رواية كن لي أبا الفصل السابع والأربعون 47 بقلم رميساء نصر
رواية كن لي أبا البارت السابع والأربعون
رواية كن لي أبا الجزء السابع والأربعون
رواية كن لي أبا الحلقة السابعة والأربعون
غادر اسر المشفي وسط ذهول سهيلة من تصرفاته انطلق مسرعاً بسيارته إلي محل وجودها وعقله يكاد يصرخ بقتلها حتي ينهي ذلك الألم الذي يعصف بداخله فماذا فعل بحياته حتي يُخدع بهذه الطريقة المؤلمة صرخ قلبه بعكس ما يدور بعقله لكن كل شئ واضح أمامه فهي بالتأكيد من كانت بالصور كان سيشكك عينيه بدل المره الف مره قبل ان يري تلك العلامة التي تسمي “وحمه” علي ظهرها أخرص قلبه وحاول دفن كل تلك المشاعر التي تؤلمة وتجعله يريد إنهاء حياته هو قبل ان ينهي حياتها كيف سيغفر لها او حتي يبرر لها فلم تترك له شئ يجعله يبرر كل هذا لِما لم تنكر تلك الاوراق وتقول انها لا تعلم عنها شئ وقتها كان سيشكك في تلك الصور حتي لو كانت حقيقة فما الذي سيأتي بهذه الاوراق الي غرفة نومه وجناحه الخاص الذي لا يدخله أحد وهي دائماً جالسه به لا تتحرك منه ولا يعلم أحد هذا المكان السري الذي وجد به الاوراق سِواها ….
صرخ عقله بذلك اليوم الذي قلب عليها القصر ولم يجدها وعندما جاءت إليه كانت حالتها غريبة وتحججت بوجودها في الحديقه الان وضح الامر فهي كانت تقابل عشيقها وهو كالمغفل كان سيموت من شدة قلقه عليها
أدمعت عيناه وهبطت دموعه المؤلمة علي حبه وعشقه الذي قدمه لها علي طبق من ذهب فلم يبخل عليها بأي مشاعر عوضها عن وجود والدها ووالدتها كان لها كل شئ فلِما كسرته وحطمته بهذا الشكل هل هذا جزاء أنه عشقها وكان متيم بها او مجنون بحبها او هذا المسمي الذي أطلقته عليه هي وعشيقها فبالتأكيد كان صيدهم هذا لا يعوض ..
قلبه ينذف حقا من كل تلك الافكار المؤلمة يتمني بداخله عدم رؤيتها هناك او وجودها تسائل مع نفسه ماذا سيفعل بها اذا واجهها صرخ عقلة بمعرفة سبب فعلها هذا به لِما فعلت به كل هذا هل ذنبه انه عشقها بكل جوارحه
ضحك من بين بكاءه وهو يردد كلمات مؤلمة:
طلعت مغفل كبير اوي طلعت اهبل وبرياله لما انخدعت فيها وفي برائتها ال كانت بتخدعني بيها… كل ال كان بينا كانت مشاعر مذيفه طب ليه؟. حبي ليها وكل ال قدمتهولها مشفعليش عندها والا خلاها تحن او تحبني… ازاي طلعت بالرخص دا.. ازاي ماشكتش فيها طول الفترة دي ازاي قدرت تلعب دورها ببراعة كدا… طول عمري بحاول ابعد عن الصنف الو* سخ دا وللأسف وقعت فيه ملع* ون الحب ال يعمل في صحبه كدا ويخليه بكل الضعف دا
أما عند جلال وإيمان بغرفتهم دلف كل من أيمن ومالك متلهفين علي تلك النائمة بالفراش غائبة عن الوعي تحظي أخيرا ببعض النوم المريح بعدما عانت كل تلك السنوات من الخوف والأرق والرهبه من ذلك الشيطان الذي كان يلاحقها في حياتها وأيضاً في كوابيسها
نطق أيمن بلهفه وقلبه يخفق بالقلق علي أخته وساقيه تسرع إلي فراشها وهو يستند علي عكازه:
ايه ال عمل فيها كدا وحالتها عامله كدا ليه
تجهم وجه الاخر وتحدث بإنفعال بعدما تحول وجهه للون الاحمر من شدة الإنفعال:
الكلب ال انتو جوزتوه ليها خطفها وهدد مليكه بأمها انه هيقتلها لو منفذتش ال عاوزه وهو انها تمضي جوزها علي ورق تنازل علي كل ال يملكه مقابل انه مايموتش امها ويا عالم عمل فيها ايه تاني وخلاها تفقد ابنها
لم يستوعب مالك ما قاله وأي إبن يتحدث عنه فتسائل بذهول من صدمته بعدما إستعاب أن من الممكن ان تكون فقدت جنينها وهو ما زال بداخلها:
ايه إبنها ايه ال فقدته هي كانت حامل
أخرج تنهيده متألمة بعدما جاءت صورتها بمخيلته بعدما علمت بفقدان طفلها وإنكارها الامر:.
اه فقدت ابنها وحالتها مدمرة ومش قادره تستوعب ان ابنها مات
انضم لهم ايمن بعدما تفقد أخته طالبا من جلال:
وديني ليها عاوز اشوفها
اخذه جلال هو ومالك الي غرفتها وقفوا ثلاثتهم متسمرين عندما وجدوها جالسة عيناها واقعه علي نقطه وهميه أمامها لم يرمش لها جفن كأن عقلها توقف تماماً عن العمل حتي لا يأتي بصور تجعلها تموت قهراً ووجعاً حتي أصبحت متبلده من المشاعر ترقبو صراخها او بكاؤها او أي حركة تدل علي إدراكها ما تعانيه
إقترب منها أيمن وقد ظهر وجهها بوضوح أمامه الممتلئ بالكدمات والمنتفخ من شدة ما تعرضت له من أذي ملس عليها بيد مرتعشه بينما عيناه تطرب بالدموع لأجلها:
مليكة مليكة يا بنتِ انا خالك بصيلي
مين ال عمل فيكِ كدا
وجه حديثه المذعور ل جلال متسائلا :
ايه ال في وشها ده
رد عليه جلال بقلة حيله لا يعلم ما بها وما عانته وعلي يد من:
معرفش
فإندفع مالك بالصياح سخطاً علي حالتها:
واسر ازاي متقولهوش ومتعرفهوش حالتها دي
صرخ بهم عندما أخذ عقله يدق بقوة من شدة الألم من كثرة تلك التساؤلات التي حطت عليه وتوتر اليوم وحدوث تلك المصائب التي أنهكته طوال اليوم:
انا شاكك ان اسر هو ال عمل فيها كدا
= ازاي اسر يعمل فيها كدا يستحيل
نطق بها مالك مندهشاً
قطع حديثهم كلماتها التائهه التي جاءت بها من باطن عقلها بعدما نطق إسمه أمامها:
انا مخونتوش هو موت ابني اسر موت ابني ابني مات…. مات خلاص كان نفسي اشوفه اوي بس هو مات
ضمها أيمن إليه يدعمها بحنين:
بس يا بنتِ متقطعيش قلبي عليكِ هو ربنا كاتبله كدا هنعترض علي حكم ربنا
صرخت بحصرة حتي شعرت بأن أحبالها الصوتية إنقطعت وعيناها لم تبخل بالتعبير عن ما تشعر به:
لااااااا هو ال قتله مفكرني بخونه مفكرني بضحك عليه عشان فلوسه المتخلف مفكرني عاوزه فلوسه وبضحك عليه وهو ميعرفش اني بحبه ميعرفش اني عمري ما فكرت في يوم من الايام اني اخونه
إبتعدت عن أيمن وحاولت القيام من مكانها فعارضها أيمن الذي أبعدت نفسها عنه:
انتِ راحه فين يا بنتِ
اقترب منها مالك يساندها ويسير معها للمكان الذي تريده فتنحت للخلف حتي لا يتبعها ولا يساعدها فهدر بها بقوه حتي ترجع عن ما تريده:
يا مليكه كدا خطر عليكِ انتِ لسه خارجه من العمليات
انهارت تصرخ بهم جميعاً حتي يتركوها بمفردها:.
ابعدو عني ابعدو عني سيبوني لوحدي مش عاوزه حد يجي ورايا سيبوني لوحدي
_ هتروحي فين بس يا بنتِ
نطق بها جلال بنبرة حنونه هادئة وبداخله إضطراب وإشتعال لا يقدر علي السيطرة عليهم
هتمشي شويه لوحدي والا هتمنعوني من دي كمان
قالتها بوجه جامد خالي من المشاعر
فرد عليها أبيها بدون ان يقترب منها:
بس كدا خطر عليكِ وهتتعبي
تكلمت بكل ما بها من ألم:
يا ريت اتعب واموت وارتاح واريحكو مني انا خلاص كرهت الحياه بعد ما كنت حباها ومتعلقه بيها من بعد ما كنت كارهاها بس هي شكلها مش عاوزاني افضل مبسوطه علي طول
سارت بتثاقل ناحية الباب وثلاثتهم انظارهم الحزينه متعلقه بها حتي اختفت عنهم
هدر مالك عالياً وهو يشير إلي طيفها:
هتسبوها تمشي لوحدها وهي بالحاله دي
ذفر جلال بإحباط:
لو عارضناها دلوقتي احتمال كبير نخسرها حالتها صعبه مش عاوزه معارضه فسيبها علي راحتها
= لا حول ولا قوه الا بالله منك لله يا طارق انت السبب في كل البلاوي ال احنا فيها
قالها أيمن بحزن ووجع علي أخته وإبنة اخته وما عانوه علي يده
جز جلال علي أسنانه متوعداً له:
طارق ده حسابه معايا كبير اوي ولازم انتقم منه في كل ال عمله في ايمان ومليكه
تسائل مالك بلهفه وقلق علي عمته:
طب وعمتي دلوقتي حالتها ايه
_الدكتور إيدالها مسكن ومخدر هينيمها لحد الصبح عشان يخفف من الالم شويه هي كانت عاوزه تشوفك يا ايمن وطلبتك بس هي نامت قبل اما توصل
=انا هبات معاها انهارده
_ ازاي يا بابا صحتك متسمحلكش بإنك تسهر
= سيبو يا مالك انا هبقا موجود واخلي بالي منهم متقلقش
_ حاضر يا عمي بس احنا هنعمل ايه مع اسر
إشتعل غضباً علي ذكر سيرته بعدما أفصحت إبنته عن ما فعله فزمجر بشراسه:
مش هخليه يشوف ضفرها ولازم اوجعه زي ما وجعها وضربتي هجيبها في مقتل وهخليه يتندم علي ال عمله بدل المره الف
إستفسر مالك بوجه منعقد:
ازاي مش فاهم
قاطع حديثهم صوت رنين الهاتف الذي وجده سهيلة فأغلق المكالمة قبل ان يرد فرنت مره اخري فإستئذن مبتعداً يرد عليها بحده لازعه:
في ايه يا سهيله عماله ترني ليه
تعجبت من طريقته ونبرته الحاده فتسائلت بضيق من نبرته:
في ايه يا مالك اتاخرت اوي هو في حاجه حصلت وطنط ايمان كويسه
رد عليها بنفس الحده او اكثر الذي كان يحدثها بها:.
سهيله انا مش هرجع دلوقتي ومترنيش عليا عشان انا عفاريت الدنيا بتتنطط قدامي
أغلق الخط ولم ينتظر ردها وعاد إلي وقفتهم مره اخري لكنه تخشب مكانه وجفت الدماء بأوردته عندما رآي ذلك المبحلق بهم بوعيد وشر قابع أمامه انقض عليه مالك بكل شراسه حتي يفتك به فانتبه الاخرين لهجومه الشرس:
ليك عين كمان تيجي هنا
كانت لكمة موجهه ل اسر وكانت من نصيبه بينما الاخر لم يصمت فرد عليه لكمة هو الاخر ومن هنا بدأ الشجار الحاد بينهم:
جاي هنا تاني ليه مش كفايه ال عملته فيها
رد عليه وهو يحاول رد تلك اللكمة التي أخذها منه:
انا لسه معملتش حاجه ومش هكتفي بكدا ومش هسكت عن حقي وهموتها يعني هموتها وهعرفها ازاي واحده زي دي تضحك علي اسر الدالي
صرخ به مالك بهياج وقد اشتعل بداخله نار كالجحيم أخرجها علي ذلك الواقف أمامه يخرج به كل قوته:
هقتلك يا اسر هقتلك قبل ما تفكر انك تمد ايدك علي اختي
صرخ به اسر بغضب وحرقه:
بلاش تقول عليها اختك المفروض تستعر منها دي واحده خاطيه بتبيع نفسها عشان الفلوس وبس وانا مغفل عشان انخدعت فيها
أكمل كلماته بغل وحقد يكنه لها:
ولازم انتقم منها واقتلها
قاطعه جلال الذي كان ينظر له ولحالته تلك ببرود:
ما انت قتلتها خلاص
أنزل ذراعيه من علي مالك ووقف للحظة يستوعب ما قاله كأن أحدهم صب عليه سطل مياه بارد تخشب مكانه وشعر بقدماه لا تقدر علي حمله وعقله وقلبه يصرخان بالنقيض فكيف ماتت هل هو من قتلها هو لم يقصد ذلك لم يرد قتلها حتي… كان كلاماً ناتج عن غضبه كيف لها ان تتركه هي بالفعل خانته ولم تترك فرصه او عذر حتي يسامحها لكنه لاا يقدر علي خبر موتها تمتم بتوهان كأنه بعالم اخر:.
ازاي ماتت ازاي
ضغط جلال علي كل كلمة حتي تصل له ويطعنه بقوه حتي يؤلمه:
ماتت من ساعة ما قتلت ابنها ال هو ابنك
لم يقدر علي إستيعاب ما قاله وكأنه عقله مشوش بالكامل:.
انت بتقول ايه
أخبره بنبرة ساخره منه:
مليكه كانت حامل وجايه عشان تفرحك بخبر حملها وانت كان رد فعلك انك اجهضتها
اعتصر قلبه آلماً عندما أخبره عن حملها وموته لم يقتنع بكلامه وزاد شكه لكنه تيقن بداخله بأنه ابنه ولكن لم يصدق عاطفته ورد عليه بحنق:
وانا ايه ال يضمنلي انه ابني ما يمكن ابن عشيقها والا يمكن دي كدبه بتكدبوها عليا بس خلاص انا لازم انتقم منها واقتلها
هدر به جلال بقسوة:.
احلم دا انا ادفنك مكانك لو لمست شعره بس من شعرها
أجاب بنبرة غاضبه بها تحدي:.
هتشوف وابقي اقرأ لها الفتحه
ضحك عليه جلال ساخراً:
طب اقرأها علي ابنك ال مات الاول
صرخ به اسر حتي يهرب من تلك الحقيقه الذي بداخله يشعر بصدقها ولا يريد الاعتراف بها خوفا من أن تكون لعبة منهم:.
دا مش ابني انتو نصابين وبنتك هاتهالي احسن ما اجيبها بطريقتي.
_بطل كلام فارغ بنتِ مش هتشوف ضفرها حتي بعد ال عملته فيها
= هو انا عملت ايه انا لسه هعمل فيها بعد ال عملته الخاينه
_ اخرص يا كلب إياك تجيب سيرتها تاني علي لسانك انت اخرك معايا مشوار هنروحه ومشوفش وشك تاني وهتصعب عليا اوي وانا بشوفك بتتوجع أدامي زي ما عملت فيها
تسائل اسر بسخرية ونظره احتقارية:
نصبايه جديده والا ايه
رد عليه جلال ببرود:
تعالي ورايا ومش عاوز اسمع صوتك
توجهو معا إلي مكان قديم بعيد عن الإسكان دلفو إليه فوجد اسر طارق معلق أمامه وعلامات الضرب والكدمات تغرق جسده ووجهه
ناداه جلال حتي ينتبه إلي من جاء إليه:
طارق
نظر اليهم طارق بعينين زائغة ارتعشت عند رؤية اسر الذي ارتعد عندما ظن ان ملعوبه انكشف فتحدث مترجياً:
والله يا اسر مرات عمك عبير هي ال عملت وخططت كل حاجه وعفاف هي ال خدت الصور ال احنا مصورينها ل مراتك وبعتتهالك انا ماليش ذنب هما ال عملو كل حاجه وانا كنت بساعدهم بس والورق كمان عفاف ال حطاه انا ماليش دخل في الموضوع
*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!
عند سهيله
نظرت في شاشة الهاتف بعينين متسعة من صدمتها من طريقته الغليظه الحاده انسالت دموعها عندما أغلق المكالمة بوجهها تعاتب حالها علي اتصالها عليه ظلت تبكي وتأنب حالها كثيرا لوقت طويل حتي إلتفتت بعياناها المنتفخه الباكيه إلي الباب الذي انفتح ودلف منه وقف منعقد الحاجبين من بكاؤها فذهب إليها مسرعا يسألها بقلق:
فيكِ ايه بتعيطي ليه حاسه بحاجه ….. في حاجه وجعاكي
صمتت ولم ترد عليه واستدارت عن وجهه وغطت نفسها بالمفرش تبتعد عن نظره وهي تأني وتبكي بنشيج خافت تذكر طريقته الغليظه معها فاقترب منها ونام بجوارها يضمها إليها ظهرها يستند علي صدره وجهه يدفنه بشعرها يستنشق رائحته متحدثا بأسف:
انا اسف بس كنت متضايق حصل مشاكل كتير هناك وكنت مش طايق نفسي متزعليش مني
استدارت له وحاوطته ودفنت رأسها بصدره وهي تمرمغها ببطئ وتشهق شهقات متقطعه لا تقدر علي إيقافها من كثره بكاؤها الذي تواصل لفترة كبيره:
ضمها إليه يحاوطها جيدا معتذرا لها:
متزعليش مني انا اسف مش هتعصب عليكِ تاني
شعر بهدؤها وتوقف انيناها وشهقاتها فتفقدها برفقةفلم يجد لها إستجابة نهائياً
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كن لي أبا)