رواية كل له من اسمه نصيب الفصل الثالث 3 بقلم آيلا
رواية كل له من اسمه نصيب الجزء الثالث
رواية كل له من اسمه نصيب البارت الثالث
رواية كل له من اسمه نصيب الحلقة الثالثة
صوت الفرامل كان عالي ، فجأة اتلونت الدنيا كلها من حواليا بالسواد، كنت لسه قادرة أسمعهم و هم عمالين يصرخوا و كنت حاسة بسائل دافي بيجري على وشي ، كنت عارفة…عارفة إنه دمي بس عقلي كان رافض الفكرة، قضيت آخر تلات سنين من حياتي بحاول أنت*حر ،فكرت بمليون سيناريو لطريقة مو*تي لكن…لكن عمري ما اتصورت إن النهاية تبقى بالسخافة دي!
حادثة عربية؟! حاجة تضحك مش كدا؟!
********
قبل شهر :
_ أنا استحملتك كتير قوي يا فرح، مع إني كنت عارف إن البنات مبيجيش من وراهم غير الم*صايب، فاكرة إنك هتقدري تكوني حاجة؟ إنتِ فاشلة….و هتفضلي طووول عمرك فاشلة مهما عملتي.
نظرت إليه بينما غلفت طبقة من الدموع الرقيقة مقلتيها عاجزة عن الإجابة، لقد حاولت، لطالما حاولت إرضائه بكل وسعها، لم يكن خطأها أنها كانت فتاة و هو أراد صبياً، درست بجد لتجعله يفتخر بها ، اختارت دراسة الطب عوضاً عن السعي خلف حلمها فقط لأجل سماع كلمة تقدير و حب واحدة لكن هذا ما حصلت عليه، في النهاية هذا ما كانت تحصل عليه دائماً! تحدث مجدداً :
_ سيف اتقدملك كذا مرة و هو الوحيد اللي قابل ياخدك على الرغم من إنه عارف إنك مجرد واحدة مريضة و مجنونة عندها ميول إنتحارية.
_ بس…
قاطعها قبل أن تكمل كلامها:
_ مفيش بس ، خطوبتكم الأسبوع اللي جاي خلاص و الفرح هيبقى قريب جداً بعدها.
نظرت إلى والدتها بأعين مترجية تستغيث بها ، نفت الوالدة برأسها بحزن مما يعني أنها لا تستطيع فعل شئ ، استدارت بانكسار للتوجه إلى غرفتها و لكن أوقفها صوت والدها الآمر:
_رايحة فين؟ أنا جبتك عشان أقولك كدا بس، أنا لسه مش طايق أشوف وشك ارجعي مطرح ما كنتي.
انهمرت الدموع على وجنتيها دون سابق إنذار و جرت إلى الخارج بسرعة دون أن تلتفت خلفها أو تعطي بالاً لندائات والدتها المترجية بأن تنتظر قليلاً.
*********
في تلك الحديقة العامة كانت تستلقي على إحدى المقاعد الخشبية و تتأمل القمر الذي كان قد انتصف في السماء منذ مدة.
فجأة حُجبت صورة السماء بوجه مألوف قبل أن يتحدث:
_ الآنسة الإنت*حارية! بتعملي ايه هنا لوحدك في نص الليل؟
تنهدت و استقامت بجذعها العلوي لتصير جالسة على المقعد و من ثم تحدثت بينما تنظر إليه:
_ لسه عرضك متاح؟
عقد حاجبيه بعدم فهم لتتحدث مفسرة: الحقنة اللي عايزين تجربوها، لسه العرض متاح؟
تأملها للحظات بتفكير قبل أن يجيب أخيراً بينما يمد إليها يده:
_لسه متاح، تعالي معايا.
ترددت قليلاً قبل أن تضع أصابعها الرقيقة في يده ليحكم قبضته على كفها بينما يقوم بجرها خلفه ، لم تكن تدري إلى أين يأخذها، و لكنها تبعته بهدوء على كل حال ؛ ليس ثقة به بالطبع، لا يمكن أن يحدث لها شئ أسوء مما حدث بالفعل ؛ لكنها لم تكن تدري أنَّ الحياة قاسية بما يكفي لتقدم لها الأسوأ على طبق من فضة.
*********
_يزن! قاعد كدا ليه؟ إنت بتبكِ؟
جرى ناحيته بخطوات مسرعة و ارتمي في حضنه لينفجر بالبكاء، استمر آسر بالتربيت على ظهره في محاولة لتهدئته بينما يهمس في أذنه:
_ اششش، اهدا، أنا هنا اهدا.
تحدث الفتى ذو الأربعة أعوام بصعوبة بين شهقاته:
_بابا! ك..كنت فين، إنت..إنت هتمشي و تسيبني تاني؟
توسعت أعين فرح التي كانت شاهدة على الموقف بأكمله بصدمة ، هذا غريب ؛ يبدو الكبيب آسر أصغر بكثير من أن تكون لديه زوجة و طفل!
_كنت بجيب حاجة من السوبر ماركت و جيت بسرعة، أنا آسف لو قلقتك إنت عارف إني مستحيل أسيبك تاني.
قال بينما يمسح له دموعه برفق.
حمله على كتفه و توجه به ناحية إحدى الغرف، كانت غرفة متوسطة الحجم ذات جدران باللون الأصفر الهادئ و تتنشتر عليها ملصقات لبعض الشخصيات الخيالية من الرسوم المتحركة ، تجنب آسر الخطو على الألعاب الملقاة في كل مكان على الأرض بصعوبة حتى وصل أخيراً إلى الفراش في منتصف الغرفة أسفل النافذة.
وضعه على الفراش ، غطاه جيداً و من ثم طبع قبلة رقيقة على جبينه و عندما كان على وشك النهوض تمسك الفتى بملابسه لينظر إليه باستغراب:
_ يزن حبيبي، في حاجة؟
أومأ الفتى قبل أن يتحدث بصوت مبحوح من البكاء:
_ نام جمبي النهاردا.
نظر آسر باتجاه باب الغرفة و الذي كان يظهر فرح التي كانت ما تزال منتظرة بالصالة ليعيد نظره نحو الفتى مرة أخرى متحدثاً:
_بما إن في ضيف هياخد سريري النهاردا ؛ أعتقد إن معنديش خيار تاني أصلاً.
لم يفهم الصغير ما عناه تحديداً ، و لكنه ابتسم برضا على كل حال لمعرفته أنه سينام بجواره كما يريد.
*********
_ و بعدين معاكِ بقى ، هتاخدي الحقنة و لا لأ ؟ يزن مستنيني عشان أنام جمبه.
كانت تطالع الحقنة بين يديه بخوف و لكنها كانت قد حسمت أمرها بالفعل منذ مدة ، في النهاية هذا ما كانت ترغب فيه بشدة أليس كذالك؟
_ إنتَ…إنت مش خايف؟ هتعمل اي بج*ثتي بعد كدا ؟ هتوديها فين؟
تنهد بضجر، بينما يسحب ذراعها و يرفع كم قميصها:
_ متخافيش هدفنها كويس.
سحبت ذراعها منه مرة أخرى لتتحدث:
_ قولي الأول كنت بتعمل اي في الجنينة هناك ،إنت مكنتش بتجيب حاجة من السوبر ماركت زي ما قولت!
_بما إن المكان قريب من البيت بروح هناك عشان أقعد مع نفسي كل ما أحس إني مضايق.
أمالت رأسها باستفهام تنظر إليه بطريقة وجدها مضحكة قبل أن تتحدث:
_ و مضايق ليه بقى؟
ابتسم قبل أن يقرص أنفها برفق ليجيب:
_ شكلي هخليها الآنسة الفضولية بدل الإنت*حارية.
أخفضت رأسها بحزن بينما تجيبه:
_مش هتفرق، كدا كدا كلها كام دقيقة و مش هبقى موجودة تاني.
تأوه يضرب جبينه و كأنه تذكر شيئاً ما لتوه:
_ أيوا صح، نستيني إني المفروض أديكِ الحقنة، هاتي دراعك قبل ما يزن يقتلني بقى عشان اتأخرت عليه بسببك.
تراجعت للخلف بقلق بينما تتحدث:
_طب..طب ثواني هو إنت فين مراتك؟
عقد حاجبيه معاً مكرراً باستغراب:
_ مراتي؟
_أيوا مش عندك ابن يبقى فين مراتك؟
قهقه بعلو متحدثاً:
_أنتِ هتموتي دلوقتي و كل اللي همك تعرفي فين مراتي؟
عبست و عقدت ذراعيها معاً إلى صدرها بغضب مصطنع لتتحدث:
_مش ذنبي إني فضولية.
_أهو دا سبب تاني عشان نخلص منك بسرعة.
تأملته قليلاً قبل أن تمد ذراعها إليه و تومأ بهدوء متحدثة:
_ أنا مستعدة.
خابت توقعاتها قليلاً عندما رأته يزيل الغطاء عن الإبرة، لا تدري لماذا ! ربما تأملت و لو لحظات أن يمنعها و يتمسك بها، أن يخبرها بأن وجودها مهم و أنها ستصل إلى غايتها يوماً ما!
تلاشت أمانيها ما إن لامست الإبرة الباردة بشرتها و شعرت بها تغرس عميقاً في جسدها بينما يقوم بحقنها ليفرغ المحلول كله بشريانها، لا تدري هل أصبحت الرؤية ضبابية بفعل ذالك المحلول مجهول الأصل أم أنها كانت بفعل دموعها التي أغرقت وجهها، انتفض جسدها بعنف و كانت ترى لحظات من ماضيها يعاد عرضها بسرعة قبل أن تهدأ تماماً أخيراً و تغلق عينيها بسلام.
_ ايه دا؟ إنت ضميرك أنّبك و انت*حرت إنت كمان من بعدي و لا ايه؟
ابتسم بينما يناولها كأس ماءٍ لتشربه كله دفعة واحدة بسرعة.
_ ليه؟ شايفاني عبيط زيك؟ لا أنا مش مستغني عن حياتي والله.
تحرك خارج الغرفة بعد أن أخذ الكأس الفارغ منها، نهضت من على السرير لتتبعه ناحية المطبخ.
كانت الشقة متوسطة الحجم لكن بالنظر إلى أساسها كانت إلى حد ما فاخرة.
_ ايه اللي حصل؟ ليه أنا لسه عايشة لغاية دلوقتي؟
سألته حين دخلت إلى المطبخ خلفه لتقع أنظارها
على ذالك الفتى الصغير الذي كان جالساً على مائدة الطعام في المطبخ يتناول إفطاره بهدوء، لاحظت أنه يمتلك عيوناً زرقاء جميلة كعيون آسر يختلف عنه فقط بلون شعره الأشقر، فكرت في نفسها أنه لا بد أن تكون زوجته جميلة للغاية ليحصل على طفل بمثل جماله، و لكن هذه الفكرة أزعجتها لسبب ما لم تتمكن من معرفته ، هي لا يمكن أن تشعر بالغيرة، من المستحيل أن تعجب به بتلك السرعة صحيح؟!
_ أنا قولت عايزين نجرب الحقنة بمعنى إننا لسه منعرفش ايه تأثيرها مش لازم بالضرورة تموتك!
رمقته بغيظ تدعي الغضب و لكنها في الواقع كانت تشعر بالسعادة لأنها ما زالت على قيد الحياة، عزيزي أنت ستظل تعتقد أن الموت هو الحل الأفضل لمشاكلك المعقدة إلى أن تجربه!
سحبت المقعد لتجلس بجوار الفتى الصغير الذي نظر إليها بخوف يترقب ما ستفعله.
ابتسمت بلطف بينما تسأله:
_ اسمك ايه يا كتكوت؟
نظر إلى آسر و كأنه يطلب منه الإذن فأومأ له ليتحدث بخفوت:
_يزن.
_اسمك جميل يا يزن و إنت أجمل.
تصاعدت الحمرة إلى وجنتيه الصغيرة و نزل من على الكرسي ليختبأ خلف آسر.
قهقهت فرح على ردة فعله التي وجدتها لطيفة للغاية بينما آسر كان ينظر إليها بذهول، كانت تبتسم بصدق لأول مرة و كم كانت جميلة للغاية .
لاحظت نظراته ناحيتها لتتوقف عن الضحك و تتحمحم بحرج متحدثة:
_ أكيد زوجتك جميلة جداً.
استدار بجسده يكمل صنع فطوره و فطورها بينما يجيب:
_ ليه مصممة إني عندي زوجة؟ أنا مش متجوز.
استشعر صمتاً مريباً ليتلفت إليها مرة أخرى و سرعان ما انفجر ضاحكاً على تعابير وجهها المصدوم .
أدارت وجهها بخجل ، لقد أدركت لما كان يضحك، لطالما فضحتها تعابير وجهها الصادقة على عكس لسانها، ترددت قبل أن تتحدث بشئ من الإحراج :
_و مش مكسوف من نفسك و إنت بتقول كدا؟
_و هتكسف من ايه؟
رآها تنظر ناحية يزن الذي كان لا يزال متشبثاً به ليفهم ما تعنيه، انحني و طبع قبلة صغيره على وجنته قبل أن يتحدث:
_ يزن، اي رأيك تروح تلعب باللعب اللي في أوضتك لغاية ما أخلص و أجيلك.
_ بس النهاردا أجازتك و إنت وعدتني إنك هتلعب معايا.
تكلم بعيون دامعة، ليتحدث آسر مطمئناً إياه:
_أيوا هلعب معاك بس استنى أحط الأكل للآنسة الإنت*حارية عشان هي جعانة.
رفعت فرح حاجبيها باستنكار من كلامه ، بينما صفق الصغير بيديه فرحاً و جرى ناحية غرفته.
ما إن تأكد من ذهابه حتى تنهد متحدثاً:
_يزن أخويا مش ابني بس أنا بعتبره كدا، و هو كمان بيعتبرني باباه، و أيوا ماما الله يرحمها كانت جميلة جداً، كانت روسية و تقدري تقولي إننا ورثنا جيناتها.
لاحظت فرح تبدل ملامحه إلى الحزن لتتحدث معتذرة بندم واضح على وجهها:
_أنا آسفة.
ابتسم بينما يقترب منها ليقرص وجنتها، تأوهت بألم مصطنع و تحدثت:
_ ايه ؟ أنا مهزتش راسي.
_ دا علشان بتعتذري على حاجات إنتِ ملكيش ذنب فيها، عموماً متقلقيش على مشاعري الموضوع من أربع سنين.
كانت حزينة بسبب معرفة ذالك و لكن في الوقت ذاته كانت تشعر بالفراشات تتصاعد إلى معدتها عندما أدركت أنه غير متزوج ، لم تدرِ لماذا تشعر بهذا الشعور الغريب تحديداً و لكنه كان شعوراً جميلاً لا تمانعه على كل حال.
**********
_ أسرع يا بابا هنغلبها خلاص.
صاح يزن بسعادة عندما كان أخوه على وشك تجاوز خط النهاية ، قبل أن تخرج سيارة فرح فجأة من العدم لتهزمه في اللحظة الأخيرة.
_ المرة الخامسة على التوالي، تحب نخليهم ستة؟
تحدثت فرح باستمتاع بينما تلقي جهاز التحكم إلى جانبها ليتأوه يزن بانزعاج .
_ قولتلك يا يزن خليك في فريقي، بس إنت اخترت بابا خليه ينفعك بقى.
رفع آسر ذراعيه إلى أعلى يمدد جسده الذي تشنج من طول فترة جلوسه ليتحدث بعدم اكتراث:
_ اللعبة مملة مفيش حافز يخليني أفوز…
توقف لينظر إليها بمكر بينما يكمل محركاً حاجبيه إلى الأعلى و الأسفل بنظرة ذات معنى:
_ايه رأيك نخليها ممتعة شوية ها؟
عقدت حاجبيها بعدم فهمٍ في البداية و لكن ما لبست أن اصطبغ خداها باللون الأحمر لتلقي عليه الوسادة بينما تصرخ مغطية وجهها:
_ حقير، منحرف!
أمسك بالوسادة قبل أن تصطدم به ليتحدث ببرائة مصطنعة:
_قصدي كل ما حد يكسب يكون ليه الحق في إنه يسأل التاني أي سؤال و لازم يرد عليه بكل صراحة، ايه؟ اي اللي جه في دماغك؟
ازدادت حمرة وجنتيها دون أن تجيب و قامت بدفن وجهها بالوسادة الأخرى بجوارها ليتحدث مجدداً بنبرة سخرية:
_ متأكدة إني المنحرف هنا؟
_اخرس!
صرخت عليه بصوت مكتوم بسبب الوسادة.
*********
_ها، اي رأيك بقى؟ تحبي نبدأ بسؤال خفيف و لا أدخل في التقيل علطول؟
تحدث آسر بعد أن فاز عليها بكل سهولة.
نظرت إليه بحنق ، هل كان يدعي عدم المهارة منذ البداية فحسب ليفعل هذا؟!
لقد جعلها توافق على اقتراحه بكل سهولة معتقدةً أنه سئ باللعب و لن يتمكن من هزيمتها مطلقاً.
نظرت إلى يزن الذي كان يغط في نوم عميق، كان هذا طبيعياً نتيجة المجهود الذي بذله اليوم، لقد ذهب إلى الحديقة برفقتها هي و أخيه صباحاً بعد أن أنهوا فطورهم و بعد تناول غدائهم في إحدى المطاعم بالخارج قرروا زيارة حديقة الحيوان بعد إلحاح يزن ، تناولوا عشاءً خفيفاً عندما عادوا إلى المنزل ليكملوا اليوم باللعب بألعاب الفيديو.
لم تكن سعيدة بنوم يزن ، كان سيمنع وجوده آسر من أن يسألها أسئلة محرجة على الأقل، أومأت بالموافقة ، ليقرص آسر وجنتها متحدثاً:
_ استعملي الكلمات.
حكت وجنتها بعبوس لطيف لتتحدث:
_جاهزة، ابدأ.
وضع يده على ذقنه يحكه بينما يدعي التفكير قبل أن يتحدث:
_ آه لقيتها، هربتي ليه من أهلك؟
طالعته بارتباك واضح قبل أن تشيح وجهها بعيداً عنه لتتحدث:
_ و إنت..إنت ايه اللي خلاك تفتكر إني هربت منهم؟
_ فرح! إنتِ من امبارح مبيتة برا البيت و محدش اتصل بيكِ يطمن إنتِ فين! في الحقيقة أنا متأكد إنهم اتصلوا بيكِ بس كل الحكاية إنك أكيد خرجتي و سبتي تليفونك زي الهبلة!
ابتسمت بإحراج بينما تجيبه:
_ هو أنا مهربتش بالمعنى الحرفي، أنا بس كنت محتاجة أبعد عنهم فترة.
همهم بتفهم ليعاود الحديث مجدداً:
_ أياً كان بتسمي عملتك دي ايه لسه برضو مقولتيش السبب اللي خلاكِ تعملي كدا.
أشاحت وجهها بعيداً بإحراج بينما تجيبه:
_ دي مشكلة عائلية مش حابة أتكلم فيها، أرجوك متجبرنيش إني…
قُطعت جملتها بفعل يده التي أمسكت بذقنها تدير وجهها ناحيته لينظر في عينيها مباشرة ، شعرت أن نظراته تستطيع اختراق روحها و أن بإمكانه الرؤية خلالها بوضوح، تحدث بهدوء:
_ فرح، الناس متقدرش تعرف إنتِ بتفكري في اي إلا لو حكتيه بصوت عالي ، افتكري دايماً إن كل المشاكل حلها هو الكلام الصادق، تقدري تقوليلهم إنتِ بتحسي بإيه، تقدري تقوليلهم نفسك تبقي اي، تقدري تقوليلهم…..لأ.
اتسعت عينيها بصدمة ، هو يخبرها أن الناس لا تستطيع معرفة ما تفكر فيه دون أن تخبرهم ؛ لكن هو….لكن هو كيف عرف مشكلتها دون أن تتحدث إذاً؟!
امتلأت مقلتيها بالدموع نتيجة تأثرها الشديد بحديثه، استنشقت ماء أنفها و أومأت له ليفلت وجهها و يقرص وجنتها ضاحكاً بصوت عالٍ.
_إنتِ فعلاً من النوع اللي مش بيتعلم بسهولة!
نهض بينما يمد إليها يده ليساعدها على النهوض متحدثاً:
_ قولنا نستعمل الكلمات!
ضحكت بصدق و أومأت دون أن تجيب متعمدة إغاظته لتهرب منه بسرعة قبل أن يتمكن من قرص وجنتها مرة أخرى بينما كان يركض خلفها مشيراً لها أن تخفص صوتها حتى لا يستيقظ يزن.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كل له من اسمه نصيب)