رواية كن لي أبا الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم رميساء نصر
رواية كن لي أبا البارت الثاني والثلاثون
رواية كن لي أبا الجزء الثاني والثلاثون
رواية كن لي أبا الحلقة الثانية والثلاثون
انتبه اسر إلي ذلك الصوت المألوف بالنسبه له ولم يكن سوي جلال:
في ايه يا اسر يا ابني
انت بتعمل اي هنا
استدار له بجسد متخشب من صدمته لكن قاطع وقفتهم تلك رجال الصيانه متحدثين بعمليه نحو اسر حتي يبتعد عن باب المصعد:
لو سمحت يا اسر بيه ممكن تسمح
انتبه اسر لهم وصتح آمراً بهم:
يلا افتحو الباب بسرعه
تسائل جلال بقلق عندما رآي انفعال اسر وغضبه الشديد:
هو في اي با اسر ومين ال في الاسانسير
هتف بقلق وعيناه تتابع العمال:
مليكه ال في الاسانسير
تصلب جسده واندفع قلبه يدق مثل الطبول رعباً عليها وقف متأهباً للدخول إلي المصعد فور انتهاءهم حتي يضمها إليه ولاول مره
انتهي العمال وفتحو باب المصعد فوجدوها تجلس تضم ساقيها إلي جسدها حيث ركبتيها تكون بمحازاة صدرها تنظر للأمام برعب وجسدها ينتفض من الرعب
اسرع كلاهما إليها فإستطاع جلال ان يتخطي اسر الذي عاقته معدات الصيانه فمن ذلك الذي يقدر ان يأخذه من ابنته في حالتها تلك ركس علي ركبتيه ارضا يضمها نحوه بشده مربتا علي ظهرها بحنان ابوي افتقداه هما الإثنين انتشلها من صدمتها تلك عندما اشتمت رائحه اخري غير رائحة زوجها وشعور اخر جعلها تحلق فوق السحاب من فرحتها به هي الان تعانق والدها الذي يغمرها بالدفئ والحنان والحب الان تحققت معجزتها حتي لو بعد آلم وشقاء قررت ضرب كل مشاكلهم بعرض الحائط عندما فرحة بحضنه التي لم تشعر بأمانه من قبل حتي مع اسر الذي يختلف تماما عن ابيها بل لا يوجد مقارنة اسر هو اول من شعرت معه بمعني الامان والدفئ والحب كلاهما يختلفان عن بعضهما ولا يصح مقارنتهم ولا فقدانهم الاثنين أشعر بأني الان وفي تلك اللحظه امتلك الدنيا ومن عليها
اقترب اسر منهم محاولاً ان يتفحصها حتي يري لو تعرضت لأذي لكنه لم يعرف بسبب جسدها المدفون بأحضان ابيها شعر بضيق وحريق بداخله هو حقاً ابيها لكنه لا يريدها إلا لنفسه فقط تمني لو إكتسحه بعيداً عنها واخذها مبتعدا بها عن جميع اعين العالم
هدأت من روعها وهدأت تماما رعشة جسدها وإستكانت تماما ثم انفجرت باكيه علي جميع ذلك الوقت الذي مضي من حياتها بدونه ضمها إليه اكثر هامسا بحنان إليها:
اهدي يا بنتي متعيطيش اهدي
قبل رأسها واخذ يربط علي ظهرها تعلقت بملابسه كالغريق الذي وجد اخيرا فرصته للحياة حاول اسر ان يجذبها اليه ويسحبها من حضن والدها ظناً بانها منزعجه من والدها فإندهش عندما وجدها متشبسه به بشده وتزداد نحيبا وبكاءً لا تريد ان ينتزعها احد من احضانه فهي حصلت علي الامان في احضانه قد وجدته اخيرا فبكت بتحسر علي عمرها متفوهه بكلمات من بين نحيبها:
ليه ليه سيبتني مأخدتنيش معاك ليه ليه سيبتني ليه كنت محتاجه لحضنك دا من زمان محتاجه احس بالامان معاك ان في سند يسندني يا ريتك ما سيبتني ومشيت
