روايات

رواية كفر صقر الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)

رواية كفر صقر الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)

رواية كفر صقر الجزء الرابع والخمسون

رواية كفر صقر البارت الرابع والخمسون

كفر صقر
كفر صقر

رواية كفر صقر الحلقة الرابعة والخمسون

عبدون….خير يا دكتور ؟ طمنى التحاليل فيها إيه ؟
الطبيب…..صراحة ست صباح عندها لوكيميا (سرطان الدم ) أعاذنا الله وإياكم .
صُدم عبدون مما سمع فهو يعلم شراسة هذا المرض وخبثه .
عبدون…لا حول ولا قوة الا بالله ، اللهم لا اعتراض على قدرك .
ثم أسرع عبدون إلى طبيب متخصص فى هذا المرض ليستفسر عن حالتها قبل أن يعلمهم بالأمر .
الطبيب المختص بعد إطلاعه على التحاليل ..للأسف إللى ظاهر عندى إنه بنسبة عالية جدا وده بيأكد إنها فى المرحلة الأخيرة وإنه انتشر فى الجسم ، لإنه اكتشف فى وقت متأخر .
عبدون بفزع…… يعنى ايه مفيش أمل تخف وتعيش .
الطبيب……الأمل فى الله طبعا ، والأعمار بيده ، لكن أنا بكلمك من مجال علمى بالحالة لكن فى الأخر ربنا سبحانه وتعالى هو اللى بيده كل شىء ، فادعولها.
عبدون……..ونعم بالله .
طيب دلوك أجولها الحجيجة وأجيبها تتعالج ولا أعمل إيه ؟
الطبيب…..للأسف لازم تعرف لأن العلاج الكيماوى متعب ومكلف فى نفس الوقت .
فلازم تعرف علشان تستعد نفسيا ليه .
غادر عبدون من عند الطبيب وهو يحمل جبالاً من الحزن فوق عاتقه .
عبدون……..يعنى مش كفاية امى تروح منى ، كومان الست اللى غمرتنا بحنانها وحبها كأنها أمنا .
استغفر الله العظيم ،اللهم لا اعتراض على حكمك ، بس اشفيها يارب .
عاد عبدون للمنزل منكس الرأس وتسلطت عليه الأنظار فاالكل مترقب نتيجة التحاليل .
سمية…….ها خير يا عبدون النتيجة زينة ؟
فلم يچيبها عبدون وظهر على وجهه الحزن .
فشهقت سمية ووضعت يدها على فمها من الخوف مما سيقوله .
أما عبير فقامت مسرعة لتخطف منه ورقة نتيجة التحاليل لتصعق عندما قرأتها لتجلس على أقرب مقعد باكية.
فناوبت النظر سمية لكل منهما بقلق صائحة ….هو فيه ايه ماحد يفهمنى ؟ امى فيها إيه ؟
ليتخلل ضجيج حزنهم صوت تلك السيدة التى تؤمن بقدر الله وترضى به
صباح بألم . …..يا ولدى جول ماتخفش أنا راضية بكل شىء ربنا كاتبه وعارفة زين إن الموت علينا حج والمهم إننا نجابل ربنا نضاف من چوه وأنا الحمد لله طول عمرى جلبى نضيف عمره ماعرف الكره ولا الحسد والحمد لله بعمل فروضى حتى لو كنت بموت .
ثم ضحكت بألم هو شىء واحد بس فى جلبى بس كان غصب عنى .
فابتسمت عبير رغم بكاؤها ……عرفاه يمه هو الغيرة من خالة مايسة علشان أبوى كان هيحبها .
وامى الله يرحمها كانت إكده بردك هتغير جوى .
دى حاجة غصب عنك وربنا مسامح كريم .
صباح…….ايوه يا بتى الغيرة كانت هتاكل جلبى دايما مع إنه عمره ماحسسنى بحاچة بس أنا كنت هحس إنه لساه هيحبها رغم كل السنين اللى عدت .
وربنا يعفو عنى ويسامحنى .
وأنا خلاص مانفسيش فى اى حاچة واصل إلا إنى أطمن على أبوكم وأشوفه خارج بالسلامة من حبسه الظلم ده .
ولو لدجيجة واحدة وبعدها أموت على طول وأنا مرتاحة .
سمية بحزن وبكاء……ماتجوليش إكده يمه .
ابوى إن شاءالله هيطلع براءة وأنتِ هتتعالچى وتخفى وهتعيشى كتير جوى وهتشوفى ولادنا كومان .
نظرت صباح لإبنتها بشفقة ولكنها قالت ….ربك كريم يا حبة جلبى وكل اللى يريده إحنا راضيين بيه .
عبير….أنتِ هتحبى أبوى ياسين جوى يا خالة ولا يمه معلش .
صباح….ياسين ده عمرى كلاته ، أنا فتحت عنيه من وأنا صغيرة لجيته جدامى ، راجل طول بعرض وسيم حبيته جوى من جلبى رغم إنى عارفة إنه هيحب مايسة بس كان عندى أمل إنه يكون ليه ، وسبحان الله اتفرج هو ومايسة علشان يكون ليه نصيب فيه وربنا سبحانه وتعالى يرزقنى بيكم
يا أغلى ما عندى .
………..
وبدأت صباح فى العلاج الكيماوى الشاق والمؤلم الذى إذا نزلت منه قطرة واحدة على الجلد لأذابته .
ولكنها للأسف لم تستجيب للعلاج .
وتمكن المرض اللعين من جسدها كله وتدهورت حالتها ولازمت الفراش .
ورفضت الخضوع لجلسات أخرى لا فائدة منها .
وكان كل دعؤها أن ترى ياسين زوجها ومعشوقها قبل أن تموت .
……………
مايسة مع فارس فى غرفته المجهزة بالأجهزة الطبية.
تتلمس وجه بيديها وتنهمر دموعها على وجنتيها .
مايسة……ميتى يا ولدى تفتح عنيك دى ؟
ميتى تحس بيه ؟ جوم يا ولدى شوف الدنيا حوصل فيها إيه ؟ بعد اللى حصولك ؟
مات اللى جتلك وماتت معاه حب عمرك وماتت كتلة الشر ثريا وأبوك يعينى يا كبدى محبوس ظلم ومرته بين الحيا والموت .
تعرف يا ولدى على جد الحب اللى حبيته زمان لأبوك بس للأسف غدر بيه بس ربنا عوضنى بأبوك التانى إسماعيل .
بس مش عارفة من ساعة ماشفت الحزن فى عينيه يوم ماعرف إنك ولده ونظرة العتاب اللى فى عنيه ليه .
حسيت ساعتها بالندم وجولت ياريت كنت جولتله يمكن ساعتها كان حاله اتغير وعرف يوجف جدامهم ويحمينى ويحمى ابنه بس النصيب يا ولدى
وأبوك بردك إسماعيل ربنا يبارك فيه ماجصرش معانا فى حاچة وهحبه بس حب العشرة الطيبة والمعاملة بالمعروف .
لكن أجولك سر يا ولدى مخبياه فى جلبى من سنين
أنا عمرى ماجلبى دج ولا حس بحب غير لأبوك الحجيجى ياسين .
وعلشان إكده جلبى هيتجطع عليه وهو فى حبسه ومش جادرة أبين ولا أروح أزوره علشان أبوك إسماعيل مايحسش بحاچة .
أنا عارفة ٱن إسماعيل مايستهلش منى إكده واصل وعمالة أنب فى نفسى على إحساسى ده لكن غصب عنى يا ولدى .
الجلوب دى بتاعة ربنا بس ماحدش يجدر يتحكم فيها واصل .
وأنا بكتفى إنى بدعيله من جلبى ربنا يفك ضيجته ويخرچ بالسلامة علشان جلبى يرتاح .
ثم قامت مايسة ومسحت دموعها وقبلت جبين فارس ثم ودعته …هسيبك دلوك يا ولدى أحضر الغدا لأخواتك فريد وفريدة .
ولما أخلص هاچى أجعد معاك تانى ونتحدت براحتنا .
‌…………………..
مكث فزاع يبكى ليالى طويلة على حب عمره ثريا متوعدا بالثأر من ياسين .
فزاع…….يا ويلك منى يا ياسين لو المحكمة ماحكمتش عليك بالإعدام .
أنا هكون القاضى والمنفذ وهجتلك بيدى دى ، بس أدينى منتظر الأول المحكمة يمكن تيچى من ناحيتهم وأرتاح .
خلينى أهو متابع القضية لغاية ماأشوف هترسى على ايه ؟
ياسين ده إنسان غبى وطول عمرى هكرهه .
مش خابر ليه فضلتيه عليه يا ثريا ؟؟
وحبتيه وهو عمره ماحبك وأتچوز عليكِ بدل الوحدة اتنين بتاع النسوان ده .
وفى الأخر جتلك وجتلنى معاه .
بس أنا مش هسيب حجك واصل يا حب عمرى.
لازما انتجم منه واشرب من دمه علشان أرتاح وترتاحى فى نومتك يا جلبى .
……………….
تولى قضية ياسين محامى من قبل صفوان يدعى ( سليم الدمرداش )
وتابع معه الجلسات وتم الحكم على المدعو قنديل بالإعدام شنقا لمواقعة النساء بدون موافقتهم وقتل أخيه الشيخ صالح .
القاضى لـ ياسين ….عندك حاجة عايز تقولها قبل النطق بالحكم يا ياسين .
ياسين بحزن وقهر ……يعلم الله إنى بريء يا سيادة القاضى .
القاضى….مفيش للأسف أى دليل يثبت برائتك .
ثم وجه حديثه للمحامى .
القاضى…..فيه حاجة عايز تضفها يا متر
سليم…… موكلى برىء يا سيادة القاضى وإن كان هناك شك ولو واحد بالمائة لعدم وجود دليل قاطع على برائته فلنلتمس له العذر فهو زوج وأب قد صُدم فيما حدث من زوجته وذلك المشعوذ قنديل وهذا بجانب شكه فى نسب ابنه عبيد رحمه الله .
ومن الطبيعى أن يغضب اى رجل منا لو تعرض لهذا الموقف .
وهو أعترف إنه كان ينوى البطش بها لغضبه فيما فعلته بدون علمه ولكن لم ينوى مطلقاً قتلها.
ولكن هى من أسرعت إلى الدرج خوفا من بطشه وبسبب سرعتها الزائدة اختل توازنها ووقعت مما أدى إلى وفاتها .
القاضى ….جميل لكن مفيش شاهد على ده فللأسف
كل اللى هقدر أعمله هديله حكم مخفف .
لذا حكمت المحكمة بحبس ياسين الدهشورى عشر سنوات مع الشغل والنفاذ .
رفعت المحكمة
فصرخ جميع اولاد ياسين ( عبير وعبدون وسيف وسمية وابنه الذى رباه يحيى )
فنكس رأسه ياسين قائلا بحزن ( اللهم إنى مغلوب فانتصر )
فجاء الرد الربانى سريعا ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر )
فكان الغيث على هيئة خادمة ثريا ( كريمة ) حيث ولجت مسرعة لقاعة المحكمة وقبل مغادرة القاضى فصرخت باكية .
إستنى يا سيادة القاضى ، أنا لازم أجول الحجيجة علشان أريح ضميرى من ربنا .
ثم نظرت إلى ياسين…سامحنى يا ياسين بيه علشان سكت كل إكده بس خلاص أهو چيت ولازما كله يعرف إنك برىء .
فابتسم ياسين ووجه وجه للسماء متمتما ( اللهم لك الحمد ، دعوتك فاستجبت لى )
القاضى…أنتِ مين يا ست أنتِ ؟
وإيه علاقتك بالمتهم والمجنى عليها ؟
كريمة …انا خادمة ست ثريا بشتغل فى القصر
عبدون…ايوه يا سيادة القاضى دى هتشتغل عندنا فى الجصر .
القاضى…طيب اسمك وسنك الأول بعدين قولى اللى شوفتيه .
كريمة…….اسمى كريمة عوضين وسنى تلاتين سنة .
اشتغلت أنا واختى مروة من وعندى عشرين سنة
عند الست ثريا وصراحة هى طبعها كان شديد شوية هتشخط وهتأمر وهتتنرفز علينا كتير .
بس أنا كنت حاسة إنها هتعمل إكده علشان وحدانية يعنى وملهاش حد .
والصراحة تتجال أنا عمرى ماشفت راجل جه البيت غير سى ياسين أو فزاع الراجل اللى هيشتغل عنديها وكانت هتجابلهم جدامنا يعنى ست صراحة ملهاش فى البطال .
أنا بجول إكده علشان أخلص ضميرى من ربنا .
فابتسمت عبير وعبدون وحمدوا الله على براءة والدتهم من الخيانة ليرفعوا وجوههم أمام الناس من جديد .
ثم تابعت كريمة ……وفى يوم الحادثة جه الراجل اللى عامل نفسه شيخ ده بس طلع قنديل الدجال بتاع زمان وكان عايز اى حاچة من ريحة سى عبيد ربنا يرحمه فطلعت معاه الست هانم وهى ماتعرفش انه قنديل .
وبعدين چه سى ياسين بيه وسئل عليها فجولتله هى فوج مع الشيخ .
فراح مستغرب وطالع يشوف فيه إيه ؟
بعدين سمعت صوت زعيج وخبط فطلعت أجرى اشوف فيه إيه ؟
فلجيت ست ثريا هتچرى فوج فى الطرجة وسى ياسين وراها .
وهتجوله صدجنى ده كان غصب عنى زمان وبعدين لقتها يا عينى اتزحلجت ووجعت من على السلم وهى هتجرى ومش واخدة بالها .
وسى ياسين ياعينى زعل جوى وراح نزل وراها يجرى وخدها فى حضنه وكان هيزعج يجول غتونى بالإسعاف .
بس كانت هى خلاص هتفلفص فى الروح وماتت وهى على حجره والشهادة لله زعل عليها جوى .
فصدجنى يا سيادة القاضى ، هو ده اللى حوصل جدام عينى وهو مازجهاش ، هى وجعت لوحدها .
فصفق كل من فى القاعة وابتسم القاضى وأعلن حكمه الجديد .
حكمت المحكمة حضوريا ببراءة المدعو ياسين مما نسب إليه
رفعت الجلسة.
فقامت سمية بإطلاق الزغاريد فرحة ببراءة والداها .
أما ياسين فسجد لله شكرا على نجاته من تلك الأزمة .
وتجمع حوله أولاده مهنأين بدموع الفرحة .
ثم بدأت إجراءات خروجه من المحكمة التى قام بها سريعا المحامى كى يخرج فى أقرب وقت .
………………
وصل خبر برءاة ياسين إلى فزاع فغضب وبرزت عروقه وقبض بيديه فضرب الحائط حتى اوجعته يده .
فزاع صارخا….لا لا حتى لو مش أنت اللى وجعتها بس أنت السبب اللى خلتها تخاف وتچرى وتجع وتموت .
ولو المحكمة برئتك ،لكن حسابك لسه مانتهاش معايا
ثم قرر النزول إلى الكفر متوعدا له بالثأر .
…………..
خرج ياسين بعد الحكم ببرائته مرفوع الرأس بين أولاده .
ولم يتركه فى أزمته صهيب فكان معه على الدرب الأخ والصديق رغم كل ما حدث له .
وبرغم فقدانه إبنته الوحيدة ألماس .
احتضن ياسين صهيب بحب هامسا…صراحة أنا مش عارف من غيرك كنت عملت ايه فى دنيتى دى ؟
أنت اخوي اللى مولدتهوش أمى .
صهيب …..اكيد يا خوى .
وكما جمعنا الله فى دنيته ، يجمعنا تحت ظل عرشه اخوان متحابين فى الله .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي ) رواه مسلم
ثم أتبع صهيب “”
ويلا بجه يا عمنا روح يلا اطمن على مرتك وفرحها إنك چيت بالسلامة.
ياسين…….اه صباح ربنا يجازيها كل خير عنى ، اتحملت كتير فى غيابى واتحملتنى سنين طويلة وحبتنى من جلبها .
صهيب…….وأنت حبتها بچد يا ياسين ؟
فتنهد ياسين بحرارة ثم أردف …أنا جلبى محبش غير مايسة يا صهيب .
هى كانت حبى الحجيجى وجلبى كان بيدج عشانها
بس الظروف والدنيا اللى فرجتنا وچت صباح فى حياتى .
اه أعجبت بيها بنت زينة وصغيرة وطيبة بس حبتها حب عشرة وعاملتها بما يرضى الله لكن لو فتحت جلبى مش هتلاجى غير مايسة وبس .
بس همنع نفسى إنى أطلع لها حتى علشان عيب وحرام وهى فى عصمة راجل ومش اى راچل ده إسماعيل اللى فعلا يستحج واحدة زى مايسة .
عمل معاها اللى ماجدرتش اعمله أنا .
صهيب بآسى……يااااه كل ده فى جلبك يا ياسين .
ياسين ….وهيفضل لغاية ماأجابل وچه كريم .
يمكن أطلبها من ربنا فى الچنة طول ماأنا اتحرمت منها فى الدنيا .
صهيب…..بس الست لچوزها فى الچنة يا ياسين .
فنكس رأسه ياسين بحزن…يااااه يعنى كومان فى الچنة مش هتكون ليه ؟
صهيب….خليها على الله ،هو القادر على كل شىء .
ياسين ونعم بالله العلى العظيم .
ثم جاء إليهم يحيى وظهر على وچهه القلق قائلا ….يلا يا عمى خالتى صباح مستنياك بسرعة الله يخليك .
ياسين بذعر……ومالك إكده هتجولها وأنت وشك هيجيب ألوان ؟
هى صباح فيها حاچة وانتم مخبيين عليا ؟
أنا جلبى حاسس عشان كانت كل ماتكلمنى ألاجى صوتها تعبان وأجولها مالك تجولى شوية برد ؟
هى مالها يا يحيى ؟
أشاح يحيى بوجهه ليخبىء دموعه فلمس ياسين وجه وأعاده إليه برفق ليصعق عندما رأى دموعه .
قائلا….لا ده الأمر خطير كومان ومش هستنى تجولى .
وفى لحظة كان يركض ياسين إلى البيت وكان قد سبقه عبير وعبدون وسيف وسمية أثناء حديثه مع صهيب .
ولج ياسين إلى بيته يلهث من كثرة الركض ولما لا؟؟
فهى زوجته وأم أولاده التى عاشت معه سنين طويلة لم يرى منها سوى كل خير ، حتى وإن لم يحبها قلبه ولكن الوفاء منهجه .
فالبيوت لا تُبنى على الحب فقط ولكن على المودة والرحمة والمعاشرة بالمعروف وهذا الأدوم والأفضل .
ولج ياسين لمنزله مناديا ….صباح حبة جلبى ، أنا چيت .
وكانت صباح على فراشها تنازع الموت بعد أن غلبها المرض اللعين وأصبحت عاچزة لا تتحرك من فراشها بل أيضا تغيب عن الوعى كثيرا ثم تفيق للحظات ثم تغيب مرة أخرى .
ولكن عند سماعها صوت ياسين أعاد الله لها وعيها لتنعم برؤيته فى آخر لحظة من حياتها .
فوجدتها سمية تفتح عينيه مرددة ( ياسين ) .
وهم حولها يبكون على ما آل إليه أمرها .
ولج ياسين لغرفتها ليجد ملاكه نائمة على الفراش تصارع الموت فتغير وچهه وأقترب منها .
واحتضنها باكيا ….صباح حبيبتى ؟ مالك يا جلبى فيكِ إيه ؟
ثم أبتعد عنها برفق وأمسك بيديها وقبلها .
فنظرت له صباح بعين محبة هامسة……ياسين _ الحمد لله إنى شوفتك جبل ماأموت .
أنا دعيت ربنا كتير إنه يطول فى عمرى لغاية ماأشوفك بخير جدامى يا حبيبى .
ياسين….لا يا صباح أنتِ مش هتموتى هتعيشى كتير ،ويلا جومى ماتنميش إكده .
فابتسمت صباح إبتسامة الوداع فشعر يحيى إنها تحتضر .
فأسرع إليها ليلقنها الشهادة بين شهقات بكاء أبنائها .
يحيى…جولى يا خالة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله .
وياسين ينظر لهما وغير مستوعب ما يحدث وكأنه فى عالم آخر غير مدرك أن رفيقة عمره تنتهى أمامه وهو غير قادر على فعل شىء لها .
فرددت صباح الشهادتين وعينيها لم تفارق ياسين وهى مبتسمة ثم صعدت روحها الطاهرة إلى خالقها .
رزقنا الله الثبات فى الدنيا والآخرة.
ياسين بإنهيار ….لا لا صبااااح جومى يا حبيبتي ، لالا خليكى معايا متسبنيش .
أنا تعبت فراج تعبت تعبت ، مايبجاش أنتِ كومان يا حبيبتى ، جومى جومى.
فأمسك يحيى بكتفه …..ماتعملش إكده يا عمى وأدعيلها بالرحمة وربنا يصبرك .
لتنهار سمية مغشيا عليها ، فأسرع لها أخواتها ليحمولها ثم وضعوها على الفراش .
ثم فاقت لتصرخ مجددا…امى امى
وما أصعبه فقد الأم .
اللهم أرحم أمهاتنا احياءا وامواتا
……….
وفى هذا الوقت كان متجه إسماعيل وفريد إلى بيت ياسين لتهنئته على البراءة ليتفاجئوا بصوت الصراخ .
فيسرعوا ليجدوا صباح قد فارقت الحياة لتتحول الفرحة للحزن والتهنئة للتعزية .
وتبدأ إجرءات الغسل وإستخراج تصريح الدفن .
ثم أجتمع أهل القرية من الرجال إستعدادا للخروج وراء الجنازة والصلاة عليها .
كما أجتمعت النساء فى بيت ياسين وعلى رأسهم مايسة واخوات ياسين البنات سمية وعليا واسماء للمواساة والوقوف بجانب سمية .
أحتضنت عبير سمية باكية وسمية صارخة …أمى كمان راحت زى أمك يا عبير ،مين لينا دلوقتى ،مين ؟
عبير ببكاء…لينا ربنا يا حبيبتى هو أحن وأرحم.
هدى نفسك يا حبيبتى واحنا معاكِ مش هنسيبك واصل .
…………
خرج ياسين ويحيى وسيف وصهيب حاملين النعش متوجهين نحو المقابر لدفن صباح .
ولكن “””
كان هناك من يتربص لـ ياسين حيث وجدها فرصة ليغتاله بينهم .
فانتظر فى مكان لا يراه أحد ، حاملا سلاحه النارى بيده .
وما أن أقترب ياسين حاملا النعش هو ومن معه .
حتى صوب مسدسه إليه وأطلق منه النار .
لتستقر الرصاصة فى القلب ثم يفر هاربا بعدها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
………………
وكتاب الله المچيد أنا ماغاوية نكد 😂😂 بس هى جت معايا كده .
وابغى اقلكم أن الفرح جاى بس أستحى علشان وعدتكم كتير ، بس استحملونى هبابة كومان ربى يسعدكم .
يارب تكون عجبتكم حلقتنا النهاردة متنسوووش لايك و كومنت عسل زيكم 🥰
وعايزة توقعاتكم للأحداث الجاية إن شاءالله .
ويا ترى ياسين مااااات ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كفر صقر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى