روايات

رواية كفر صقر الفصل الحادي والسبعون 71 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)

رواية كفر صقر الفصل الحادي والسبعون 71 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)

رواية كفر صقر الجزء الحادي والسبعون

رواية كفر صقر البارت الحادي والسبعون

كفر صقر
كفر صقر

رواية كفر صقر الحلقة الحادية والسبعون

فريد…..بس لازم اللى اسمه عبيد ده ياخد جزائه على اللى عمل فيك يا فارس وفى ألماس غير التزوير فى الأوراق الرسمية ، دى جريمة لوحدها تانية .
أنا لازم أبلغ عنه ودلوقتى ؟
فنظر له حمزة بصدمة وأردف …..لا لا سيبوا ابويا فى حاله ، ابويا مريض فى السرير وشبه مشلول ، غير الفشل الكلوي اللى عنده.
وميستحملش السجن والبهدلة وكفاية عليه إنكم خلاص أخدتوا منه الست الوحيدة اللى احبها اللى قتل وزور عشانها .
واتعاقب اكبر من عقاب السجن إنها محبتهوش زى محبها ، أظن مفيش عقاب اكبر من كده ؟؟
إستمع ياسين أثناء دخوله هو ومايسة لكلمات حمزة فصعق وشعر بالدوار عندما أدرك إنه يتحدث عن ( عبيد ) وإنه مازال على قيد الحياة .
هذا الإبن الذى لا يتأكد من نسبه إليه ولكن كل ما يعرفه إنه لاذنب له أن يولد ويربى فى بيئة فاسدة ولم يحاول هو أن يخرجه منها بل تركه وأهتم بحياته وشعر بالندم ولكن بعد فوات الاوان.
تفاجئت مايسة عند رؤية ألماس …فبكت قائلة……معجولة حبيبة الغالى لسه عايشة ، معجولة هتردى فيه الروح من تانى .
تعالى فى حضنى يا غالية يا بنت الغالية ،لتبكى ألماس كثيرا فى حضنها .
نظر ياسين لملامح حمزة قائلا….سبحان الله ، أنت شبه فارس اوى يا ولدى .
معجولة أنت ابن عبيد ولدى ؟
فريد….ابنك إزاى بس يا عمى ؟
هو حضرتك نسيت اللى حصل من الست ثريا وأنه ممكن يكون ابن قنديل ؟
وعشان كده طالع واخد الخساسة بتعته كلها .
تنهد ياسين بإرتياح وأردف …..تصور يا فريد إنى لأخر لحظة كنت فاكر إنه فعلا ابن قنديل .
بس لو فكرت بعقلك من غير غضب وبصيت فى وش حمزة كويس .
هتعرف إنه مش ابن قنديل وابنى أنا .
فريد……….إزاى ده من غير منعمل تحليل DNA؟؟
عبدون…….صح يا بوى إزاى عرفت إنه ابنك من غير متتأكد ؟
ياسين بإبتسامة سخرية ……يعنى مفروض كنتوا تعرفوها لوحدكم يا دكاترة يا متعلمين يا بتوع المدارس .
فريد ..قصدك ايه؟؟
ياسين “”
إبنه قدامكم أهو شبه فارس بالظبط يعنى فارس عمه ،يعنى ابنى أنا مش ابن قنديل .
لو كان ابن قنديل كان يستحيل ابنه يطلع شبهنا .
فهمتوا ولا افهمكوا تانى .
فريد بندم على ما تفوه منه وشعر بالحرج من حمزة الذى دافع عن والداه بإستماتة …
فريد….ايوه عندك حق يا عمى ، ازاى دى غابت عن دماغى ؟
ياسين…عشان الغضب يا ابنى بيلغى العقول .
نظر ياسين بحب لـ حمزة ….ذلك الفارس الصغير والصقر الثانى بحق .
ياسين…تعال يا ابنى لحضنى ، أشم فيك ريحة ابنى عبيد اللى مهما عمل ابنى وربنا يسامحنى على تقصيرى فيه .
فدمعت عيون حمزة وارتمى فى أحضان جده ياسين قائلا…بابا صعبان عليه جدا يا جدى وخايف يحصله حاجة لما يعرف أن حكايته انكشفت وإنه معرض للسجن وهو تعبان اوى .
ياسين…متخفش يا ولدى ،محدش هيقدر يأذيه واصل ، طول منه عايش ، وهجف جمبه ومش هسيبه تانى وكفاية اللى حصوله بسبب إهمالى فيه .
أبتعد عنه حمزة بعد أن أطمئن على والداه وحمد لله أنه وجد اخيرا بعد سنين من الحرمان كتف يحبه ويستند عليه .
ياسين …وأنتِ يا ألماس مالك إكده ؟ مش هتيجى فى حضن عمك ياسين ولا نستينى .
فأسرعت ألماس تحضنه بحب وتخيلت إنها فى أحضان صهيب والداها ، فكم أشتاقت له ولوالدتها سمية.
أبتعد فارس قليلا بعد أن استمع لكلمات والداه ياسين فى عبيد وأخذته الغيرة بعض الشىء .
فإن أهمل والده فى عبيد ولكنه هو حرم منه تمام حتى حرم من أن يحمل اسمه ورباه رجل آخر وان أحسن فى تربيته ولكن كان يتمنى أن ينسب لأبيه وينشأ فى رعايته .
لاحظ ياسين ابتعاد فارس ورأى فى عينيه ما شرد به .
فأغمض عينيه بآسى وحدث نفسه ( يا ويلك يا ياسين من فارس وعبيد )
واحد عارف إنه ابنك واهملته وواحد مكنتش عارف وضيعته من إيديك والإتنين إنك المسئول عنهم وهتتتحاسب عليهم .
عشان الرسول بيقول ( كل راع مسئول عن رعيته ) .
ياسين بحب …..فارس يا ولدى ، مالك بعدت إكده عن أبوك ؟
ده أنا روحى رجعتلى لما عرفت إنك ولدى .
تعال يا ولدى لحضن أبوك اللى اتحرمت منه غصب عنى وربنا يسامحنى عن الغلط اللى عملته فى حياتى .
فأسرع فارس لحضن والده وضمه بقوة كإنه يعوض فيه سنين البعد الطويلة .
ثم تلاقت عين فارس بحمزة ورأى بها قوة وصلابة وشهامة وبر ..فتمنى أن كان ولده هو من ألماس وليس عبيد الذى حرمه من حب عمره سنين طويلة .
ولكنه وجد نفسه يبتسم له رغما عنه وكأن الله قد قذف فى قلبه حبه .
فابتعد عن أبيه ليهمس لـ حمزة ….تعال يا ابن اخويا فى حضنى أنت كمان .
فرقص قلب ألماس طربا ،وسعدت بحب الحبيب لأغلى الناس ابنها ( حمزة ) .
ولكن حمزة أستوقفه وبدموع حارة أحرقت وجنتيه قائلا ..عمى قبل متخدنى فى حضنك ،ممكن طلب واحد .
فارس……أؤمر يا حمزة .
حمزة….الأمر لله وحده .
دلوقتى بفضل الله اجتمعت لك الدنيا من اب وأم واخوات وزوجة حبتها .
فممكن تتصدق عن هذه النعمة ؟
فارس متعجب …إزاى ؟
حمزة….بإنك تسامح بابا عن اللى عمله عشان انت عارف اولا يعنى ايه حب وكمان لإنه اخوك ومن دمك .
وكمان مريض ومحتاجنا جمبه ومحتاج يحس إن فيه حد بيحبه لإنه طول عمره كان حاسس إنه منبوذ من الكل.
فتنهد فارس ونظر لمحبوبته ألماس وفعلا فالنظرة إليها الآن بعد سنين من الأشتياق واللوعة كانت كفيلة بنسيان ما مر من حزن وآسى .
فلذا قرر أنا يسامح عبيد ليبدء حقا بداية جديدة نظيف القلب كسابق عهده .
فابتسم فارس ابتسامته المشرقة لأول مرة بعد سنوات الضياع قائلا….سامحته يا حبيبى .
تعال بقه فى حضنى .
فأسرع حمزة لإحتضانه حامدا الله أنه جعله جسرا لوالده يخطو به إلى الجنة .
فكان نعم الولد الصالح لإبيه وصدق من قال لعله الخير يكمن فى الشر .
وهو كان بذرة الخير فى حياة عبيد للتحول حياته من الشقاء للسعادة والعبرة بالخواتيم .
…………
ثم أعلن رنين الباب بقدوم شخص آخر فكان سمية ويحيى ليتفاجئوا بألماس .
لتضع سمية يدها على رأسها بآسى قائلة…يعينى عليكِ يا خوخة ملحقتيش تفرحى وظهرت تانى حبيبته من جديد ، نصيب سبحان الله ، ربنا يعوضها .
يحيى……معقول ألماس ومين الأستاذ اللى شبهك ده يا فارس .
فارس بتلقائية أسعدت ألماس…ده ابنى .
يحيى …والله لولا عارف اللى فيها ، كنت قولت ابنك صح سبحان الله .
فارس…مهو ابن ألماس يعنى ابنى ولسه كمان عندى بنت تانية .
أحضنت سمية ألماس بحب….وحشتينا اوى يا ألماس ، وأكيد فيه حكاية كبيرة فاتتنى هسمعها منكم على رواقة .
سمية بداعبة……وأنت يا فارس خلفت يا خويا من غير تعب وتربية ومصاريف وجولك على الجاهز كده .
فضحك فارس …..اه شوفتى ،بس يارتنى تعبت وربيت وصرفت عشان أحس بقيمة التعب ده .
سمية…….إحنا لسه فيها أهو ، وعوض أيامك وربنا يرزقك منها الولد الصالح .
فارس ….يارب
…..
وجد حمزة اتصال من حور فاستجاب سريعا لها.
حمزة….ايوه يا حبيبتى .
حور… انت لسه عند العروسة يا حمزة ، أنا جيت من بدرى بس قلقانة على بابا اوى .
حمزة…ماله بابا ، قولى بسرعة ؟
حور….وشه متغير وبياخد نفسه بالعافية .
حمزة بذعر ……..طيب أنا جى حالا .
ياسين بخوف …..ماله ولدى ؟؟؟
حمزة…….تعبان اوى يا جدى .
بستأذنكم اروح أشوفه .
ياسين…….خدنى معاك يا ابنى لولدى ، الله يخليك .
حمزة بإبتسامة …..تعال يا جدى.
ثم نظر الجميع لبعضهم البعض واستصغروا أنفسهم أمام شهامة وبر هذا الصقر الصغير
فتناسوا مع حدث بالماضى من عبيد ولم يتذكروا سوى إنه اخوهم .
تفوهت رقية سريعا …..ممكن اجى أشوف بابا معاك يا حمزة بعد اذنك طبعا يا بابا عبدون .
فابتسم عبدون .. قائلا…احنا كلنا جايين نطمن على اخونا
أما ألماس فنظرت بخجل لـ فارس .
ولكنه باغتها بقوله ….وانا كمان هروح أطمن عليه ولكنه هنا ظهرت غيرته على زوجته وحبيبته بقوله
كلنا هنروح ما عدا حضرتك معلش .
فطأطأت ألماس رأسها بخجل وابتسمت فها هو معشوقها يغار عليها كعهده السابق وكأنها مازالت تلك الفتاة الصغيرة التى أحبها .
اما حمزة فحدث نفسه ……العكس هو اللى كان هيفرح قلبه يا عمى اكتر .
هو مكنش عايز من الدنيا دى كلها غير أمى بس قدر الله وماشاء الله فعل .
اللهم صب على قلبى أبى برداً وسكينة وعوضه عن فقدان احب الناس إليه ( ألماس ).
………
وبالفعل توجهوا جميعا إلى شقة عبيد .
لتتفاجىء حور بهذا العدد …ليطفىء حمزة دهشتها بقوله ..سلمى على جدك ياسين يا حور ودول أعمامك وعماتك .
ودى رقية حبيبة وزوجة المستقبل اللى ربنا جعلها سبب إنى أتعرف على عيلتنا .
وجدت حور نفسها فى أحضان رجل كبير فاندهشت رغم شعورها بالراحة وهى فى أحضانه إنه ( ياسين الدهشورى ) .
حور بذهول …أنا مش فاهمة حاجة قريبنا إزاى ؟
حمزة…هتفهمى كل حاجة بس نطمن على بابا الأول .
فريدة…سبحان الله ، أنتِ كلك ألماس اوى .
حور…..أنتِ تعرفى ماما وهى فين ليه مش معاكم ؟؟
فأجابها فارس ….هخدك تشوفيها فى الوقت اللى تحبيه يا بنتى .
فتعجبت حور من ذلك الفارس الذى يشبه أخاها كثيرا .
حمزة…….عارف انك بتفكرى فى إيه ؟
بس مش وقته تعالى يلا ندخل لبابا ونمهدله الموضوع .
فستأذن حمزة للولوج لأباه وحده فى بادىء الأمر .
فوجده حمزة هائم على فراشه يعانى فراق محبوبته وقد ظهر الألم على وجهه وتقطعت أنفاسه .
حمزة بحزن….بابا _ عامل ايه يا حبيبى ؟
قولى حاسس بإيه ؟
عبيد…حاسس إن روحى راحت منى خلاص ، وبسئل ربنا إنه يسامحنى ، ادعيلى يا ابنى .
حمزة……بابا انت شكلك تعبان اوى هطلب الإسعاف .
عبيد…وهتفيد بإيه المستشفى والدكاترة والعلاج وأنا الجرح اللى فى قلبى مفيش دكتور على وجه الارض يقدر يداويه ؟؟؟؟؟
استمع ياسين لكلمات ابنه فاعتصر قلبه حزنا عليه وأشفق حتى فارس عليه لإنه ذاق فعلا مرارة الفقد.
فولج ياسين له أولا قائلا …..الدكتور ربنا يا ولدى ، وهو اللى هيجبر بخاطرك ويداويك بس انت قول يارب .
اتسعت عين عبيد عند رؤية أباه ياسين فنطق بضعف……ابوى ، لا لا مش مصدق إنى شوفتك من تانى .
ياسين…أنا معاك أهو يا ولدى ومش هسيبك تانى واصل ثم أنحنى ليحضتنه ليبكى الإثنان بكاء يعادل سنوات الفراق والحرمان .
عبيد……بجد أنا فى حضنك يا بوى ، دى أول مرة بحس بحبك ليه ، ليه يا بوى حرمتنى منك ، ليه ؟
مخدتنيش فى حضنك من زمان ، يمكن مكنش حصل اللى حصلى ده .
ياسين…سامحنى يا ولدى ، انا غلطان وندمان سامحنى .
عبيد….هسامحك عشان أنا كمان ربنا يسامحنى .
بس أنت عرفت مكانى منين ؟
ثم ولج فارس ليتفاجىء عبيد به والغريب عندما رآه لم ينفعل وكأن الله ثبته فابتسم عبيد قائلا……الحمد لله إنى برئنى من ذنب قتلك اللى كان بيعذبنى ويضيع النوم من عينى كل يوم رغم انى معترفت بده لحد ولا لألماس ولا حتى لنفسى .
بس ياريت تسامحنى يا خوى ….كان غصب عنى معلش وعمانى الحب عن الحق .
فابتسم فارس واقترب منه وأمسك بيده وربت عليها بحنان قائلا….سامحتك يا خوى .
ثم ولج إخوته واحدا وراء واحد حتى اجتمعوا جميعا ولكن من غير ألماس فشعر بغصة فى قلبه وأدرك إنها حقا كانت نظرة الوداع ..
سلم عليه الجميع بحب وتمنوا له الشفاء العاجل .
ثم بدء حمزة بقص ماحدث وكيف علموا بمكانه .
وسبحان الله القادر على جمعهم بعد الشتات .
………………..
ثم بعد هذا اللقاء الحار بعد غياب سنوات طويلة غادر جميعهم بإستثناء حمزة وحور وياسين الذى رفض المغادرة حتى يطمئن على صحته .
عبيد…..ليه يا بوى ، روح استريح متقلقش عليه أنا خلاص بقيت كويس لما شوفتكم .
ياسين….أنا قلت كلمة مش هسيبك لغاية متقف على رجليك من تانى يا ولدى.
عبيد…..ربنا لا يحرمنى منك يا بوى .
بس مش عارف اعمل ايه دلوقتى ولو ربنا برئنى من دم فارس بي لسه قدامى عقبة التزوير وإزاى هرجع لإسمى تانى .
وصحتى متقدرش على حبس؟؟؟
ياسين…..هنحاول يا ابنى مع الحكومة ونشوف محامى شاطر يخرجك منها بأقل عقوبة.
عبيد……ربنا يسترها إن شاءالله .
حمزة……بابا يلا نروح نطمن عليك فى المستشفى وتغسل الكلى وهعمل التحاليل اللازمة للعملية عشان نقل الكلى .
عبيد…لا يا ابنى ، انت شباب وهحتاجها لكن أنا خلاص اهى أيام وبقضيها .
حمزة…..متقولش كده يا بابا انت لسه برده شباب ده اصلا سن الرسل فى تبليغ الدعوة يعنى سن الرشد والعقل والأحتمال .
وهتبرع يعنى هتبرع .
فربت ياسين على كتفه بحنان قائلا ….سبلى أنا الحكاية دى خلينى أعوضه شوية عن حرمانه منى .
فأنا هتبرعله.
حمزة…لا يا جدى ، حضرتك كبير فى السن ومتستحملش عملية كبيرة زى دى .
فأنا اللى هتبرعله .
فنظر حمزة بحب لفلذة كبده حمزة الذى به اشرقت حياته وعرف طريق الحق .
……..
وصل صهيب وسمية وطفلهما حذيفة القاهرة بعد يومين ففتحت لهم ألماس .
ألماس بشوق غامر …..أمى ، أبوى وحشتونى جوووى .
اتسعت عينى والداها بذهول وغير مصدق ثم صاح ….ألماس بتى ، يا الله
صهيب….الله اكبر _ لا اله الا الله
معجول اللى أنا شايفه ده ، سبحانك يا ربى .
وما أكرم عطفك ولطفك .
أما سمية فقد إستندت على الحائط بعد إن إرتعدت أوصالها بسبب المفاجأة .
سمية محاولة أخذ أنفاسها وبصوت مهزوز وعيون تلمع من الدموع ……كان جلبى حاسس إنك مموتيش يا بتى .
وكان هيجلى همس إكده من ربنا يجولى إنك عايشة وكنت ديما أتخيلك جدامى .
يا حبيبتى يا بتى يا نور عينى .
تعالى فى حضنى يا ضنايا .
لترتمى ألماس فى احضانهم لتعوض شوق وحرمان السنين منهم .
…………..
وبالفعل مضت ايام قليلة وقد تمت العملية بنجاح ليتستفيق عبيد على وجه جميل من العملية
( فرحة ممرضة فى الثلاثينات أرملة ولديها طفل ، جميلة بيضاء تشبه لحد كبير ألماس ).
عبيد …… ألماس ..
فرحة بإبتسامة مشرقة ….أنا فرحة .
وماشاء الله عليك انت مبطلتش ذكر الله فى العمليه وأنت تحت تأثير المخدر .
انت إزاى كده ؟ أنت شكلك إنسان كويس اوى وقلبك نضيف ؟
ممكن تدعى لإبنى طفل صغير ربنا يشفيه أنا معنديش غيره بعد وفاة أبوه ربنا يرحمه .
لمعت عين عبيد فهذه أول إنسانة ترى فيه الخير وترى فعلا قلبه من الداخل .
دق قلب عبيد ووجد لسانه يلهج بالدعاء لطفلها ..فابتسمت فرحة ابتسامة ساحرة جعلت قلبه يعزف بسيفونية جميلة .
فهل من حق قلبه أن يشرق من جديد ؟؟؟
……………………
نزل خبر رجوع ألماس لفارس كالصاعقة على قلب خديجة .
وجدت نفسها لا تستطيع الرد بإى شىء على سمية سوى إنها أزالت خاتم الخطبة من يديها ثم فرت من أمامها هاربة والدموع فى عينيها .
لتصدم بزميل لها كان يعشقها فى الخفاء .
فينظر لدموعها متألما ثم أردف …لو بإيدى مكنتش أسمح لدمعة من عنيكِ تنزل ، لو بإيدى أمسح حزن قلبك أو حتى أفديكِ بروحى مش هتردد.
خديجة بخجل…أنت بتقولى الكلام ده ليه يا سامح ؟
سامح…..معقولة مش حاسة بحبى ليكِ يا خوخة كل ده ؟
خديجة…وليه مجتش تصارحنى ؟
سامح…عشان كنت حاسس بحبك لفارس .
بس كنت بدعى ربنا ليل نهار تكونى من نصيبى لإن أنا اللى بحبك مش هو .
ابتسمت خديجة وافتكرت كلمة والدتها …يا بنتى خدى اللى يحبك متخديش اللى بتحبيه .
فوجدت نفسه تقول….ولو قلتلك إنى ربنا استجاب وأنا موافقة .
فاتسعت عين سامح من الفرحة قائلا…أنا مش مصدق نفسى بجد ، أنا حاسس زى مكون بحلم .
معقول الحلم ده يتحقق فى لحظة .
انا مش عارف اقول ايه غير إنى هحاول أسعدك بقدر إستطاعتى يا خوخة ولو إنى يعنى مش زى قد فارس ولا عندى اللى بيملكه .
بس لو طلبتى عينيه مش هتأخر .
تنفست خديجة بحرارة وابتسمت قائلة.. وأنا مش عايزة من الدنيا غير الحب اللى شفته فى عنيك بس .
………………………..
بعد أن أطمئنت ألماس على صحة حمزة بعد خضوعه لعملية نقل الكلى لوالده .
مايسة…..بقولك ايه يا حبيبتى ،روحى أنتِ بقه لجوزك وكفاية كده بعد ومتزعليش منه على كلمتين قلهم وقت غضبه يا بنتى .
صعب عليه يا بنتى حتى التخيل إنك كنتِ مع حد غيره.
ألماس بتنهيدة حزن….يعنى هو كان بإرادتى ،ده كان غصب عنى .
مايسة…..خابرة يا بنتى ، بس معلش سامحيه ده غيرة بس ، لكن هو مقدر وهيعشجك .
وهو لسه مكلمنى يطمن على عبيد وحمزة وجال هيجى ياخدك عشان عملك مفاجأة حلوة جوى .
لمعت عين ألماس من الفرحة ولكن سرعان ما عبست قائلة…….هيخدنى إزاى ؟ وابنى اللى لسه تعبان ده ؟
مايسة…متقلقيش عليه خالص ، أنا هاخد باله منه زين .
وانتِ شوفى نفسك يومين من حجكوا يا بنتى .
ألماس……خليه يصبر كمان يومين مطارتش الدنيا لغاية ابنى يخرج بالسلامة .
مايسة…..متكلم أنت يا حبيبى يا حمزة .
حمزة……إسمعى كلام جدتى يا امى ، وروحى مع عمى فارس ومتقلقيش عليه كلهم جمبى وحور جاية دلوقتى مع رقية .
ألماس……قولتلى بقه رقية ،يعنى من لقى احبابه ماشى يا بتاع رقية .
حمزة مبتسماً……أنا مستغناش عنك يا ست الكل بس فعلا نفسى أشوفك فرحانة .
فافرحى يا أمى ثم شرد فى والده ودعى الله أن يرزقه فرحة عمره أيضا .
وبالفعل رن هاتف ألماس فدق قلبها وظهرت البشاشة فى وجهها لما رأت إسمه يزين الهاتف ولما لا ؟
فهو معشوق الروح .
فابتسم حمزة……..إنزلى يا أمى .
فقبلته ألماس ثم طارت كالطيور المحلقة فى السماء إلى الزوج والحبيب العاشق فارس ومع كل خطوة يدق قلبها بسعادة وتتذكر حبهمها منذ الطفولة وذكرياتهما معا .
حتى وجدته أمامها بطالته الخاطفة للأنفاس فتلاقت أعينهما فتكلمت “””””
حبيبي كم اشتقت إليك، كم اشتقت لعيونك الساحرة، ولأنفاسك العطرة، ولهمساتك الدافئة ولأحاسيسك المترَفة، حبيبي ها أنا أقف بين يديك وها هي الأحاسيس تنجيك، وها هو القلب يناديك والمشاعر تسبح في عيونك من أجل أن ترضيك، حبيبي ما أصدق من دموع العيون، ونبض القلوب في جوف الحبيب، إنك تسكن شلالات شراييني في قطرات دمي التي تسيل في عروق جسدي، ما أجمل لقاءك!
فارس بحب…..ألماستى وحشتينى جوى جوى جوى .
ألماس….والله نسينا الصعيدى هتفكرنا دلوقتى بيه .
فارس ….اه عشان أنا عمرى وقف فى اللحظة التى اتصبت فيها وعيونى مقدرتش تشوفك بعدها .
ودلوقتى حاسس زى ميكون لسه مفتح عنيه ولقيتك قصادى وان العمر معدتش واحنا لسه زى محنا .
فى أول ليلة من عمرنا مع بعض .
ألماس …..طيب وعبيييييي
فوضع فارس يده على فمها …هششششش متكمليش ، خلينا ننسى كل اللى حصل فى السنين اللى عدت وانتِ مش معايا .
خلينا نبدء أو نكمل حياتنا اللى وقفت من عشرين سنة وكإن معداش عليها سنين .
ونفتكر فارس وألماس بس تقدرى ؟؟
ألماس وقلب الأم الغالب على حتى حب العمر…بس أنا لو نسيت عبيد مش هقدر أنسى حمزة وحور .
فارس …ومين قلك تنسيهم أنا لما قلت تنسى يبقى تنسى إنك كنتِ زوجة بس لغيرى لكن حمزة وحور دول جزء منك وجزء منى لإنك حتة من قلبى يا ألماستى
فابتسمت ألماس بخجل مردفة…….فارس .
فارس….جلب فارس من دوه .
ألماس …بتحبنى ؟
فارس…يااااااااااااه ،ما عاد تكفى كلمة بحبك .
ثم وضع إحدى يديها على قلبه قائلا …حاسة بدقات قلبى .
أهو كل دقة هتحكيلك أنا كنت عامل إزاى من غيرك .
كنت زى مكون جثة متحركة بدون روح .
وبس بس إحنا هنقضيها كلام ولا إيه ؟؟
أتفضلى حضرتك اركبى العربية .
عشان ننطلق لعش الزوجية غير إنى محضرلك مفاجأة حلوة اوووى هتعجبك .
ألماس ….إيه هى ؟
فارس …وهتكون مفأجأة ازاى ؟
ألماس بغضب طفولى…أنا مش متحركة من هنا غير لما تقولى.
فارس…اركبى يا ألماس الله يهديكِ .
ألماس …مش راكبة وهشوف هتعمل ايه ؟
فحملها فارس وأدخلها السيارة لتصيح….نزلنى يا جليل الرباية .
فضحك فارس.. ..أهو دلوك عاد صدجت إنك معايا .
ثم انطلق بها إلى عالم الأحلام عالم الحب والأشواق
بعد أعوام من الحرمان .
فآن للقلب إن يستراح .
أستيقظت ألماس فى الصباح لتجد من يداعب خصلات شعرها متأملا لها بحب …..
ألماس……فارس حبيبى _ أنت صحيت إمتى ؟
فارس…..هو أنا نمت عشان أصحى .
ألماس…ليه منمتش ؟ فيك حاجة تعباك عشان كده منمتش ؟
طيب ليه مصحتنيش ؟
فارس… ايوه فيه قلبى اللى تعب سنين طويلة عقبال ملاقاكى وعايزة بعد ده كله ينام ويضيع لحظة وحدة من غير ميشوفك ويحس بيكِ جمبه.
ألماس …..ياه ، أنا مش عرفة ازاى كنت عايشة وأنت مش معايا ، أنا حاسة زى مكون فى حلم مش عايزة
أصحى منه .
فارس بشوق ولهفة ……ومين قلك تصحى ،يلا ننام يا حبيبتى ، عشان مصدع ونمنتش من امبارح .
ألماس بمكر..لا نام أنت يا حبيبى ، أنا خلاص نمت وفوقت وهقوم اعملى اى حاجة أكلها وأظبط نفسى بكوباية نسكافيه .
فارس بغيظ……..اه يا سنين عمرى الضايعة عشان سانجوتش ونسكافيه .
تعالى بس يا ألماستى عشان هقولك كلمة سر.
ألماس……جول من بعيد يا جليل الرباية .
فارس…كده مش هقولك على المفاجأة .
ألماس …….لا خلاص مش هقولها تانى ؟
فارس…..ايوه كده _ أحبك وانتِ بتسمعى الكلام.
بصى يا ستى إحنا هنسافر نعتمر عشان نشكر الله ونحمد فضله إنه جمعنا بعد فراق طويل .
ففرحت ألماس فقبلته فى وجنتيه بسعادة.
فارس…..لا مينفعنيش الكلام ده .
ألماس …قصدك ايه ؟
فشاور فارس على شفتيه ..فكزت ألماس على شفتيها بغيظ….أنا بقول فعلا شكلك مصدع وعايز تنام .
فنام يا حبيبى .
فارس…كده ، طيب مش هقولك هنروح فين نتفسح بعد منعتمر .
ألماس …لا قولى قولى عشان خاطرى .
فارس…طيب هتعملى اللى قولتلك عليه .
ألماس بمكر….اه اه .
فارس…هنروح إيطاليا عشان تاكلى البيتزا اللى بتحبيها .
ها إيه رئيك .
ألماس ….وه يا بوى احلى فارس ده ولا إيه ؟
ده أنا بموت فى البيتزا .
فارس…وانا بموت فيكِ .
ويلا بقه وفى وعدك ليه ؟
ألماس …..وعد إيه ؟
فارس ….لا متحوليش لازم توفيه بالذوق أحسلك .
ألماس بمكر ….يووه هو أنا مقولتلكش ، إنى عندى زهايمر وبنسى بسرعة .
فارس بقه كده …طيب تعالى أعلجلك الزهايمر.
ليعشا معا اجمل لحظات عمرهما .
التى أسفرت عن نبته صالحة زادت من سعادتهما .
ألماس بعد عدة أشهر وقد أثقل عليها الحمل ولا تستطيع أن تتقلب فى الفراش فتقوم بإيقاظ فارس .
ألماس ….فارس يا حبيبى ، قوم قوم .
افتح فارس عينيه بذعر قائلا….إيه ؟ فيه إيه ؟
مالك ؟
ألماس…متخفش يا حبيبى ، مفيش حاجة ، بس عايزاك تعدلنى أنام الناحية التانية .
فارس بغيظ…يعنى هتصحينى عشان تنامى الناحية التانية .
ألماس بدلال…يوه ، أعمل إيه مهو كله من إبنك ، عمال يرفس ومش قادرة.
فارس بضحك….خليه يعمل ما بداله ، ويخلص حقى من أمه ولى عملته فيه .
وبعدين ده الصقر التالت فأكيد له شده .
فضحكت ألماس …أحلى صقور فى حياتى .
……………..
عبيد بعد مرور عدة أشهر وقد عوضه الله بـ فرحة فملئت حياته فرحة حقا وعوضته عن سنوات الجفاف التى عاشها .
عبيد……يا فرحة عمرى .
فرحة بضحك…..وبعدين يا حبيبى هتفضل على طول تنادينى كده فرحة عمرى .
عبيد….اه ولأخر دقيقة من عمرى هناديكِ كده
لإنك فعلا فرحة عمرى اللى انتظرتها سنين وسنين طويلة .
فرحة…..يعنى بجد حبتنى يا عبيد ونسيت حب عمرك ألماس .
شرد عبيد لحظة فى ألماس وتمنى لها الخير من قلبه ثم نظر لـ فرحة بحب قائلا……ايوه حبيتك لإنك الوحيدة اللى شوفتى عبيد على حقيقته ، وقدرتى تفهمينى وحسستينى فعلا إنى إنسان .
فإزاى محبكيش ؟؟
وأنتِ أديتنى عمر تانى فوق عمرى .
وكإنك تعويض من ربنا سبحانه وتعالى عشان هو وحده اللى عالم بيه .
وعالم إنى فعلا تبت توبة نصوحة ليه ومتأكد إنه هيقبلنى لإن سبحانه مش بيرد ابدا دعوة عبد نجاه .
فرحة….ربنا يخليك ليه يا أحلى هدية من ربنا وأحن أب لإبنى بعد أبوه الله يرحمه .
ده الولد بيحبك يمكن اكتر مبيحب أبوه الله يرحمه .
…………
لتمضى عدة أشهر أيضا تخرج فيها احمد وحمزة واشتركا فى العمل فى عيادة خاصة لهم حققوا بها نجاح كبير فى فترة صغيرة بفضل الله .
ثم اتم الله عليهم بالزواج
فقد تزوج حمزة بمحبوبته الرقيقة ( رقية )
وتزوج احمد من حورية قلبه ( حور )
وعاش الجميع فى سعادة وهناء
……….
ياسين وقد طعن فى السن وانحنى ظهره ولكن مازال قلبه ينبض بالحب .
ياسين ….حبة جلبى يا مايسة
مايسة..لساك برده هتجولها ، يا راچل دحنا خلاص حسن الختام .
ياسين….وهفضل أجولها لغاية أخر يوم فى عمرى
واحمد ربنا إنه رزجنى بيكِ وبطلب منه انك تكونى زوجتى فى الجنة كومان .
ولا عايزة تكونى مرت إسماعيل .
مايسة بمكر….والله ساعتها هفكر بجه .
ياسين بغضب ….لساكِ هتفكرى .
إكده ، ماشى برحتك يا مايسة .
أنا ماشى رايح أجعد مع صهيب شوية.
مايسة…أنت زعلت ولا إيه ياسين ، أنا ههزر معاك
خليك جاعد معايا تونسنى .
ياسين …طيب لو جعدت معاكِ هتدينى جطعة سكر .
مايسة……إكده عيب يا جليل الرباية .
تعال يلا نصلى ركعتين قيام جبل منام .
فقام ياسين وتوضا وصلى بها ثم تلى من كتاب الله
(اللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما )
ثم ركع وسجد وحمد الله على الزوجة الصالحة وصلاح الإبناء والأحفاد
ثم دعا الله بحسن الخاتمة .
…………………..
تمت بحمد بعون الله بنهاية سعيدة لكل الأطراف زى موعدتكم

تمت..

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كفر صقر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى