رواية كن لي أبا الفصل الثامن والخمسون 58 بقلم رميساء نصر
رواية كن لي أبا البارت الثامن والخمسون
رواية كن لي أبا الجزء الثامن والخمسون
رواية كن لي أبا الحلقة الثامنة والخمسون
قطع حديثهم نبرته الحاده :
معندناش بنات للجواز
نظر الجميع الي الواقف في ثبات امام الباب ظلو يراقبونه وهو يتقدم بخطوات ثابته تحدث بنبرة غاضبه موجهًا حديثه الي ابو شهد :
انت ازاي يا عمي تخطب بنتك لواحد وهي مخطوبه
إنصدم الجميع من حديثه وإنتفضت شهد واقفه علي اثر حديثه همت علي التحدث :
انت بتق……
قاطعها الاخر بنظراته الحاده التي اسكتتها علي الفور
ثم ولي نظره الي الجالسين امامه بنظرات حاده ثاقبه شعرو بعدم الرغبة في تواجدهم فإنصرفو علي الفور بعد الاستئذان
بقي والد ووالدة شهد وفريدة وحازم وشهد فقط
فنطق والد شهد :
ايه ال انت عملته دا يا ابني شهد مخطوبه ازاي انا لو مكنتش بعتبرك زي ابني وعارف انك عاقل ويستحيل تعمل حاجه زي دي الا لو كان في سبب مهم… لا كان هيبقا في تصرف تاني…ايه ال خلاك عملت كدا وخليت الناس تخرج من باب بيتي وهما مكسورين الخاطر
زفر حازم في هدوء محاولاً ان يأخذ انفاسه بهدوء ليتحدث معه :
يا عمي انا عارف ان ال عملته دا غلط واسلوبي كان متهور بس انا طالب ايد بنتك وعاوز اتجوز عم شهيد ال واقف جانبك دا
نظر اليه بذهول من طلبه قم قوص فمه الي الامام ينظر الي حازم والي تلك الواقفه تضع رأسها ارضا ظهر علي ثغره ابتسامة فرحه ثم جذب حازم في احضانه ليبارك له :
الف مبروك يا ابني حلال عليك الله يكون في عونك منها
إنصدمت الاخري وإنسحب من جسدها الدماء
نظرت الي والدها بذهول :
انت بتقول ايه يا بابا مين قال اني موافقه
هم والدها علي الرد لكن قاطعه حازم ممسكا يده حتي يصمت فتحدث حازم بمشاكسه ومرح :
هو انتِ تطولي يا بايرة انتِ تحمدي ربنا وتبوسي ايدك وش وقفا اني قبلت بيكِ وهنقذك من العنوسه
نظرت اليهم بصدمة وانفرجت عيناها من هول ذلك الكلام الكاذب إشتعلت بالغضب وأسرعت اليه بخطوات سريعة إلتقطت يده وقامت بعضها فصرخ الاخر من الوجع فتركته وابتعدت عنه ووجهت حديثها اليه :
انا عانس وبايرة يا دكتور الخانقة انت… طب انا بقا مش موافقه عليك يا حازم يلا بقا
تعالت قهقهات الضحك من حولهم علي افعالهم وأردفت فريدة من بين ضحكاتها :
لا مش معقول ازاي دول يتجوزو دول ناقر ونقير اكيد هيخلفو عيال هبلة او مختلين عقليًا
ام شهد من بين ضحكاتها :
عندك حق والله انا معرفش انا كنت بتوحم علي ارجوز وانا حامل فيها
لتتحدث شهد بتعالٍ :
هو في ارجوز قمر زيي كدا الارجوز دا يبقا هو مش انا
تحدث بنبره حاده غاضبه اخرصتها :
بت انتِ انا مش قولتلك متتعديش حدودك تاني معايا
ذهب اليها جاذبا يدها وسحبها خلفه ليستئذن من والدها :
بعد اذنك يا عمي هقولها كلمتين يعقلوها وارجعهالك تاني
إنصرف هو وهي الي شقته ووقفا معا في البلكونه
وجه حازم نبرته المهدده لها :
