رواية كن لي أبا الفصل السادس والأربعون 46 بقلم رميساء نصر
رواية كن لي أبا البارت السادس والأربعون
رواية كن لي أبا الجزء السادس والأربعون
رواية كن لي أبا الحلقة السادسة والأربعون
كان يقف يوجه السلاح بوجهها بدون رحمة بينما هي كانت ترتعش خوفاً مغمضة الاعين تردد الشهاده تدعو ربها ان ينجيها من براثن الشيطان جاءت صورة إبنتها وجلال وذكرياتهم معاً حتي تكون تلك الصور الأخيرة التي تراها قبل وفاتها أخرجت نشيج حار مؤلم وعيناها لا تتوقف عن إطلاق عباراتها ومن داخلها تتقطع منتظره خروج تلك الطلقة التي ستنهي حياتها وتفارق احبابها صرخت بذعر ويداها تضعها علي أذنها بعدما انطلقت اصوات ضرب النار لكن لم يصيبها شئ فتحت عيناها بحذر تتفقد حالتها بإندهاش بأنها لم يصيبها أي أذي وان تلك الاصوات بالخارج حمدت ربها علي تلك الفرصه التي رزقها بها الله حتي تحيا…. بينما الاخر الواقف كان يشهر السلاح بوجهها قرر الهرب من هؤلاء الذين يشتبكو مع رجاله بالخارج لا يعلم من اين هم ومن أرسلهم لكن من المؤكد انهم سيقتلونه إذا ظل بمكانه توجه نحو الأخري الذي سحبها وراءه حاولت منعه وأخذت تدافع عن نفسها بقوتها الهازله لكنها تلقت ضربات علي وجهها جعلتها تصرخ من الالم وسحبها من شعرها مره اخري عنوةً عنها إلي الخارج لفت نظرها تلك الزجاجه الملقاه أمامها فحاولت دفعه بقوتها التي استجمعتها وهي تركله أسفل الحزام فتركها الاخر منحنياً بألم بعدما ألقاها بسبابة قذره أخذت هي تلك الزجاجه وهشمتها فوق رأسه فسقط أرضاً فاقداً الوعي ركضت مسرعة إلي الخارج ودموعها الفرحة وضحكتها علي وجهها تحمد الله علي إنقاذها من ذلك الشيطان الحقير لكنها وقفت مكانها عندما عارضها ذلك الرجل المسلح بصوته الحازم:
اقفي مكانك متتحركيش
كانت معها شقفة من الزجاجه التي هشمتها علي رأس ذلك الشيطان خبئتها خلف ظهرها لكن خاب أملها عندما وجدت الكثير من الرجال المسلحين يحاوطونها ظنت بأنهم رجال طارق وأنها ستكون بالجحيم لا مفر إبتلعت غصة بحلقها وشحب وجهها بشدة وأحست بأن المكان حولها يدور ويأخذها بدوامة سوداء إستسلمت لها وسقطت مغشياً عليها أسرع أحد الرجال بحملها وحمل ذلك الفاقد الوعي تخر منه الدماء وخرجو من ذلك المكان ووضعوهم بالسيارات وانطلقوا حيث سيأمرهم جلال إتصل به أحد الرجال:
ايوه يا باشا مشينا وراه لحد ما دخل مخزن وهجمنا عليه وهو الوقتي معانا هو والست ال خاطفها بس هي مغمي عليها دلوقتي فأتصرف ازاي واعمل فيهم ايه
_ عاوز تجيبهالي بسرعه علي المستشفي ال انا فيها وهو تلقحه في اي مخزن قديم من بتوعنا وعاوزك تربيه عاوزه يتمني الموت وميلقهوش لحد ما اجيلك
= حاضر يا باشا
_ بسرعه عايزك تجيبهالي هنا بسرعه عشر دقايق الاقيك في وشي
أغلق معه المكالمة وأخذ المصحف من جانبه وأكمل ما قطعه من ترتيل آيات الله بصوته العذب
لاحظ تحرك يدها وصوت همهمه يصدر منها فأسرع بالضغط علي زر بجواره يستدعي أحد الأطباء فوصل إليه حازم مسرعاً مثل الطائر الذي يرفرف فرحاً من شدة شغفه للقاء أحبته
تحدث جلال بإمتنان وحمد لله:.
الحمد الله انك جيت شكلها هتفوق ومش عارف هتصرف معاها ازاي
إبتسم له بلطف:
متقلقش انا هتصرف معاها
ثم توجه إليها مسرعاً حتي يملي عيناه منها فقد إشتاق لرؤيتها عندما تركها تلك المده وغادر وصورتها لم تتزحزح عن مخيلته جلس بجوارها علي الفراش وعيناه ما زالت تتأملها وتتأمل شفتاها التي تهمهم بكلمات حاول أن ينصت لهم حتي يفسرهم فكانت تلك الكلمات ما هي إلا:
اااسر ااااسر ابني ابني اااسر تعالي
إبتلع تلك الغصه المريره بحلقه عند ذكرها إسم رجل لا يعلمه وإبنها ذلك التي تتحدث عنه فتجهم وجهه بالألم وإلتقط يدها يقيس النبض وأخذ يري معدل إرتفاع او أنخفاض ضغطها ومؤشرتها الحيويه لكن ما زاد إنعقاد قلبه هو تلك الكدمات علي جسدها ووجهها المنتفخ الذي ظن أنه من البنج لكنه ممتلئ بالكدمات توقف قلبه للحظة عن الخفق عندما فتحت أهدابها وأشرعت عن فيروزتها التي سحرته وعندها إضطرب قلبه يدق بعنف حتي أنه شعر بأنه من الممكن ان يتوقف منه
قطع تلك الملحمة بينه وبين ذاته جلال الذي أخذها يضمها بين أضلاعه يحمد الله علي سلامتها يتمتم بحب وحماس حتي يجعلها تنتبه لحماسه ذلك وان تنسي ما حدث لها حتي لا تفوت بإنهيار عصبي مره اخري:
. الف سلامه عليكِ يا قلبي تعرفي مين جايلك حالا ايمان امك
نظرت إليه بعينان متسعه وإكتفت بالصمت
فقاطع حديثهم رنين الهاتف الذي رد عليه جلال:
انا جايلك تحت اهو
أغلق المكالمة ووجه حديثه ل مليكة التي بعالم اخر:
مليكه انا نازل اجيبلك امك هي تحت دلوقتي
توجه جلال الي الاسفل فوجدها فاقده الوعي ويبدو علي وجهها اثار التعذيب غلت الدماء بأوردته حتي انه أقسم علي ان يري لذلك الحق*ر والويل منه علي ما سببه لإبنته وحبيبته أخذها وتوجه بها للطبيب حتي يتفحصها ويري حالتها وبداخله يتقطع لأجل ما حدث لما تبقي له من الدنيا ايمان ومليكة
بعد الإنتهاء من فحصها نصحه الطبيب قائلاً:
انت لازم تعمل محضر في ال عمل فيها كدا هي في حالة ضعف تام واتعرضت للتعذيب ومفيش اكل ولا تغذيه ومع سنها دا ربنا يستر يا ريت تهتمو بيها ولازم تغذيه وتمشي علي الفيتامينات ال هكتبهالها دي وانا اديتها حقنه هتفوقها دلوقتي وتقدر تاخدها انا هخرج امُر علي المرضي تقدر تستني هنا لحد ما تفوق
اومأ له جلال وجلس بجوارها حتي بدأت تفيق من إغمائها فإقترب منها يناديها حتي تنتبه له:
. ايمان انا جلال سامعاني انتِ هنا معايا
نظرت إليه بأعين زائغه وعندما اتضحت الرؤيه انهارت تبكي وتحمد الله بداخلها علي نجدتها من يد ذلك الشيطان إحتضنها جلال حتي تهدأ فتشبست به بقوه كأنها وجدت ملجأها بعدما فقدت الامل في العيش والبقاء علي قيد الحياة
ابعدها عنه ومسح دموعها متمتما:
قومي معايا مش عاوزه تشوفي بنتك
هتفت بإسم إبنتها من بين نشيج مؤلم :
مليكه هي فين وحشتني اوي
أرجع خصلات شعرها المشعسه للخلف مكملاً:
قومي بس واجمدي كدا عشان تشوفيها مش لازم تشوفك كدا خليكي قويه
حدثته برجاء باكى:
انا عاوزه اشوف ايمن اتصل عليه واتصل علي مليكه وقولهم يجو وحشوني اوي
اومأ لها بلطف:
حاضر بس مش هتشوفي مليكه غير لما اشوف ضحكتك واشوفك رجعتي كويسه زي الاول واحسن….. انا هرن علي ايمن يجيلك
هتفت تقاطعه بلهفه:
وبنتي بنتي عاوزه اشوفها
أومأ لها بألم فكيف يخبرها عن ما حدث لإبنتها وهي بتلك الحاله
رن جلال علي ايمن حتي ياتي اليها وقص عليه ماحدث فأخبره بأنه سيأتي في أسرع وقت
!!**!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!
كانت تجلس علي الفراش في احد الغرف و الخوف والشحوب يحتل وجهها ولكن يوجد ابتسامه علي وجهها رقيقه تزين وجهها كانت تبادلها ل مالك وهو يبادلها اياها حتي يبعث في قلبها الاطمئنان والحب والامان
إنتهت من جلسة الكيماوي فأخذها مالك إلي غرفتهم وأخذت الدواء
جاءه صوت الهاتف الذي يعلن عن إتصال أبيه
_الو يا بابا
= تعالي يا ابني وديني عند عمتك المستشفي
_ ليه خير ايه حصل ل عمتي
= معرفس تعالي بسرعه وديني
_ حاضر هجيلك اهو
نطقت سهيلة بها:
. في ايه يا مالك
_ عمتي في المستشفي
تسائلت بقلق:
ليه مالها خير
معرفش انا لازم اروح دلوقتي و هرن علي حد يجيلك الاول يقعد معاكي
أومأت له قائلة:
رن علي اسر خليه يجي عاوزه اشوفه ومليكه باين انها عند مامتها فمش هتعرف تيجي معاه
= حاضر هرنلك عليه اخليه يجي
إتجه إليها يميل عليها يقبل رأسها ومن بعد ذلك توجه للخارج حتي يحدث اسر علي الهاتف
_ الو يا اسر اطلع علي مستشف ****سهيله هناك وعاوزه تشوفك
تسائل أسر بقلق:
ليه مالها سهيله
أكمل بحزن:
سهيله جالها ورم في المخ
إنفعل اسر من تلك الحقيقه:
انت بتقول ايه ازاي ومحدش يقولي
=مش وقته هنبقا نتكلم بعدين المهم روحلها لان انا عندي مشوار ضروري وقالتلي اكلمك عشان عاوزاك
_ حاضر هروحلها سلام
= سلام
ذهب مالك الي الفيلا واخذ ايمن معه وتوجهو الي المشفي الذي يوجد بها ايمان ومليكه وجلال
عند سهيله
دق باب الغرفه فأذنت للطارق بالدخول فدلف إليها أسر
فهتفت بسعادة وفرحه بإسمه:
اسر
دلف إليها بإبتسامته ناطقاً بمرح:
حبيبتي ال وحشاني
عوجت فمها تتحدث بعتاب بعدما عبس وجهها:
وحشاك دا كله ووحشاك متجليش غير لما اطلبك ماشي ست مليكه اخدتك مني يا اخويا يا ابن مرات عمي وعمي
تبدلت ملامح اسر الي العبوس عندما ذكرت اسمها امامه
فلاحظت الاخري فتسائلت:
مالك يا اسر زعلت ليه
إنتبه لسؤالها وحاول ان يبتعد عن أفكاره وان يبعدها عن التحدث عنها:
هاه مفيش حاجه المهم انتِ طمنيني عليكِ
أجابت بلطف:
انا الحمد الله بخير ومتزعلش عشان جيبتك من عند حماتك
عقد حاجبيه متسائلاً:
قصدك ايه بجيبتيني من عند حماتك
اجابت بتلقائية :
هو مش انت كنت مع مليكه عند طنط ايمان عشان هي في المستشفي مالك راحلها علي هناك
سألها بوجه مقتضب حديدي:
مستشفي ايه
عقدت حاجبيها بدهشه وهي ترفع كتفيها للاعلي:
معرفش
= طب رني علي مالك كدا واساليه في اي مستشفي
_. ليه هو انت متعرفش ومليكه كمان
نهرها بصوت عالٍ غاضب:
ما تخلصي يا سهيله رني عليه من غير اسئله كتير
تعجبت من طريقته وإنفعاله:
حاضر هتصل عليه واساله
وقامت بمكالمة مالك الذي رد عليها وسألته:
الو يا مالك هو انت وصلت
= لا لسه في الطريق
_طب اسم المستشفي ايه ال طنط ايمان فيها
= اسمها***** بتسالي ليه
اجابت بتلعثم وهي تنظر للأخر حتي يجيبها فأشار لها بأن لا تخبره بوجوده:
هاه بسال ليه …… لا عادي مفيش بطمن بشوف بعيده والا قريبه
=اوك يا حبيبتي مش عاوزه حاجه
_. عاوزه سلامتك سلام
=. سلام
اخبرت سهيلة اسر بعدما انتهت:
اسم المستشفي ***** عاوزها ليه بقا…. هو انتو متعرفوش انها تعبانه
قاطع ثرثرتها تلك وقبلها من رأسها متمتماً:
. انا همشي دلوقتي وهبقا اجيلك بعدين سلام
ردت عليه السلام وهي تشعر بأمر خاطئ بينهما
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كن لي أبا)