أدمعت عيناه من حرقة وآلم قلبه علي فلذة كبده التي تركها كل ذلك العمر بدون ان يعلم ما مقدار الاذي الذي تعرضت له تفوه بنبره خرجت متثاقله من شدة الالم الذي بحوزته:
انا اسف اسف علي كل ال عملته سامحيني انا هصلح كل حاجه بس انتِ سامحيني ارجوكي يا بنتي سامحيني
صاح اسر بحده بجميع الواقفين يشاهدون ذلك العرض الذي لا يفوت:
يلا كل واحد علي مكتبه مش عايز حد هنا
توجه الجميع بعيدا عنهم خوفا من ذلك الذي يلقي عليهم غضبه
تنحنح اسر متمتما بلطف ل مليكة:
مليكة قومي يلا يا حبيبتي من هنا تعالي نقوم نروح عشان ترتاحي
تراجاه دلال بحب بقلب اب يحترق شوقاً علي ابنته:
سيبها معايا شويه يا ابني
تفهم اسر حالته بالرغم من شعوره بالضيق من كونها بعيده عنه فتحدث:
طب قومو في المكتب عشان هنا مينفعش الناس راحه جايه
اومأ له ثم قام من مكانه ويداه تحاوط جسدها الهزيل وسارو معاً إلي مكتبه
في المكتب
دلف كل من اسر ومليكه وجلال
تفوه اسر مغادرا عندما وجد انه يجب ان يتركهم قليلا بمفردهم:
انا هسيبكو براحتكو وهجيبلك يا مليكه حاجه سخنه تهديكي
ثم وجه حديثه ل جلال متسائلاً:
وحضرتك اجيبلك قهوه والا ايه
اومأ له جلال:
تمام قهوه
جلسو علي الاريكه بمقابل بعض لامس جلال وجنتها بكف يده متحدثاً بنبرة بها كم حنين يكفي العالم كله:
ممكن بقا نتكلم شويه
هزت رأسها ومُقلتيها لا تبعدها عن ملامح وجهه التي كانت تتفحصها جيدا لتري فيما تشبههُ
تمتم بأسف وندم شق صدره:
انا غلطان في كل ال عملته معاكي انتِ وايمان وعايز اعوضك انتِ وهي عن كل حاجه شوفتوها في حياتكو انا روحتلها ووعدتها اني اخلصها من ال هي في وجاتلي سفريه شغل ضروري ولسه راجع منها وهحاول علي اد ما اقدر ان اخلصها من طارق دا وهنتقم منه في ال عمله فيكو
تلألأت فيروزتها التي تشبه والدتها بهم وخارت بالدموع التي قطعت نياط قلبه حضنته ثم تحدثت بإنتحاب وبكاء:
مش عايزه اعرف حاجه اعمل ال انت عايزه
اسند رأسها علي صدره وحاوطها بحمايه وانتفض قلبه فرحا من فعلتها تحدث بلهفه فرحه:
يعني سامحتيني
انهارت باكيه بلهيب حارق:
للاسف سامحتك بعد اما حسيت بحبك حسيت ولاول مره في حياتي اني عندي اب وضهر وسند حسيتهم في حضنك انت وبس ماما وحتي اسر مقدروش يعوضوني عنك عشان مفيش حد كان هيقدر يعوضني عنك انا دلوقتي عامله زي الطفل ال ما صدق لقي لعبته ال كان نفسه فيها وهيتجنن عليها
عدلها ثم حاوط وجهها بيده يزيل دموعها بأصابعه الخشنه علي ملمس جلدها الناعم ثم هتف مهدداً:
مش عايز اشوف دموعك دي تاني
جذبها إلي احضانه مره اخري حيث مكانها فبكت بألم تلقي بأحضانه جميع الالام والاوجاع التي لم تظهرهم امام والدتها او اسر وظلت تخبئهم داخل قلبها حتي ذلك الوقت ازالت اخيرا عن عاتقها ذلك الالم الذي كان ينهش بقلبها وكابوس طارق الذي لاحقها دائما
دلف إليهم اسر بالمشروبات فرآي ذلك الجو المشحون فتمتم ممازحا حتي يخرج تؤام روحه من غيامة حزنها:
علي فكره انت زودتها اوي وشكلها هتنساني وتسيبني وانا الصراحه ابتديت اغير
ابتعدت مليكه عن والدتها بعدما افترشت البسمه وجهها
هتف جلال بإسم اسر الذي سرعان ما انتبه إليه:
اسر انا هاخد مليكه معايا يومين تعيش عندي
وقف متخشبا من صدمته لما يقوله ذلك الرجل الذي يريد إبعاد روحه عنه فتحدث بهجوم:
ناااااعم
تحدث جلال بحده قليلا:
هاخدها تعيش معايا يومين في ايه بنتي وهاخدها معايا
اخرج اسر كلمات صوتيه معترضه علي ما قاله حماه متمتما بسخريه :
تؤ تؤ تؤ انا قولت تحضنها قولنا ماشي مسامحين ابوها برضه لكن تاخدها وتبعد عني انسي
ضحك جلال بسخرية ثم تحدث بحده:
عندك حق فعلا انا غلطان اني بستأذنك يلا يا مليكه من هنا
قام من مكانه ثم شد تلك الجالسه مرتبكه من ما يدور بين والدها وزوجها ثم هتف بآمر:
يلا يا مليكه ودعي اسر يلا عشان تيجي معايا
اتسعت حدقتيه زهولا ثم تسائل علي ما يدور حوله أحقيقي ام هو يحلم:
انت بتتكلم جد
انزهل الاخر من الواقف امامه لا يقدر علي استيعاب ما يحدث :
اومال بهزر بنتي ووحشاني وعايزها تعيش معايا يومين فوسع وخدلك سكه بدل ما احرمك منها علي طول
هدر بضيق من ذلك الامر الذي لا يرفضه وبشده فهتف ببعض الضيق الممزوجه بالغضب:
انتو بتهزرو صح مليكه انا عارف انك متضايقه مني عشان اتعصبت عليكي
دا ميدكيش الحق انك تسيبيني وتمشي
تحدثت بهدوء حتي تهدء من روعه:
عادي يا اسر هروح اقضي يومين اتنين وهرجعلك تاني انا لسه متفاجائه زيك بالظبط مكنتش اعرف حاجه
صاح بهياج وغضب:
لا بقا ما انا ماليش في مش كل شويه يطلعلي حاجه تبعدني عنك بلاش يا عمي حكايه انها تبعد عني دي سيبها وانا هجييبهالك بكرا تقضي معاك النهار وارجع اخدها حل حلو اهو يرضي الكل
هز رأسه بإعتراض ثم تمتم ببرود:
لا انا عايزها تيجي تعيش معايا يومين بنتي وعايز اشبع منها
تحدثت بملامح حزينه عليه:
خلاص بقا يا اسر هما يومين بس
تحدث اسر بغيظ وعيناه تبعث سهام ناريه تجاه جلال تريد حرقه:
روحي يا شيخه انتِ وابوكي حرام عليكو
تمتم جلال بشماته نحو اسر وهو مغادرا بإبنته:
سلام بقا يا اسر مش عايزين نشوفك تاني
لذهبو الي الخارج ويتركو اسر بمفرده غير قادر علي فعل شئ فهو سوف يشتاق لها كثيرا لكن رؤية السعادة بعينيها منعته ان يمنعها فلأول مره يري الفرحه علي محياها فهي دائما تظهر ابتسامتها لكنها تكون خارجه مليئه بالوجع ليست ابتسامة من القلب فهو يعشقها ويريد سعادتها فالحب ليس ان تبحث عن سعادتك وراحتك بل ان تبحث عن راحة وسعاده من تحبه حتي لو علي حساب سعادتك وقله راحتك
توقفت مليكة تستئذن من والدها:
معلش هرجع تاني نسيت حاجه جوه استناني هنا ومش هتاخر
توجهت الي مكتبه فوجدته واقف بمكانه فتوجهت إليه مسرعه تحتضنه بحب وإمتنان تمتمت بأسف:
اسفه عشان هسيبك بس هتوحشني اوي كلها يومين اتنين وهرجعلك تاني
طبعت قبله رقيقه علي وجنته ثم تمتمت بحب:
بحبك
إبتعدت عنه وجاءت لتتوجه للخارج فجذبها إليه مره اخري يضمها بإشتياق شديد
هتفت به بإعتراض:
اسر خلاص بقا عشان قولت مش هتاخر
أسكتها بحده ونبرة مشتاقه:
هششش اسكتي بقا خليني اشبع منك هتوحشيني اوي ومش هقدر اعيش من غيرك وشكلي هاجي اضرب ابوكي واخدك غصب عنه
لم تقدر علي كتم ضحكاتها فتحدثت برقتها الساحره: معلش يا حبيبي بقا
وسرعان ما تبدلت نبرتها إلي الغضب:
ثم كمان تستاهل عشان متتعصبش عليا تاني
ابعدها عنه مقبلا بين مفرق عينيها متأسفاً:
متزعليش خلاص مني انا اتعصبت من طريقة المتخلف التاني وطلع عليكي انتِ
زمت شفتاها بإعتراض طفولي حزين:
وانا كنت عملت ايه يعني
ثم تبدلت ملامحها متهجمه فصاحت بحنق:
عارف انت تستاهل اني هبعد عنك عشان تتعلم بعد كدا متزعلنيش
ثم ابتعدت عنه تودعه:
يلا سلام هتوحشني اوي
هتف بإسمها ملقيا عليها بعض الارشادات بلهجه مهدده:
مليكة هرن عليكي تردي علي طول لا إما انتِ عارفه انا ممكن اعمل ايه
اومأت له ثم بعثت له قبله بالهواء وتوجهت للخارج إلي ابيها الذي اخها وتوجه بها إلي منزله
بمنزل جلال
اخذها وتوجه بها إلي غرفه مغلقه بعنايه فتحها ثم دلفا إليها اضاء الانوار فظهرت لوحها التي تملأ المكان وهي صغيره ولعب الاطفال الكثيره التي تغطي الارض انزهلت من روعتها وجمال الوانها التي عشقتها انتبهت لتلك الصورة الكبيره التي بعرض الحائط تضم صورة لها ولأبيها ووالدتها لكن كل صورة بمفردها واندمجو سويا سارت نحوها وأخذت تتأملها بشغف ولم تشعر بأصابعها التي ملست عليها وبدموعها التي سقطت عندما خيل لها بأنها معهم منذ صغرها وتحظي بطفوله رائعة وسط ابويها المحببين إليها
إلتفتت له متسائلة:
جيبت صورتي منين
إبتسم لها بحنان متمتما بحب:
امك هي ال ادتهالي زمان وانا كبرتها وحطيتها في كل ركن هنا في الاوضه والالعاب دي هدايا عيد ميلادك بتاعة كل سنه كنت بجيب الهديه واحطها هنا علي امل اني هشوفك في يوم من الايام وادهوملك
ركضت نحوه تحتضنه بشوق متمتمه بشغف:
بحبك اوي يا بابا
تزوق حلاوة كلمتها متمتما بإشتياق قد امتلأ من كلمتها تلك:
الله اول مره تقوليلي يا بابا طالعه منك جميله اوي ربنا يحفظك يا قلب ابوكي يلا تعالي معايا عشان اعملك تاكلي وناكل
اومأت له ثم تحدثت بمزاح:
اوك يلا بينا بس لعلمك انا مبعرفش احمر بطاطسيه حتي يعني لو هتعتمد عليا هنروح المستشفي
ابتسم علي إبنته الشقيه متمتما:
لا انا ال هعملك يا ستي وهعملك بيتزا كمان
صاحت بحماس:
واااااو قول والله
تمتم من بين ضحكاته:
والله
رفعت احدي حاجبيها متحدثه بجديه مصطنعه:
تصدق انا غلطانه اني مسيبتش اسر من الاول وجيت معاك مقولتليش ليه ان فيها بيتزا وانا كنت جيت جري
ضمها إليه بحب:
انا علي كدا هأكلك كل يوم بيتزا عشان تفضلي معايا وتسيبي اسر
همهمت قليلا بتفكير ثم تحدثت:
هو الصراحه انا مقدرش اقاوم البيتزا بس اسر برضه مقدرش اسيبه دا كله
همهم الاخر بمكر:
اممممم دا انتِ بتحبيه اوي بقا
احمرت وجنتاها خجلاً ثم اخفضت رأسها حتي تهرب من نظرات والدها
قهقه ضاحكا من خجلها الذي يذكره بوالدتها:
ايه الكسوف دا كله بس هو باين عليه بيحبك اوي
نظرت لهم ببريق لامع عندما قال كلماته تلك علي زوجها ولكنها تمتمت بخجل حتي تغير الحديث:
مش يلا ناكل بقا
إبتسم ثم فرك رأسها بمشاكسه:
عارف انك بتهربي مني بس يلا
ذهبو للمطبخ وإرتدي جلال مريلة المطبخ وإلتقط احدي معالق الطبخ الكبيره يقربها من فمه ثم تحدث بمزاح وهو يقلد احد الاشخاص:
معاكو انهارده الشيف الشربيني بتكاته وحركاته ومعانا طريقه عمل البيتزا لاحلي واجمل بنوته في العالم
ضحكت مليكة بخجل ثم تسائلت:
انت اتعلمت الطبخ فين بقا يا شيف شربيني
همهم وهو يزم بشفتيه متمتما:
سؤال حلو برضه بس بالعقل يعني راجل عاذب طول العمر دا كله مش عايزاه يتعلم الطبخ
إنخفضت نبرتها متسائلة:
طب ليه متجوزتش
كان يعد عجينة البيتزا بمهاره وهو يحدثها محاولا إخفاء آلام قلبه:
للاسف لو كنت اتجوزت كنت هظلم ال اتجوزتها دي اوي لان تفكيري وقلبي مشغول بغيرها ومفيش اي ست تقبل تعيش مع راجل في قلبه واحده غيرها كانت هتتعذب اوي معايا فقلت بلاش احسن
ادركت إحساسه من نبرته التي لم يقدر علي إخفاء آلامه فتحدثت بمزاح:
ولا يهمك يا بابا السنجله جنتله اعم محدش هينكد عليك وتخرج وتيجي علي مزاجك بلا وجع راس يعني ال اتجوز خدو ايه
همهم بمكر:
اممم تحبي اسجل الكلام دا واسمعه ل اسر
هتفت بصدمه من ابيها:
ايه دا هو احنا فينا من كدا
ضحك بمرح:
وابو كدا كمان
ثم تبادلا الضحك
فتسائل جلال:
هو انتِ عرفتي اسر منين يا مليكه واتعرفتو ازاي
تنهدت ثم تحدثت:
ياااااه قصه طويله اوي
ضحك متحدثا بسخريه:
علي اساس ان احنا مشغولين ما تحكي يا بنتي
قصت مليكه له علي كل شئ من اول لقاء لهم حتي الان
بس دي الحاجه الوحيده ال طارق عملها فيا وفرحانه من قلبي انه عمل كدا لان بجد اسر عوضني عن اي حاجه وحشه في حياتي بيعاملني زي بنته مش مراته بيهتم باقل تفصيله لما بتعب بيسهر جانبي طول اليل حتي صحتي انا ممكن اهمل فيها هو يزعقلي ويزعل مني عشان اخاف علي صحتي ويزعقلي لما مش اكل حسيته زي ابويا مش جوزي بس برضه عمره ما كان هيقدر انه يعوضني او يحسسني ب ال حسيته معاك الاب دا عمره ما هيتعوض ابدا
صدح صوت الهاتف الذي قطع حديثها
فهتفت هي عندما رأت شاشة الهاتف :
دا اسر
تمتم جلال بعدم مبالاه:
جيه علي السيره سيبك منه
تحدثت بإعتراض:
لا دا قالي لازم ارد انا هروح ارد عليه
هتف جلال بأمر:
هاتي التلفون دا كدا
انكمشت ملامحها بإنزعاج:
ايه دا احنا مفيناش من كدا
عاد كلماته تلك بإلحاح:
هاتي بس التلفون كدا
أعطته له فرد مسرعا بصرامه:
الو
اجاب بوجه منعقد عندما آتاه صوته :
ايه دا فين مليكه
صاح به جلال بحده:
انت متصل ليه اقفل وانسي الرقم دا خالص وانسي مليكة هي كمان
ثم اغلق بوجهه
*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!