انا مش قولتلك تلزمي حدودك ومتتخطيهاش
ربعت يدها ووضعتها امام صدرها حتي تستمد منها القوه ثم ردت عليه بضعف وبصوت مختنق من البكاء :
انا ال اتعديت حدودي والا انت ال اهنتني الصبح وجرحت في شرفي لا وفوق دا كله جاي تبوظ الجوازه وتقول كلام فارغ استفدت ايه بقا لما عملت كدا
رد عليها بنبرة يحتاجها التوتر :
انا هتجوزك
قهقهت عاليا بإستهزاء من حديثه حتي إختنقت عيناها بالدموع التي زرفتها فمسحتهم بقوة وهي تحدثه :
انت عاقل والا مجنون عاوز تتجوز عم شهيد هتسيب كل البنات القمر الكويسين الكيوت وهتاخدني انا طب ليه ايه ال يجبرك علي كدا انا مش موافقه يا حازم انا عمري ما ارضي اني اتجوز واحد مبيحبنيش
همت علي المغادرة لكن اوقفتها قبضة يده التي احكمت علي يدها ثم تحرك من مكانه ووقف امامها إلتقط وجهها الملطخ بدموعها وملس عليه ماسحا دموعها تلك نظر في عيناها محدثا اياها :
انا كنت بقول عليكِ عم شهيد مش عشان انك وحشه لا عشان كنتِ بتتصرفي زي الرجاله عمري ما شوفت رقتك عمري ما شوفتك بتعيطي ابدا بس دلوقتِ عرفت ان ال بشوفهم بره بيبقو بيتصنعو الرقه لكن انتِ مش زيهم انت رقتك بتطلع غصب عنك ماهما حاولتي انك تخفيها حتي ضعفك واحتياجك ليا محسيتش بيهم غير النهارده يمكن كل حاجه جات متأخر شويه بس مش مهم المهم انها جات ولحقناها انا بحبك يا شهد
وقعت هذه الكلمات علي مسامعها فإنصدمت واقفه إنشدت اوتارها ووقفت امامه كالوتر بدون حركه رفرف قلبها فرحا من تلك المفاجائة التي جعلت عيناها تحدق به بذهول تشعر بارتعاش جسدها علي اثر تلك الفرحه التي لا تقدر علي مقاومتها فركت عيناها بيدها ورفرفرت بعيناها وهي تقول :
اقرصني اقرصني بسرعه
إنكمشت ملامح وجهه مستغربًا من ردة فعلها بعد قوله لها بحبك فنطق بصدمة :
نعم يا اختِ
نظرت اليه بجديه :
بقولك اقرصني عاوزه اتأكد اني صاحيه والا بحلم
نظر اليها بعينان متفحصه وعلي ثغره إبتسامة لئيمة :
غالي والطلب رخيص
قام بقرصها من يدها بخشونه فصرخت من الوجع :
ااه خلاص خلاص مش بحلم خلاص
قهقه الاخر ضحكًا علي حبيبته المجنونة فتحدث من بين ضحكاته :
هموت واعرف عملت ايه في دنيتي عشان ربنا يرزقني بواحده هبلة زيك
عقدت الاخري حاجبيها بضيق تغمغم بشراسه وهي تسدد له الضربات بكتفه:
طب شوف بقا مين الهبلة ال هتتجوزك… انا مش موافقه يلا
همت علي المغادرة وهي تشعر بالغضب يتملك منها علي حديثه الدائم في استفزازها
فشعرت بيده الخشنة التي قبضت علي معصمها تجذبها نحوه إصطدمت بصدره العريض فشعرت بالتوتر وحرارة الخجل تنبعث من وجهها حاولت ان تبتعد عنه وتلملم شتات نفسها وتقلل من توترها حتي لا ينفضح امرها
حاوط خصرها بكفه وجذبها نحوه حتي تلتصق به تمام فنظرت له بعيناها فوقعت أسيره لعيناه التي تسحرها أفاقت من سحر عيونه علي اقترابه منها منقضا علي شفتاها يقبلهم
رفعت الاخري يدها محاوله ان تدفعه بعيدا عنها لكنه التقط يدها بيده الاخري مثبتا اياها حتي يشل حركتها فغرزت اسنانها علي شفتيه حتي يبتعد عنها صادرا منه بعض التأوهات واضعا يده علي فمه متوجعا وعلامات الضيق ظاهره علي وجهه نظر الي يده فوجد علامه علي وجود دماء إستشاط غضبا من الواقفه امامه التي لا تعرف ما الذي اصابها لا تعلم ماذا تفعل هل تهرب راكضه من امامه ام تظل لتري ما الذي فعلته به من اذي ترددت في حديثها فنظرت الي اغمص قدمها تضع اصبعها علي مقدمه شفتاها تعضه حتي تقلل من توترها :
انا اسفه عشان عضيطك
لتكمل بنرفزه وهي تركل بقدمها الارض :
بس انت ال قليل الادب ومصونتش الامانة ال معاك
أدمعت عيناها واشاحت بوجهها بعيدا عنه حتي لا يري دموعها
إنصدم وتفاجئ من ما قالت فماءا تقصد بصون الامانة جاء ليلتقط يدها فنزعتها منه بشراسه وهي ما زالت لا تنظر له
همهم بخفوت وقد شعر بتأنيب ضميره علي هذا الذنب الذي فعله وخيان الامانة الذي أعطاها له والدها ولم يصونها مثلما قال فقد خانته مشاعره وغواه الشيطان وتمكن منه في لحظة ضعف جعلت الامور بينهم تسوء:
شهد انا آسف علي ال عملته وإني مقدرتش احافظ علي الآمانه الغاليه ال آمني عليها ابوكي مينفعش بعد كدا نبقا لوحدنا انا كنت مفكر ان احنا هنبقا زي زمان مش هيحصل تجاوزات بس الشيطان اتمكن مني….آسف ليكِ ولأبوكي ال اعتبرني زي ابنه ومفكرش اني ممكن أئذيكي.. بس غصب عني آسف
إستدارت له بعدما أزالت دموعها ثم إبتسمت له بتفهم وشعرت بالسعادة تسيطر عليها عندما أوقفته عند حده بطريقة صحيحه فليس السكوت بهذه الامور يعد شئ صحيح لأن الطرف الاخر سيتمادي في أفعاله…. والا الصوت العالي وتدخل الاهل سيأتي بنفع بل بالعكس فسيؤدي إلي فسخ الخطبة وستتكون صورة سيئة عن الخاطب في نظر الاهل…هو بشري وأخطأ وتمكن الشيطان منه وهذا ليس بعيب فواجب عليك المعاتبة والنُصح وعدم الجلوس معه بدون محرم حتي اذا كانت درجة القرابة شديدة فالنفس آمارة بالسوء…ولكن إذا لم يستمع إليك فعليكِ بتبليغ اهلك او فسخ الخطبة او تعجيل الزواج علي حسب الشخص الذي أمامك ودرجة معرفتك به…. لا تتهاوني قي هذه الامور وتقولي انه سوف يصبح زوجك.. لا تعلمي ما في الغيب.. يوجد الكثير من الزيجات انخربت علي أتفه الامور فما سيكون نظرتك إلي نفسك عندما يأخذ منكِ الرجل ما يريد ويتركك ويأتي غيره بحجة الخطبة ويفعل ما فعله الاخر… الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج يا يوفي هذا الوعد يا يخلفه
جلس أمامها علي ركبة ونصف وأخرج من جيبه علبة من الاطيفة فتحها وأخرج منها خاتم من الذهب الابيض رائع في الجمال
شهقت الاخري بسعادة وفرح فألبسها الخاتم
نظرت هي الي يدها التي بها الدليل علي انها علي علاقة به وشعرت بالسعاده تغمر قلبها فرحًا
إعتدل واقفًا يخبرها بفرحة شديدة:
جهزي نفسك يا عروسة هروح أطلب من عمي نكتب الكتاب دلوقت
إنصدمت من ما قاله وعندما أدركت موقفها كان قد غادر المكان وذهب لوالدها
وبالفعل بعد ساعتين تم العقد بحضور أهل المنزلين فقط حتي يحددو ميعاد لحفل الزفاف
༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
عند اسر ومليكه في السياره
اصبحت الرؤيه مشوشه امامه وشعر برعشه تستحوز جسده وغيامه سوداء تحيط به أفاق منها علي اثر صوت صياح بجانبه وصريخ بالخارج وصوت رنين الكلاكس قبض بيده علي المقوض وانحرف بالسياره عن مصارها فتوقفت تلقائيًا عن السير عند ضغطه علي زرار ما في نظام امان السيارة حدف رأسه للخلف بتثاقل علي حافة الكرسي يستند بظهره وهو مغمض العينين بتعب مد يده الي الجالسه بجانبه ترتعش من الخوف وتبكي في صمت حثها علي الاقتراب منه فأمسكت بيده الممدوده اليها وإنتبهت الي حالته المزرية فجذبها اليه محتضنا اياها حتي يبعث اليها الامان بين احضانه ربت علي كتفها بلطف :
متقلقيش كل حاجه تمام ماتخفيش
خرج منها نشيج حار تخلله بكاؤها المذعور دثت ذراعها في الفراغ الموجود بين القميص وجاكيت بدلته حاوطته بتملك دافنه رأسها علي صدره الذي يعلو ويهبط محاولًا ان يأخذ انفاسه تحدث هو بتعب ووهن :
خدي تلفوني اتصلي علي ابوكي يجي ياخدك
إنتفضت مبتعده عنه وعيناها تتفحصه بالكامل وعلامات الذهول تستحوز علي ملامحها فشعرت بغصه بحلقها لم تقدر علي ابتلاعها بعدما اخترق القلق والخوف قلبها من حالته تلك إقتربت منه واضعه اناملها فوق وجهه متحسسه اياه بقلق وتردد :
مالك في حاجه بتوجعك انت كويس
رد عليها بوهن وهو ما زال يستند برأسه للخلف علي المقعد ومغمض العينين :
انا كويس يلا كلمي ابوكي يجي ياخدك عشان تحضري معاهم
ترددت في حمل الهاتف حتي تتصل بوالدها فهي تريد ان تطمئن عليه ولا يهم بأن تحضر خطوبة والدتها لكن يوجد صوت بداخلها يحثها علي تركه وبأن لا تظهر له اي اهتمام تجاهلت ذلك الصوت وحاولت مجددًا ان تستفسر عن الذي اصابه :
اسر لو سمحت لو تعبان قولي نروح للدكتور ومش مهم اروح ل بابا
اخذ يتحدث برجاء في ان تذهب وتتركه حتي تستمتع بحفل خطبة والديها فتلك الزيجه ستتسبب في فرحها واخراجها من تلك الحالة
دست يدها بجيبه وأخرجت الهاتف حتي تهاتف والدها
༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
عند جلال وايمان
جلسو معا ثلاثتهم جلال وإيمان وأيمن وانتهو من ذلك الحفل الصغير وقطع إحتفالهم هذا صوت رنين هاتف جلال
إلتقط جلال الهاتف من جيبه فظهرت علامات الضيق علي وجهه عندما رأي اسمه الذي ينير شاشة الهاتف رد عليه بضيق وبأسلوب مندفع :
عاوز ايه يا استاذ اسر مش عارف توصل ل بنتِ صح…. إنساها احسنلك لاني مش هعرفك طريقها وهسيبك تتندم علي ال عملته فيها الاول
ردت الاخري بقلق من ردة فعل والدها :
انا مليكه يا بابا مش اسر
عقد حاجبيه بصدمه وذهول من اثر ذلك الصوت ليرد بلهفة :
انتِ بتعملي ايه عند اسر والا تلفونه وصلك ازاي انا مش فاهم حاجه انتِ كويسه يا بنتِ
حاولت ان تلتقط انفاسها بأريحيه حتي تهدئ من روعها :
انا كويسه وبخير يا بابا انا مع اسر وكنت بكلمك عشان خطوبتك انت وماما
رد عليها وهو يصب غضبه علي الهاتف يعتصره بين يديه :
بتعملي ايه مع زفت وايه ال خلاكي تسيبي بيت حازم وتروحيله تاني
اعتالت علامات الدهشه وجهها عند ذكر انها كانت عند حازم :
انت ايه ال عرفك ان انا كنت عند حازم
رد عليها بغضب :
انا ال بسالك مش انتِ… ايه ال وداكي عند اسر
= انا مروحتش هو ال جيه عند حازم وأخدني وممكن تهدي عشان نعرف نتكلم
زفر الاخر بضيق :
هنتكلم في ايه وانتِ ماشيه علي مزاجك ومكلفتيش نفسك تكلميني تعرفيني ال حصل والا لما سيبتي المستشفي وهربتي واتفقت مع حازم ياخدك وياخد باله منك
تحشرج صوتها من البكاء :
يا بابا انا مش عاوزه اتكلم في اي حاجه انا عاوزه احضر خطوبتك ممكن تيجي تاخدني
_ احنا خلصنا خلاص… بس مش مهم اجيلك فين دلوقتي
نظرت اليه قبل ان ترد علي والدها شعرت بأنه ليس علي ما يرام إقتحم قلبها شعور بالخوف عليه فتراجعت عن موقفها :
خلاص يا بابا انا مش هاجي ادام خلصتو
_ طب وفيها ايه لما تيجي… مكانك ايه؟.. خليني اجي اخدك
= لا خلاص انا كنت عاوزه احضر وكنت هسيب اسر وهو شكله تعبان فهستني معاه وهبقا اجي بكرا بإذن الله
ليرد عليها بنبرة حزينة :
لسه بتحبيه ومش قادرة تنسيه بعد كل ال حصل
ردت عليه بإقتضاب :
ايوه يا بابا
= مش هقولك غير ربنا يوفقك معاه بس كرامتك يا مليكة خط احمر محدش يقرب منها
انهت المكالمة وبحثت بالهاتف عن إسم معين حتي تهاتفه
༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
كانت تجلس علي المصلاه تسجد لربها وتستغفره وإنهارت في البكاء ثم إنتهت وشعرت بالراحه تتخلل قلبها حتي أزاب جبل الشر الذي كان يستحوز علي قلبها ويعم بدلا عنه الخير
إنتهت وخرجت من غرفتها وتوجهت الي الجنينه حيث ستلتقي به
في الاسفل
نزلت الي الجنينه المليئة بالاشجار والازهار الملونه التي تنعكس عليهم اشعه الشمس المضيئة شعرت باريحية وبأن الحياة ترقص امامها بفرح وسعادة نظرت الي الاشجار التي تحتضن بعضها في حب وود باغصانها التي تتمايل علي بعضها والسحب التي ترقص علي انغام زقزقة العصافير والشمس المشرقة التي تبعث اشاعتها في سعادة وقعت انظارها عليه وهو يلوح لها بأن تأتي لتسرع اليه راكضه
نظر اليها والي ابتسامتها والي شعرها الذي ينساب خلفها كشلال من الحرير
وصلت امامه بنشاط فوجه نظره الي الطاوله نظرت الاخري الي محل انظاره فوجدت طاوله يوجد بها صحون مليئة بوجبة الافطار
فتحدث معها بمرح وهو منحنيًا يبعد الكرسي حتي تجلس عليه :
اتفضلي سينيوريتا
جلست علي الكرسي ضاحكة بمرح :
ميرسيه
جلس قابليتها :
تعرفي ان ضحكتك حلوه اوي
شعرت بالقلق والارتباك وتوعك اسفل بطنها فأزاحت خصلات شعرها خلف اذنها بحرج تشعر بحرارة الخجل تنبعث من وجهها فأجابت عليه برقه :
شكرا
بدأ بتغير مجري حديثه حرصا علي عدم احراجها :
يلا بقا عاوزك تخلصي الاكل دا كله عشان انتِ باين عليكِ انك ضعيفه اوي
اخذت عفاف تتناول الطعام بحرص وبإرتباك من هذا الذي يصلت انظاره عليه
وضعت المعلقه جانبًا ووجهت حديثها اليه : هتفضل تبصلي كدا كتير ما تاكل
=ما انا كلت وشبعت
عقدت حاجبيها بتعجب :
ازاي وانت طبقك لسه متحركش منه حاجه
= حد يبقا قدامه العسل دا كله وميشبعش
شعرت بالخجل الشديد وتوردت وجنتاها إخفضت راسها وعضت علي شفتاها بخجل وأسرعت بالقيام من امامه ذاهبه الي غرفتها
༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
عند مليكة واسر
ظلت تنظر اليه وتراقبه بقلق حتي أتي اليها السواق ليساند اسر ويجلسه في الخلف لترجع هي الاخري بجانبه حتي تسانده كانت تجلس بجواره تشعر بتخبط في افكارها ومشاعرها وكيانها كله فهل الذي تفعله صحيح أم خطأ تود لو أن تلك اليلة المشؤمة تفقدها من ذاكرتها حتي تغفر له او علي الاقل تلك الاثار والكدمات التي بجسدها تختفي حتي لا تتذكر نظرت ألي ملامح وجهه بضياع وإلي حالته وضعفه وتتذكر هجومه الشرس في تلك اليلة تشعر بأن ذلك اليوم لم يكن هو وأنه شخص اخر وتتمني لو كان شخص اخر ليس بحبيبها وزوجها واجهها شعور بإحتضانه والبكاء والنحيب علي صدره لكن منعتها كرامتها من الاقتراب منه حتي
إنطلق السائق بهم الي شقتهم
وقام السواق بمساندته حتي وصلو الي باب شقتهم دلف به الي الداخل ووضعه علي الفراش وهم بالخروج ولكن توقف علي اثر صوتها :
ممكن تساعدني نطلبله دكتور…..
قاطعها صوته المرهق :
امشي انت يا اسماعيل واستني تحت عند العربية متتحركش
اومأ له اسماعيل وتركهم مغادرًا الغرفه والشقة كاملة
نظرت الي الملقي امامها بغضب :
انت مخلتهوش يطلبلك دكتور ليه انت مش شايف نفسك حالتك عامله ازاي
رد عليها اسر بوهن :
انا دايخ وعاوز انام ممكن تسيبيني انام واجلي اي كلام ل بكرا لاني فصلان ومش قادر
ترقرقت الدموع من مقلتيها :
طب قوم كل حاجه او اشرب حاجه عشان خاطري
قام بالاعتدال وأسند ظهره علي حافة الفراش وفتح لها ذراعيه ليستدعيها حتي تأتي إليه ويضمها إلي صدره
فإقتربت منه بخطوات ثقيلة وجلست امامه علي الفراش
شعر بخيبة امل تحتاجه فهو كان يظنها سترتمي بين احضانه لكن للاسف خاب ظنه بها فقد تغيرت تمامًا وكان هو السبب في تغيرها هذا… لم يتوقع أن يحدث بينهم كل هذا الجفاء والبُعد
طأطأ رأسه بخيبة امل وأنزل يده ووضعها جانبًا
ثم إنتبه الي حديثها :
انا هجيبلك عصير تشربه واكل عشان انت مكالتش ونزفت دم هو دا ال عمل فيك كدا
قامت من مكانها حتي تنفذ ما قالته بعدما لم يصل منه اي رد
جهزت الطعام وآتت به ووضعته امامه :
خلص الاكل واشرب العصير
همت علي الوقوف لكن منعها مهمهمًا :.
اقعدي كلي معايا حتي
ردت عليه بإقتضاب :
مش جعانه
اخذ يكرر عليها طلبه برجاء حتي وافقت وجلست معه وهو يأكل وعندما وضعت اول لقمة بفهما أحست بجوعها فبدأت بالاكل حتي انتهو وأخذت محتويات الطعام وذهبت مغادرة الغرفة ثم ذهبت للنوم
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كن لي أبا)