روايات

رواية كفر صقر الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)

رواية كفر صقر الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)

رواية كفر صقر الجزء الثامن والثلاثون

رواية كفر صقر البارت الثامن والثلاثون

كفر صقر
كفر صقر

رواية كفر صقر الحلقة الثامنة والعشرون

بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله.
إضطرب ياسين بنظرات صباح تلك الفتاة الصغيرة التى يكبرها بأعوام عديدة .
(ألا تعلمى يا صغيرتى أن قلبى قد هرم فلماذا هاجمتيه وهو قد أصبح عاچز عن المقاومة )
اعتدل ياسين ونحنح ..طيب الحمد لله أهى فاجت.
سنديها يمه أنتِ واسماء وجعدوها شوية ترتاح.
وأعمللها يا اسماء كوباية لمون عشان الدموية تجرى فى عروجها .
ثم التفت متوترا وولج لغرفته وأغلق الباب عليّه ثم زفر بتنهيدة حارة وحدث نفسه .
مالك إكده يا ياسين مش على بعضك ، وإيه اللى هتفكر فيه ده ؟
دى بت صغيرة _ اه صغيرة بس عليها نظرة دوختنى منها لله ، بس لا أنا ياسين الدهشورى ومفروض ماتهزش بسرعة إكده.
لا هبعد عنها خالص ، ومش حاول اشوفها تانى .
أنا خلاص جلبى اتجفل بعد مايسة ويستحيل أفتح جلبى لحد تانى .
مش ناجص كسرة جلب تانى.
بدرية……خليكى انتِ يا اسماء معاها وأنا اللى هروح أعمل اللمون .
ثم همست لصباح … بس يا بتى إبجى كلى زين إكده عشان تجدرى تُصلبى طولك ومادوخيش تانى.
صباح بخجل…..حاضر يا خالة .
وما أن غادرت حتى ضحكت أسماء فكتمت صباح بيدها فمها .مرددة ”
إسكتى يا بت هتفضحينا .
أسماء…….بس يعنى كان شكلك وأنتِ هتسبليله إكده تحفة .
وإيه كومان طلعتى جادرة صوح خليتى ياسين الدهشورى حتة واحدة يتلغبط ومش عارف يتكلم وجرى على اوضته.
صباح…….تفتكرى يا بت إنه خد باله منى ؟ وممكن يعنى أجدر أوصل لجلبه ؟
أسماء……من جهة خد باله أخد ، أما جلبه دى فمش خابرة عشان هو عنيد جوى .
بس ربنا يسهل نظرتين تانين ونشوف .
فنكزتها صباح ثم ضحكوا هما الأثنين .
……………….
حاولت ثريا أن تمنع والدتها من الذهاب لقصرها ولكنها أبت وفضلت المواجهة والأنتقام مهما كلفها الأمر .
فقد أصابها حمدان فى مقتل للمرة الثانية .
فهل ستنجح كما فى المرة الأولى ؟
أسرعت سكينة للقصر بأنفاس متصاعدة وقلب متحجر وعين تعلن الشر .
وما أن اقتربت حتى قابلت خادمتها سيدة وبعض ممن كانوا يخدمون فى القصر .
سيدة…ببكاء…يرضيكى إكده يا ست الستات على اخر الزمن والعشرة نطرد بعد العمر ده كله .
سكينة بعبوس ….لا ميرضنيش .
بس كل واحد يروح لبيته دلوك واستنونى بس ارجع الأمور لطبيعتها كيف ماكانت وترجعوا ومعلش هى سحابة وهتعدى زى اللى جبلها .
سيدة …..لا يا ستى بس دى غير زينب واصل .
زينب كانت بت غلبانة وطيبة لكن دى بت شوارع ويا خوفى لامتعرفيش تخدى منها حج ولا باطل .
سكينة بفحيح الأفعى…مين دى اللى مهتعرفش ؟
بكرة تشوفى سكينة هتعمل ايه ؟
وتركتهم سكينة وولجت للداخل فاستوقفتها خادمة لا تعرفها..
الخادمة……أنتِ يا ست أنتِ ، هى وكالة من غير بواب ولا إيه ؟
داخلة إكده من غير كلام ولا إذن ، فكراها سراية أبوك ولا إيه ؟
فنظرت لها سكينها نظرة شيطانية
ثم دفعتها بيديها فأوقعتها أرضا فصرخت الخادمة لتخرج على صوتها هنية .
هنون بغضب….هو فيه إيه ؟ أنتِ مين يا ولية ؟
ثم ظهر حمدان من ورائها فاضطرب عندما رائها ؟
سكينة بصوت جهورى مخيف….جولها يا زينة الرجال أنا مين ؟
والمفروض أنا اللى اسأل مين أنتِ ولو إنى عارفة غازية من الغوازى اللى ياما شافهم وقضى معاهم يومين بعد إكده يرميهم رمية الكلاب ويرجع لحضن سكينة مرته
هنية بضحكة سخرية……ايوه أنتِ سكينة ، اللى هيجولوا عليها .
بس ماكنتش أعرف إن شكلك عجوزة وخرفانة للدرجادتى.
سكينة بغضب …..أنا عجوزة وخرفانة يا بت***
هنية بصرامة……كلمة زيادة كمان وهخليهم يطردوكى بره للكلاب
حمدان بتوتر…..استنى بس يا هنون دى ام بتى بردك.
هنية بصوت جهورى أسكتته……إسكت خالص أنت .
ثم صرخت فى وجه سكينة ”
بصى يا اسمك ايه انتِ & لو عايزة تعيشى إهنه بلجمتك من سكات ماشى .
أهو تخدمينى أنا وولدى اللى جاى .
لكن لو لسانك ده فوت ولا عملتى اى حركة من حركاتك دى اللى عرفاها هتشوفى هيحصلك إيه
وصدق االله حين قال
( يعز من يشاء ويذل من يشاء)
سكينة بذهول…….أنا اخدمك أنتِ ؟
ثم نظرت لحمدان بإنكسار مردفة ”
انت سامع بتجول إيه يا حمدان وساكت ماتجول حاجة وخليها تخرج بره جصرى .
جولها إنى مرتك من ساعة ماكنت صبى صغير إكده ووجفت چمبك لغاية مابجيت حمدان الجناوى .
عشنا مع بعض على الحلوة والمرة وكنت سندك وسرك وام بتك .
فمتجيش دلوك وحدة من دور بتك ألعوبان زى دى وعايزة تكوش على المال اللى ياما تعبنا فيه تيجى إكده بالساهل وتاخده لا أنا اشرب من دمها .
ثم أسرعت سكينة إلى هنية وامسكتها من شعرها لتصرخ الأخيرة _يا بت المفترية والله لأوريكِ
فيحاول بينهما حمدان ويصيح بصوت جهورى.
بجولك إيه يا سكينة ، أنا عشان العيش والملح والعشرة كيف مابتجولى هسيبك تعيشى معززة مكرمة إهنه .
لكن يكون فى علمك هنية مرتى زيك زيها بالظبط واكتر كومان عشان هى هتچبلى الواد اللى هستناه طول عمرى .
فيا تحترميها وتعامليها زين وتبطلى شغل الحريم ده .
يأما تطلعى بره انتى فاهمة .
فجحظت عين سكينة لما سمعته من حمدان وكأن دلو من الماء البارد قد سُكب على رأسها .
أما هنية فقد وضعت يديها فى جمبيها وتوعدتها بنظرات نارية وبشماتة “.
يا ويلك منى أنا يا سكينة.
حمدان……جولنا إيه يا هنية؟
جولنا هنعيش سوا كويسين كلاتنا .
توقف الكلام فى حنجرة سكينة ولم تدرى بما ترد وهى ترى السجادة تسحب من تحت قدمها ومجهود السنين قد ضاع فى لحظة.
فانسحبت لغرفتها والدموع تتحجر فى عينيها ولكن كرامتها أبت أن تنزل أمامهما فأسرعت لسكبها على وسادتها مع توعد بالأنتقام .
وما زاد حنقها هو سماع صوت هنية وهى تتدلل ضاحكة مع حمدان .
هنية……..بس بقه يا حمدونة إلا العجربة تسمع وتطلع تنكد علينا .
حمدان بلا مبالاة ….خليها تسمع _سمعت الرعد فى ودانها .
……………
بعد مضى عدة أشهر على هذا الحال .
ثريا بحزن……يا جهرتى عليكِ يمه ويا خوفى على نفسى أنا كومان ياسين يعملها .
مش هعرف ساعتها هعمل ايه ؟
خصوصا إنه مبجاش طايجنى وعلى طول مبيت عند أمه .
ولولا عيالى ماكنت أستنيت على ذمته بس أهو عشان خاطرهم .
أولاد ثريا ( عبيد وعبدون وعبير)
أما مايسة فقد رزقها الله أيضا بعد فارس من إسماعيل .
تؤم أيضا ( فريد وفريدة ) .
أما ياسين فقد وقع فى هوى صباح ولكنه لم يفصح ولكن أفعاله كانت تثبت ذلك .
ولج ياسين إلى غرفة اسماء .
أسماء……يا هلا يا مرحبا بـ ياسين الدهشورى فى غرفتى المتواضعة .
فضحك ياسين……يا بت هتفضلى لميتى بكاشة إكده ؟
أسماء …..لغاية ماأكل بغاشة .
مش جولت صوح _هتشتيرلى منها يا يا أحلى من البغاشة أنت .
ياسين مبتسماً…..هتثبتينى دايما أنتِ .
أسماء….ايووووون .
.بس جولى أنت چاى عشانى ولا عشان حاچة تانية إكده ولا إكده ؟
ياسين بتوتر…إكده إزاى يعنى ؟
لا انتِ شكلك _ صواميل مخك فوتت .
أسماء بعبوس طفولى…إكده يا ياسين ؟
ياسين ….ايوه إكده .
بس جوليلى صوح هى فين صاحبتك اللى اسمها صباح دى مابتجيش ليه حدانا تذاكروا مع بعض زى الأول.
واهى تعجلك شوية _عشان هى تجيلة شوية عنك .
أسماء….بجه إكده يا ياسين أنا خفيفة وهى عاجلة ماشى .
ثم نظرت له بمكر وبهمس…اسكت يا ياسين يا اخويا مش چيلها عريس وأمها وأبوها مش رايدينها تكمل تعليم ولا تخرج من الدار وهى يعينى دمعتها ماهتنشفش ولما ازورها تجولى..لا مش رايداه يا اسماء .
ياسين وقد اضطرب …ليه مش ريداه ؟
أسماء ..يعنى الجلب وما يريد يا خوى؟
ياسين. ..وهى هتحب يعنى ومين ده ؟
أسماء……هتحب شاب جميل بس يعنى اكبر منها شوى.
بس هى مش حاسة بالفرج ده واصل وهو فى نظرها أحسن من الشباب الهايفة اللى فى سنها .
فابتسم ياسين …بچد هى جلتلك إكده ؟
أسماء بمكر…….ايوه _ بس ميتى الشاب دى يحس بيها ويخطبها جبل ماحد ياخدها منيه .
ميتى يتحرك بس ؟
فقام ياسين متوترا يجوب الغرفة يمينا ويسارا وتنظر له أسماء بتعجب ورأته محدثا نفسه.
طيب وبعدين افرض اتجدمتلها ووافجوا واتچوزتها كومان ثريا هتسكت ولا هتجلب عليه الدنيا زى ماجلبتها سكينة ساعة مايسة .
وتبجى صباح مايسة تانى .
وكومان خايف جلبى ينكسر للمرة التانية وفى نفس الوجت خايف يروح منى أخر أمل _إنى احس إنى عايش على وش الدنيا .
أعمل إيه بس ياربى أحتارت ؟
ثم نظر لأخته بعد أن أنطلق زفيرا يحمل من الهم أثقله .
أسماء ….جوللهم إنى رايح اخطبها
فقفزت أسماء على الفراش كالأطفال من الفرحة…….بجد يا خوى ولا هتهزر ؟
ياسين بضحك……بچد بس الچواز مش دلوك عشان مظلمهاش زى اللى جبليها لما انظم امورى الأول .
أسماء ماشى يا خوى ،دى البت صبوحة هتموت من الفرحة .
ربنا يسعدكوا ويهنيكوا يا خوى .
………………
مرت الأيام على سكينة بتثاقل شديد فكانت تشعر فى القصر كأنها غريبة وكأنها لم تكن بالأمس سيدة القصر .
فأصبحت الآن على الهامش ، فحمدان لا يكاد يرى سوى هنية وأصبح لها الكلمة والسيادة فى القصر خصوصا بعد أن ولدت له ( يحيى )
فأصبح شغله الشاغل وتحول كأنه طفل معه يلاطفه ويدلله ويلعب معه .
فكانت تنظر له بغل وحقد ولا تدرى ما تفعل فهى تحت مراقبة الخدم دوما كما امرتهم هنية .
وما زاد الأمر سوءا إنهم أيضا يجبرونها على خدمتهم .
من تحضير الأكل أو تغيير الفراش .
هنية بصياح…..أنتِ يا أم أربعة وأربعين ، لسه مخلصتيش الوكل كل ده ؟
إلهى البوتچاز يولع فيكِ ونخلص من خلجتك العكرة دى .
يلا انجزى يا زفتة يااللى اسمك سكينة _ ولما تخلصى ، أطلعى غيرى الملاية عشان سيدك يحيى البامبرز بتاعه سرب على السرير ..
فجنت سكينة عندما تلفظت هنية بذلك .
سكينة بفحيح الأفعى ..النهاردة هيكون اخر يوم ليكِ أنت وولدك وحمدان كومان .
وعلى حين غفلة من خادمة هنية أحضرت بعض من سم الفئران ثم خلطته مع الطعام المُعد .
ثم تنفست بهدوء مهمهمة…اخرتكوا على إيديه النهاردة وهتدفعوا تمن أستهوانكم بـ سكينة .
وبالفعل قدمت لها ولـ حمدان الطعام .
هنية بسخرية….كل ده يااللى تنشكى فى معاميعك .
سكينة بعين شيطانية…..معلش بجه الصحة مابجتش زى الأول.
المهم خلص أهو يلا كلوا بالهنا والشفا.
هنية محدثة نفسها ( مش بعادة يعنى تجول إكده ، أنا دايما بسمعها بعد ماتحط الأكل تهمس ( أطفحوا ) .
لا جلبى واكلنى وحاسه الأكل ده فيه حاچة .
وعندما همت سكينة بالمغادرة وعلى وجهها إبتسامة النصر .
سمعت هنية تصيح…استنى عندك يا ولية انتى.
سكينة…عايزة إيه ؟
هنية…لا مش هاين عليه تاكلى لوحدك النهاردة
تعالى كُلى معانا ؟
حمدان بعبوس ….وليه إكده يا هنون ؟ هتسد نفسنا على الوكل إكده ؟
هنية…..معلش ماهى لقمة وتقوم .
ثم أمرتها هنية ”
دوقى الأكل يا سكينة .
وهم حمدان أن يمد يده ولكن استوقفته هنية ..قولت استنى لما تدوق هى الأول .
إرتبكت سكينة وارتعدت أوصالها ولكن حدثت نفسها بقولها ( أنا إكده إكده ميتة عشان لو ماأكلتش مش هيسبونى لحالى وهيشكوا فى الأكل ، فأنا هاكل ونروح فيها كلنا بس اشوفها جدامى الاول هتتمرمغ من الألم جبل ماتموت جبلى عشان اتشفى فيها .
فرسمت سكينة على وجهها الإبتسامة وتقدمت ببطىء شديد لتلتهم شىء بسيط من الطعام .
ثم أجبرتها هنية على التذوق من كل الأصناف قبل مغادرتها .
حتى أطمأنت هنية لطيب الطعام فصاحت…يلا بجه خلاص غورى من وشى .
خلينا ناكل بنفس أنا وجوزى ابو ولدى وابنى نور عينى يحيى .
وانكبت هنية وحمدان فى تناول الطعام بشراهة .
وسكينة تنظر لهم من وراء الستار وقد بدأت تشعر بألم فى بطنها ولكنها لم تستسلم ووقفت لتشاهد مصرعهم .
أما الولد فلم يتناول سوى شىء بسيط ولفظه أيضا ولعله رحمة من الله به .
ثم فجأة قام حمدان بالصراخ اولا …اه بطنى مش جادر مغص .
ولم تمر لحظة أخرى حتى صاحت هنية وأنا كمان اه اه مغص .
ليصرخوا الأثنين من الألم لتأتى لهم سكينة وهى ممسكة ببطنها من الألم هى الأخرى.
وبصوت كفحيح الأفعى…..مش سكينة اللى تيجى بعد العمر ده كله وتتهان من رجاصة ولا تسوى ومن رچلها اللى وجفت جنبه العمر كله وتسكت واصل .
ثم نظرت لحمدان بعد أن سقط فى الأرض يتلوى من الألم..
عملتها فى ابنك طوليب فى الأول ودلوك عملتها فيكم كلكم هتموتوا .
فصرخ حمدان…..هو أنتِ اللى موتى ولدى طوليب ؟
آه يا فاچرة .
سكينة وهى تعتصر من الألم…ايوه _ امال يعنى أنت تتهنى على كيفك وأنا أتجهر .
ثم ضحكت بهيسترية ”
ودلوك كلنا هنموت يا حمدان .
فصرخت هنية وحاولت أن تقترب منها لتخنقها بيديها ولكن خارت قواها لتقع فى الأرض صريعة .
وأتبعها حمدان ثم أخذت سكينة فى ضحك هستيرى حتى وقعت بجانبهم لتصارع الموت من شدة الالم ثم نظرت للصغير يحيى .
أنت كومان مموتش كيف ؟ موووت عشان أموت مرتاحة ولم تستكمل كلماتها حتى صرخت صرخة مدوية وكأنها رأت مقعدها من النار .
ولفظت اخر أنفاسها لتقابل الله عز وجل ويجازيها على عملها. .
وكما يقولون من قتل يقتل ولو بعد حين .
بل والأدهى هى التى قتلت نفسها .
فمات كل من هنية وحمدان وسكينة على سوء خاتمة .
استمع الخدم لصوت صريخ سكينة ليأتو ليجدوا الجميع قد فارق الحياة إلا الولد الصغير الذى لفظ ما فى أحشائه .
وبلغ الخدم الشرطة وزاع الخبر فى الكفر وسمع ياسين بالخبر فنظر للسماء وكأنه يقول سبحانك ربى ما أعدلك ثم بكى بكاء شديد بطلب منه المغفرة والسماح والتوبة .
ثم توجه للقصر ليقف بجانب ثريا لانه عانى من مرارة الفقد ويشعر بها حتى وإن كانت لا تعنى له شيئا ولكنها أم أولاده .
استقبلت ثريا خبر موت والداها بالصريخ والعويل وشق الجيوب وضرب الوجه وفعل كل ما حرمه الله .
ثريا بصراخ…….ليه مين من بعدك يمه أنتِ وابوى
سبتونى لمين ؟
ليه عملتى إكده يمه ؟
جولتلك تعالى وسبيه ، ليه بس حرمتينى منه ومنك .
إكده مبجاش ليه حد فى الدنيا ، اه يا نارى .
ثم وجدت ياسين أمامها فنظرت له بإنكسار وبصوت منبوح من الصراخ والبكاء.
ياسين _ چاى ليه ؟ شمتان _إستريحت دلوك لما ماتوا .
ياسين بآسى ….ماحدش هيشمت فى الموت واصل يا ثريا .
أنا چاى أجف معاكِ فى أزمتك دى ، أنتِ مهما كان أم ولادى .
وكمان أذكرك بالله يا بنت الناس ، إيه رأيك نبتدى حياة من جديد فى طاعة ربنا .
عشان حتى ربنا يكرمنا فى ولادنا عبيد وعبير وعبدون
ثريا بسخرية…..ربنا _ أنت اصلا بسببه بعدت عنى وكرهتنى بعد الحب كله اللى كان بناتنا .
وكمان موت أبوى وأمى ، روح أنت لربنا وسبنى لحالى الله يخليك .
روح للعيلة اللى خطبتها من ورايا خليها تنفعك وأنا خلاص معدتش تهمنى فى حاجة واصل .
كرهتك كره العمى ويلا إمشى اطلع برا مش رايدة اشوفك تانى .
وماتجيش تشوف العيال أنا هبجى ابعتهملك مع صفية شوية وتخدهم أطلع يلا برا .
نظر لها ياسين بآسى وأنقطع اخر أمل فى محاولة إصلاحها
فردد ياسين ..استغفرى الله يا ثريا اللى بتجوليه ده كفر وشرك بالله .
وكومان الولد أخوكِ مين هيربيه ،حرام ده يتيم خديه ربيه مع ولادنا .
ثريا …ملكش صالح بيه _وده لا خوى ولا اعرفه وهبعته دار الايتام وأمشى يلا عود للناس اللى شبهك وانا أصلا بندم إنى عرفتك فى يوم من الأيام .
ياسين بغصة مريرة.. ربنا يهدى قلبك يا ثريا.
بس الولد حرام ذنبه إيه ؟
ثريا…..ذنبه اللى كان السبب فى اللى حوصل .
أنا بكرهه وبكره كل راجل هيجهر مراته بچوازه من غيرها .
ياسين……ده طفل برىء ملهوش دعوة بكل اللى هتجوليه .
وخلاص لو مش ريداه أنا هخده لأمى تربيه .
فضحكت ثريا…..خليها تخده عشان تطلعه كيفك إكده راچل من ورج .
فنظر لها ياسين بآسى ”
ثم التفت مغادراً والحزن يملىء قلبه .
…………………..
ومرت الايام وتزوج ياسين من صباح التى بكرم الله استطاعت أن تعيد له حياة قلبه من جديد وكأنها العوض الجميل من الله .
فكل يوم يشرق عليها الشمس يًدللها بقوله
( مفيش صباح أحسن من صباحى بيك يا حبة جلبى )
صباح…يختى يا سكر على الكلمتين اللى هينجطوا عسل إكده من خشمك .
اللى يشوف إكده مايشفكش وأنت كنت تجيل عليه ولا معبرنى و أنا اللى كنت بموت فيك واتمنى بس نظرة من عنيك .
ياسين بضحك….أنا كومان يا صبوحة كنت هموت فيك وهحبك واستنى اليوم اللى كنتِ تيجى فيه لأسماء بس كنت خايف عليكِ منى وكمان فيه فرج بناتنا فى السن .
صباح وضعت يدها على فمه …سن إيه بس ؟
ده أنا اللى عجزت فى هواك يا جلبى .
فضحك ياسين وعاش معها فى سعادة ورزقه الله منها سمية من فرط حبه فى أخته وايضا معاذ .
من وقت لآخر كان عبيد وعبدون وعبير يقومون بزيارة والدهم .
وكان عبيد فى كل زيارة يفتعل المشاكل مع أطفال القرية .
ويقوم بسبهم وشتمهم والتعالى عليهم بمظهره ونسبه .
وكان يدافع فارس ابن مايسة وإسماعيل عن كل طفل يقوم بإيذائه عبيد .
حتى لقبه الاطفال ( بالصقر) .
كما أشبعه فارس ضربا عندما رآه مشاكسا إبنة عمته ( ألماس ) إبنة سمية وصهيب.
فارس بغضب ….عارف لو جربتلها تانى أو جولتلها كلمة إكده ولا إكده تانى هعمل فيك إيه ؟
عبيد بسخرية…هتعمل ايه يعنى ؟
فارس ..هعلجك على الباب وهخلى اللى رايح واللى جى يضربك .
عبيد بنفور……انت تعمل فيه إكده _أنت مين أنت ؟
شكلك مش عارف انا مين وحفيد مين ؟
فارس بلا مبالاة …عارفك ابن ثريا حمدان وياسين الدهشورى بس ولا بالاب ولا بالأم بالاخلاج وانت ماشفتش تربية واصل .
مع أن أبوك راجل زين بس طالع لأمك ثريا .
فبكى عبيد لإستهزاء فارس به وضحك على بكاؤه الأطفال.
فجاءت على صوته صفية ودفعت فارس عنه .
صفية بغضب..أنت يا ابن مايسة هتعمل إكده فى ابن ثريا .
أما وريتك .
فارس …هتعملى إيه يعنى انتِ ؟
أنا ماهخفش غير من ربنا .
استمع ياسين لحوار فارس فنظر له بإعجاب هامساً ( ماشاءالله عرفتى تربى يا مايسة صوح ، وربنا يسامحك يا ثريا على تربيتك لعبيد )
فخرج ياسين له…..وبعدين معاك يا عبيد مش جولتلك ماتتخنجش مع العيال وعاملهم كأنهم اخواتك.
#كفرصقربقلمى ام فاطمة
عبيد بسخرية….دول أخواتى دول فلاحين كيف مابتجول امى .
ياسين …حرام إكده يا ولدى إكده هتطلع وحيد محدش يحبك .
عبيد…..لا هيحبونى غصب عنهم بفلوسى كيف مبتجول امى .
ياسين……الله يهديك انت وامك .
عبيد….أنا بكرهم كلهم وأنت كمان بكرهك عشان هتحب كل العيال عنى.
تأثر ياسين بكلمته…ماتجولش إكده يا ولدى أنت ابنى زيهم بس أنا هكره أفعالك بس .
عبيد……لا أنت هتحب عبير وعبدون وهتدلعهم وأنا لا .
ياسين…يا ولدى أنا هحبك زيهم بالظبط ، بس أنت هتيجنى دايما بكلامك ده .
عبيد…أنا إكده وهفضل إكده .
……..
تقدم فارس من ألماس وهو على وشك الإنفجار فى وجهها
فأسرعت ألماس للداخل خوفا من غضبه .
لتتكون نواة حب بينهما .
(ألماس وفارس)
فما مصير هذا الحب ؟ هل سيمر بسلام ؟
أم هناك من سيقف لهما بالمرصاد ؟
…………..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كفر صقر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى