رواية كفر صقر الفصل الثاني والستون 62 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)
رواية كفر صقر الجزء الثاني والستون
رواية كفر صقر البارت الثاني والستون
رواية كفر صقر الحلقة الثانية والستون
تأخرت حور فى الرچوع للمنزل حتى ساعة متأخرة من الليل
وأخذت ألماس تجوب الغرفة ذهابا وإيابا من شدة القلق .
وكان عبيد يغط فى النوم غير مبالى بما جنت يداه فى إبنته .
نظرت ألماس له وهو نائم بحدة وتفوهت ….إنت نايم ولا دارى إننا فى نص الليل وبتك لسه مارجعتش كل ده .
عبيد بصوت خافت ….إيه هتصحينى ليه سبينى أنام ؟
ألماس بغضب ……جوم يا راچل ، شوف بتك فين ؟
إعتدل عبيد من نومته بفزع……كيف يعنى فين ؟
هى مش نايمة چوه ؟
ألماس.. …لا بتك مارچعتش من صباحية ربنا لما خرجت وجالت رايحة الكلية .
عبيد بتذمر…….وليه ماجولتليش جبل منام
ألماس ….علشان أتصلت بيها وجالت خلاص چاية فى الطريج وأهى الساعة عدت أتناشر ولسه مارچعتش .
………
حور فى الملهى الليلى هى وأصدقائها .
ياسر……خدى الكأس ده كمان يا أحلى حور فى الدنيا كلها.
حور…….لا كفاية كده ،أنا شربت كتير وعايزة اقوم أروح زمان ماما قلقانة وأكيد هتسمعنى اسطوانة كل يوم .
ياسر…….تروحى إزاى ؟ إحنا لسه فى اول السهرة .
حور……..معلش ،تتعوض يوم تانى .
ياسر……..يا ستى سيبك منها ، ماهى كده كده هتزعق ،يبقى خدى راحتك وعيشى حياتك .
حور بتردد …يعنى بس ؟
ياسر……..مفيش بس …أنتِ مش ماشية دلوقتى .
وتعالى يلا نرقص .
فضحكت حور وقامت معه ترقص وتركت هاتفها فى حقيبتها
عبيد……طيب ناولينى الموبايل .
فناولته ألماس الهاتف فاتصل بها ولكن لم يجد استجابة فهى منشغلة عن هاتفها بالرقص واللهو ولم تستمع لصوته.
عبيد برجاء …… ردى يا بنتى ، ردى الله يخليكى .
عبيد بقلق يظهر على ملامحه ….يا ترى أنتِ فين يا بتى ؟
ألماس ببكاء ….ربنا يستر ومايكونش حصلها حاچة .
أنا عايزة بتى يا عبيد ، لو حصلها حاجة مش هسامحك أبدا ،علشان أنت السبب فى اللى هى فيه دلوك .
عبيد……إهدى بس كده وان شاءالله بخير ماتجلجيش .
أنا هنزل كده أدور عليها بالعربية واسأل فى كل حتة ومش راجع غير وهى معايا .
ولو رجعت جبل ماأعتر فيها كلمينى.
ألماس بصوت منبوح من البكاء …ماشى ،بس هى ترجع .
أرتدى عبيد ملابسه ثم أسرع للبحث عنها فى كل مكان فى حتى فى الأقسام والمستشفيات ولكنه لم يجدها فشعر بغصة فى قلبه .
عبيد……اه لو چرالك حاچة صوح يا حور ،مش هسامح نفسى واصل .
يا ترى أنتِ فين يا بتى ؟ يارب اطمن عليكِ .
ثم قام كرر الإتصال بها عدة مرات .
كان وقتها حور شعرت بالرغبة فى دخول المرحاض فستأذنت من ياسر وتوجهت لأخذ حقيبتها .
فوجدت مكالمات سابقة كثيرة من والداها .
حور……لا بدال كمان بابا بيتصل ، يبقى كده فعلا أنا أتأخرت اوى اوى .
كفاية كده النهاردة وأروح .
فأومأت لياسر مشيرة له بالرحيل .
فجاء إليها معاتبا……إيه برده عايزة تمشى ،ده إحنا لسه فى اول السهرة ،كده هتبوظيها .
حور………معلش _ لقيت مسد كول كتير من بابا يعنى كده معناه هيقلبوا عليه الدنيا وإلا بابا بالذات مش بحب ازعله ده حبيبى وصراحة مدلعنى كتير .
ياسر بسخرية…….ربنا يخليلك بابا يا صغنن .
حور…….أنت هتهزر ولا إيه ؟
ياسر……….بس ماتزوقيش ، خلاص براحتك ،باى .
فأسرعت حور للمغادرة .
حاتم صديق ياسر ….أيه يا يسور …مالك كده مكشر ؟
ياسر بغيظ…أعمل إيه ؟ مش عارف اطول الست حور ؟
وهتجنن عليها يا حاتم ؟
حاتم……إيه بتحبها للدرجاتى ؟
ياسر…مش مسألة حب _بس البت حلوة اوى .
ولازم أتهنى بالحلاوة دى .
حاتم……..يا ابنى ،ماالبنات الحلوة كتير ،سيب حور ،شكلها بنت ناس وملهاش فى العلاقات إياها .
ياسر…..ياسلام يا خويا..وعرفت منين بقى إنها بنت ناس ؟
وملهاش فى العلاقات إياها ؟
وهو فين بنت ناس برده تصاحب وتسهر وتشرب وتدخل بيتها وش الفجر .
بنات الناس نايمين من بدرى بعد ماشربوا اللبن .
حاتم……. ههههههههههه ضحكتنى والله .
بس قصدى …هى اه بتسهر وبتشرب بس يعنى مع نفسها .
مشفتهاش عايشة دور حب ولا حد منا بيقدر يلمسها بتزعل على طول وتبعد وتقول ياريت نفضل صحاب بس والأمر مايتخطاش أكتر من كده .
ياسر…….وعلشان الكلمتين دول عرفت إنها بنت ناس .
ما يمكن بتمثل علينا الأدب وهى شغالة الله ينور من غير مانشوفها.
حاتم……لا مظنش يا ياسر .
ياسر…….مليش فيه الكلام ده ،ولازم اعيش معاها اللحظة ؟
حاتم…….طيب ولو رفضت ؟
ياسر بسخرية……هو أنا هطلب منها الأول علشان تقبل أو ترفض .
حاتم…….امال هتعمل ايه ؟
ياسر…عادى سهرة زى بتاعة النهاردة بس تطول فيها اوى .
ونزودلها الصنف شوية عن اللى بندولها كل يوم فى الكلية ،هتقع لوحدها اروح شيلها وبس الباقى أنت عارفه .
حاتم………اه يا نمس ،بس خلى بالك البت لو راحت فيها هتروح أنت فى داهية .
ياسر……….فال الله ولا فالك يا عم ،ماتنقطنا بسكاتك .
أنا بقول هنزود شوية يخمدوها مش نموتوها .
حاتم بضحك….لا حنين حنين يعنى.
وامتى ده إن شاءالله ؟
ياسر…لما يجرى بس المزاج فى جسمها وماتقدرش تعيش من غيره وتيجى تطلبه .
حاتم……تمام التمام ،والله أنت دماغ عالية وخسارة فى البلد دى.
ياسر … .امال يا عمنا ، ناقص بس حد يكتشفنى .
ثم ضحك الشياطين ضحكة شيطانية مثلهم ونسوا إن الله هو الديان وكما تدين تدان .
………..
احمد زميل حمزة ابن عبيد منذ أن كانوا فى المدرسة الداخلية حتى أستأجروا شقة سويا بعد إلتحاقهم بكلية الطب .
أحمد……..مالك يا حمزة ؟
حمزة……مالى بس يا احمد ؟
احمد……ليه هو أنا مش عارفك ، دى عشرة سنين وبقيت حافظك زى اسمك .
حمزة……..بفكر بس فى حياتى ؟
احمد ….ومالها حياتك ؟
ماهى زى الفل أهو ماشاء الله الأول على دفعتك ومتوقع انك هتتعين معيد .
حمزة…….صدقنى لو قلتلك مش فرحان ، وإنى كنت بجتهد وانجح علشان بس وعد بابا اللى خلفه ليه ؟
إن لو طلعت ديما الاول هيرجعنى اعيش معاهم فى البيت .
أحمد ……ياه انت لسه فاكر الموضوع ده ؟ متنسى بقه يا عم وتعيش حياتك ومتفكرش غير فى نفسك
وهيعملك إيه البيت يعنى غير رايح فين وكنت فين ودوشة لكن كده احنا خلاص بعد المدرسة اخدنا حريتنا شوية.
حمزة……..أنت مش فاهمنى يا احمد ، اه اخدنا حريتنا ، لكن أنا طول عمرى ناقصنى أهم حاجة .
احمد…….وايه هى أن شاءالله؟
حمزة……..إنى أحس إن ليه أب بيحبنى واعيش جو الأسرة والحنان واللمة مش دايما كده لوحدى وحاسس إنى منبوذ .
احمد……عيب عليك يا جدع ،ايه لوحدك دى ؟
امال أنا رحت فين ؟ مش عاجبك ولا إيه ؟
حمزة…ماتحرمش منك يا صاحبى .
بس أنا فعلا مفتقد أبويا وحضنه ،نفسى مرة ياخدنى فى حضنه واحس بحنيته عليه .
كنت بشوف زمان العيال فى الشارع ،كل واحد ماسك ايد أبوه وفرحان كنت بغير منه .
أما أنا فكان يمسك ايدى المربى فى المدرسة الداخلية ويربينا ويعاقبنا لو غلطنا من غير مشاعر ولا حب .
احمد…….ياااه يا حمزة أنت حساس اوى وطيب اوى وشهم اوى .
حمزة بضحك …إيه كمية اووى دى ، أصبلك شوية .
أحمد…. .ياريت .
بس صدقنى يمكن لو مش حاسس بحب أبوك ، بس عندك كتير بيحبوك يا دكتور.
كتير إيه ؟ ده الدفعة كلها بتحبك مش بس كده الدكاترة لغاية عميد الكلية .
حمزة……..الحمد لله ، يمكن دى دعوة امى الغلبانة المنكسرة اللى دايما تدعيلى وأشوف الدموع فى عينيها .
ونفسى اعرف ايه سبب حزنها وليه دموعها اللى مش بتجف دى ؟
احمد…….يمكن أبوك بيعاملها وحش ؟
حمزة….بالعكس أنا بشوفه بيعاملها حلو اوى هى وحور لكن أنا لا ليه مش عارف ؟
احمد بضحك …اه اكيد انت ابن البطة السودة اللى بيقولوا عليها .
حمزة…….انت بتقول فيها والله شكلى كده .
احمد……بس أهم حاجة أمك راعيها وشوفها ليه حزينة كده .
حمزة…….. بحاول بس هى مش بترضى ابدا تكلم .
بس مسميانى اسم حلو اوى عاجبنى .
احمد……إيه هو يا سيدى ؟
حمزة…….الصقر .
احمد…صقر كده حتة وحدة ،،بس اسم جامد
استنى ألحنهولك ..
دكتور حمزة الصقر استشارى الصحة النفسية ومعالجة الإدمان .
حمزة …..يا جمالوووو .
احمد …بس مش عارف ليه أخطرت القسم المنيل ده بتاع المجانين والمدمنين وطبعا دخلت معاك أنا علشان متجننش لوحدك ههههههههههه
ماله العظام ولا الباطنة ولا حتى نسا .
حمزة………لأن دول الناس مابتغلبش فيهم ويلاقوهم كتير .
لكن تخصصنا ده مش كتير والناس بتحتاجهم فعلا وبيصعبوا عليه جدا الشباب لإن العلاج فعلا صعب وكتير بينتكس ويرجع لو ملقاش طبيب يكون عون وصديق ليه يحتويه ويحس بيه .
العامل النفسى مهم جدا قبل العلاج يا احمد .
أحمد…….لا وكتاب الله المجيد أنت مش دكتور بس ، أنت دبلوماسى حنين اوى .
فضحك حمزة….وأنت بكاش اوى وشكلك بتاكل فشار كتير اوى .
……….
أسرعت حور مغادرة الملهى فوجدت هاتفها يرن مجددا فاستجابت على مضض وتكلمت بصوت خافت… …ايوه يا بابى .
عبيد بلهفة……حور حبيبتى ،انتِ كويسة ،انت فين يا بتى؟ طب حصلك حاچة ؟ هو حد معاكِ .
حور…..اسمعنى بس يا بابى.
عبيد…طيب قولى .
حور……أنا كويسة بس كنت عند واحدة صاحبتى ومحستش بالوقت ونمت عندها وقمت على تليفونك .
عبيد…….طيب الحمد لله انك بخير .
طيب أنتِ فين أجيلك ؟
لا أنا جاية أهو علشان مضطرش اركن العربية واجى معاك .
فحضرتك روح ويمكن هتلاقينى قبليك فى البيت .
ولا أقولك أستنانى تحت العمارة نطلع سوا علشان أنا عارفة ماما مش هتسكت .
عبيد…….ماتخفيش يا بتى ، طول ماأنا عايش .
حور……..ربنا يخليك ليه يا بابى يا حبيبى .
وبالفعل تقابل معها عبيد الذى احتضنها بحب بدون توبيخ ولكن عندما ولجا معها لشقتهم .
وجدت حور ألماس فى انتظارها باكية وعندما رأتها أسرعت لتمسك بشعرها بغضب….كنتِ فين يا بت أنتِ لغاية السعادى.
فصرخت حور لينتزع عبيد يد ألماس قائلا…بالراحة شوية على البت يا ألماس مش كده .
ألماس بغيظ…….ماهو دلعك الزيادة ليها هو اللى عمل فيها كده .تقدر تقولى كانت فين لغاية السعادى.
احتمت حور فى أحضان والداها خوفا من بطش والدتها.
عبيد ……ماتخفيش يا حبيبتى ، وهى قالتلى أنها كانت عند واحدة صاحبتها وراح عليها نومة والمهم أهو أنها جت بالسلامة.
خشى يا حبيبتي اوضتك استريحى وكملى نوم .
فقبلته حور فى وجنتيها ثم أسرعت لغرفتها تزفر بقولها…….الحمد لله عدت على خير .
ألماس……..ماينفعش كده يا عبيد ، أنت بأسلوبك كده هتبوظها وهتجنى ثمار ده قريب ،فخلى بالك .
دى بنت والخوف عليها كبير ولازم نتحكم فيها كويس .
عبيد …….لا متخافيش أنا عارف بنتى كويس وهو بس بتدلع علينا شوية قبل ماربنا يكرمها وياخدها ابن الحلال وتشيل المسئولية .
ألماس……وهيخدها ازاى ابن الحلال ده وهى بنت متسيبة وعقلها طاير كده .
عبيد …..لا ماتقوليش عليها كده ،دى هيجيلها احسن واحد فى الدنيا دى بت عبيد .
ألماس بسخرية……..اه أنت هتجولى ؟
عبيد ……قصدك ايه ؟
ألماس……..جصدى أن لساك بجبروتك ومتهيألك هيدوملك .
جنيت عليه أنا فى الأول وبعدين على ولدك وبعدين أهو بنتك وعايز تشترى كله حاچة بالفلوس حتى عايز تجوزها بالفلوس.
ايه العيشة دى بس اللى ملهاش اى روح ، أنا تعبت تعبت مش جادرة أستحمل اكتر من كده .
أنا بقيت بدعى ربنا يرحمنى ويخدنى علشان استحملت كتير قوى وكنت بصبر نفسى وأقول ده ابتلاء وأكيد هايجى يوم وربنا هيكشفه واستريح بس لسه الدنيا عمالة تحط عليه وبنتى الوحيدة حساها بضيع منى بسببك .
ضيعت كل حاچة حلوة فى حياتى ، ربنا ينتقم منك ..
تأثر عبيد بكلماتها واهتزت جوارحه وبدأ يتعرق وشعر بالدوار .
حتى سقط مغشيا عليه .
اتسعت عين ألماس ناطقة بقلق ……عبيد مالك ؟
ثم وضعت يدها على فمها بندم…معقول علشان دعيت عليه ، هو اه اذانى كتير وضيع حياتى بس ماكنتش احب اكون انا سبب فى اذيته وكنت مستنية تعويض ربنا .
فصرخت ألماس …..يا حور ،الحقينى ،تعالى شوفى ابوكى ماله ؟
فأسرعت حور …بابى بابى مالك يا حبيبى ؟
ثم نظرت لوالدتها بعتاب قائلة…لو جراله حاجة مش هسامحك أبدا .
علشان سمعاك بتأنبى فيه وهو ماهيتحملش فيه الهوا .
بكت حور…. …بابى بابى ، أعمل إيه دلوقتى ؟
ألماس…هتصل بأخوكى يجيب الإسعاف ولا دكتور .
…..
حمزة ….خير يارب ، مش متعودة امى تتصل فى الوقت ده
احمد …رد شوف فيه إيه ؟
حمزة…امى
ألماس ببكاء…تعالى يا ابنى بسرعة وهات دكتور ولا إسعاف أبوك طب ساكت معرفش ماله ؟
حمزة بقلق….بابا ، يارب سلم .
حاضر مسافة السكة هكون عندك .
وفى دقائق وصل حمزة لوالده وكان مازال مغشى عليه فشعر بغصة فى قلبه ودمعت عيناه .
وحمله ووضعه على الفراش .
حور…….مجبتش دكتور ليه معاك .
حمزة…أنتِ ناسية إنى دكتور .
حور…بس انت بتاع مدمنين .
ألماس ……إسكتى يا بتى دلوقتى ،سيبى أخوكِ يتصرف .
حاول حمزة انعاشه فاستفاق عبيد وبصوت خافت…….هو حصل ايه ؟
حمزة…انت كويس يا بابا بس الضغط عالى شوية .
ولازم تحلل سكر كمان يمكن الإغماء ده منه .
وكمان نطمن على القلب علشان ضرباته سريعة.
عبيد….تأمل فى وجه حمزة ولاحظ نظرات القلق والحب فى عينيه بالرغم سوء معاملته له منذ الصغر فشعر بالندم بعض الشىء .
عبيد……..والله بقيت دكتور يا حمزة وهتعالج أبوك .
بس ماتعرفش كمان عندى غثيان والمية محبوسة فيه ورجلى هتورم .
توتر حمزة من ماقاله أبيه قائلا…كده لازم نطمن على الكلى يا بابا كمان .
ليه ساكت على نفسك كده ؟ ليه ماقولتليش من زمان إنك تعبان .
حور باكية…….يعنى ايه بابا تعبان للدرجاتى ولا انت هتجرب فيه ؟
ألماس…عيب يا بتى ، ده أخوكِ وهيخاف عليه زيك واكتر .
حمزة…….بابا انت لازم تنزل معايا دلوقتى مستشفى نحلل ونطمن عليك .
عبيد…لا مش قادر دلوقتى يا ابنى الصبح إن شاءالله .
حمزة…ليه نستنى ؟ دلوقتى احسن .
عبيد…….معلش ، خليها بكرة الصباح رباح يا ابنى .
حمزة…طيب أن شاءالله الصبح هجيلك أخدك للمستشفى ونطمن .
السلام عليكم أنا ماشى .
ثم التفت ليغادر ولكن تفاجىء بصوت أباه …استنى يا ابنى ،خليك بايت معانا النهاردة .
تخشبت أوصال حمزة ووقف للحظة شاردا …معقول عايزنى ابات بعد سنين الفرقة دى كلها .
فالتفت له حمزة بعين باكية ….ليهمس بألم …
لا ملوش داعى ، بس هتلاقينى الصبح بدرى عندك
ثم أسرع ليغادر رغم نداء ألماس له …استنى يا ابنى استنى .
فنظر لها حمزة بألم ثم غادر بالفعل .
ولجت ألماس عند عبيد لتنهره….شوفت ابنك اللى بعدته عننا سنين طويلة ، كان أقرب واحد ليك لما تعبت .
نكس رأسه عبيد….ماأنتى عارفة ليه وأدينى قولتله بيت معانا وهو اللى مرضاش .
ألماس……..يعنى عايزه بعد السنين دى كلها من كلمة واحدة يتراضى ، أنت كسرت نفسه كتير جوى .
حور بعتاب …..وبعدين يا ماما ؟ ماكفاية انتِ مش واخدة بالك من بابا أنه تعبان ولا إيه ؟
ألماس …ايوه تعبان من زمان وتاعب نفسه وتاعب اللى حواليه .
حور….يادى الكلام اللى مابيخلصش أنا مصدعة وعايزة انام .
ولجت حور لغرفتها ممسكة برأسها…وبعدين فى الصداع ده .
المشكلة إنه مابيجبش نتيجة معاه غير البرشام بتاع ياسر .
بس محرجة كل شوية اطلبه منه ، بس لو يرضى يقولى على اسمه أجيبه أنا .
بس اعمل ايه لازم اطلب منه بكرة تانى علشان حاسة دماغى هتتفرتك .
………
يحيى……..أنت يا عم فارس باشا يا راجل بالرغم إنك عديت الأربعين أهو إلا لسه فى خيرك واللى يشوفك يدوبك يقول تلاتين بس .
فارس……أنت بتقر ولا إيه ؟
يحيى…. ..لا مش بقر بحسد بس .
شوف إحنا من سن بعض بس أنا شكلى عامل ازاى ؟ وأنت إزاى ؟
فارس بضحك…ماهو ده ضريبة الجواز ،لو فضلت بعقلك كان احسن زى حالاتى كده .
لكن الجواز شيلك الهم فعجزت بدرى بدرى والكرش أهو قدامك مترين .
يحيى …..بس بقه ماتفكرنيش ، اهى غلطة زى ما استاذ هانى شاكر بيقول غلطة وندمان عليها .
فولجت عليهم سمية قائلة…هى إيه الغلطة يا باشمهندس .
فاضطرب يحيى قائلا…….لا يا حبيبتى بقوله غلطة كبيرة يا فارس انك تقعد لغاية دلوقتى من جواز .
مفيش احلى من الجواز خصوصا من حبيبة القلب سمية.
فارس بضحك……ايوه ايوه يا باشمهندس .
سمية…. ..وبعدين يا فارس هتفضل طول عمرك كده ولا ايه ؟
ماما مايسة زعلانة اوى ،فراضيها وأتجوز وأنا كمان عندى عروسة حلوة اوى ليك وبتحبك بس انت عامل نفسك مش واخد بالك .
يحيى بغمز……..قصدك المزة الحلوة اللى فى الحسابات دى .
كزت سمية على اسنانها بضيق…وأنت حضرتك واخد بالك إنها حلوة بقى إزاى ؟
فارس…….تيرارا وبدأت المعركة ، استلم يا استاذ أنت اللى جبته لنفسك .
أسيبكم تتعاركوا براحتكم
سمية ….استنى بس يا فارس يا خويا .
أنا مش عارفة مالك كده ؟ مش طايق تتكلم فى موضوع الجواز .
ولا فاكر نفسك هتترهبن ولا حاجة.
الجواز سنة عن الحبيب يا خوى وواجب عليك تتبع السنة بدال ماشاءالله قادر على ده .
وعلشان تفرحنا كلنا وقلوبنا تتطمن عليك .
فارس…..حبيبى يا رسول الله .
بس نفسى تحسوا بيه ، وأنا لو اتجوزت هظلم الإنسانة اللى هتجوزها وهى ملهاش ذنب
سمية …ليه هتظلمها ،ده أنت حتى خلوق ومحترم ولسانك حلو وهتعاملها بالمعروف .
فارس…جميل الكلام ده كله بس نسيتى اهم حاجة .
سمية…إيه هى !؟
فشاور فارس على قلبه بحزن قائلا…..مش هتكون هنا وده اكبر ظلم ليها .
بعد إذنكم لو سمحتم .
سمية……طيب بس استنى يمكن قلبك يحن .
أنت عارف بس حتى اسمها ايه ؟؟
…………….
يا ترى حمزة الصقر التانى هيكون فعلا بداية لهداية عبيد وكأنه ربنا أراد أن يكون من نسله ولد صالح يعوضه عن الحرمان اللى شافه فى دنيته ؟
ويا ترى فارس هيحن للعروسة دى ولا برده هيرفض
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كفر صقر)