روايات

رواية كفر صقر الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)

رواية كفر صقر الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)

رواية كفر صقر الجزء الحادي والثلاثون

رواية كفر صقر البارت الحادي والثلاثون

كفر صقر
كفر صقر

رواية كفر صقر الحلقة الحادية والثلاثون

قضت مايسة ليلة حالمة مع ياسين حتى غفا ياسين بدون أن يشعر بجانبها .
وحاولت هى الخلود للنوم ولكن شىء ما أنتابها جعلها تشعر بغصة فى قلبها لا تعلم سببها .
فاستعاذات مايسة من الشيطان الرچيم وتمتمت خير يارب .
ثم أخذت تتأمله ياسين بجانبها وهو نائم فكان كالطفل الوديع بملامح هادئة .
ثم أخذت تتسائل ومازال شعور الخوف يداهمها
مايسة……يا ترى يا ياسين هتفضل تحبنى إكده لآخر العمر ولا ممكن فى يوم تنسانى ؟
ممكن تتخلى عنى بعد ماجدمتلك جلبى ؟
ممكن اكون كل اللى أنا فيه ده فى حلم معجول ؟
خايفة جوى أصحى على كابوس وأندم فى يوم من الأيام إنى أتچوزتك .
يارب استرها معايا أنا غلبانة جوى وجلبى واجعنى مش عارفة مالى ؟
أسترها يارب ثم جاء على خاطرها قوله تعالى ( ألا بذكر الله تطمأن القلوب ) .
فتركت فراشها وقامت للمرحاض فتوضأت لتصلى لله ركعتين فى جوف الليل لتجد السكينة فى قلبها .
ثم أمسكت مصحفها فإذا عينيها تقع على قوله تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم ، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرا لكم )
تلالأت فى عين مايسة الدموع قائلة ( الخير كله ليك يارب والشر ليس إليك )
ثم توجهت لفراشها ونظرت إلى ياسين بحب وطبعت قبلة حانية برفق على جبينه .
( وكأنها قبلة الوداع ) لتخلد بعدها إلى النوم والدموع فى عينيها .
راودت مايسة الأحلام ”
حيث رأت شمعة تسقط على الأرض فتسببت فى إحراق الستائر ثم إمتدت لباقى الغرفة حتى كادت النار أن تصل إليها وبدأت تشعر بالأختناق .
فصرخت على ياسين لينقذها .
وعندما جاء ياسين على صوتها وجدته أمسك بالباب
قائلا ..
معلش سامحينى هقفل عليكِ الباب عشان النار لو خرجت بره هتموتنا كلنا .
فصرخت….حرااااام عليك يا ياسين النار هتكلنى افتح يا ياسين خرجنى ،انت عملت ليه إكده ؟
أنا مايسة حبيبتك يا ياسين ، حرام عليك ،
ولكن لم تجد منه إستجابة .
فأيقنت أنها هالكة لا محالة فأخذت تردد الشهادتين ولكن فجأة وجدت الباب قد فُتح من قبل إسماعيل ليدخل مندفعاً لا يخشى النار ثم أسرع إليها وحملها بين يديه قائلا فداكِ نفسى روحى .
لتقوم فزعة مايسة من نومها متمتمة …النار يا ياسين النار يا ياسين .
فقام على صوتها ياسين .
ياسين بفزع….مايسة مالك يا حبة جلبى ؟
إهدى إهدى أنتِ كنتِ هتحلمى ولا إيه ؟
ثم أعطاها كوب الماء الذى كان بجانبه لتشربه لتهدأ قليلا ثم ضمها لصدره بحنان حتى هدأت وذهبت مرة أخرى للنوم .
…………
سكينة بعين شيطانية…..عرفت هتعمل ايه يا مروان أنت والرچالة اللى معاك ؟
مروان ….عرفت يا ست هانم ، ماتجلجيش كل حاجة هتم زى ماأنتى رايدة بالظبط .
سكينة …لما أشوف يلا توكلوا على الله وخبرونى لما يحصل ؟
مروان …تومام يا ست هانم .
………..
وفى الصباح ودع ياسين مايسة بقبلة على وجنتيها إستعداداً للذهاب للمصنع .
ولكنه وجد فى عينيها دموع تحاول تخفيها .
فمسح ياسين على شعرها بحنان.. ….الچميل ماله إكده ؟
مايسة بغصة فى قلبها ……مفيش يا حبيبى ؟
بس يعنى ماهينفعش تجعد معايا النهاردة وماتروحش المصنع ؟
ياسين……ياريت يا مايستى بس بالذات النهاردة ماينفعش أجعد .
هو اصلا المصنع چاهز خلاص بس لازما النهاردة أخلص ليه شوية أوراج حكومية ضرورى إكده .
فماتجلجيش إن شاءالله ساعة زمن وأرجعلك يا چميل .
مايسة …يعنى مفيش فايدة هتهملنى ؟
امتدت يد ياسين لخصلات شعرها المتطايرة على وجهها ليرى عينيها متسائلا……حبيبتى هو فيه حاچة ؟
يعنى لو حاسة بوچع جولى وأنا مانزلش من أساسه .
ماتخبيش عليه ؟
مايسة…….لا الحمد لله زينة بس كنت عايزة تجعد معايا جبل ماتهملنى تانى وتعاود الكفر .
ياسين ….معلش والله غصب عنى .
وكيف ماجولتلك هى ساعة زمن واحدة وهكون عندك يا جمر .
إبتسمت مايسة بالكاد قائلة….خلاص روح يا حبيبى فى أمان الله ، ربنا يجويك ويعينك .
فنظر لها ياسين بعين الشك قائلا…متأكده إنك كويسة ؟
مايسة……والله زينة ماتجلجيش .
ياسين……طيب هتعوزى حاچة أجبهالك وأنا چاى ؟
مايسة بدلال طفولى….أيوه ماتنساش علبة الشيكولاتة الكبيرة دى اللى هلفطها بالمعلجة ( نوتيلا ) ومعاهم الساجع ماتنساش .
وكومان رايدة لبان عشان نفسى ساعات هتغم عليه .
ياسين ضاحكا……..هتغم عليكِ ماهو اكيد من كتر الشيكولاتة يا جلبى .
وعلى العموم هچبلك أكبر علبه عيونى .
مايسة……تسلم عيونك الحلوة .
ياسين غامزا لها …..إكده من غير حاچة حلوة ؟
مايسة بضحك…..أيوه إكده ويلا أمشى يا جليل الرباية.
ياسين….طيب إكده ؟
مش هچبلك الشيكولاتة ، فطبعت مايسة قبلة سريعة على خده ثم هربت من أمامه .
هز ياسين رأسه وضيق عينيه بشوق لتلك الحورية التى تفر من أمامه هاربة من عينيه قائلا ….هتموتنى البت دى ولكن أعمل إيه هحبها جوى جوى .
يلا توكلنا على الله
………………….
كانت سكينة تجوب غرفتها يمينا ويسارا من القلق وتنظر إلى هاتفها كل لحظة فى إنتظار مكالمة مروان بفارغ الصبر .
ثم أعلن هاتفها عن اتصاله فردت بلهفة.
سكينة ..ها إيه الأخبار ؟
مروان…..دلوك لسه واصلين العصر أهو .
وهو معانا ومفهمينه إننا طالعين الشجة اللى سى حمدان بيه مأجرها لينا .
سكينة…طيب تومام .
جبل ماتطلع أتصل بياسين عشان عجبال مايجى تكونوا ظبطتوا الحال .
مروان ….حاضر يا ست هانم.
بس لينا الحلاوة لو تم زى ماأنتى رايدة
سكينة….هتخدوا اللى عايزينه بس اشوف النتيچة .
ثم أغلقت الخط قائلة بسخرية”
كان نفسى أشوفك فى اللحظة دى يا ياسين وأشوف جهرتك بعينى زى ماجهرت بتى وأهملتها .
نفسى أشوف الذل فى عينيك ونفسى بتى تكرهك عشان ترجع جربوع كيف ماكنت .
…………..
مروان….أدينا وصلنا للعمارة اللى فيها الشجة يا رچالة.
بس ثوانى إكده أتأكد من البواب اللى جاعد ده .
إسماعيل …ماشى .
أبتعد قليلا مروان ثم اتصل بياسين .
ياسين….الوووو
مروان…..ياسين الدهشورى.
ياسين…ايوه انا فيه حاچة ؟
مروان….أنا فاعل خير .
وعايز أجولك أن مرتك صاحبة الصون والعفاف دلوك مع حبيبها الجديم إسماعيل اللى ديما هيتصل بيها ويجابلها وأنت نايم على ودانك .
أنت بس تخرج من هنا هو ويدخل .
وأنا نصحته كتير جوى وجولتله عيب يا سماعيل دى ست مچوزة وحرام اللى هتعمله ده بس هيكابر ويجول إحنا هنحب بعض
فسكت كتير بس جولت مش هينفع اسكت اكتر من كده ولازم تعرف الحجيجة واخد ثواب .
تخشبت أوصال ياسين واتسعت عينه بذهول وبرزت عروقه غاضبا وصااااح….لا مش معجول ابدا .
ماصدجش أنت كدااااااب وجليل الحيا .
مراتى أشرف من الشرف .
مروان….طيب إكده بينى وبينك ربنا .
تعال بنفسك وأتأكد وشوف بعينك وأنت حر بجه
سلام يا حيلتها .
تطاير الشر من عيون ياسين وحدث نفسه….لا مش معجول .
مايسة شريفة وماهتعملش إكده واصل .
وهروح أتأكد بنفسى إن مفيش حاچة .
فنادى على صهيب بصوت غاضب…صهيب
تعال وصلنى بسرعة .
صهيب….خير فيه حاچة حصولت؟
ياسين…لا مفيش بس جلبى متوغوش على مايسة شوية.
صهيب…إن شاءالله خير
يلا بينا
……………..
ذهب مروان للحارس قائلا……كيفك يا بلدينا
الحارس…..الحمد لله.
خير عايز حد إهنه فى العمارة .
مروان بخبث…..أيوه إحنا جرايبين عم عمران وبته مايسة .
الحارس…..اهلا وسهلا بيك .
مروان…..هما فى الدور الكام معلش عشان نسيت.
الحارس فى الدور الرابع .
مروان…….تومام …الف شكر
ثم شاور إلى إسماعيل واتنين من مرافقيه ، فذهبوا إليه ثم أستقلوا المصعد .
ليقوم مروان بإخراج زجاجة المخدر ونثر سريعا على وجه إسماعيل منها ليغشى عليه فى الحال .
فقام بإسناده الرجلين الذين مع مروان .
مروان…..تومام إكده حلو جوى يلا بينا .
فقام مروان بفتح باب المصعد
ليتقدم هو أمامهم ثم طرق الباب ليأتيه صوت عمران
عمران….. مين هيخبط ؟
مايسة….تلاجيه البواب يا بوى .
افتحله _ و شوف عايز إيه ؟
عمران……..ماشى يا بتى لما نشوف ؟
ففتح عمران فوجد أمامه رجل وورائه رجلين يحملون رچل اخر.
ففزع عمران قائلا….خير يارب وماله ده ؟
مروان بتوتر شديد …….معلش يا عم الحاچ بس لو كوباية مية بسكر إكده عشان اخويا شكله جتله غيبوبة السكر .
عمران بآسى……لا حول ولا قوة الا بالله ربنا ينجيه يا ولدى
طيب أدخلوا إكده بيه يستريح إهنه على الكرسى عجبال ماجبلكم المية وان شاء الله يفوج ويبجى تومام التمام .
فولج عمران للداخل ونادى على ابنته وحدثها بما قالوا .
ولكن تفاجىء بمروان والرجلين من ورائه فصرخ عمران ومايسة ولكن قام مروان بنثر المخدر على وجههم بسرعة بالغة فتخدورا وسقطوا مغشيا عليهم
فحمل الرچلين عمران إلى غرفته .
أما مروان فحمل مايسة وأدخلها غرفة النوم وخلع عنها عبائتها .
ثم آتى الرجلين بإسماعيل وخففوا أيضا ثيابه ووضعوه بمقابلتها فى الفراش ويده كانت على ظهرها .
مروان …تومام إكده يا وعدى شكلهم حلو جوى .
اه يانى ، مش لو فيه وجت كنت زمانى مدلع شوية مع الجمر النايم ده .
بس يلا النصيب بجه .
ثم تركهم ووقف بجانب الشرفة منتظراً قدوم ياسين .
…………………….
ظل ياسين طوال الطريق يزفر بضيق ويتلون وجهه بالحمرة من كثرة الغضب .
أصاب صهيب القلق من هيئته ولكن لم يشأ أن يتحدث حتى لا يثير أعصابه.
ياسين بعصبية…..أسرع شوية إكده يا صهيب .
صهيب…اكتر من إكده هنتجازى يا ياسين بيه.
وان شاء الله خير ماتجلجش
ياسين متنفس الصعداء …ياارب .
#كفرصقربقلمى ام فاطمة
صهيب….أهو خلاص وصلنا ، تحب أستناك ولا أروح .
ياسين …..لا روح يلا مع السلامة.
صهيب….طيب لو فيه حاچة كلمنى .
ياسين …ماشى ماشى إمشى يلا دلوك .
لاحظ مروان من الشرفة ياسين .
فولج للداخل سريعا بإرتباك وحاول إفاقة مايسة وإسماعيل ووالدها بعض الشىء .
ثم لاذ بالفرار من الشقة ومعه الرجلين سريعاً قبل أن يأتى ياسين .
أرتجل ياسين من السيارة بقلب منتفض خائف وبخطوات سريعة توجه المصعد وأخذ يضغط على الزر بعصبية زائدة حتى نزل إليه المصعد ليستقله إلى شقته .
وبيد مرتعشة أخرج المفتاح ليفتح الباب .
ثم ولج على ترقب وقد جال فى أذنيه صوت همهمة .
( همهمة مايسة وإسماعيل فى محاولة إستعادة الوعى بعد التخدير )
فاضطرب ياسين وبرزت عروقه وأبتلع ريقه بصعوبة وحدث نفسه .
لا أكيد أنا متهيألى مش معجول .
فولج على ترقب وضربات قلبه تزداد بقوة كلما أقترب من الغرفه .
وكانت المفاجأة التى أصابته فى مقتل واتسعت عينيه بصدمة .
حيث وجدهم الإثنين على فراشه ويحاوطها إسماعيل بيده وبملابس النوم الخفيفة .
فصرخ ياسين صرخة كانت كفيلة بإعادة الوعى ليهم .
لتنظر مايسة له غير مستوعبة بما يحدث .
لتُصدم عندما تجد نفسها على هذا الوضع وبجانبها إسماعيل ولسانه حاله يقول .
( أنا اكيد بحلم ،لا لا مش معقول حقيقى ) .
ياسين بصوت جهورى مخيف ….خونة .
ثم تقدم من إسماعيل ‘
فاختطفه من السرير وأخذ يسدد له لكمات سريعة متتالية حتى نزفت الدماء من أنفه .
أما مايسة فأخذت تصرخ وتحاول ستر نفسها بالملائة.
مايسة بصراخ ……..لا لا يا ياسين أوعى تفكر اللى جه فى دماغك .
فنظر لها ياسين بقهر وألم .
ياسين ……حسابك معايا لما أخلص عليه هو الأول .
بتخونينى يا مايسة مع إسماعيل ؟
إسماعيل بألم من كثرة الضرب ……اضرب كومان يا ياسين لو الضرب هيريحك حجك .
بس أحلفلك بإيه عشان تصدجنى إنى مظلوم.
ياسين بسخرية……مظلوم وأنا شيفكوا بعنيه فى السرير يا ولاد ****
فضربه ياسين بقوة وغضب أكثر حتى انتفخ وجهه وهو مستسلم والدموع فى عينيه وينظر لـ مايسة بألم وكأنه يقول لها
( سامحينى إنى صدجت اللعبة بتاعة الشغل دى ، غصب عنى ، ومش مشكلة أنا يموتنى عادى ، أنا كده كده ميت من ساعة ماعرفت إن جلبك مع ياسين مش معايا )
أغشى على إسماعيل من كثرة الضرب فتركه ياسين وتوجه مايسة التى كانت تتراجع للوراء بخوف وتصرخ بهيسترية.
مايسة………لا يا ياسين والله ماعملت حاچة واصل ، أنا هحبك صدجنى .
ياسين بغضب جامح……..بطلى كذب بجه ، ومدام هتحبى إسماعيل ليه وافجتى تجوزينى ؟
حرام حرام مش كفاية اللى أنا فيه ، جيتى تزودى العذاب عليه .
وكنت بفتكرك أنتِ هتخلصينى منه يا فاچرة .
وهم أن يعتدى عليها بالضرب ولكن خانه دموعه وحبه .
فارتمى على الفراش بألم وقهر صارخا.
أنتِ طالج طالج طالج بالتلاتة.
ويلا إلبسى خلجاتك ومش عايز اشوف وشك تانى
فصرخت مايسة…..والله مظلومة مظلومة حرام والله اللى هيحصل ده .
وكان فى الوقت ده بدء والدها فى الإنتباه للصوت بعد ما انتهى تأثير المخدر .
وبخطوات متثاقلة تقدم لغرفتهم ليراه ياسين فيصرخ فى وجهه ”
كنت فين يا حج وبنتك نايمة فى حضن راجل تانى.
ولا عارف أكيد وسيبلهم الفرصة براحتهم وأنت نايم چوه .
لم يتم ياسين كلمته حتى شعر بألم صفعة يد عمران على وجهه .
عمران بحنق وغضب.. ..اخرص أنا بتى أشرف من الشرف .
ياسين……لا ماهو واضح والدليل أهو إسماعيل زى ماأنت واعى بالشورت فى أوضة نومى مع مرتى .
ثم أتبع ياسين ”
أنا خارج دلوك وعايز ارجع ماشوفش خلجة حد فيكم
ثم نظر لـ مايسة بإحتقار قائلا .
على جد الحب اللى حبتهولك ، على جد ماأنا بكرهك دلوك كره العمى يا خاينة .
وكان نفسى أخنقك بإيديه دول بس مش رايد ألوث يدى بدمك النجس .
ثم تركهم وغادر وكأن فى رأسه وقلبه بركان من النار .
لا يعلم كيف ستطفىء ومتى ؟
هام ياسين على وجهه فى الطريق ورأه مروان وعلم من وجهه أن خطته نجحت ولكن لا يعلم هل قتلهم ام مازالوا على قيد الحياة ؟
فراقب العمارة لفترة حتى يتأكد من الأمر .
………..
مايسة فى حالة هيسترية وتصرخ فى وجه والدها الذى لم يعلم ما يقول فجلس ووضع يديه على رأسه فى خزى وذل .
مايسة…….اوعى تكون مصدج أنت كومان يا بوى اللى هيجوله ياسين _اوعى يا بوى .
رفع رأسه عمران بآسى وبصوت حزين…….لا يا بتى بس ماكنتش متوقع أن فرحتك هتخلص بسرعة إكده وبالشكل ده .
ثم رفع بصره للسماء بصوت هز القلوب وعلى أثره إستعاد إسماعيل وعيه .
يارب أنت حسبى ووكيلى وعالم بمكانى وترى حالى ، أخرجنا من ضيقك لوسعك واربط على قلوبنا )
إقترب إسماعيل منه بضعف مع إحساسه بالألم الشديد يجتاح اوصاله من كثرة الضرب .
قائلا ”
عمى مش عارف أجولك إيه بس صدجنى أنا كومان مظلوم وهحكيلك اللى حوصل .
ثم بدء يقص له ماحدث من صفية ورجال حمدان .
ثم بكى بكاء شديد وانتحب قائلا…يارتنى ماكنت صدقتهم وچيت إهنه وحصل اللى حوصل .
ربت عمران على كتفه بحنان …..أنا مصدجك يا ولدى وكنت عارف زين أن فى يوم من الايام هيحصل حاچة من ناحيتهم بس ماكنتش متوجع إنها تكون بالخسة دى .
حسبى الله ونعم الوكيل فيهم وربنا جادر نشوف فيهم يوم .
همم إسماعيل بحرج ……لو تجبل يا عمى إن اصلح الغلطة دى وأتجوزها .
فنظر عمران لإبنته وكأنه يترجاها لتوافق . لله ولكنها صرخت ……لا لا خلاص إكده كفاية اللى شوفته .
عمران…….نستنى شوية يا ولدى لما الموضوع يهدى وتحاول تنساه عشان مش بالساهل اللى حوصل .
ربنا يكون فى عونها ، وكمان ليها لسه شهور عدة.
نظر إسماعيل لـ مايسة بآسى …….خابر إنك هتحبيه يا مايسة.
فعشان إكده أنا ممكن أروح أحب على يده وأحكيله اللى حوصل يمكن يصدجنى ويردك لعصمته.
فصرخت مايسة ……حتى لو عرف الحجيجة خلاص انتهت حكايتى مع ياسين انتهت جبل ماتبدأ .
ثم صرخت بهيسترية.. …الصبر من عندك يااارب والعوض .
إقترب عمران من إبنته وضمها لصدره …..هونى على نفسك يا بتى ولازم تعرفى إن أكيد ربنا سبحانه وتعالى ليه حكمة فى إكده ، حتى لو إننا مش شايفين ده .
مايسة بدموع ساخنة تكاد أن تقضى عليها…خابرة يا بوى ، بس مش جادرة أستحمل .
صعب جوى عليه اللى حوصل وعمرى ماهنساه أبدا
عمران…..لا هتنسيه وهيعدى وهتعيشى حياتك عادى
ثم أتبع ”
عمران…….ويلا يا بتى نلم حاچتنا ونمشى من إهنه جبل مايعود ويعمل فينا حاچة .
فنمشى بكرامتنا أحسن وعلى الله التساهيل
مايسة بألم يعتصر قلبها……وهنروح فين بس إهنه ؟
إحنا ماهنعرفش حد ؟
عمران…….يا بتى هنروح بيتنا فى البلد هو أولى بينا والحمد لله مطولناش ومحدش يعرف عنا حاجة.
إسماعيل……عندك حج يا عمى الحاج .
بس مش عارف أنا هعمل ايه ؟ أنا إكده خسرت شغلى .
عمران …….ربنا هو الرزاق ذو القوة المتين وأنا حاسس إن ربنا هيفتحها عليك عشان اتظلمت .
إبتسم إسماعيل لاستبشاره بكلمات عمران.
ولجت مايسة للمرحاض بتثاقل ونظرت لوجهها فى المرآة فرأته تغير تماما فقد كانت كالوردة ولكن ذبلت بسرعة فائقة .
فبكت ثم ارتدت عبائتها التى جاءت بها من الصعيد وتوضئت وخرجت لتجد إسماعيل قد إرتدى ملابسه هو ووالده .
فستأذنت لتصلى لله .
وما أن سجدت لله حتى فاضت دموعها قائلة
( اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلفنى خير منها وارزقنى الصبر والرضا )
انتهت مايسة من الصلاة وأخذت تنظر لكل انحاء شقتها بآسى وحزن .
وتذكرت ذكرياتها مع ياسين وان كانت قليلة ولكنها كانت من أجمل أيام حياتها وستعيش لذكراها لآخر العمر .
عمران ……يا بتى هتخدى حاچتك ودهبك ؟
مايسة …….لا يا بوى مش هاخد حاچة واصل هخرج بالهدمة اللى عليه بس .
عمران…….بس ده حجك يا بتى .
مايسة…..أنا رايدة حجى من الله ، أما دى حجات عمرى مانضرتلها ولا تهمنى ، أنا كنت رايدة بس أعيش زينة مع الإنسان اللى حبيته .
ثم بكت قائلة….ااااه حاسه بنار جوايا يا بوى ، أناااا ياسين يصدج إنى خاينة ويطلجنى ويرمينى رمية الكلاب دى ؟
عمران…….اعذريه يا بتى معلش وصعب طبعا على الراجل يشوف مرته إكده بعينه مش كلام بس .
بس بكرة ان شاء الله هيعرف الحجيجة ويچيلك تانى بس ساعتها هتوافجى ؟
فنظرت له مايسة بحزن……لا خلاص يا بوى اللى رمانى يستحيل اشتريه حتى ولو روحى فيه .
عمران……ايوه يا بتى عندك حج مفيش احسن من عزة النفس .
…………………
هام ياسين على وجهه فى الطريق وعقله يعصف به ويكاد يموت قهرا وتسائل .
معجول أكون إتخدعت فيها للدرچاتى بس طب ليه ماكان جدامها إسماعيل تجوزه من الاول ؟
فاتجوزتنى ليه ؟ فجاء على خاطره ( المال ) فتسائل ”
معجول عشان خاطر الفلوس _ ملعون ابو الفلوس اللى من ساعة ماشفتها وأنا فى جحيم وكانت سبب هلاكى .
وبينما هو كذلك شارد حزين مر الطريق ولم ينتبه للسيارة التى تأتى مسرعة فاصطدم بها ليقع صريعا والدماء تحيطه من كل جانب ؟؟؟؟؟؟؟
………

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كفر صقر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى