رواية كفر صقر الفصل السبعون 70 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)
رواية كفر صقر الجزء السبعون
رواية كفر صقر البارت السبعون
رواية كفر صقر الحلقة السبعون
كم هي صعبة لحظة الفراق عندها تنتهي الكلمات وتكتفي الدموع بالتعبير عن حزن القلب ودمعة العين واسترجاع كل الذكريات،هي الشيء الذي يبقى لدينا بعد الفراق.
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله .
طلق عبيد ألماس فنزلت الكلمة على نفسها بالسكينة وكأنها حررت بعد سنين من السجن وأستطاعت التنفس أخيرا فحمدت الله وسجدت لله شكرا .
ولكن بعد أن رفعت رأسها من السجود وجدته يبكى بكاء هستيرى فأشفقت عليه حقا .
فهى لا تنكر إنه تغير كثيرا فى الأونة الأخيرة فهو ليس عبيد الذى أختطفها وتزوجها عنوة بل تحول لرجل صالح حقا يصلى ويذكر الله ويتلوا ايات الله والأهم إنه إحتوى حمزة بعد سنوات من البعد .
ولكن ما باليد حيلة فمهما فعل فقلبها ليس له .
أقتربت ألماس منه محاولة التلطيف عنه. بقولها….عبيد صدقنى خلاص أنا سامحتك وأنت كمان ياريت تسامحنى لإنى ماقدرتش أديك قلبى فكان لازم فعلا يجى يوم وننفصل .
إبتلع عبيد ريقه بصعوبة ونظر لها بحزن قائلا…..الحمد لله إنك سامحتينى يا ألماس ،وعندك حق ماكنش ينفع نكمل أكتر من كدا .
وربنا يتولانى برحمته ، بس عايزك بس تصبرى عليه كام يوم أقدر اعتمد فيهم على نفسى واخد شقة لنفسى وأسيبك هنا مع الولاد .
نكست ألماس رأسها بحزن قائلة ….ماتقلقش أنا برده فى الآخر أم ولادك ومش هسيبك فعلا تمشى غير لما ترجعلك صحتك .
عبيد بوهن وحزن ……كتر خيرك .
ثم ولج إليهم حمزة مبتسما …يلا يا ست الكل المعاد أزف ،خلاص جهزتى ولا لسه قدامك شوية؟
ألماس…لا خلاص يا حبيبى ، خلصت يلا بينا .
فأقبل حمزة على والداه وقبل يده قائلا….حبيبى يا بابا ماتقلقش هى ساعة وحدة وهنكون عندك .
والعلاج جمب حضرتك أهو والمية وهتصل برده فى الطريق اطمن اخدته ولا نسيت .
وربنا يتم شفاك يا حبيبى .
عبيد بآسى……ان شاء الله ، ربنا يسعدك يا ابنى .
خرج حمزة من الغرفة قبل ألماس .
ثم همت ألماس بالمغادرة فنادى عليها وكإنه يشعر إنها نظرة الوداع ….فالتفت إليه مترقبة ما يقول ..
عبيد…..ألماس خلى بالك من نفسك وخلى بالك من قلبى لإنه معاكِ .
شعرت ألماس بغصة فى قلبها لكلماته ولكن هى أيضا قلبها ليس معها فهو مع فارس .
ثم غادرت لتلحق بحمزة متوجهة إلى قدرها .
……………..
هاجر بضحك…..مالك يا روكا قعدة بتفركى فى صوابعك كده زى الطالب اللى داخل أمتحان ومتوتر .
رقية بتوتر….والله نفس احساسى وأكتر كمان .
انا مش مصدقة إن حمزة جاى خلاص يخطبنى النهاردة .
بعد ست سنين حب من غير مايعرف ولا يحس وفجأة كده من يوم وليلة يجى يخطبنى ؟
هاجر…..تقولى ايه بقه ، نظره ضعيف يا بنتى ، بس شكله أمه دعياله والله .
هو يطول ياخد روكا القمر المدلع ده .
رقية……قصدك أنا اللى طول دكتور حمزة المز الحليوة ده ، اللى عمره مابص على بنت كده ولا كده ولا اتكلم مهما حاولت البنات تلفت نظره ليها .
ده أنا متأكدة إن كل البنات هتحسدنى عليه ومش عارفة لو وحدة بعد الخطوبة بصتله ولا عملت حركات السهوكة بتاعة البنات دى هعمل فيها إيه ؟
ده أنا ممكن أفقع عينيها الإتنين .
هاجر بضحك.. تصورى أنتِ طلعتى شريرة اوى وانا ماكنتش أعرف .
مابراحة يا بنتى مش كده ؟
رقية……لا كده ونص كمان ، ده حموزة مش أى حد .
ثم سمعوا جرس الباب يعلن بوصول حمزة.
أسرعت رقية إلى المرآة تهندم من نفسها وتعدل فى حجابها.
رقية……..إيه رأيك شكلى حلو ؟
وهعجب ماماته ولا إيه ؟ علشان خايفة اووى .
هاجر…….والله قمر يا بنتى ، أهدى بس شوية كده وأنتِ تعجبى الباشا نفسه .
رقية…مش عارفه حاسة إن اعصابى كلها مش قادرة أسيطر عليها .
ومش عارفه وهخرج أقابله إزاى ؟
هاجر…….يوه هو جواز صالونات ،أمال لو ماكنتيش بتحبيه وشوفتيه بدل المرة مليون قبل كده .
بطلى بقه دلع البنته اللى ملهوش عازة صوح .
رقية…….إكده يا هجور ، لما أشوفك يوم مايجى فارس هتعملى إيه ؟
هاجر…….إسكتى إسكتى ده بس لما قولتى بس اسمه حاسة هيغمن عليه .
رقية……..ياسلام ، فين بقه النصايح اللى كنتِ
بتديهالى من شوية .
هاجر…….ذهبت مع الريح يا أختاه .
ويلا بقه يا جميل احملى الصنية ووقعيها على دكتور حمزة ، ماهو لازم نعيش الدور زى الأفلام بالظبط .
رقية….بس بس إسكتى يا هاجر .
هاجر……فيه إيه يا بنتى ؟
رقية……..انتِ مش حاسة إن فيه صوت عياط وحركة غريبة بره .
استمعت هاجر ….فعلا لصوت نحيب يأتى من الخارج .
فوضعت يدها على قلبها وبألم…فيه إيه ؟
انا قلبى واجعنى .
يكونش العريس اتكعبل فى طرف السجادة .
رقية ……أنتِ متعرفيش تكلمى جد ابدا.
لما أطلع أشوف مين اللى بيعيط فى مناسبة زى دى وربنا يستر علشان أنا عارفة حظى من زمان ابيض ابيض يعنى .
ثم خرجت رقية واتبعتها هاجر على ترقب .
لترى المفاجأة .
حمزة ومعه والدته ولكن والدته تحتضنها والدتها فريدة وتبكى بكاء شديد .
ليس هما فقط من يبكى ولكن “”
وجدت أيضا عبدون وعبير وفريد يبكون مردفين …لا لا مش معقول !
معقول ده ، إحنا بنحلم ولا إيه ؟
ألماس عايشة مماتش .
فلاش باك ..
عندما رن جرس الباب أسرع عبدون والد رقية . لفتحه مرحبا ….اهلا وسهلا دكتور حمزة صح .
ثم وقع نظره على التى بجانبه فاتسعت عينيه من الدهشة وصاح ….بسم الله الرحمن الرحيم ، ألماس ، معقول أنتِ ألماس .
نظرت له ألماس بذهول وارتعدت أوصالها وبصوت مهزوز …..عبدون .
ولم تشعر بنفسها إلا وهى بالداخل بعد أن حملها حمزة بعد أن اغشى عليها من الصدمة .
لتفتح عينيها ببطىء لتجد الكل متجمع حولها يتهامسون …
معقول بعد السنين دى كلها ألماس حية مماتش ، طيب إزاى وكانت فين السنين دى كلها ؟!
وأنت ابنها يعنى اتجوزت وخلفت كمان ويا ترى مين الأب.
معقولة يكون عبيد ؟؟ كمان مماتش .
امال مين اللى مات فى العربية وشوفنا جثته ؟؟
اما حمزة فوقف مذهولا يتابع نظراتهم تارة لوالدته وتارة لهم غير مستوعب ما يحدث .
من هؤلاء وما الصلة التى تجمعهم بوالداهم ووالداتهم .
وكيف يستغربون زواجها وانجابها ولما يستغربون أن عبيد أباه ؟؟
أتراه يعلم اليوم السر الذى اخفته والدته لسنوات طويلة ويعلم سبب حزنها الدائم .
ألغاز كثيرة تحتاج إلى معرفة .
ألماس بصوت ضعيف …انتم بجد حواليا ولا أنا بحلم ؟
معقولة بعد السنين دى كلها ربنا يجمعنى بيكم من تانى وابنى أنا يكون هو السبب .
سبحان الله المجمع شمل الأحبة بعد الفراق .
فريدة بدموع……تعالى فى حضنى يا حبيبتى ، ماتصوريش أنا فرحانة قد ايه لما شوفتك .
فضمتها فريدة باكية وبكت ألماس وخرجت رقية على صوت البكاء فراتهم على تلك الحالة غير مستوعبة ما يحدث وما سببه ؟
وكأنهم يعرفون والدة من عشقته حتى الثمالة منذ زمن بعيد .
ابتعدت فريدة عن ألماس برفق لتفجر مفأجاة أخرى لألماس ستصيب قلبها فى مقتل .
فريدة……ده فارس لما يعرف إنك لسه على وش الدنيا وماموتيش هيفرح اوووووى اووووى .
ماتعرفيش لما فاق من الغيبوبة وعرف إنك موتى أتأثر قد ايه وزعل .
تعرفى ٱنه رفض الجواز علشان خاطرك .
ثم انتبهت فريدة لجمود وجه ألماس عندما حدثتها عن فارس ثم انتبهت لحمزة .
ليعلو صوت فريدة……بس إزاى يا ألماس تجوزى وتخلفى وأنتِ جوزك لسه حى ؟
تخشبت ألماس ثم أرتعشت وبصوت مهزوز مكتوم ….بتقولى إيه ؟
فاااااااااارس عايش مماتش يوم الحادثة
فريدة….لا مماتش ده اتصاب بس ودخل فى غيبوبة سنتين كده وفاق .
وما أن اتمت فريدة كلمتها حتى اغشى على ألماس مرة أخرى من هول صدمة أن فارس على قيد الحياة .
حمزة بذعر……امى امى ؟
هو فيه إيه يا جماعة ماتفهمونى الحكاية ؟ انتم مين وفارس مين ؟
امى ردى عليه يا امى .
عبير…….براحة عليها يا جماعة ..
هى شكلها فاكرة أن فارس مات زى ماإحنا فاكرين بالظبط انها ماتت .
فالصدمة كبيرة عليها وعلينا .
فريد……..يعنى فارس كان عنده حق لما شافها واقفة قدام المستشفى وأنا اللى ظنيت أنه بيتهيأله.
سبحان الله .
أنعشت فريدة ألماس بنثر بعض الطيب على أنفها .
أستفاقت ألماس مرددة …….فارس فارس .
فريدة……..اتصل بـ فارس يا عبدون ، قوله ياجى حالا بس ماتقلهوش حاجة خليها مفاجأة لما يجى أحسن .
وكمان كلم سمية ويحيى يجوا وياجى معاهم بابا وماما ( ياسين ومايسة ) .
وكمان اتصل بعمى صهيب وعمة سمية ….والله ماعارفة هنقولهم إزاى الموضوع !
اقولك قولهم مناسبة حلوة ولازم يحضروها معانا .
عبدون….صراحة أنا كمان مع انها قدامى وشايفها بعنيه ومش مصدق .
امال هما هيعملوا إيه ؟
تقدمت رقية على بطىء فرآها حمزة فدق قلبه ولكنه تسائل …أنتِ تعرفى حاجة عن الموضوع ده ؟
رقية…لا أنا أتفاجئت زى زيك ،بس إظاهر إننا طلعنا قرايب من غير مناعرف .
حمزة بذهول …..قرايب …
بكت ألماس بقهر…يعنى أنا عشت السنين دى كلها فاكرة أن فارس مات واتجوزت غصب عنى عبيد وخلفت منه .
يعنى كده انا كنت متجوزة اتنين فى وقت واحد ، استغفر الله العظيم يارب ، استغفر الله العظيم .
سامحنى يارب ماكنتش اعرف ، ولو أعرف أنه عايش كنت موت نفسى قبل مايلمسنى عبيد .
فريد….يعنى أنتِ بعد ماخطفك عبيد كتب عليكِ واتجوزتوا وخلفتى وأنتِ ماتعرفيش أن فارس لسه عايش ؟؟
ألماس …..لا لا طبعا ماعرفش ماعرفش .
فريد…..هو الموضوع هيكون صدمة كبيرة لـ فارس ، بس من جهة الشرع ،انتِ معلكيش اى ذنب لعدم معرفتك
قال صل الله عليه وسلم ( رفع عن أمتى الخطأ والنسيان ) .
بس مين اللى مات فى عربية عبيد وافتكرناهم أنتِ وهو .
ألماس وهى تنظر لحمزة بحرج لإنه اليوم علم ما أخفيت عنه السنين حتى لا يسقط والده من عينه .
ولكن القدر كشف المستور ..
ألماس…..دول ناس ماتوا من المخدرات وفزاع الله يجازيه مطرح ماراح لبسهم لبسنا ومشى بالعربية فى الطريق السريع وبعدين نزل منها والعربية فضلت ماشية لغاية ماتصدمت ووقفت ووولعت فالجثث اتحرقت ومابنش ليها ملامح والبوليس افتكر إنها إحنا علشان عربية عبيد ومتسجلة فى المرور .
وعشنا بأسماء الأتنين اللى ماتوا علشان محدش يتعرف على عبيد ويتمسك ويدخل السجن .
فريد بذهول……..مش عارف انا عبيد ده جنسه إيه بالظبط ؟ شيطان ولا إيه ؟
يعنى قتل اخوه وخطف مراته وكمان زور وعاش معاكِ كده فى كل الحرام ده .
وهنا أدرك حمزة السر التى كان تخفيه والدته وسر الحزن الذى كان فى عينيها دوما .
والذى كان ورائه والده .
صُدم حمزة فى والداه …وردد بحزن أنا بابا عمل ده كله ؟؟
فريد……للأسف يا ابنى ، بس انت ماشاءالله تبارك الله الخالق الناطق من عمك فارس اللى حاول أبوك يقتله يوم فرحه على أمك .
وهنا أدرك حمزة سبب عدم حب والده له فى البداية وسر أبعاده عن المنزل وإلحاقه بمدرسة داخلية لإنه يشبه شريكه فى حب والداته .
نكس حمزة رأسه بحزن قائلا ……أظن دلوقتى ماينفعش أتقدم واطلب ايد رقية بعد ماعرفت كل اللى بابا عمله .
فأنا هنسحب وربنا يرزقها واحد خير منى , لإنى مهما بابا عمل فهو فى الأخر والدى وبحبه ويستحيل اقف ضده أبدا .
وانا مضطر أستأذن دلوقتى سامحونى .
وأنتِ يا أمى لو حبيتى تروحى أو حتى حبيتى تقعدى هنا مع قرايبك بلغينى .
انا همشى دلوقتى علشان أكيد بابا محتاجنى جمبه .
ومش هقدر اسيبه لإنه لوحده أما حضرتك فماشاءالله ظهرلك زوج وعيلة كبيرة ومش محتاجنى .
نظر عبدون لذلك الفارس الصغير بعين الإعجاب بالرغم مما علم عن والده مازال يحبه ويحترمه ويريد البقاء بجواره فعلم حقا أن ألماس احسنت تربيته للغاية وأصبح فى أخلاق الفارس الكبير فسيكون نعم الزوج لإبنته .
شعرت ألماس بالوجع فى عين حمزة وحزنت لأجله ورغم فرحتها بعودتها لحياتها السابقة وحياة فارس ولكن الفرحة ناقصة دوما بحزن حمزة الذي كسر قلبها .
أمسك عبدون بذراعه بحنان وابتسم فى وجهه قائلا……ومين قالك يا دكتور إحنا هنسيبك تمشى .
وانا مايهمنيش أنت ابن مين المهم انت مين ؟
واللى بتتكلم عليه ده قبل مايكون أبوك ، هو اخويا .
يعنى ليه فيه اكتر منك .
حمزة بذهول…انت طلعت عمى ؟
يعنى الإنسانة اللى حبتها طلعت بنت عمى ؟
سبحان الله ، قدر ولطف ، وله فى حكمه شئون .
عبدون…..سبحانه يا ابنى ، كل شىء عنده بقدر .
وأنا متأكد أنك هتكون زوج صالح لبنتى إلا لو انت مش عايز ؟
فابتسم حمزة ابتسامة ممزوجة الألم …لا طبعا يا عمى عايز .
فابتسمت رقية رغم حزنها على الحزن الواضح فى عين حمزة .
عبدون…….طيب خلاص أقعد لما كل الأحبة تجمع .
فشرد حمزة فى والداه الذى يجلس بمفرده بدون أنيس أو جليس وليس له أحدا سواه هو وأخته .
وقد أدرك أن ما فعله فى شبابه كان نتيجة للحب الذى أدمى قلبه ولكنه الأن تاب إلى الله وتغير .
فوجد حمزة نفسه بدون شعور يخرج هاتفه أمامهم .
ثم أتصل بوالده ليطمئن عليه كأنه يقول لهم إنه سيظل ابنه البار مهما صدر منه .
حمزة……..بابا عامل ايه دلوقتى ؟
اخدت الدوا بتاعك ؟
عبيد بعين لامعة من فرحته بإبنه البار الذى كان عوض من الله عزوجل عن ما افتقده من حياته من حب واهتمام …..اه الحمد لله يا حبيبى اخدته .
وماتشغلش بالك بيه وخليك مع عروستك.
ومستنيك علشان تحكيلى إيه الأخبار ؟
ابتسم حمزة بعين دامعة والكل ينظر لذلك الصقر الصغير بأخلاقه العالية التى تعد نادرة فى هذا الزمان .
حمزة….أن شاءالله يا حبيبى ،هحكيلك كل حاجة
خلى بالك من نفسك .
سلام يا بابا.
فريدة….يا حبيبتى يا ألماس ، انتِ شكلك أتعذبتى كتير فى الفترة اللى فاتت دى كلها .
ومحتاجين اكيد قاعدة كبيرة مع بعض تحكيلنا بالتفصيل .
ثم سمعوا صوت جرس الباب .
فدق قلب ألماس وكأنه سينزع من مكانه وسلطت عينيها بترقب لدى الباب وجسدها ارتعش من هول لحظة اللقاء بعد غياب سنوات طويلة من العذاب
ولكن كيف سيكون وقع عليه إنها تزوجت وانجبت ولكن بدون إرادتها هل سيغضب ام سيسامح ؟؟
ويبقى الحب مغفرة لما كان .
ولج فارس بطلته الخاطفة للأنفاس وبإبتسامة هائمة على وجه قائلا…خير يا اخواتى الأعزاء .
ايه المفاجأة اللى خلتونى أجى علشان خاطرها .
فأشار له فريد بعينيه لتلك السيدة التى تفترش المقعد .
ليتلفت فارس ليجدها من ؟؟( ألماس )
لتتسع عينيه بذهول وتنطق قبل لسانه وتزداد ضربات قلبه ثم افتح فاه بصعوبة لينطق…..ألمااااااااااااااااااااااااااااااااس
ألمااااااااااااااااااااااااااااااااس
ثم انطلق نحوها ليضمها لصدره وكإنه يبعث الروح لجسده من جديد .
فعودة الحبيب بعد غياب تكون بمثابة عودة الروح للجسد بعد انفصالها عنه، وهنا تبدأ ترانيم الحياة باللقاء، بالجاذبية الروحانية، بالتوحد، فيحلو كل مُرّ، ويعذب كل مالح، وتلمع العيون ببريق الأمل والسعادة، وتعزف أوتار القلب أعذب الألحان، ويأتي الربيع قبل الأوان وتذوب كل الآلام وتتلاشى الأحزان، ويصبح لون العالم وردياً، وتتلون الأشياء بألوان الزهور وتتعطر برائحة السعادة التي هي أجمل وأزكي من أغلى أصناف العطور، ويشعر الإنسان بأنّ له جناحان قويان يطير بهما ويعلو فوق السحاب، حيث لا عذاب ولا عتاب وينهل من الحب بلا حساب، فما أحلى اللقاء بين الأحباء بعد الفراق والغياب.
بكى الجميع على بكاؤهم وعلى هذا الحب الصامد رغم مرور الأزمات والغياب الطويل .
وصدقوه الان عندما كان يقول ويردد دائما أنها لم تمت .
الكل فرح لعودتهم ولكن حمزة مشاعره مختلطة بين الفرح لفرح والدته بعد سنوات من الحزن.وبين عدم التصديق أن والدته فى أحضان رجل آخر غير والداه حتى لو كان زوجها أمام الله .
ودقق حمزة النظر لذلك الرجل فوجده يشبه تماما .
فتمتم …سبحان الله .
شعرت ألماس بالحرج أمام حمزة ….فابتعدت برفق عن فارس الذى تسائلت عينيه…ليه بتبعدينى عنك ، أنا ماصدقت لقيتك ؟؟
اوعى تبعدينى تانى أرجوكِ.
همست ألماس…..حمزة تعال يا حبيبى ، سلم على عمك .
التفت فارس بذهول غير مصدق لذلك الذى تناديه حبيبى ، فهل هناك حبيب غيره ؟
فوجده نسخة مصغرة منه .
فارس ببعد نظر ولكن بقهر شديد …هو أنتِ وعبيد .
ثم نظر لها بغضب. …إزاى ده ؟
إزاى خلفتى ؟ جاوبينى يا ألماس ؟
معقول ده ابنك ؟ ازاى وأنتِ لسه على ذمتى ؟
فريد…..أهدى كدى يا خويا واقعد وأنا هفهمك .
وضع فارس يده على رأسه التى عصفت به من مجرد التفكير أن عبيد حاذ عليها .
أدركت ألماس ما فكر به ليفاجىء بها فى وجه صارخة …….فارس ، أنت بتفكر فى إيه ؟
لازم تعرف قبل اى كلام أن اه جسمى اتلمس لكن قلبى عمره ماحد لمسه غيرك .
وأن ده كان غصب عنى أشبه بالأغتصاب تحت مسمى الزواج لإنى ماأعرفش إنك عايش كنا فاكرين إنك مت .
ثم بكت ألماس بإنهيار…..كان غصب عنى ، كان غصب عنى يا فارس وكنت بموت فى كل لحظة كان بيلمسنى فيها مليون مرة .
وحاولت الإنتحار وفشلت وحولت الهرب وبرده فشلت .
فكان غصب عنى .
ولو مش هتقدر تستحمل ده ، فأنا بطلب منك إنك تطلقنى .
وكفاية عليه إنى شوفتك دى بالدنيا كلها .
ثم نظرت لحمزة بعيون دامعة……يلا بينا يا حمزة.
فارس بغضب…هتروحى فين هتروحيله تانى برجلك يا ألماس .
ألماس بصدمة…….لا ماينفعش لانه قبل ماجى هنا طلقنى علشان ده كان طلبى علشان أسامحه على السنين اللى ضاعت بسببه .
وكنت هعيش لولادى بس قبل حتى ماأعرف أنك لسه عايش .
شعر فارس بالندم على ما تفوه به ولكنه كان على سبيل الغيرة لا اكثر على حبيبته التى أفنى عمره على أمل إنها مازالت على قيد الحياة .
ولم ينظر لغيرها قط فما بال أن يجدها قد أنجبت .
فارس …..ازاى عايزانى اطلقك بعد مالقيتك يا ألماس ومعلش اعذرى انفعالى ده غيرة مش أكتر وأكيد عارف إنه غصب عنك يا حبة جلبى كيف ما كنت بجولك زمان ويا ألماستى .
سامحينى أرجوكِ ويلا نبتدى حياتنا من جديد .
كأننا لسه ولاد النهاردة .
ألماس …يعنى هتتقبلنى وأنا أم مش لـ حمزة بس ،فيه أخت ليه تؤم أسمها حور .
فارس …حمزة وحور
ماشاءالله أكيد هتقبلهم علشان حتة منك يا ألماس يعنى حتة منى أنا كمان .
فريد…..بس لازم اللى اسمه عبيد ده ياخد جزائه على اللى عمل فيك يا فارس وفى ألماس غير التزوير .
انا لازم أبلغ عنه ودلوقتى ؟
فنظر له حمزة بصدمة وأردف .؟؟؟؟؟؟؟؟؟
…………..
سبحان الله الذى جمع الشتيتين بعد الفراق .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كفر صقر)