تهالكت نبرتها متحدثه:
عاوزه ارو
لم تكمل كلمتها وشعرت بغيامه سوداء تحيطها فسقطت مصطدمة بالارض
انتفض مالك صارخا بهياج وهو يتجه نحوها ينتشل جسدها الهزيل ويضعها علي المقعد وقلبه ينتفض آلماً عليها صاح عاليا بإنفعال وهو غير قادر علي ان يسيطر علي أعصابه التي فلتت:
حد يجيب حاجه افوقها بيها
ناولته مايا احدي الزجاجات متمتمه بقلق:
هايدي برفيوم راح يفوقها
إلتقطه منها ثم وضع منها علي يده وقربه من أنفها حتي تفوق متمتما بكلمات هستيريه خائفه وقلقه:
سهيله سهيله فوقي سهيله
صاحت مايا بالنادل الواقف علي بعد مسافه:
ليك اعطيني كوب ماي بسرعه
بدأت في إستعادة وعيها تدريجياً بدأ بتحرك رأسها ثم عيناها التي رمشت واغلقت عيناها من كم الضوء الذي يمنعها من فتح عيناها بدأت فتح عيناها تدريجيا حتي تتعود علي ذلك الضوء
تحدث مالك بنبرة قلقه:
انتِ كويسه
نظرت إليه بضياع وإلي تلك العيون التي تبحلق بها فخشيت من نظراتهم تلك وشعرت بالضيق والاشمئزاز شعرت برعشه تسير بداخل اوصالها من شدة البروده التي استحوزت علي جسدها عاد الالم ثانية وبشده اكثر شعرت ان عيناها ستخرج من رأسها
تسائل مالك ثانيةً بقلق:
سهيله انتِ سمعاني
تذكرت كل ما حدث قبل إغماءها فشعرت بالمذله من قبلهم وشعرت بأن كرامتها قد صحقت قامت من مكانها مغادرة المكان برغم آلامها التي لا تقدر علي إستيعابها
بدأ يعاودها ذلك التشوش فلم تقدر علي التمييز اين تسير كان جسدها يترنح كانها مغيبه عن الواقع
ذهب خلفها مالك الذي صاح بها حتي تقف:
سهيله سهيله استني
وصل إليها واوقفها متمتما:
استني هروحك
نظرت اليه شزراً متحدثه بحده لتزيقه من نفس الكأس الذي اسقاها منه:
انا مش جايه معاك فهروح معاك ليه
كانت علي وشك المغادرة فأمسك بزراعيها يثبتها بمكانها متمتما بلطف محاولا ان يترك خلفاتهم علي جانب بذلك الوقت:
بطلي عناد شويه بقا ممكن
تنهدت بضيق متمتمه:
مالك ممكن اطلب منك طلب
اجابها بملامح مريحه ظناً منه انها سترجع عن ما برأسها:
اتفضلي
اخرجت كلمتها ببرود كالثلج وبملامح جامده كأن جميع مشاعرها ناحيته ذهبت إلي الجحيم:
طلقني
تخشب جسده وذبلت ملامحه وجف حلقه من طلبها فتمتم بصدمه فهو لم يكن يظن بأن خلافهم سيصل إلي الطلاق:
ايه
اعادت كلمتها التي شقت قلبه لنصفين لتذيقه قليلا من ما تشعر:
بقولك طلقني
بلل شفتاه ثم تمتم بنبره خافته:
ليه
اجابت بمنتهي البرود والجمود وكأنها اصبحت خاليه من المشاعر:
سبب بسيط جدا مش حاسه بالامان معاك لما فتحت عيني ولقيت الكل بيبصلي خوفت وانت كنت جانبي كنت المفروض تهديني تحسسني بالامان بس دا محصلش حسيت اني غريبه وخايفه وانا جانب جوزي ف ايه لازمته جوازنا وانا مش حاسه معاك بالامان
شعر بآلامها فظن بأنها تشعر بالكبت وتريده بجوارها فحدثها يدعمها:
* عيطي
إنعقدت ملامحها بدهشه:
ايه
تمتم بنبره هادئه تختلط بالكثير من المشاعر قلق خوف من فقدانها أشياء كثيره تجعل الكلمات ثقيله بحلقه:
عيطي يا سهيله وارتاحي انا عارف انك موجوعه ونفسك تعيطي تعالي ننسي خلافتنا علي الاقل دلوقتي
اجابت بلا مبالاه ودموعها منحبسه:
للاسف مش هقدر اعيط والا عايزه اعيط تاني سيب ايدي عايزه امشي
هدر بها بغضب من برودها:
هتمشي تروحي فين
نظرت له بإشمئزاز متفوه بكلمات تصيبه بمقتل: هروح بيتي والا انت مفكر اني ماليش بيت واهل هيهتمو بيا وهيحبوني وهيحسسوني بالامان واسر هايجي يروحني وشكرا ل خدماتك ورقه طلاقي توصلي سلام
إبتعدت عنه بضيق ثم توجهت للخارج وهو ما زال واقفا يراها تبتعد عنه كأن روحه تنسحب منه فأتاه صوت اعاده لرشده ولم يكن سوي مايا التي هتفت بتشجيع:
روح إلحقها هي بتحبك إكتير
نظر لها مالك بتردد فأومأت له بتأكيد فأسرع إليها ركضا حتي وصل إليها وجدها تسير بمفردها فسار معها بدوم حديث
ظلت الاخري تسير ولم تعطف عليه بنظرة حتي وكأنه ليس هنا شعرت بأن قوتها نفذت وقدماها ترتعش اسفلها من شدة البروده وجدت مقعد عريض حديدي بالشارع تحت إحدي عواميد الإنارة فجلست عليه ثم انحنت علي نفسها تستند بمرفقها علي فخذيها ثم وضعت رأسها بين راحتها وظلت تفرك بهم حتي تهدأ الامها
تسائل مالك بقلق:
انتِ كويسه تعالي نروح
لتستمر سهيله في تدليك رأسها دون إعطاء كلامه اي اهتمام
زفر بقوه مغتاظاً منها علي تجاهلها له فهتف مره اخري بصوت اعلي:
ردي انتِ ساكته ليه فيكي حاجه
لم يجد منها أي رد فصاح عاليا عندما نفذ صبره:
يا بنتي ردي مالك
صاحت به بوهن وإعياء وصوت مختنق بالبكاء: تعرف تسكت بطل كلام يا إما تقوم من هنا وتمشي
حاول ان يهدئ من اعصابه التي تفلت منه بغير قصد:
طب قومي عشان نروح عشان الوقت متاخر
إحتضنت نفسها بيدها دون حركه لتشعر به يضع الجاكيت علي كتفها ثم جلس بجانبها وحاوطها من خصرها ليضمها الي احضانه مشدداً علي احتضانها
اخرجت أنين متألم جعل جسدها يرتعش إصطحب بشهقات باكيه شعر بتشنجها وتصلب جسدها أسفل يده فإنتفض جسده بمكانه ينظر إليها وجد وجهها محمر بشده وعلماته متشنجه ارتعد خوفا عليها حاول ان يتمالك جسدها ويضمها إليه بقوه حتي يقلل من تشنجها لم يبالي بالشارع الذي يجلس به وحملها فوق ساقه ووضع فوقها سترته الخاصه به حتي يمدها بالدفئ حاوطته هي بأيد متراخيه وأخرجت من حلقها بعض الصرخات المتشنجه المكتومه من آلامها التي فاقت تحملها
أحس بالارتباك من ما يحدث لها أكل ما يحدث لها بسببه حقا ام ما الذي بها حملها واقفا وتوجه بها سيرا إلي سيارته وهي مستمره بتأوهتها المتألمه ودموعها التي أغرقت وجهها فمن يري حالتها يرتعب خوفا حقا فحالتها تجعل الحجر يلين
ادخلها السياره ووضعها بعنايه ثم وضع لها حزام الامان بإحكام وتأمل وجهها المتألم وعيناها التي أغمضتهم بفعل نومها فبعد تلك الحاله من التشنج لم تستطع ان تظل مستيقظه فوجدت نفسها تغط سريعا بالنوم
جلس بجوارها وظل يتأمل وجهها الملائكي الذي ما زال أثار الالم تحتويه واخذ عقله يجوب بالاسئلة عن ما يحدث معها إنطلق بالسياره إلي منزله
وضعها بغرفتها ثم دثرها بالغطاء جيداً وطبع قبله حنونه علي جبهتها ثم اتجه الي غرفته حتي ينام هو الاخر
بالصباح
استيقظت سهيله من نومها بمزاج معكر من ذلك الالم التي تنام وتتصبح به وجدت نفسها نائمه في غرفتها وبفستانها فعقدت حاجبيها قليلا ثم سرعان ما احلت عقدتهما عندما تذكرت انه بالتأكيد من احضرها إلي هنا إلتقطت من جوارها زجاجة الدواء المسكن اخذت منه كمية وفيره واخذتها حتي تهدئ ذلك الالم قليلا
ثم دلفت الي المرحاض لتستحم وتبدل ثيابها الي هوت شورت من الجزء العلوي بحماله رفيعه جدا وفتحة صدر واسعه من اللون الابيض مزين بدانتيل بنفس الون من علي الصدر والجزء السفلي يظهر جمال فخذيها وساقها باللون الازرق الغامق صففت شعرها وعقصته بهيئة كعكه لتدع بعض الخصلات الانسيابيه تزين عنقها الجميل الطويل ولا يؤثر إذا تركنا بعض الخصلات القصيره علي وجهها توجهت للاسفل إلي غرفة السفرة فوجدته يجلس بمفرده يتناول إفطاره
انتبه إلي مجيئها وانسحر بهيئتها الفاتنه المثيره التي قد اهلكته عنف نفسه بداخله:
دا انتِ لو بتنتقمي مني مش هتعملي كدا يخربيت حلاوتك ال جايه تظهر دلوقتي ربنا يقدرني واعرف امسك نفسي
جلست سهيله دون ان تعطي له اي اهميه وأشرعت بتناول طعامها بمنتهي البرود أحست بآلم شديد كلما مضغت الطعام او ضغطت بفكيها علي بعضهم شعرت بضيق شديد من نفسها ومن ذلك الالم اللعين الذي منعها حتي من تناول طعامها تركت السفرة وتوجهت لغرفتها حتي تأخذ من المسكن الذي لا يفعل شئ
جلست علي الفراش عندما اخذت دواءها أمسكت برأسها بإعياء وقد بدأت بالبكاء:
اااااه مش قادره همووت الوجع دا مش بيروح ليه اااه
قاطعها صوت طرق علي الباب
فاسرعت بمسح دموعها ثم ذهبت لكي تفتح الباب
فإنصدمت بمن علي الباب
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كن لي أبا)