوزها
لم تتحمل صفاء أكثر من ذلك دفعت روحيه بعيداً عنها قائله :
— يلا يا وليه يافيجر اطلعي بره بدل ما اكلك بسناني أنتوا كنتم تحلموا بنسب زى نسب عيلة الجارحي..
جميله بنتى عملت ليكوا قيمه لما رضيت تدخلك للطبقه المخمليه اللى كنتى هتموتى وتنتمى ليهم وابنك الصعلوك يحمد ربه أنها وافقت تتخطب لعينه زيه من أشباه الرجال بيعيش على قفه الستات..
♡♡♡♡♡♡♡
قبل أن تصل يد روحية إليها كانت كهرمان تهرول الدرج واندفعت تمسك روحيه من مقدمة ملابسها وسقطت بها أرضا، جثت فوقها تلطم وجهها بعدة صفعات متتالية وهى تصرخ عليها تنفث فيها شحنة غضب مدفونه وكانت من نصيبها
عندما حاول باسم تخليص والدته من براثن كهرمان، سحبه أصلان من زراعه و دفعه كى يسقط جالساً على المقعد يأمره:
— أنت عبيط يالا رايح تعمل أيه أنت مش شايفني ساكت من الأول علشان ما ينفعش إني ادخل بين اتنين ستات..
لكزه بحده فى صدره مزمجرا بعصبيه
— اتعلم تبقي راجل ولو مره واحده في حياتك .
أجابه باسم بغلاظه
— انت اللي مش راجل.. لاكن أنا مش هسيب أمى واحده زى دى تضربها..
استقام مره أخري ولكن قبل أن يخطوا خطوه واحده قابله أصلان بلكمه في وجهه أطاحت به مره اخرى جعلته يجلس في صمت يشاهد ما يحدث.
حاولت جميله ان تتدخل خوفا على كهرمان عندما لاحظت ان روحيه تقاوم كهرمان والغدر يلمع بعينيها
صاحت صفاء
— سبيها تربيها بس ورحمه أبويا لو خدشت كهرمان خربوش صغير لاكون وأكلها بسناني …..
اندهشت جميلة من حديث والدتها التي تعهده عليها لأول مره تشاهد ما يحدث لاتعرف هل تبكي ام تضحك.
اما اصلان كان فخور بمخالب قطته الشرسه.
التفت كهرمان الي صفاء عندما قالت بتخفيز
— ينصر دينك يا كهرمان
على غره وهي تبتسم لها كهرمان عكست روحية وضعهم وأصبحت فوقها تكمش خصلات شعرها وتضرب رأسها أرضا
انتفضت قلوب الجميع عندما شاهدوا الدماء تسيل من أنف كهرمان أثر ضربات روحية لها،
كانت يدي أصلان أقرب لها..
هدر بصوت غاضب وعصبية
— سبيها انتى اتجننتي
سحبها من تحتها بعد أن ساعد باسم والدته على النهوض وهي تصيح بصوت عالي:
— أنتم فاكرني لقمه طرية ده أنا جيباها من تحت يا ولاد الزوات، مبقاش روحية لو ما عملتش ليكم فضيحه مصر كلها تتكلم عنها..
♡♡♡♡♡♡♡
ارتعبت كهرمان من مخزي حديثها خوفاً من أن يكتشف أمرها وتجلب العار ل أصلان وخصوصاً بعد زواجه منها، سقطت مغشي عليها
هدر اصلان بإسم العاملة أن تأتي بأمن القصر لكي يخرجوا هولاء الحساله خارجا.
اجتمع الأمن ونظروا الى صفاء وصاح رئيسهم بخشونه
— أؤمريني يا فندم
اشارت باستحقار وتقليل من شانهم قائله:
— خرج الناس الأوباش قلالات الأصل دول من قصري مش عايزه اشوف وشهم هنا تاني.
نفذ رئيس الأمن أوامرها واقتربوا منهم وقبضوا عليهم تحت سبهم ولعنهم حتي غادروا
أثناء ذلك حمل أصلان كهرمان وسطحها على الأريكة يضرب وجهها عدة ضربات خفيفة لكي تستفيق
اشارت صفاء لجميله بحنق:
— انتي واقفه تعيطي وخلاص روحي هاتلي كوباية مايه افوقها يا أخرت صبري….
هرولت جميله إلى المطبخ وعادت ومعها كوب من الماء، كانوا يستمعون لصياح باسم و روحيه وهم يسبنوهم بأسوء الألفاظ ولاكن لن يشغلوا بالهم بما يقولون كل تفكيرهم في هذه المسكينة التي تنزف..
كان أصلان قلبه يرتجف عليها رفع بصره لوالدتها بقلق يسألها:
— هي ليه مش عايزه تفوق…….
وقبل أن تجيبوا وجدوا الطبيبه النفسيه التي حدثها أصلان مسبقا قبل أن يأتى لزيارتهم المشؤمه روحيه وباسم
التفت الجميع وهي تلقي عليهم تحية المساء،
هرولت اليها جميله تبكي تستغيث بها :
— الحقيني يا دكتوره كهرمان مش راضيه تفوق مغمى عليها بقى لها خمس دقائق.
اقتربت بفزع وضعت حقيبتها على المنضده وشرعت في الكشف عليها وبعد عده دقائق من القلق نظرت الى اصلان قائله:
— ده طبيعي للي زيها …….
سقطت الكلمه عليهم اطاحت بعقولهم، وجعلت أصلان يرى الحياه سوداويه مره اخرى…………
♡♡♡♡♡♡♡♡♡

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كهرمان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى